الفصل الثالث
هل الصحابة قاموا بتنظيم الأحزاب
لقد قال الله تعالى في ( سورة الأحزاب ) وهي سورة سياسية :
{ ولما رأى المؤمنونَ الأحزابَ قالوا هذا ما وعدنا اللهُ ورسولُهُ وصدقَ اللهُ و رسولُهُ وما زادهم إلاّ إيماناً و تسليماً } ( الأحزاب 22 )
وكذلك قال الله سبحانه :
{ لقد كان لكم في رسول اللهِ أسوةٌ حسنةٌ لمنْ كان يَرجُو اللهَ واليومَ الآخِرَ وذكرَ اللهَ كثيراً } ( الأحزاب 21 )
( هذا الفصل خاص بدعاة – الدولة الإسلامية – وليس برجال الدين )
وانّ رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قد نظم و كتل – أول – حزب سياسي - متحضر إنساني و عالمي – وكانت – دعوته علنية و تكتله سري – وقد صبر على النضال و الكفاح مع أعضاء حزبه – أهل بيته وصحابته – إلى انْ استلم الحكم و أقام الدولة الإسلامية المتحضرة و المتمدنة للعالمين – الحمد لله رب العالمين .
و إننا لو دققنا سلوك – الصحابة - بعد وفاة رسول الله الحبيب لوجدنا إنّ سلوكهم في – العمل السياسي – يشير – إلى – وجود – التكتلات – وتأسيس الأحزاب – ولكن – غير المعلنة و غير المنظمة – و وجود ( التعدد الحزبي ) 0
وإن أيّ – حزب وحركة وفصائل – هي – جهاز منظم – مثل – الدولة – كذلك هي – جهاز منظم – والاختلاف هو في – الوظيفة – والهدف الذي يراد تحقيقهُ – فالحزب والحركة – منظمة وجهاز فكري فقط – وأما – الدولة فهي منظمة وجهاز فكري ومادي – وإن كل منظمة وجهاز – يتكون من – ثلاث عناصر – يجب توفرها وهي : العنصر البشري – والعنصر المالي – والعنصر التنظيمي وهو البيان أو المنهاج أو الخطاب أو الدستور – وإن صفة المنظمة والجهاز – تتشكل بشكل وصفات العناصر الثلاث – من حيث – الصحيح والخطأ – والإخلاص والخيانة – والخير والشر – والتقدم والتخلف - وعندما يريد أي إنسان معرفة صفات أي حزب وحركة عليه – متابعة ودراسة هذه العناصر الثلاث – أصلاً وفصلاً – ومثال ذلك فالرسول يقول < خير مالٍ صرف في سبيل الله مال خديجة > فقطعاً حزبه كان مخلصاً ونظيفاً وشريفاً من الناحية المالية وليس عميلاً ولا خائناً .
فالصحابة كل منهم أو بعضهم في سلوكه السياسي يمثل في الواقع – العمل الحزبي – و إنّ أساس عملهم هو – الإسلام – ولكنه لو لم تقع – الفتنة - بعد وفاة رسولنا الحبيب – وانّ وقوعها ليس بغريب لأنها مخلوقة مع خلق الإنسان وبدأت مع نبينا آدم عليه السلام فسببت له و لزوجته عقوبة هبوطهم إلى الأرض ومعهم العداوة مع بعضهم من أجل حلاوة الدنيا – وهذه هي – الفتنة – وانّ الله تعالى لم يستثنِ الصحابة من الفتنة لأنه تعالى يريد معرفة الخبيث من الطيب و أيكم أحسن عملاً – ولو لم ينشغل الصحابة بالفتنة وكذلك لو لم ينشغلوا بتجنيدهم و وقوفهم بحرص و مثابرة ضد بدع المنافقين وأعداء الإسلام – الإسلام الذي جاء حديثا - لانتبه الصحابة إلى – العمل الحزبي – المنظم والمعلن – وانّ الآيات والأحكام الحزبية وفيرة في القرآن والسنة والحمد لله – ومع الأسف لم يحصل التركيز على ما يريده الله ورسوله في هذا المجال - ورغم ذلك فانّ بعضهم قد أشار إليه ولكن لم يحصل الإلتفات إلي تلك الإشارات و بقيت حبيسة التدوين بسبب - كرسي الحكم - و تعدد مصالح الجهات الساندة لهذا الكرسي و المعارضة له – وهل إنّ تسمية إحدى سور القرآن باسم – سورة الأحزاب – غير كافية الدلالة وهناك المزيد من المدح و الوجوب للحزب والأحزاب وما حسنه الشرع لها { فانّ حزبَ اللهِ هم الغالبون } ( المائدة 57 ) و{ ألا انّ حزب الله هم المفلحون } ( المجادلة 22 ) 0
ونقولها بصراحة لو إنّ الصحابة قاموا بتشكيل الأحزاب لكان – مصير – الأمة الإسلامية الواحدة – غير مصيرهم اليوم من التردي و الانحطاط و التأخر – وانحسار الإسلام و وقف انتشاره – ولكان مصيرهم مصيرا أحسن وأروع من أي أمة و أي دولة اليوم تدعي إنها – تطبق النظام الحزبي التعددي – وتطبق حرية الانتخابات – بضمنها أمريكا الدولة الأولى في العالم – لانّ أمريكا لا تملك – نصوص و أعمال سنة نبوية و تجربة و قيم أخلاقية – في العمل الحزبي و الشورى – مثلما تملكه الأمة الإسلامية من – تركة – عملية حباها بها الله ورسوله بتأسيس – أول حزب - إسلامي في العالم – و تأسيس – أول دولة حضارية – مدعومة بأحكام يعجز عن وضعها الأنس و الجن 0
و نعود ونقول – إنّ أعمال الصحابة السياسية و الحزبية كانت على أساس تكتلات حزبية غير معلنة و غير منظمة بنصوص منهجية – وانّ – لافتاتها و عناوينها – كانت هي – الأشخاص - البارزين من الصحابة – وانّ – أساس تكوينها المعنوي هو – الإسلام – حسب فهم كل منهم وضمن الدولة الإسلامية وليس غير الإسلام – وذلك لانّ الإسلام كان هو الذي يسود و يتحكم في المجتمع الإسلامي في حينه – ولا يمكن لأي شخص – مهما أوتي من قوة و نفوذ –انْ يعلن غير الإسلام – حتى المرتدين قد فشلوا في ذلك الوقت – وحتى – بني أمية – الذين كانوا يتحينون الفرص لم يتمكنوا أنْ يعلنوا غير الإسلام رغم كل ما فعلوا بالمسلمين و بالإسلام و رغم قولهم – لا خبر جاء ولا وحي نزل – ولكن كان بإمكان بعض الأشخاص بما لديهم من نفوذ وأموال أنْ ينحرفوا أو يجبروا آخرين على المداهنة و الابتعاد عن – بعض الأحكام الشرعية – المتشابهة و غير الواضحة و غير المحكمة و تقبل التأويل – وذلك كما قلنا بحكم نفوذهم و مناصبهم و أموالهم و مسؤولياتهم في الحكم وفي فترات التسلط و الغفلة خاصة فترة صناعة – البدع – للسنة النبوية الشريفة 0
وعلى سبيل المثال للأحزاب – غير المعلنة – فانّ – الحزب الأول – قد تشكل – بالضرورة – التي اقتضتها مصلحة أشخاصه – وبدون تنظيم منهجي – بعد وفاة رسولنا الحبيب مباشرة – وقبل دفنه – وكان هذا التشكيل من قبل الصحابيين – أبي بكر الصديق و عمر بن الخطاب – فقد تكتلا عمليا و واقعيا – وكان بداية تكتلهم وعملهم – السياسي – في – السقيفة – وقد – استلم هذا الحزب الحكم بالبيعة وتعطلت الشورى – و كانت – قيادة الحزب – بيد – الصحابي أبي بكر الصديق – وبعده أصبحت بيد – الصحابي عمر بن الخطاب – وقد تكتل معهم بعض الصحابة الذين أيدوهم ابتداءاً و شايعوهم و استجابوا لهم إلى - نهاية حكم حزب هذين الصحابيين الصديق وعمر – و بعدهما مباشرة انتقل النفوذ و الحكم إلى – الحزب الثالث – حزب بني أمية – بقيادة الصحابي عثمان بن عفان الأموي وبعده تنقلت القيادة بين عدد من الأشخاص الأمويين 0
وكان عمل الحزب الأول – السياسي – عملاً مدروساً و منسقاً حول – الأمانة التي عرضها الله على السموات و الأرض و الجبال فأبين منها – وكيف تكون – الدراسة و التنسيق بين الصحابيين القائدين للحزب – وقد – استخلف – القائد الأول معاونه – الصحابي عمر بن الخطاب – أو رشحه للخلافة – ولا توجد في أحكام الشرع الإسلامي – استخلاف أو ترشيح مسبق ولكن كذلك نتذكر هنا خطأ نبينا آدم - و أوصى القائد و الخليفة الثاني للحزب بعده إلى – ستة – من الصحابة – أو رشحهم لتختار الأمة واحدا منهم للخلافة – وظهر لنا إنّ هذا العمل كان أساس التأثير فيه الحزب الثالث الذي استلم الحكم بعده مباشرة – ويقال – وهذا ثابت و يكاد انْ يكون قطعيا – يقال إنّ الخليفة عمر قبل وفاته قد عين جهازا من – خمسين شخصا – وكلفهم بمهمة قتل من يعارض ترشيحه هذا أو يقف ضد تنفيذ – وصيته و أسلوبه – وانّ هذه الوصية وهذا الأسلوب كذلك لم نجد لها محلاً في أحكام الشرع ولم يعمل بمثله حتى يومنا الحاضر وكذلك هنا نتذكر خطأ نبينا آدم – و انّ هذا النظام الذي أوجده الخليفة الثاني عمر هو غير نظام – الشحنكية – الشحنة – المنصب الذي استحدثه المغول الذين حكموا بغداد والذي يوازي منصب الحاكم العسكري الذي يستعمل أحيانا في عصرنا وان الخليفة عمر لم يبين من هي الجهة التي تصدر القرار لينفذه جهاز الخمسين شخصا أم إنّ الجهاز هو الذي يجتمع ويصدر القرار لينفذه ولكن إذا تساوى عدد المؤيدين مع عدد المخالفين خمسة وعشرين مقابل خمسة وعشرين فما هو العمل أم إنّ الجهاز موجه إلى شخص معين تحدد عمل القتل به فلا يحتاج إلى قرار – و المهم هو – إنّ الخليفة الثاني عمر بأسلوب الوصية و أسلوب جهاز القتل الخمسين شخصا حال دون أنْ تقرر الأمة الإسلامية الواحدة مصيرها - بالشورى – للمرة الثانية – وقد استمر – تعطيل حكم الشورى – رغم إنّ الشرع الإسلامي لا يعطي - للحاكم السابق - أي حق بالتدخل في – الحكم لما بعده – لأنّ الله تعالى قد أعطى حق السلطان للأمة – و إنّ – شرع الله – كذلك لم يعط مثل هذا الحق إلى رسوله الحبيب لذلك فانّ رسولنا الحبيب تركها بعده إلى – الشورى – ولم – يستخلف – لأنه ليس من حقه الاستخلاف – وليس الصحابة بأحرص و أحسن من رسول الله 0
وقد استمر هذا الحزب الأول مع مشايعيه قليلا – وقد استفادت منه – أحزاب و أقوام – أخرى - فائدة كبيرة خاصة – الحزب الثالث الأموي – والحزب العباسي - والقومية التركمانية – العهد العثماني – بتحقيق مصالحها الحزبية و القومية الضيقة و ذلك باتخاذ – الحزب الأول – و أعماله بالاستخلاف – الذي هو من حق الله و لم يمنحه لعباده – وكذلك – تعطيل بعض الأحكام وفي قمتها - حكم الشورى – اتخذوها ذريعة وحجة لاعمالهم الخاصة بتغيير و تبديل – حكم البيعة و الشورى – بولاية العهد و الوراثة – وهذا ما سنراه في بحثنا السياسي هذا حيث فعلاً قال – مروان بن الحكم – عندما نصب – يزيد بن معاوية – حاكما – بولاية العهد – قال – هذه سنة أبي بكر و عمر – فأجابه – الصحابي عبد الرحمن بن أبي بكر – قائلا – بل هذه سنة المجوس كسرى و الروم هرقل – وانّ تعطيل – حكم الشورى – يستتبع بالضرورة – تعطيل حكم التعددية الحزبية 0
و أما - الحزب الثاني – غير المعلن – و الذي كان تكتله و تشكيله – طبيعياً - نتيجة التفاف المسلمين حول – ولي الله – و ولي كل المؤمنين و الناس – و ليس مقصودا مِنْ قبل مَنْ جعلوه اضطرارا قائدا لهم – وهو – الصحابي ولي الله علي بن أبي طالب – وانّ الأعضاء الرئيسين في التكتل هم أصلاً من – أهل العترة – و إنّ - الولي و العترة – مكلفون بمهمة ينجزونها بعد وفاة رسول الله الحبيب – و إنّ القيام بالمهمة و تنفيذها وهي – صيانة و حفظ القرآن والسنة الشريفة – العامل الأول في – تكتل و التفاف الصحابة معه على نمط الحزب – ومن العوامل الأخرى هو – تشكيل - الحزب الأول - قبل دفن رسولنا الحبيب 0
وعندما نقول – إنّ تشكيل – الحزب الثاني – كان واقعيا و طبيعيا – فانّ دليلنا على ذلك هو – قدوم الصحابي العباس بن عبد المطلب و الصحابي أبو سفيان الأموي – سوية – وقبل بيعة السقيفة – إلى الصحابي علي – و كان مشغول بتغسيل و تكفين رسولنا الحبيب – وطلبوا منه – بأنْ – يسمح لهما – بمبايعته خليفة للمسلمين – باعتبارهما يمثلان أهم عشيرتين في قريش – أو القيام و الذهاب معهما إلى السقيفة – التي يجتمع فيها بعض الصحابة لاختيار خليفة – فما هو الذي دفعهم للمجيء إلى الصحابي علي – وهو أصغر سنا منهما – و الطلب منه تنفيذ أحد هذين الاقتراحين – فلا نجد غير سبب واحد يدفعهما و هو انه – ولي الله – وهو المرجع بعد رسولنا الحبيب – فأجابهم جواب – ولي الله – وليس جواب إنسان آخر حتى إذا كان عالما – وجواب ولي الله هو – شقوا أمواج الفتن بسفن النجاة – ولا يقوله إلا ولي الله – لأنه – رفض بسبب الفتن – وقبوله معناه وقوع – الفتنة – سواء – الفتنة بقبول البيعة بعيدة عن الشورى – أو الفتنة بالذهاب إلى – اجتماع السقيفة – وهو اجتماع لا تقع – الشورى به لأنه اجتماع لم تدعو الأمة إليه بسبب وجود - فرض – تحقق وقت قيام الأمة به و قيامها لا يستغرق ساعات وبعد قيام الأمة به وهو – دفن رسول الله الحبيب- فتكون الأمة قد تهيأت للقيام بفرض آخر لا يقل أهمية عن فرض الدفن و لكنه قد يستغرق أيام – وهو – البيعة بالشورى 0
وقد شايع – الصحابي علي – الكثير من الصحابة الأوائل – و المشهورين بنضالهم أثناء الدعوة و جهادهم في حروب الدولة الإسلامية – عمار بن ياسر و أبو ذر الغفاري و أبو الأسود الدؤلي و أبو قتادة الأنصاري و المقداد وقيس بن سعد بن عبادة الانصاري و سلمان الفارسي و بلال و الخباب بن الآرت و المحدث عبد الله بن العباس و عمه العباس بن عبد المطلب و أخيه عقيل بن أبي طالب – و غيرهم الكثير من الذين – لا يمكن التجريح بهم و تزكية الكثير منهم من قبل رسولنا الحبيب – و بقوا على الأيمان حتى وفاتهم – بل و شايعوه على الموت و ليس عندهم أي طمع في الحكم و لا في المنصب – وانّ الكثير منهم قد لاقوا المعاناة و قد استشهدوا نتيجة نضالهم و كفاحهم دعما للمشايعة – منهم الصحابي عمار و الصحابي الخباب 0
و إنّ – الصحابي علي – كان الواجب عليه عدم الاستجابة لعمه العباس و لأبي سفيان بطلب مبايعتهما له – ليقوم بالمحافظة على – معالم الدين – وعلى أحكام و قواعد الشريعة التي لها خطورتها في – حياة المسلمين و الإسلام لأنها تقرر مصيرهم – و في قمتها – إنّ الخلافة منصب دنيوي – تحكمها و تقررها قاعدتان – الشورى – و هي الاختيار بالرضا من قبل عموم الناس – وقاعدة – إنّ عقد البيعة لا يتحقق إلا إذا توفر ركن الشورى – و بغير هاتين القاعدتين لا يمكن أنْ يتحقق منصب – الخلافة – شرعا – أو انه يتحقق بعقد البيعة رغم تعطيل الشورى إذا تبعته – بيعة الطاعة من قبل عموم الناس – و هذا ما حصل مع الخلفاء الثلاث الصديق و عمر و عثمان – و هذا هو رأي قائد الحزب الثاني الصحابي ولي الله علي بالشورى و الخلافة 0
و أما – الحزب الثالث – غير المعلن – هو – حزب الصحابيين عثمان بن عفان و عبد الرحمن بن عوف – الأمويين – و انّ الذين أيدوا هذا الحزب و شايعوه هم من الأمويين مثل – أبي سفيان و أولاده يزيد و معاوية و مروان بن الحكم و عمر بن العاص وعبد الله بن أبي سرح – وغيرهم – و الأموال التي يملكونها أو التي تملكوها – و كانت القيادة بيد – عثمان – الذي أصبح – الخليفة الثالث – وقد استأثر عثمان – بني أمية – بالحكم دون بقية الصحابة و المسلمين – وقد حافظ هذا القائد على أعضاء حزبه حتى لو أدى ذلك إلى قتله وهذا ما حصل فعلا مع – مروان بن الحكم – الذي زور كتاب – الخليفة عثمان – باستعمال ختم الخليفة دون علمه – عندما كان مروان خازن أختام الخليفة و مستشاره – وقد طلب الصحابة من الخليفة في حينه عندما انكشفت جريمة التزوير أن يسلمهم – مروان – ليحاكموه فقد رفض الخليفة تسليمه لهم و أدى هذا الرفض إلى تضخم – الفتنة – و أخيرا إلى – قتل الخليفة الثالث عثمان – و بعدها تمكن – مروان – من الفرار – فكيف يكون – التكتل الحزبي – و القيادة الحزبية – إنها تجاوزت حتى الأحكام الشرعية وسادت عليها – وانّ رسول الله الحبيب يقول < و الله لو انّ فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها > 0
و انّ هذا – الحزب الثالث – قد استفاد من - الحزب الأول – فائدة كبيرة جدا – أولا بإغداق الأموال عليهم – وثانيا بتعيين أهم رجاله بمناصب حساسة في الدولة و الحكم – مثل – الصحابي معاوية عُين واليا على الشام و أبقوه مدة أكثر من ثلاث و عشرين سنة – وهي نفس المدة التي استغرقتها دعوة رسولنا الحبيب و إقامة و تثبيت دولته – و كلنا نعرف – انّ الشام و الغرب كان يهتم بها رسولنا الحبيب و كيف شكل جيش العسرة و جيش أسامة لها و كان يشير إليها بيده الكريمة عند مرضه و يصر على فتحها – لذلك حارب أعداء الإسلام - الله و رسوله - من الجهة التي حصل اهتمامه بها و حرص عليها فعينوا عليها واليا – ابن الطلقاء و المؤلفة قلوبهم – و كذلك تعيين الصحابي عمر بن العاص الأموي والياً على مصر و بعده عين الخليفة الثالث عثمان أخاه بالرضاعة الصحابي عبد الله بن أبي سرح الأموي واليا على مصر بعد أنْ عزل عمر بن العاص – وانّ هذا الوالي الأخير بن أبي سرح كانت أعماله في مصر من أسباب قيام – ثورة المصريين – ضد الخليفة الثالث عثمان – و كذلك من أسباب قتل الخليفة – و قد استلم قيادة الحزب الثالث الصحابي معاوية بن أبي سفيان بعد مقتل قائده الأول الخليفة عثمان – وانّ – الشورى – بقيت معطلة و بقي حكم – تعدد الأحزاب – رسميا معطلا 0
و أما – الحزب الرابع – غير المعلن – الذي كان – التكتل – فيه من قبل الصحابة كقيادة جماعية وهم – الصحابية أم المؤمنين عائشة بنت الخليفة الأول الصديق زوجة رسول الله الحبيب – و الصحابي طلحة و الصحابي الزبير – و معهم من شايعهم و أيدهم مثل – مروان بن الحكم – و كان تكتلا – سريعا و دقيقا – و أول ما استهدفوه في عملهم الحزبي هو – الخليفة الرابع علي – و قد انتهى هذا الحزب في – معركة الجمل – قرب البصرة في العراق – و قد تمّ قتل أهم أعضائه – الصحابيين طلحة و الزبير – و قد تم أسر آخرين مثل – مروان بن الحكم – و استسلم البعض مثل – الصحابية عائشة – وانّ الصحابيين طلحة و الزبير من صحابة رسول الله الحبيب المشهورين و لكنهم قتلوا عندما خرجوا عن طاعة – الخليفة الرابع علي – بعد مبايعته – فدخلوا في – حكم البغاة – و إلاّ فهل إنّ الصحابي علي لم يكن خليفة زمانه 0
هذه هي أهم الأحزاب – غير المعلنة – بعد وفاة رسول الله الحبيب – وكلها – أحزاب غير مبرمجة – غير منظمة التنظيم الانضباطي المتحضر – كما هو عهد رسولنا الحبيب – و عهدنا المعاصر اليوم - - و إنّ عمل الصحابة كان – أما – على أساس – تقوى الله وحسب مقدرتهم الفقهية و اجتهادهم – أم – على أساس مصلحة الأشخاص المتكتلين فيها – أو الخلط بين التقوى و مصلحة الأشخاص – و لكنهم جميعا – لا يعلنون غير الإسلام – دينا – عقيدة و مبدأ 0
و انّ هذه الأحزاب غير المعلنة كانت هي – السبب المهم – في خلق – الفئات الإسلامية – و تواجد الفرقة و الاختلاف بين المسلمين – ولو إنها اقتدت برسول الله الحبيب و تأست به و أسست هي مثلما أسس هو حزبه – دعوة علنية منظمة و منضبطة – لوجدنا – أحزاب – تتنافس و تتسابق – و ليس – فئات إسلامية و تفرقة و انحياز للأشخاص وعداء و تعصب و فتنة و ليس مرضاة الله سبحانه – و يستغلها أعداء الإسلام و المنافقون باستغلال سذاجة المسلمين و المؤمنين الصادقين و جهل العوام – الجميع – من أجل عرض الحياة الدنيا و حلاوتها و زينتها – و انّ البعض الآخر من هذه الأحزاب – غير المعلنة – قد بقي يعمل إلى آخر لحظة من حياة أعضائها – فمثلا – مروان بن الحكم – بقي يعمل و متكتلا مع الحزب الثالث الأموي منذ حياة قائده الأول عثمان و إلى يوم استلم الحكم المتسلط الصحابي معاوية و هذا قام بتعيين – مروان – واليا على أهم ولاية هي – مدينة الرسول المنورة – فأخذ يتعامل مع الصحابة بالإثم و العدوان – و الجبن – و التنكيل و التصفية لا لسبب إلا لأنهم – صحابة و من عباد الرحمن و من حزب الله و لأنهم أتقياء ملتزمون و كانوا من المناضلين و المجاهدين ضد كفار قريش والأمويين إلى انْ نصر الله دينه – و لأنهم ينكرون المنكر الذي يصدر من أي جهة كانت – و بقي مروان يعمل إلى انْ مكّنَ أولاده من استلام حكم المسلمين بطريق – ولاية العهد و الوراثة – و ليس بأحكام الشورى و الخلافة والبيعة – و أولهم كان عبد الملك بن مروان و ما بعده بالوراثة و الوصية إلى انْ انتهى – الحكم الأموي – الفتنة – وانتهى تسلطهم خلال سنين معدودة – فكان حكمهم هو – البلوى و الفتنة – و الكوارث و النكبات التي أنزلوها بالمسلمين – و أولها – تعطيل الأحكام – و إنها لإحدى الكِبر 0
و إننا – نكرر ونقول – إنّ السبب الأساس في تعطيل تطبيق – حكم تشكيل الأحزاب – هو تعطيل – حكم الشورى – مباشرة بعد وفاة رسول الله الحبيب – لأنّ – حكم الشورى – هو الذي يؤدي إلى – عقد بيعة الخليفة – الذي هو ركن أساسي في العقد – و إنّ – حكم الشورى – هو ليس الأسلوب أو الآلية التي يسمونها اليوم – مجلس الشورى - و الذي يدعون انه هو - الشورى – ولكن يمكن أنْ يقال عنه انه – مجلس أهل الحل و العقد أو مجلس التشاور – ولكن لا يجوز أنْ يكون هو – حكم الشورى – لانّ – حكم الشورى – هو – الاختيار و الرضا من عموم الناس – و المتعلق – بعقد بيعة الخليفة – و فيه – التنافس و التسابق – بين الناس نحو – الخير و الأحسن و الصحيح و الصالح – وانّ – الرضا و الاختيار و التسابق و التنافس – قد مدحها الله تعالى و فرضها و دعمها بوجوب تشكيل الأحزاب و بوجوب التعددية الحزبية – وانّ هذه النعمة – الرسالة و الأحكام – التي أتمها الله سبحانه هي إلى – العالم – العالمين – و هي شفاء و رحمة للناس بتطبيقها – و هي ليست – أدعية أو تواشيح – للصحابة و السلف – حتى ننشغل بها للدفاع عن أعمال و أقوال هؤلاء و أولئك – الصحيحة و الخاطئة – ونترك – تطبيق أحكام الله في أرضه – وانّ الله تعالى قال – فأحكم بينهم بما انزل الله – البيعة – و الشورى – و الأحزاب – فما على المسلمين المؤمنين الصادقين إلا تطبيق الأحكام و حسب سلم درجاتها ليكونوا قدوة و شمسا مشرقة و مثالا للعالم وهذا هو – الطريق الصحيح – إلى – نشر الإسلام للعالمين – و ليس بالحروب كما يتوهم البعض خاصة الجهلة الذين يوعزون نشر الإسلام بالحروب و العنف – و إنّ الله تعالى لم يطلب منا – الدفاع – عن الأشخاص مهما كانت مكانتهم – و إنما فقط الدعاء لهم بالغفران – و علينا كذلك فقط دراسة و تحليل أعمالهم و أقوالهم دعما لمعرفة أحكام الله و تطبيقه و المرسلة للعالم و ليس للمسلمين فقط ومنهم الصحابة و التابعين – ولو كان الإسلام للصحابة فقط لما قال الله تعالى – للناس كافة- كلهم – جميعا – للعالمين – الحمد لله رب العالمين 0
و انّ الله تعالى قد علمنا ونبهنا إلى انّ- الدعوة – يجب انْ تكون – جماعية – و ليس – فردية – و على أساس – العمل الحزبي – والتعددية الحزبية – و كان على – الصحابة – العمل بذلك – و عدم تعطيل حكم الشورى – و عدم تعطيل حكم التعددية الحزبية – و إفساح المجال – للتسابق و التنافس – مثلما يريده الله تعالى – لذلك فانّ – كل من – عطل - هذه الأحكام الإلهية يعتبر – إماماً – لهذا – التوجه و الاتجاه – و إنّ كل من كان – مؤيدا – لهذا التعطيل هم – أناساً – للإمام – وسوف يحاسبون جميعا يوم الآخرة – المؤيدين و التابعين بصحبة إمامهم- أي إنّ الإمام الذي كان مؤثرا فيهم و الذي كان يوجههم و يسيرهم و يدفعهم إلى – الخطأ – أو – الصحيح – وسواء كان هذا – الإمام – هو – الأب أو الأم – يهودانه أو ينصرانه – أو المدرس أو المعلم أو الصديق أو رئيس الحزب أو رئيس الدولة أو إمام المصلين أو خطباء المساجد أو رئيس جماعة أو رئيس عصابة أو مصالحهم النفعية و الأنانية – هي التي تسيرهم – أو حب الدنيا – أمثال – الذين يدعون انهم بعيدون عن السياسة و محايدون و لا يهتمون بالعمل السياسي – ومن لم يهتم بأمر المسلمين ليس منهم – لأنهم ينشدون – إمام العافية و السلامة – فلكل من هؤلاء – إمام 0
وانّ قولنا بانّ لكل – توجه و توجيه – إمام – هو أساسه قوله تعالى { يومَ ندعوا كلّ أُناسٍ بإمامهم } ( الإسراء 71 ) فالله تعالى يقول – ندعوا – وهي تعطي مفهوم – الدعوة – مثلما – كانوا في الحياة الدنيا – يدْعُون أو يدّعون – و كذلك قال تعالى – كلَ أناس - ولم يقل – كل إنسان – فالدعوة تكون – جماعية و مجموعة من الناس – و مجموعات متعددة – التي تعمل و يكون عملها على شاكلة واحدة و نمط واحد فهؤلاء الأناس لا يأتون – يوم القيامة – بمفردهم و إنما لابد و أنْ يكون معهم – إمامهم – موجههم سواء – بالقوة و العنف – الترهيب و الإكراه – أو بالرضا و الإقناع و الترغيب – لانّ – الأناس هم كل حزب و كل ملة أو جماعة أو فئة – سوف – تحتج – يوم الحساب و تقول – إنّ الإمام – فلان – هو القوة الفلانية أو هو حب الدنيا – هي التي وجهتنا و دفعتنا و أثرت في سلوكنا- و انّ – الإمام – سوف يقول – أنا لم أجبرهم – ولم استعمل معهم ما يرغمهم – و إنما هم قد أيدوني طواعية – لذلك فان كل جماعة – أناس – سوف ترى – إمامها – شاخصا معهم – ولا يفيدهم أي عذر يوم الحساب – للاثنين – الإمام و الأناس 0
و إنّ الله تعالى قد حسم هذه الوقفة الحسابية و هذه الدعوة بقوله الكريم { ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى و أضلّ سبيلا } ( الإسراء 73 ) إذاً على كل جماعة و كل إنسان أنْ لا يكون – أعمى – و إنما عليه أنْ يتحرى و يدقق و يتدبر إنْ كان قادرا فلا ينفعه – إمامه – يوم القيامة إذا كان عمله و عمل إمامه و موجهه ومرشده – أعمى – لأنه سوف يكون يوم الآخرة كذلك – أعمى و أضل سبيلا – فعلى الناس و العالم انْ يتفهموا – الحق و العدل و الأنصاف و المروءة و الحياء و الأيمان الصادق و التقوى – حتى لا يكونوا في الآخرة – أعمى و أضل سبيلا – و نقولها بصراحة إنّ – الأئمة – بعد رسول الله الحبيب كثيرون و أنواع فالصحابي الصديق – إمام – و كل من الصحابة عمر وعثمان و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و عمار و عائشة و طلحة و الزبير و أبي ذر و سعد و عكاشة و الخباب وبن عوف و معاوية و ابن العاص و المغيرة و يزيد و الحجاج وغيرهم الكثير و كل واحد منهم – إمام – ويوم الفرقان سوف يسلك كل إمام و أناسه طريقهم إلى ساحة الحساب و من هناك تحصل التصفية و الغربلة و يحصل التوزيع 0
و كذلك نقولها بصراحة أكثر – انّ جميع الفئات الإسلامية و جميع فقهاء المسلمين و المفسرين و المؤرخين من بعد رسول الله الحبيب – لم يجرأ أيّ منهم على وصف ونعت – الصحابي علي – بأنه قد صدر عنه – الخطأ أو الفساد في أيِّ عمل أو قول له علاقة بالتشريع و السبب هو انه بالأساس يملك منصب إلهي – ولي الله – لذا فانه – إمام – و انه – هو و أناسه – سوف لا ينقص من – أعمالهم – فتيلا – مثقال ذرة – و انّ – أناسه – من غير المغالين في حبه و غير المغالين في كرهه – هم - عدول – و لكن الفقهاء من أيِّ مذهب و المفسرين و المؤرخين – يقولون عن بقية الصحابة هم – مجتهدون – و إنّ المجتهد احتمال صدور – الخطأ عنه – وهنا سوف يستحق – أجر واحد و ليس أجران – والمهم هو – انّ الذي يصدر عنه – الخطأ في التشريع لا يمكن انْ يكون عادلا – لذا فانّ القول – بانّ جميع الصحابة عدول – قول – مغالى فيه – ويجب مراجعته و إلا سوف نبقى قاصرون عن فهم الإسلام وهذا يؤدي إلى مضيعة المسلمين و تأخرهم – وانّ – الصحابي علي – رفض – انْ يكون – خاطئا – عندما عُرضت عليه الخلافة بشرط اتباع سيرة الشيخين – فقال – اتبع رأيي- لانّ الشيخ الأول الخليفة الأول الصديق قال – أنا - غير معصوم – أيْ احتمال وجود الخطأ في سيرته فلا يجوز لولي الله اتباعها – و إنّ الله تعالى هو الذي يغفر لمن يشاء و يعذب من يشاء خاصة – الظالمين – سواء كانوا من – أمة محمد الحبيب – أو من الأمم الأخرى وكذلك { وليست التوبة للذين يعملون السيئات },{ إنما التوبةُ على الله للذين يعملون السوءَ بجهالةٍ ثم يتوبونَ من قريبٍ } ( النساء 17 ) و إنّ الشيطان سوف يقول لهم { دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني و لوموا أنفسكم } ( إبراهيم 22 ) 0
و اليوم في زماننا و عصرنا قد وجد مصطلح ما يسمونهم – رجال دين – وأخذا المصطلح بالتطور – في حين و حسب ديننا الإسلامي الحنيف – إنّ كل مسلم هو – رجل دين و متدين – وكل مسلمة هي – امرأة دين و متدينة – و لا رهبنة في الإسلام – في حين أصبح اليوم ما يسمون – رجال الدين – كالرهبان و يحصلون على شهادات يقال إنها في – علم الفقه أو علم الحديث أو علم التفسير و غيرها من فروع العلوم – فهذا يقال عنه – ماجستير في الحديث – فإذا أجلسته في الإذاعة و التلفزيون تراه بارعا في الكلام – وهذا – دكتوراه في الفقه – فإذا اعتلى – المنبر – فتراه ضليعا في شرح الأحكام – التي لا تهدد مصالح الحكام من الفراعنة الصغار فكيف بالكبار – و هذا – دبلوم بالتفسير – ولكنهم – جميعا بمختلف شهاداتهم – قد نسوا الله تعالى و شهوده و شهاداته فأنساهم أنفسهم و شهاداتهم – في حين – إنّ فقيه المذهب أبي حنيفة كانت شغلته – كاسبا 0
و مع ذلك نقول – هل لا يقدر الحكام و الفراعنة الصغار – و الذين في قلوبهم زيغ ومرض – من شراء الدكتور الفقيه و الماجستير المحدث و الدبلوم المفسر – أو – استغفالهم – وهناك أبواب كثيرة ينفذون إليهم بها من أبرزها – جعلهم يقودون الحملة الإيمانية وفي الحقيقة هي حملة لتثبيت الفساد وتؤدي إلى تمكين الحاكم من تنفيذ عمالته في الكفر و الظلم و الفسوق و الفجور – وهل مثل هؤلاء لا يبيعون أنفسهم لأنهم يحملون مثل تلك الشهادات – في حين أنّ الواقع يقول – إنّ سوق البيع و الشراء مع مثل هؤلاء اليوم هو السوق الأكثر رواجا من عامة الناس – و إلا لماذا أصبح وضعنا بمثل ما نحن عليه اليوم من – تأخر و انحطاط و نفاق – وعدم وجود دولة إسلامية واحدة – دولة محمد الحبيب – وهؤلاء رجال الدين يعرفون اكثر من غيرهم – عدم وجود دولة محمد رسول الله الحبيب- التي أسسها في المدينة المنورة بعد أنْ أسس الحزب في مكة المكرمة – وهم يرون و يسمعون – انّ المسلمين يُقتلون و يذبحون و يدمرون –هنا وهنك – محليا و خارجيا – ولا يحركون ساكنا و كأنّ على رؤوسهم الطير طير حلاوة الدنيا و كأنّ الأمر لا يهمهم لا من قريب و لا من بعيد – ونسوا الله تعالى – وما شيشان الإسلام و كوسوفو و البوسنة و الهرسك و مقدونية و القفقاس و أفغانستان و باكستان و كشمير و جنوب السودان و مونرو الفلبين و تيمور الشرقية الاندنوسية إلاّ خير دليل على إدانة ما يسمون رجال الدين 0
فكل هذه الفظائع تحصل و يحصل الأتعس – فهل إنّ رجال الدين لم يسمعوا بتصريح قائد انقلاب الجيش الباكستاني التافه و الملعون الذي استلم الحكم – برويز – بدعم من أسياده الأمريكان لانّ الحكام الذين قبله أصبحوا لا ينفعون لتنفيذ بقية المخطط الذي هم بدأوه في أفغانستان مع طالبان والذي صرح بوقاحة وقذارة – إنّ أتاتورك رجل عظيم ّ- في حين انه يعرف انّ أتاتورك الكافر الملعون هو الذي ألغى اسم – الخلافة الإسلامية - بدل من إصلاحها – ولكن تصريحه كان إشارة منه إلى - الوضع – الذي ستكون عليه باكستان بعد الانقلاب – و هيهات للماجستير و الدكتوراه و الدبلوم و البروفيسور والحجة و الآية و حتى شيخ الأزهر - أنْ يحركوا ساكنا أو يوضحوا أو يكشفوا المخطط الخبيث الخطر أو يقوموا بتذكير الناس – بطريق الخلاص و التحرر و التقدم – وهو – وجوب إقامة الدولة الإسلامية الواحدة – و فرض مبايعة خليفة للمسلمين – لماذا لا يفعلون ذلك – لانّ حكام الكيانات و التجزئة يمنعونهم و يهددونهم بحلاوة دنياهم – و لأنهم – نسوا الله – وانّ الله تعالى ليس فقط سوف – ينساهم – و إنما سوف – ينسيهم أنفسهم – وإذا بهم يرونها وصلت جهنم – وهذا هو – البلاء العظيم – لانّ العلاقة وثيقة جدا بين – نسيان الله – وبين – نسيان الإنسان نفسه- و كيف لا يكون ذلك و قد نسوا أنفسهم فباعوها لقاء دراهم معدودة و بخسة و لقاء عرض الحياة الدنيا ومن أجل أنْ يسكنوا القصور الفارهة و السيارات الفخمة لأنهم نسوا إنّ من – صفات تقوى الله هو الرضا بالقليل - و هل لمثل هؤلاء انْ يأتيَ اليوم الذي يتذكرون به – أنفسهم – وأنْ يعترفوا بانّ – لأنفسهم – قيمة – أكثر من قيمة تلك القصور والسيارات و الملايين و المليارات – وهي – الرجوع إلى الله سبحانه و يبيعون له أنفسهم و أموالهم 0
في حين انّ واقع مصطلح رجال الدين أصبح اليوم يقول – انهم - قطاع طرق – يقطعون الطرق و السبل و الوسيلة التي يسلكها الناس البسطاء إلى – الله سبحانه – بالخداع و الاستغفال و يتكلمون مع الناس بغير الكلام الذي يأمر به الله سبحانه لإنقاذ المستضعفين و العالم – تماما مثل السارق و الزاني و شارب الخمر – هذه جرائم – و قطع طرق الله – جرائم - وهي أفظع – من كل تلك الجرائم جميعا – وانهم ينسون الله تعالى عندما يقومون بأعمالهم الآثمة – لا يزني الزاني وهو مؤمن – لذلك فانّ الله تعالى – يُنسيهم أنفسهم – فهم يقومون بتدمير أنفسهم في الحياة الدنيا و في الآخرة – و هم لا يشعرون – و انّ رسول الله الحبيب قال < من ازداد علما ولم يستزد هُدىً ازداد بُعدا من الله > و هنا نكرر قوله تعالى { و لا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون } ( الحشر 19 ) و كذلك قال سبحانه { المنافقون و المنافقات بعضُهم من بعضٍ يأمرون بالمنكر و ينهون عن المعروف و يقبضون أيديهم نَسوا الَلهَ فَنَسِيَهُمْ إنّ المنافقين هم الفاسقون } ( التوبة 67 ) و انّ رجال الدين هم – وعاظ السلاطين – يقبضون أيديهم – في المذياع و التلفزيون – في كافة أنحاء العالم الإسلامي – و يَقصرون أحاديثهم على شرح أحكام لا علاقة لها – بظلم الحكام – و لا – بمحنة الناس – و لا – بالبلاء الذي يحيط بالأمة – و لا علاقة لها – بأنظمة الحكم و السلطة – و لا – بالدولة الإسلامية الواحدة و الأمة الإسلامية الواحدة – لا محليا و لا دوليا – و إنما أحاديثهم تكون مثلما يريد منهم الحكام المتسلطون على شعوبهم في أي جزء من أجزاء العالم الإسلامي لقاء الرواتب و لقاء السماح لهم التكلم بالمذياع أو الظهور في التلفزيون و لقاء العيش برفاهية و ترف و انّ أهم ما يريدون منهم الحكام الطغاة هو – الدعاء – لهم لتفخيمهم – و التمادح – وهو الذبح للأمة و لشعوبها 0
و انّ رجال الدين – البارعين – منهم – من – يستعمل – الحيلة اللاشرعية – في هذا الدعاء مثل – اللهم أرهم الحقّ حقاً فيتبعونه و الباطل باطلا فيجتنبونه – ليتخلصوا من – عتاب الناس – لهم – و ليس الخلاص من – عذاب الآخرة – لانّ الله تعالى – يعلم ما في الصدور- و انّ الأتعس هو انهم يقومون بذلك و كأنهم يتصورون بانّ هؤلاء – الحكام – أطفال و جهلة لا يدركون مقاصد دعاء وعاظ السلاطين و الحيلة غير الشرعية – كلا – فانّ الحكام الفراعنة الصغار هم – أطفال و جهلة أمام أسيادهم – ولكنهم ليسوا أطفال و لا جهلة مع شعوبهم – و يدركون مقاصد وعاظ السلاطين و لا تهمهم – لانّ الذي يريدونه منهم و من دعائهم هو أنْ يصبحوا – بروج عالية – ومن هذه البروج يسوقون شعوبهم سوق الغنم لخدمة و طاعة الكفار و أعداء الإسلام – مع تصفيق و دبكة و ترنيمة و هوسة من وعاظ السلاطين ومن استغفلوهم 0
و انّ الله تعالى يقول لهؤلاء رجال الدين { من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا و الآخرة وكان الله سميعا بصيرا } ( النساء 133 ) – و إننا نتحداهم – إنْ هم أرادوا ثواب الله – انْ يقولوا للناس – أقل ما يطلبه الله تعالى – في المذياع و التلفزيون – إنّ اصطلاح – الأمة العربية – اصطلاح كافر و فاسد – وقد وضعه أعداء الإسلام و الكفار – لمحاربة اصطلاح و مفهوم رب العالمين – إنّ هذه أمتكم أمة واحدة – فلينظر المسلمون من أي منفذ يريد أعداء الإسلام أنْ ينفذوا منه لمحاربة الإسلام تماما مثل – منفذ و مخطط مسجد ضرار 0
و إنّ العتب يكون مع ما يسمون – رجال الدين – فنقول لهم – أنْ لا يكون شغلكم الشاغل اليوم هو – التفرقة و الخلاف – بين المسلمين وتجعلوهم – فئات إسلامية – و أضفتم إليها أسلحة تفرقة و هدم جديدة هي – الدفاع عن الصحابة أو السلف – وهذا معناه حولتم الدين إلى أشخاص – لتكون موارد جديدة تغذي – التفرقة و الخلاف داخل الأمة الإسلامية الواحدة – و كونوا – من أهل الدين – لتعيدوا – معالم الدين – و انتم قادرون على تشكيل – الحزب و الأحزاب – وهي الوسيلة لتحقيق ما يحبه الله و رسوله – إقامة الدولة الإسلامية الواحدة – و انتم أولى بها من عامة الناس لأنكم ازدتّم علماً فازدادوا هُدىً سواء كنتم من رجال الدين أو من نساء الدين 0
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق