............رقم الإيداع (337) (دار الكتب والوثائق - المكتبة الوطنية) (بالموصل 4677 في 7/12/2005) (وقبض الرسم بالرقم1513في 7/12/2005)..........

مؤلف كتاب الشورى

الفهرست

الأربعاء، 17 يونيو 2009

الفصل الحادي عشر

 

الإسلام يصنع (( الثلة الواعية ))

ويحثُ على التنافس والتسابق حسب سلم الدرجات

وهذه هي (( حقوق الإنسان – و واجبات الإنسان ))

ويصنع مستلزمات استئناف الحياة الإسلامية و إقامة الدولة الإسلامية الواحدة

 

إنَ الله تعالى يقول {  ثُلةٌ مِنَ الأولينَ . و  ثُلةٌ مِنَ الآخرينَ  } ( الواقعة 41) و {  فسوفَ  يأتي اللهُ بقومٍ يُحبُهُم و يُحبُونَهُ أعزةٍ على الكافرين أذلةٍ على المؤمنين يجاهدون في سبيلِ الله و لا يخافون لَومَةَ لائِمٍ  }   ( المائدة 54 ) 

 

                   إنّ الشريعة الإسلامية – الأساس فيها – القراءة و الحكمة و النقاش و البحث         و التدقيق و التأمل والتدّبر و الدعوة و الموعظة و الجدال الحسن و إنكار (المنكر) و تغييره إلى المعروف و الحق و العدل – كل هذه القيم و التوجهات في الشريعة الإسلامية  يجب أنْ تكون بعيدة عن – الغيبة و النميمة و التشهير و التشنيع و السب و الشتم و الغدر و الغل و العنف – لذلك على المسلمين التمسك بالدعاء الرباني في قرآنه المجيد { ربنا اغفر لنا و لإخواننا الذين سبقونا بالإيمان و لا تجعل في قلوبنا غلاً  للذين آمنوا } ( الحشر 11) -  و حيث إنّ الغاية من البحث السياسي و الدراسة في ( أعمال و أقوال ) الصحابة           و السلف و التابعين – و ليس في (أشخاصهم ) – هي – العلم و المعرفة – لفهم أحكام ديننا الشرعية – و هم ممن سبقونا في ( فهم ) و ( تطبيق ) أو ( تعطيل ) أو ( إساءة ) أو ( تبديل أو تغيير )  الأحكام الشرعية – خاصة       ( حكم الشورى – الاختيار بالرضا  -  حكم الخلافة    بيعة الانعقاد و بيعة الطاعة ) – و هي – غاية سياسية – لإصلاح  و صلاح – الأمة الإسلامية الواحدة و سعادتها – فيكون من الواجب على المسلمين – التسابق             و التنافس – على دفع الأمة إلى الخير – نحو الأحسن و الصالح و الصحيح – لجعلها دائماً في – حالة النهوض     و التقدم – ( أعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً وأعمل لآخرتك كأنك تموت غداً )  و { لمن شاء منكم أنْ يتقدم أو يتأخر}.

               ( الجنة لا ينام طالبها  -  و النار لا ينام هاربها )

                   و إنّ الشريعة الإسلامية  فيها الكثير من أحكام الحث على ( التسابق و التنافس ) و هذا ما أكده الله تعالى  بقوله الكريم ( إنّ الأبرار لفي نعيم على الأرائك ينظرون تَعْرِفُ في وجوههم نَضرَةَ النعيم يُسقون من رحيق مختوم ختامه مسك و في ذلك فليتنافس المتنافسون } ( المطففين 26) – و إنّ  ما يسمون رجال الدين     و وعاظ السلاطين – هم قسم من الذين شملتهم ( سورة  المطففين ) الكريمة – التي شرح الله سبحانه فيها واقعهم و حالهم السيء و التعس و المؤذي لأنفسهم و الناس – لأنهم – يُطففون – فتراهم يسندون الطغاة المتسلطين و يساعدونهم على غلق أفواه الناس من المطالبة بالحق و العدل – باعتبار وحسب الإدعاء بأنّ رجال الدين هم الأعرف و الأعلم بالدين – فيمنعون الناس من التسابق على الخيرات و المعروف وإنكار المنكر – و بعد المطففين – فقد شرح لنا ربنا مباشرة واقع و حال نقيضهم و هم ( الأبرار و العليون – الثلة الواعية ) و هم        ( الصادقون في إيمانهم ) فقال عنهم الله تعالى { أولئك يسارعون إلى الخيرات و هم  لها  لسابقون } ( المؤمنون 62 )  و{السابقون السابقون } ( الواقعة 11) – و إنّ للمتسابقين و المتنافسين على تطبيق حدود الله سبحانه     و هي – الخيرات – و الناكرين لمن يحادد و يحارب الله و حدوده – منزلة عظيمة في الجنة – فقد قال رسول الله الحبيب << اطلبوا الجنة جهدكم و اهربوا من النار جهدكم ، فإنّ الجنة لا ينام طالبها و إنّ النار لا ينام هاربها ،   و إنّ الآخرة اليوم محفوفة بالمكاره و إنّ الدنيا اليوم محفوفة بالملذات و الشهوات فلا  تلهيكم عن الآخرة >>  صدق رسول الله الحبيب – و ما أعظم هذا الوصف – فهل يفهم الطغاة و وعاظهم رجال الدين هذا الحديث الشريف – والفهم هو العمل و التطبيق بعد العلم به – هل فهموا مقاصده و معانيه التي تدعوهم إلى إنقاذ أنفسهم و الناس – بالتسابق و التنافس رغم – المكاره – و شهوات الدنيا و ملذاتها – و كذلك قال حبيبنا << منْ  قلَّ  قوته ، و منْ  كثُرَ  عياله ، و منْ  حَسُنتْ صلاته ، ومن ترك الغِيبة ، فهو  رفيقي في الجنة  كإصبعي هاذين >> لأنّ كثرة العيال – العيلة – و حاجة القوت وفي نفس الوقت يلتزم بحدود الله تعالى  يعتبر امتحان للمسلم المؤمن الصادق و هذا توضحه عبارة – منْ حسنت صلاته – ليس القصد منها الأداء المنظم بالحركات أو دقة الوضوء    و القراءة – وإنما القصد هو العمل بما يريده الله و رسوله و هذا ما وضحه قوله سبحانه { إنّ الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر } ( العنكبوت 45 ) .

 

                   إنّ الله جلت قدرته قد علمنا  ( سلم الدرجات )  في  ( التسابق و التنافس ) حيث قال تعالى { أنظر كيف  فضلنا  بعضكم على بعض  و للآخرة أكبرُ  درجاتٍ و أكبرُ  تفضيلا } ( الإسراء 21 )  و { أ فمنْ  اتبع رضوان الله  كمن باء بسخط الله  و مأواهم جهنم و بئس المصير  هم درجات عند الله و الله بصير بما يعملون } (آل عمران 162 )  و  { من أنفق من قبل الفتح و قاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا منْ بعدُ  و قاتلوا } (الحديد 10 )  و  {  أ جعلتم  سقاية الحاج و عمارة المسجد الحرام  كمن  آمن بالله و اليوم الآخر و جاهد في سبيل الله  لا يستوون  عند الله  و الله لا يهدي القوم الظالمين  } ( التوبة 19 )  -  و ما أعظمك يا رب على هذه الدقة من التشخيص و التعريف – و رغم كل ذلك – فإننا نرى الطغاة و وعاظهم رجال الدين و غير رجال الدين  في غيهم يعمهون – و يفضلون اللباس الناعم الحرير و الطعام الدسم و السيارات الفخمة و البيوت الناطحة و هم في خدمة أسيادهم و مبعث زينتهم و حلاوة دنياهم سائرون – و على حساب ظلم الناس وحاجتهم و فاقتهم – ويفضلون عيش الدنيا على جنة الله و نعيمها . 

                    ومن خلال هذه الآية العظيمة و الجليلة التي نزلت قبل 1425 سنة و هي  تشخص ما يحصل اليوم من قبل ما يسمى -  خادم الحرمين -  و من هم على شاكلته { أ جعلتم سقاية الحاج و عمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله و اليوم الآخر و جاهد في سبيل الله لا يستوون } فهي تعرفنا و تفهمنا – إنّ الإيمان بالله و اليوم الآخر و الجهاد في سبيل الله – هو -  أعلى درجات الإيمان – و أعلى  درجة من – سقاية الحاج و عمارة المسجد الحرام – و إنّ وقائع هذه الآية هي حاصلة حتى في يومنا الحاضر – و قد لا نخطأ إذا قلنا إنها لم تحصل مثلما هي حاصلة اليوم – حيث إنّ البعض من المسلمين ممنْ أصابتهم الغفلة و السطحية يتفاخرون بحكام طغاة و يمدحون حكام متسلطون لأنهم – يسقون الحاج – يوزعون الماء البارد على الحجيج – و يعمرون المسجد الحرام – حكام السعودية خدام الحرمين – فهم بالإضافة إلى – السقاية و العمارة – فإنهم يشيدون المساجد و يعملون الندوات والدراسات الدينية – و لكنهم لا يلتفتون إلى إنّ الله تعالى في آية صريحة و واضحة يريد من الناس – حكام ومحكومين – يريد منهم – الإيمان بالله  و اليوم الآخر  و الجهاد في سبيله – قبل سقاية الحاج و عمارة المسجد الحرام .

                    بل و إنّ الله سبحانه يستنكر – كل من يسعى و يعمل – لجعل سقاية الحاج و عمارة المسجد الحرام – أفضل من الإيمان بالله  و  اليوم الآخر  و  الجهاد في سبيل الله -  أو حتى – جعلها بنفس الدرجة – لأنّ – الإيمان بهذه القيم وأحكام العقيدة الثلاث  - سوف تدفع الإنسان – أي إنسان – إلى المحافظة على -  الأمة الإسلامية الواحدة – و  دولتها الإسلامية الواحدة – و إذا لا توجد الدولة –  فإلى العمل لإقامتها – و أما السقاية والعمارة فلا علاقة لهما بهذه الأهداف الربانية -  لأنه بإمكان الكافر و الظالم القيام بالسقاية و العمارة – بل ونفهم من هذه الآية الكريمة – إنّ هناك من يسقي الحاج و يعمر المسجد الحرام و يبني المساجد – و هو كافر أو فاسق أو ظالم – أو تكون جميع هذه الصفات عنده – فهو يتخفى بالإسلام و يلبس لباسه  لمحاربة الإسلام – بإبعاد تطبيق أحكام الله – خاصة الشورى و الخلافة – المطلوب تطبيقها قبل السقاية و العمارة – لأنّ الله تعالى يقول وباستنكار – كمن آمن بالله – خاصة – إذا علمنا – إنّ مفتاح باب الكعبة و السقاية كانت بيد – كافر – واليوم بيد ملك أو أمير – فأين هو – الخليفة – و هناك استعداد عند رجال الدين الوعاظ على القول – إنّ الملك أكثر تقدما من الخليفة لذا لا يصلح لنا إلا النظام الملكي – في حين إنّ الله تعالى يقول { إنّ الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة و كذلك يفعلون } ( النمل 34 ) و يؤكد الله سبحانه على أنّ عمل الملوك هو إذلال للناس – و كذلك يفعلون .

 

                   و اليوم إذاً فإنّ – السقاية و العمارة – ليست بيد – خليفة – و لا بيد – حاكم جاء بطريق شرعي – الشورى – الاختيار و الرضا – و إنما بيد أمير عشيرة – ملك – جاء بطريق الوراثة و ولاية العهد و بالأصل فإنّ العشيرة جاءت بحد السيف – و تسلطت على الناس – و جزء – من بلاد المسلمين – فيه – بيت الله الحرام – وفيه – المدينة المنورة – التي كانت – عاصمة الدولة الإسلامية – ومع ذلك نقول – إذا كانت هذه العشيرة من المسلمين و شيوخها و أمراءها مسلمون و يدعون – الإيمان بالله – فلماذا لا يطيعون الله و رسوله و لا  يتبعون دينهم و لا يطبقون أحكام الله – و قبل كل شيء – لماذا لا يعلنون – دولة و خلافة الله و رسوله – في مكة المكرمة أو في المدينة المنورة – بدل التظاهر بقطع يد السارق أو جلد الزاني و الزانية – و إننا نتحداهم إذا هم قاموا بما أمر الله و رسوله – و نتحدى وعاظ سلاطينهم أنْ يذكروا السلاطين و المتسلطين بما أمر الله به – لأنّ – الأسياد – سوف يغضبون عليهم  و يزجرونهم أو سوف يبدلون عيشهم من -  الترف -  إلى  - النكد و الضنك – و إلى – إنهائهم – في حين إنّ الله سبحانه يقول {  و للآخرة أكبر درجات و أكبر تفضيلا  }  - و هل من الصعوبة أنْ تصرح أمريكا ( إنّ قواعدها العسكرية في السعودية هي التي جاءت بالماء البارد و بمواد البناء للمسجد الحرام – و هي التي قدمت هذه الخدمات للحجيج المسلمين ) – و هل ننسى قيام – خادم الحرمين فهد – بقتل الحجاج المسلمين عند قيامهم بالشعائر الدينية – التظاهر – بإعلان البراءة – من الكفر و الشرك – و إنّ -  البراءة – ركن – مهم في – فريضة الحج – مثل – رمي الحجرات – و إنّ – تعطيلها عن  قصد و تعمد يجعل – الحجة غير مقبولة عند الله تعالى – و قد قام – هو و عشيرته و المتعاونين معه خاصة مخابرات طاغية العراق -  بقتل ما يقارب – خمسمائة حاج – و هم يقومون بالبراءة من الكفار و المشركين .

                    و على المسلمين اليوم – النهوض – بالحق و العدل – المدونة و المثبتة في – الرسالة المحمدية – رحمة للعالمين – بالصراع الفكري و الجهاد و الفداء و التضحية بالأنفس و المال – انطلاقاً – من مجد الأمة الإسلامية – ذلك المجد – الذي صنعه لها – خالقها – أمة واحدة – أمة وسطاً – خير أمة – و نفذه – مبلغ الرسالة للعالم – و معه – الأبطال – من – أهل البيت – و صحابة – رسولنا الحبيب – الذين صبروا على التعذيب و المعاناة في – مكة المكرمة – و الاستشهاد بعد إقامة الدولة الإسلامية في – المدينة المنورة – في معارك – بدر و أحد و الخندق و حنين و خيبر ومؤتة و تبوك و جيش أسامة – و انتصارهم – على – أبطال قريش و بني أمية واليهود و الروم و عرب الغساسنة – و حولوا أبطال الكفر إلى – أذلة و جيف – كل ذلك من أجل –  شفاء ورحمة و سعادة العالمين – ليقول الناس – الحمد لله رب العامين – و ليس ليحكم الملوك و شيوخ و أمراء العشائر – وهم أعداء الإسلام – فإذا هم تمكنوا من الوقوف ضد – سعادة العالمين – و حرموهم منها – فإنهم لم و لن يتمكنوا من الوقوف ضد – مصير – أبطال الإسلام – النصر أو الجنة – لأنهم – عباد الرحمن و هم الشهداء – وأحياء عند ربهم يرزقون – و هم – أبرار النعيم .

                   و على المسلمين – النهوض – سياسياً -  لإنقاذ البشرية مما هم عليه اليوم من –  كبرياء و بطر وخيلاء و غرور وفراعنة كبار و فراعنة صغار و من تردي و فساد – رغم وجود العلوم و الأجهزة و المصانع     و أسلحة الدمار الشامل – و أنْ يكون نهوضهم على أساس – الحق و العدل الإلهي – وهو الإسلام .

 

                      ( حقوق الإنسان – و واجبات الإنسان )

         ( و إنّ المسلمين قد – تواصوا بالحق  و تواصوا بالصبر )         

                                 و على أداء الواجب 

( و بتطبيق – الحق و الواجب – ما أنزل الله           - الذي تواصوا به -  تتحقق العدالة )

                   و بمناسبة – الحق و العدل – فقد يدعونا بحثنا السياسي هذا – و كذلك – الواجب الشرعي – إلى التعرض لموضوع العصر – حقوق الإنسان – هذا العنوان يستغله في هذا – العصر – العلمانيون – الغرب الصليبي – الكافر المستعمر-  كلمة حق يراد بها باطل – تماماً مثل رفع القرآن على أسنة الرماح – و على أساس أنّ – حقوق الإنسان – لا يملكها المسلمون و هي من متطلبات – روح العصر – و لكن – كيف لهم أنْ يتمكنوا منْ أنْ يفهموا – القنبلة الذرية التي نزلت على ناس أبرياء – في هورشيما – اليابان – في حين إنهم يريدون أنْ يثقفوا المسلمين في العالم الإسلامي و كذلك بقية الناس – و يفهموهم – بأنّ المجتمع الإسلامي و الناس يفتقرون إلى  - حقوق الإنسان – و إنّ – الأمة الإسلامية – رجعية و متأخرة – لأنها تفقد – حقوق الإنسان – و عندما تفتح الأمة عينها و تفيق من المخدر – ترى – واقع كارثة القنبلة الذرية و حقيقة منْ فجرها من أدعياء حقوق الإنسان .

         { و منْ  كل شيءٍ  خلقنا زوجين } ( الذاريات 49 )  هيّ  ( العدالة )

                  و لكن لو تعمقنا قليلاً لوجدنا إنّ الغرب الصليبي – و أعداء الإسلام العلمانيين – يتغاضون  ويعمون – متقصدين و متعمدين عن – معرفة و فهم السبب الحقيقي و الصحيح – لهذا الموضوع و لهذا الواقع وهو – إنّ الفرعون الاستكباري المتسلط على العالم و أعوانه الفراعنة الصغار المتسلطون بالنيابة عنه وبالوكالة على أجزاء العالم الإسلامي – هم جميعا و بالاشتراك مع وعاظ سلاطينهم -  هم السبب في – سلب حقوق الإنسان – من هذه المجتمعات -  تماماً مثلما فهموا بأنّ – الآلاف أو الملايين من البشر في هورشيما الذين ذابوا وتشوهوا – لا يملكون -  أي حق من حقوق الإنسان – و يجب أنْ لا يعيشوا لأنهم لا يملكون حقوق الإنسان – فأحرقوهم و أبادوهم بالقنبلة الذرية – و هذا هو – واقع مفاهيم العلمانية – و التي هي الأساس في دفعهم لتصنيع – أسلحة الدمار الشامل – و بنفس هذه المفاهيم السقيمة و المعادية  للإنسان – يقررون – أنّ المسلمين لا يملكون – حقوق الإنسان – و إنّ الفر اعنة الصغار و بأمر من الفرعون الكبير – سيدهم – و بتخطيط من الأسياد يقومون بتدمير – حقوق الإنسان في العالم – بسبب الفهم الناقص و الخاطيء عن – حقيقة واقع الإنسان و خلقه – من أنه مخلوق لخالق و إنه مخلوق بشكل يحتاج إلى ( نظام ) يعالج فيه ( كل شيء بزوجين – جميع أموره     و علاقاته في الحياة ) و ليس ( أمر واحد ) و هذا هو السر الرباني الذي يجهله الإنسان – كما جاء في قوله تعالى     { و منْ كل شيء خلقنا زوجين } فالإنسان يحتاج إلى فهم هاذين ( الزوجين ) ( حقوقه و واجباته ) في حين إنّ – العلمانيين الغربيين قد فهموا جانب واحد ( الحقوق ) و تركوا و لم يفهموا الجانب الثاني ( الواجبات ) – فهم عندما يعالجون ( الحقوق – في الإنسان كرجل و كامرأة و كزوج و زوجة ) يتركون جانب ( الواجبات ) فتؤدي معالجاتهم إلى – فساد الإنسان و دماره – مثل معالجة موضوع – اليابان أصبحت تهدد حقوق العالم – كما يدعون – فقاموا بضرب – هورشيما – بالقنبلة الذرية و تركوا جانب – الواجب عليهم أنْ لا يدمروا و يغدروا بالأبرياء – و واجب الإلتزام بقاعدة { و لا تزر وازرة  وزر أخرى } و مثل هذا حصل في فلسطين و في احتلال افغانستان وغيرها- فهم ينظرون من جانب – الحقوق – في – استثمار و تنمية الموارد الاقتصادية و الاعمار – و لكنهم يتركون – الواجب - عليهم ( عدم الاعتداء على حقوق الآخرين ) – و الله تعالى يقول { أ فأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين } بينما يجعلهم العلمانيون ( مدمرين بالغدر و سرقة أموالهم ) و يظهر عدم وجود فائدة من الكلام مع هؤلاء لأنهم كما قال تعالى {  كذلك نطبع على قلوب المعتدين }  ولكنهم لو فهموا – واجب الإنسان – مع – حقوق الإنسان -  لنظموا – أسلحة دمار غيرهم الشامل – بما هو واجب و ما هو حق .

 

                      (  حقوق و واجبات الإنسان  المالية  و  الاقتصادية   )

                          ( و بتطبيقها  -  تتحقق  العدالة )

                 إنّ الله تعالى قد وضع في الإسلام – القواعد الأساسية – لحقوق الإنسان و واجباته – المالية       و الاقتصادية -  في قرآنه و سنة رسوله -  و إنّ كتب الفقه و التفسير مليئة بفروع و تفاصيل تلك القواعد -       و من القواعد  والأصول التي تضمنها إسلامنا – هي – إنّ الله تعالى يقول { و في أموالهم حقٌ للسائلِ و المحرومِ ) (الذاريات 19 ) فهذه قاعدة عامة لا يمكن أنْ تطالها لا القواعد الاشتراكية و لا الرأسمالية – و كذلك قوله تعالى { و نَبِئهم إنّ الماء قسمةٌ بينهم كُلُّ شربٍ محتضر } ( القمر 28 ) فالماء مقسم بين الناس بالحق و الواجب لتحقيق العدالة –  و هناك قاعدة اقتصادية أكثر تركيزاً و أعم { فالمقسمات  أمراً  } ( الذاريات 4 ) فالقسمة       و المهايأة بين الناس في الأرزاق خاصة الماء و ما ينتجه الماء هي حقوق و واجبات مقسمة و موزعة بين الناس بأمرٍ من الله تعالى بالحق و العدل .

                 و إنّ رسول الله الحبيب قد فصل بعض تلك القواعد في الحقوق و الواجبات الاقتصادية و أهمها في حديثه الشريف << المسلمون شركاء في ثلاث الماء و النار و الكلأ >> و بناءً على ما ورد في – القرآن و الستة -  فإنّ الفقهاء قد صنفوا - الملكية – للأموال اقتصادياً إلى صنفين :

الملكية العامة -  و هي لكل الناس و من حق كل إنسان و توزع بينهم و فق قواعد عادلة و لا يجوز لأي إنسان أنْ ينفرد بامتلاكها – وهذه الملكية العامة كذلك أنواع منها تبقى ملك عام مثل المعادن التي لا تنقطع كالفوسفات       و الذهب و الفضة و الحديد و الكبريت و اليورانيوم و الملح و النفط و الماء و المراعي – و هناك مرافق تملكها الدولة و لكن الحقوق فيها تبقى لكافة الناس ومن حق كل إنسان مثل محلات العبادة و الطرق و الأنهر و البحار    و المدارس و الكثير من المرافق التي يحتاج الإنسان إلى خدماتها في حياته و يجب على الدولة إنشاءها مثل  الأجهزة المعلوماتية .

الملكية الخاصة – التي يمتلكها الإنسان بجهوده و بقدراته و ينفرد هو بها و مع ذلك فإذا حصل واقع يستدعي تدخل الدولة لإحداث التوازن على أساس قاعدة { و في أمولهم حقٌ للسائل و المحروم } فيكون من واجب الدولة التدخل لإحداث التوازن الاقتصادي بين الرعية .  

                   و إنّ الله تعالى يقول { و إنْ خفتم عيلةً فسوف يُغنيكم اللهُ من فضله } ( التوبة 29 ) و فعلاً عندما أقام رسولنا الحبيب الدولة الإسلامية في المدينة المنورة فقد قام بتنظيف الجزيرة من الكفار و المشركين – الروم و اليهود – و ألغى كل المعاهدات الاقتصادية و التحالفات و لم يخف من – العيلة- لأنّ الله قد أغنى المسلمين في العالم الإسلامي بكل المقومات الاقتصادية و بتكامل اقتصادي رباني – ففي الجزيرة بحار من معدن النفط و غير النفط رغم قلة الزراعة و كثرة الأراضي الصحراوية – و أما في المناطق الأخرى فإنّ الزراعة و المياه وفيرة و لا توجد منطقة في العالم الإسلامي  إلاّ و هي غنية بالمعادن و المواد الأولية للصناعة و التصنيع و أهمها و أوفرها (( النفط )) الذي أغنى الله المسلمين  به عندما طلب منهم البراءة من المشركين  -  و لكن المسلمين قد حرموا من جميع هذه الموارد بسبب الجهل و التخلف الذي شمل الكفار العلمانيين و الاستعماريين و عملائهم المنافقين من أبناء المسلمين – و هل الذي يسرق و يسطوا و يخون ليس بجاهل و قذر – فقد سرق أولئك الكفرة والظلمة أموال وموارد وحقوق الإنسان المسلم التي أنعم الله تعالى بها عليهم وتركوهم يشكون ( العيلة والعوز والظلم ).

( حقوق المرأة - المرأة بالأصل أمٌ  و ربة بيت  و  عِرضٌ يجب أنْ يصان  )

     ( وكذلك نظم حقوقها بمفهوم – خلقنا زوجينلهنّ مثل الذي عليهنّ )

     ( و بتطبيق - حقوق المرأة – و واجبات المرأة  -  تتحقق العدالة الربانية)     

( الصحابية خديجة التاجرة الأولى والحزبية والسياسية الأولى)

                  و على – سبيل المثال – يقول – أعداء الإسلام – العلمانيون – ( إنّ المرأة المسلمة – لا تملك أي حق من حقوق الإنسان – و إنّ الرجل هو الذي يستعمر المرأة في المجتمع الإسلامي – وإنّ المرأة مجرد بضاعة يملكها و يحتكرها و يستعبدها الرجل )  ( و لا ندري عن أي امرأة يتكلمون و يقصدون – هل التي تبرز سيقانها وسرتها و نهودها في فن الرقص أم المرأة في الحقول و المصانع وفي بيوتهن لبناء الإنسان – رجل و امرأة - الأجيال ) – في حين إنّ الله تعالى – قد حدد حقوقها و واجباتها -  بنص صريح وواضح – لا يمكن لأعداء الإسلام أنْ يأتوا بمثله {  و لهُنَّ مثل الذي عليهن  بالمعروف و للرجال عليهنّ درجةٌ واللُه عزيز حكيم } ( البقرة 228 )  و في هذه الحقوق و الواجبات – تتحقق العزة والكرامة والحكمة للمرأة – وتشكل – المركز القانوني – للمرأة والرجل وحسب الفطرة في – المجتمع والدولة – تماماً مثل – خديجة ومحمد – قبل الرسالة وبعدها حيث كانت – خديجة – التاجرة الأولى والحزبية والسياسية الأولى التي دعمت الحزبي والسياسي الأول في قضيته العقائدية للعالمين حتى توفيت في الحصار – وليس كما تريدها العلمانية اليوم بانسلاخها من المجتمع لتمكينها من التجارة بجسدها ورعاية وإعالة طفلها غير الشرعي كما كانت في نادي العراة في المجتمع الجاهلي المدني في مكة.

                  و إنّ القاعدة الفقهية في المرأة تقول ( المرأة بالأصل أمٌ و ربة بيت  و عرضٌ يجب أن يصان )  في حين – إنّ أعداء الإسلام – منهم العلمانيون – يريدون – إرجاع المرأة و الفكر الإنساني  - الخاص بها – إلى أفكار الجهل – أفكار أفلاطون و أرسطو – عندما صنفوا – الآلة – إلى صنفين  ( آلة صامتة – كالفأس والمحراث)  و (  آلة ناطقة – هم العبيد – العامل و الفلاح ) – و جعلوا -  الناس – أصناف – أحرار و غير أحرار – و إنّ الأحرار يصنفون إلى ثلاث  أصناف – صنف أصيل – الرومان – و صنف غير أصيل – اللاتينيون – وصنف العبيد و المعتوقين و الاقنان الذين يُباعون و يشترون مع الأرض -  و قد  جاء الإسلام و حطم كل هذه الجاهلية و الطبقات و الأصناف – و إنّ الإسلام قد حافظ على – المرأة – حسب فطرتها بعدة أحكام – منها -  مساواتها مع الرجل في الحقوق و الواجبات و العقوبات و  حتى في مخاطبتها – فعندما يقول – يا أيها الناس – فهي مقصودة مثل الرجل على السواء – بل و قد خفف عنها واجبات و زيد لها حقوق – حسب مقتضيات فطرتها – و قد حافظ على – أصلها و أصولها – منها في موضوع – الاختلاط  ( فأوجب – أنْ يكون – الاختلاط و هو أصل -  من أجل حاجة و مصلحة شرعية )  و  (  أنْ لا يخضعن عند الكلام مع الرجال غير المحارم ) {  فلا تخضعن بالقول فيطمعَ الذي في قلبه مرضٌ  } وهذه الآية وردت في سورة الأحزاب السياسية – و جعل – عورتها – تزيد على عورة الرجل ليحافظ على - أصل أنوثتها و عفتها – و هذا – الأصل الشرعي – هو الذي – أبعد المرأة عن – رئاسة الدولة – حيثُ ورد على  لسانها { ربي إني نذرتُ ما في بطني محرراً } رجل حر يلتزم بالحق و العدل و العمل الصالح و بعيد عن – العواطف و الخضوع -  { و ليس الذكر كالأنثى } ( آل عمران 36).

( الحقوق المسلوبة من شعوب الأمة الإسلامية الواحدة )

( و الإنسان – في الإسلام – أعظم من العظيمة – مكة المكرمة )

               نعم أيها الكافر المستعمر العلماني الصليبي و الصهيوني ( إنّ جميع شعوب  كيانات و أجزاء العالم الإسلامي هم – بحاجة إلى جميع – حقوق و واجبات الإنسان – التي -  سلبتموها منهم ) – و أول حق سلبتموه  وهم بأشد الحاجة إليه هو ( حق اختيار حكامهم )  و سلبتم حتى طريقة اختيار حكامهم التي يجب أنْ تكون ( بالشورى – الاختيار بالرضا من قبل عموم الناس ) – و إنّ هذه الشعوب التي سلبتم منها حقوقها – كانت قد أنعم بها خالقها عليها -  كنوز -  من ( أحكام حقوق و واجبات الإنسان )  فكراً و مفهوماً – مما لا يملكها – الغرب الصليبي العلماني الصهيوني الكافر المستعمر – لأنّ قبل كل شيء هو إنّ كلمة – الحق – و كلمة – العدل – هي من ( أسماء الله الحسنى ) – الله الواحد الأحد – و ليس – ثالث ثلاثة – فأي الاسمين هو الصحيح – الواحد و الأحد – أم – الثالث ثلاثة – ونحن نملك – الصحيح – و إنّ السبب من وراء كل تلك السرقات و السلب و النهب – للحقوق – واضح كالشمس - وهو من أجل -  سرقة وسلب ونهب -  ثرواتنا -  والكنوز التي أنعم الله تعالى بها على هذه الشعوب الإسلامية -  و من ثم  تركها تعيش بالفقر و الفاقة والحرمان – و يرمون بحطام الدنيا و الْعِظام إلى الحكام العملاء  و مؤيديهم ليلعقوا بها و يا ويلهم جميعاً من اليوم الآخر. 

            و بالإضافة إلى ذلك فإنّ الله الحق و العدل يقول في (  سورة الدهر ) { هل أتى على الإنسان حينٌ من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً }  هذا سؤال رباني يتحدى به كل ( العلمانية و العولمة و روح العصر و علومهم وأجهزتهم التقنية – أنْ تجيب سؤال رب العالمين – و هذا السؤال قد سُئلَ منْ قِبلْ الحق و العدل – قَبْلَ أكثر من ألف و أربعمائة سنة – و ليس اليوم – فانظروا الجواب في قوله الكريم  { الذي خلق الموت و الحياة ليبلوكم } (الملك 2 )  إذاً  (  فالموت مخلوق قبل الحياة  ) قبل حياة الخلق – و لكنها – زوج -  موت و حياة  .

            و قال الله تعالى { لقد خلقنا الإنسانَ  في أحسنِ تقويم } ( التين 4 ) ليس مجرد خلق فقط – و إنما خلق الإنسان في ( أحسن تقويم – جسماً و نفساً ) – فإذا كان الله تعالى  قد خلق - الإنسان – في أحسن خلق و أحسن صورة – إذاً ماذا تشمل كلمة – التقويم – فكيف يمكننا القول – إنّ الله قد ترك الإنسان -  بدون حقوق – أي – بدون عدالة – في حين إنّ الله جلت قدرته قد جعل – الحقوق – تشمل حتى الحيوانات و النباتات والجمادات – فأوجب إزالة الحجارة – وهي جماد – من الشارع و الطريق – فكيف لا يجعل للإنسان – حقوق      و واجبات – والله تعالى يقول { أ يحسبُ الإنسان أنْ يترك  سُدىً } ( القيامة 26 )  .

            و قال رسولنا الحبيب في أشهر خطبة له ( خطبة حجة الوداع ) << حرمة الإنسان – كرامته و حقوقه -  أعظمُ  من يومكم هذا – يوم عيد الأضحى و حجته – ومن بلدكم هذا – مكة المكرمة – و شهركم هذا – شهر ذي الحجة الحرام >> هذا هو – الإنسان – دمه و ماله و عرضه – حقوقه و كرامته و عزته – في -  ديننا و إسلامنا – و لكنكم يا أعداء الإسلام – تأمرون عملاءكم حكام الكيانات الفراعنة الصغار – بقتل و سم – الإنسان – والناس – و الاعتداء على عرضهم و شرفهم و أموالهم- بحجة – تصفية الخصوم و المعارضين – و هم – الثلة الواعية – و إنّ رسول الله الحبيب قال عن الإنسان < أعظم من العظيم – و هل مكة المكرمة ليست عظيمة>.

        و في هذا العصر {  إنّ الإنسان لفي خسرٍ } ( العصر 2 )  فقد أصبح ( الإنسان ) اليوم وفي كافة – أنحاء العالم – في – خسارة – لأنّ الإنسان قد – وضع مُكرهاً – في أحضان شعارات كافرة و فاسدة وكاذبة وغير إنسانية – العلمانية و روح العصر و الديمقراطية و العولمة و القومية و العشائرية والعنصرية – التي عنها و غيرها تمخضت – حقوق الإنسان – الوضعية الغربية اللاإنسانية – بعد أنْ كان – الإنسان – في حصن محصن  بالشعارات الإيمانية و الإنسانية { إنما المؤمنون اخوة } ( الحجرات 11 )  .

       و إنّ الله جلت قدرته يقول {  إنّ الإنسان لفي خسرٍ  } و قد استثنى  من هذه -  الخسارة – أصحاب الحقوق و الواجبات الإنسانية – و هم { إلاّ الذين آمنوا و عملوا الصالحات و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر } ( العصر 3) – فالإنسان الصحيح السوي و الناهض المتقدم – في نظر الإسلام – هو الذي – يعمل الصالحات – بطولها وعرضها و ارتفاعها و عمقها – و هل يدرك – العقل العلماني الغربي – هذا المفهوم الكبير الضخم – الصالحات – و مع ذلك فإنّ الله تعالى لم يكتفِ بعمل – الصالحات – و إنما فرض على الإنسان أنْ – يتواصَ بالحق – ليس لنفسه فقط – مثل العلمانيين – و إنما لغيره من – بني الإنسان – و حتى – الحيوانات و النباتات    والجماد – لأنّ العبارة جاءت بصيغة العموم و الجمع – تواصوا – فهل بعد كل هذا النهج و هذه التوجيهات        والأوامر المتعلقة بوجوب العمل – بحقوق الإنسان و غير الإنسان – في كتاب الله و سنة رسوله – يأتي من يأتي من الجهلة والمتخلفين و المغفلين و التافهين ليقولوا للناس المسلمين – إنكم لا تملكون – حقوق الإنسان – في حين – إنّ المسلمين – يتواصون – بحقوق الإنسان .

                   و نكرر القول الصادق و هو – إن العلمانيين المستعمرين – هم الذين اعتدوا علينا و  سلبوا وسرقوا منا كل حقوقنا و قيمنا بسلاحهم و أموالهم – قهرونا بسلاحهم -  و اشتروا منا الجهلة من المسلمين -   و من غيرنا المرتزقة -  بأموالهم -  وسخروهم – الجهلة و المرتزقة -  للقيام بأعمال العنف و القتل حتى بالطرق غير الإنسانية و التفجيرات و الاختطاف و الابتزاز – لتشويه الإسلام – و إنّ أول حق عظيم الذي سلبوه و عطلوه – هو – الحق -  الذي يكون -  المفتاح – الذي يفتح – خزائن الحقوق و القيم –  و هو الحكم الشرعي الكبير      { و أمرهم شورى بينهم } و أي حق و أي مفتاح هذا – و يليه – حكم العمل الحزبي و التعددية الحزبية – و لكن ماذا نقول عن – المخطط الذي وضعه – الروم واليهود و سلموه إلى – بني أمية – القوميين و العشائريين – بعد وفاة رسول الله الحبيب مباشرة في – الشام – فقد استبدلوا – أحكام الشورى و الخلافة و البيعة – بالفساد – ولاية العهد و الوراثة و الوصية – بعد أنْ مهدوا لها – بالاستخلاف – فأحرقوا – التواصي بالحق – بتعطيل التواصي بالشورى – و أما مؤسسة – أو مؤسسات – حقوق الإنسان – فالمسلمون – ليسوا بحاجة إليها – لأنها – الأدنى – ما دام المسلمون يملكون – الأعلى – و ما دام كل فرد في المجتمع الإنساني –  فرض عليه – العمل بحقوق الإنسان – و واجب عليه – الدفاع – عن – حقوق الإنسان – جميع الحقوق الإنسانية و غير الإنسانية – بالحكم الشرعي – إنكار المنكر و الأمر بالمعروف – وهو من أوجب الواجبات الشرعية – أوجب من الصلاة       و الصوم والحج و الزكاة وهذه جميعاً تُبطل ولن تُقبل إذا هو ترك أو أهمل و عطل -  الإنكار والأمر – و بعد ذلك ماذا يقول العلمانيون الكاذبون .

                   و إنّ هذا – المخطط الخبيث -  مخطط بني أمية و من خلفهم الروم و اليهود – أول من أنتبه إليه هو – الأخ و الولي و الخليفة الصحابي علي – بقوله [  ألا إنّ أخوفَ  الفتن عندي عليكم  فِتنةُ بني أمية فإنها فِتنةٌ – عمياء مُظلمةٌ عمت خطتها و خصت بليتها ، و أصابَ البلاء منْ أبصرَ فيها ، و أخطأ من عَميَ  عنها ، وأيم الله لتجدن بني أمية لكم أربابَ سوءٍ بعدي ، كالناب الضروسِ  ، تعذِمُ بفيها و تخبطُ بيدها و تزبنُ برجلها وتمنعُ دَرّها ، و لا يزالون بكم ، حتى لا يتركوا منكم إلاّ نافعا لهم أو غير ضائر بهم ، فعند ذاك تَوَدُّ  قريش  بالدنيا و ما فيها  لو  يَرَوْنني  مقاماً واحداً  ]  - فهل يقدر المسلمون على تفهم و استيعاب هذا – الكشف – لهذا – المخطط الجهنمي -  و إنه – فتنة و بلاء – و خطة عمياء لا ينجوا منها حتى من أبصر -  الحق – فيها من – انتقام – بني أمية – وأراد ولي الله من المسلمين القضاء على المخطط في مهده و لكن حليت الدنيا في أعينهم فذاقوا البلاء – و توارث هذا المخطط الخبيث – الحكام العملاء المتسلطون على الناس حتى يومنا المعاصر .

                   و مهما كان و مهما حصل و سيحصل – فإنّ – حقوق الإنسان -  في – الإسلام – هي – القمة والمثالية و الواقعية – فقد رتب الإسلام هذه – الحقوق و الواجبات -  و هيكل تنظيمها – بشكل – تقدمي – حقوق و واجبات أمام الله – و حقوق و واجبات أمام نفسه – و حقوق و واجبات أمام أخيه الإنسان – و هناك من يقول – حقوق و واجبات أمام الحيوانات و النباتات و الجمادات – و إنّ البشرية تعجز  و لو  اجتمعت – ليس فقط على الإتيان بمثلها – و إنما تعجز عن إحصائها مهما مرت الأيام .

                                      

     ( القواعد الإدارية و الفنية – منها المكننة و الأجهزة المعلوماتية )                                               

            ( ليست من الموجبات الشرعية و إنّ المسلم بالخيار )   

                   و إنّ بحثنا هذا يتطلب  التوضيح للقاريء الكريم – وجوب التفريق بين أثنين – الأول ( وجوب تطبيق الحكم الشرعي ) و الثاني ( جواز وخيار – تطبيق نوع من أنواع – الإداريات – و الفنيات ) المتعددة والمتعلقة بالحكم الشرعي -  فالحكم الشرعي واجب التطبيق – نصا و روحا كما يقال – مثلاً – ( وجوب تنصيب و بيعة – خليفة – رئيس الدولة – أو الوالي  أو قضاة و أعضاء  محكمة المظالم  أو  أمير  الجيش ) هذه كلها أمور قد تأخذ طابع الإداريات و لكنها متعلقة بالحكم الشرعي فلا خيار لصاحب القرار أو المطبق للأعمال التي تقتضيها هذه المناصب – كأنْ يقول – الأمر أمري  فأنا أريد هذا العمل  أو لا أُريد القيام به و هنا سوف يعتبر آثما -  و لكن – الإداريات و الفنيات المتعلقة بالحكم الشرعي – هي التي فيها الخيار و الجواز – مثلاً ( هل يعين فلان والياً أم غيره فلان  إذا توفرت فيهم الشروط وإذا تساووا فيها  فهنا صاحب القرار بالخيار لأنها سوف تعتبر مسألة إدارية و فنية – و أما إذا لم تتوفر الشروط في أحدهم أو إذا لم تتساوى فيتدخل الحكم الشرعي فلآ خيار له و إلا أثم و يحاسب على عمله ) – و مثال آخر – ( هل المنطقة الفلانية تقع ضمن حكم و صلاحية هذا الوالي أو هذه الولاية أو ضمن والي آخر أو ولاية أخرى – فهذه مسائل إدارية و فنية – و لصاحب الصلاحية و القرار الخيار و الجواز فيما يراه أصلح للدولة و الأمة و هو الصحيح ) – و ليس بالضرورة  التمسك  بنوعية معينة ما دامت هناك أنواع متعددة من الإداريات و الفنيات و تؤدي إلى تنفيذ و تطبيق الحكم الشرعي و بإمكان صاحب القرار و الصلاحية أخذ الأحسن و الاصلح من تلك الأنواع – إتباعا للحق و الأقرب للتقوى .

                   و كذلك من -  الأمثلة – هو – إنّ الحكم الشرعي المتعلق بنظام الشورى { و أمرهم شورى بينهم } لا يمكن و لا يجوز شرعا إبداله – بنظام الملكية و الوراثة حتى إذا سمينا الملك خادم الحرمين – و لا يجوز إبداله – بنظام الاستخلاف  أو  ولآية العهد – و لا – بنظام جمهورية أفلاطون -  أو – بنظام الأمراء و المشيخة – و إنّ – نظام الشورى و البيعة – واجب التطبيق – في حين – إنّ الإداريات و الفنيات المتعلقة – بتنفيذ حكم الشورى – و التي يصطلح عليها اليوم – الآليات – فهي – جوازية و بالخيار – و يجوز الأخذ بإحداها إذا تعددت الخيارات – و إنّ الإداريات و الفنيات في موضوع الشورى – أي الآليات – هي – هل تكون – الانتخابات – مباشرة – أو – غير مباشرة – و إنّ بيعة الانعقاد – مباشرة أو غير مباشرة بالتوكيل و بالإنابة – أي – هل يقوم الرعايا – بانتخاب – أهل الحل و العقد – و هؤلاء يقومون بانتخاب الخليفة و مبايعته بيعة الانعقاد – و هذا معناه – إنّ أهل الحل و العقد – قد أصبحوا بمناصبهم و ولايتهم هذه – بانتخاب و اختيار – عموم الناس – فهو يعتبر – توكيل للقيام بعمل اختيار و مبايعة الخليفة – و بغير هذا الطريق – طريق الانتخاب – لا وجود لأهل الحل و العقد – لأن الاختيار و البيعة – حق فرضه الله تعالى لأمته الإسلامية – و ليس لشخص و إنسان معين بالذات – و بذلك فإنّ – حكم الشورى – يكون مطبق و متحقق – بالانتخابات المباشرة أو غير المباشرة – و الحكم الشرعي هو – وجوب وجود الانتخابات و بالرضا – و لا يجوز تعطيلها – و من الإداريات و الفنيات في هذا الموضوع – الشورى – هل تكون الانتخابات – في يوم واحد  أو يومين أو ثلاثة أيام – بحسب قلة أو كثرة الكثافة السكانية – و هل يكون مجلس محاسبة واحد أو مجالس متعددة – و هل ينتخب رئيس الوزراء – إذا كان هناك منصب رئيس وزراء – أم يعين من قبل الخليفة – هذه أمور من حق السلطان الذي منحه الله للأمة – و هل يكون الوزراء مسؤولين مباشرة أمام رئيسهم أو أمام الخليفة مباشرة أو أمام المجالس أو أمام عموم الناس – فهذه كلها أمور إدارية وفنية تقتضيها الضرورة و مصلحة تنظيم السلطة و السلطان الذي منحه الله تعالى إلى أمته الإسلامية الواحدة .

                   و من – أمثال – جواز اختيار الإداريات و الفنيات و الآليات  و التقنيات – فهذه اليوم هي غيرها بالأمس – و كذلك اليوم – نظام البطاقات – و غداً – نظام المكننة و الكمبيوترات و الأجهزة المعلوماتية – و اليوم يأتي شخص و يضع – بطاقة انتخابية في صندوق – و غداً – يأتي شخص – إنشاء الله جلت قدرته – و أمامه – عدد من الأزرار – فيضغط على أحد الأزرار لانتخاب الخليفة – رئيس الدولة – أو انتخاب أعضاء مجالس المحاسبة – من بين عدد من المرشحين – و بضغط آخر زر سوف تظهر نتائج الانتخابات في نفس لحظة  انتهاء أجل الانتخابات – أو بضغط الزر الخاص بالفرز تظهر النتيجة – و لا داعي لفرز الأصوات – اليدوي – الذي يستغرق أيام و وقتاً طويلاً  بالإضافة إلى التلاعب و الغش الذي يجوز حدوثه حتى في الأجهزة المتطورة عندما يحصل التلاعب في تغذيتها بالمعلومات .

                   و قد يأتي اليوم الذي يكون بمقدور الناخب القيام بعملية الانتخاب بواسطة الهاتف الخلوي – النقال – أو أي جهاز أكثر تطورا – عندما تنظم متطلبات عملية استعمالها – و سواء كان الناخب موجوداً في بيته أو عمله أو في سيارته أو الباخرة أو الطائرة – وفي أي منطقة من البلاد أو خارجها – و إنّ المعلومات الدعائية والمنهجية و الإعلانية – قد يستقيها الناخب بواسطة الأجهزة المعلوماتية العادية أو الأنترنيت و غيرها مهما تطورت -فهي جميعا جائزة ما دامت لا تؤدي إلى حرام .

 

                   و إنّ الله جلت قدرته قد سخر للإنسان الذي يفوز بالجنة – في جنته أضعاف  و بشكل خيالي من هذه – التسهيلات التقنية – فهو بمجرد أن يفكر لمشاهدة أي واقع أو يشتهي أي غذاء فيكون في متناوله في الحال – لذا فإنّ الإداريات و الفنيات و الآليات و التقنيات – هي ليست أحكام شرعية – و إنما هي – أشياء وأشكال مادية و وسائل تنظيمية – و لكن تحددها الأحكام الشرعية – فإذا تنوعت و تعددت هذه الأشياء و الأشكال بالإمكان أخذ الأصلح  و الأحسن – لأنّ القاعدة الشرعية هي [ الأصل في الأشياء الإباحة ما لم يرد دليل تحريم ] – وإنّ لحم الخنزير شيء و لكن ورد فيه دليل تحريم – و أما – الأفعال و الأقوال و التصرفات [ الأصل فيها التمسك بالحكم الشرعي ]  .

                   و إنّ الناس قد يأخذهم التفكير – في موضوع المهدي المنتظر عليه السلام – بعيداً جداً – فيتساءلون – كيف يملأ الأرض قسطاً و عدلاً – و كيف يُنتخب من قبل الناس في العالمين – الكرة الأرضية – ومعه السيد المسيح عليه السلام -  و إنّ الجواب على المتسائلين – هو – إنّ المهدي المنتظر – سوف يكون ظهوره في وقت – تكون المكننة و التقنية و الأنترنيت في قمة تطورها – و كذلك فإنّ – تطور هذه الأجهزة إلى الأحسن و الأدق – سوف تكون من العوامل المهمة في – نصر – الإسلام و المسلمين – على الكفار و أعداء الإسلام – و كذلك نصر الحق و العدل   على الباطل و الظلم حتى داخل المسلمين أنفسهم بسرعة الحصول على حقيقة و صحة المعلومات و الأدلة التشريعية – و كذلك كشف الكفر و الفسوق والفجور و القضاء عليها و زهقها  جميعا – فلابد و أنْ -  تلتقي و تتوحد – الأجهزة التقنية الدنيوية -  مع  -  الأجهزة التقنية الإلهية – العظيمة والهائلة في الحجم و الدقة -  في العمل – و عندها سوف نصل إلى اليوم الذي يحصل فيه – الحساب – و عندها سوف يكون – الفرقان بين الطيب و الخبيث  و بين الحق و الباطل و بين المؤمنين الصادقين الأتقياء الذين لم يغيروا و ما بدلوا تبديلاً  و بين المنافقين الذين بدلوا نعمة الله – الشورى و عقد البيعة بولاية العهد و الوراثة – و الذين قالوا و لم يفعلوا – { و يوم تقوم الساعة يومئذٍ يتفرقون } ( الروم 14 ) .

                    وإنّ -  الأجهزة التقنية الربانية – قد بدأت العمل – منذ خلق الخلق – و تستمر إلى – يوم القيامة – يوم يبعثون { إنا كنا نستنسخ ما كنتم تفعلون } ( الجاثية 28 ) – و إنّ – الفعل – يشمل العمل و الكلام – كلها مستنسخة – و معها – النية – نيات الإنسان – سوف يراها مثبتة و مطبوعة بأكثر من الليزرية – باللوح المحفوظ .

( العمل الحزبي والتعددية الحزبية يجوزها الشرع و يفرضها فرض كفاية )  

     ( و أما – الأحزاب العلمانية و الإلحادية – التي تبعد الدين عن الحياة )                  

( يحرمها الشرع – لأنّ العمل السياسي يجب أنْ يكون على أساس الإسلام )

   ( و كانت سافلة عندما وضعت – طيف و موزاييك الفتنة و التفرقة – بدل  - يا  أيها الناس )

                   فإذا أراد المسلمون استئناف الحياة الإسلامية – بإقامة الدولة الإسلامية – و النهوض و التقدم – و القضاء على التأخر و الجاهلية و التخلف و الظلم و الفسق و الانحطاط – فما عليهم إلاّ  أنْ  يفتشوا عن ( الثلة الواعية ) من بينهم – للعمل معها { وَ لْتكنْ منكم أمةٌ يدعون إلى  الخيرِ و يَأمرونَ بالمعروف و يَنْهَوْنَ عنْ المنكر وَ أولئك هم المفلحون } ( آل عمران 104 ) { أولئك حِزْبُ اللهِ ألاّ إنّ حِزبَ اللهِ هم المفلحون } ( المجادلة 22 ) -  لعيدوا في حياتهم – أساس – النهوض و التقدم – و هو – حكم وجوب العمل السياسي المنظم بالعمل الحزبي – وحكم الشورى – الاختيار بالرضا من قبل عموم الناس – و هذا يؤدي إلى – تطبيق حكم بيعة الخليفة – رئيس الدولة الإسلامية – و تصحيح الأخطاء التي حصلت بعد مغادرة رسول الله الحبيب مباشرة ( الاستخلاف – و ولاية العهد – و الوراثة – وهذه بأنواعها جميعا – تؤدي بالضرورة إلى – تعطيل العمل الحزبي – بل و إلى إلغاء العمل السياسي )  -  لأن  أنظمة الحكم المخالفة للإسلام   – مثل -  الملكية و الأمراء و المشيخة و الجمهورية والسلطان المدني و الامبراطورية و الدكتاتورية و الطغاة -  كلها أنظمة و أجهزة فاسدة و ظالمة و أساليب وحالات خاطئة و مخالفة للأحكام الشرعية – قد فرضها على المسلمين عبر التاريخ و حتى اليوم مباشرة أو غير مباشرة -  أعداء الإسلام من الكفار الروم و اليهود و المنافقين من بين المسلمين و الاستعماريين العلمانيين الصليبيين و الصهيونيين – جميعاً و على مر الأجيال قد عملوا على تطعيم الفكر الإسلامي بأفكار و مفاهيم تشوه الفكر الإسلامي و مفاهيمه الصحيحة و مسخ كل القيم و الأحكام الشرعية – منها – القومية و القبلية و العشائرية بدل الاعتصام بحبل الله و أكرمكم عند الله أتقاكم – و منها إنّ التنظيم الحزبي هو من الفكر الغربي و الفكر العلماني ليكره المسلمون العمل الحزبي و تعدد الأحزاب – و إنّ المسلمين من المتخلفين و لا يعرفون و لا يفهمون – الانتخابات – و لا كيف يختارون رئيسهم – يقولون كل ذلك بوقاحة و صلافة – و يغمضوا أبصارهم – عن واقع صارخ حصل عند المسلمين – عندما انهال المسلمون على الصحابي علي لاختياره خليفة لهم – فقال لهم غداً في المسجد – و المسجد أشرف مركز انتخابي - يأتي المهاجرون و الأنصار – و إنّ المهاجرين والأنصار هم الأشخاص الذين تتوفر فيهم كافة شروط من يحق لهم الانتخاب – لانتخابي و مبايعتي خليفة للمسلمين ورئيساً للدولة الإسلامية – هذا هو إسلامنا – و لكن ماذا نعمل لبعض الفئات الإسلامية التي ساعدت أعداء الإسلام على طمس تلك الحقائق و مكنتهم من نفاذ سمومهم و حقدهم و محاددة الله و رسوله و إنّ جهنم تنتظر الجميع .

                   و نتيجة لكل ما تقدم فقد أصبح لدينا – أحزاب علمانية و الحادية  – ترضع من ثدي أعداء الإسلام – الحقد و الكراهية و محاربة كل ما هو إسلامي و إنساني – الأمر الذي أوصلتنا هذه الأحزاب العميلة إلى الدرجة التي تجرأ فيها الكفار العلمانيون الاستعماريون – في زماننا هذا – إلى – تشريع القوانين و وضع الميزانيات – ورصد الأموال و تخصيص ملايين الدولارات و اليورو لتقديمها – غذاء و مصاريف لمعيشة تلك – الأحزاب العميلة و المرتزقة في كوادرها و قادتها في الأقطار الإسلامية لصرفها على ملذاتهم ليتمكنوا من القيام بمهمتم الكافرة لتغيير الأوضاع في أقطار تلك الأحزاب لصالح جهات متصارعة  مع بعضها على هدف واحد هو – الكفر والاستعمار و القضاء على الإسلام بالعلمانية -  في حين ترى شعارات تلك الأحزاب العلمانية مغلفة بمعاداة الاستعمار و تدعي التقدم و التحرر – و أخذت تدعي الديمقراطية و الاقتصاد الحر – بعد أنْ كان بعضها تدعي الاشتراكية و الشيوعية  -  و إذا  وَجَدَ قادة و نشطاء و كوادر تلك الأحزاب أي ضغط أو تعسف أو تهديد  أو شعروا به   تراهم  يهاجرون إلى  الخارج – البلدان المجاورة أو البعيدة أو إلى دول الكفر للعيش فيها برفاهية وبالملذات المهيأة لهم من أبواب و تخصبصات   تلك القوانين التي شرعت لهم ودعم ما يحملون من فساد          و تفاهة و ضياع لأنفسهم و لشعوبهم و لأمتهم – و إنّ هجرتهم هذه هي غير – هجرة المسلمين أيام حمل الدعوة الإسلامية في مكة المكرمة و قبل الهجرة الأخيرة إلى المدينة المنورة و إقامة الدولة الإسلامية – هجرة للحفاظ على العقيدة و هجرة تقام فيها دولة العقيدة – و لكن هجرتهم كانت لاستلام ما خصصته أمريكا و الدول الأخري -   صحيح إنّ الإسلام قد شرع أحكام و قوانين قد يراها البعض إنها مشابهة أو مقاربة إلى القوانين العلمانية اليوم – مثل الهجرة و المؤلفة قلوبهم -  وإنّ المؤلفة قلوبهم هم الأشخاص الذين تؤلف قلوبهم على الإسلام بالمال – ولكن الفرق كبير بين الاثنين كالفرق بين الأسود و الأبيض – و هو الفرق بين – الإيمان – و الكفر -  علماً بأنّ – حكم المؤلفة قلوبهم قد شُرِعَ قبل ألف و أربعمائة سنة و أصبحنا اليوم بأشد الحاجة إليه فلا يجوز القول بتعطيله و عدم تطبيقه .

 

                   ( الهجرة – المهاجرون و المهجرون – و العمل السياسي )

 

                   و نحن لا نريد  أنْ  نُعلم  أو  نُفهم  الأحزاب العلمانية و الإلحادية و القومية – كل تصرفاتهم ليس فيها أدنى  إخلاص  أو  أمانة  أو  صحة و صلاح – و إنما نريد تعليمهم و تفهيمهم – بحكم الله – حكم الشرع الإسلامي  - في مسالة (  العقيدة و المبدأ )  أولاً -  و ثانياً في مسألة ( هجرتهم و ترك بلدهم برغبتهم – والابتعاد عن ساحة العمل السياسي و ميدانه )  - رغم – إنّ  أرضَ اللهِ  واسعةٌ -  فنقول لهم – إنّ الشرع الإسلامي قال – لا هجرة بعد اليوم – و إنّ – الهجرة – بحد ذاتها قد حددها و حرم الهجرة من أجل – المال و الجاه و النساء -  ويشمل هذا التحريم حتى العمل السياسي الخاطيء و خلاف الإسلام – أي لم يأخذ معه عند هجرته الدين الإسلامي و الدعوة الإسلامية – و إنّ الذي يفعل ذلك مصيره – جهنم خالداً فيها -  تماماً مثل – قتل النفس المحرمة – ومثل – حكم المنافق – فكيف إذا كان المهاجر من الكوادر و النشطاء الحزبيين – الذين يبغون من هجرتهم العمل بأفكار و مفاهيم الكفر العلمانية و القومية التي يحرمها الله سبحانه في إسلامه – و يغذيها الكفار و أعداء الإسلام والمنافقون – و ما على هؤلاء إلاّ – التوبة و الاستغفار – و الرجوع إلى دينهم الإسلامي و إلى خالقهم و باريهم إذا كانوا يؤمنون باليوم الآخر – و إنّ التوبة يجب أنْ تكون قبل مرور الروح من – غرغرة البلعوم – فإذا عبرت الروح من غرغرة البلعوم و لم ينطق بها الإنسان الذي يريد التوبة فإنه سوف يعذب بذلك العذاب الذي وعده به الله جلت قدرته بقوله الكريم { يوم نقولُ لجهنم هل امتلأتِ فتقولُ هل من مزيد } ( ق 30 ) و يقول تعالى         {وَ أُزلفت الجنةُ غير بعيد . هذا ما تُوعدونَ لكلِ أواب حفيظ } ( ق 33 ) – و إنّ التوبة ليس الرجوع إلى – مجرد الصلاة و الصوم و الحج و الزكاة و اللحية فقط – و إنما إلى  إنكار المنكر و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر لأنها أوجب من الأحكام المذكورة – و إلى العمل السياسي و الحزبي الشرعي الصحيح  .

                     وعلى العاملين مع الأحزاب العلمانية و الأخرى – الرجوع إلى – أحكام الله الشرعية -  في – الهجرة – و كذلك على أي – مهاجر – آخر و حتى لو لم يكن من العاملين حزبياً – عليهم جميعاً – العمل – مثلما كان يعمل المسلمون في بداية الدعوة الإسلامية و في الدولة الإسلامية – فقد كانوا – مجاهدين  و مناضلين ومكافحين – في سبيل الله و في الله – أينما هاجروا و أينما حلوا في أرض الله الواسعة -  و إنّ رسول الله الحبيب يقول  <  من كانت هجرته إلى الله و رسوله فهجرته إلى الله و رسوله ، و من كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه > فكيف إذا كانت الهجرة لخدمة الكفار و أعداء الإسلام و مصرفه عليهم      و إنّ طريق الله تعالى واضح {  يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارةٍ تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله         و رسوله و تجاهدون في سبيل الله بأموالكم و أنفسكم ذلكم خيرٌ لكم إنْ كنتم تعلمون } ( الصف 11 ) – ومن الذي يتعلم و يعلم إلاّ من كان ذو حظ عظيم فيفوز بالفوز العظيم – و إنّ الله سبحانه قد شخص و عرف الهجرة وكيف تكون بقوله الكريم { قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا أ لم تكن أرض واسعة فتهاجروا فيها فأولئك ماْواهم جهنمُ و ساءت مصيراً } ( النساء 98 )  و قوله تعالى { و الذين هاجروا في الله من بعدِ  ما  ظُلموا لَنُبَوّءَنّهم في الدنيا حسنةً وَ لأجرُ الآخرةِ  أكبَرُ لو كانوا يعلمون  } ( النحل 41 ) .

                   و على الأحزاب العلمانية و القومية و الإلحادية أنْ يستحوا من أنفسهم قبل من غيرهم وأنْ لا يكونوا تبعاً لشهواتهم و أنْ يحسوا و يشعروا بالكرامة و عزة النفس الإسلامية و هم يرون الكفار أسيادهم يُهاجرون إلى بلدنا الإسلامي بأفكارهم و مفاهيمهم الفاسدة و الفاشلة و يغزوننا بعقيدتهم الكافرة – و يخدمون شعوبهم و أهليهم و دولهم و بلدهم – و حتى – الهيبيين – بأوساخهم و قذارتهم يقدمون الخدمة الكبيرة لشعوبهم أينما هاجروا و حلوا .

                    و إنّ الله تعالى يقول { و لا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطراً أو  رياءَ الناس و يصدون عن سبيل الله و الله بما يعملون محيط } ( الأنفال 48 ) فهل يريد الذين يصدون عن سبيل الله من قادة و أعضاء تلك الأحزاب و مؤيديهم و الذين خرجوا بطراً و رياء الناس أكثر من هذا التوضيح الرباني – و في عصرنا الحديث فقد تنوعت الهجرة من أجل دنيا يصيبها – و توسعت – ومنهم من أخذ يقوم بإرسال الدولارات و اليورو إلى أهليهم و أقاربهم و أصدقائهم و محبيهم – ليمكنوهم من المعيشة المرفهة و المترفة و البطرة و رياء الناس والتباهي و التعالي على إخوانهم المسلمين المؤمنين من الأقارب و غير الأقارب  الذين تمسكوا بدينهم – و قد شكل هذا – إحباط – عند الكثير من المسلمين بسبب الأوضاع الاقتصادية المتدهورة و التضخم الموجود في بلدانهم مع الركود الاقتصادي و البطالة – و كان مثل هذا يقتصر على المسيحيين في كنائسهم لانفتاح الدول الأوربية و الأمريكية و الأسترالية عليهم – و لكن بمرور الأيام و الحروب فقد أمتد هذا الواقع إلى المسلمين في مصر و العراق و السودان و الدول العربية الأخرى و بتفاوت -  فأصبح الجميع – المهاجر و المستفيد – كالبهيمة همها علفها و أحيانا على حساب شرفهم و قيمهم و أخلاقهم – و ابتعدوا عن إسلامهم – فلا اهتمام لهم بأمر المسلمين – و ليس عندهم غير الرياء و التظاهر بالعبادات بما ملكوا من العملة التي تسمى – النادرة – خاصة – الحج – و كم تمنينا أنْ يقوم الأغنياء بأداء -  فريضة الحج – بشروطها و ليس الرياء و التجارة – حتى يتقبلها الله تعالى – و يظهر لنا إنّ جميع منْ أدى و يؤدي فريضة الحج – قد تركوا شعيرة البراءة لأنّ المتسلطين على الحرمين الشريفين يحاربونها فكيف إذاً  تقبل فريضة حجهم .

                   إنّ الجدال – الخصام -  في الحج محرم – لا جدال في الحج – فكيف الرياء بين الناس – وفي الحج – شعائر قد يراها الحاج لا أهمية لها و لكن الله تعالى يريدها فجعلها من شعائر الفريضة – فلا رفث و لا فسوق ولا جدال في الحج -  ثم ليقضوا تفثهم – حتى تنظيف الأظافر – و الحاج عندما يعرف إنّ الله تعالى يريد هذه الأمور البسيطة فيلبيها – فكيف لا يلبي كبائر و عظائم الأمور – و الله تعالى يقول { و من الناس من يعجبك قولُهُ في الحياة الدنيا وَ يُشْهدِ الله على ما في قلبه و هو ألدُّ الخصامِ . و إذا تولى  سعى  في الأرضِ ليُفسد فيها  وَ يُهلك الحرثَ و النسلَ و الله لا يُحبُ الفسادَ } ( البقرة 205 ) و كذلك قال تعلى { كَبُرَ مقتاً عند الله أنْ تقولوا ما لا تفعلون . إنّ اللهَ يُحبُ الذين يُقاتلونَ في سبيله صفاً  كأنهم بنيانٌ مرصوصٌ } ( الصف 4 ) – مثل – البنيان المرصوص لآخر أعضاء العترة  الصحابي الحسين عندما رأى السلطان الجائر فوجب عليه أداء فرض التغيير عليه فقام بأداء – العمرة – و من ثم توجه مع أهله إلى الالتقاء بالنصرة أصحاب الرسائل في الكوفة و كربلاء – فهل لم ير أو يشاهد الحجيج السلطان الجائر خادم الحرمين و قد تربع على حكم بيت الله الحرام بغير طريق سبيل المؤمنين – و لماذا لم يذهب الحجيج إلى القواعد العسكرية الأمريكية و البريطانية في السعودية أو في أي كيان في الجزيرة التي نظفها رسولنا الحبيب من اليهود و المشركين ومن أحلافهم و معاهداتهم و البراءة منها – فكان على الحجيج على الأقل إعلان – البراءة – منها إذا لم يتمكنوا التغيير على السلطان الجائر – و هم يريدون أنْ يتقبل الله تعالى منهم ( حجتهم و صلاتهم و صومهم و زكاتهم ) – في حين إنّ الحجيج بالإضافة إلى الأقوال والرياء و المظاهر فإنهم يقومون – بالحيل غير الشرعية – في معاملاتهم للعيش البطر و التجارة – و أما -  الأحكام الشرعية – التي توجب – إقامة الدولة الإسلامية – دولة لا إله إلاّ الله محمد رسول الله – و التغيير على السلطان الجائر أو بالأحرى – السلاطين العميلة – فقد وضعوها وراء ظهورهم أو تناسوها و كأنهم لا يعرفونها ولا يريدون فهمها لأنهم يخافون منها و يتقونها و لا يتقون الله – فنقول لهم لا يفيدكم من الأمر شيئاً حتى لو قمتم ببناء المساجد و المسجد الحرام مثل ناطحات السحاب أو بنيتم في كل شارع مسجد – لأنّ ذلك ليس { كمن آمن بالله و اليوم الآخر و جاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله و الله لا يهدي القوم الظالمين } لأنّ الله سبحانه هدفه – الإنسان – كرامته و عزته و صحته و أمنه – أفضل من كل شيء في الحياة الدنيا .

 

(  المُهاجِر – و المُهجَر – المُسفَر  )

 

                    و يجب علينا التفريق بين – المهاجر – و بين – المُسفَر و المُهجَر – و المُهجر هو الذي يُطرد من موطنه و بلده بالإكراه و القوة – فإنّ – الأحكام – التي تطبق على هؤلاء المُهجرين و المُسفرين هي أحكام فقهية واسعة يجب معرفتها – و تحددها الأسباب التي أدت إلى قيام السلطة الشرعية أو غير الشرعية بتهجيرهم و تسفيرهم – و ما هي الجهة التي سُفروا و هُجروا إليها – و كذلك لابد من معرفة – واقع المُهجر و المُسفر – وما هو – مصيره – و ما هي – أعماله – قبل و بعد – التسفير و التهجير – و ما هي النوايا و لكل امريٍْ ما نوى – و ما كانت البلاد هل دار كفر أم دار إسلام  و ماذا ستكون بعد ذلك – هذه كلها معلومات يجب توفرها – قبل النطق بالحكم الشرعي – وصحيح إنها معلومات كثيرة و واسعة ولكن يجب أنْ لا تؤدي إلى تأخير إصدار الحكم الشرعي إذا ما علمنا – إنّ رئيس الدولة تختاره الأمة في يوم واحد فمن باب أولى أنْ يكون إعطاء الحكم في ساعة واحدة إذا أخذنا بقاعدة – علينا بالظاهر و الأصل براءة الذمة .

 

       ( المؤتمرات السياسية – للمعارضة – في دول الكفر العلمانية ) 

( و ممثل أمريكا – في أفغانستان – العلماني الأفغاني – هو ممثلها في لندن)

                   و إنّ – العمل السياسي – يجب أنْ يكون عند عدم وجود دولة – عمل فكري بحمل الدعوة – ويجب أنْ يكون – عام و شامل للعالمين و بكل وضوح – و لكننا أخذنا نشاهد قيام الأحزاب المهاجرة – و بقباحة و عدم الحياء – بأعمال مادية بالإضافة إلى الأعمال الفكرية –مثل عقد المؤتمرات في دار الكفر لوضع مخطط بإشراف وتوجيه و دعم مادي دولة أو دول الكفر للانقلاب و  التغيير في بلد المهاجرين – فهذا يعتبر كفر و ظلال { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهودَ و النصارى أولياءُ بعضهم أولياءُ بعضٍ و منْ  يَتَوَلهم  منكم  فإنه  منهم  } ( المائدة 52 ) – و هذا ما حصل من قبل (  مهاجري أفغانستان – في ألمانيا )  و من قبل ( الفلسطينيين – في عدة مدن أوربية و أمريكية ) و مؤخراً من قبل ما يسمونها – المعارضة العراقية – حيث تجمع قادة و أعضاء و مؤيدو الأحزاب و الفصائل و المستقلون و عقدوا بتاريخ 14 / 12 / 2002 – مؤتمر المعارضة العراقية – في لندن (بريطانيا -  أُم الصليبية – ريشارد قلب الأسد قائد الحروب الصليبية – و أم الاستعمار – التي لا تغيب الشمس عن  مستعمراتها – و ركن قوي في العلمانية ) و تحت ( مظلة الدولارات الأمريكية – بتشريع قانون بمبلغ 97 مليون دولار مخصص للمعارضة العراقية منها عشرة ملايين دولار للمعارضة السودانية  )  هذا -  المؤتمر – الذي ضم ( الأحزاب و الفصائل و المستقلين – المتناقضة و المتنافرة – و الأضداد ) ( الملكية و الجمهورية -  أدعياء الإسلام و العلمانية و الصليبية – و القوميات المتحاربة بالفدرالية و المركزية ) – و جميعهم يدعون ويباركون ( الديمقراطية – ديمقراطية سقراط و أرسطو- أفكار قبل آلاف السنين ) – و إنّ مدة المؤتمر حددت بيومين و لكن بسبب الخلافات و الصراع حصلت عليه عدة تأجيلات .

                   و كان يمثل – المظلة الأمريكية في مؤتمر لندن  -  الأمريكي الجنسية و الأفغاني الأصل – خليل زادة – و هو نفسه كان ممثل أمريكا في حربها و احتلالها أفغانستان و اختيار مجلس الحكم و الحكومة المؤقتة – شخص متدرب و ممارس و مخلص لأمريكا  بلا حياء – و إنّ التاريخ يروي لنا الكثير من أمثاله و على مر العصور – و كانت الخلافات شديدة و حادة بينهم نتيجة لاختلافهم في تبعية عمالتهم – عمولتهم – و مصادر تفكيرهم – و لكنهم أخيراً قد اتفقوا – توافقوا – على شيء واحد هو – تدمير الشعب العراقي بالإبادة و دمار العراق – اقتصادياً و حكماً و اجتماعا و أخلاقاً – و إنّ دليلنا على ذلك هو ( القرار الذي صدر عن المؤتمر- وتأكيده على العراق يتكون من – عرب – و أكراد – و تركمان – و آشور و مسيحيين و إسلام – و قد أعطوا  لكل جزء  نسبة مئوية حددوها لهم كما يريدها الاستعمار الكافر – بالإضافة إلى التقسيم المذهبي – الشيعة          و السنة -  الذي وضعه و شجعه بالأساس الاستعمار البريطاني منذ الحرب العالمية الأولى و احتلالها للمنطقة      و يعمل به ويشجعه اليوم كافة العلمانيين – و كذلك قرر- مؤتمر المعارضة اللندني المظلل أمريكياً – تشكيل لجنة متابعة – تغير عدد أعضاءها لمرات عديدة ربما بدأ بثلاثين عضو ووصل العدد إلى خمسة و ستين عضو و تأخذ اللجنة على عاتقها مهمة -  متابعة تغيير الوضع في العراق – لصالح ( دولة  مقر المؤتمر  أو  دولة  مظلته  أو مشاركة بينهما و حسب الصراع السلمي أو الحربي لأنّ الظاهر للعيان هو أنّ الدولتين مستميتتان على النفوذ في المنطقة  و هذا قبل أوانه و الله تعالى هو عالم الغيب و الشهادة ) و إنّ أمريكا قد صعدت كافة الأمواج عن احتمال توجيه ضربة عسكرية للعراق بحجة – امتلاكه أسلحة الدمار الشامل و تعاونه مع قاعدة طالبان لادن  .

                    إنّ تغيير الوضع في العراق و في أي قطر إسلامي آخر ( هو تغيير و ضع عميل و خائن للإسلام والمسلمين – تغيير حيوان كان يحرس العلمانية بحيوان آخر يحرس نفس العلمانية و من ورائها المستفيد ) لا فرق عند المسلمين في التغيير أو عدم التغيير مادام الأمر يحصل خارج إرادتهم – و لكن التفاهة هي  في الحجج و الأسباب التي تقدم لهذا التغيير – فمرة تكون الحجة على أساس  نكتة اليوم – الإرهاب – و مرة على أساس – تصنيع أسلحة الدمار الشامل – و العراق قد بدأ هذا التصنيع أثناء الحرب العراقية الإيرانية عندما كان مدعوماً ومدفوعاً من دول الكفر – بريطانيا و فرنسا و ألمانيا و يوغسلافيا و رومانيا و أوربا و روسيا و أمريكا – بشركاتهم و لوبياتهم و لا يوجد ما يدعو لذكر إسرائيل الصهيونية لأنها عامل مشترك مع الجميع -  و العراق قد  دخلها نيابة عنهم لتدمير الإسلام و المسلمين في كافة عالمه الإسلامي -  فهل يعقل أنّ الأمر قد فلتَ من هذه الدول جميعاً – فأصبحت الدول اليوم – ترتجف – من العراق و أسلحتهم .

                    إنّ أمريكا قادرة اليوم على البث الإذاعي و المرئي من – محطة - محمولة في طائرة – تحلق في السماء ومنها سماء العراق و أفغانستان – لمدة خمس ساعات ليلا – ببرامج كاملة – أخبار و أغاني – والطائرات كثيرة – و هذه تجربة جديدة – بفضل العملاء و الأسياد – و العراق ليس بقادر على إسقاط الطائرة ولا على التحدي لدقيقة واحدة لعدم امتلاكه – العقيدة و المبدأ – فلا يمتلك الإخلاص  و غير قادر على استقلالية القرار – لأنّ القرار يقتصر إصداره على أسياده -  فلمن الغلبة يا ترى .

 

                (  القاعدة الحربية  -  للنصر  -  تنبثق من العقيدة  )

 

                    و إنّ أمريكا تمتلك – القواعد الحربية – في الحجاز و الجزيرة و آخرها قاعدة جديدة في  ( قطر – دشنتها بمناورات عسكرية أسمتها – نظرة من الداخل – و يظهر إنّ نظراتها من الخارج قد اكتملت و انتهت )  - و إنّ امتلاك أمريكا للقواعد الحربية و للأسلحة الفتاكة – لا يعني أنها تمتلك – القاعدة الحربية للنصر – إلا إذا ملكت – العقيدة – و في هذه العقيدة توجد القاعدة الحربية للنصر الخاصة بها – و إنّ من يمتلك -  القاعدة الحربية الصحيحة – فالنتيجة تكون محسومة له إذا آمن بها و طبقها التطبيق الصحيح – و إنّ القاعدة الصحيحة و الصالحة هي – القاعدة الربانية – القاعدة الحربية الإسلامية للنصر – التي أنزلها الله تعالى في – معركة أحد – و بعد انكسارهم بسبب عدم الالتزام و الانضباط العسكري – و القاعدة الحربية نزلت في قوله تعالى { و لا  تهنوا في ابتغاء القوم إنْ تكونوا  تألمون فإنهم  يألمون  كما تألمون  و ترجون من الله  ما لا يرجون و كان الله عليما حكيماً } ( النساء 104 ) فالنصر هو لمن يملك الرجاء من الله بالنصر أو الشهادة -  و كيف يمتلك العراق أو غيره القاعدة الحربية  للنصر – و هو لا  يملك و لا يؤمن -  بالعقيد الإسلامية – فهو قام في بداية حكمه بقتل وتصفية  – الثلة الواعية – من المؤمنين و على رأسهم – المؤمن التقي و  المحتسب عبد الغني الملاح رئيس حزب التحرير في العراق و الشيخ الجريء العلامة عبد العزيز البدري  السامرائي   – و أثناء الحرب العراقية – قد سمى المسلمين بالمجوس المشركين و الله تعالى يقول { هو سماكم المسلمين }  – بغض النظر عن كونهم معتدين أو معتدى عليهم – و قتل الكثير من – الثلة الواعية -  و في مقدمتهم المرجع العلامة محمد باقر الصدر وشقيقته بنت الهدى و الكثير من أعضاء حزب التحرير الذي يعمل لإقامة الدولة الإسلامية و في مقدمتهم رئيسه الآخر في العراق الدكتور خليل إبراهيم علي – و قد أنهوهم في صراع و معركة جبانة و غير متكافئة – العلماء والثلة الواعية بفكرهم – و الحاكم بسلاحه الفتاك و جلاوزته الجهلة و المرتزقة – الجميع الآمر و المأمور  حيوانات همها علفها –و كان بإمكان – العلماء بالفكر الإسلامي الثلة الواعية – الهجرة و الهروب إلى الخارج فلم يفعلوا لأنهم ليسوا جبناء و إنما هم  مؤمنون و غايتهم رضوان الله تعالى  و سوف لا يشملهم غضبه آمين –      و من كل ما تقدم فإنّ المتسلطين في  العراق هم – أولاً عملاء و ثانياً لا يطيعون الله و رسوله – لذلك فهم – لا يملكون – القاعدة الحربية للنصر – الرجاء من الله – فخسروا جميع الحروب التي خاضوها و التي هي بالأساس كانت حروب معلنة على الله و رسوله .

                   و مثل هذه التصفية – الثلة الواعية – التي حصلت في العراق و في أماكن أخرى من العالم الإسلامي – فقد حصلت تصفية – للثلة الواعية – في إيران – و لكن بأسلوب آخر – و ذلك في بداية الانقلاب على الملكية و تغييرها إلى جمهورية علمانية سنة 1979 -  لأنّ الملك كذلك كان يدعي الإسلام الكهنوتي – فلم تحصل الثورة عليه التي هي الرجوع إلى الأصل – الإسلام بعقيدته و مبدأه و ليس بكهنوتيته – و هذا ما أرادت عمله – الثلة الواعية في إيران – فانتبه إليه الاستعمار العلماني الصليبي الصهيوني بقيادة أمريكا  – فحجموا الانقلاب على – الجمهورية العلمانية – بواسطة العملاء في الداخل و المرتزقة منهم ما يُسمون -  مجاهدوا خلق -  في الخارج    الجميع  قاموا بتصفية – الثلة الواعية – بعمليتين ضخمتين و قاسيتين – الأولى ما يقارب السبعين شخص في مقدمتهم – العلامة بهشتي – و في الثانية حوالي  نفس العدد و في مقدمتهم – الأستاذ  رجائي -        و بعدها توقفت التفجيرات الغبية و السافلة طيلة هذه السنين مع العلم إنّ الانفلات الأمني أصبح أكثر يُسرأً          و سهولة – ولكن الدول التي كانت تقوم بالتفجيرات هي التي توقفت عنها و هذا ما كنا نقوله – إنّ التفجيرات      و أعمال العنف ليست من إمكانيات و مقدور الأحزاب و المنظمات و الفصائل و الحركات و إنما هي أعمال           و إمكانيات دول -  سلاحاً ومالاً و تخطيطاً – و اليوم قد وجه الرئيس الأمريكي بوش الابن – إذاعة – خاصة جديدة إلى الشعب الإيراني مثل – إذاعة سوا العربية – و قد سماها – فردة – و دشنها بخطابه قائلاً  ( نهديكم الإذاعة – الوردة- الجديدة – لأنّ إذاعة – حكومتكم – أصبحت قديمة و مستهلكة و لا تلبي تطلعات الشعب الإيراني اليوم و غدأ ) -  و نحن اليوم نطلب النصر من الله جلت قدرته بثورة إسلامية تعيد الأمور إلى أصلها الإسلام تلبية لدعاء زين العابدين بعد قطع رأس والده مباشرة – ربي أسألك بدولة كريمة - آمين يا رب العالمين .

 

  ( أسئلة تحير الألبابو علينا بالتقوى و اليقين عند إعطاء الجواب )

 

                   و إلى  أنْ  تحقق – الأمة الإسلامية الواحدة – أمنيتها – و هي – تطبيق الأحكام الشرعية – ما أنزل الله في دولتها الكريمة – و عدم تعطيل أو إساءة أو تبديل و تغيير أي حكم شرعي – لتكسب السعادة – بكسب رضا الله سبحانه – و إبقاء نفسها تسير في طريق النهوض و التقدم و العدالة و الحق و الرحمة و الشفاء – و الفوز بحسن العاقبة – في اليوم الآخر -  يكون من الواجب على الأمة الإسلامية و الفرض أنْ ترجع إلى ماضيها و تاريخها – من أول حاكم حكمها – باسم الإسلام – رسول الله محمد صلى الله عليه و آله و سلم – و إلى آخر حاكم حكمها باسم الإسلام – عقيدة و مبدأ – و حسب نهجه تعالى { و الذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا و لإخواننا الذين سبقونا بالإيمان } إذاً رابطة الأخوة و الإيمان و الاستغفار موجودة و ثابتة في الماضي و الحاضر – وأهم شيء في الحكم هو – البيعة و الخلافة و الشورى – تراجعها الأمة – بالتحقيق و التدقيق والتحليل – سياسياً و فقهياً – للعبرة و الاعتبار – لأخذ الصحيح من الأحكام – و ترك – الخطأ -  و الله تعالى يقول { لمن شاء منكم أنْ يتقدم أو يتأخر } .

            من المواقف و الأعمال و الأقوال الصحيحة التي صدرت من أولئك الحكام الذين سبقونا – بشرط أنْ تكون المراجعة بنية خالصة لوجه الله سبحانه – و بلباس التقوى – و وفق التوجيه الرباني { أ يطمعُ كلُ امريءٍ منهم أنْ يُدخلَ  جنةَ نعيمٍٍ  كلآّ  إنّا  خلقناهم مما يعملونَ } ( المعارج 39 ) – و كذلك طوبى للعمل الصالح و حيَّ على خير العمل .

                 

                  و مما تقدم و لما سيأتي – يكون من الأفضل لنا و لجميع الباحثين عن العمل الصالح و القول الصحيح أنْ نطرح بعض الأسئلة التي تتعلق بتلك الأعمال و الأقوال و المواقف و الوقائع و الأحداث التي صدرت من أول حاكم و إلى يومنا الحاضر – لكي تنير لنا طريقنا السياسي الإسلامي و نفهم الواقع السياسي الذي عليه تستنبط الأحكام الشرعية – و إنّ الأسئلة هي  :

 

السؤال الأول -  لماذا  لم يصدر عن الله و رسوله – نص – صريح و محدد – و محكم – أو عمل نبوي وسنة نبوية – باستخلاف – خليفة مسمى بالاسم – يخلف رسول الله محمد الحبيب – مثل قوله تعالى { يأتي من بعدي اسمه أحمد } -  و هل إنّ اللَه و رسولَه غير قادرين على ذلك – و العياذ بالله -  و نحن نبحث عن نص – متفق عليه ثبوتياً من كافة المسلمين – مثل الحكم في تحديد عدد ركع  صلاة الصبح بركعتين – و مثل حديثه الشريف الثابت قطعياً عند كافة المسلمين  – من كنت مولاه فهذا علي مولاه – و لا نقصد الدلالة – و إنما الثبوت فقط – و وجدنا في كتب الحديث – إنّ رسول الله الحبيب قال – بعد نزول آية { وَ أنذِرْ عشيرتَك الأقربين }        ( الشعراء 214 ) فقد جمع عشيرته و خطب فيهم و من ضمن ما قال  < ويكون خليفتي من بعدي > فقام الصحابي علي – وهنا هو في سن الثانية عشر أو يزيد و قلنا الصحابي لأنه لم يصل إلى واقع  الولي بعد -        و قال ( أنا يا رسول الله ) فهذا الحديث الشريف < و يكون خليفتي من بعدي >  غير متفق عليه بشكل قطعي مثل حديث الولاية الشريف < من كنت مولاه > رغم ورود حديث الخلافة في الكثير من كتب أهل السنة المعتبرة       و لكنه مختلف عليه و لم نجد إنّ الصحابي علي قد استشهد به مثل حديث الولاية -  و هل إنّ عدم نزول المحكم في هذا الخصوص ليكون المسلمون أمام – الفتنة و البلاء -  لمعرفة الخبيث من الطيب و أيكم أحسنُ عملاً .

الثاني -  لماذا رسولنا الحبيب قبل سنتين من وفاته جهز – جيشاً ضخماً – بقيادته – لنشر دعوته و إسلامه شمالاً و غرباً و سماها – غزوة تبوك او جيش العسرة -  وقد سار بهذا الجيش إلى – الشام – التي فيها – هرقل الروم و اليهود من بني نضير الذين هجرهم رسولنا الحبيب من الحجاز – و معهم المشركين من عرب الغساسنة – و قد ضم هذا الجيش – معظم الصحابة – من -  المهاجرين و الأنصار – أمثال -  أبي بكر و عمر – و هو – أول جيش – لرسول الله الحبيب – يخرج عن حدود الجزيرة و بهذا العدد الكبير – و إنّ في هذه الغزوة أهداف وأفكار – تشريعية و إنسانية – عديدة يجب على المسلمين التحري عنها و فهمها .

                   و لماذا رسولنا الحبيب قد ترك – الصحابي علي – في المدينة المنورة – و لم يشركه في هذا الجيش – فهل – وجود الصحابي علي في المدينة المنورة – أهم من اشراكه في هذا الجيش – علماً بأنّ الصحابي علي هو – بطل – كل المعارك – المهمة و الكبيرة التي سبقت هذه الغزوة – و هل لا يوجد غيره يكلف بهذا العمل في المدينة – أم إنّ لهذا – العمل – علاقة بالآية الكريمة { و ما محمدٌ إلاّ رسولٌ قد خلتْ منْ قبله الرسل أ فإنْ ماتَ أو قُتلَ انقلبتم على أعقابكم و منْ ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً و سيجزي الله الشاكرين }             (آل عمران144 ) و كذلك هل له علاقة بالآية المباركة { لَئنْ  لم  يَنتَهِ  المنافقون و الذين في قلوبهم مرضٌ والمرجفونَ  في  المدينة  لَنُغريَنّكَ بهم ثم لا يجاورونَك فيها إلاّ قليلاً } ( الأحزاب 61 ) و إنّ هاتين الآيتين الكريمتين واضحتان كل الوضوح – فإذا حصل للرسول الحبيب ( الموت أو القتل ) في هذه الغزوة – تبوك – فماذا سيحصل – و إنّ المنافقين و أعداء الإسلام و المرجفين و ذوي المرض – من الكثرة في – المدينة – و كذلك في – مكة – والمدن الأخرى المحيطة – فلابد من وجود جدار خلفي حصين – يحفظ الإسلام و المسلمين – جدار هو الجيش و الجهاز الضخم من الإيمان و التقوى – بضخامة النفاق و الكفر و الحقد و الكراهية على الإسلام و أكثر – ليكون مستعداً للمجابهة عندما – يحصل الانقلاب على الأعقاب – لذلك قال رسول الله بمناسبة هذه الغزوة <عليٌ مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ لا نبيَّ بعدي >  و قد أعطاه الله هذه – المنزلة – لتتفق مع – مهمته – في هذه الغزوة و في المدينة المنورة – و ليس النساء و العيال – كما تقول بنو أمية .

 

                   إذاً لو أنّ – جيش تبوك -  قد انكسر أو – إنّ رسول الله الحبيب – مات أو قُتِلَ – في تبوك – فما هو – مصير – ما خططه الرسول – بإبقاء – الصحابي علي – في المدينة المنورة – وإنّ تخطيط الرسول هو تخطيط الله تعالى – و هو نفس الأسلوب في مخطط ليلة الهجرة – عندما أبقى الرسول – الصحابي علي – نائماً في فراشه لتنجح خطة هجرته و نجحت – و نفس خطة معركة أحد ببقاء الصحابي علي في المدينة – و هنا يثبت صحة قولنا – إنّ الصحابي علي و بقية أعضاء أهل العترة قد صنعهم الله جلت قدرته لأعمال جليلة و جبارة {صنع الله الذي أتقن كُلّ شيءٍ } – لذلك يجب على كل مسلم أنْ يفهم – غزوة تبوك – بجميع أبعادها من وقائع    و أفعال و تصرفات و أهداف و أحكام تشريعية أرادها الله و رسوله – و ليس مجرد – غزوة حربية – و إذا فهمها المسلمون بأنها – غزوة حربية للفتح – فقط و هي حربية فعلاً – يكونون قد أساءوا إلى هذه الغزوة بل و إنهم سوف - يعطلون أحكامها الشرعية – و يقتلون أهدافها و أبعادها التي تقصد الله و رسوله  في إيجاد الواقع العملي لتطبيقها بين المسلمين إلى يوم القيامة - و إنّ الفهم الصحيح للغزوة – لا يتم – إلاّ  إذا فهم الإنسان السبب الذي دفع النبي – ترك الجيش يسير و عاد إلى المدينة المنورة لترتيب الخطة و من ثم رجع إلى قيادة الجيش  .

                   و هناك – أمر مهم جداً – و هو – إنّ رسول الله الحبيب – كان قبل سنتين من – غزوة تبوك – قد مهد إلى – غزواته الخارجية – رسائل – قد أرسلها إلى – الملوك و الرؤساء و الأباطرة في أنحاء العالم – يدعوهم إلى الإسلام – فهو إذاً هو – المخطط – بأمر الله جلت قدرته – للفتوحات و نشر الإسلام خارجياً – لإظهار دين الله دين الحق على الدين كله { ليظهره على الدين كله و لو كره المشركون } و الكافرون ( التوبة ) وكفى بالله شهيدا .

                   و إنّ جيش غزوة تبوك هو – جيش العسرة – و هو الجيش الذي حصل و حدث فيه – التخلف – تخلف بعض الصحابة – عن الالتحاق و الانضمام إلى هذا الجيش بسبب أو آخر – و كان لهذا – التخلف صدى في نفوس المتخلفين من الصحابة و في نفوس الصحابة المشاركين في الغزوة  و في نفوس المنافقين – كل حسب تفكيره و واقعه – و إنّ هذا الواقع قد وصفه الله تعالى بقوله الكريم { لقد تاب الله عن النبي و المهاجرين           و الأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعدِ  ما  كادَ يزيغُ قلوبُ فريقٍ منهم ثم تابَ عليهم إنه بهم رؤف رحيم . و على الثلاثة الذين خُلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرضُ بما رَحُبَتْ و ضاقت عليهم أنفسُهم و ظنوا أنْ لا ملجأ منَ اللهِ إلاّ إليه ثم تابَ عليهم } ( التوبة 118 )  .

                   و إنّ الأمر قد أوصل الجميع إلى – التوبة – و قد تاب الله عن النبي – و عن الذين زاغت قلوبهم – و عن الذين تخلفوا – و بذلك فإنّ الله سبحانه قد أعلمنا بأنه قد تاب عن – الصحابة المتخلفين – عن هذه الغزوة – وكذلك قد فكّ عنهم المقاطعة التي تقررت عليهم عند بداية التخلف – و لكن بعد وفاة رسول الله الحبيب ورحيله عن الصحابة فمن هو القادر على – اخبارنا و اعلامنا – عن أي -  تخلف أو تغيير و تبديل – قد يحصل من الصحابة أو السلف أو التابعين – وعن الأعمال و الأقوال و الأحكام التي ستحصل في غزوة جيش اسامة – و ما بعد جيش اسامة – في – معركة الجمل و صفين و كربلاء – وعن المستغيثين اليوم في شيشان الإسلام – وإنّ حكم – التخلف – عن – جيش تبوك – له هدفه الإنساني التشريعي و الدنيوي – باقيً إلى يوم القيامة .

الثالث -  لماذا اهتم رسول الله الحبيب اهتماماً شديداً – و هو في – مرضه – بتجهيز – جيش ثاني إلى الشام – و فيها الروم و اليهود المهجرين و عرب الغساسنة المشركين – و جعل الجيش بقيادة ( القائد الشاب – اسامة بن زيد بن حارثة – و إنّ أباه هو - الصحابي  زيد – و كان خادم محمد بن عبد الله قد اشترته خديجة بنت خويلد و أهدته إلى محمد عندما تزوجها – وإنّ أمه هي – الصحابية بركة أم أيمن شهيد معركة حنين -  و أم أيمن من حاضنات آل بيت الرسول الحبيب – وإنّ ولدها – الصحابي أيمن – من زوجها السابق الخزرجي – و قد بشرها رسول الله بالجنة – و كان أسامة في سن السابعة عشر – و قد ضم رسول الله الحبيب إلى هذا الجيش – جنود من كبار الصحابة – أمثال – أبي بكر و عمر – و قال إلى أسامة < اذهب إلى موقع مقتل أبيك زيد في تبوك >  – فهل هناك مقاصد و معاني – في هذا التخطيط الرباني – و يجب على المسلمين التحري عنها – منها -  كيفية اختيار قائد الجيش – و كيفية اختيار الجنود – و هل كان تخطيط الرسول الحبيب للقائد و الجنود من قبيل النزوة – أو بتأثير المرض – أم أنه – تخطيط عقائدي و تشريعي و قيادي  .

                   و هل هذا الجيش – جيش أسامة – أهم من – تسمية – الشخص الذي سيخلف رسول الله الحبيب في الحكم – و بهذه المناسبة – فإنّ لرسول الله – اهتمام شرعي – باتجاه الشمال و الغرب – فقد نُقل عن الصحابي أبي أيوب الأنصاري عن رسول الله قوله <  إنّ الناس في الأندلس حيهم مرابط و ميتهم شهيد  >  ويكون – شهيد – حتى إذا لم يقتل في معركة و إنما مات ميتة طبيعية فهو شهيد – و هذا يدل على أهمية – الثغور – الحدود المتاخمة لبلاد الكفار – و قد ينطبق هذا الحديث الشريف اليوم على الناس المستضعفين والمستغيثين في – كوسوفو و صربية و مقدونية و البوسنة و الهرسك و كرواتيا و شيشان الإسلام و نايجيريا وكامبيا و جزيرة الملوك و تيمور الشرقية و الجزر الأخرى في أندنوسيا و مونرو في الفلبين وحتى في الكيانات القفقاسية – و الله تعالى هو الأعلم  .  

الرابع -  لو أنّ الله تعالى قد أبقى رسول الله الحبيب حيًا – و سافر – جيش أسامة – و بقي – الصحابي علي – في المدينة المنورة – مثل – غزوة تبوك – و إن جيش أسامة وصل الشام أو وصل منتصف الطريق و هذه المسافة في حينها تستغرق – عدة أيام – أو أسابيع -  و توفى رسول الله الحبيب – فما هو الذي سيحصل بخصوص – من سيخلف رسولنا الحبيب – و هناك حكم شرعي و هو ( لا يجوز للأمة أنْ تبقى بدون خليفة أكثر من ثلاثة أيام ) فهل الأمة الإسلامية ستؤجل – اختيار الخليفة – إلى حين رجوع و وصول جيش أسامة – وفي الجيش الصحابة و منهم – الصديق و عمر – أم – إنّ الانتخابات ستجري في المسجد و سيقع الاختيار – فمن     يا ترى سيقع عليه الاختيار – و هل إنّ رسول الله عندما ضم – الصحابيين الصديق و عمر – إلى هذا الجيش كان عنده – علم الغيب – بأنّ مثل هذا الافتراض سوف لا يحصل – لذلك علينا التدقيق و التحري عن – مصير – هذا الجيش – هل نُفذت إرادة رسول الله التي هي إرادة الله سبحانه – أم إنه قد حصلت تغييرات و تحولات في أهداف هذا الجيش – و ما هي – و ما هي – مهمة  الصحابي علي في عدم اشراكه في هذا الجيش هل هي نفس مهمته في – غزوة تبوك – بخصوص -  المنافقين و أعداء الإسلام في المدينة و مكة و أطرافهما – أم إنّ مهمته سوف تشمل حتى موضوع – الشورى و الخلافة – بشأن توضيحها و تعريفها للناس لأننا لم نجد غيره من الصحابة قد تطرق إليها و عرفها -  و هل إنّ التوضيح و التعريف و التفسير من اختصاص ولي الله الصحابي علي – لأنّ مهمة الولاية تبدأ بعد وفاة رسول الله مباشرة – و لكن إرادة الله تعالى كانت -  غير ذلك – و إنّ قضاءه كان هو – بقاء الصحابة في المدينة و لم يسافر جيش أسامة – مع – بقاء – و أمرهم شورى بينهم – و إنّ – الشورى – هي أحسن دواء و خير شفاء للعالمين – و لكن – البلوى و الفتنة – كذلك قد بقيتْ مع بقاء جيش أسامة و بقاء الشورى -  ومع بقاء الناس و العالمين و مع بقاء إرادة الله و - إخباره – بأنّه تعالى يريد – معرفة الخبيث من الطيب و من هم أحسنُ عملاً من بقاء الفتنة و البلاء – أم هناك رأي آخر غير هذا الرأى أو الآراء .

                   و مع ذلك نقول ( هل الصحابة الذين تخلفوا أو بدلوا و غيروا في – غزوة جيش أسامة – لا يحتاجون إلى – التوبة ) في حين إنّ الله تعالى قد – تابَّ – عن – الصحابة – في -  غزوة تبوك – و غفر عن – صحابة أهل معركة بدر – و كذلك في – غزوة حنين – و قد ورد الإخبار عن تلك – التوبة – في القرآن المجيد والسنة النبوية – أم – إنّ صحابة أهل بدر هم غير صحابة تبوك و غير صحابة حنين – و هل في معركة أحد لم يحتاج الصحابة إلى – التوبة – في حين إنّ الله و رسوله قد علمونا و فهمونا – بأنّ طبيعة الإنسان و خلقته وفطرته – يحتاج – إلى – التوبة و الاستغفار – بالأيام و الساعات و اللحظات – و كما قال رسول الله الحبيب <يمسي المؤمنُ مؤمناً و يُصبحُ كافراً و يُمسي الكافرُ كافراً و يُصبحُ مؤمناً >  إذاً من ذلك نفهم – إنّ – التوبة – ليست أبدية و ليست عصمة – وإنما إذا حصلت – التوبة – تكون عن – أعمال وقعت و حصلت قبل التوبة و ليس عن أعمال لاحقة و تحصل بعدها إلاّ إذا أخبرنا الله و رسوله بأنها تشمل الأعمال السابقة و اللاحقة – ما تقدم منها و ما تأخر – مثل – الصحابيين  عكاشة و عمار – و لكن – الأنبياء و الرسل و الأسباط و الحواريين و الأولياء – الذين صنعهم الله جلت قدرته و منَّ عليهم – من أجل إنجاز مهمة و تكليف هم صُنعوا لها – و هو تعالى الذي – يعصمهم من الناس  و من السيئات { ما لهم من الله من عاصم } ( يونس 27 ) و هذا واضح كذلك في قوله تعالى { وَ حسبوا ألاّ تكونَ فتنة فعموا و صَمُّوا ثم تاب الله عليهم ثم عموا و صموا كثيراً منهم و الله بصير بما يعملون} ( مائدة 72 ) و هنا يجب علينا ملاحظة – حسبوا – و فتنة – و ثمّ – و قبل هذه الآية الكريمة عبارة في الآية الكريمة التي سبقتها و هي { بما لا تهوى أنفسهم } يجب ملآحظتها – لأنّ مقاصد و اتجاه هذه الآية الكريمة يختلف عن مقاصد و اتجاه الآية الكريمة { يمحو الله ما يشاء و يثبتُ ما يشاء و عنده أم الكتاب } ( الرعد 99 ) و لكل منهما اتجاهها و مقاصدها التي تختلف عن مقاصد و اتجاه قوله سبحانه { هو الذي خلقكم من طين ثم قضى  أجلاً و أجلٌ  مُسمى عنده ثم أنتم تمترون } ( الأنعام 2 ) التي توضح – هناك – أجلان – و إنّ الله تعالى قادر على أنْ يمحو  الأجل الأصلي و ينفذ الأجل البديل و قادر على أنْ يثبت ما يشاء .

الخامس – لماذا ساند – الصحابي عمر بن الخطاب – أبا بكر الصديق – بأخذ البيعة له و نصبه خليفة للمسلمين – و كان عملهم هذا على شكل عمل – حزبي منظم و لكن غير معلن – و لم يساند معظم الصحابة الذين كان لهم دور بارز و فعال في الدعوة و الدولة و الصحابة كلهم اخوة و مساواتهم كأسنان المشط  – فهل هذا العمل كان صحيحاً و له مقتضى في الشرع – و إنّ – الشورى – كانت هي – الحل الصالح و الصحيح بين الصحابة والأخوة و المسلمين و الرعية -  و سوف لا نقبل الجواب { تلك أمة قد خلت } مادام الله تعالى يرفضه – ومادام هذا المفهوم خاص بالأمم غير الإسلامية – و الصحابة و نحن جميعاً من أمة واحدة هي أمة الإسلام .

السادس – لماذا – استخلف – الخليفة الصحابي أبو بكر الصديق – بعده – الصحابي عمر بن الخطاب – خليفة للمسلمين -  و إن – الاستخلاف – لا يجوزه الشرع لأنه من اختصاص الله تعالى وحده و مقصور عليه – دون رسله و أنبيائه و أوليائه و أيٍ من عباده – و حتى إذا اعتبرنا عمل الصديق هذا – ترشيحاً – و ليس – استخلاف – في حين هناك – محرر و توثيق – أملاه الخليفة أبو بكر بخط – الصحابي عثمان بن عفان – و نصه ( إني استخلف عليكم بعدي عمر بن الخطاب ) بصراحة و مختوم بختم الخليفة الصديق – فهل هذا الاستخلاف أو الترشيح كان عمل صحيح و صالح و يتفق مع الشرع و له مقتضى مع – حكم الشورى – خاصة و إنّ رسول الله الحبيب لم يستخلف و لم يرشح شخص بعده أو يسميه – و لكنه ترك لأمته – حكم الشورى – و ترك – تذكرة بالأفضلية – لهذا المنصب الدنيوي – و لم يترك لنا شخص بالاسم .

السابع -  لماذا ساند – البطل و الأخ و الوزير و الولي و الصحابي علي – جميع الخلفاء الذين سبقوه وساعدهم و أعانهم على -  تطبيق الشرع و نشر الإسلام – بحيث قال ( أني دافعتُ عن الخليفة عثمان إلى درجة كدتُ أنْ  أكون  آثماً ) في حين كان يفهم بأنه هو – أحق بالخلافة – منهم جميعاً – لا بالنص – و إنما لما يملك من الصفات و الشروط التي يجب توفرها بمنصب الخلافة و القدرة عليه – و إنّ التنافس و التسابق – حق مشروع – للناس – و إنّ رؤيته تأتي من هذا الباب التنافس و التسابق .

الثامن -  لماذا  أُبعد – الصحابي علي – و كذلك أُبعد صحابة آخرين عن – اجتماع السقيفة – خاصة الذي – كله إيمان الصحابي عمار – و كذلك الذي -  يدخل الجنة بلا حساب و لا عذاب الصحابي عكاشة بن محصن – أو لماذا هم ابتعدوا .

التاسع -  لماذا ابتعد – الصحابي علي – هو نفسه عن المشاركة في – اجتماع السقيفة – التي حصلت فيها – أول بيعة لأول خليفة – بعد وفاة رسول الله الحبيب – رغم طلب – الصحابيين عمه العباس و أبي سفيان – منه الذهاب و المشاركة في السقيفة و إلاّ طلبوا منه السماح لهما بمبايعته حالاً -  و لكنه رفض طلبيهما – و فضل غسل رسول الله و تكفينه على اجتماع السقيفة – و هل إنّ سبب رفضه – كان له علاقة في كونه – ولي الله في أرضه – و إنه من -  أهل العترة – و إنّ – مهمة الولي و العترة – هي – الحفاظ و صيانة الشرع – من – التغيير و التبديل – لكي لا يضل الناس بعد رسول الله الحبيب – و هل كذلك من أسباب الرفض قوله ( أني  أندمج على مكنون علم ) أي عنده أسرار ربانية قد أسره بها رسول الله – و إلاّ ما معنى أنه – ولي الله في أرضه – فلابد      و أنْ تكون عنده أخبار - بالغيبيات – لأجل إنجاز مهمته – و حتى لا يقف دون إرادة الله تعالى في نفاذ – البلوى      و الفتنة – و بقاءها لمعرفة الخبيث من الطيب و من هو أحسنُ عملاً . 

العاشر -  لماذا ترك – الصحابي سعد بن عبادة الأنصاري – الذي – يملك السقيفة و صاحبها – و قد خرج من سقيفته – غاضباً – و هو من زعماء الأنصار و الذي استعمله رسول الله أول أمير على المدينة المنورة في أول غزوة – غزوة ودان – التي كانت بقيادة رسولنا الحبيب – و قد ترك سعد بن عبادة سقيفته و هاجر إلى – الشام – للعيش فيها – و لم يبايع الخليفتين الأول و الثاني  لا بيعة الانعقاد و لا بيعة الطاعة – و قد توفى سعد في الشام في خلافة عمر بن الخطاب – فهل يعتبر – باغي و آثم – لعدم مبايعته الخليفتين – و هل مات ميتة جاهلية – لعدم وجود بيعة في عنقه – و ما هي الأحاديث التي قيلت في حقه – و إنّ الله تعالى يقول { قل اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيوب و الشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون } ( الزمر 47 )  و { ثم إليّ مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون } ( آل عمران 56 ) .

الحادي عشر -  ما مدى صحة ما روي عن رسول الله الحبيب في – الصحابي علي -  وإننا سوف لا نخرج عن الأحاديث المدونة في كتب الصحاح و الكتب المعتبرة لدى جميع الفئات الإسلامية – مع العلم إنّ الجميع يعلم كيف للسلطة يد طولى و سلطة محكمة على ما يؤلف و ينشر – إذا علمنا أنّ الصحاح و الكتب المهمة قد دونت ونشرت في العهد الأموي و العباسي و العثماني – و غيرها من العهود التي كان أساس نظام الحكم فيها هو – التسلط – بولاية العهد و الوراثة و الوصية غير الشرعية – و ليس حكم الشورى و البيعة -  و مما قاله الرسول الحبيب <  علي أخي – في المؤاخاة > و < علي مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ لا نبي بعدي > و < خرج الإسلام كله إلى الشرك كله > و < غداً أعطين الراية إلى رجل يحب اللهَ و رسولَه و يحبه اللهُ و رسولُهُ >           و< من كنت مولاه فهذا علي مولاه  >  و < أنا مدينة العلم و علي بابها > فهل هذه الأحاديث الشريفة قد صدرت للمدح    و أوسمة أم للتشريع وهو الصحيح .

الثاني عشر -  لماذا تدخل – الصحابي عمر بن الخطاب – في – أمر الخلافة – و هو كان – حياً و خليفة – لما بعد مماته – و هو لم يكن – نبياً و لا ولياً – و قد كانت له – أعمال و تصرفات و أقوال في هذا الأمر -  تدخل في باب التشريع – فما هو سنده من الشرع – فهو قد -  عين ستة من الصحابة ليستخلفه أحدهم بعد مماته – وكذلك عين أو وكل – خمسين رجلاً – لقتل – المخالف و المعارض لأسلوبه – حكم بالقتل لعملٍ لم يحصل في حياة الحاكم و تنفيذ حكم القتل بعد مماته – فما هو سنده الشرعي – و ما هو  واقعهم و مركزهم القانوني – وهل هؤلاء أعلى مكانة من الستة المرشحين و أكثرهم فضلاً على  المسلمين حتى من الصحابي علي   – خاصة و إنّ رسول الله الحبيب لم يعمل مثلها – و لم يصل المسلمين العلم بأنّ غيره قد فعل مثلها .

الثالث عشر -  و نسأل – لماذا قُتل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب – و قُتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان و قُتل الخليفة الرابع علي بن أبي طالب  و قُتل الخليفة الخامس الحسن بن علي  مسموماً – و قُتل الحسين و أهل بيت رسول الله – و ما هي المخططات وراء ذلك – و إنّ ولي الله الصحابي علي قال للخليفة الثالث عثمان عندما ثار عليه المسلمون قوله المشهور ( أنشدك الله أنْ لا تكون إمام هذه الأمة المقتول فإنه يقال – يقتل في هذه الأمة إمام يفتح عليها القتل و القتال إلى يوم القيامة ) – و قد بدأ القتل بقتل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب .

الرابع عشر -  لماذا تنازل الخليفة الخامس الحسن عن الخلافة – إلى الصحابي معاوية – و هل يجوز أنْ يستلم الصحابي معاوية منصب – الخلافة و الوالي – و بالطريقة التي سلكها و كان في – حكم الباغي و خارج على خليفة زمانه الرابع و الخامس – و كان من الطلقاء و من المؤلفة قلوبهم و به صدر الحديث الشريف < إذا رأيتم معاوية جالساً على منبري  فابقروا بطنه > و هو صحابي – فكيف يقال – إنّ جميع الصحابة عدول – و أما الخليفة الخامس و هو أحد أعضاء العترة – هل ينطبق عليه الحديث الشريف < رفع عن أمتي ثلاث الخطأ والنسيان و ما استكرهوا عليه > في موضوع التنازل – أم ينطبق عليه الحديث الشريف < هذا ولدي  سيد و من أهل الجنة و يصلح الله على يديه بين فئتين عظيمتين من المسلمين > و بعد أنْ وضع الشروط الربانية في عقد التنازل منها – رجوع الخلافة إليه إذا مات معاوية و عدم التعرض إلى صحابة رسول الله بسوء – و هذه الشروط قد جعلت – الإسلام عقيدة و مبدأ – هو موضع التطبيق و أدت إلى – الحفاظ – عليه  .

الخامس عشر ما هي – العلاقة بين الصحابة – بعضهم مع بعض – مثلاً – علاقة الصديق مع عمر بن الخطاب و علاقته مع سعد بن أبي وقاص و أسيد بن حضير – و علاقة عمر مع عبد الرحمن بن عوف – و علاقة هؤلاء مع خالد بن الوليد و مع المغيرة بن شعبة و مع أبي عبيدة الجراح – و كذلك علاقتهم مع معاوية بن أبي سفيان و مع عثمان بن عفان و علاقة معاوية مع عمر بن العاص و مع مروان بن الحكم و علاقة عثمان مع أخيه بالرضاعة عبد الله بن أبي سرح  و علاقة طلحة و الزبير مع علي بن أبي طالب و جميعاً مع أبي ذر الغفاري وعمار بن ياسر – و غيرهم ممن لهم تأثير في السياسة العامة – مثلما نلاحظه اليوم من استبداد حكام أجزاء العالم الإسلامي – و الانشغال في سرقة و نهب أموال شعوبهم بمساندة مؤيديهم و أقاربهم – و لماذا بقي الصحابي عمار بن ياسر و كله – إيمان – من المؤيدين و المناصرين إلى الصحابي علي حتى وفاة الاثنين في زمن متقارب .

السادس عشر -  لماذا عيّنَ الخليفة الأول الصديق – الصحابي  معاوية -  والياً – على الشام خلفاً لشقيقه – يزيد – بالوراثة – من قبل الخليفة الأول أبي بكر – و تأييد استمرار بقاءه والياً في نفس الولاية عهد الخليفتين الثاني عمر و الثالث عثمان الأموي لمدة استغرقت أكثر من اثنين و عشرين سنة – و لماذا عزله الخليفة الرابع علي بمجرد أنْ أصبح خليفة – و كيف تمكن معاوية من – التمرد و عدم طاعة خليفة زمانه و أصبح – باغياً –    و هو – أول والي باغي – في الإسلام – هل لأنّ معاوية كان يعلم – إنّ الخليفة علي لا يملك – الدرة – وهي أداة كان يملكها و يحملها – الخليفة عمر – لتأديب و تخويف من يعصي أمره – و هل هناك – والي – بقي مثل مدته تزيد على أثنين و عشرين سنة – فإذا كان تعيين و مدة بقائه فيهما – خطأ شرعي – فمن هو المسؤول عن هذا الخطأ الشرعي الخطير مستقبلياً على المسلمين و دولتهم الإسلامية – و هل هذا الخطأ قد – أغضب الله سبحانه – أم – إنّ الضرر العظيم و أذاه الذي أحدثه – الخطأ – سوف يقتصر على – الأمة الإسلامية أفراداً و مجتمعاً و في حاضرها وقت الخطأ – أم سوف يمتد إلى مستقبلها تدريجياً إلى أنْ وصلت الأمة إلى هذا التأخر و الانحطاط الذي تعيشه اليوم – الذي يُقتل فيه المسلمون – جماعياً – فكرياً و جسدياً – و يدفنون في مقابر جماعية مرة واحدة ثمانية عشر ألف مسلم في الفيتنام – و أحيانا تحت أنقاض بيوتهم – و لا يقدر أي جزء من أجزاء العالم الإسلامي من نصرتهم أو الدفاع عنهم – و أحياناً لا يقدرون حتى بالقول من إغاثة إخوانهم المسلمين – إنما المؤمنون اخوة – تفادياً و خوفاً من الفراعنة الصغار الذين تربطهم مع القتلة علاقات مصالح فاسدة و كافرة .

السابع عشرما هو – مجتمع الشام و فلسطين – المتغلغل فيه – يهود بني نضير – أول المهجرين من الجزيرة – من قبل رسول الله الحبيب – و كذلك فيه بالأصل الروم – هرقل – و عرب الغساسنة المشركين – وهل مثل هذا الواقع لم يكن بحاجة إلى الصحابة ( مؤمنين و أتقياء )  وليس مثل معاوية من المؤلفة قلوبهم .

الثامن عشر -  لماذا قد تم تعيين الصحابي عمر بن العاص الأموي – والياً – على مصر و هناك حديث لرسول الله الحبيب  ينسخ فيه – استعمال عمر بن العاص في غزوة بني سليم – و أخرى – بعد أنْ ثبت لرسولنا الحبيب – بأنّ أبن العاص يقوم بأعمال تغضب الله تعالى – و هل لا يوجد صحابة أتقياء لهذا المنصب – و أين هم الصحابة الذين كنا نسمع عنهم أثناء الدعوة الإسلامية – و في حروب الدولة الإسلامية ضد الكفار المشركين واليهود – و أين هم الذين صارعوا مشركي قريش – فإذا كان الجواب – إنّ هؤلاء الصحابة الأتقياء – هم رجال دعوة و قتال – وليس رجال دولة و منصب لأنهم لم يتعودوا عليها و لم يتوارثوا هذا الاعتياد من آبائهم -  فهل لم يكن بالإمكان – ابعاد – الظلمة – مثل معاوية و أبن العاص و المغيرة بن شعبة – مثلما – أُبعد الصحابة المخلصون العدول – و لكن الخليفة الثالث عثمان كان قد عزل الصحابي عمر بن العاص من ولاية مصر و عين بدله أخيه بالرضاعة الصحابي عبد الله بن أبي سرح – الذي ارتد عن الإسلام و رجع عن ارتداده والياً على مصر – و لماذا قال عمر بن العاص ( إنّ الخليفة علي لا يصلح للخلافة لأنّ فيه دعابة ) .

 

التاسع عشر -  ما هو تأثير -  المثلث – مهبط الأنبياء – أو حسبما يقال – الهلال الخصيب – مصر و الشام و العراق – في – التحريك السياسي – على بلدان العالم الإسلامي والعالم أجمع – في السياسة الدولية و السياسة العالمية في حينه – و هل كان تأثيرها مثلما نلاحظه في يومنا الحاضر .

العشرون -  متابعة – خيط الحياكة – الذي حيكَ به – مخطط – أعداء الإسلام – بني أمية – مثل – آل سفيان -  و بني العاص – و بني الحكم – مع – اليهود و الروم – في محاربة – الدعوة الإسلامية – و دولة الإسلام التي أقامها رسول الله الحبيب – و إلى – معاوية – الذي أصبح – باغياً – بخروجه على خليفة زمانه – و تبديل حكم الشورى و البيعة إلى ولاية العهد و الوراثة- و إلى – يزيد – الذي قام بثلاث كوارث في ثلاث سنين حكمه – وبعده مروان و الحجاج – فهل أعمال هؤلاء جميعاً كانت أعمال عفوية أم مخططة – أم اجتهادية على رأي بن حزم  الأندلسي  .

الواحد و العشرون -  متابعة – الخيط السياسي لليهود و قبائلهم في الحجاز – من يوم بعث رسول الله الحبيب – إلى يوم آخر معركة مع اليهود في – خيبر – آخر قلاع اليهود في الحجاز و تهجيرهم إلى الشام – ولماذا خيبر لم تفتح إلاّ على يد – البطل الأخ الصحابي علي – رغم هناك جيوش إسلامية سبقته بقيادة صحابة آخرين مثل – أبي بكر و عمر – و لم تقدر تلك الجيوش على فتحها – فهل لقضاء الله تعالى  باستحالة فتح خيبر على يد الصحابة و تمكين الصحابي علي  من فتحها بإرادته سبحانه – له دلالته -  أم هو اجتهاد كذلك – و إنّ اليهود يعرفون جميع القبائل العربية في الحجاز و لهم علاقات مصاهرة معهم قبل الإسلام و عندهم مصالح عشائرية و معاهدات وثيقة معهم – و هل سكت اليهود على ما حصل معهم و رضوا بالتهجير و دخول بعضهم إلى الإسلام – و هل من بقى يهودياً بعد تهجيرهم قد ترك معاداته للإسلام و المسلمين – أم لهم مخططهم وأساليبهم الجهنمية في تلك المعاداة – و من أهم أساليبهم التدخل في تعيين الأشخاص في – مناصب الدولة – مثلما توارثته الماسونية اليوم من ذلك اليوم – و إنّ الماسونية و العلمانية اليوم تتدخل في تعيين – الموظفين القياديين – كبار الموظفين – من درجة مدير عام فما فوق – صُناع القرار -  في أي دولة من كيانات العالم الإسلامي – و أصبح جمال عبد الناصر – بعد انقلابه في مصر – رئيس المحفل الماسوني الفخري في مصر – تماما – مثل – أسلوب بناء مسجد ضرار – ومن هذا المسجد يُحارب الإسلام - فأمر اللهُ رسولَه بهدمه فهدمه – وأول تدخل لليهود في الوظائف كان مع – بني أمية -  و ما هو رأي المسلمين في تعيين – الصحابي بن سرح والياً على مصر – الذي انسحب من المدن الأفريقية التي فتحها الجيش الإسلامي بقيادة الصحابي عبد الله بن الزبير – لقاء غنائم كبيرة جمعها له الملوك و الرؤساء في تلك المدن لتبقى مدن كافرة . 

الاثنان و العشرون -  متابعة – الخيط السياسي – للروم في الجزيرة و الشام و معهم العرب من المشركين و المنافقين في الشام و بالتعاون مع اليهود – مثل -  تعاون اليوم إسرائيل مع أوربا و أمريكا و روسيا – و امتداد الخيط إلى ذلك اليوم و إلى الحروب الصليبية – و اليوم فقد أوجد العالم الغربي العلماني مؤخراً -  مفاهيم عديدة وعلى أساسها رتب العملاء و المرتزقة – دعاة القومية و دعاة الإشتراكية و الديمقراطية والمجتمع المدني  و الكثير من المسميات – لمحاربة الإسلام على أساسها – و آخر بدعة اليوم هي – حقوق الإنسان – وأهم ما في حقوق الإنسان – حقوق المرأة – باعتبارها – إنسانة محرومة من الحقوق – قياساً على ما كانت عليه في الغرب العلماني – وأهم حق يدعون أنها حرمت منه هو – الحرية – فمنحوها – الحرية – المتمثلة – في الكشف عن مفاتنها و انوثتها – سيقانها و سرتها و نهودها – وجعلوها – متعة و لذة – مشاعة – و ليس خصخصة – و لغرض فهم أهداف العلمانية في موضوع المرأة علينا الرجوع إلى – قصة النبي يوسف { قالت فذالكُن الذي لُمتنني فيه و لقد راودتُهُ عن نفسه فَاستعصَمَ . قال ربي السجن أحبُّ إليّ  مما يدعونني إليه } فالغرب العلماني اليهودي الصليبي يريد للمرأة – المراودة – و الإسلام يريد لها الاستعصام – عِرضٌ يجب أنْ يُصان –   و يريد منها الاقتداء بسيدة  نساء العالمين – فاطمة الزهراء – و أسوة حسنة – إنها بنت التاجرة الأولى في مجتمعها و بنت رئيس الدولة و زوجة بطل الإسلام و أم المفكرين و الشهداء و الأبطال و البطلات و الماجدات بحق -  و لكنها عاشت – إنسانة – في الفقر و الحرمان من أجل الآخرين – و هي السياسية الأولى في الإسلام – وأول امرأة حاججت رئيس دولة وبعفة و حياء – فاستحقت بحق < سيدة نساء العالمين >  .

الثلاث و العشرون -  هل كانت بيعة – عمر بن عبد العزيز – بيعة صحيحة – بيعة شورى – الأختيار بالرضا – أم أنها مشمولة – بنظام ولاية العهد و الوراثة و الوصية – المخالفة للشرع و الشورى – و لماذا أخذ – عمر بن عبد العزيز – أراضي فتك – من بني أمية و التي أصبحت ملكهم بعد أنْ – رفض الخليفة الأول أبو بكر الصديق – توريثها إلى – فاطمة الزهراء – عندما طالبت بملك أبيها محمد رسول الله الحبيب – و أعادها إلى – بيت المال – الخزينة – لتصرف على أهل بيت رسول الله – فهل موقف الخليفة الصديق من أراضي فتك هو نفس موقف عمر بن عبد العزيز – أم أنه يختلف في مصادر صرف وارداتها .

الرابع و العشرون – لماذا لم يطبق – عمر بن عبد العزيز – الملقب – بالعادل – حكم الشورى – خلال – حكمه – أو – على الأقل – لماذا لم يوصِ - بتطبيق الشورى – بعد مماته – و إلغاء ولاية العهد – و هو – العلامة العادل في الشرع الإسلامي – في حين قد أوصى أو نفذ وصية – أنْ يكون الحكم لابن عمه هشام بن عبد الملك الأموي بعد يزيد بن عبد الملك – حسبما قرره مجلس العائلة الأموي المرواني -  و هل إنّ الله تعالى قد أنزل القرآن المجيد و الإسلام – لتحقيق العدالة و الحق – أم  لخدمة المجلس العائلي الأموي -  ومن هو أحق أنْ يُخاف    و يُطاع الله  تعالى أم المجلس العائلي العشائري .

الخامس و العشرونما هو موقف الصحابة – طلحة و الزبير و عائشة – من الخليفة الرابع علي – و هل يجوز لهم الرجوع عن بيعتهم له بعد أنْ بايعوه – و لماذا توقفت بطولة الصحابي علي – الحربية – أيام الخلفاء الثلاث الذين سبقوه – و ظهرت قيادات جديدة للجيوش الإسلامية في حين – إنه قد استأنف بطولته وقيادته في الحروب التي حصلت أثناء خلافته .

السادس و العشرون -  ما هي – علاقة معاوية – بالروم و اليهود – في الشام و فلسطين – و أين عاش و تربى  ابنه – يزيد – و من أين كان – معاوية – يأتي – بالأموال – و هو – والي الشام – هل من ماله ومال أبيه – لأنه كان غني أو من عشيرة بني أمية – بحيث تعهد بتسديد ديون خليفتين – الخليفة الرابع علي والخليفة الخامس الحسن – عندما اشترط عليه – الخليفة الخامس الحسن – بتسديدها عند تنازله عن الخلافة له – و هل إنّ بيت مال خزينة الوالي أوسع و أضخم من بيت مال خزينة الخليفة – في حين إنّ الخليفة يحكم الجزيرة و يمتد حكمه إلى العراق و القفقاس و شمال أفريقيا و أكثر – بينما حكم الوالي يقتصر على ولايته و هنا – الشام – فهل كان يأخذ – الأموال – من الروم و اليهود – و إنّ المال – قوة – و تُشترى به ذمم الأشخاص الفاسدة والنفوس المريضة .

السابع و العشرون -  متابعة حياة جميع الصحابة الآخرين و مصيرهم – أمثال – الثلة الواعية – عمار بن ياسر و بلال الحبشي و صهيب الرومي و عبد الله بن مسعود و المقداد و سعد بن عبادة الأنصاري و عكاشة بن محصن و أبي ذر الغفاري و أسامة بن زيد بن الحارث و سعيد بن جبير و الحباب بن الأرت و العباس بن عبد المطلب و ابنه المحدث عبد الله بن العباس و سعد بن معاذ الأنصاري و قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري وجويبر اليماني و بشير بن سعد الأنصاري و حذيفة اليماني و مالك بن نويرة – وغيرهم الكثير – أعمالهم وأقوالهم .

الثامن و العشرون -  و هو سؤال – سياسي افتراضي -  فنقول (  لو إنّ -  الشورى -  الاختيار بالرضا – من قبل عموم الناس – قد طبقت بعد وفاة رسول الله الحبيب – مباشرة – و فاز بها نفس الصحابة – الصديق وعمر و عثمان و علي و الحسن – أو غيرهم – فهل يكون للأمويين ذكر أو أثر عشائري فيها – أو يكون لهم دور سياسي – و هذا سيكون مسار المجتمع الإسلامي و الدولة الإسلامية – الواحدة – و هذا سيكون حالنا في يومنا الحاضر فيما لو استمر تطبيق – الشورى – إلى يوم القيامة ) هذا سؤال افتراضي و لكنه يصطدم بموانع المستحيل و أهمها – الفتنة و البلاء – و لكن قد نجتاز الكثير منها إلى الأخف و الأهون – و منها كذلك الحديث الشريف < الخلافة بعدي ثلاثون سنة و من ثم ملك عضوض >  و لكن قد تتقلص هذه الفترة الطويلة للملك العضوض التي استمرت حتى يومنا الحاضر بالإلغاء و بالتطبيق الصحيح – وعلى نهج النبوة -  إلى فترات قصيرة يمكن تسميتها بالموسمية رحمة بالعباد .

                   وغيرها من الأسئلة عن وقائع و مواقف و تصرفات أخرى لها مساس بالحياة السياسية للأمة الإسلامية و الدولة الإسلامية – الواحدة – لكي نفهم – لماذا انتهت الخلافة – و لماذا اُلغي اسمها – و لماذا انتهى الحكم بالشريعة الإسلامية – و انتهى الحكم بما أنزل الله  .

 

       ( ما لفرق بين الحاكم هارون الرشيد و الحاكم زايد آل مهيان )

 

                   إنّ الاثنين قد – توارثوا – مجتمع و دولة - ( واقع موجود و ليس من عملهم و صناعتهم )         و تسلطوا على – جزء من الأمة و بلادها – الإسلامية – و لم يوحدوها مع بقية الأجزاء – الأندلس سابقاً و اليوم حدث عن التجزئة و لا حرج – و تولوا بطريق غير شرعي و ليس نهج النبوة و لا سبيل المؤمنين ( الاختيار بالرضا من قبل عموم الناس – الشورى ) – و إنما بالقوة و الوراثة و ولاية العهد و الوصية و العشائر       و لكن الاثنين – أيامهم قد حصل – التقدم العمراني  و الاقتصادي و التقني – بشكل يلفت النظر – و إنّ الاثنين يحاربون حملة الدعوة الإسلامية - لإقامة الخلافة و توحيد أجزاء الدولة الإسلامية -  و يقتلون الثلة الواعية للفكر الإسلامي -   و يتعاونون مع من لم يخدم بيضة الإسلام و إنما يفسدها و يدمرها  - أمثال ابن العلقمي سابقاً و المنافقين  بالتوافق - اليوم –  و قد ورّثوا الدولة لأبنائهم و أحفادهم -  و لكن الفرق الوحيد بينهما هو :  إنّ الحاكم هارون الرشيد قد تورث دولة إسلامية في بغداد كان قد أسسها رسول الله الحبيب في المدينة المنورة – تعلن ( العقيدة الإسلامية ) في تطبيقاتها التشريعية أي – السيادة للشرع –  و تعطّل فيها حق السلطان للأمة الواحدة – و هذا ما يغضب الله و رسوله -  و أما الحاكم زايد آل مهيان فقد تورث دولة تعلن ( العقيدة العلمانية ) في تطبيقاتها التشريعية أي – السيادة و السلطان للحاكم و عشيرته   و هذا أشد ما يغضب الله و رسوله  . 

                    و نحن نجيب جواب واضح و متواضع و هو  ( إنّ السبب في كل ذلك هو  عدم ارتداء المسلمين   – لباس التقوى – الذي كرم الله تعالى به  نبينا و أبينا آدم عليه السلام ) { لباس التقوى ذلك خيرٌ ذلك من آيات الله لعلهم يذّكرون } ( الأعراف 25) – و إنّ حب الدنيا و زينتها و التنافس على السلطة جعلت الناس ينسون هذا اللباس    و ينسون أنفسهم و مصيرهم جهنم و العمى في اليوم الآخر { قال ربي  لِمَ حشرتني أعمى و قد كنتُ بصيراً . قال كذلك أتتك آياتنا  فنسيتها و كذلك  اليوم  تُنسى } ( طه 124) .      

                  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق