الفرع التاسع
( ثورة الصحابي عبد الله بن الزبير بن العوام )
{ أحَسِبَ الناسُ أنْ يقولوا آمنا وهم لا يفتنون }
( و أما حركة المختار و مصعب بن الزبير شقيق عبدالله و بني العباس - و أمثالها )
( فهي حركات مسلحة للانتقام و الثأر – يحرمها الإسلام – لأنها ليست عقائدية و لا فكرية )
( أي ليست مثل – قضية الحسين العقائدية – على – نهج النبوة - < شاءَ الله أنْ يراك قتيلاً > )
إنّ ( الصحابي عبد الله بن الزبير ) هو ابن ( الصحابي الزبير بن العوام ) و أمه هي ( أسماء بنت أبي بكر الصديق ) - وإنّ الصحابي عبد الله بن الزبير – هو أول مولود للمهاجرين ولد في المدينة المنورة بعد الهجرة إليها – و قد سماه رسول الله الحبيب ( عبد الله ) – و كان يعد من ( الأبطال ) – و بعد وفاة الطاغية المتسلط ( يزيد بن معاوية ) بويع الصحابي عبد الله بن الزبير من قبل ( أهل الحجاز و اليمن و العراق و خراسان و القفقاس و مصر وأكثرية أهل الشام ) و لم يبايعه ( بنو أمية في عرينهم – دمشق و فلسطين – لوجود – الروم و اليهود في هذه المناطق ) – و كان على رأس بني أمية في يومها ( مروان بن الحكم ) – في حين سبق و أنْ ثارت ( مصر ) ضد بني أمية في عهد – الخليفة الثالث عثمان بن عفان الأموي – و لكن – الترهيب و الترغيب – كان له أثره في ايجاد ( واقع أموي ) فيها يدعي الإسلام – و باسم الإسلام أُبعد عن الساحة أهل الإسلام و دعاته الحقيقيون .
و إنّ بيعة الناس إلى – عبد الله بن الزبير – للحكم – رئيس دولة – كان فيها ( رائحة الشورى ) خاصة و قد بايعه ( بعض الصحابة من المهاجرين و الأنصار ) – و أخذ الناس يشمون الرائحة و العطر الطيب الذي يفوح من ( الشورى و البيعة ) – و قد حصل عدد من هذه ( الثورات – و هي محاولة الرجوع إلى الأصل و هو – الإسلام ) - و لكن – غدر و استبداد – بني أمية – و عراقتهم في المنطقة بالنسبة لغيرهم من المسلمين – جعل من الصعوبة أنْ تنجح أي ثورة ضدهم حالياً – بسبب بقائهم في ( الحكم ) لمدة طويلة و استلامهم - الحكم – بعد وفاة رسول الله الحبيب – مباشرة – بتعيين ( معاوية بن أبي سفيان ) ( والياً ) على (الشام ) من قبل ( الخليفة الأول أبي بكر الصديق ) ( جد الصحابي عبد الله بن الزبير – من أمه ) – و هناك قول لبعض الفاسقين و الظالمين و هو ( أنّ الحسين قتل بشرع جده رسول الله ) فهل لهؤلاء رأي في ( شنق الصحابي عبد الله بن الزبير ) ( هل شنق بقرار جده الخليفة الأول الصديق – عندما قرر تعيين – يزيد بن أبي سفيان – والياً على الشام – و بعد وفاة يزيد قام و قرر تعيين – أخيه – معاوية بن أبي سفيان – والياً على الشام – خلفاً لأخيه – بالوراثة و بإصرار على تولي بني أمية المناصب و في الشام حديثة العهد بالإسلام و هي مهد الروم و اليهود و مشركي عرب الغساسنة).
و كذلك هناك من يقول ( اتركوا أحداث التاريخ - و اتركوا الصحابة و ما عملوا و ما قالوا ) و إننا نجيبُ عليهم – و يجب أنْ يجيب عليهم كل مؤمن بالعقيدة الإسلامية و يهتم بأمر المسلمين – بالقول (( لو تركنا – أحداث التاريخ – و تركنا أعمال و أقوال الصحابة - لضاع إسلامنا و لضاعت علينا الكثير من – الأحكام الشرعية – خاصة – الأحداث و الأحكام التي أبطالها و مصدرها الصحابة – بدليل أنّ المحدثين و المفسرين و الفقهاء خاصة كتب الصحاح قد نقلوا و ثبتوا كل شيء الصغير و الكبير – و لما تمكنا من فهم – الآيتين الكريمتين – عملياً – الأولى في - سورة محمد التي تبحث في – البلوى – و الثانية في – سورة العنكبوت التي تبحث في – الفتنة – و لغرق المسلمون في الجهل و هم يقرأون هذه الآيات أو يمرون على هذه الأحداث )) .
( رسول الله – كان عنده أموال خديجة – جمعها الله جلت قدرته – عندها)
( و وجدك عائلاً فأغنى – قاعدة ربانية تخص رسول الله و تشمل البشر )
( و لكن مروان من أين كانت عنده الأموال – من أين لك هذا )
( و كل حزب و حركة – نسألهم – من أين لكم الأموال لمعرفة إخلاصهم )
و سرعان ما أفسد ( بنوا أمية ) هذه الرائحة الزكية الطيبة و التي ارتاح لها المسلمون – فقد قام (عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي ) ( إذا كان يزيد قد تسلط على المسلمين – بولاية العهد المخالفة للإسلام – و لكن عبد الملك – تسلط - بلا ولاية عهد و لا شورى ) و المهم هو بمساعدة والده ( مروان ) و ( بأموال – و المال قوة – فما هو مصدر هذه الأموال – الظاهر – هو وجود الروم و اليهود في الشام – و هنا نروي حادث معاصر بسيط و هو – قد اتصل ملك أسبانيا – هاتفياً – مع شاه إيران و طلب منه تزويده بملايين الأموال ليصرفها في الانتخابات القادمة ليبعد اليساريين من الفوز – فأجابه الشاه – أرجو غلق الموضوع و إني سوف أقابلك شخصياً لأنّ مثل هذه الأمور لا يمكن تداولها بمثل هذه الوسائل – و فعلاً حصل الاتصال الشخصي بين الملكين و انتصر أعوان الملك الأسباني في الانتخابات و أبعد اليساريون ) و المهم هو قيام عبد الملك بن مروان بتجهيز الجيوش من – الشام فلسطين و العراق – المرتزقة و ضعاف الإيمان – و بقيادة ( الحجاج بن يوسف الثقفي – الذي مسخه الله جلت قدرته في الدنيا قبل الآخرة ) و وجهها إلى ( مكة المكرمة ) حيث يوجد فيها (مقر و مركز – عبد الله بن الزبير ) – و عندما وصل ( جيش الحجاج – المدعم بالقوة و المال – ولكن ليس المال الذي أعطاه أبو بكر إلى أبي سفيان – أكياس أموال الزكاة – لعلها صرفت في حينها ) – قام الصحابي عبد الله بن الزبير باللجوء إلى ( داخل الكعبة ) مع مؤيديه و مناصريه- و قد حاصرهم ( الحجاج ) فيها لمدة عدة أشهر – كلها صرف أموال و هرج و مرج و رمي الكعبة بالمنجنيق – المدافع – من الجبال المشرفة عليها – و أخيرا تمكن الحجاج من اعتقال – الصحابي عبد الله بن الزبير – و قام بقتله – شنقاً – لإرعاب المسلمين و تخويفهم و إدخال الإحباط إلى نفوسهم – سنة ثلاث و سبعين هجرية و أنا لله و أنا إليه راجعون .
و حقاً إنّ الله تعالى يقول { أحسِبَ الناسُ أنْ يتركوا أنْ يقولوا آمنا و هم لا يفتنون } ( العنكبوت 2 ) ويقول { و لو يشاءُ اللهُ لأنتصرَ منهم و لكن ليَبلوَ بعضكم ببعض و الذين قتلوا في سبيل الله فلنْ يُضِلّ أعمالهم } ( محمد 5 ) فالله تعالى قادر على نصر المؤمنين حتى بدون قتال ( مثلما عمل تعالى مع عبد المطلب و ابرهة – بإرسال – طير الأبابيل ) و لكنه تعالى يريد من خلال قتل المؤمنين و المجاهدين في سبيله و جعل - الغلبة – وليس النصر – للظلمة و الكفار – إظهار ( الفتنة و البلوى ) لمعرفة الخبيث من الطيب و من هم أحسن عملاً – فيذهب من قتل في سبيل الله إلى – الجنة – و يذهب الظالمون و الفاسقون و الكفار إلى – جهنم و بئس المصير – و بالبلوى و الفتنة – يستفيق المذهلون و المغرورون و البطرانون و الأشرار .
و من مآثر و بطولات – الصحابي عبد الله بن الزبير - فقد عجز والي مصر – عبد الله بن أبي سرح الأموي – أخ الخليفة الثالث عثمان بالرضاعة – عن تحقيق النصر في – أفريقيا – فأرسل الخليفة عثمان – البطل عبد الله بن الزبير – إلى مصر – لقيادة الجيوش - وفعلاً قد انتصر و فتح المدن الأفريقية – و رجع عائداً إلى ( مكة و المدينة ) و لكن الوالي الصحابي ابن أبي سرح الأموي قد – أعاد – المدن المفتوحة – إلى الكفار لقاء غنائم – فأين هم الذين يقولون – اتركوا الصحابة و إنّ الصحابة جميعهم عدول – و هنا في هذه الحادثة – صحابيان – ابن الزبير و ابن أبي سرح الأموي .
إنّ – المأخذ المهم – على – الصحابي عبد الله بن الزبير – هو إنه قد - بقي شيء في نفسه – من - موقف – ولي الله الخليفة الرابع علي بن أبي طالب – من أبيه – الصحابي الزبير بن العوام – و من - خالته الصحابية السيدة عائشة زوجة رسول الله الحبيب – في – معركة الجمل – و إنّ هذا – الحادث – قد أثر في – نفسيته و سلوكه – مع – أهل البيت و أهل العترة - فقد تقصد في – رفع – عبارة ( الصلاة على آل محمد) عند الصلاة على ( محمد رسول الله ) – و قطعاً فإنّ هذا – التقصد – مرجعه يوم الآخرة و الله تعالى هو الذي يتولاه – لأنّ – رسول الله الحبيب قد طلب من المسلمين – الصلاة – على – آله – عند الصلاة على – محمد رسول الله – هذا من ناحية و من ناحية ثانية – أ لم يطلع الصحابي عبد الله على حادثة وقعت في - معركة أحد - عندما سأل رسول الله – الزبير – قائلا < هل تحب علي يا زبير > فأجابه ( كيف لا أحبه يا رسول الله ) فقال رسول الله < كيف ستقاتله و أنت له ظالم > فالرسول لم يكتف – بالقتال – و إنما وصفه – بالظلم – و قد ذكر الخليفة علي – الصحابي الزبير – بهذه الحادثة في معركة الجمل – و لكن الزبير نكس رأسه إلى الأرض و رجع – فهل لم يطلع ولده عبد الله على هذا الحادث – فلماذا هذه المكابرة – فهل تجوز المكابرة على الله و رسوله .
قد يستغرب الإنسان خاصة المسلم – من وقوع – ما حصل – و لكن الإنسان المعاصر عندما يشاهد – كيف يتعاون – القادة الفلسطينيون – و كذلك القادة العراقيون – و لنسميهم قادة في حين إنهم خدم – مع الأسياد المحتلين - قبل – وقوع حرب احتلال العراق و الانتفاضة الفلسطينية – و في أثناء وقوعهما - ليصنعوا – الفتنة و البلوى – التي ذكرنا اللهُ تعالى بها في الآيتين الكريمتين – في سورتي محمد و العنكبوت - و عندما يرجع إليها المسلم و إلى – إنّ نبينا آدم عليه السلام قد عصى ربه فغوى - يتبدد عنده الاستغراب قطعاً – إذا كان – يقرأ - و كانت نفسه تقية و زكية ومطهرة و قلبه سليم و عقله معافى - و يستفيق من ذهوله و بغيه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق