الفصل الخامس
هل الأمة الإسلامية بحاجة إلى ( المفاضلة بين الصحابة )
أم هي مأمورة بمعرفة أحكامها الشرعية و كيفية تطبيقها
و إن كرسي الحكم هو الذي ( أوجب المفاضلة )
{ يا أيها الناس إنّا خلقناكم من ذكرٍ وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا
إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم إنّ الله عليم خبير } ( الحجرات 14 )
بعد أنْ – فارق – رسول الله الحبيب – أمته الإسلامية الواحدة – فإنّ الأمة أخذت تشغل نفسها – بالرجال و الأشخاص – بدلا من انشغالها واهتمامها – بتطبيق الأحكام و الأفكار و المفاهيم – أو عدم تطبيقها و تعطيلها و إساءة تطبيقها – لذا فإنّ علماء الفقه و التفسير و التاريخ – سابقاً و حالياً – نراهم – قد – خاضوا مع الخائضين – فناقشوا موضوع – غيبي – المفاضلة – من هو الأفضل من الصحابة – و هل يعقل إنّ مثلهم لا يدركون إنّ المفاضلة مسألة – غيبية – و لكن قاتل الله تعالى حلاوة الدنيا و الركض وراء العيلة – و مع ذلك فانّ – جواب هذا السؤال – من هو أفضل – كذلك سوف يستند على – التأويل و المتشابهات و الغيبيات – التي لا يعلمها إلاّ – الله – وحده – وما أُخْبِرنا بتواتر و قطعي – و إلاّ سوف يؤدي هذا – الخوض – إلى – الفتنة والبغي – و إلى الانفعال و الاغاضة بين المسلمين – والنتيجة هي التفرقة و الخلافات و التناحر والتصادم و الذبح – و كان الأجدر بالفقهاء و علماء التاريخ عدم التطرق إلى ما ليس من اختصاصهم و إنما هو من اختصاص رب العالمين – ولكن بفعل الحكام و تأثير عرض الحياة الدنيا فقد أصبحت – المفاضلة – واقعا موجودا – مع سبق الإصرار لدى معظم المسلمين – و لو كانت أبحاثهم تقتصر على – جمع الآيات و الأحاديث – التي وردت بحق كل صحابي – وترك الحسم و القرار – بالمفاضلة إلى – الله جلت قدرته – لكان هناك ما يبرره 0
نعم هناك آيات قرآنية كريمة و أحاديث شريفة – و إجماع – لدى المسلمين بأنّ – محمد بن عبد الله و رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم – هو – أفضل – الخلق – و أفضل من – الرسل و الصحابة – حيث قال الله تعالى مخاطبا رسوله الحبيب { و إنك لعلى خلقٍ عظيم } ( القلم 5) و { سراجا منيراً } و { أسوةٌ حسنة لمن كان يرجو الله و اليوم الآخر } و { ولكن رسول الله و خاتم النبيين } و { إنّ الله و ملائكته يُصلونَ على النبي } ( الأحزاب 56 ) - ومن ثم فانّ - آله و أهل بيته و عترته – كلها مصطلحات و مفاهيم شرعية – تلي رسول الله الحبيب شرعا و بالضرورة و الواقع – درجة بالأفضلية – و أنّ – زوجات الرسول – صحابيات – و هنّ أمهات الصحابة – المؤمنين – شرعا – إذن لا يمكن أنْ يكون الصحابة أفضل من الزوجات الصحابيات – لأنه لا يجوز أنْ يكون الأبناء أفضل من الأمهات في الأحوال الاعتيادية 0
و إنّ الله تعالى قال { ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا } ( الأحزاب 33 ) فلا أدناس ولكن نقاوة وتنزه - و إنّ واقع – أهل البيت – هم صحابة – و لكن – أيّ صحابي أذهب القرآن المجيد الرجس عنه و طهره تطهيرا – غير صحابة أهل البيت – فهل هناك ناسخ لعبارة – أهل البيت – في القرآن الكريم 0
وقد نقل لنا عن طريق – أبي مسعود الأنصاري – قوله – كنا جالسين في مجلس سعد بن عبادة الأنصاري فجاءنا رسول الله – فقال له – بشير بن سعد الأنصاري – يا رسول إنّ الله قد أمرنا بالصلاة عليك بقوله تعالى – يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه و سلموا تسليماً – فكيف نصلي عليك – و بعد سكوت – فقد أجاب رسول الله قائلا < قولوا اللهم صلي على محمد و آل محمد > أو كما قال – رواه مالك و مسلم و غيرهم – فمن هم – الصحابة الذين اقترن ذكرهم بالصلاة عليهم مع الصلاة على رسول الله الحبيب و أصبح فرضاً بموجب حديث شريف – غير – أهل بيته – وهم آله ومن الصحابة – و لم يُنقل لنا بأنّ الرسول قد أدخل في حديثه الشريف عبارة – وأصحاب محمد – عند الصلاة عليه – لذلك حاول بعض ضعفاء الإيمان والتقوى – خلط الأوراق – بإدخال – الصحابة – عند الصلاة على النبي محمد – بحجة – انّ الصلاة على – آله – هو – فرض كفاية – في حين – انّ من يدخل هذه العبارة – و أصحابه – التي تعتبر – بدعة – ويعتبر فد افترى على الله و رسوله – و لو أراد الله و رسوله هذه العبارة – الصحابة – لأدخلها رسول الله الحبيب في جوابه على سؤال – كيف نصلي عليك يا رسول الله – و إنّ الأكثر من ما تقدم فإنّ الإمام الشافعي له قوله المشهور و قد أورده في أبيات شعرية خلاصته ( يا آل بيت رسول الله من لم يصلِّ عليكمُ لا صلاة لهمُ ) 0
و إنّ – درجة إبعاد الرجس – عن أهل بيت رسول الله – وإنهم مطهرون تطهيرا – و إنّ اقتران ذكرهم في الصلاة – وجوبا – مع رسول الله الحبيب وبدرجة ثانية بعده – لأنه هو الدرجة الأولى بالفضل على كافة الناس – فهل هذا كله غير كافي ليجعل – صحابة بيته – علي و فاطمة و الحسن و الحسين – أفضل من كافة الصحابة – و هناك – درجات – أخرى كثيرة منها – وقائع و حوادث اقتضتها الدعوة الإسلامية و إقامة الدولة الإسلامية – بل و منها ما اقتضاها – التشريع – و هذا هو المهم و الأهم – و لكن سنأتي على أهمها و المدعومة بآيات من القرآن الكريم و الأحاديث الشريفة – و التي هي بإجماع المسلمين – خاصة التي تتعلق بالتشريع 0
و إنّ – صحابة أهل البيت – هم الذين شملتهم – آية المباهلة – في سورة آل عمران { فقل تعالوا ندعُ أبناءَنا و أبناءَكم و نساءَنا و نساءَكم و أنفسَنا و أنفسَكم ثم نبتهلْ } ( 61 ) و قد أردف رسول الله الحبيب هذه الآية بحديث شريف و عمل سنة – فقد جمع علي و فاطمة و الحسن و الحسين – وقال < اللهم هؤلاء أهلي > و هذه السنة النبوية – ثابتة بإجماع المسلمين – و بنفس الوقت – لها علاقة بالتشريع – الذي يحدد – العلاقة بين الإيمان و الكفر وبداية صراع الحضارات فحسم الصراع لصالح الإسلام و أنتصر فيه فدخل غير المسلمين إلى الإسلام – و إنّ الصحابي علي في هذه الآية القرآنية يدخل في عبارة – و أنفسَنا و أنفسَكم – و ليس في باب – الأبناء – ولا في باب – النساء 0
و عند نزول آية – الرجس و التطهير { ليُذهبَ عنكم الرجسَ أهل البيت و يطهركم تطيرا } – فقد جمع رسول الله الحبيب – نفس الذين – بأهل – بهم الكفار - و هم – علي و فاطمة و الحسن و الحسين – و أدخلهم معه – تحت الكساء – و قال < اللهم هؤلاء هم أهل بيتي > وهذه كذلك مسألة تشريعية 0
و كذلك – بإجماع المسلمين – قد ثبت بالسنة النبوية < علي مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ لا نبيَّ بعدي > و إنما فقط – أشدد به أزري – و هذه كذلك مسألة تشريعية 0
و إنّ الحديث الشريف < أنا مدينة العلم و علي بابها > تشريع – و الحديث الشريف < منْ كنتُ مولاه فهذا عليٌ مولاه > تشريع – و الحديث الشريف < خرج الإسلام كله إلى الكفر كله > في معركة الخندق – تشريع – والحديث الشريف < عليٌ – يُحبهُ اللهُ و رسولُهُ > في معركة خيبر – تشريع 0
هذه كلها – درجات – قرآن و سنة – وانّ ثبوتها وارد لدى جميع المسلمين – فهل هذه لا تجعل منْ – الصحابي علي – أفضل من كافة الصحابة – و لكن – بمجرد أن استلم – الصحابي الصديق و الصحابي عمر – الحكم – قبل – الصحابي علي –يجعلهما – عند بعض الفقهاء – يجتازا جميع تلك الدرجات و يصبحان – أفضل – من – الصحابي علي – أم إنّ واقعة – اختباء الصحابي الصديق مع رسول الله في الغار – هي التي جعلت الصحابي الصديق أفضل من – الصحابي علي – و هل ننسى بانّ هناك واقعة قد تزامنت مع واقعة الغار – و هي – فداء الصحابي علي – عندما نام في نفس اليوم و نفس الليلة في فراش الرسول – الواقعة التي لا تقل أهمية عن أهمية مرافقة الرسول الحبيب في الغار – بل و هي جزء منها – وبنجاح الأولى – الفداء – نجحت الثانية – الغار - و انهما أسلوبان – في خطة واحدة – خاصة و قد ثبت بان الصحابي علي قد – أحبَّ الرسول بالطريقة الشرعية التي يريدها الله و رسوله – و انه قد – أطاع – رسول الله الحبيب – و انصاع لأوامره في الشدائد و الملمات و لم يرغب بنفسه عن رسول الله الحبيب – و هو الذي اختاره رسول الله – أخاً له - في – التآخي بين المهاجرين و الأنصار – و إنّ - درجة الأخ – أعلى من - درجة الصحبة – إنما المؤمنون أخوة – بالإضافة إلى إنّ الرسول هو الذي - تولى – الصحابي علي – طفلاً و رباه و رعاه و خلقه بأخلاقه شابا و أول من صلى خلفه 0
و هذه – حوادث و درجات – ثابتة – بإجماع المسلمين – سنة و شيعة رغم إننا لا نؤيد هذه التقسيمات الفئوية التي فُرِضَتْ على المسلمين من قبل الحكام الذين تسلطوا على المسلمين خلاف الشرع و من تبعهم من المتفيقهين الذين حليت الدنيا بأعينهم و المنتفعين على حساب الإسلام و المسلمين – و هناك درجات تميز الصحابي علي – لم نذكرها لوجود خلاف عليها – و بالإضافة إلى ذلك فإنّ – الصحابي علي – من أهل معركة بدر الكبرى – الفاعلين – وليس فقط من – الحاضرين – و انه قام بقتل صناديد الكفر – أبطال قريش- و قد قتل هو نصف ما قُتِلَ من المشركين في معركة بدر – و إن أهل بدر – قد نزلت بحقهم الآية الكريمة { تفسحوا في المجالس يَفْسِحَ اللهُ لكم } وإنّ المجالس يُتَفَسَحْ بها لأهل بدر – الفاعلين – قبل الحاضرين فقط – و قد جاء في هذه الآية الكريمة كذلك قوله تعالى { يرفع الله الذين آمنوا منكم و الذين أوتوا العلم درجات } درجات و ليس درجة واحدة فقط 0
و بعد كل هذا يأتي من يقول – إنّ الصحابيين أبا بكر و عمر أفضل من الصحابي علي – لإيجاد أرضية لتفرقة المسلمين إلى سنة و شيعة و إنّ الله ليس بغافلٍ عما يفعل الظالمون و الفاسقون – و كذلك يقولون – و أما المفاضلة بين علي و عثمان – فإنّ الإمام مالك – يقول – لا تجوز المفاضلة بينهما – في حين إنّ بعضهم يفضل الصحابي عثمان على الصحابي علي – فهل إنّ مثل هذه – التأويلات – تتفق مع – كتاب الله و سنة رسوله – و انّ الله تعالى يقول { يفرح المؤمنون بنصر اللهِ } ( الروم 1 ) في معركة بدر – هذا الذي حققه الله جلت قدرته بجهاد الذين خاضوا المعركة و حققوا فيها أعمال بدرجات – منكم – في حين أنّ رسول الله الحبيب قد – منع – الصحابي أبا بكر الصديق من خوض المعركة – بدر الكبرى – وقال له < متعنا بنفسك > - وانّ الصحابي عثمان – أصلا لم يحضر معركة بدر بإذنٍ من النبي بسبب مرض زوجته رقية 0
و نكرر و نقول – هل أنّ الله و رسوله قد طلبا من – المسلمين و الناس- المفاضلة بين الصحابة – وانّ الجواب هو – كلا – ولكن الحكم و السلطة – وكذلك – تعطيل الأحكام – وهذا مهم جدا – هي التي – طلبت تلك المفاضلة – و إنّ الناس – عموم الناس – في حينه – على دين ملوكهم – و إنّ السلطان – ليقويَّ تسلطه وليثبت كرسي حكمه – تراه مضطرا إلى – وضع هذه المفاضلة بين الصحابة كأسلوب من أساليب التفرقة داخل الأمة – فرق تسد – مدعوما بالأسلوب الثاني و لا يقل خطورة عن الأول وهو أسلوب – التمادح – و إنّ الأكثر من ذلك تراه مضطرا إلى وضع الأحاديث و الآراء المؤيدة لها – بدع – خاصة إذا كان الحاكم يريد تعطيل بعض الأحكام الشرعية أو الإساءة إليها 0
و نقول انه يجب على كل مسلم قبل أنْ يجيب أو يجهر – بالمفاضلة – عليه أنْ – يتيقن – من هذه المسألة لانّ – المفاضلة – مسألة – غيبية – و يقينية – و على قائلها – الحساب – يوم القيامة و في اليوم الآخر و أنت مطالب بتقديم الحجج و البينة و الأدلة على هذا – اليقين – و ليس مجرد كلام و سؤال و جواب – وهذا ما وجدنا عليه آباءنا و ما وجدنا عليه مصالحنا – و إذا كان المسلم لا يريد الخوض في هذه الحجج و البينات لعدم مقدرته على – التيقن – فعليه أنْ يقول و يجيب – الله و رسوله أعلم – و لكن يبقى ملزما بالواجب و هو أنْ – يصلي على محمد و آل محمد – دون الصلاة على الصحابة عند ذكر رسول الله الحبيب – و اتباعاً لطريقته بالصلاة عليه – لأنّ – هذا ما نقل إلينا – قرأناً و سنة و حديثا – و ليس – مصالح الحكام و السلطة أو حب الدنيا – إذا أردنا – إرتداء – لباس التقوى – و كسب رضوان الله تعالى – و هذا ليس موضوعنا الآن و إنما في الفصول القادمة 0
انّ حذف الصلاة على – آله – بتعمد و بتقصد – من قبل – أي حاكم قد حكم المسلمين – بعد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم – و إلى يومنا الحاضر هو في الحقيقة يستهدف – شن الحرب – على – الإسلام – بالذات – وليس فقط شن حرب على – آله و عترته – و يدخل هذا – الحذف – الصلاة على آله – حتى في – دعم المفاضلة بين الصحابة – حتى يتمكن الذين يقولون بانّ هناك صحابة أفضل من أي فرد من أفراد – العترة- من دعم حججهم و مفاضلتهم التي لم يطلبها الله و رسوله – و لا ندري – كيف يكون – الصحابي عمر- أفضل - من الصحابي علي – و انّ الصحابي عمر قال – بخٍ بخٍ لك يا علي قد أصبحت مولاي و مولى كل مؤمن و مؤمنة – قالها الصحابي عمر إلى الصحابي علي – عندما نصبه رسول الله الحبيب – وليًا في حجة الوداع 0
و قد سُئلَ – الحاكم المتسلط سليمان بن عبد الملك بن مروان الأموي – لماذا تقومون بشتم و سب – الصحابي علي – فأجاب سليمان – إذا لم نقم بسبه و شتمه فسوف لا يدوم و لا يستقر لنا الحكم – وهذه القاعدة الخبيثة الكافرة لا يزال يعملُ بها حتى في يومنا المعاصر و بشكل أخبث وأقذر من السابق و أصبحت شمولية لجميع الصحابة وبين جميع الفئات نتيجة الجهل و التخلف – إذن من باب أولى تكون مصلحة حكم الأمويين وأي حكم يعادي الإسلام – حذف الصلاة على آله – مما ولد رد فعل هذا العمل – بدعة ذكر ولي الله علي في الإذان – فكان الإسلام هو ضحية الفعل و رد الفعل عن تقصد الأعداء وجهل أبناء الإسلام – و مع ذلك نقول – إنّ جواب سليمان و تفكيره هو جواب و تفكير مغفل و جاهل و ظالم و فاسق لأنه لا يدري و لا يقدر أنْ يدرك علم الله تعالى و هو – إنّ الله يأتي على الناس من حيث – يحتسبوا أو لم يحتسبوا – و سوف يجعل الله جلت قدرته – هذا السب و الشتم يعود – بالفائدة العظيمة – على – أهل البيت – العترة – و إسلامهم – وهو – نشر أفكارهم و مفاهيمهم التي هي – الإسلام – في الدنيا – فيعرف الناس – واقع العترة – حقا و عدلا – لانّ الناس سوف تسأل عن – سبب و دوافع هذا السب و الشتم – وهذه معجزة ربانية – و على كل إنسان أنْ يفهم – ماذا كانت نتيجة – كارثة قتل آل بيت الرسول الحبيب في – كربلاء – التي شملت حتى الطفل الرضيع – عبد الله – و قطع الرؤوس و التمثيل بقطع أوصال الجسم – فهل هذه هي أحكام الإسلام – هذه الكارثة التي توجع مضاجع المنافقين و أعداء الإسلام حتى اليوم – فقد أعلن مرة الفرعون الصغير – حاكم تونس – أبو رقيبة – ضجرا و متألما فصرح – لا أدري ماذا دها الناس على حادثة بسيطة وقعت في كربلاء و انتهت ومرت عليها ألف وعدة مئات السنين و لكنها لا تنسى حتى هذا اليوم و هي لا تستحق كل هذا الهوس و تكرار ذكراها – انه جاهل و متخلف بسبب إيمانه بالعلمانية فيجهل ما هي فطرة الله تعالى التي فطر الناس عليها و الإسلام هو - فطرة الله – و من البديهي لو تسأل هذا التافه الظالم المعادي للإسلام و المروج للعلمانية – من هو أفضل من الصحابة لأجابك فلان و فلان تاركا – الصحابي الحسين الذي قدم حتى الطفل الرضيع في سبيل استقامة دين محمد الحبيب و هو لا يفقه شيء سوى أدوات تفرقة المسلمين وهدم الإسلام و محاربة دين محمد خدمة لأسياده الفراعنة الكبار- و لكنه هيهات أنْ يقدر أنْ يبوح ما في صدره و قلبه من نفاق و غل و عداء بشكل صريح للإسلام لأنه - جبان و تافه – و لكنه يحارب الإسلام من الجوانب و من بعيد لبعيد – كما يقال – و هو اليوم تغلي به نار جهنم و بأس المصير و اندرست ذكراه في الدنيا و سوف يكون مصيره هذا مصير أمثاله من العلمانيين حكام و محكومين فهل من يتعظ 0
إنّ كل ما ذكرناه في هذا الفصل من حوادث و وقائع – قلنا إنّ بعضها اقتضتها – الدعوة الإسلامية و إقامة الدولة الإسلامية – و البعض الآخر و هو المهم – اقتضاها – التشريع الرباني – و لكن هناك موضوع – تشريعي – و هو – خطة – الوسائل و الأساليب – لمهمة الحفاظ و حماية التشريع من التلاعب و التبديل و التحريف – و من هذه الخطة هي – الصناعة الإلهية لجهاز – العترة – أهل البيت – مثلما صنع هارون إلى موسى عليهما السلام – و من ضمن هذه الصناعة – التطهر من الرجس و تطهيرا – و نصبهم و تكليفهم بتلك المهمة – و هذا ما ورد في حديث الثقلين الشريف و الثابت بإجماع المسلمين – سنة و شيعة < إني تاركٌ فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي أهل بيتي أنْ تمسكتم بهما فلن تضلوا بعدي > فجعل الله و رسوله – التمسك بالعترة- كالتمسك – بالكتاب و السنة – و إنّ – التمسك – يؤدي إلى – عدم الضلال – فهل هناك – منزلة و درجة – أفضل من هذا التشريع الرباني – الذي شرف الله و رسوله به – أهل العترة – من – الصحابة – حتى نتجرأ و نقول هناك – صحابة – أفضل من – صحابة العترة – و كيف يكون ذلك سوى – التعمد – في التفرقة و أيجاد البلبلة و خلط الأوراق – التي تؤدي إلى التضحية – بالتشريع الإسلامي – نفسه – و هذا ما يريده المنافقون و أعداء الإسلام و المتسترون بالإسلام منهم – وعاظ السلاطين و أسيادهم – و العياذ بالله – لذلك نقول – يا مسلمين اتركوا –المفاضلة بين الصحابة – و ردوها إلى – الله تعالى – مثلما طلب منا ربنا في موضوع – الخلاف- بقوله العزيز { وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا و لولا كلمة سبقت من ربك لقضيَّ بينهم فيما فيه يختلفون } ( يونس 19 ) و كذلك قوله سبحانه { ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة و لكن ليبلوكم فيما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون } ( المائدة 49 ) 0
و أخيرا و ليس أخراً فقد روى – الحاكم – إنّ الإمام أحمد بن حنبل قال – ما ورد لأحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم من الفضائل ما ورد لعلي رضي الله عنه – صفحة 168 من كتاب تاريخ الخلفاء للسيوطي – و أخرج الطبراني و ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال – ما أنزل الله – يا أيها الذين آمنوا – إلا و عليٌ أميرها و شريفها و لقد عاتب الله أصحاب محمد في غير مكان و ما ذكر علياً إلا بخير – نفس المصدر – و هناك حديث شريف متواتر و هو < انّ مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجى و من تخلف عنها هلك > - و إنّ – الركوب – هنا هو – العمل الصالح – فهو لم يستثني – أهل البيت – مثل – استثناء ولد – النبي نوح عليه السلام 0
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق