............رقم الإيداع (337) (دار الكتب والوثائق - المكتبة الوطنية) (بالموصل 4677 في 7/12/2005) (وقبض الرسم بالرقم1513في 7/12/2005)..........

مؤلف كتاب الشورى

الفهرست

الأربعاء، 17 يونيو 2009

الفصل العاشر

 

الله تعالى يريد ( الأمة الإسلامية الواحدة ) و ( الدولة الإسلامية الواحدة )

و لكن البشر ارتكبوا ( الخطأ )

و حادوا الله فحاربوا ( الواحدة ) و مزقوها و جزأوها و شوهوها

فتمكن أعداء الإسلام الكفار و المنافقون

من إلغاء ( اسم الخلافة ) و إنهاء الدولة الإسلامية بعقيدتها

و أول سلاح استعملوه هو ( تعطيل الشورى ) و بعده ( بيعة الخليفة )

 فأخذوا يسمون الأمة الإسلامية ( بالأمة المرحومة ) يوم تبدلت

( الشورى و البيعة و الخلافة  – بولاية العهد و الوراثة و الوصية )

 

و ( توثيق ) ( القضية الفلسطينية المعاصرة ) فتنة الماضي و الحاضر

 

                   إنّ الله تعالى يقول { و لو شاءَ ربكَ لجعلَ الناسَ أمةً واحدةً و لا يزالون مُختَلفِينَ  . إلاّ منْ رَحِمَ ربك و لذلك خلقهم و تمتْ كلمةُ ربك لأملأنّ جهنمَ من الجنةِ و الناسِ أجمعين } ( هود 119 )

               فالله تعالى يطلب من الناس ( شعوباً و قبائل ) بأنْ يكونوا ( أمة واحدة – أمة وسطاً ) – رغم اختلافهم الأزلي في الدنيا – لذلك قال الله سبحانه في آيات متعددة من القرآن المجيد متوعداً الذين يحاربون         ( الأمة الإسلامية الواحدة ) – و أما الذين يؤمنون بها و يدعون لها فلهم الهدى و الرحمة { كان الناسُ أمةً واحدة فبعث اللهُ    النبيين } { و ما اْختلفَ فيه إلاّ الذين اُتُوهُ منْ بعدِ ما جاءَتْهُمُ البياناتُ بغياً بينهم فهدى اللهُ الذين آمنوا } ( البقرة 213 ) و قوله تعالى { لِكُلٍ جعلنا مِنكم شِرعةً و منهاجاً و لو شاءَ اللهُ لجعلكم أُمةً واحدةً     و لكن ليبلوَكم في ما آتاكم فاْستبقوا الخيرات } ( المائدة 48 ) إذاً فإنّ – البلوى – هي -  أساس -  عند الله ليجعلنا نتسابق إلى الوحدة – و لذلك قال تعالى { و لو شاءَ الله لجعلكم أمةً واحدةً و لكن يُضِلُّ من يشاءُ و يهدي من يشاءُ و لتُسْألُنَ عما كنتم تعملونَ } ( النحل 93 ) إذاً كذلك – المُساءلة – و التفتيش عن البلوى هي أساس عند الله سبحانه الذي يقول { و ما كان الناسُ إلاّ أمةً واحدةً فاْختلفوا و لولا كلمةٌ سبقتْ منْ ربك لَقُضِيَ بينَهم فيما فيه يختلفون } ( يونس 19 ) و هل هذه – الكلمة – هي من ضمن – الكلمات – التي تلقاها نبينا آدم عليه السلام من ربه فتاب عليه – و هل هي من ضمن – الأمانة – التي حملها الإنسان و كان في حملها ظلوماً جهولاً –        و كذلك قال الله تعالى { و لو شاءَ اللهُ لجعلكم أمةً واحدةً ولكن يدخل من يشاء في رحمته و الظالمون ما لهم منْ وليٍ و لا نصير } ( الشورى 9 ) و قال { و لولا أنْ يكون الناسُ أمةً واحدةً لجعلنا لمنْ يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفاً من فِضّةٍ  .  و لبيوتهم أبوابا و سُرُراً عليها يتكؤن  .  وزخرفاً و إنْ كلُّ ذلك لَمّا متاعُ الحياة الدنيا و الآخرةُ عند ربك للمتقين } ( الزخرف 33 )  .

 

                   إذاً – الأساس – عند ربك أنْ يكون ( الناس – البشر – العالمين ) ( أمة واحدة ) لكثرة ما كررها   و أكدها و لا خوف و لا خطر على المؤمنين و المتقين من أنْ يُمكنً ربك – الكفار و المنافقين – من امتلاك – الفضة و الذهب و العروش و البيوت العالية و ناطحات السحاب – لماذا – لأنّ الحياة الدنيا التي يمكنهم فيها – زائلة و فانية – وتزول معهم كل – الفنون و الدبلجة و ما ألحنوا في وسائل الإعلام و الأجهزة المعلوماتية لتعظيم جبروتهم وتندرس معهم كل ما صنعوا من تماثيل و أنصاب – لأنّ – الآخرة هي – الخالدة – وهي – مصير – الأمة الواحدة – الأمة الوسط – لتكون هي – هدف – كل إنسان – عاقل و مدرك و يفهم ما هي طاعة الله           و رسوله – عن – إيمان و تقوى – وعنده – شعور الإغاثة و الحياء و العفو و الصالح و شكر نعم الله و آلائه عليه – و الذي يجاهد و ينفق و يفرح و يغضب في الله تعالى و يحافظ على النفس التي حرم الله قتلها – فلا يغدر بالنفس البشرية أو يؤذيها أو يفزعها أو هلعها أو غلها أو سبها أو شتمها و اغتتابها و تنابزها ظلماً و ضلالاً –        و يجسد ذلك – تطبيق الإنسان للحكم الشرعي المهم – الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر – أو على الأقل أنْ لا يحول دون تطبيقه – و لينظر الإنسان – أي إنسان – ما هو موقعه و موقفه من – الحياة الدنيا الزائلة – هل يكون فيها – ظالماً و منافقاً أو عميلاً – أو يكون في – الآخرة الخالدة – من الصادقين الصالحين – و مع الأمة الإسلامية الواحدة  .

 

                    و بعد ما تقدم فهناك آيتان كريمتان بوجوب ( الأمة الواحدة ) – الأولى مقترنة – بعبادة الله رب العالمين -  و الثانية مقترنة – بتقوى الله رب العلمين – فالآية الأولى في سورة – الأنبياء 92 – { إنّ هذه أُمتكم أمةً واحدةً و أنا ربكم فأعبدون } و الآية الثانية في سورة – ( المؤمنون 52 ) { و إنّ هذه أمتكم أمةً واحدةً و أنا ربكم فإتقون }  .

                    و إنّ – الأمة الإسلامية الواحدة – المقطعة كيانات – اليوم – متوقفة عن تطبيق – وحدتها         و إسلامها – و متوقفة عن تطبيق – أهم واجب شرعي – قهراً و غفلة – و هو (  عدم وجود بيعة إسلامية في عنق كل مسلم ) – و إنّ رسول الله الحبيب قال < منْ مات و ليس في عنقه بيعة مات ميتةً جاهلية >  أيْ يذهب – فطيسة – إلى اليوم الآخرة – أي لا تنفعه الصلاة ولا الزكاة و لا الحج و لا الصوم – و إنّ – البيعة – هي – بيعة الحاكم – الراعي لشؤون الأمة – رئيس الدولة – الذي يحكم بما أنزل الله - ( الخليفة – الإمام – أمير المؤمنين – السلطان – ولاية الفقيه ) أو أي اسم شرعي آخر – و ليس ( رئيس جمهورية أو ملك أو ولاية العهد أو شيخ أو أمير أو أمير الشعب أو خادم الحرمين – أو أي اسم من الأسماء غير الشرعية أو العلمانية المحرمة ) – وذلك تنفيذاً لما أوجبه الله تعالى بقوله الكريم { و من لم يحكم بما أنزلَ اللهُ فأولئك هم الكافرون – الفاسقون – الظالمون} ( المائدة 47 و 48 و 50 ) آيات مباركة تفرض و توجب الحكم  بما أنزل الله – الإسلام – و كل آية من هذه الآيات تصف حالة من حالات العصيان و عدم تطبيق الإسلام من قبل – الحاكم و المحكومين – الراعي     و الرعية – سواء كانوا من – المسلمين أو غير المسلمين – و تصف سبب عدم التزامهم و واقعهم – كفار         و فسقة و ظلمة.

                   و قد قال الله تعالى { و من يُطع اللهَ و رسولَهُ فأولئك مع الذين أنعمَ اللهُ عليهم من النبيين والصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقاً } ( النساء 69 ) – انظروا يا ناس و يا بشر من هم الرفقاء و الطائعين و الذين أنعم اللهُ عليهم في اليوم الآخر – و قال الله سبحانه { فليحذر الذين يخالفون عن أمره أنْ تصيبهم فتنةٌ أو يُصيبَهم عذابٌ أليمٌ } ( النور 63 )  - و هل توجد أكبر من هذه -  الفتنة – التي يعيشها اليوم – العالم الإسلامي – و أكبر من هذا – البلاء – الذي يعيشه المسلمون اليوم – وقد حرموا من – دولة إسلامية واحدة – وهم الآن في – أمة إسلامية مشوهة و مشوشة و مجزأة – و قد فقدوا حكم الإسلام – ولا طاعة – للقرآن و لا للسنة – و كأنما الناس و وعاظ السلاطين و العلماء لا علم لهم – بالقرآن ولا بالسنة – و لا يعرفون غير التحدث بالصوم و الصلاة و الحج و الزكاة و أحكام الزواجات – و أما الدولة و الأمة و الحكم و السلطة       و الخليفة و الشورى و البيعة  و تعدد الأحزاب – فلا علاقة لهم بها – لا مع أهليهم { قوا أنفسكم و أهليكم } و لا  عندما يسمح لهم سلاطينهم بالجلوس أمام المذياع أو الظهور بالتلفاز لإرشاد الناس – في حين على كل مسلم يجب أنْ يسعى و يعمل بأنْ يكون كما وصفه الله تعالى { و لقد اصطفيناه في الدنيا و إنه في الآخرة لمن الصالحين} ( البقرة 131 )  . 

      ( الدولة -  هيئة تنظيمية – و المجتمع الحضاري – و المجتمع المدني )

                   و كذلك هناك آيتان كريمتان أكثر تفصيلا في وصف و تحديد (  الحكم  و الدولة  و المحكومين  ) في الراعي و الرعية  :

                   الآية الكريمة الأولى هي قوله تعالى  و بقسم  {  فَلا  وَ رَبِّكَ لا يؤمنون حتى يُحكموكَ فيما شَجَرَ بينهم  ثم لا يَجِدوا في أنفُسِهم  حَرَجاً مما قَضَيتَ و يُسلموا تَسليماً  } ( النساء 65 ) و هذا قسم من الله سبحانه بأنّ الناس – لا إيمان لهم – حتى يحكموا – الحاكم – الرسول – فيما شجر بينهم – تصادمت مصالحهم ودعاويهم – و هو وصف – للدولة – هيئة تنظيمية – و في هذا الوصف – وجوب تطبيق نظام الحكم – في العلاقات           و الخلافات بين الناس – مع بعضهم و بينهم و بين حاكم الدولة – لأنّ هذه الآية الكريمة قد وردت في – سورة النساء – و هي -  سورة مدنية – أي إنها نزلت عندما كان رسول الله الحبيب حاكم الدولة الإسلامية  . 

      و إنّ الآية الثانية الكريمة هي قوله تعالى في سورة ( المائدة 48 ) و هي كذلك مدنية و ليست مكية              {  وَ أنزلنا إليك الكتاب بالحَقِّ مُصَدِقاً لما بين يَدَيهِ من الكتاب و مُهيمِناً عليه فأحكُم بينهم بما أنزلَ اللهُ و لا تتبع أهواءَهم عما جاءك منَ الحقِ لكلٍ جعلنا مِنكم شِرعةً و منهاجاً و لو شاءَ اللهُ لجعلكم أمةً واحدةً  و لكن  ليبلُوَكُمْ في ما آتاكم فاْسْتبقوا الخيراتِ إلى الله مرجعكم جميعاً فيُنبِئُكم بما كنتم فيه تَختلفون  } فهذه الآية الجليلة عالجت جميع أمور المجتمع – حضارياً بالمنهاج و التشريع و ليس مدنياً بالأشكال المادية -  رغم تنوع المجتمعات البشرية  و تنوع المناهج و المفاهيم و الأفكار في العالمين و العمل على أنْ يكون الناس - أمة واحدة – في – مجتمع حضاري – و ليس في – مجتمع مدني -  بتطبيق الحق الذي نزل – و الأهم هو – التسابق و التنافس – على – الخيرات – وليس على طمع الدنيا وحلاوتها – وإنّ – الخيرات – تكون بتطبيق الأحكام التشريعية .

                   و إنّ الله جلت قدرته  قد فصل الكثير من الأحكام المتعلقة – بالحاكم و الدولة و المحكومين – حتى إنه قد أوضح للناس – من هو أول حاكم للناس – حيث قال تعالى { وَ إنّ وَعْدَكَ الحقُ و أنتَ أحكَمُ الحاكمينَ }     ( هود 45 ) فإنّ الله تعالى – حاكم – و هو – أول الحاكمين – و أحكمهم – وهو – الحق – و لكنه – قد منح سلطة الحكم للناس – يختارون من بينهم من يرعاهم و يحكمهم – لذلك فهناك – حكام – بعد الله سبحانه و هم – الرسل و الأنبياء و الحواريون و الأسباط و الأحبار و الأولياء و الخلفاء – و إنّ الجميع يجب و فرض عليهم – أنْ يحكموا بما أنزل الله بين الناس فيما شجر بينهم سواء سميت الأحكام – بالمعالجات أو البرامج أو المناهج أو الشرعة أو البيان أو الدستور و القوانين أو النظام أو الحقوق و الواجبات أو النصوص  .

 

                   و أما النصوص التي -  توضع -  من قبل البشر – الإنسان – و هي – غير ما أنزل الله – فهي بعيدة عن – أحكام الله – سواء سميت بالأحكام أو القوانين أو الدستور – فهي نصوص – الجهل و التخلف – ونصوص غرور الإنسان الذي يدعي العلم بكل شيء في حين أنه – جهول و ظلوم و عجول و بطران - و {  يعلم ظاهراً من الحياة الدنيا  } و إنّ الله تعالى يقول {  أ فحكم الجاهلية يبغون و من أحسن من الله حكماً  }       (المائدة 50 ) – و هناك – تأكيد شديد – على – الحكم بين الناس – بقوله تعالى { لتحكم بين الناس } (النساء 104 ) و{ و إذا حكمتم بين الناس أنْ تحكموا بالعدل } ( النساء 57 ) – و إنّ – الحق و العدل – هو – ما أنزل الله – وليس غيره – لأنّ غير ما أنزل الله – باطل و فاسد – و إنّ ما طلبه الله تعالى من الناس هو { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم فإنْ تنازعتم في شيء فردوه إلى الله و الرسول إنْ كنتم تؤمنون بالله و اليوم الآخر ذلك خيرٌ و أحسنُ تأويلاً  } ( النساء 58 )  فالله تعالى يطلب منا – التطبيق – بعد – طاعة الله و رسوله و أولي الأمر – و لكن الرد عند الاختلاف و التنازع يكون إلى – الله و الرسول – فقط – ويكون من – المؤمنين بالله و اليوم الآخر – و إنّ من يفهم ( المرجع الحقيقي و الصحيح – للأحكام – و للنفس البشرية – والخير و الأحسن ) هم الذين يفهمون عبارة – ردوه – إلى – الله و رسوله – و ليس إلى – أولي الأمر منكم – رغم إنّ – طاعة أولي الأمر – واجبة – ما داموا يطبقون ما أنزل الله – الإسلام -  و لا يعطلون أو يسيئون أحكامه وهذا – أحسن تأويلاً  . 

                   فما دام المرجع في نهاية النزاع و عند انتهاء الحياة الدنيا  – الله و رسوله -  فالمرجع يكون – ابتداءً – كذلك من باب أولى – الله و رسوله -

في إسلامهما و هو أنْ يأتي – الحاكم الى الحكم من بين الناس وفق ما أنزل الله – و وفق الطريقة التي رسمها الله و رسوله – الشورى و البيعة – { و الذين استجابوا لربهم و أقاموا الصلاة و أمرهم شورى بينهم و مما رزقناهم ينفقون } { الشورى 38 ) – و لكن من هم – و أمرهم شورى بينهم – هم الذين قبل كل شيء قد – استجابوا لربهم – راعي و رعية – فالحاكم الذي يفهم و يعترف – بأنّ الله جلت قدرته  قد منح السلطان للأمة الإسلامية – وإنّ الأمة هي التي -  تختاره -  بطريق – الشورى – بالرضا – هو – الحاكم – الذي يُطاع – و أمّا – الحاكم – الذي يأتي بطريق – غير طريق الله – خلاف الشورى و البيعة – فهو حاكم غير شرعي – و ليس من أولي الأمر – و هو حاكم و سلطان جائر – يجب أنْ لا يطاع – و يجب التغيير عليه – من أول لحظة تسلطه و توليه الناس – و حتى إذا قال هذا المتسلط – إني أُريد الحكم بما أنزل الله – فنقول له – كلا – لأنّ أساسك باطل و خطأ – و نقول له – لا مانع من تنفيذ إدعائك – الحكم بما أنزل الله – و لكن عليك أنْ تبدأ بالأساس و بأول خطوة – وهي – إعلان الدولة الإسلامية الواحدة – البيعة و الخلافة – و يعلن – طلب  ترشيح من تتوفر عنده شروط الرئاسة       و هو أحدهم  – للتنافس و التسابق – لإختيار وانتخاب الرئيس من بين المرشحين – بطريق الشورى – و الحفاظ على - حق التعددية الحزبية -  و حق التعبير بدون ترخيص مسبق .

                   و إنّ – خلاصة -  ما نفهمه من قوله تعالى { و أمرهم شورى بينهم } هو أنّ الناس – عموم الناس – هم الذين – يختارون و ينتخبون – من يتحمل – مسؤولية – الأمر – الأمانة – هذا ركن في الشورى – والركن الثاني هو – يجب أنْ يكون الاختيار – بالرضا- و ليس – بتسلط أو إكراه أو غش أو بالوراثة أو بالوصية – لأنّ هذه الوسائل و الآليات كلها حرام و جهل و تخلف – و لا تدخل في مفهوم – و أمرهم – المقيدة بالشورى – و إنّ أي وسيلة من تلك الوسائل تفسد – الشورى – و إنّ – الشورى هي التي  تصنع – الإختيار و الرضا – الركنين الذين يجب أنْ يسبقان – عقد البيعة – بين الراعي و الرعية و إلا كان – عقد البيعة – غير صحيح وباطلاً أو موقوفاً على الإجازة -  و نقول – إذا كنتَ أنتَ يا متسلط ترفض تطبيق – الطريق و الوسيلة الشرعية – الشورى -  فيجب على الناس – المؤمنين بالله – و بسبيل المؤمنين – أنْ يرفضوك كذلك – ما دام المرجع هو – الله جلت قدرته – و أما – موضوع – إجازة العقد غير الصحيح و الباطل – و موضوع بيعة الطاعة – فإنّ الفقهاء قد أشبعوها شرحا و تفصيلاً – و إنها مواضيع تختلط معها – الغيبيات – و الأعمال التي تقيدها النيات – وللغيبيات و النيات – أحكام – تدخل فيها الخلافات – و لكن تتقرر من خلال الترشيح للرئاسة و الشورى و التبني للأحكام من قبل الخليفة – رئيس الدولة .  

                        و من كل ما تقدم – لو لم -  يخطأ – المسلمون – الخطأ المصيري – و هو – تعطيل – حكم الشورى – الرضا و الاختيار – مباشرة بعد وفاة رسول الله الحبيب – و لو طبقه المسلمون – مباشرة – أو – لو استمروا في تطبيقه بعد أنْ طبقه – الخليفة الرابع علي  و الخليفة الخامس الحسن -  ولو  تشكلت الأحزاب الشرعية المنظمة مثلما رأى المؤمنون الأحزاب  و كانت  هي  وعد الله و رسوله – و لو أُعلنت على الناس من اليوم الأول – و لم يقتصر العمل السياسي الحزبي في المجتمع الإسلامي على – الأحزاب غير المعلنة و غير المنظمة – و كانت مجرد تشيع عقائدي أو مصلحي نفعي و موالاة لبعض الصحابة القياديين – و لولا تلك الأخطاء المصيرية – لبقيت الأمة الإسلامية – أمة واحدة – و لبقيت – الدولة الإسلامية -  دولة واحدة – كما – أرادهما -  الله   و  رسوله – و لأصبحنا اليوم -  في قمة التقدم و النهوض – و ليس كما هو حالنا اليوم الذي أراده لنا أعداء الإسلام – في عمق الأعماق من التأخر و الانحطاط ( تجزئة و تفرقة و جهل و تخلف – و كيانات – و إعجاب كل حاكم و متسلط و طاغية بنفسه و بغروره و حب التمادح و الإطراء و البطر -  و الرغبة في سفك الدماء المحرمة – و المنة على الرعية و الناس – و بعد كل ذلك – أصبح لدينا مئات من إبن العلقمي و أبي رغال – بالتوافق والعمالة – مع الكفار العلمانيين و أعداء الإسلام ) و أصبحت التفرقة و العداء حتى داخل العشيرة الواحدة بل وحتى داخل العائلة الواحدة و البيت الواحد – وا أسفاه حاددنا الله و رسوله و حاربنا – الوحدة -  و مزقناها تمزيقاً  - و هذا ما لاحظناه في فلسطين الشام و ما سنعيشه في توثيقنا لها اليوم .

 

( توثيق القضية الفلسطينية المعاصرة – فتنة و بلاء - الماضي و الحاضر )

( مفهوم – القطب الواحد – عند الدولة العثمانية و الدولة الأمريكية )

                   و في عهد قريب – و ليس ببعيد و رغم إنّ – الدولة الإسلامية العثمانية – كانت فيها – معظم – الأحكام الشرعية لنظام الحكم في الإسلام – معطلة و مُساءة تطبيقها – و كانت دولة – بالاسم و بإعلان العقيدة الإسلامية – فقط – مثل المسلم الذي هو مسلم بالهوية و يدعي العقيدة الإسلامية و لكن دون تطبيق أحكامها الشرعية -  و بنفس الوقت – كانت دولة مريضة و فاقدة العافية – و بالتحديد – أيام السلطان سليمان القانوني سنة 1525م  – فقد استنجدت به – أم ملك فرنسا الشاب فرانسوا الأول  – استنجدت به بصفته رئيس الدولة العثمانية الإسلامية – و طلبت من السلطان حماية عرش ابنها من تهديدات ملك بريطانيا المجاورة لها و حكام بقية دول أوربا الضالعين مع بريطانيا – في حين كانت الدولة العثمانية في – انحطاط و تسمى – الرجل المريض – و لكنها كانت رجلاً – صاحيا – لأنها لا تزال – تؤمن بالعقيدة الإسلامية – و واضعة الإسلام – شعار – لها – بين الناس في داخلها و في العالمين – فكانت تقرر مصير الحكم في أي جزء من العالم – و كان حالها مثل حال - أمريكا – اليوم و أكثر من أمريكا التي تقوم اليوم بتقرير الحكم في أي جزء من العالم – و الفرق هو – إنّ أمريكا تفعل ذلك بأساليب المؤامرت و الإحتيال و بما تملك من – قوتي السلاح و المال – في حين إنّ – هيبة الدولة العثمانية – كان اساسها – هيبة و عظمة -  العقيدة الإسلامية -  و ما ينبثق عنها من فكر و أنظمة – وكانت        -  العقيدة -  هي مصدر – قوتها – و أما – السلاح و المال – فقد كانت – وسيلة لنشر العقيدة و تدمير السدود التي تحول دون الدعوة الإسلامية و حماية المسلمين من ظلم و غدر الكفار و أعداء الإسلام -  و فعلاً قد استجاب السلطان سليمان القانوني بحملة كانت بقيادته بالرغم من أنه كان مريض بالسرطان و لا يقدر الجلوس أو الوقوف فصنعت له عربة تحمله و هومضطجع عليها و كذلك رغم معارضة رئيس وزراءه لهذه الحملة التي كان يرافقه بها و عند وصول الحملة إلى يوغسلافيا التي يسكنها الملايين من المسلمين - فقد  توفي السلطان فقرر رئيس الوزراء العودة إلى استانبول  -  و إنّ الاثنين من المسلمين -  و لكن اليوم فإنّ إسرائيل  – لا تخاف الحجارة و لا الكفاح المسلح و لا ما يسمونها الإنتفاضة و لا المنظمة و فصائلها – و إنما تخاف من الاسم الذي هو موجود – وراء الحجارة و جميع تلك المسميات – الإسلام و عقيدته  – الذي يستغله و يعلنه زعماء تلك الحركات – ولكن – بتحريف و تعطيل  أبرز ما ينبثق عن العقيدة الإسلامية و هي – الدولة الإسلامية الواحدة –   و بمجرد إعلانها سوف نرى كيف تهتز العروش و ناطحات السحاب .

                   و بمرور الأيام – أصبحت الدولة العثمانية – مضطجعة – على – طاولة التشريح – تنتظر السكاكين الحادة التي تملكها بريطانيا و الحلفاء – لتقطيعها – لأنها أخذت – تبتعد – أكثر فأكثر عن – جهاز مناعتها – العقيدة الإسلامية – خاصة عن – الأحكام المتعلقة بأنظمة الحكم و الاقتصاد و الاجتماع و قواعد الأخلاق – سبيل المؤمنين – فلم يقتصر ابتعادها عن – حكم الشورى و البيعة و الخلافة – و إنما أضافت إلى – ولاية العهد والوراثة و الوصية  (  القومية  ) – بدل – ( الأكرم عند الله – أتقاكم ) و قد تبنت – القومية التركمانية العثمانية  – بعنصرية فظيعة -  بحيث وضعت حزب واحد هو – الاتحاد و الترقي – و احتقرت بقية القوميات و أخذت تهددها و تحاربها بكل أساليب العنف و الاضطهاد – و أصبح - حكام الدولة  فيها -  لا همَّ لهم سوى  جمع الأموال من الرعية دون الصرف عليهم – و يعجبهم فتل الشارب و ليس تهذيبه و ميل الطرابيش – وأصبحت – الأسرة و المرأة – تعيش في تخلف و فساد شنيع .

  ( تركيا – الدولة العثمانية – انتقلت من – العقيدة – إلى حكم – المرأة – الحرام )

                   و بعد انتهاء – اسم الخلافة الإسلامية – تبدل اسم و لقب الدولة العثمانية – من الرجل المريض – إلى – دولة جمهورية تركيا – دولة امرأة – فأصبحت تحكم من قبل – امرأة- عندها مسحة من الجمال و صدر ناهد و قد تحرش بها أحد الشباب في أحد التجمعات فوجهت له لكمة لطيفة – و  يسندها مجموعة من – الضباط العسكريين – من الكفرة و الفاسقين و الظالمين – ممن لا أصل و لا دين لهم – علمانيين مثل زعيمهم – جاء بهم الكافر المستعمر و أعداء الإسلام و سلطهم على الأمة الإسلامية – في حين إنّ الله تعالى يقول بشأن -  حكم المرأة – { ربي إني نذرتُ لكَ ما في بطني محرراً } ( آل عمران 35 ) أي نذرت – رجل حر – يلتزم بالحق         و العدل و العمل الصالح و لا يلتزم بالكفر و الباطل و غير الصالح  و ينبذه – و إنما نذرت رجل محرراً  ليحكم بين الناس في الأرض – و لكن { قالت ربي إني  وَضَعتُها أُنثى و الله أعلم بما وَضعتْ و ليس الذكرُ كالأنثى } و كإنما خاب أملها – لأنّ المرأة لا يمكن أنْ تحكم الناس في رئاسة الدولة – لطبيعة جسمها و لطبيعة و واقع عمل الحكم – و لكن الله تعالى قد تقبل الأنثى – بقبولٍ حسنٍ – و جعلها – أرض خصبة – لإنجاب النبات الحسن – الذكر – الرجل – و هذه هي – طبيعة و فطرة المرأة و واقعها و مهمتها الأصلية في الحياة الدنيا – فقال الله تعالى بعد أنْ أمر الملائكة بمناداة – زكريا عليه السلام {إنّ اللهَ يُبشرك بيحيى مُصدِّقاً بكلمة من الله وسيداً و حَصُوراً و نبياً من الصالحين } فهو – رجل – حر – حتى أنه – لا يهتم و لا يفكر -  بخطيئة – لأنه كان – متبوع – وليس -  تابع – و بعيد عن النساء – و كذلك قال الله جلت قدرته { إني وجدتُ امرأةً تَملكُهُم و أوتيت منْ كلِ شيء و لها عرشٌ عظيمٌ  .  وجدتُها و قومَها يسجدونَ للشمس من دون الله وَ زَينَ لهم الشيطانُ أعمالَهم فصدَهم عن السبيل فهم لا يَهتدون} ( النمل 23 ) و هذا هو – حكم المرأة – حتى يؤدي إلى الإلحاد بالله – و لا تهتم إلا بالمظاهر و الزينة التي تبعدهم عن سبيل المؤمنين – و كذلك قال تعالى عن لسانها و رأيها في الملوك { إنّ الملوك إذا دخلوا قريةً أفسدوها و جعلوا أعزة أهلها أذِلةً } ( 34 ) وإنّ رأيها هذا يدلُّ على الحنكة و لكنها لكونها ملحدة لم تدرك من هو وراء سليمان عليه السلام فتصورت أنه ملك و بالأمكان شراء الملوك و التأثير عليهم بأساليب دبلوماسية منها – الهدايا – فخاب تفكيرها – و قال تعالى { نَكِّروا لها عرشَها } ( 41 )  ولكن عندما سألوها { أ هكذا عرشك قالت كأنّهُ هو } فأجابت جواب فيه ذكاء و عقل – كأنّهُ هو و لم تقل هو -  و لكن ذكاءها لم يرتقِ إلى درجة الإيمان بالله سبحانه – ومع هذا الذكاء لم يجوز الله تعالى للمرأة أنْ تحكم و تستلم السلطة لفطرتها { و ليس الذكر كالأنثى } .

                   و إنّ إنهاء اسم – الخلافة الإسلامية – و إنهاء – الدولة العثمانية – من- عقيدتها الإسلامية – لتصبح جمهورية علمانية – كان نتيجة – مخطط – و مؤامرة من الكفار الصليبيين العلمانيين بزعامة بريطانيا    و تساندها دول أوربا و أمريكا في حينه – و بمساعدة العملاء و المنافقين من المسلمين و المسيحيين و كذلك اليهود – و هؤلاء جميعا كانوا موزعون وفق مخطط مدروس في كافة البلاد الإسلامية و العربية و كافة أنحاء العالم – خاصة – منطقة الشام منها فلسطين و لبنان و الحجاز و مصر و الهند قبل التجزئة و أفغانستان و العراق – مؤامرة ضخمة و هائلة – لأنّ حتى هذا الاسم – الخلافة و الدولة الإسلامية و الإدعاء بتطبيق الإسلام – كان يُوجع مضاجع الكفار و أعداء الإسلام و يخيفهم و يؤلمهم – لأنهم يريدون المحافظة على كفرهم و فسادهم ولا يريدون إتباع سبيل المؤمنين .

            

  ( مشروع إنهاء الدولة العثمانية – و مشروع – إقامة دولة إسرائيل )         

حصلَ  في  وقت  واحد                 

(أساسه عمالة العسكري - أتاتورك – للمحتلين الكفرة – و جهل المسلمين)

و إنّ المهم في – مخطط إنهاء اسم الخلافة و إنهاء إدعاء الإسلام – هو إنّ المخططين الكفار قد عثروا على – شخص – فيه – ثلاث صفات – مثل – يزيد – ومثل أي قائد عمل تحت إمرة يزيد – و إنّ الصفات الثلاث المهمة في هذا – العميل أتاتورك – هي ( عديم الإيمان – وإذا إدعاه فهو أشر من غيره  )  و ( عديم الرحمة – لأنه جبان)  و  ( عديم الحياء – فاقد للمروءة  و غدار و لئيم  )  فصنعت بريطانيا  من هذا الشخص – زعيماً و بطلاًً – في حين إنه كان – مستهتراً و سافلا و فاسقاً و ظالماً لا دين له – و لا أصل له – محسوب على المسلمين و لا يملك من الإسلام شيء – لعنة الله عليه – و ينطبق عليه قوله تعالى { مناع للخير مُعتدٍ أثيم عُتُلٍّ بعد ذلك زنيم } (القلم 12 ) و قد صنع منه الإستعمار – عميلاً عسكرياً – بعد أنْ انخرط في الجيش العثماني – و بمناورات حربية و بتأثيرات نسائية – تمكن هو و الإستعمار من إنجاح مخطط الكفار بإنهاء – اسم الخلافة – المعلن – والمنصوص عليه قانوناً – وجعل تركيا جمهورية علمانية – و قد شرعوا قانونا يتضمن – عقوبة الإعدام – لكل من ينادي و يدعو إلى – الإسلام – أو يعمل لإعادة – اسم الخلافة الإسلامية – و خلاصة الموضوع – فإنّ المسلمين قد عاشوا المراحل و الأدوار التالية : دولة الرجل – إلى – دولة الرجل المريض – إلى – دولة امرأة – و ينطبق على الجميع في تلك المراحل { يومَ تجد كل نفسٍ ما عملت من خيرٍ مُحضراً و ما عملت من سوءٍ تودُّ لو إنّ بينها و بينه أمداً بعيداً } ( آل عمران 30 )  .

 

 في حين و قبل هذا – العميل أتاتورك – ذهب – هرزل – زعيم اليهود  الصهاينة في بولونيا  و النمسا و أوربا – الى – السلطان عبد الحميد – و قال له ( إنّ دولتك العثمانية الآن – مريضة – و هي بأشد الحاجة إلى – المال – وقد جمعنا لك – الأموال – من الجاليات اليهودية في كافة أقطار العالم – وهي أموال طائلة – أكياس عديدة من  الذهب و الفضة و العملات الأجنبية – لقاء أنْ تسمح لنا نحن اليهود بأنْ نعيش في – بقعة صغيرة – من أرض فلسطين ) و لكن السلطان عبد الحميد – الثاني – الذي انتهى حكمه سنة 1909 – قد أجابه ( إني أرفض طلبك يا هرزل و لا أفرط بشبر من أرض بلادي و لكن قد يأتي يوم تأخذون كل أرض فلسطين و بدون ثمن) قال لهم – أرض بلادي – و بدون ثمن  .

                   و بعد هذا – الرفض – فقد وجد اليهود الصهاينة – فرصتهم الخبيثة متاحة و لعبوا لعبتهم مع – بريطانيا و فرنسا و أمريكا و روسيا في الحرب العالمية الأولى – ضد الدولة العثمانية و ألمانيا – و قد تم ( إلغاء اسم الخلافة الإسلامية في تركيا – استانبول ) و ( صدور وعد بلفور و زير خارجية بريطانيا سنة 1917 الذي يتضمن مشروع إقامة دولة إسرائيل في فلسطين ) – فقام اليهود الصهاينة بشراء الأراضي الفلسطينية بمبالغ مغرية من أصحابها مستغلين مساعدة الإنتداب البريطاني على فلسطين -   ومن ثم طُبق هذا الوعد سنة 1947 بصدور قرار هيئة الأمم المتحدة  رقم ( 181 ) بالتقسيم – فقسمت فلسطين بين اليهود و بين الفلسطينيين المسلمين الذين سموهم ( عرب فلسطين – بحجة وجود المسيحيين معهم – فقُطعت فلسطين بسكينة حادة عن الإسلام و المسلمين – و سُميت بعد ذلك – القضية الفلسطينية ) و من ذلك نشاهد ( الأرض الإسلامية المقدسة ) تحولت مرحلة أولى إلى – قضية عربية – و مرحلة ثانية إلى – قضية فلسطينية – فأُبعد عنها المسلمون        أولاً و العرب ثانياً – مع خيانات مخطط لها و مدروسة من كافة الأطراف و أقيمت دولة إسرائيل الصهيونية في 15 / مايس / 1948 بموجب قرار التقسيم – ولكن بدون إقامة دولة العرب -  الأبطال – أو – دولة فلسطين – الشجعان – كما يدعون -  و كان قرار التقسيم يتضمن شروط منها – الدولة التي تقام مقابل الدولة الإسرائيلية – يجب أنْ تكون – دولة منزوعة السلاح – إلى هذه الدرجة من المهانة و السخرية و المهزلة قد أوصلنا إليها العملاء في كيانات العالم الإسلامي والعربي باسم – التوافق – بل و وصلنا إلى اليوم الذي تقوم فيه – دولة المرأة تركيا الجمهورية العلمانية – بإجراء – المناورات العسكرية -  مع دولة إسرائيل الصهيونية – بموجب اتفاقية تحالف و التي يحرمها الإسلام – و هذا هو المخطط الجهنمي الأعمى الذي رسمه و نفذه الكافر المستعمر – بإقامة – دولة إسرائيل الصهيونية – غدة سرطانية زرعوها في – وسط المسلمين – و ضد المسلمين –            و بأساليب متعددة منها – إبتداءاً – تقسيم فلسطين بين دولتين – إسرائيلية تملك - المال و السلاح و الوعي لقضيتها – وفلسطينية جهل و تخلف و ضياع و إفلاس وضعف – لذلك – وجدت دولة إسرائيل و توسعت –         و ذابت دولة فلسطين بإبادة العباد و دمار البلاد – و أصبحنا في وضعٍ – وطنٌ يُباع و يُشترى فنصيحُ و بأعلى صوتنا فليحيا الوطن و بالروح و الدم نفديكم يا عملاء و يا فلسطين -  و هذا ما سنشاهده و نعيشه في توثيقنا للقضية الفلسطينية .

                              ( مفاوضات اليهود -  و هرزل -  و خيبر )

           إنّ – المفاوضات اليهودية– الملعونة من السماء عندما أجروها مع الله تعالى – اليوم -  جارية على قدم و ساق لتحقيق – السلام – من قبل – فئة – من – الفلسطينيين الذين كانوا من الداعين إلى – الكفاح المسلح –      و تحولوا إلى – مقاومة الحجارة – فجعلوهم الحكام العرب العملاء – الممثل الوحيد – للشعب الفلسطيني           و للقضاء على إسرائيل – فهل يوجد مخطط أكثر ظلاماً و ظلماً و بلاءاً و كفراً من هذا المخطط الأسود – و اليوم أصبحت تلك – الفئة العميلة – من الداعين إلى – سلام الشجعان – لكسب رضا إسرائيل -  مهما نطقت و مهما أشارت و مهما أبادت و دمرت – لمجرد أنْ تسمح إسرائيل لتلك الفئة الفلسطينية – بالإدعاء – بأنها – سلطة       و بيدها المسؤولية – و تسمح لها وبمساعدة المخابرات العلمانية الصليبية – العيش في – بقعة – من الأرض مهما كانت صغيرة سواء 7%  أو   3% - و سوف يأتي اليوم الذي تكون النسبة – صفر – بقدرة الذي حول – الكفاح المسلح – إلى – مقاومة الحجارة – و إلى  – سلام الشجعان – و هكذا – إذا كنتَ لا تستحي فأفعل ما تشاء – و هو يعلم أو لا يعلم – إنّ المستوطنات الإسرائيلية في تنامي و توسع و انتشار بشكل لا يتصوره العقل –        و حكام العرب يقسمون القسم الغليظ – بأنّ الرئيس الفلسطيني الممسوخ – بطل – لأنه قابع و صامد في محميته . 

                    و هذا هو – الفرق – بين – الأمس – و بين – اليوم – عن – البقعة أو القطعة الصغيرة – من أرض فلسطين – بالأمس كان يريد الزعيم اليهودي الصهيوني – هرزل – قطعة أرض – و اليوم يريد البطل زعيم الفئة التي تنادي بسلام الشجعان و هو مؤيد من حكام العرب – بقعة أرض – و نحن لا نقول عن – السلطان عبد الحميد الثاني – إنه – مؤمن و ملتزم بالإسلام و تقي – و إنما نقول إنه – مسلم في الجنسبة – و نقول – إنه بسبب هذا الاسم في الجنسية – قد هبت عنده غيرته و مشاعره الإسلامية و معها – ريح الحياء – و هو ليس عربي و لا  فلسطيني – و لكن اليوم متى تهب – و لو نسمة صغيرة من الغيرة و الحياء -  على – أرض فلسطين أو على أرض العرب – كما يدعون و كما يريدها الزعماء من الفراعنة الصغار – أو على – أرض المسلمين – ونقول و ننادي – أين أنتَ يا محمد يا رسول الله الحبيب – و أين أنت يا داحي – قالع – باب خيبر و مُذِل اليهود – اليهود الذين تمكنوا في حين بعد انتهاء خيبر من – صنع – من -  ينتقم – من محمد و آل محمد – من – أهل الشام و الفلسطينيين – فشكلوا منهم – جيشاً – للحفاظ على – معاوية و يزيد – و إبادة – صحابة محمد و آله – في باب طيبة المدينة المنورة و كربلاء – و اليوم قد تمكن اليهود و الصليبيون العلمانيون من – صنع – من – ينتقم – من – الصحوة الإسلامية و ثلتها الواعية – خاصة في – فلسطين – الثلة التي تريد الرجوع إلى دين محمد الحبيب – فأين أنتم يا أبطال الإسلام و يا من تجاهدون في الله و بسبيل المؤمنين – لذلك نقول – إنّ لهذا – اليوم – صلة – بما حصل – بالأمس في خيبر و طيبة و كربلاء – و كأنما التاريخ يعيد نفسه – و هذا ما سنوضحه و سنشرحه بعد الإنتهاء من كشف و توثيق – هول الكارثة و البلاء – الذي فعلته العلمانية الصليبية     و اليهودية في – فلسطين – و لكننا نُذكر القاريء الكريم بالآية الكريمة الخاصة – بخيبر { وَعَدَكم اللهُ مغانمَ كثيرةً تأخذونََها فعجّلَ لكم هذه  وَ كَفَّ أيدِيَ الناسِ عنكم و لتكونَ آيةً للمؤمنين و يهديكم صِراطا مُستقيماً }         ( الفتح 21) فكان فتح خيبر آية و كف أيدي الناس عن المؤمنين – فمتى يتعجل الفلسطينيون و معهم المسلمون بالإيمان والتقوى – لإقامة الدولة الاسلامية الواحدة – و إعادة الأمة الإسلامية الواحدة .   

           ( من هو – أتاتورك – شخصية يتكرر حصولها على مر التاريخ )    

                    و لو تعمقنا في الدراسة و البحث لكشف من هو هذا اللعين – أتاتورك – و قد يكون بإمكاننا القول – اللقيط أو إبن أبيه أتاتورك – لفهمنا و عرفنا من هذه الدراسة – كيف تمكن الكفار و أعداء الإسلام من إكتشاف هذا الشيطان اللعين و تمكينه من النجاح في تنفيذ مخطط الكفر – و إنّ الكافر المستعمر الصليبي اليهودي قد – صنعه و حماه – و أوصله إلى المرحلة الحاسمة بشتى الأساليب – منها – كان يعيش على مساعدة خاله لعدم معرفة من هو أبيه – و بعد خاله – أصبح يعيش على مبالغ ترسلها له أمه تحصلها من تاجر تدعي أنه  زوجها     و هو لم يره  و لم يجالسه و غير راضٍ من زواجها و علاقتها بهذا التاجر و لكنه يتقبل المبالغ منه ليصرفها على فساده – و من الأساليب  كان يرافق السلطان للتجسس عليه بحجة حمايته بصفته عسكري كبير في الجيش العثماني – و منها فقد أشركوه في معركة صغيرة  ضدهم و بتمثيلية إنكسروا و أنسحبوا من أمامه و جعلوه ينتصر – و هو غير متزوج و يعيش في ثكنة عسكرية وفي المواخير الليلية – فمكنوه من العيش في قلعة فيها قصر تملكه إمرأة تعيش في فرنسا أرسلوها له للعيش معه  في قصرها – و مثله عملوا نوري السعيد في العراق – و أبا رقيبة في تونس و القذافي في ليبيا و عبد العزيز في السعودية – وغيرهم الكثير- وأقبحهم و ليس آخرهم – إنّ الرئيس الأمريكي – كلنتن – يصرح و هو في طريقه إلى – عقد لقاء – مع الرئيس المصري – مبارك – قائلاً – إنني سوف ألتقي مع حليف و صديق حميم و شريك – فماذا تعني هذه – الكلمات الخطيرة – حليف – و إنّ الله تعالى قد حرم التحالف مع الكفار بعد أنْ أعلن البراءة من تحالفاتهم  – و لا ندري هل هو شريكه في الديمقراطية و أي ديمقراطية بقائه في حكمه لمدة عشرين سنة و يعد أبنه لاستلام الحكم بعده – أم المشاركة في الخطط الجهنمية لتدمير المسلمين – في حين إنّ لكل من الرئيسين – معتقداته و مصالحه التي يدعونها – ولكنهم يشتركون في العلمانية الكافرة – ومع ذلك فلا يوجد بينهما أي تكافؤ أو تعادل – و إنّ العلاقة بينهما علاقة آمر     و مأمور - فمن هو المتنازل و المتنازل اليه و بصراحة فإنّ المتنازل هو من يدعي – الإسلام – إلى المتنازل إليه وهو – الكفر المتمثل بالعلمانية و الديمقراطية -  و  شوف عندك يا سلام الشجعان .

                   لقد أتينا و ثبتنا – القليل – من مؤامرات الكفار و الأعداء – الكثيرة و المتعددة و المتشعبة بأساليبها – و لكن ذكرنا أهمها و أبرزها – و عندهم القدرة حتى على تأسيس - الأحزاب – و الحركات و الفصائل – بالفكر الفاسد و بالأساليب الفاسدة و المحرمة – و دعمهم لاستلام الحكم في أي جزء من العالم الإسلامي بل وفي العالم كله – مثل تصدير الشيوعية إلى روسيا و مناطق أخرى و القضاء عليها بعد انتهاء مهمتها – و كذلك تشكيل و تأسيس – تنظيمات – تدعي – القيم الإنسانية – و حقوق الإنسان الزائفة – أو – عصابات – غادرة – وحسبما يسمونها هم – عصابات إرهابية – و هم – أول – من استعمل و قام – بالغدر و أساليب الإرهاب – و إنّ أفلامهم السينمائية و حلقاتهم التلفزيونية بارعة في هذا الموضوع – و إنّ الله تعالى يقول { و ما يمكرون إلا بأنفسهم و ما يشعرون } – و إنّ مردود و وبال مؤامراتهم سيعود عليهم بالدمار في الحياة الدنيا بإذن الله جلت قدرته – و هذا فعلا قد بدأ يحصل – حيث بدأ – الغدر الذي يسمونه إرهاباً – يدخل إلى – قعر دارهم و إنّ الخزي و العار سوف يلاحقهم و يلاحق عملاءهم و المتعاونين و المتوافقين معهم من المحسوبين على المسلمين من العرب و غير العرب الذين باعوا أنفسهم الرخيصة إلى الكفار العلمانيين و أعداء الإسلام لقاء ما حليت في أعينهم من أطماع الدنيا و زينتها عاجلاً أم آجلاً  – و هم في الآخرة سيكونون في قعر جهنم و بئس المصير لو كانوا يعقلون -  و إنّ الله تعالى يمهل و لا يهمل { إنهم يكيدون كيداً و أكيدُ كيداً فمهل الكافرين أمهلهُم رويداً }   (الطارق 15 ) .

 

    ( وبعد هذا التمهيد – ندخل إلى توثيق القضية الفلسطينية المعاصرة )

               ( و تصنيع - عرفات -  عمالة و علمانية -  دقيقة ) 

                   و إلى أحدث و أفظع – مؤامرة – وهي – مؤامرة تصنيع – ياسر عرفات – شخص أقل ما يقال عنه – معوق و ممسوخ - - عقلاً و جسماً – عقل ممسوخ قابل لجميع التغيرات الاستعمارية و جسم لا يتعبد و لا يتعب و لا يكل من السفر – و يظهر إنّ عقله و جسمه لا يغلفه الجلد – و ما أدراه ما هو الجلد و ما علاقته بالإحساسات – و لا يملك سوى شهادة تسمى جامعية و زوجة بشعرها الأصفر محسوبة على الكفار المستعمرين – و من أهم هواياته إنه يتوق إلى تقبيل – أعداء الإسلام – وعملاء الغرب العلمانيين – و حضنهم و ضمهم بحرارة مصطنعة أو غير مصطنعة – و كذلك يجيد لغة أسياده الذين - اختاروه و حموه – لإخلاصه لهم – حتى لو تعدد الكفار و لو اختلفوا – فهو مخلص للجميع و الجميع يحافظون عليه – و هذا ما سنشاهده في هذا الفلم الوثائقي – حافظوا عليه من أول يوم بدعته و أكذوبته ( منظمة التحرير الفلسطينية و فصائلها ) و الأساس من تشكيلها ضرب ( حزب التحرير ) الذي تأسس قبلها بعقد و بعد شراء بعض أعضائه منهم ( نمر المصري )           و للوقوف بوقاحة و صلابة ضد الفرض الإلهي – وجوب إقامة الدولة الإسلامية الواحدة – و يحادد الله و رسوله و الجهاد الذي هو سبيل المؤمنين الذي تنفذه دولة الإسلام – بافترائه ( شعار – الكفاح المسلح ) و بأقوال دون أفعال  منها ( القضاء على إسرائيل الصهيونية – و رميها في البحر – و محوها من أرض فلسطين ) و غيرها الكثير – كلها لافتات و صور – كنا نراها تملأ شوارعنا و ملصقة على حيطان مدننا – بإذن و دعم الحكام العملاء الفراعنة الصغار مثله  -  ( و إذا تمكن المدافعون عنه الإتيان -  بعمل واحد -  خدم به شعبه و تضررت منه إسرائيل -  لقلنا عنه – فعلاً  إنه  مخلص )  (  ولكنه كله خدمة لإسرائيل من يوم تصنيعه إلى يوم انتهاء مسؤوليته -  و أهم خدماته – اعترافه بحق الوجود و البقاء لإسرائيل بوثيقة قدمها إلى هيئة الأمم المتحدة – دون أنْ يحصل على اعتراف بدولته التي يدعيها -  و لا ضمان عودة اللاجئين -  ولا ضمان حتى عدم إبادة الفلسطينيين و عدم إهدار دمهم و عدم دمار مساكنهم و مزارعهم و أراضيهم ) و هذا ما سنشاهده في – الفلم الوثائقي – للقضية الفلسطينية . 

      ( أصحاب الحجر – الحجارة -  و لقد كذب أصحاب الحجر المرسلين )                   

                   و قد تحولت و انتقلت – المنظمة و فصائلها و رئيسها – من (  الرشاشة )  و طوروها بضغط من – روح العصر و العلمانية – إلى ( الحجارة ) { و لقد كذبَ أصحابُ الحجرِ المرسلين } ( الحجر 81 )  و إنّ المعجزة الربانية هي – إنّ أصحاب الحجر هم  من الفلسطينيين لو كانوا يعلمون و يعقلون – الذين هم في – وادٍ – بين المدينة و الشام – و الذين كذبوا – صالح و بقية المرسلين عليهم السلام – في حين كان المفروض بالجميع الاستجابة إلى – الواجب الشرعي – وهو – فكرة – إقامة الدولة الإسلامية الواحدة – دولة محمد رسول الله الحبيب – فيُحولوا – الرشاشة – إلى – الفكر الصحيح – الذي يقول { و أعدوا لهم ما استطعتم من قوة } (الأنفال 61 ) وليس إلى – الفكر الجاهلي المتخلف – الحجر الكاذب – و إنما إلى – القوة – الرحمة و الشفاء     و الحق و العدل – المدافع و الصواريخ و الطيران و الرادارات – و أي قوة و  سلاح متطور و ضخم و هائل – ترهبون – به عدو الله و عدو الإسلام و المسلمين خاصة – عدو فلسطين -  و – آخرين يعلمهم الله – و هذا لا يكون إلاّ من – دولة مؤمنة و ناس مؤمنين – و لكن مع الأسف المؤلم قد تحولوا إلى – الحجارة الكاذبة – و إلى شعار – الحمل الوديع – صديق رابين الحميم – هذه العبارة – رابين صديقي الحميم – التي قالها و يفتخر بها – الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني و زعيم المنظمة الذي حولهم و علمهم – سحر الحجارة – و حمامة السلام – وسلام الشجعان – لإسرائيل و ليس لفلسطين – فاستحق – جائزة نوبل للسلام – مشاركة مع أخيه بالرضاعة – بيريز – بدل الواحد صاروا اثنين – بيريز و رابين و سوف يصبحون ثلاثة – بيريز و رابين و شارون –       والله تعالى يقول { و آتيناهم آياتنا فكانوا عنها معرضين  .  فأخذتهم الصيحةُ مُصبحين } ( الحجر 82 ) .

                   في حين إنّ -  قرار التقسيم – عند تنفيذ وعد بلفور سنة 1947 – كان يتضمن – وجود دولتين – فلسطينية كبيرة و إسرائيلية صغيرة – و قد - رفض – هذا القرار في حينه – الحكام العرب و الفلسطينيون – ودخلوا حرب مفتعلة – جُمدت فيها دولة فلسطين و أصبحت صغيرة و نفذت دولة إسرائيل و أصبحت كبيرة – فأصبح اليوم – عرفات – بطلاً – في قبوله قرار التقسيم المهان بشرط – أنْ – يتفاوض على التنفيذ و وافق على قبول – واقع قرار غير منفذ – و أصبح – ثورياً – بالحجارة الكاذبة و بسلام الشجعان – و هذا يدل على قابلية الكفار العلمانيين و الصهاينة – في تنفيذ أساليبهم و مؤامراتهم التي يتضمنها مخطط تدمير الإسلام و المسلمين – و إنّ – أول ما استهدفوه من صناعة مخطط – منظمة التحرير الفلسطينية و فصائلها و عرفات – هو – ضرب الصحوة الإسلامية – و إنهاء الثلة الواعية التي كانت متمثلة في – حزب التحرير الإسلامي – الذي كان من أعضائه المؤسسين – نمر المصري – الذي انتقل من – الحزب – إلى – المنظمة – من التسابق و التنافس على الخير – إلى – التقهقر و التدهور .

                   و فق الإتفاقيات المحورة عرفاتياً بعد نضال الحجارة الكاذبة تقرر أنْ يكون -  إعلان  الدولة الفلسطينية يوم 4 / 5 / 1999 – و كأنما لم تتقرر الدولة بقرار التقسيم سنة 1947-  و لكن كعادته بخلق المعجزات – و ايجاد المبررات والحجج -  لخدمة إسرائيل الصهيونية – فقد قام برحلة جوية تجول فيها في أنحاء العالم وتحمل مشقة السفر – و عند رجوعه أصدر قراره بتأجيل إقامة الدولة الفلسطينية من موعدها الأخير في           4 / 5 / 1999 إلى موعد جديد لا دخل لإسرائيل فيه وهو يوم 13 / 9 / 2000 – تأجيل لمدة سنة و نصف والحبل على الجرار -  و بمرور الأيام و الجولات المنكوكية العالمية و الدولية و رحلة أبولية أخرى و قبل حلول الموعد الأخير فقد تأجل الموعد إلى ( أجل غير مسمى ) ( وبعد هذا القرار فلا  حاجة لسفر عرفات و من أجل من يسافر – و هذا لا يدل على الغباء و العمالة  فقط  و انما يدل على – عدم وجود مفكر سياسي لا في فلسطين و لا في الجامعة العربية و دولها – و قد باركت (  الموعد غير المسمى ) كل من أمريكا و بريطانيا و فرنسا و روسيا و إسرائيل – و سوف نرى الأتعس و الأذل و الكارثة أو - الإنتفاضة – و هذا ما يرفضه و يحرمه الله تعالى بقوله { و لولا أنْ ثبتناك لقد كدتَ تركنُ إليهم  شيئا قليلاً } ( الإسراء 74 ) و إنّ الإسلام يرفض الحلول الجزئية .

 

                   و علينا أنْ نكشف - سراً خطيراً – و هو في الحقيقة – ليس سر – وإنما هو واقع واضح عند كل ذي بصيرة – و هو إنّ -  الدولة الفلسطينية – التي تحمل المسلمون من أجلها – الإبادة و الدمار و الإنتفاضة – هي ليست – دولة – و إنما – شعار دولة – خيال المآتة – كملهاة الأطفال – لأنّ هذه التي يسمونها – دولة – فاقدة لكل مقومات الدولة – وإنّ إسرائيل تقدر – برمشة جفن العين – من احتلالها و السيطرة عليها – و إلغاء الاسم و الجسم – بالطائرات و الدبابات و المدافع و بأحدث أسلحة الدمار الشامل التي تملكها إسرائيل – و ليس الحجر الكاذب – و لا حتى – الرشاشة التي بالإمكان أنْ تملكها فلسطين – و لبنان مثلها – و مع كل ذلك فقد تم تأجيل إعلان الدولة لمرتين أو لمرات بما يملكه هذا الممسوخ – عفواً – بما ملكه أسياده من – قدرة عميلة – وحجة واهية غير مبررة – و بسبب تلك السفرات و الرحلات السياحية الدولية و ما صرف عليها من – أموال     و بطائراته الجاثمة في المطارات – و يسمونه رئيس السلطة – ولكن بلا دولة – أو دولة بلا سلطة – وهذا هو  الغل و الغدر اليهودي الصهيوني .

                   و قد قام هذا الخسيس بعمل – أخس و أحقر من عمله – التأجيل غير المسمى – و هو – عندما قام رئيس وزراء فرنسا الإشتراكي بزيارة – لبنان – بعد زيارة – إسرائيل – في نهاية شباط / 2000 بصحبة زوجته اليهودية و كان بصحبته كذلك مسؤول فرنسي و لكنه يهودي – يظهر إنها رحلة و جولة يهودية – و يقال إنّ المقاومة اللبنانية – كانت قد أنزلت ضربة قوية بجيش لبنان الجنوبي الموالي و العميل لإسرائيل و الذي مكنته إسرائيل من إحتلال – جنوب لبنان لجعله حزام أمني لها – فقد صرح رئيس الوزراء الفرنسي وهو في لبنان بتصريح كافر و عدائي للإسلام و المسلمين واصفاً – المقاومة اللبنانية للإحتلال الإسرائيلي – بالإرهابيين – الغدارين – مما أثار ضجة معادية للتصريح و استنكار له في لبنان و فلسطين و العرب و العالم الإسلامي بل        و حتى عند – رئيس جمهورية فرنسا – شيراك – خوفا على مصالح فرنسا في المنطقة و حتى عند بعض الوزراء الفرنسيين – و لكن في اليوم التالي من التصريح وصل رئيس وزراء فرنسا فلسطين و زار – جامعة   بير زيت الفلسطينية – وهنا جابهه طلابها بالإستنكار و الحجارة – وقد تمكن رجال الأمن الفلسطيني – التابعين لعرفات -  من إنقاذ رئيس الوزراء الفرنسي و تهريبه – و مباشرة بعد هذه الحادثة – فقد ذهب الممسوخ عرفات إلى مكان أختفاء رئيس الوزراء الفرنسي – و قدم له الإعتذار نيابة عن الفلسطينيين – بإعتباره الممثل الوحيد لهم و قائلاً له ( إنّ هؤلاء الطلاب لا يمثلون الشعب الفلسطيني ) و يظهر و حسب عقله العفن – إنه هو و زوجته اليهودية وزوجة رئيس الوزراء الفرنسي اليهودية و مرافقه المسؤول اليهودي هم الذين يمثلون الشعب الفلسطيني – ونسأل و نقول – ماذا عملت المقاومة اللبنانية الإسلامية و الطلاب الفلسطينيين غير جزء – و جزء يسير جدا – مما يفرضه الله تعالى على المسلمين من الدفاع عن أنفسهم  و أموالهم و دينهم < يموت المسلم من أجل نفسه ودينه و ماله و عرضه > و الدفاع عن المظلومين بقوله الكريم وفي دولته { ترهبون به عدو الله       و عدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم } ( الأنفال 61 ) – نعم الله تعالى هو الذي يعلم بأولئك الآخرين و لكن بعد أنْ نسلك سبيل المؤمنين – و ليصرح رئيس الوزراء الفرنسي ما يحلو له فنحن ندافع عن عقيدتنا و أنفسنا و دارنا بكل ما نملك من – فكر إسلامي – و بعد ذلك هل يوجد أقبح من – إعتذار الممسوخ – الفاقد حتى لإطار الحياء – و إنّ رسولنا الحبي يقول < الإسلام دثاره الحياء و شعاره الهدى >  و إنّ – الدثار – هو – الغطاء – وإن ولي الله علي يقول ( و غاية الحياء هي أنْ يستحي المرء من نفسه ) و إنّ – الغاية -  هنا تعني – قمة الحياء.

 

        ( الغاوون و المتخلفون و العملاء هم الذين اتبعوا – عرفات )

                    لو تعلمون فإنّ هذا الممسوخ قد تسبب في قتل الكثير من – القادة و النشطاء و الشباب و الرجال – و نقول المخلصين لأنّ الأصل براءة الذمة – الذين في البداية استغفلهم فانخدعوا بشعار – الكفاح المسلح – وبتصوير الرجل الملثم باليشماغ و بيده رشاشة – ولا يزال يتسبب في قتل المزيد و المضاعف و بشكل مؤلم من هذه الإبادة و الدمار – مادام مستمراً في عمالته مع مناصريه من حكام كيانات العالم الإسلامي – و إنّ من ضمن هؤلاء الشباب المخدوعين – الدكتور الطبيب عصام السرطاوي – و الذي كان قد تخرج حديثاً من كلية الطب العراقية في أوائل الستينات من القرن العشرين و الذي كان يسكن بغداد – حي البتاويين – في إحدى الدور المجمدة اليهودية و المخصصة للفلسطينيين اللآجئين – و قد نصحته و حذرته في حينه من هذه المؤامرة الخبيثة و في بدايتها – و لكنه ذهب ضحية عناده و طغاوته و طموحه و غفلته و انخداعه بإكذوبة – الكفاح المسلح – فإنه كان يفهم بأنّ - الرصاصة – هي التي تحقق الحق – و ليس الفكر الذي يدعو إلى – إقامة الدولة الإسلامية الواحدة – و إنّ هناك الكثير من أمثاله ممن ارتكبوا هذا – الخطأ – و كانوا من المخدوعين الذين خسروا الدنيا والآخرة – وإنّ الله تعالى قد جعل الرجس على الذين لا يعقلون .

                   و يظهر لنا من -  خلال عملنا السياسي – إنّ هناك – عوائل – لها عراقة في خدمة الكافر المستعمر و مؤسساته – الماسونية و البهائية و الوهابية و البابية – و أمثالها منها التعامل التجاري مع التجار اليهود المحليين و كثير ما أصبحت عوائل ثرية و هي لا تملك شيئا – و إنّ هذه العوائل سواء المتعاونة مع الإستعمار أو التجار اليهود -  تتميز بعلاقات وثيقة و مستمرة و متوارثة و معزولة بعض الشيء عن المجتمع وتسوي أمورها عن طريق الأموال التي تحتكرها – و لكن تعاونهم مع تلك الجهات يكون بشكل مستميت حتى التضحية بحياتهم و يظهر هناك تنظيم و شروط موثقة لمصالحهم – و لكن الله تعالى قد ضمن حقوقنا حتى مع الشيطان { إنّ عبادي ليس لك عليهم سلطان إلاّ  من  اْتبعك  من الغاوين } ( الحجر 42 ) – من الغاوين لمجموعة من المفاسد – و رغم إنّ الكافر المستعمر يحاول حمايتهم بكل الوسائل المتاحة و لكن لا تصل إلى درجة التضحية بمصالحه من أجلهم -  و أحسن مثال على ذلك هو إنّ هذا الممسوخ الذي برز باسم غير اسمه الحقيقي ( محمد القدوة ) و الذي كان يعيش به في مصر الناصرية فترك أسمه و ترك ( الأخوان المسلمين ) مع   من هم على شاكلته من العملاء فهو و هم بحماية الإستعمار و اليهود من أول يوم فريته و إكذوبته – المقاومة           و الكفاح المسلح – من بداية الستينات و إلى هذا اليوم – فإنه يعيش في أمان و رغد العيش و بالأساليب و الخطط التي يرسمونها له و بتعاون الحكام العملاء في أكثر الكيانات العربية و الإسلامية كل حسب تبعيته للفراعنة الكبار و مصالحهم -  و إنّ إسرائيل و الأقطاب الكبار قد قتلوا الكثير من الرجال و النساء قادة و نشطاء من المخلصين      و غير المخلصين و حتى ما يسمونهم الزعماء والرؤساء والمسؤولين و تصفيتهم حتى إذا تحصنوا في بيوتهم    و دولهم – و لو إنّ المرحوم الدكتور عصام لم يستجب لهذا الممسوخ و حجم عمله على – الطب – لأنتفع الناس من عمله الطبي – و لو سلك – الوسيلة – سبيل المؤمنين – لعل الله تعالى يغفر له و لكنه خسر الدنيا و الآخرة لعدم اتباعه – الوسيلة – بعد أنْ  بلغناه بها .

                   و من الأدلة الواضحة – و ليس كل الأدلة – على حماية العميل الممسوخ – هو تصريح رئيس وزراء إسرائيل عند حصول أزمة أيلول / 2000 بقوله ( إنّ جميع المطارات سوف تغلق بوجه الطائرات بإستثناء طائرات عرفات ) – في حين إنّ قتل القائد الشيشاني البطل – جوهر دوداييف – قد حصل بطريقة -  تقنية – حديثة – عندما كان يسجل خطابه عن طريق الإذاعة و في مخبئه السري – و بتعاضد و إتفاق – روسيا وامريكا – الكافرتين – لأنه كان – واضح العقيدة الإسلامية و واضح الإخلاص – فهذه العملية الجبانة و السافلة خير دليل و دليل قاطع على – حماية الصنائع الجبانة و العملاء الخاسئين – و كذلك الخطة الخبيثة في قتل القيادي النشط الفلسطيني( خليل الوزير – أبو جهاد – سنة 1988 – في تونس أبي رقيبة الذليل ) من قبل إسرائيل بعملية إنزال قواتها – عصاباتها – من البحر إلى داخل تونس و خلال دقائق نَفذت عملية القتل و التدمير و انسحبت – وسط صراخ و بكاء العرب في تونس و كافة البلاد العربية و بذهول و باستنكار كافة المنظمات الدولية باللسان و بالحبر على الورق – و كذلك الخطة الدولية في قتل القيادي النشط الفلسطيني – يحي العياش – و بتقنية عالية جداً – تفجير بواسطة الهاتف النقال – و بعده تصفية زوجته و أولاده في فلسطين – كل هذه تحصل و يجب أنْ يكون للمسوخ ضلع فيها خاصة و أنه يلعب و يلهو بالهواتف النقالة و الثريا و القمرية كما يلعب بها الأطفال و لكنه يستخدمها محلباً و دولياً لخدمة إسرائيل و أسياده – و إسرائيل لم تكتفِ بتفجير النشط الفلسطيني – عبد الهادي عودة - الذي فجر نفسه في – ناتانيا الإسرائيلية – و إنما لحقته إلى – تهديم داره على عائلته في فلسطين .

                   و حتى – الفراعنة الصغار – الحكام و المسؤولين في العالم الإسلامي – فإنّ – أسيادهم الفراعنة الكبار – هم الذين يقررون – مصيرهم – متى انتهت – مهمتهم – الحمار يموت بأجرته – أو يرون بأنّ وجودهم أصبح غير مفيد أو غير منتج و مؤذي لهم – و إنّ تبديل – أشراف مكة – العائلة الهاشمية – في الحجاز – بالعائلة و العشيرة السعودية – و إنهاء الملك غازي و نوري السعيد و عبد الإله و الساسة البارزين في العراق – و إنهاء  أبو رقيبة و هو حياً في تونس – و تصفية الملك الأردني عبد الله – الجد – و ابنه طلال – و تبديل الملك حسين لولي عهده شقيقه الحسن – وتنصيب ابنه الملك عبد الله الثاني – و انقلابات سوريا التي أتت على الكثير من القادة العسكريين و المدنيين – و إنهاء عمل قادة حركة المقاومة الجزائرية و تنصيب العميل الأمريكي  – بن بلة – في حكم الجزائر و من ثم تبديله بالعميل الفرنسي – أبو مدين – و ما حصلت بعدهم من تصفيات -  وأبرزها – ما حصل في مصر فقد أزاحت أمريكا – الملك فاروق و أسياده الإنكليز بانقلاب يقوده اللواء محمد نجيب وبإنتهاء مهمته استبدلته بجمال عبد الناصر الذي دمر بريطانيا في حربه في اليمن و نفذ بالمد الناصري مصالح أمريكا في المنطقة  و بعد أنْ أصبح  لا ينفع بالصلح مع إسرائيل فقد أزاحته بطريقة مفاجئة و غريبة بعد أنْ أذلت مده الناصري من قبل إسرائيل – فاْستبدلته – بالسادات – الذي أنهته بإنتهاء مهمة صلحه مع إسرائيل – فجاءت بشخص نكرة – مبارك -  و إبقائه للإستقرار لعدة عقود -  و الإبن يقتل أباه في مسقط العُمانية – و الإبن يقرر مصير أبيه و يُنحيه في قطر – و القذافي يستلم الحكم وهو ضابط نجمة واحدة و مجنون و عقيم و بتخلف مطبق في خيمته الجاهلية – و أمريكا تقتل بطائرتها في اليمن ستة مواطنين تستهدفهم من إحدى طائراتها على مسمع   و مراى من رئيسها عبد الله صالح و حكومته -   ما هي جميعاً إلا أساليب و مخططات استعمارية و علمانية صليبية و يهودية – و هذا ما وصفه الله تعالى لنا { و كذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها و ما يمكرون إلاّ بأنفسهم و ما يشعرون } ( الأنعام 124 ) . 

                    و من خلال كل ذلك يظهر لنا بأنّ  - مؤامرة صناعة الممسوخ عرفات – ما هي إلا – لعبة صغيرة – بسيطة من ضمن مؤامرات عديدة في – مخطط الكفر – قام و يقوم بها أعداء الإسلام و تمريرها على المسلمين – و من أجل ذلك – يجب – و فرض  على المسلمين أنْ – يفكروا – بعمق و بإبداع لكشف – المخطط و مؤامراته – التي يضعها الكفار لهم – و أنْ يكون هذا العمق و الإبداع و اهتمامهم على مستوى كشف مخطط – مسجد ضرار أو قريباً منه – و إننا في هذا الفصل من بحثنا السياسي سوف نشرح هذه المؤامرة الخبيثة التي تستهدف تدمير الشعب الفلسطيني – و على قدر ما فهمنا من خلال عملنا السياسي و كذلك على قدر ما سنعيش أحداثها التي تحصل اليوم في مرحلتها الراهنة التي يسمونها – الإنتفاضة – ولعل الله جلت قدرته قد أبقانا لنعيشها         و ليمكننا من كشف بعض أساليب المخطط العلماني الصليبي اليهودي الأعمى لتصفية و هلاك المخلصين و الثلة الواعية من مسلمي أهلنا في فلسطين .

 

                    و بعد تأسيس – منظمة التحرير الفلسطينية و فصائلها – فقد – توافق – المتسلطون حكام أجزاء العالم الإسلامي – خاصة المنطقة العربية – و بأمر من الفراعنة الكبار – على كلمة واحدة – وهي ( أنّ منظمة التحرير الفلسطينية بفصائلها هي – الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني ) – صياغة استعمارية – كافرة و فريدة – مستغلين الجهل المطبق على المنطقة و تكبيل شعوبها – و بهذا التوافق – فقد – أضاع – المسلمون – ومنهم العرب و الفلسطينيون – أنفسهم – و بنفس الوقت قد – أضاعوا فلسطين – معهم – و هذه هي النتيجة التي حاولنا إقناع و إفهام – الدكتور عصام السرطاوي – و أمثاله – بها – مع محاولة إقناعهم بفكرة ( إنّ أي حزب أو حركة أو منظمة – يجب أنْ يقتصر عملهم على – الفكر – و من – الخطأ – أنْ يخلطوا – العمل المادي – مع – العمل الفكري – وإنّ – العمل المادي – هو من – إختصاص الدولة – و إنّ هذا – الخطأ – الذي يرتكبه – الحزب أو المنظمة – سوف يؤدي إلى إبادة العباد – الشعب – و دمار البلاد ) – و ماذا عمل – خالد الإسلامبولي – في مصر – بعمله المادي غير أنه قتل – السادات – و فتح الباب لدخول – مبارك – إلى الحكم في مصر و هذا الأخير أكثر خباثة و عمالة و عداء للإسلام  .

                   و هذا – ما عملناه -  في  – حملنا الدعوة – مع الكثير من الفلسطينيين – بعضهم أخذت أسماءهم تتردد في وسائل الإعلام المحلية و الدولية بصفتهم قادة و مسؤولين أو نشطاء – أمثال – حسن عصفور – عندما كان يدرس في كلية الحقوق في العراق – و هو اليوم – وزير – في السلطة الفلسطينية و في المنظمة – و هو من – عائلة عصفور – و أنا لله و أنا إليه راجعون – و إنّ هذا الشخص – حسن عصفور – كان يحمل الفكر الصحيح – و يحمل الدعوة الإسلامية مع – حزب التحرير – و لكنه بعد أنْ أنهى دراسته و رجع إلى بلده فقد رجع و اْتبع – مجلس عائلته – مع الإنكليز – و لم يتبع  سبيل المؤمنين و لا قوله تعالى { إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم } – و مثله هو ما يسمى اليوم – الشيخ عكرمة صبري – مفتي القدس – و هذا كذلك كان يحمل الفكر الصحيح       و الدعوة الإسلامية مع – حزب التحرير – وله مناقب عندما كان يدرس في كلية الإدارة والاقتصاد في بغداد وعندما رجع إلى بلده و كان أبوه هو مفتي القدس فقرر أنْ يرث والده في هذا المنصب و قال للدعوة الإسلامية    و إقامة الدولة الإسلامية – هذا فراق بيني و بينك لأنني أصبحت أكثر إعجاباً بمجلس العائلة و منصبها و سوف نلتقي في اليوم الآخر و نعرف من هو أحسن عملاً – و هؤلاء جميعا قد نسوا أنفسهم بعد أنْ نسوا – الله            و وسيلته – وأصبحوا لا يفرقون بين – حسن العاقبة – و سوء العاقبة – و الله تعالى مع الصابرين .

 

                   و توضيحا أكثر لدليلنا على – صناعة المنظمة من قبل أعداء الإسلام و حمايتهم لها – هو – إنّ الحكام الذين سلطهم الكافر على الدول و الكيانات المحيطة بإسرائيل في حينه – لم يتمكنوا  – أو – جعلوهم هكذا – لم يقدروا على – قبول قرار التقسيم سنة 1948 – فأعلنوا رفضهم لقرار التقسيم و للعصابة الصهيونية وللدولة اللقيطة وهكذا أسماء و شعارات كثيرة في حينه – لذلك فأنهم قد دخلوا في حرب شكلية و وهمية وأصبحت بعد ذلك خيانية – مع إسرائيل – بأمر من الفراعنة الكبار – أدت إلى – تثبيت و توسيع إسرائيل – وبإنتهاء الحرب – إنهارت عروش الفراعنة الصغار – فلم يهتم الفراعنة الكبار بهذه الإنهيارات سوى إنّ بعضهم قد استغلها ضد البعض الآخر – و أكثر دولة استغلت هذه القضية في حينها و استفادت هي التي خرجت -  زعيمة -  في الحرب العالمية الثانية -  أمريكا - فقد قامت بالإطاحة بعرش الملك فاروق في مصر 1952 و أزاحت النفوذ  البريطاني  بإنقلاب الضباط الأحرار – حسبما سموه ولكن الرئيس الروسي إستالين بقي يسميه إنقلاب البكباشية حتى وفاته لأنّ تحالفه و ارتباطه كان مع بريطانيا – و قامت أمريكا كذلك  بإنقلاب 1958 في العراق و أطاحت بالملكية وأزاحت النفوذ البريطاني  -  مما دفع بريطانيا و فرنسا و دول أخرى إلى   صنع أوضاع في الدول المتبقية لهم  لا تقدر أمريكا على التغيير فيها مثل قيام بريطانيا بإنقلاب القذافي في ليبيا و فرنسا بإعطاء الاستقلال للجزائر – و أنشأت بريطانيا – منظمة التحرير الفلسطينية و فصائلها – ومن ثم جعلوها – الممثل الوحيد – بحيلة – الكفاح المسلح للقضاء على إسرائيل و رميها في البحر -  ونكرر و نقول – إذا كنت لا تستحي فقل ما تشاء – لأنه يعرف حق المعرفة : إنّ مجموعة الدول العربية لم تقدر على إلغاء قرار التقسيم  .

               

                        (  عرفات  صناعة  خمسين  سنة  )

 

                   لقد صرح ( صائب عريقات )  بتاريخ ( 24 / 1 / 2002 )  - و كان الوضع في فلسطين – في قمة البركان – الإنتفاضة -  كما يسمونها – و عريقات بمنصب وزير في السلطة الفلسطينية  و أحد المسؤولين – و رئيس المفاوضين – والمتكلم بإسم عرفات رئيس المنظمة و السلطة – و كان عريقات في بروكسل وصرح قائلاً – و اْسمعوا يا ناس -  ( إذا أرادت إسرائيل إخراج عرفات من السلطة الفلسطينية فإنها تحتاج إلى خمسين سنة لتتمكن من إيجاد شخص بديل عنده  استعداد  للتفاوض  مع إسرائيل  ) – ويظهر من هذا التصريح إنّ عريقات أحرص على إسرائيل من إسرائيل نفسها  – و إننا نترك هذا التصريح إلى  – المخلصين – والى – أصحاب الحجارة الكاذبة – لمعرفة – من هو الذي قام بصناعة عرفات خلال خمسين سنة – هل بريطانيا أم فرنسا أم أمريكا أم الشعب المظلوم – إحزر و كذلك فكر إسلامياً   – و نكرر التذكير بمخطط – مسجد ضرار – و نقول – إنّ عرفات ليس هو أول صناعة إسرائيلية و الأقطاب الكبار و إنما هناك أشخاص و عوائل و صناعات تعيش بيننا و بشكل هائل و مؤلم و تهز العقول – و لكن عرفات صناعة و تقنية دقيقة بمستوى – القضية الفلسطينية المعقدة و إمتداداتها التاريخية – و إنّ -  مجلس الكنيست الإسرائيلي – المجلس الوطني التشريعي – يضم أعضاء من المسلمين و العرب لخدمة الصهاينة اليهود – و سابقاً كان يقال عنهم – خونة – و اليوم جعلهم عرفات – عباقرة لخدمة العرب – طبعا اليهود كذلك عرب أو من المحسوبين على العرب و من أعمام عرفات – و من هؤلاء أعضاء الكنيست اليهودي  مثلاً – عبد الوهاب الدراوشة – صاحب مشروع إنهاء الإنتفاضة – و الذي استحصل موافقة عرفات على مشروعه – و كذلك – موافقة رئيس دولة إسرائيل الذي هو رئيس الجمهورية و ليس رئيس الوزراء – و موافقة كلٍ من – الرئيس المصري و ملك الأردن و الرئيس الأمريكي و الإتحاد الأوربي و مسؤول الأمم المتحدة – و لكن المشروع قد – فشل – بسبب – عدم موافقة شارون رئيس وزراء إسرائيل – الذي هو الأساس في رسم السياسة الإسرائيلية اليهودية الصهيونية .

                    ومثل -  مشروع الدراوشة لإنهاء الإنتفاضة – هناك مشروع آخر أكثر وقاحة منه – قد طرحه – عبد الله ولي عهد ملك السعودية – و إنّ مشروعه هو – تطبيع العلاقات بين العرب – الدول العربية – وبين إسرائيل – لقاء انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة -  و نحن لا نقول – إنّ هذا المشروع سينفذ و سينجح – رغم أنه من توجيهات الأسياد و رغم حصول – الموافقة – عليه من جهات عديدة أكثر من مشروع الدراوشة – و إنما لأنّ هذا المشروع كذلك موقوف على – سياسة شارون – و على المخطط الإسرائيلي الصهيوني – السري – الذي يجهله عباقرة الحكام المحليين – و لكنه لا يصمد أمام من يسلك سبيل المؤمنين .

 

                    و في شهر آذار / 2002 قرر – شارون و مجلس الوزراء المصغر – وضع الحصار – على -  عرفات في مقره – رام الله – ويسمى مقره – المقاطعة – و تقرر عدم السماح له بالتنقل لا داخلياً و لا خارجياً – و كذلك قامت إسرائيل – بتهديم معظم الأبنية الحكومية الفلسطينية في المقاطعة  و البيوت و القرى و المدن في الضفة الغربية – بالطائرات و الدبابات و الشفلات و بكافة الآليات الحربية (( و من يصدقنا إذا قلنا – إنّ هذا الحصار هو – لحماية عرفات – و لتصفية القادة و النشطاء لكافة الفصائل – المخلصين المغفلين و غير المخلصين  و إنّ عرفات هو خازن أسماء كل هؤلاء و بتقييم دقيق لو تعرفون البلاء يا مسلمين  – و الحفاظ على عرفات صناعة الخمسين سنة و أمثاله من العملاء و السائرين على سكته لخدمة إسرائيل  – و كذلك الحفاظ على راحته من عناء السفر و التنقل – خاصة بعد اصدار قراره بتأجيل إعلان الدولة إلى – أجل غير مسمى – فلماذا إذاً السفر )) – خاصة وإنّ شارون قام بتصفية الشباب الذين كانوا على استعداد لتفجير أنفسهم – و رغم كل ذلك تصدر التصريحات عن – أمريكا و إسرائيل – تتهم عرفات و تدينه بعدم التجاوب في إيقاف عمليات التفجير – لأنّ إفشاء الأسماء و الأسرار لا تكفي عندهم – فلابد من أنْ يقوم هو و زبانيته بعملية الجزر و القتل و التهديم والتدمير بأنفسهم .

                   و بهذا الأثناء صرح شارون بأنه – سيفك الحصار عن عرفات بمرحلتين – الأولى بالتنقل داخل فلسطين – و الثانية وبعد وصول المبعوث الأمريكي – التنقل دولياً خارج فلسطين – و حسب حاجة إسرائيل إلى مثل هذا التنقل – و كما قلنا – هل توجد حماية  اًكثر من هذه الحماية و إلاّ فبإمكان إسرائيل قتل عرفات و تصفيته في أي لحظة تراها ضرورية لإنهائه . 

 

                   و إنّ – الجامعة العربية – قد مهدت منذ أشهر قليلة لإجتماع – مهم – يعقد في – بيروت – على مستوى رؤساء دولها – و قد قام أمين عام الجامعة و مساعدوه – بصرف الأموال  و ترفيه موظفي الجامعة – برحلات منكوكية بحجة ترتيب الإجتماع – و عندما قرب موعد الأجتماع – - فقد أصدر – قبل أيام- الأمير السعودي عبد الله ولي العهد مشروعه – بقبول السلام و التطبيع مع إسرائيل – و فعلاً قد انعقد الإجتماع بتاريخ 28 / 3 / 2002 و تخلف بعض الرؤساء عن الحضور و مثلهم نوابهم و صدر القرار – اليوم – بالإجماع (بقبول تطبيق المشروع السعودي و كذلك إقرار المصالحة بين العراق و بين كل من السعودية و الكويت و التزام العراق بعدم تكرار الغزو و إحتلال الكويت ) – مهزلة و كارثة قد باركها جميع الفراعنة الكبار .

                   و رداً على -  قرار الجامعة العربية الذي أيدته كل الدول منها – أمريكا و بريطانيا و فرنسا و أوربا و روسيا – فقد قامت إسرائيل اليهودية الصهيونية – غلت أيديهم و لعنوا – بإنزال كارثة جديدة بالفلسطينيين – وفق مخطط مدروس – و مؤيد من قبل دول الكفر الكبرى – و غض النظر عنها من قبل حكام كيانات أجزاء العالم الإسلامي خاصة ما تسمى بدول الجامعة العربية – كارثة و هلاك و تدمير و تصفية القادة و النشطاء من أبناء الأمة الإسلامية في فلسطين – و ذلك بإحتلال القرى و المدن المهمة في الضفة الغربية و تهديم المباني الحكومية و الخاصة و المستشفيات و المساجد و الكنائس – وقتل الشباب الذين خدعهم حماسهم – و أما الشباب المرتزقة و القادة العملاء من العلمانيين و المغفلين و الجهلة بالفكر الإسلامي – فقد قامت إسرائيل بتسريحهم من معتقلاتها و توصيلهم إلى بيوتهم في قراهم و مدنهم – خاصة أفراد الشرطة و الأمن الوقائي بعد غسل أدمغتهم وتدريبهم على وسائل خدمتها – و قد أبقت عرفات محاصراً في مقره بالمقاطعة في إحدى الغرف السفلية – وتراجعت عن قرارها بفك حصار تنقله – ويظهر إنّ حمايته تتطلب الحرص أكثر من السابق – و لكنها قطعت الماء و الكهرباء و الطعام عن جميع القرى و المدن – و لكن سمحت للصليب الأحمر بتوصيل الطعام و الشراب إلى عرفات و زبانيته – و هنا صرح عرفات اليوم بعد أنْ شاهد مأساة الشعب الفلسطيني ( إني أفضل الشهادة . الشهادة . الشهادة ) فهل هذا الممسوخ يعرف و يفهم – الشهادة – و ما هي أركانها و سوف يفهمه أسياده – بوش الأمريكي و شارون الإسرائيلي – ما هي الشهادة العلمانية التي حصلت في الحرب العراقية الإيرانية وحرب إحتلال و تحرير الكويت .  

                   و في وسط هذه – الكارثة السافلة – و في هذا الهياج – و الغدر بالأمة الإسلامية للوصول بها إلى الانهاك و الاحباط – فقد أعلن الرئيس الأمريكي بوش الإبن – اليوم ( إنّ شارون قد تعهد لي هاتفياً بحماية ياسر عرفات و عدم إلحاق الأذى به ) و كذلك صرح وزير خارجية أمريكا باول بمثل هذا التعهد له – ولكن إسرائيل أبقت عرفات محاصراً و أعطته حرية الاتصال مع من يشاء شخصياً و بالأجهزة المعلوماتية – لماذا – لمعرفة هل قامت إسرائيل بالدفن الجماعي لمن قامت بقتلهم و إعدامهم إذا هو فكر بذلك – و لم يسلم من جهنمية إسرائيل       و غدرها و عنفها إلاّ من يحيط  بعرفات و يدافع عنه  و يواليه و من رضع من ثدي العلمانية و الصهيونية .

                   و اليوم كذلك أخذ – عرفات – يكرر بالتلفاز و القنوات المرئية    ( أريد الشهادة . الشهادة )  ولكن تمكن – اليوم – العشرات أو المئات من النساء الغربيات و الفرنسيات و شبابهن – أخدانهن – من خرق الحصار الإسرائيلي و الدخول إلى مقر عرفات – لا ندري بأي جوازات سفر وصل الجميع – فأخذ عرفات – الشابات بالأحضان و تشابك الصدور و الأيدي و بحرارة المتعطش و طول المدة و عند إنتهاء شوق الأحضان يمسك عرفات وجوههن بيديه و يأخذ قبلة من جبينهن – بحجة الهياج السياسي و الإنفعال الحصاري – و فقدان العقل في تلك الحظة – و بذلك فقد أكملت إسرائيل الاحتفال و الطعام و الشراب باجواء و أفعال رومانسية أو علمانية – حربًا على الله و رسوله – و لا ندري أي سياسة أو سلام الشجعان و أي زعامة و رعاية في هذه – التمثيلية المرئية – و أي دين و أي مبدأ أو فكر يجوز و يقبل بهذا الإختلاط – رجال و نساء – وأين هي عورة النساء – فلم نجد غير العلمانية ترضى بذلك -  فهل أخذ عرفات منهن – ثمن الكفاح المسلح – أم سلام الشجعان – أم الحجر الكاذب – أم التأجيل غير المسمى لإعلان الدولة – و الدبابت الإسرائيلية تسحق الشباب و الطائرت تستهدف القادة و النشطاء – و النساء الفلسطينيات فقدن رجالهن و من يحتضنهن شرعاً و يرعاهن و قد أرهقهن البكاء و العويل و الصراخ و اللطم و خدش الوجوه و ينادينَّ ( هل من منقذ يا عرب و يا مسلمين ) – فيجيبهم عرفات – نعم – الإنقاذ بحضن الشابات الغربيات و الإسرائيليات و القبلات – و يجيبهن الحكام العرب – بالتصفيق للبطل عرفات – فنقول – أين أنت يا محمد رسول الله الحبيب – و قد شرع الله تعالى لك و  لنا – الجهاد – و جعله  سبيل المؤمنين تطبقه – دولة الإسلام التي أقمتها دولة حضارية –  و الجهاد طريقها لنشر الإسلام – و حماية المسلمين من أي مُعتدٍ كافر و أثيم – و ليس – الجهاد -  الذي يدعيه عرفات و كل الحكام و الأحزاب      و المنظمات و الحركات و الفصائل المنافقة لأن الجهاد هو سبيل المؤمنين في الدولة الإسلامية -  و أما -  فردياً -  و ليس حزبيا - ً فالفرد يموت من أجل دينه و ماله و عرضه – و عرفات يقول – الشهادة والشهادة – و لكنه عملياً يفجر مع النساء – و هل هو يعلم – بأنّ الذين يقومون بتفجير أنفسهم -  يجب – أنْ تكون – نيتهم – الجهاد و الشهادة و  في سبيل الله وفي الله – و بوسيلة الله – في الدولة الإسلامية أو لإقامة الدولة الإسلامية التي بطريق الجهاد  تعز الإسلام و أهله و منهم الفلسطينيين و تذل الكفر وأهله و منهم الإسرائيليات و الغربيات – وليس الدولة الفلسطينية العلمانية التي يصبح فيها عرفات رئيس حكومة و بقاءها بقدرة إسرائيل تمسي موجودة و تصبح ممسوحة – هكذا يجب أنْ تكون – النية – و إلا لا تقبل الشهادة حتى إذا كانت عن جهل – لأن الإسلام أول من حارب  الجهل و أبي جهل – و يجعل الله الرجس على الذين لا يعقلون .

                    و نتيجة لهذه الكارثة و الدمار اللا إنساني – غدر و غل و هلاك – أخذ الحكام العرب و بعض السياسيين – يصفقون – و يقولون و بقسم – إنّ عرفات و الله بطل – قالها طاغية و جبان العراق و سفاك الدماء – و لا ندري – أين هي بطولة عرفات – هل بتعهد إسرائيل للرئيس الأمريكي و لوزير خارجيته بحمايته و عدم مسه بسوء – أم بحضن النساء و أخذ القبلات منهن – أم لأنه تمكن بسهولة تحويل الكفاح المسلح إلى كفاح الحجارة و إلى سلام الشجعان فإستحق بذلك في حينه هو و وزير خارجية إسرائيل بيريز جائزة نوبل للسلام سوية و مناصفة – أم لأنه صديق رئيس وزراء اسرائيل السابق المقبور رابين و قالها عرفات بدون حياء بالتلفاز المرئي و هو محاصر و الشباب قتلى و في قبور جماعية و جثث مقطعة في الشوارع و تدوس عليها الدبابات      و المزمجرات – أم لأنه قال إنّ رابين هو أخي  لأني من آل محمد إلى  إسماعيل و إبراهيم الخليل و رابين بن إسحاق بن إبراهيم الخليل و قالها عند التصالح في أمريكا و لم يعرف هذا الجاهل إنّ الأخوة هي في الإيمان         و الدين { إنما المؤمنون أخوة } و لكن عرفات يريد أنْ يكون أخ من غُلتْ أيديهم و لعنوا فهو أخ لهم بالغل         و اللعنة و عرفات أخ لفرعون و قارون لأنهم من أولاد آدم عليه السلام قياساً على عقله المتخلف – أم أنه بطل لأنه أحد  رواد العلمانية  و إنه فرعون صغير في فلسطين و مطيع للفراعنة الكبار – أم لأنه يَمدُّ  إسرائيل بأسماء القادة و النشطاء و تحركاتهم فتقوم إسرائيل بإحتلال المدن و القرى لتصفيتهم و من ثم تنسحب إلى أن يُهيء لهم أسماء أخرى جديدة فتقوم ثانية بالإجتياح للاصطياد و هكذا الصيد و التصفية كر و فر .

 

    ( المظاهرات و الإضرابات و المسيرات و الإعتصامات و التبرعات ) 

 

                   و بدأت تتحرك أساليب التنفيس و التلهية و خلط الأوراق – المظاهرات و الإضرابات و المسيرات و الاعتصامات و التبرعات – و على مستوى الحكومات – و كلها بمثابة إحتجاجات – و أعمال مدروسة لإمتصاص النقمة من داخل شعوب الأمة الإسلامية خاصة الشعب العربي – و هذه النشاطات و الفعاليات قد حصلت حتى في أوربا و أمريكا و إسرائيل – فأخذ الحكام المتسلطون ينظمون المظاهرات و يخططون للسيطرة عليها و توجيهها الوجهة التي تدعم حكمهم و تبعد عنهم نقمة الرعية المتحمسة لنزع العار عن نفسها إلى درجة قد أخذ بعض الحكام يرعون المظاهرات و يشاركون المتظاهرين – و لكن بدون طائرات و لا دبابات و لولا الخجل لرموا الحجارة مع الرامين – و أخذ كل حاكم يبتدع لنفسه بدعة و إدعاء تنقذه من واقع تخاذله و انحطاطه الذي يعيشونه – لأنهم تركوا و عطلوا - حكم الجهاد – و رغم إنّ حكم الجهاد يحتاج إلى دولته الإسلامية – و لكن هذا الحكم -  مطلق وعام – و لا يتوقف على قومية و ملة معينة في حالة عدم وجود الدولة الإسلامية – فلا يحتاج إلا إلى – مرجع – يعلن نفسه – أمير – للأمة – فيعلن الجهاد -  و في هذه الحالة لا يحتاج إلى إذن الإمام أو الخليفة الرافض للجهاد  أو المتخاذل – لأنّ جهاد الجماعة و الجماهير توجب الضرورة الشرعية أنْ يكون الجهاد من قبل – جهاز منظم – ليكتسب – قابلية إنجاز و تحقيق أهدافه الشرعية و الإنسانية الحضارية  و لكن أحد الحكام – قذافي ليبيا – في إحدى خطبه الجماهيرية – لأنه هو صاحب مودة الجماهير – قال ( ملعون الجيش و ملعونة الجيوش التي خذلتنا – و إننا نطالب الحكام في الأجزاء المحيطة بإسرائيل أنْ تسمح للجماهير بالعبور إلى إسرائيل ) و كأنّ الجيش ليس جيشه و كأنّ الجيش ليس من الجماهير و لا من الشعب و شبابه و كأنه هو ليس حاكماً و لا مستبداً و لا يقدر على أمر الجيش -  و الأقبح من ذلك هو عدم وجود مانع مادي بينه و بين إسرائيل فيطلب السماح بالعبور إليها في حين لا يفصله عنها غير مياه البحر – و قد ظهر لنا مدى تفاهة و خسة هذا الحاكم و إنّ خطبته خدعة مفضوحة وهو أول من يضحك عليها و يسفهها – فهو يقول للناس – لا تطالبوننا بإرسال الجيوش  الملعونة لأنها تدمر إسرائيل – وإنما نحن  نطالب بالسماح للجماهير منزوعة السلاح للعبور إليها بالحجارة ضد الأسلحة المتطورة فتحصل المهالك – و بنفس الوقت هو يعرف حق المعرفة إنّ الحكام لا يسمحون بالعبور إلى إسرائيل و هو أول من يقول ذلك – لأنّ عقله المتخلف من جراء العيش في خيمة الصحراء و يذهب إلى الحدث الأصغر و الإبريق بيده – شلت يداه – و الفتيات تحرسه بالأسلحة .

                   و حاكم آخر – طاغية العراق – يطالب دول الجوار لإسرائيل ( أنْ تمنحه قطعة أرض صغيرة  تحادد إسرائيل ليعبر منها إلى القدس ) و هو يملك  جيشاً – سبعة ملايين و سماه جيش القدس -  إذا وصل القدس تكون مؤخرته في بغداد عاصمة العراق – وإنّ مطالبته بقطعة الأرض الصغيرة بإعتباره ليس من دول الجوار – و لا يقدر على اجتياح دولة ضعيفة تجاور إسرائيل لما يملك من حياء و أدب وترتيب يمتاز هو بها حسب ادعائه – و كأنما ليس بإمكانه – اختراق – دول الجوار- مكرهاً – أو -  راغباً – تلبيةً لحكم الجهاد – الذي يفرضه الله تعالى على  جميع المسلمين بلا استثناء و بلا  شروط  - غير أنْ يكون -  منظم -  من قبل دولة الإسلام و عند الإستحالة فمن قبل – أمير ليكون  مرجع – و بلا إذن لرد العدوان و الغدر و إغاثة المستغيثين والمظلومين و المنكوبين بالكارثة – لإنقاذهم – ومتى وضع الشرع  او الإنسانية – شرط الحصول على الإذن أو على قطعة الأرض – قبل الأقدام على رد العدوان وإنقاذ الناس و إغاثة الانسانية – غير الجهاز الشرعي المنظم – لنشر الرحمة و الشفاء و الطمأنينة و العدالة – و رفع – البلاء و البغي -  وهل لم يتذكر هذا الحاكم و الحكام الآخرين – كيف إنّ جمال عبد الناصر حاكم مصر السابق من أجل العلمانية الأمريكية الفاسدة قد قام بإحتلال – اليمن – التي تتقاطع معه بدول و بحار و بسهول وجبال – وباغت العالم بالدخول إلى اليمن – بالطائرات – ولم يفشِ سره قبل الاجتياح – فدمر اليمن بمسلميها و دمر جيشه و ألحق البلاء بالإسلام و المسلمين و على أساس مذهبي مثلما يعمل اليوم الوهابيون و السلفيون و طالبان لادن – و مثلما جاء الكفار العلمانيون بهذا الحاكم الذي تسلط بكلمة وبشعارات خبيثة بإسمه و باسم قائده المؤسس و حزبه -  و بهذه الكلمة و الشعارات الخبيثة قد بدلوا نعمة الله كفراً – مسلمون بدلوهم إلى المجوس الكفار – و غزوا الكويت و استباحوا المسلمين فيها           و أحرقوا الحرث و البناء – وحتى بلدهم الذي يعيشون فيه لم يسلم من إبادة العباد و دمار البلاد – حصل كل ذلك بسبب كلمة و شعارات خبيثة – وبعد ذلك يحتج بنفس الكلمة الخبيثة و هي – منحه قطعة أرض صغيرة للعبور منها إلى القدس – وقد سجل و صور هذه الكلمة الخبيثة على شريط و أخذ يبثه من قنواته المرئية و بجنون العظمة لعدة مرات يومياً من يومنا هذا ولأشهر و سنين و الناس تضحك عليه و تقول متى يأتي اليوم الذي يُجتث فيه الإستعمار العلماني و ما جاء من خباثة و من طاغيتهم – و الله تعالى يقول { أ لم تَرَ إلى الذين بدلوا نعمةَ الله كفراً و أحلوا قومهمْ دار البوار . جهنم يَصلونَها و بِئْس القرار } ( إبراهيم 28 )  – و من خلال ذلك فقد ثبت للمسلمين بأنّ – الوحدة – في الأمة و الدولة – هي التي يفرضها الإسلام – و بوجود التجزئة و وجود تعدد الحكام و وجود الأحزاب و المنظمات التي تزاول الأعمال المادية بدل الدولة الإسلامية و وجود منظمة التحرير وفصائلها لتكون السبب لإبعاد الجهاد و الاستشهاد في سبيل الله – من حياة المسلمين – و هو اسلوب علماني خبيث ينفذه الموظفون لديهم من الحكام و الزعماء المصنوعين و المنصبين – و سوف نرى المزيد من الكوارث ما دامت الأمة مستضعفة و مستغفلة و سلمت أمرها و قدرها إلى من لا يرحمها من الكفرة و أعداء الإسلام .

 

                   و وسط هذه -  الكارثة و المأساة الإنسانية – صدر القرار ( 1402 ) من مجلس الأمن و بالإجماع -  بعد صدور قرار الجامعة العربية – يدعو إلى ( إنهاء القتال و سحب إسرائيل جيوشها من القرى و المدن الفلسطينية المحتلة مؤخراً ) و لكن إسرائيل رفضت تنفيذ القرار إلا بعد – الإنتهاء من تدمير البنية الأساسية للإرهاب – حسب إدعائها – و أما الرئيس الأمريكي فقد صرح ( إنّ إسرائيل في حالة الدفاع عن النفس ) –        و كأنّ إسرائيل هي التي تملك الحجارة – و إنّ الفلسطينيين يملكون الأسلحة الفتاكة و الثقيلة و الطائرات و قاموا بإحتلال المستوطنات التي اكتضت باليهود المهاجرين إلى إسرائيل من أنحاء العالم . و هذا كله يشاهده و يسمعه الحكام للكيانات الإسلامية و العربية .

                    و جوابا و رداً على قرار مجلس الأمن الدولي – قامت إسرائيل بالتوغل و الإحتلال أكثر و أعنف في القرى و المدن و تدمير البيوت و الأبنية و مسحها بالأرض و قتل المزيد من الشباب و اعدامهم و منعهم من الوصول إلى المستشفيات و الحصول على الأدوية – غل يهودي ملعون – و منعهم حتى من دفن موتاهم – و قد تم لها احتلال الضفة الغربية بالكامل ( جنين و طول كرم و نابلس و رام الله و أخيراً الخليل ) و ( لجسامة النكبة ) فقد أصدر مجلس الأمن قراره الثاني رقم ( 1403 ) بعد خطاب الرئيس الأمريكي بتاريخ 4 /4 / 2002 جاء فيه ( إنه سيرسل وزير خارجيته إلى المنطقة في الأسبوع القادم ) – فأيد مجلس الأمن بقراره الجديد قراره السابق     و زاد عليه كلمة ( فوراً ) فقط و أيد القرار ما ورد في خطاب الرئيس الأمريكي خاصة ما يتعلق بارسال وزير خارجيته إلى المنطقة – و إنّ ياسر عرفات قد أيد القرارين و أيد خطاب الرئيس الأمريكي بالرغم من أنّ الخطاب قد تضمن عبارة ( إنّ عرفات قد خذل شعبه في عدم تمكنه من وقف الأعمال التفجيرية ) و وصفه بالخائن – ولكن لا ندري  متى سيصبح شهيداً أو بطلاً لمجرد  الرد على هذه العبارات المخزية له و لمن يتزعمهم لأنه قد أيدها -  و لكن شارون رئيس وزراء إسرائيل قد صرح برفض قراري مجلس الأمن و ما تضمنه خطاب الرئيس الأمريكي بشأن الانسحاب و قال ( لن ننسحب إلا  بعد القضاء على الارهاب ) .

                   و هنا قد فاجأ العالم رئيس وزراء بريطانيا بلير بالسفر إلى أمريكا و الإجتماع مع الرئيس الأمريكي مثلما حصل في أفغانستان و في الضربة الثلاثينية للعراق – من أجل الاتفاق على الغنيمة و كيف يتم التقاسم فيها – و إنّ الدول الصليبية و اليهودية على اتصال تام مع كافة الحكام المسلمين و العرب و بمختلف القنوات و الأجهزة المعلوماتية و بصلافة و قباحة و هل هناك أقبح و أصلف من (  قيام السفراء الأمريكان في -  قطر و الإمارات - بالصلاة مع طلاب مدارسهم الخاصة بهم على أرواح القتلة من اليهود الإسرائيليين ) .

                   و بتاريخ يوم أول من أمس  8 / 4 / 2002 صدر ( الطلب الرابع ) من مجلس الأمن الدولي – إلى إسرائيل ( لوقف القتال و سحب جيوشها )  فأصبح هناك – قراران و أربع طلبات – و كانت جمهورية إيران قبل أيام  قد اقترحت على الدول الإسلامية وقف ضخ النفط إلى الأسواق – ولكن العراق الآن  و بصورة منفردة قرر وقف ضخ النفط لمدة شهر وشرط قراره بوجوب وقف ضخ الدول الأخرى كذلك – و لكن الدول العربية خاصة السعودية وهم من المنتجين الكبار للنفط قد رفضت وقف الضخ و تبعتها الكويت – و قالوا – إنّ هذا ليس بالسلاح الصحيح في هذه الكارثة و المحنة و لا يجوز استعمال النفط لرد العدوان – و لكن تبرعاتهم على قدم       و ساق لمساعدة الفلسطينيين – و بذلك فقد – ضاع الجهاد و الاستشهاد – بين النفط و التبرعات .

                    ( اللجنة الرباعية – اجتماع مدريد – خارطة الطريق )

                   لقد حصل – إجتماع – في – مدريد – بزعامة أمريكا حضره ( وزراء  خارجية أمريكا و الإتحاد الأوربي و روسيا و الأمم المتحدة ) سميت باللجنة الرباعية – و قد وصف الرئيس الأمريكي هذه ( الجهات الأربعة ) ( القوى المؤثرة في العالم ) و يظهر من ذلك – إنّ بريطانيا بصورة منفردة قد استبعدت من قوة التأثير في العالم  رغم و جودها في الاتحاد الأوربي – و بعد اجتماع مدريد – توجه وزير خارجية أمريكا حسب خطاب رئيسه إلى - المنطقة – بعد زيارة المغرب و وصل القاهرة المحطة الأولى – و قد بدأت الاتصالات – حيث بتاريخ 11 / 4 / 2002  قام صائب عريقات المفاوض الفلسطيني و لجنته بزيارة عرفات في مقره للاجتماع به – و يوم الجمعة 12 /  4  / 2002 قد اجتمع وزير خارجية مصر مع عرفات في مقر حصاره – و اجتمع وزير خارجية أمريكا مع شارون رئيس وزراء إسرائيل – و بعده وعلى أثر تصريح عرفات – بأنه يستنكر تفجير الفلسطينيين لأنفسهم – قرر وزير خارجية امريكا القيام بالاجتماع مع عرفات و حصل ذلك بتاريخ الأحد 14 / 4 / 2002 فصرح الوزير الأمريكي – إنّ الاجتماع كان مفيد و بناء – و ليلاً اجتمع الوزير ثانية مع شارون – و على أثر ذلك صدر بيان بأنّ الوزير الأمريكي سوف يزور لبنان و سوريا – و فعلاً و في اليوم التالي زار لبنان و حذر الوزير الرئيس اللبناني لحود من استمرار حزب الله بالمقاومة و ضرب إسرائيل في منطقة – شبعا – اللبنانية التي تحتلها إسرائيل و طلب من الرئيس اللبناني التدخل لوقف الهجمات لأنها سوف تؤدي إلى فتح جبهة قتال جديدة لإسرائيل .

                    و بنفس تاريخ 14 / 4 / 2002 صرح شارون – أنه يقترح عقد مؤتمر دولي اقليمي لبحث قضية السلام  في الشرق الأوسط خلال ستة أسابيع و بمشاركة وفد فلسطيني لا يشارك فيه عرفات – و سريعا أصدر عرفات موافقته على المقترح الشاروني – في حين بعد ستة أسابيع تكون ( شوارع أرض الجريمة – خاصة جنين الذبيحة – قد غسلت من دمائها و الموتى قد دفنوا – و نظفت آثار التهديم و الدمار ) و لا ندري كيف وافق هذا الممسوخ وبهذه السرعة على الاقتراح و بدون حياء – فهل جفت الدماء التي سالت و لماذا لم يتذكر أبطال الحجارة الذين دفنوا مع حجارتهم و لم يتذكر كيف جرى اعدام – أبو جندل – في جنين – و لكن الوزير الأمريكي بعد الانتهاء من زيارته لبنان و سوريا و رجوعه إلى إسرائيل في 15 / 4 / 2002 و في الطريق صرح مؤيداً عقد المؤتمر الشاروني – و يظهر إنّ المخطط متفق عليه من قبل أعداء الإسلام مسبقاً و إنّ المنافقين مؤيدون ,

                    و أعلن شارون ( إنّ الجيش الإسرائيلي قد انسحب من – جنين – و طول كرم بعد أنْ أنهى مهمته و سوف يبقى على مشارفها – و سوف لا نسحبه من – رام الله و بيت لحم و كنيسة المهد – التي لجأ إليها مئات الفلسطينيين القادة و النشطاء و سوف نمنع عنهم الطعام و الدواء ) و قد رحب الرئيس الأمريكي بالانسحاب –    و أعلن الصليب الأحمر – بأنّ هناك مجازر مروعة في جنين و إنّ الروائح الكريهة تنبعث من جثث القتلى المتكدسة أو التي تحت أنقاض البيوت و الأبنية المتهدمة و لا تطاق – و بهذه المناسبة نقول ( إنّ الصحابي علي عندما قاد جيش الإسلام و فتح خيبر اليهودية و حررها قد طبق الشريعة و القيم الإسلامية و الانسانية – و لكن جيش – يزيد – من أهل الشام و فلسطين قد فعلوا الأفظع مع صحابة رسول الله الحبيب على باب طيبة في المدينة المنورة فقد سبوا أكثر من الف امراة من فتيات و نساء الصحابة الذين قتلوا في هذه الكارثة ) – و قد صرح البريطانيون ( إذا ثبت صحة ما حصل في – جنين – و المدن الأخرى – فإنّ شارون و المسؤولين سوف يحاسبون قانونا ) بهذه الخباثة كان التصريح أولاً فيه تشكيك و هم أدرى حتى من إسرائيل بما حصل في جنين     و ثانياً من هو الذي سيحاسب قانوناً يا صاحبة وعد بلفور – و قد صرح شارون – إنّ أمريكا تؤيد إسرائيل بإبعاد عرفات عن السلطة الفلسطينية و تبديله بآخرين يكونون أكثر تفهماً للمصالح الفلسطينية – و أعلن شارون كذلك عن قيام الجيش الإسرائيلي باعتقال – مروان البرغوثي – أحد القادة  و عضو المجلس التشريعي و المقرب من عرفات مع مسؤولين آخرين في رام الله و بقية المدن و لم تقتل البرغوثي و إنما وضعته في حماية في الإعتقال رغم شدة نشاطه و أقلها يتصدر المتظاهرات بتصريحاته و هتافاته و يقال إنه مسؤول عن الكثير من الفعاليات    و تُغطيه محبة عرفات .

                   و يظهر لنا إنّ الدول العربية – مأمورة و في تسابق لجمع التبرعات – وإنّ الأمراء في الجزيرة في مزايدات – و يتبرعون بسخاء بالملايين فكيف بالملوك و الرؤساء – كلهم غاوون – { يتبعهم الغاوون . وبرزت الجحيم للغاوين } – وإنّ – دية القتل الخطأ – مائة من الإبل أو قيمتها  – و على وعاظ السلاطين و رجال الدين – شرح ثمن القتل العمد في أحاديثهم و مناظراتهم في القنوات المرئية و الإذاعات و في خطب الجمعة       و الأعياد لأنّ إسرائيل قد خولت الحكام العرب بدفع الدية و الثمن نيابةً و وكالةً عنها لإسكات البكاء و العويل – بدل من إنشغال رجال الدين في شرح ما هو -  سبيل المؤمنين -  اليوم الذي لا تفيد معه إلا – إقامة الدولة الإسلامية الواحدة في أمة إسلامية واحدة – وليس التجزئة و الكيانات و التفرق و العلمانية – و إنما وحدة في العمل الحزبي و تعدد الأحزاب و وحدة في الشورى لاختيار رئيس الدولة – الخليفة – و أجهزة محاسبته -  بالرضا .

                   و عصر اليوم 16 / 4 / 2002 حصل اجتماع ثالث لمدة ساعة بين وزير خارجية أمريكا وشارون – و كذلك حصل اجتماع للمرة الثانية صباح 17 /4 / 2002 بين الوزير الأمريكي و عرفات – و بنفس هذا اليوم انتهت زيارة الوزير الأمريكي للمنطقة و سافر إلى القاهرة و اجتمع مع وزير خارجية مصر بحضور وزير خارجية الأردن الذي عاد تواً من السعودية و اجتماعه بوزير خارجيتها – و بنفس هذا اليوم خطب الرئيس الأمريكي مجدداً و جاء في خطابه ( إنه يريد أنْ يضع اطار للسلام – و إنّ على الحكام العرب و الحكام في أجزاء العالم الإسلامي – اختيار – أحد طريقين – إما – السلام – و إما – الارهاب – و إنّ – القاتل – أي قاتل – لا يعتبر شهيد – و قد أثنى على رحلة وزير خارجيته باول – و قال إنها لم تكن فاشلة ما دام أنه قد أحرز تقدماً ) و جميع الفقهاء في العالم الإسلامي سكوت و لم يُعلموه من هو – الشهيد – و يظهر إنهم هم الذين تعلموا منه – فما فائدة وجود الأزهر و المراجع – و سبق و قلنا لعرفات إذهب إلى سيدك الرئيس الأمريكي ليفهمك الشهادة – عندما كان يردد في مقره – الشهادة و الشهادة .

                   لقد صرح وزير خارجية أمريكا ( لا يمكن التوصل إلى وقف إطلاق النار ما دام هناك – احتلال – وهناك – ارهاب – من الطرف الآخر ) و هذا التصريح يصب في مصلحة من – بعدم توقف إطلاق النار – طبعاً يصب في مصلحة من يمتلك القوة – و بعد هذا التصريح سافر الوزير الأمريكي إلى بلاده – و بنفس هذا اليوم صرح الرئيس المصري مبارك ( إنّ – قطع – العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل – عمل خاطيء – لأنّ قطع العلاقات إذا حصل سوف يؤدي إلى – إطلاق يد إسرائيل في المزيد من التدمير ) و كأنما إسرائيل توقفت أو ستتوقف عن غلها و سفالتها و تدميرها -  و كأنما دولة مصر فقط ليست عشرة أضعاف إسرائيل سكاناً أو أكثر – و نكرر القول – إذا كنت لا تستحي فقل ما تشاء – لأنّ تصريحه هذا هو الذي يشجع إسرائيل على الإبادة و الدمار – و إنّ الشعب المصري من خلال مظاهراته و إضراباته و إعتصاماته – التنفيسية – كان يطالب بأتفه و أدنى عمل من رئيس الحكومة هو – قطع العلاقات مع إسرائيل – { و من يتولهم فأولئك هم الظالمون } ( الممتحنة 9 ) – و بنفس هذا اليوم – حصل اجتماع بين رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري و بين الرئيس الأمريكي في واشنطن – ومن كل هذه الاجتماعات و اللقاءات و التنقلات يتضح للانسان العادي – إنّ المخططات و أساليب تنفيذها جارية بشكل عنيف و بسرعة من خلال الدبلوماسية و المخابرات و الأجهزة المعلوماتية .

                   وفي اليوم التالي على كل تلك الأعمال و الفعاليات السياسية و الدبلوماسية و المخابراتية و بتاريخ 18 / 4 / 2002 فقد سافر وزير خارجية الأردن من القاهرة و بصحبته الطبيب الخاص – حسب الإدعاء – إلى مقر عرفات في رام الله -  وإننا نفهم من كل ماجرى و ما بُذلت من جهود – الأساس فيها – هو لخدمة إسرائيل    و اطلاق يدها في التدمير و لقتل المعنويات و القيم الإسلامية و الانسانية في الشعب الفلسطيني و تدمير الاحساس بالنهوض و هضم الحقوق و متى يتم ذلك سوف – يُعلن وقف اطلاق النار – و سحب الجيش الإسرائيلي مع كافة أسلحته الثقيلة و الخفيفة و وقف الطلعات الجوية – و هذا ما أدركه -  رئيس بلدية بيت لحم – و عرف الكارثة التي تنتظر الذين لجأوا إلى -  كنيسة المهد – مما اضطر إلى مخاطبة ( البابا ) و مناشدته السفر و المجيء إلى – أم الكنائس كنيسة المهد – للحيلولة دون حصول كارثة جديدة بعد – كارثة جنين – لأنّ إسرائيل طلبت تنفيذ أحد أمرين – إما تسليم جميع الموجودين في الكنيسة لمحاكمتهم – وهذا يعني ابادتهم –       و إما النفي خارج فلسطين – و في كلتي الطريقتين انهاء مئات النشطاء من الفلسطينيين .

                   و إنّ – الكويت – المعتبرة مالياً – بين دول العالم – فهي في تسابق مع الكيانات العربية -  فقد أعلنت عن إقلاع أول طائرة محملة بالعينات و التبرعات و بسخاء – هدية الأمير – رداً على العدوان الإسرائيلي– و لو كان هذا الأمير غير متسلط و لا متولي – و كان – خليفة – وفق الشرع – ماذا كان يتحتم عليه أنْ يعمل – غير تطبيق الواجب و الفرض الرباني – و لو كانت هناك الدولة الإسلامية الواحدة – ماذا كانت ستعمل غير إبعاد العدوان عن المسلمين – و إذا فعلت – فماذا يكون رد دول اللجنة الرباعية أمريكا و روسيا و الاتحاد الأوربي وهيئة الأمم – هل سيقررون استعمال القنبلة الذرية أو الهيدروجينية مع الدولة الإسلامية – لمجابهة – العقيدة والفكر الإسلامي – الذي يحرم الغدر و العدوان – و ماذا ستكون نتيجة استعمال القنابل الفتاكة و أسلحة الدمار الشامل التي يملكها العلمانيون – غير الموت و الدمار في الدنيا – فهل هي – يوم القيامة – الذي يؤمن به المسلم و لا يؤمن بخلود الحياة الدنيا – خاصة و إنّ الإسلام يُقبح فكرة خلود الدنيا و يقبح حلاوة الدنيا و زينتها إذا هي حالت دون العزة و الكرامة و دون حسن العاقبة في اليوم الآخر – و إنّ – الأجساد هي مخلوقة للموت و الشاعر الحسن بن علي و أحد أعضاء العترة يقول ( و إنْ تكن الأجساد للموت خلقتْ فقتلُ إمرءٍ بالسيف في الله أفضل )     و شاعر آخر يقول ( فاحرص على عمل تكن به إذا ما يبكون حولك – عند الموت – ضاحكا مسروراً ) – و لكن هل سوف تقدم العلمانية على هذا الفتك الجماعي بالقنبلة الذرية  – فنحنُ نقول كلا – و الأسباب عديدة منها – إنّ هذه المنطقة هي أرض المقدسات – و إنّ السياسة العالمية و الموقف الدولي لا يسمحان بذلك -   و منها من أجل من يحصل مثل هذا العمل هل من أجل إسرائيل –  لا أرى ذلك ما دام موجوداً حب الدنيا لدى العلمانيين و الله أعلم و لكن { و قلْ اْعملوا فسيرى الله عملَكم و رسولُهُ و المؤمنون } ( التوبة 105 )  .

                    و بتاريخ 19 / 4 / 2002  هجمت إسرائيل على مدينة – قلقيلية – في قطاع غزة – و يظهر قد جاء دور تصفية و تدمير هذا القطاع في -  الضفة الغربية – و قامت باحتلالها و قتل و جرح العديد و اعتقال المزيد – و قد صرح أمين عام الأمم المتحدة – عنان – ( إنّ الضرورة تتطلب ارسال مراقبين دوليين للفصل بين الإسرائيليين و الفلسطينيين و التحقيق فيما إذا اقترفت إسرائيل المجازر في – جنين – و المدن الأخرى و طلب من مجلس الأمن الاجتماع على هذا الأساس ) سكت طول المدة السابقة  و لكنه عندما نطق فقد  نطق  بالتشكيك و بالمراقبين و ليس قوات متعددة الجنسيات لأن القوات فعالة و لكن المراقبين متفرجون و أما أساسه فلا توافق عليه علمانيته هو و لا علمانية مجلس الأمن و إسرائيل – رغم إننا لا نؤمن و لا نقر لا بهيئة الأمم و لا بحلولها وإنما ناقشنا فقط ما تفرزه عقولهم من عفونة و عداء للمسلمين -  و قد صرح الناطق الرسمي باسم الرئيس الأمريكي ( تؤيد أمريكا اجراء التحقيق بما حدث في جنين بشرط أنْ يكون التحقيق من قبل الأمم المتحدة والصليب الأحمر ) .

                   و فعلاً صدر قرار مجلس الأمن  - بالمشروع الأمريكي – برقم ( 1405 ) ليلة 20 / 4 / 2002 يتضمن – تشكيل لجنة يختار أعضاءها الأمين العام للأمم المتحدة لتقصي الحقائق في جنين فقط ) تقصي الحقائق   و ليس (  لجنة تحقيق – ولا دولية ) – وإنّ الفرق واضح بين – جمع المعلومات – وبين – التحقيق في المعلومات -  وإنّ هذا القرار يعتبر -  أبرة مورفين – لتتحمل الأمة الإسلامية – كارثة جنين – و لتكون مجرد ذكرى تاريخية مثل – كارثة صبرة و شاتيلا – التي أجرمتها إسرائيل في المخيمين الفلسطينيين عند اجتياحها لبنان – و بعد القرار خطب الرئيس الأمريكي في حشد من المتظاهرين المتعاطفين مع – المظلومة فلسطين –      و أمام قصره الأبيض قال ( القاتل ليس شهيد ) فماذا يقول – أبن حزم – الأندلسي -  في إجتهاد الكافر بوش –    و ليت – أبن حزم و أمثاله من الفقهاء القائلين ( إنّ يزيد و معاوية – هما من – المجتهدين – فإنْ أخطأوا في الخروج على خليفة زمانهم أو قتلوا الصحابي الحسين و عائلته في كربلاء وقتلوا الصحابة وسبي نساءهم في باب طيبة في المدينة – فلهم أجر واحد وليس أجران ) و ليت – أبن حزم – حاضراً اليوم لأعطى رأيه في – إجتهاد بوش – أو على الأقل لسأل بوش -   من هو - القاتل – و لماذا قام بالقتل و من الذي – قُتِلَ -  و إنّ الإسلام لم يقل القاتل شهيد و إنما قال المقتول شهيد – فهل هذا – المقتول الشهيد – كان – قاتلاً – أي أنه كان قد قتل أحداً قبل استشهاده – لأنّ الناس اليوم لا تقدر على مخاطبة – بوش- و الرد عليه – حتى إذا كانوا فقهاء – بسبب التسلط عليهم من قبل – أكابر مجرميها – وإنّ الخوف يضطرهم إلى غلق أفواههم و لكن الفراعنة الصغار و وعاظ سلاطينهم يقدرون حتى على لعن  - جيوش بلادهم – و أما الطعن بالإسلام فهذا لا يعنيهم و هم لا يتحركون و لا يتحسسون أو لا يستحون حتى إذا كان أحدهم هو شيخ الأزهر الساكت – و قد خرج آلاف الناس في – غزة – للتظاهر و الإستنكار و قد بدأوها من – المسجد – و انتهوا إلى – الكنيسة – يتقدمهم – القس مانوئيل مسلم – وأحمد ياسين زعيم حركة حماس إحدى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية .

                   للمرة الثالثة صرح وزير خارجية أمريكا بتاريخ اليوم 21 / 4 / 2002 ( إننا طلبنا من إسرائيل المحافظة على حياة عرفات و جماعته المحاصرين في رام الله ) – و نحن ندري إنّ عرفات و جماعته – صناعة أجنبية علمانية – لمدة خمسين سنة حسب تصريح عريقات في بروكسل – و إن الأجانب لابد من المحافظة على صناعتهم ما دامت تحقق الأرباح لهم – و أما -  الشعب الفلسطيني المسلم – فهم – صناعة ربانية – فلا قيمة لهم عند العلمانيين ما دام الفلسطينيون يؤمنون بأنهم من أبناء آدم عليه السلام و ليس مثل -  عرفات  و صانعيه – الذين يؤمنون بالعلمانية التي تقول – إنّ الإنسان تطور من القرد – لذلك فإنهم يحافظون على الأشخاص القرود – وأما – عباد الله الشعب الفلسطيني – فيجب قتلهم و تصفيتهم حتى لو كان عددهم بالآلاف أو الملايين و يجب أنْ تهدم بيوتهم على رؤوسهم و عوائلهم – و أما – مروان البرغوثي – الذي يتردد اسمه اليوم كثيراً و المعتقل من قبل إسرائيل و لم تقتله – فإنّ مصيره  يتقرر بأحد الفكرتين القائلتين – الله تعالى هو أصل آدم – أو آدم أصله القرد عند العلمانية و الماسونية – مثلما – اعتقلت إسرائيل أحد وزراء السلطة الفلسطينية – حسن عصفور – وأطلقت سراحه بعد أنْ انتهت من غاية تعرضها له – و قد قامت اسرائيل بتاريخ 22 /4 / 2002 بقتل القائد المسؤول لمنظمة فتح في الخليل – مروان زلوم – و مرافقه أحد الحرس الشخصي لرئيس السلطة عرفات بواسطة طائرة مروحية استهدفتهما أثناء تجوالهما في سيارتهما في شوارع المدينة -  وتنفيذاً – لحكم محكمة – إسرائيلية قامت الشرطة – بتهجير – عوائل فلسطينية من القدس و إسكان مستوطنين إسرائيليين محلهم – عوائل و ليس أفراد – و لكن ليس أيّ عوائل – و إنما العوائل المخلصة الشريفة .

                   و للمرة الرابعة في موضوع – حماية عرفات – قد أصدر مجلس الأمن الدولي – طلبه – من إسرائيل – المحافظة – على حياة عرفات و عدم المساس أو إلحاق الأذى به – و بجماعته – و ذلك اثر – وقوع انفجار- أمس بالقرب من مقره في رام الله و الطلب إليها لفتح المجال له بالتنقل – رغم إنّ الدبلوماسيين والمسؤولين – الدوليين – على اتصال تام و باستمرار بعرفات و جماعته و من ضمن من يزوره الاتحاد الأوربي و أمريكا و تركيا و اليونان – و قد وافق الأمين العام للأمم المتحدة على تأجيل زيارة – فريق تقصي الحقائق  - إلى – جنين – بناء على طلب إسرائيل لأعتراضها على بعض أشخاص الفريق – و قد أصدرت – محكمة فلسطينية – تشكلت في مقر عرفات – أحكامها على المتهمين – بقتل وزير السياحة الإسرائيلي في أحد فنادقها – و إنّ المتهمين هم من فصيل – الجبهة الشعبية – انتقاماً لمقتل أمين عام الجبهة ( أبو علي مصطفى ) .

                   و قد أخذت حدة الإنتفاضة تخف بتنظيف الشوارع في مدن الضفة الغربية و – جنين – و تنظيم المسيرات في المدن تأييداً – للبطل عرفات – الذي بقي حياً بعبقريته و شجاعته – و اتجهت المسيرات إلى مقره – و كيف لا يكون عرفات – بطل – و هو قام باصدار الحكم على – أبطال قتلة الوزير الإسرائيلي  – و كأنّ عرفات لم يقم يوماً بحضن و تقبيل – أبي علي مصطفى – أم إنّ تقبيله كان يقتصر على – وزير السياحة الإسرائيلي – الذي – أصله قرد – و عند عرفات ثمن الوزير أغلى من ثمن الأمين العام للجبهة الشعبية الذي – أصله انسان – فهل أصبح واضحاً للناس و للرعية ما هي مهمة و وظيفة – الفراعنة الصغار أكابر مجرميها – غير تصفية و قتل أبناء الأمة الإسلامية – إذا لم يقدروا على غلق أفواههم أو تلقينهم الكلام الذي يريدونه منهم – و أقل اجرامهم اصدار الأحكام عليهم بالسجن لجعلهم مجرمين و إبعادهم عن النضال و الكفاح الفكري و حتى إذا كان هذا النضال على أساس علماني و لكنه أصبح  يشكل عليهم خطراً نتيجة المعارضة والإختلاف بالرأي – وهذا أشد ما يخافه عرفات و من هو في خلفه .

                   و بتاريبخ 25 / 4 / 2002 حصل الاجتماع الذي كان مرتقبًا – بين -  ولي  العهد السعودي عبد الله و بين الرئيس الأمريكي بوش في تكساس لدراسة السبل و الأساليب لانهاء العنف في الشرق الأوسط           و ضمان أمان إسرائيل – و عند انتهاء الاجتماع أعلن بوش عن ارتياحه و طلب من إسرائيل استكمال انسحابها من المدن المحتلة و أشاد بمشروع السلام الذي وضعه الأمير السعودي و تبنته الجامعة العربية – و قد صرح الأمير السعودي ( إنّ السعودية لا تفكر باستخدام النفط سلاح لتغيير سياسة أمريكا – و أُأَكد مشروعي و تعهدي الذي كان  بثمانية نقاط مثبتة  في  وثيقة قدمتها إلى الرئيس ) .

                   و قد قاطع – أهل جنين – المساعدات الأمريكية المرسلة إليهم  بسبب موقف أمريكا المساند لإسرائيل – و للمرة الثانية تدخل القوات الإسرائيلية اليوم 26 / 4 / 2002 مدينة قلقيلية في قطاع غزة و قامت بقتل أحد قادة الجبهة الشعبية و تقوم بالتفتيش و ادخال الفزع و الذعر في نفوس ساكنيها بالاعتقال و القتل        و الجرح و اخراج الشباب و الرجال من بيوتهم – عراة – إلى الشوارع .

                   و قد تمكن – إثنان – من الفلسطينيين من قتل خمسة مستوطنين يهود و جرح أربعة عشر آخرين في مستوطنة – أدورة – بالقرب من مدينة الخليل و تمكن الاثنان من الفرار و لكن – فصائل منظمة التحرير – قد تناقضت مع بعضها كل فصيل يدعي أنه هو الذي قام بهذه العملية – و إنّ هذه العملية و عملية قتل وزير السياحة الإسرائيلي و كافة التفجيرات التي حصلت في العمق الإسرائيلي لا يمكن أنْ يكون – التخطيط لها من قبل – منظمة أو حزب أو حركة و فصائل لأنها تحتاج إلى – تقنية دقيقة وخبرة دولية – و إلى معلومات ذات دراية استخباراتية و تفجيرية على مستوى دولي و ذهنية متدربة و خبرة اختصاصية في مثل هذه الأعمال – و إنّ دليلنا على ذلك هو ما حصل في بداية الانقلاب على شاه إيران – حيث قد تم تفجير مؤسسات لتصفية القادة المخلصين الذين قاموا بعملية الانقلاب لإنهاء – نظام ملكي عريق – و لعدم إمكان الدولة العلمانية التي كانت وراء الانقلاب – أمريكا – من ترويض القادة المخلصين لقبول العلمانية فلم يبق أمامها غير عمليات التفجير لتصفيتهم و لم تقدر عقول المخلصين على أخذ الحيطة و الحذر منها رغم إنهم قد اشتركوا في عمل الانقلاب الجبار – و فعلاً فإنّ التفجيرات قد توقفت بمجرد توقف الآخرين عن الإدعاء بالإسلام الأصولي و ترويض آخرين مثل الهجوم الذي حصل على رف سنجاني في بيته و نجى منه والتفجير الصغير على خامنئي و إصابة يده ونجى منه و كذلك  توقف الصراع الدولي شيء ما على المصالح في إيران .

                   و حتى إسرائيل عندما تقوم بأعمالها اليوم كدولة و تحتل المدن و القرى و المخيمات و تدمر ما يحلوا لها و ترجع و تكرر الاجتياح مرات و مرات و تلتقط القادة و النشطاء بمروحياتها في الشوارع و البيوت – فإنّ  أعمالها هذه هي  ليست بمستوى دولتها و رعاياها – المغلولين الجبناء – و إنما لابد من وجود – تعاون دولي و عملاء و خبرات على درجة عالية من التقنية الدولية – لأنّ مستوى إسرائيل لا يتعدى أكثر من أنها بالكاد – قادرة على أنْ توقد ناراً – و إنّ الأمة الإسلامية قادرة على إطفاء النار أو النيران بهواء بسيط يطلقه المسلمون من أفواههم أو ببصقة لعاب يقذفونها باتجاهها لولا- إنّ الأمة الإسلامية مجزأة و مقطعة بكيانات عديدة و مقيدة من قبل حكام ومسؤولين مرتزقة و أصبحوا – أكابر مجرميها نصبهم أعداء الأمة المظلومة و المرحومة لأنها فقدت – حكم الشورى الذي هو – واليّها و كفيل حياتها و عزتها و سعادتها .

                   و بتاريخ اليوم 28 / 4 / 2002 أعلنت أمريكا (  إنّ القنصل الأمريكي و القنصل البريطاني قد اجتمعا سوية مع عرفات في مقره و حصل الاتفاق على أنْ تصل غداً أو بعد غد – لجنة – من مسؤولي الدولتين ليقوموا بنقل – قتلة – وزير السياحة الإسرائيلي من مقر عرفات في رام الله و الذين يقضون مدة حكم سجنهم الذي أصدرته عليهم محكمة السلطة الفلسطينية إلى سجن في مدينة – أريحة – بحماية و حراسة تلك اللجنة ) – وفعلاً و بتاريخ 1 / 5 / 2002 وصلت اللجنة مع – ثمان مصفحات – من سفارتي الدولتين و قامت بنقلهم من رام الله إلى مدينة أريحة وحسب الاتفاق – و هذا هو ما قلناه و هو – إنّ التفجيرات و منها عملية قتل وزير السياحة و أي مسؤول من الطرفين و حتى الاجتياح و احتلال المدن و إنزال الكوارث كلها – عمليات مخطط لها وبتقنية دولية عالية و بتوازن أو بالإخلال به – و كذلك وجود – أريحة – و رام الله – وتل أبيب – والقدس – خطوط حمراء يُخطط لها من السفارات الكبيرة الموجودة في – أريحة -  و ليس عملية حزب أو حركة و منظمة وفصائل و لا دولة إسرائيل التي لا تتمكن على منع عرفات من محاكمتهم الصوري – و لا تتمكن من إختراق – المقر في رام الله -  و لا -  السجن في أريحة – للقبض على القتلة و إنهاءهم مثلما عملت و ستعمل مع القادة     و النشطاء السياسيين أو القتلة الذين لا يدخلون في دائرة الخطوط الحمراء أو الذين دخلوا فيها و خرجوا وفق مصالح تلك السفارات – و لا يستغرب إذا قلنا إنّ السفارات هي التي تقوم بتوصيل القائمين بالتفجير أو أي عملية يراد تنفيذها إلى أي مقر أو مركز حتى إذا كان محصن بأي جدار أو جهاز أو كان في العاصمة تل أبيب – و إنّ السفارات هي التي تقرر مصير الكوارث و حتى مصير إسرائيل التي أوجدتها مركز خباثة وغدر لتحويل الوحدة الإسلامية إلى دمار ومن ثم إلى العلمانية الصليبية .

                    المهم هو إنّ قتلة وزير السياحة الإسرائيلي قد أصبحوا بحماية – الدولتين التي أسست إسرائيل – بريطانيا بوعد بلفور 1917 و أمريكا بقرار مجلس الأمن رقم ( 181 ) لسنة 1947 و يقومون بحمايتها          و رعايتها – وعلى أثر تنفيذ الاتفاق – فقد خطب عرفات خطابا موجه إلى الفلسطينيين ( حيا – صمود و صبر شعب  الجبارين و الجبارين ) بالرغم من أنّ الشعب الفلسطيني يُتيم ويُحرم من القادة و النشطاء الذين يملكون الحيوية و الحياء و الصحوة مهما كان نوع و مستواهم الفكري من الصحة أو الخطأ أو الإستغفال – وبعد استقرار القتلة في سجنهم في أريحة و تخفيف الحصار عن عرفات فقد صرح ( إنّ معركة – جنين – هي مثل معركة – ستالين كراد ) و دائماً نكرر – إنّ المثل يقول – إذا كنت لا تستحي فقل ما تشاء – لأنّ معركة – ستالين كراد – حصلت في حرب عالمية و بين جيوش دولتين كل منهما تملك أفظع و أحدث الأسلحة – المانيا و روسيا – فماذا يملك الشعب الفلسطيني من الأسلحة للدفاع عن نفسه و حقوقه غير – الحجارة الكاذبة – التي سلحه بها عرفات و حكام العرب – الحجر الكاذب الذي أُجبر على استعماله مع إسرائيل { و لقد كذّبَ أصحاب الحجر المرسلين } ( الحجر 81 ) في حين إنّ – جنين المنكوبة و المظلومة – تحملت كارثة الذبح و الجزر و الدمار-    و حتى الجزار عندما يذبح الشاة يعطيها – الماء – أو يفسح المجال حتى لا يدخل الرعب إليها – و لكن الذي وقع في – جنين – هو الغدر و الغل و الرعب و تدمير و تهديم البيوت و الأبنية على رؤوس الأحياء المظلومين الذين لا ذنب لهم سوى قولهم – ربنا الله – و حتى قد قطع – الطعام و الماء – عنهم – و في – ستالين كراد – انتصر المعتدى عليه و اندحر المعتدي – وفي – جنين – انتصر المعتدي – و أما المعتدى عليهم فهم في القبور الجماعية تحت أنقاض الأبنية المهدمة و أما قائدهم فقد فكت القيود عنه – و وقف مع الحكام العرب يتفرجون على الذبيحة وهي ترفس و يختلقون الأعذار لغسل عارهم .

                    و بعد أنْ – اُعلن و لم ينفذ – قرار إطلاق سراح – عرفات – بتعهد – فإنّ عليه – القضاء – على ما يسمى – الإرهاب – و وقف العنف -وهي -  الفرصة – التي أضاعها و خيب أمل الرئيس الأمريكي بوش حسب تصريحه ( فهناك فرصة أخرى إلى عرفات لإعادة الثقة به و بإمكانه بعد إخلاء سبيله و التنقل داخليا و خارجيا للقيام بهذه المهمة ) و جواباً على تصريح بوش فقد صرح عرفات ( إنّ شارون رئيس وزراء إسرائيل هو الرجل المفاوض من أجل السلام ) هل يعقل صدور هذا التصريح بحق شارون الذي شرب دماء المسلمين و لا زال لم يمسح فمه من أثر الدماء المظلومة { بئس الشرابُ و ساءَتْ مُرتفقا } ( الكهف 29 ) و بئس رفقاء التفاوض . 

 

                ( لقد قلنا و لا نزال نقول بوجود علاقة مصيرية -  بين فلسطين الشام و العراق من يوم معركة كربلاء  و حتى اليوم الذي يفهم فيه أهل فلسطين و أهل العراق القضية العقائدية الإسلامية التي أراد تفهيمها لهم عضو العترة الصحابي الحسين و هي وجوب  القضاء على السلطان الجائر المتسلط على الدولة الإسلامية الواحدة و لكنّ أهل فلسطين و أهل العراق قتلوه    و حالوا دون تحقيق هدف قضيته العقائدية – و لكن اليوم أصبحنا بدون دولة إسلامية 000 ) .

 

                   و بنفس تاريخ 28 / 4 / 2002 صرح وزير خارجية السعودية سعود الفيصل ( إنّ العراق وافق على استقبال المفتشين الدوليين عن أسلحة الدمار الشامل ) و إنّ أمريكا صرحت ( بأنها تعد العدة لضرب العراق في بداية السنة القادمة ) و وصل وزير خارجية العراق إلى روسيا و بعد اجتماعه مع وزير خارجيتها فقد صرح الوزيران ( إنّ على الجميع تنفيذ قرارات الأمم المتحدة ) فلننظر إلى تفاهة هذا التصريح – ولكن وزير خارجية العراق قد صرح منفرداً كذلك ( وفي نهاية المطاف سوف يؤدي الأمر إلى رفع الحصار عن العراق ) و هذا تصريح أتفه من سابقه – و بعد موسكو سافر وزير خارجية العراق إلى نيويورك – و اجتمع مع – عنان – الأمين العام للأمم المتحدة بعدد من الجلسات و صرح بعدها وزير خارجية العراق عن (  ارتياحه لهذه المفاوضات و إنها إيجابية و سوف يكون هناك موعد مستقبلي لإكمال المفاوضات – وإن -  عنان – سوف يعلن بيان مقتضب أمام مجلس الأمن ) – و إنّ ملك الأردن صرح في لندن و هو في طريقه إلى أمريكا للاجتماع مع رئيسها بوش قائلاً (إنّ أي ضربة للعراق سوف تكون كارثة و عمل مأساوي يهدد كل دول المنطقة ) ولعل معلومات هذا التصريح قد زودته به بريطانيا لأنّ تصريحه ينم على الخطورة و الجدية – و قد صرح عنان ( لقد حصل بعض التقدم مع العراق و سيحصل اجتماع بعد شهر و إنّ العراق قد تعهد بإعادة الأرشيف إلى الكويت و قد ناقشنا موضوع تغيير الوضع و نظام بغداد من قبل أمريكا ) و العراق أصبح يتقبل التفاوض على مصير حكمه بعد شتمه – زايد – أمير الإمارات عند طرحه هذه الفكرة .  

 

                   لقد أصرت إسرائيل على عدم استقبال ( لجنة تقصي الحقائق ) و رفضت قرار مجلس الأمن المتعلق بكارثة -  جنين -  وهذا ما قلناه وهو – إنّ الذي يخطط في فلسطين هم السفراء القابعون في أريحة – وليس إسرائيل و لا السلطة الفلسطينية – لذلك فقد صرح – عنان – ( سوف أقوم بإصدار الأمر بحل لجنة تقصي الحقائق للأمم المتحدة ) وفعلاً قد أصدر أمره بحل اللجنة و أيدت أمريكا – عمل عنان – رغم إنّ قرار مجلس الأمن ( 1405 ) بتقصي الحقائق قد صدر بناءأ على طلب أمريكا نفسها – وهذا يدل ثبوت الكارثة و غياب الديمقراطية و المصداقية الدولية و إنّ الهيئات الدولية وقراراتها صناعة علمانية و استعمارية – و بنفس الوقت أصدر الكونغرس الأمريكي ( إنّ عرفات غير صالح للسلطة الفلسطينية و يجب إصلاح السلطة و إنّ أمريكا سوف تدعم إسرائيل بالمال و السلاح – وإنّ ما قامت به في – كارثة جنين – هو الدفاع عن النفس ) – و قد اجتمعت اللجنة الرباعية – لجنة القوى المؤثرة في السياسة العالمية ( وزراء خارجية أمريكا و روسيا و خارجية الاتحاد الأوربي و الأمين العام عنان ) في واشنطن – وهو اجتماعها الثاني و كان الاجتماع الأول في مدريد – وقررت في اجتماعها الثاني ( ضرورة عقد المؤتمر الدولي لدراسة قضية الشرق الأوسط تأييداً للاقتراح الإسرائيلي )  و من المواضيع التي درستها اللجنة ( وجوب وجود سلطة فلسطينية بالمستوى المطلوب محلياً و دوليا ) و بهذه الأثناء فقد صرح شارون رئيس وزراء إسرائيل و هو يتهيأ للسفر إلى واشنطن للاجتماع مع الرئيس الأمريكي قائلاً (بأنه يوافق على قيام دولة فلسطينية مستقلة و سلطة صادقة ) .

                   و بتاريخ اليوم  2 / 5 / 2002  دخلت الدبابات الإسرائيلية للمرة الثالثة مدينة قلقيلية و القرى التي تحيطها – و مدينة – رفح – و قامت بالقتل و الجرح و الاعتقال خاصة النشطاء – و للمرة الرابعة دخلت القوات الإسرائيلية مدينة – طول كرم – و احتلتها وسط نيران كثيفة جواً و أرضًا- و كذلك توغلت الدبابات مجددا في مدينة – الخليل و قراها – دير البلح و رفح – و منعت التجول و فتشت و اعتقلت حوالي مائة و خمسين من النشطاء و مثل ذلك حصل مجددا في مدينة – نابلس – و خسرت إسرائيل فيها ضابط و جرح آخر ،

                    وقد صرح وزير الدفاع الإسرائيلي – يعازر – ( إنّ العمليات العسكرية قد أنجزت جميع – مهماتها و أهدافها – و أصبحت قريبة من الانتهاء فيكون من الضروري – الدخول في مفاوضات سلمية مع الفلسطينيين – بعد إطلاق سراح عرفات من حصاره – محمياً و معافى – و بذلك فيكون العمل العسكرى بعد الآن غير فعال      و ليس حل و غير منتج ) تصريحات كاذبة و ملعونة الغرض منها الاستهزاء بعرفات المحاصر لحمايته .

                   و قد توقفت – المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية – إلى – أجل غير مسمى – بشأن حصار كنيسة – المهد – و انتقل موضوعها إلى – المستوى – و الوجه الحقيقي و الجدي لحلها – لجنة تضم أمريكا و بريطانيا و مبعوث بابا الفاتيكان و ممثلين لإسرائيل و فلسطين – و أساس موضوع هذه القضية ليس – بقاء الحصار او رفعه عن الكنيسة – و إنما الأساس هو ما متفق عليه من قبل جميع الأطراف المؤثرة في المفاوضات و هو (كيفية تصفية الرجال و الشباب و النشطاء – إما بغسل أدمغتهم إذا كانت قريبة من الفكر الإسلامي – وإما بإنهاء حياتهم بالقتل أو السجن أو التهجير ) – خاصة و إنّ عدد المحاصرين في الكنيسة يزيد على  مائتي نشط قد – أخذتهم – الغفلة أو النفعية فابتعدوا عن – العمل الإسلامي و الحكم الشرعي الصحيح – ورمتهم في هذه – الكنيسة - وهذا ما سنراه – و إن الجيش الإسرائيلي بين حينٍ و آخر يقوم بقتل شخ أو أكثر في داخل الكنيسة بواسطة القناصة المتواجدين فوق السطوح العالية المطلة عليها  – و كذلك يقوم الجيش بإطلاق سراح من يعلن تراجعه و ندمه بعد خروجه من الكنيسة – و قد اقترح أحد مسؤولي الاتحاد الأوربي حلاً و هو ( دخول الكنيسة    و تنظيم قائمة بأسماء المحاصرين و تقديمها إلى إسرائيل و إخراج أربعة نشطاء لسجنهم دولياً و من ثم يرفع الحصار عن الكنيسة ) و لم يُعلن كيف عرف الاتحاد الأوربي و إسرائيل بهؤلاء الأربعة  و قبل تنظيم القائمة .

                   و بتاريخ اليوم 4 / 5 / 2002 توغلت الدبابات الإسرائيلية مجددا في – طول كرم – بغارة فقتلت فيها بعض النشطاء – وعلى أثر أول اجتماع للسلطة الفلسطينية لدراسة مواضيع مهمة و أبرزها موضوع – وضع السلطة – حيث صرح الناطق باسم السلطة – إنّ الوقت قد حان لتصحيح وضع السلطة لجعلها سلطة تتصف بالشفافية – و في هذا الاجتماع قدم – نبيل عمر وزير الشؤون البرلمانية – استقالته بعد تقديم مقترحاته -  منها – إجراء تغيير وزاري داخل السلطة – و لم تلق قبولاً لدى عرفات – و صرحت صحيفة إسرائيلية ( إنّ عرفات سيتحول إلى رئيس فخري و تنتقل السلطة موقتاً إلى محمد دحلان رئيس الجهاز الأمني و إنّ أمريكا تريد سلطة ديمقراطية قبل أنْ تقوم بدفع مساعداتها المالية إلى فلسطين  )  .

                   و بتاريخ اليوم 5 / 5 / 2002 و تحت غطاء جوي كثيف توغلت القوات الإسرائيلية براً إلى مخيم يقع في شمال رام الله – و إلى نابلس و الخليل و طول كرم -و إلى رفح و قلقيلية و كافة مدن و قرى قطاع غزة – فهي تدخل و تتوغل للقتل و الجرح  و القاء القبض  و هدم البيوت و الأبنية و تخريب الشوارع و من ثم تخرج – و بعده – تعاود الاحتلال بصورة مباغتة للإقتناص .

 

   ( الكوارث متكررة و رتيبة و الكشف السياسي يجب أنْ يكون صادقاً) 

 

                     و هكذا أصبح هذا الوضع أمراً رتيباً في الكر و الفر  لقوات الاحتلال في إبادة العباد و دمار البلاد  – سواء أطلق سراح عرفات أم بقيّ محاصراً و لا يوجد ما يدعو – لتكرار تثبيتنا لمثل هذه المآسي من الكوارث – و سوف يقتصر بحثنا على تثبيت الأفظع و تثبيت الحلول و القرارات المصيرية المتعلقة بالمخطط الكافر العلماني الصليبي اليهودي و أساليبه الخبيثة – التي نريد كشفها سياسياً و تقريبه من أذهان الناس بهذه القضية و أي قضية أخرى لها علاقة بالعالم الإسلامي و تهمه – المهم هنا هو – إنّ إسرائيل تحكمها مؤسسات مدنية وفكرية   و لو شكلياً – و لكن فلسطين و أي كيان أو جزء من العالم الإسلامي يحكمه طاغية و طغاة و أجهزة قمع لا يعلمها إلا الله جلت قدرته و العلمانيون الصليبيون و اليهود – و لا نكون مغالين – إذا قلنا – حتى الطغاة – أحياناً – لا يعلمون و لا يفهمون كيف تعمل هذه الأجهزة القمعية و الإعلامية و ما هي الأساليب التي تنفذ في كياناتهم – وليس عليهم سوى إصدار الأوامر للتنفيذ – و إنّ الأتعس هو وجود شركات و مؤسسات علمانية للحماية و الأمن الدولية تعمل داخل هذه الكيانات بلافتات إنسانية أو تجارية أو إعمارية أو أسماء و مهن أخرى – و الأكثر سفالة هو وجود صراع الأقطاب الدولية  داخل هذه الكيانات و أجهزتها و الأمة الإسلامية هي الضحية في هذا الصراع وعلى حسابها .

 

                   ومن الأعمال و القرارات المصيرية و صراع الأقطاب الدولية هو (  الاجتماع الثاني للسلطة الفلسطينية لدراسة إصلاح وضع السلطة بعد رفع الحصار عن السلطة – وجزئي عن عرفات – لجعلها سلطة تتصف بالشفافية و تساير الواقع الجديد و متطلباته – و الطلب من المواطنين الالتزام بما سيصدر إليهم )  - ومن آثار هذا الاجتماع – فقد قام جهاز الأمن الوقائي باعتقال الكثير من النشطاء لمختلف الفصائل التابع للمنظمة خاصة – الحركة الشعبية – التي لا زال رئيسها – أحمد سعيدات – موقوفاً و قضيته على طاولة البحث              و المساومات – و قد وصل وزير خارجية مصر مع مستشار رئيس جمهوريتها إلى رام الله و اجتمعا مع عرفات لدراسة المؤتمر المنتظر بشأن الشرق الأوسط – و صرح الوزير المصري ( إنّ مصر مستعدة لاستقبال الذين سيُهجرون من المعتصمين في – كنيسة المهد – و على عرفات الاختيار بين الانتفاضة و السلام ) – و أخذت تصدر بعض التصريحات الأمريكية منها ( إنّ عرفات غير مؤهل لرئاسة الدولة الفلسطينية التي ستقام ) و منها (إنّ أمريكا لا تتدخل و لا تفرض أي شخص على الشعب الفلسطيني حتى إذا اختار الشعب عرفات ) . 

             ( تغيير اسم إذاعة - صوت أمريكا – إلى – سوا – العالم الآن ) 

                   و إنّ أمريكا قد أحدثت تغييرا في ( إذاعتها – صوت أمريكا ) فأصبح ( راديو  سوا – وإرساله لمدة أربع و عشرين ساعة – و من لافتاتها التي تتكرر إذاعتها – راديو سوا ينقل إليك الخبر لتكتمل عندك الصورة – أغاني غربية و شرقية – ليل و نهار – ونشرة أخبار كل نصف ساعة )  و كذلك قد حسنت بريطانيا إذاعتها من (هيئة الإذاعة البريطانية و بأوقات محددة ) إلى ( إذاعة لندن  بي بي سي  لمدة أربع و عشرين ساعة و نشرة أخبار كل ساعة ) –  و عادة لا تغير الدول الاستعمارية هذه الأسماء إلا إذا كان هناك مخطط جديد -  و أعلن عرفات ( إنه يريد الاجتماع مع ولي العهد السعودي عبد الله في أول خروج له من فلسطين تسمح به إسرائيل  .

 

                   و في 5 / 5 / 2002 قد انتخبت فرنسا – شيرااك – رئيساً لجمهوريتها – دعماً للعلمانية الصليبية – و خسر أمامه منافسه – لوبين – الذي يريد تغذية العلمانية بالتعصب الديني الصليبي – و كذلك انتهى – جسبان – الإشتراكي الصليبي اليهودي الحاقد على الإسلام و الذي تعرفه الجماهير الفلسطينية من تصريحاته في – جامعة بير زيت – و قبلات عرفات له و إعتذاره منه – و قد عين شيراك – جان وافران – وزير تجارة سابق رئيسً للوزراء خلفاً إلى – جسبان – و كل الطرق تؤدي إلى (  روما – إسرائيل ) – و حصلت مظاهرات ضخمة في – لندن – تأييداً لإسرائيل – و قبلها جرت مظاهرات تأييداً لفلسطين .

 

                   قبل أسبوعين من ( اجتماع اليوم 7/5 / 2002 بين بوش و شارون في واشنطن ) كان الرئيس الأمريكي قد استدعى رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى واشنطن للاجتماع به على هذا التاريخ و قد حصل اليوم فعلآ – و لكن طيلة أيام الأسبوعين التي مرت و الأبواق الإذاعية تعلن عن هذا الاجتماع و تكرر أهميته – و في هذا اليوم أخذت الإذاعة الأمريكية الجديدة – سوا – و باستمرار تعلن عن هذا الاجتماع وقد استعملت أسلوب غريب    و هو الإعلان عن قرب حصول الاجتماع بالساعات – بعد ثلاث ساعات أو ساعتين أو ساعة و هكذا إلى أنْ وصلت نقطة الصفر – رغم التأجيلات التي حصلت بالوقت الضائع – و لكن ليس بالصدفة وجود ملك الأردن عبد الله الثاني و كذلك وجود وزير خارجية السعودية اليوم في – واشنطن – و هل كان وجودهم بناء على – إستدعاء أو  أوامر – من الرئيس الأمريكي كذلك – و المهم هو إنّ – قبل يوم واحد – من الاجتماع الموعود – حصل اجتماع وزير الخارجية الأمريكي و كذلك ساسة أمريكان آخرين مع كل من هؤلاء – الثلاثة – و قد سَبَبَ الأمريكان هذه الاجتماعات التمهيدية هو للتحضير و لإحداث توازن و تنسيق عند اجتماع كل منهم مع الرئيس الأمريكي – و قد صرح شارون ( أنا سعيد بأنْ يقوم زعيم عربي – السعودي – بتقديم رؤية للسلام ) – و لكن أثناء الاجتماع (بوش – وشارون ) فقد وصلهم خبر حصول – انفجار – في بناية من أربع طوابق في – ناتانيا – قرب تل أبيب عاصمة إسرائيل و أدى إلى تهديم طابق يحتوي – نادي للقمار – ذهب ضحيته عشرات القتلى        و الجرحى الإسرائيليين – فقدم بوش تعازيه إلى شارون في الاجتماعو لولا التأجيلات التي حصلت على موعد الاجتماع لأصبح وقت الإنفجار بعد إنتهاء الاجتماع  - و لكن وقوعه أثناء الاجتماع و أثناء وجود بعض الساسة العرب في واشنطن كان – بتقنية – لإحداث تأثير في النفوس و في المباحثات لتأخذ الاتجاه الذي يريده القطب الواحد – و قد صرح عرفات ( إنّ السلطة الفلسطينية تندد و تستنكر عملية الانفجار و قد تَوَعَدَ بإنزال العقوبات بحق مرتكبيها ) و لم يتوعد مرتكبي  كارثة جنين و عشرات الكوارث في المدن الأخرى – و قد ثمن – بوش – تصريح عرفات ووصفه – بالإيجابية – و أضاف ( إنّ على إسرائيل أنْ تتوخى الحذر إذا فكرت بالرد على هذا الانفجار و عليها أنْ لا تبتعد عن السلام ) و قد قطع – شارون – زيارته لواشنطن و رجع إلى إسرائيل دون الذهاب إلى نيويورك حسبما كان مقررا سابقا .

                   و هنا لدينا تعليق و هو ( إنّ جميع الأعمال المادية – الحربية – التي حصلت من قبل إسرائيل رغم إنها تقوم بها كدولة – و لكنها ذنب و تابع – وليس متبوع و إنّ أعمالها ليست ذاتية – و أما الأعمال التي تحصل من قبل منظمة التحرير و فصائلها هي كذلك ليست أعمال ذاتية – لأنها من نوع دولي أفرزها الصراع الدولي       و المرتبة بقدرات و تقنية عالية أعلى من واقع و حقيقة تلك المنظمة و الفصائل )  - فمن هو الذي يحمي إسرائيل كدولة و من الذي يغطي عليها دوليا و عالميا – خاصة عندما قامت بالكارثة و الكوارث في جنين          و المدن الأخرى – و من الذي مكنها من رفض تنفيذ قرارات مجلس الأمن و الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة – وهي قرارات و منظمات دولية يحكمها قانون دولي – حسب الإدعاء – وإسرائيل جزء من هذا الإدعاء فمن الذي يمكنها من التمرد و الخروج من هذا الإدعاء القانوني الدولي – فهل هذا غير كافي على إثبات كذب الإدعاء و فساده و القصد منه هو أنْ تعيش الدول العلمانية على حساب قتل و إبادة كل من لا يؤمن بهذا الفكر الكافر       و الفاسد – و من الذي قيد فرسان العروبة و حكام الكيانات العربية و منعهم من صد الكارثة و إيقاف إسرائيل من الإسفاف و السفالة على الأقل و ليس الهجوم عليها لإنهاء وجودها – خاصة و إنّ جيوشهم تمتد من عواصم دولهم إلى عاصمة إسرائيل و القدس – و كذلك من الذي حمى قتلة وزير السياحة الإسرائيلي من انتقامها خاصة و إنّ البطل و الفارس عرفات الفلسطيني مربوط و مقيد بالحصار في رام الله – ومن الذي قام بنقل القتلة و بأمان إلى سجن أريحة المحمي دولياً – و الخلاصة فإنّ جميع الاجتماعات و من ضمنها الاجتماع الموعود – بوش       و شارون – قد أسفرت و كشفت المخطط العلماني و أساليبه المستقبلية السافل و الخبيث و أساسه ( جر إذن عرفات و لكن  عدم التفريط  به لأنه صناعة خمسين سنة علمانية و صليبية و يهودية – إلاّ إذا  وُجدَ البديل الذي يكون اكثر قدرة على تحقيق السلام لإسرائيل – و بأسلوب جديد يُمكنهم من وضع مصالحهم في خزائنهم و يكون عرفات قد خرف – وبنفس الوقت إفهام إسرائيل – بأنّ الموقف الدولي الآن قد أصبح مهيأ للسلام و عليها الحذر من العنف – خاصة و إنّ القضية العراقية – قد وصلت مراحلها الأخيرة ) .

                   و بمجرد وصول شارون إلى إسرائيل فقد اجتمع مجلس الوزراء المصغر و قرر الإنتقام و الرد على – تفجير ناتانيا تل أبيب – فقامت مئات الدبابات و المصفحات و الناقلات و الجرافات و بغطاء جوي – بتطويق – قطاع غزة – من الشمال و الشرق و الجنوب و البحر من الغرب – و دُعيَ إحتياط الجيش الإسرائيلي – و لكن صيحات المسؤولين – بوجوب تنفيذ السلام – أخذت تدوي في الإذاعات  والقنوات المرئية – بوش        و بلير و السعودية و مصر و روسيا و الاتحاد الأوربي – و قام الرئيس المصري بإرسال رسالتين خلال ساعات إلى بوش و شارون – و كذلك قيام عرفات بالتنديد بالانفجار و اعتقال الناشطين في قطاع غزة – بالإضافة إلى ما سبقه من اعتقالات في الضفة الغربية  - فقد اضطرت إسرائيل بإصدار قرارها مساء اليوم  10 / 5 / 2002 – بتأجيل الضربة و تأجيل اجتياح قطاع غزة – رغم حصول انفجار آخر جديد في – بير سبع – الإسرائيلية – ويظهر – إنّ شارون قد فهم ما يجب أنْ يفهمه – و هذا ما قلناه – إنّ الأمر ليس أمره و إنما هو أمر الأقطاب الكبار .

                   و صباح 10 / 5 / 2002 كانت قد غادرت طائرة عسكرية بريطانية – قبرص – و توجهت إلى فلسطين – و كذلك وصلت إلى الساحة المقابلة لأبواب – كنيسة المهد – في – بيت لحم – سيارات دبلوماسية ومصفحات أمريكية و بريطانية – فأُعلن الاتفاق -  و قامت السيارات والمصفحات – صباحا – بنقل ثلاثة عشر فلسطيني من الكنيسة إلى مطار  - بن غوريون – الإسرائيلي بحراسة و حماية مشددة إلى الطائرة البريطانية التي قامت بنقلهم إلى – قبرص – و كذلك قامت نفس السيارات و بنفس الحراسة و الحماية المكثفة بنقل ستة وعشرين نشط فلسطيني إلى – قطاع غزة – و أما – بقية المحاصرين – في الكنيسة و هم أكثر من مائة فلسطيني فقد أُخلي سبيلهم إلى مساكنهم في كافة أنحاء فلسطين – و انتهى حصار كنيسة المهد – دولياً – و الذي استمر لمدة ثمانية و ثلاثين يوماً – و أما مصير هذه المجموعات الموزعة فهو رهن توجهات و مخطط كل طرف من أطراف الاتفاق خاصة إسرائيل الحاقدة التي غُلت أيديها و لُعنت  .

                   و إنّ ولي العهد السعودي – عبد الله – و هو مرشح لأنْ يكون طاغية – و صاحب مشروع السلام مع إسرائيل – قد نظم في – مقره – في – دولة المغرب – اجتماع بين سفيري العراق و الكويت – و قد صرح الأمير السعودي ( إنّ السعودية تعارض ضرب العراق مثلما أمريكا لا تضرب جارتها كوبا -  و هناك خبر و هو (إنّ العراق يحشد قواته على جبهته الشمالية – السليمانية  و أربيل ) – و هناك اتصالات و اجتماعات بين ساسة أمريكان و معارضة عراقية في المانيا – خاصة الطلباني و البرزاني – و قد صدر قرار مجلس الأمن رقم           (1409) بالإجماع يتعديل نظام العقوبات المفروض على العراق بعد غزوه الكويت و إخراجه منها دولياً و جعلها باسم ( العقوبات الذكية ) كما أرادتها و خططت لها أمريكاو يجب على القاريء الكريم عدم الاستغراب و نحن نسير في طريق كشف – مخطط القضية الفلسطينية – و لكننا بنفس الوقت نتعرض – بالقضية العراقية -  و ذلك لأنّ الكافر العلماني الصليبي هو الذي – خطط لهاتين القضيتين – لتسير في طريقين متوازيين – و جعل النهاية متلازمة لهما – بالإضافة إلى أنّ أمريكا تسلك طريق جعل الوضع في العراق لصالحها بغير طريق - الانقلاب – الذي سلكته في تغيير الوضع في – مصر عهد الملك فاروق البريطاني – لصالحها – بالنظر للاختلاف الحاصل في الموقف الدولي و في السياسة العالمية و لتعقد الوضع في العراق .

                    ومن ثم ترك ولي العهد السعودي – مقره في المغرب – و وصل – القاهرة – و نظم اجتماع قمة بينه و الرئيس المصري و الرئيس السوري – بتاريخ 11/ 5 / 2002 في – شرم الشيخ – المصرية – و صرح الأمير عبد الله قبل الاجتماع ( إنني مستعد لإيجاد علاقات دبلوماسية مع إسرائيل إذا هي انسحبت إلى ما قبل سنة 1967 ) – و قلنا نحن سابقاً ( إنّ الأرض المحتلة – هي قطعة الأرض الصغيرة التي كان – هرزل – الصهيوني  قد طلبها من السلطان عبد الحميد الثاني – هي اليوم يطالب بها جميع حكام الدول العربية المجاورة لإسرائيل وحكام أجزاء جوار الجوار إلى عمق الكرة الأرضية من العالم الإسلامي المجزأ – و سبحان مغير الأحوال ) – وكذلك هناك خبر و هو حصول اجتماع دبلوماسي – أمريكي إيراني – خارج إيران حول موضوع ( حصول تسوية بين أذربيجان و أرمينية ) بشأن الحدود المتنازع عليها و التي تهم محافظة أذربيجان الإيرانية – و لكن إيران كذبت الخبر و قالت ( لا مانع لدينا من إجراء المفاوضات و الحوار مع أي جهة على أساس الثقة و الاحترام المتبادل ) – و قد خطب شارون قائلاً ( إنّ إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه تدخل إيران في لبنان ) و صرح وزير خارجية الأردن ( إنّ انتهاء حصار كنيسة المهد لا يتطلب حلول مؤقتة و إنما يتطلب حل نهائي و دائمي للسلام ) .

            (  أين واقع المسلمين من التمسك العقائدي محلياً و دولياً  )

 

                   و قد اتصل الرئيس الفرنسي – شيراك – هاتفياً مع – شارون – مستنكراً الحملة العدائية في إسرائيل ضد فرنسا التي تتصاعد حدتها بمرور الأيام بحجة – إنّ فرنسا تعادي السامية – و قد أخبره – إنّ هذه الحملة العدائية سوف لا تمر دون حساب – و بتاريخ 11/5/ 2002 ( و للمرة الأولى منذ سنتين بداية الانتفاضة الفلسطينية – خرجت مظاهرات في شوارع إسرائيل تقدر بمائة ألف متظاهر نظمتها الحركات السياسية مع أنصار السلام و معهم الفنانون بضمنهم أشهر مغنية و التي لا تخرج على المسرح إلا بحراسة مشددة و إنّ المتظاهرين يطالبون إسرائيل الانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة و تفكيك المستوطنات  و هذا سيكون لصالح الصهيونية الإسرائيلية و نصر لها لأنه يؤدي إلى بقائها و يطالبون الانتقال من الحرب إلى المفاوضات لتحقيق السلام )  و هذه إشارة إلى ( إدانة سياسة شارون وحزبه ليكود ) و إلفات نظره -  و من كل ذلك يتضح لنا ( إنّ المظاهرات – وهي – هياج – يأخذ الصفة الشعبية – و لكنها دائما ما تكون – بتوجيه من المخابرات                و الجواسيس وترتيبات و دوافع سرية ) .

                   وقد أسفر اجتماع – قمة شرم الشيخ الثلاثي – عن إعلان – رغبة العرب الصادقة للسلام العادل    و الشامل في إطار الشرعية الدولية ) هذا خلاصة بيان القمة المعلن و أما غير المعلن فالله تعالى أعلم – و قد حصل اجتماع ثاني في اليوم الثاني في – شرم الشيخ – بين ( الأمير السعودي و الرئيس المصري ) لدراسة       ( المصالح العليا للأمة العربية المتمثلة في المشروع السعودي الذي تأيد جماعياً في قمة بيروت ) و قد رحبت السلطة برئاسة عرفات بقرارات القمم المصغرة – الأولى و الثانية – و أيدتها – و صرح شارون ( إنّ القرارات مشجعة لعقد مؤتمر السلام ) – و لكن حزبه – ليكود – اجتمع و قرر ( رفض إقامة الدولة الفلسطينية ) و السبب واضح وهو ( إنّ الحزب ينطلق في صيغة قراراته من العقيدة الصهيونية و هي إنّ دولة إسرائيل هي من النيل إلى الفرات فكيف توجد دولة أخرى غير يهودية و لا صهيونية – و بالنسبة لهم فالنيل كان سبب نجاة النبي موسى عليه السلام  و عاش فيه عندما ألقته فيه أمه -  و أما الفرات فعاش فيه النبي الكفل عليه السلام واليهود معه ) – و قد صرح أحد أعضاء الحزب – ناتنياهو – الذي كان رئيس للوزراء و هو من حزب ليكود و أخلفه شارون قائلا (  إنّ إقامة الدولة الفلسطينية خطر على إسرائيل ) وهذه هي النظرة العقائدية والتي يؤمن بها حتى شارون ولكنه يكذب للاستهلاك بكل أنواعه – إذاً فإنّ جميع الفلسطينيين و حتى الذين – فجروا أنفسهم – للدفاع عن ( السلطة و الدولة الفلسطينية ) هم في ( الحقيقة – ضد العقيدة الإسلامية – و ضد الحكم الشرعي بوجوب – إقامة الدولة الإسلامية الواحدة – الخلافة – في العالمين ) لأنّ ( السلطة و الدولة الفلسطينية – هي ليست البديل – لما فرضه الله و رسوله على المسلمين – لأسباب كثيرة أبرزها إنها دولة و سلطة  علمانية و تؤدي إلى التجزئة و تعدد الكيانات والله و رسوله يوجب – الوحدة – و يحرم التجزئة و التفرقة – أمتكم أمة واحدة          و بالتالي لا تشكل خطر على الإعتداء الإسرائيلي على المسلمين في فلسطين و في كافة أنحاء العالم  ) و لكن      ( الدولة الإسلامية الواحدة – تشكل خطر على كل عدوان في العالم اليهودي و الصليبي العلماني سواء كان على المسلمين أو غير المسلمين ) و قد علقت أمريكا على قرار حزب ليكود ( إنّ أمريكا لا تزال متمسكة بإقامة الدولة الفلسطينية إلى جانب الدولة الإسرائيلية و بغير ذلك لا يتحقق السلام ) طبعاً لأنّ الدولتين – علمانيتان –            و مصالح أمريكا تتقدم أي مصلحة حتى اليهودية الصهيونية و إذا اقتضت مصلحتها إلغاء أي دولة أو الاثنتين معاً فإنها تلغيها و هذه هي النظرة النفعية الرأسمالية الاستعمارية .

 

  ( ياسر عرفات – لا يحب الله و رسوله – لأنه يحب إسرائيل الصهيونية )

                    و في خضم كل هذه (  الأقوال و التصريحات العقائدية  ) فقد صرح عرفات ( إنني  أحب أنْ أرى – دولة إسرائيلية -  إلى جانب – الدولة الفلسطينية – و نحن -  أولاد عم – وإنني سوف أُوقف الأعمال التفجيرية) و هل إنّ – واقع عرفات – اليوم ليس – بواقع يحادد و يحارب الله و رسوله – و يعلنه بصراحة وقباحة و بلا حياء – و هو لا يختلف عن – واقع جيش فلسطين الشام الذي جاء من جوار أولاد العم اليهود والروم إلى كربلاء -  عهد السلطان الجائر -  يزيد -  لقتل أهل بيت رسولنا الحبيب و القضاء على – القضية العقائدية بتغيير السلطان الجائر – وذهب نفس الجيش إلى باب طيبة المدينة المنور لقتل الصحابة و سبي النساء – و إنّ الواقعين هما واقع عقائدي واحد اليوم و أمس لأن العقيدة الإسلامية واحدة و لم تتغير فننتظر التوبة –    و إنّ الذي يقدر أنْ يأتينا بعمل واحد قام به عرفات وحركته و فصائله و كان في صالح فلسطين لقلنا إنهم مخلصون ويخدمون الإسلام و المسلمين  .

 

                   و اليوم 13 / 5 / 2002  قد -  أُعلن دولياً و عالمياً – عن – انتقال عرفات من – مقره رام الله – إلى مدينة – بيت لحم – لحضور -القداس – الذي يقام في – كنيسة المهد – بعد أنْ تم تنظيفها من النشطاء – وهذا – أول انتقال له بطائرة مروحية – و ألغى – زيارته المقررة إلى – جنين الكارثة – و إلغاء زيارة المخيمات – المتهدمة و المظلومة بدفن القادة و النشطاء الجماعي  بحجارة بيوتهم المهدمة على رؤوسهم الآمنة – و قد أُعلن عن سبب الإلغاء و هو ( وجود -  فوضى – و وجود – عويل أهالي الضحايا ) و طبعاً فإنّ الزيارة تتطلب الرقص و الغناء و الحضن لاستقبال الأبطال و إنّ الواقع الموجود هناك اليوم يمنع إجراء كل تلك الفعاليات القبيحة -  و كما قلنا ( إنّ -  الحصار – هو – لحماية عرفات و جماعته – و لكان -  عرفات و جماعته – اليوم هم في القبور – بدل – القادة و النشطاء الجهلة و المغفلين – و الله تعالى قال { و لا تركنوا إلى الذين ظَلَموا فتمسكم النار و ما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تُنصرون } و { و من يتولَّّ الله و رسوله و الذين آمنوا فإنّ حزب الله هم الغالبون } ( هود 114 و المائدة 56 ) و بذلك تكون لهم إحدى الحسنيين ( الشهادة أو النصر ) .

 

                   و قد وصل – كارتر – الرئيس الأمريكي السابق إلى – كوبا – و كان في استقباله الرئيس الكوبي – كاستروا – الذي صرح بعنف و ابتهاج ( إني فرحان اليوم لاستقبال صديق عزيز ) و نعلق و نقول ( لا ندري متى حصلت الصداقة و العزة – هل ولدت اليوم – أم منذ عشرات السنين – يوم كان كارتر رئيساً  لأمريكا و كان السبب في تثبيت كاسترو رئيساً في كوبا – و إنّ المسلمين المظلومين مكبلين في سجون قاعدة -  كوانتنامو – الحربية الأمريكية في كوبا فهل هذه القاعدة و سجونها هي رابطة الصداقة و العزة – تماماً مثل – آلاف المسلمين العقائديين المظلومين المقيدين و المكبلين في المراكز و القواعد النووية في أوزبكستان من قبل المتسلط فيها - إسلام كريموف – و لا ذنب لهم سوى أنهم يحملون الدعوة الإسلامية مع حزب التحرير لإقامة الدولة لإسلامية الواحدة – و لأنهم يقولون – ربنا اللهُ – الذي يقول { أ فنجعلُ المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون أم لكم كتابٌ فيه تدرسون  }  - وقد صرح كارتر ( لقد  حان الوقت لتغيير العلاقات بين الدولتين و أولها رفع العقوبات عن كوبا و التي ستسمح إلى – منظمة – مفوضية حقوق الإنسان و الصليب الأحمر -  من زيارة و دخول كوبا ) و لا ندري عن أي إنسان سوف تدافع هل عن الإنسان الموالي لأمريكا أم الإنسان الموالي لكوبا أم الإنسان الحر الرافض للاثنين .

                   لقد صرح رئيس وزراء ماليزيا – مهاتير محمد – الذي يدعي الإسلام بعد اجتماعه مع الرئيس الأمريكي في واشنطن ( إنه سيحارب الإرهاب بمختلف صوره و لا يدع للإرهابيين مجالاً  للراحة في بلاده          و سيحارب الذين يتزينون بزي الدفاع عن الإسلام و إقامة الدولة الإسلامية الواحدة في العالم ) هل توجد أكثر من هذه الصراحة لمحاددة الله و رسوله – و لكن الله تعالى خير الماكرين – و قد شكر الرئيس الأمريكي الرئيس الماليزي على تصريحه و موقفه هذا – و قد صرح وزير الدفاع البريطاني – هول – في الكويت ( إنّ بريطانيا لا تزال مسؤولة عن أمن الكويت ) و يظهر إنه يقصد أمن الأمراء و الموالين لبريطانيا و الذين دائماً يتلقون العلاج فيها ) – و كذلك صرح – شارون – أمام البرلمان الإسرائيلي ( إنّ إسرائيل لم تنتهِ بعد من إجتثاث و القضاء على جميع المقاتلين المتهمين بقتل الإسرائيليين بالتفجير من بين الفلسطينيين ) .

 

                   و بمناسبة مرور الذكرى الأربعة و الخمسين 15/ مايس / 1948 على إحدى نكبات – البلاوي التي أُبتليت بها الأمة الإسلامية – ذكرى تأسيس – الدولة الإسرائيلية الصهيونية – فقد خطب أحد خونة الأمة الإسلامية عبر تاريخها و هو المتسلط الذليل عرفات في مجلسه التشريعي قائلاً (  إننا نعترف بإرتكاب القيادة      و السلطة بأخطاء و أعمال فاسدة و نحمل إسرائيل الجزء الأكبر منها و نُندد بأعمال التفجيرات البشرية و غير البشرية و بالعنف بكل أشكاله – و إنّ طريق الحرية صعب و طويل و لابد من الصبر و من إجراء الإصلاحات في السلطة و القيادة و في العلاقات – داخل الائتلاف – للمنظمة و فصائلها – و إنه ملتزم بعملية السلام ) و لكنه لم يوضح – هل الأخطاء و الفساد كانت – خيانة – للهِ و رسولهِ – أم لليهود و العلمانيين – و إنه لم يشر إلى – الإنتفاضة و المقاومة و الكفاح المسلح و لا الحجارة الكاذبة و لا ندري أين ذهبت اللافتات التي فيها – الرشاشة التي يحملها بيده أبو اليشماغ الملثم – و لكنه ندد بالتفجيرات التي علموها هم للأغبياء و المغفلين -  إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلسوف تعلمون .

 

                    و حتى هذه الساعة – ساعة خطاب عرفات ابن عم اليهود حسب اعترافه و افتخاره – فإنّ إسرائيل – مستمرة – في احتلال المدن و إبادة العباد و دمار البلاد و اعتقال و تصفية النشطاء – و قد صرح شارون تعليقاً على خطاب عرفات قائلاً ( إنه كلام مكرر و سخيف في الوقت الذي أصبح هناك أمل بظهور الدولة الفلسطينية – و لكن هذا يتطلب مفاوضات طويلة و صعبة مع قيادة فلسطينية تعرف صلاح شعبها – وإننا لا نزال نحتاج إلى وقت لاجتثاث المجرمين من بين الفلسطينيين ) –و صرحت أمريكا رئيساً و ساسة ( إنّ خطاب عرفات إيجابي و لكن لابد من اقتران الأعمال بالأقوال لأنّ الأقوال وحدها لا تكفي ) و صرح رئيس وزراء بريطانيا ( إنّ عرفات قد خذل شعبه عندما سنحت له الفرصة في فترة حكم -  يهودا باراك – سنة 2000 و لكنه فرط بها و لم يستغلها و عليه العمل لتصحيح الماضي – و من الأفضل تغيير القيادة في العراق لأنه لا أمل في إعادة المفتشين الدوليين إلى العراق للتفتيش على اسلحة الدمار الشامل التي يملكها ) – وإنّ إحدى الفصائل ( حماس ) قال رئيسها الشيخ أحمد ياسين ( إننا على استعداد لوقف التفجيرات ضد المدنيين إذا أوقفت إسرائيل هجماتها ضد المدنيين ) – و نكرر قولنا – إننا مضطرون إلى التطرق إلى القضية العراقية و قضايا أخرى مهمة مع القضية الفلسطينية لأنّ القضيتين متلازمة منذ الماضي و مخطط لها دولياً في الحاضر فلا يمكن حل إحداهما إلاّ إذا قاربت الأخرى على الحل خاصة و إنها وثيقة الاتصال بصراع مصالح الأقطاب الكبار خاصة أمريكا و بريطانيا و فرنسا في الوقت الحالي .

                   و إنّ – تكرار – اقتحام إسرائيل – مدينة جنين و المخيمات – المظلومة و المنكوبة بهمجية لا إنسانية – كان أحدثها اقتحام صباح اليوم 17 / 5  / 2002 بما يزيد على خمسين دبابة و عدد من المصفحات والمزمجرات و الجرافات و الناقلات و آليات أخرى و من جميع الاتجاهات و بتغطية جوية بالطائرات المروحية – جنين – التي امتنع عرفات مؤخراً عن زيارتها بحجة وجود الفوضى فيها – و إنّ إسرائيل بهذا الاقتحام والاجتياح  الجديد – سوف تقوم على القضاء على الفوضى لحساب عرفات مثلما حمته بوضع الحصار عليه – فقامت إسرائيل بالتجوال في – جنين – و قتلت و اعتقلت و نسفت و هدمت و دمرت البيوت و الأبنية بحجة – حصول مجابهة عند اجتياحها و كذلك بحجة التفتيش عن قادة و نشطاء لم تتمكن من تصفيتهم في الكارثة و الدمار السابقين – و بعد عملها هذا قد يتمكن عرفات من دخول جنين و زيارتها بإرتياح مصحوبة بدبكات و أهازيج – وإنّ إذاعات و تلفزيونات ما تسمى الدول العربية و الإسلامية الجوار و جوار الجوار – تنقل الأخبار و المشاهد – صورة و صوت – و عن وكالات الأنباء المحلية و العالمية – بكل أمانة و صدق – الجزيرة و سي أنْ أنْ و نعم نعم و لا  لا – والأغاني الشرقية و الغربية و المدبلجات و الرقصات الترفيهية الخليعة في معظمها – و لكن بعض أصحاب ماء وجه الذل و الأنانية قد جعلوا بدل الرقص و الأغاني تلك الأناشيد و الأهازيج و الجوبية التي تمجدهم أو أفلام لعبة كرة القدم و بصوت صارخ –  كول  – في حين استغاثة الثكلى و اليتامى و عويل الجرحى والمدفونين تحت الأنقاض مستمرة ساعة بساعة و أربع و عشرين ساعة و سبعة أيام في الأسبوع كما تنبه عنها الإذاعة الأمريكية المحسنة – سوا – و إنّ الساسة العرب مشغولون بتنظيم الكراسي و الموائد لمؤتمر السلام ومشروعه العظيم السعودي الأمريكي – و لا ندري لمن سيغفر الله تعالى – و مِنْ مَنْ سوف يتقبل التوبة و كيف ستكون التوبة – لأنّ وعاظ السلاطين رجال الكهنوتية والدين و لا كهنوتية في الإسلام – هم في شرح دائم ومستمر بأنّ الله تعالى واسع و سريع التوبة و المغفرة – خاصة المغفرة لأمة محمد الذي أخذ عهداً من الله تعالى  أنْ يغفر للظلمة من أمته -  و لكن الشعوب لا تقدر على الكلام أو تبدي أو تشير إلى – الحق و العدل – ولو بعضه أو جزء يسير منه – لأنّ الرصاص و السم الكيماوي سوف يملأ أفواههم من الجهات الأربع – و إذا كانت هناك زيادة بالجهات فإنّ الحكام الطغاة سوف يزيدون بما يأمرهم عليه أسيادهم المتوافقون معهم بتنظيم المظاهرات والتبرعات التنفيسية و بالتنقيط على أهالي الموتى –  و إنّ جميع أفراد الشعوب المظلومة مشدودون بخبزهم ولقمة عيشهم و طعامهم الذليل و الحقير و المهين و أحسنها و أفضلها بالبطاقات التموينية و الاصطفاف المنظم – السراوات – و أما الذي يستغني عن مثل هذه الأطعمة ليأكل الكرامة و العزة فويله لأنّ هناك مخابرات داخل مخابرات و أمن عام و أمن خاص و الأكثر الأمن الوقائي – و تأخذك الحيرة من هذه الأسماء و المسميات و كثرتها عَددا و عُدداً لأنّ عقلياتهم تقول – اقتلوا و إذبحوا كل معارض و مخالف و لا تشتغلون باصلاحهم – فما هي إلا الموتة الأولى أو الأخيرة بالنسبة لكل مخلص شريف و مؤمن تقي لا أكثر – و لكن يبقى – اليوم الآخر – ينتظر الجميع – حكام الكيانات و الساسة الموالين لهم و المنفذين لأوامرهم المرتزقة و كأنهم ليسوا من أبناء عوائل و لا أبناء لهم و لا شعور لهم بإنسانيتهم – فأين – المفر - - الذل من وراءهم و عذاب جهنم أمامهم – وأنا لله و أنا إليه  راجعون .

 

                   و بتاريخ 19 / 5 / 2002 زار رئيس وزراء الأردن و وزير خارجيته عرفات في مقره – رام الله و اجتمعا معه – و قد أُعلن بأنّ سبب الاجتماع هو( التنسيق بشأن إجراء التغييرات في السلطة الفلسطينية لتكون سلطة كفوءة و تتصف بالشفافية لإدارة دولة فلسطينية عصرية و متقدمة ) – في حين في لحظة واحدة تكون هذه الدولة في خبر كانَّ و المهم هو – أنّ عرفات يصلح لكل شيء للكفاح المسلح و للحجارة و لسلام الشجعان ولإجازة نوبل للسلام و للشفافية – كيف لا و هو صناعة خمسين سنة – وهو محور الاجتماعات و المباحثات – وبنفس هذا التاريخ – حصل تفجير جديد – مكرر- في – نتانيا تل أبيب – أسفر عن قتلى و جرحى إسرائيليين – وفي بيروت قد تم نسف ( أبن أحمد جبريل – أمين عام الجبهة الشعبية ) في سيارته و كان المقتول برتبة عقيد في الجبهة – و هذه ليس أول تصفية لهذه الحركة فقد سبق و أنْ قام بتصفيتهم طاغية النظام العراقي في مكتبهم في الكرادة الشرقية خارج -  أثناء الحرب العراقية الإيرانية وفي كل يوم تجد مقتولاً في المكتب مما اضطرهم إلى ترك المكتب و العراق – و قد أُجري استفتاء صحفي كانت نتيجته حسبما يقال تدني سمعة عرفات فقد حصل على نسبة 30%  من التأييد و يليه – مروان البرغوثي حصل 20% رغم وجوده في السجن الإسرائيلي ( لحمايته و تصعيد شعبيته ) .

                   و في 22 / 5 / 2002 حصلت ضربة تفجيرية ثالثة بالنسبة لهذه المرحلة في – شون – قرب تل أبيب حصيلتها عدد من القتلى و الجرحى الإسرائيليين – فدخل الجيش الإسرائيلي ضواحي مدينة غزة و هدم ثلاثة مصانع و قتل وجرح و اعتقال و تدمير ومن ثم انسحاب – و كذلك توغل الجيش الإسرائيلي في مدينة – طول كرم – و قد لاقى مقاومة و مجابهة شديدة و عنيفة و قُتِلَ فيها ضابط إسرائيلي و جرح آخرون فانسحب (شيء ملفت للنظر ) و لكن الجيش الإسرائيلي جدد توغله فيها بمعدات أضخم و تغطية بالطائرات المروحية فهدم و دمر و قتل و جرح و اعتقل و انسحب ثانية – و حصل مثل ذلك في مدن أخرى – و قد أعلنت إسرائيل منع التجول في عشرات المدن و القرى – و هاجم ثلاثة فلسطينيون مستوطنة إسرائيلية و قاموا بتفجيرات فيها .

                   و لكن أمريكا و في خضم -  التفجيرات و الاجتياحات – وعلى لسان رئيسها و وزير خارجيتها ومسؤوليها – تكرر – رأيها ( تأييد وجود دولة إسرائيلية و دولة فلسطينية و تؤيد وجود عرفات رئيساً للسلطة وزعيماً للشعب و تؤيد أنه خذل شعبه فلابد من اجراء تغييرات داخل السلطة ) – وإنّ القمة الخليجية – رؤساء دول الخليج – قد ( استنكرت العنف بمختلف أنواعه و اشكاله و مهما كان مصدره من المظلوم – أو من الظالم – من المعتدي أو من المعتدى عليه – من الذي قام بالاحتلال و من الذي وقع عليه الاحتلال – حسب القاعدة العرفاتية – الجميع أولاد عم – و لكن الصهيونية و العلمانية اخوة .

                   و حصل تفجير جديد في – كيتا – قرب تل أبيب – هذه الأيام التركيز على العاصمة تل أبيب – أدى إلى قتلى و جرحى – وقد أطلقت إسرائيل – قمر صناعي للتجسس – ثانية و الأول أطلقته في الثمانينات من القرن الماضي – و استمر الجيش الإسرائيلي  بغزو المدن و القرى و التدمير و الهدم و القتل و الجرح لعدة مرات خاصة ( جنين و رام الله و بيت لحم و نسف كنيسة أثرية ) و إنّ قوات الحدود المصرية – الحارس الأمين للصهيونية – قد ألقت القبض على أحد المصريين و معه أسلحة يريد تهريبها إلى الفلسطينيين – و هذا كله أدى إلى نشاط مكثف للدبلوماسية و المخابراتية لجهات عديدة خاصة أمريكا و روسيا و الاتحاد الأوربي و الأمم المتحدة – و حالياً موجود في المنطقة – جورج تنس مدير المخابرات الأمريكية -  و – وليم بيرنس مساعد وزير الخارجية الأمريكي  - و القس الأمريكي جياكسي جاكسن -  و – خافير سولانة منسق الشؤون الخارجية للاتحاد الأوربي  - و الجميع في  حركة اتصالات قوية مع مصر و سورية و لبنان و السعودية و الكثير من الدول العربية ذات العلاقة و على رأسهم السلطة الفلسطينية – و رغم كل – أساليب المخطط – فقد حصل – انفجار – سيارة مفخخة شمال إسرائيل أسفر عن قتل لا يقل عن ستة عشر و جرح العشرات – و صرح مدير المخابرات الأمريكي جورج تنس في 5 / 6 / 2002 ( سوف يكون غليان و غضب رئيس وزراء إسرائيل شارون من مسؤوليتي في هذا التفجير ) و كذلك صرح مسؤول أمريكي ( لابد من تطوير جهاز الأمن الفلسطيني ليصبح بمستوى أجهزة أمن الدول العربية و الدول الإسلامية خاصة بمستوى جهاز المخابرات المصري المتعاون مع أمريكا و لا يستطيع أحدهما الاستغناء عن الآخر ) و هذا كله يحصل و بلا حياء و لا إحساس تجاه شعوبهم و أمتهم و ماذا تريد الشعوب و الأمة أنْ يقول الكفار العلمانيون لكي يتحركوا و يثبتوا أنهم بشر قبل أنهم من المسلمين .

 

                   بتاريخ 6 / 6 / 2002 – قامت القوات الإسرائيلية باحتلال – رام الله – و إنّ مقر عرفات داخلها فهدمت و خربت و دمرت المباني و قتلت أحد قادة الأمن و أعلنت عن نيتها بطرد عرفات – و لكن بتدخل الرئيس الأمريكي بوش و كذلك مسؤول مدير المخابرات الأمريكي – فقد انسحبت القوات من رام الله – و وصل الرئيس المصري مبارك واشنطن يحمل معه مشروعا للسلام – و ستصل وزيرة خارجية اليابان المنطقة بعد أنْ صرحت (بوجوب التزام إسرائيل و الفلسطينيين بضبط النفس ) – و اجتمع الرئيس الأمريكي في 8 / 6 / 2002 مع الرئيس المصري – و الأمريكي لا يرى وجوب ووضع زمني لتأسيس الدولة الفلسطينية و المصري الذي يرى ضرورة إعلان الدولة و إنهاء الاحتلال و الاتفاق على السلام و إنه يستنكر الأعمال الحربية و العنف و القتل من كلي الجانبين – لا فرق بين الظالم و المظلوم – و قد صرح وزير خارجية السعودية سعود الفيصل الموجود في واشنطن ( عدم وجود أي خلاف بين المشروع المصري و المشروع السعودي للسلام ) كل الطرق تؤدي إلى ذبح روما .

                   و بتاريخ 10 / 6 / 2002  اجتمع الرئيس الأمريكي بوش مع شارون رئيس وزراء إسرائيل الذي صرح ( إنّ الهجمات الفلسطينية يجب أنْ تتوقف قبل إنهاء الاحتلال و قبل أنْ تبدأ مفاوضات السلام ) و كان شارون موجوداً منذ يوم انتهاء مفاوضات الرئيس المصري و الأمريكي الذي أكد على ( الدولة الفلسطينية         و الخلاف هو في الأساليب ) .

           ( أمريكا تريد تغيير الوضع في العراق  -  رغم إننا في فلسطين )

                   و أمريكا رغم اهتمامها بالاجتماعات التي تحصل في فلسطين و عموم المنطقة و في أمريكا و في دول أخرى – فإنها تصعد – إعلامياً – عن نيتها في محاولة تغيير الوضع في العراقو إنّ العراق يستنجد بالأمم المتحدة التي هي موظفة لدى أمريكا – و العراق يتوقع ضربة نووية – و أصبح يطلب من أمريكا لتزويده بشكوكها بشأن أسلحة الدمار الشامل التي تتهمه بامتلاكها و بالإرهاب الذي تدعيه لكي يتمكن من التوضيح        و إعطاء المعلومات الحقيقية و الصحيحة – و قد وصل وزير الخارجية السعودي القاهرة في 11 / 6 / 2002 للنقاش و بعدها يغادر إلى أمريكا للمفاوضات مع الرئيس الأمريكي – و بهذه الأثناء وفي 13 / 6 / 2002  اتصل هاتفيا الرئيس الأمريكي مع كل من السعودي و مع نائبه عبد الله صاحب مشروع السلام – و بعد انتهاء شارون من مشاوراته في أمريكا ذهب بطريق العودة إلى بريطانيا و اجتمع مع رئيس وزرائها بلير – و قد وصل أمريكا نبيل شعث وزير تخطيط السلطة الفلسطينية الجديد بناء على طلب أمريكا قبل اصدار مشروعها للسلام      و بإقامة دولة فلسطينية موقتة – و بنفس الوقت اجتمع وزير خارجية أمريكا مع – موفاز – رئيس اركان الجيش الإسرائيلي الذي وصل واشنطن بناء على طلب أمريكا – و بعد كل تلك الاتصالات اجتمعت اللجنة الرباعية للقوى المؤثرة في السياسة الدولية ( أمريكا و روسيا و الاتحاد الأوربي و هيئة الأمم ) لدراسة آخر الوضع في السياسة الدولية .

                   و في صباح 18 / 6 / 2002 وقعت عملية – تفجيرية – في سيارة ركاب في القدس أسفرت عن عشرات القتلى لا يقل عددهم عن عشرين و عشرات الجرحى لا يقل عددهم عن أربعين شخص – و على أثر هذه الضربة – قرر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر الرد عليها باحتلال  - جنين و نابلس و قد اجتاحها بالدبابات و المشاة و الآليات و الجرافات و تغطية المروحيات جوا و تقرر البقاء فيها و في أي مدينة تحتلها بعد الآن إلى حين القضاء على الضربات التفجيرية و وقفها نهائيا مهما طالت مدة بقائها – و قامت إسرائيل بقتل أحد قادة الجهاد الإسلامي – يوسف بشارات - الذي توفيت والدته بعد مداهمة الدار بنوبة قلبية – و إنّ الرئيس الأمريكي قد صرح ( إنه يتفهم تصرفات إسرائيل و لكن لا يؤيد الاحتلال و لابد من إعطاء أمل للفلسطينيين بالعيش بكرامة و لا يوجد دليل على تورط عرفات و السلطة بتلك التفجيرات و انتقد بناء الجدار العازل – و تكرر الانفجار في اليوم الثاني و أسفر عن تضحيات بين الإسرائيليين  و ازداد احتلال المدن و التفتيش و المداهمات و الإعتقالات وقلع و تهديم الأبنية و قلع الأشجار – فأجل الرئيس الأمريكي إعلان مشروعه للسلام – وندد عرفات بالتفجيرات حرصا منه على الشعب ( و الشعب في حيرة من الدعوة إلى الكفاح المسلح و سلام الشجعان و لا يعرف معناها ولا وقتها ) – و إنّ إسرائيل قد احتلت جميع مدن الضفة الغربية عدا – أريحة و الخليل – و إنها اعتقلت أحد قادة – فتح عرفات – و يدعى – محمد لطفي – و عصبت عينه و أخذت تدور به في شوارع المدن  ومن ثم قد أطلقت سراحه ( شوف عندك يا سلام ) و لكن غيره ترصده بالطائرات المروحية و تقتله في سيارته – وهذه هي العلمانية والعمالة تعرف كيف تميز و تختار .

 

                   و أخيرا و مساء 24 / 6 / 2002 فإنّ الرئيس الأمريكي – عميد الصليبية و العلمانية – قد أعلن مشروع السلام – حل القضية الفلسطينية – في خطاب مرئي متلفز و ظهر إنه ( لا يريد الحل ) و إنما (  يريد المصالح الأمريكية و مصالح الدول الضالعة في العلمانية الصليبية ) – و أبرز ما في الخطاب هو موضوع (الدولة الفلسطينية ) في حين تلك الدولة أساسها موجود منذ سنة 1948 في قرار التقسيم ( 181 ) و فيه نشأت دولة إسرائيل الصهيونية – و لكن الحكام العرب الخونه و بعدها جاء دور عرفات بوضع اتفاقيات جديدة أدت إلى  إبعاد ذلك الأساس – لذلك جاء خطابه غير متوازن و تشويه لكل الحقوق و القيم و المواضيع و الخلط بينها على أساس أنه مغفل و يتعامل مع مغفلين – فهو يشير إلى ( دولة فلسطينية مؤقتة )  و يطالب ( بثلاث سنوات من المفاوضات الجديدة لصناعة دولة جديدة و قيادة و سلطة و مجلس تشريعي جديد في نهاية عام 2005 ) و يقصد بالجديد ( إلغاء الماضي و قراراته و حقوقه – و نبذ العنف – و وقف حق الدفاع – الذي سماه – الإرهاب الفلسطيني ) و بذلك سوف يصبح جميع العرب و كافة الفلسطينيين ( حراس و خدم لبناء و بقاء إسرائيل و توسيعها و المحافظة عليها مهما دمرت و هدمت و قتلت – فلا عاصمة و لا حدود للدولة المقترحة المؤقتة و لا انسحاب من المدن الفلسطينية – و السبب هو حسب الادعاء بأنّ كل ما قامت و تقوم به إسرائيل هو الدفاع عن النفس فلا يطلب منها شيء و إنما الذي يطلب هو من وقعت عليه الكارثة و من أُحتلت أراضيه -  و لا سلام إلاّ إذا اطمأنت إسرائيل على سلامتها و راحتها و لا يكون ذلك إلاّ  إذا استجاب الفلسطينيون إلى ما يريد ه الصليبيون واليهود العلمانيون – و عندئذٍ فهناك أموال تنتظر الاقتصاد الفلسطيني لإنعاشه على حساب عقيدته الإسلامية ووجوده الإنساني – و صرح الرئيس المصري – و نحن نقول الرئيس لأنّ هذا هو واقع لقبه و إلا هذا و أمثاله لا يمكن أنْ يخاطب مخاطبة العقلاء – صرح ( إنّ خطاب الرئيس الأمريكي متوازن بشكل تام و إنّ مصر بانتظار وصول وزير خارجية أمريكا لإيجاد أرضية عمل للحلول التي وردت في خطاب الرئيس الأمريكي ) هذا أنموذج من التصريحات و هناك أنموذج أقذر وهو ما صرح به عرفات ( إنّ الخطاب كان إيجابي و إنّ الشعب هو الذي يقرر مصير القيادة الفلسطينية ) و برأينا هو إنّ جميع الشعب الفلسطيني يفهمون بأنّ الشعوب لا علاقة لها لا بالخطاب و لا بالقيادة و لولا الجهل و حلاوة الدنيا لرأينا أين يكون الخطاب و أين تكون القيادة – و قد أعلنت – بريطانيا و كندا والاتحاد الأوربي – معارضتها – لتغيير عرفات و سوف يستمر تعاملهم معه – هذا هو صراع أقطاب العلمانية الرأسماليين الاستعماريين الصليبيين .

                    وبعد خطاب الرئيس الأمريكي قامت إسرائيل باحتلال آخر مدينة في الضفة الغربية – الخليل – وقتلت و دمرت – و لم تبق  إلاّ – أريحة – العاصمة الدولية و المنتجع لراحتهم و فيها ترسم الأساليب و هي معقل الدبلوماسية الغربية – و بعد خطاب بوش فإنّ أمريكا لا تزال مصرة على ( إنّ عرفات قد خان شعبه و لم يسلك الأخلاقيات لمصارحة شعبه و يجب تبديله و لا نتعامل معه إذا أُعيد انتخابه ) و إلاّ ينتظرون إنتهاء الأجل فإذا أرادوا استعجاله فما عليهم إلاّ الصراع أو الحرب مع – بريطانيا و أوربا و كندا – لأنّ هؤلاء أقدم منها في الاستعمار و في صناعة العميل – عرفات و من والاه -  التي استغرقت لمدة (  خمسين سنة  )  -  وإنّ إسرائيل بدأت بتفكيك المستوطنات ( الكشكات – الصناديق ) و ليس البيوت و العمارات – و الملك السعودي اليوم في سويسرا يعيش في قصوره للراحة و الاستجمام و كذلك جميع أمراء دول الخليج يملكون القصور و المصحات في أوربا وأمريكا  و في الشمال الأفريقي – وبعد ذلك هل من أمل في إصلاح هؤلاء ليطيعوا – الله و رسوله – والعمل لتحقيق الأمة الإسلامية الواحدة و دولتها الإسلامية الواحدة – أم يبقون يطبقون القول ( الدنيا لَعقٌ و طلابها كلآبٌ ) و قبلهم لم يستجب بنو أمية – عندما سأل سليمان بن عبد الملك آخر صحابي كان موجود في المدينة المنورة ( كيف نصلح أنفسنا نحن بني أمية ) فأجابه الصحابي أبو حازم ( تبتعدوا عن كبريائكم و تطيعون الله ورسوله ) .

 

                   وفي شهر تموز / 2002 حصلت حركة دبلوماسية و سياسية نشطة – حيث قدم وزراء خارجية مصر و السعودية و الأردن – مشروعهم – عند اجتماعهم مع الرئيس الأمريكي  وبعد الانتهاء من اجتماعهم مع وزير خارجيته – وإنّ المشروع يقترح ( أنّ الحكم في فلسطين سيكون فيه رئيس وزراء  و رئيس جمهورية قد يشغله عرفات – ليكون مثل نظام إسرائيل – لتصبح الدولتان مهيأة – للاتحاد – على أنْ تتولى مصر تنظيم هيكلة المؤسسات للحكومة الفلسطينية في – قطاع غزة – و مثلها تتولاه الأردن في – الضفة الغربية ) و بعد هذا الاجتماع في واشنطن -  اجتمع الرئيس المصري و أمير الإمارات العربية مع الملك سعود في -  مضجعه –في سويسرا – و بعد رجوع الرئيس المصري فقد اجتمع مع الرئيس القذافي الليبي – و بنفس الوقت كانت تحصل ترويضات بين الإسرائيليين و الفلسطينيين من خلال اجتماعات إيجابية و حلول جزئية – و أما العمليات العسكرية و الإبادة و الدمار فهي مستمرة و بعنف لتصفية القادة و النشطاء – الذين يذهبون ضحية غفلتهم -  و ما ضربة النسف الجوي لعدة بنايات و التي ذهب ضحيتها القيادي ( صلاح شحاذة و زوجنه و أولاده الثلاثة و مساعده )  هي عملية  تصفية  لا تحرك احساسات عرفات أو من والاه – و إنّ السؤال هنا هو كيف تمكنت إسرائيل من استخبار وجود هذا القائد و رصده – و لماذا استخبارات عرفات و الأمن الوقائي لم تقدر على حمايته و وقائه – هل كانت هي مشغولة في خدمة الاستخبارات الإسرائيلية ( لوجستينياً ) كما يقول الذين تمنطقوا بلغة الأفرنج .

                   و إنّ أسلوب المخطط الإسرائيلي الخاص بتصفية القيادات و إنهائهم و إنهاء الانتفاضة أو إدخال اليأس أو العجز و الإحباط إلى  نفوس المخلصين كان بالاتفاق – مقابل – حماية و الحفاظ على ( عرفات – ومن والاه – صناعة الخمسين سنة ) –  بأسلوب الحصار الذي بدأ في النصف الثاني من شهر أيلول / 2000 و نحن الآن في أيلول / 2002  – و إن الحصار الذي طوقت به إسرائيل – مقر عرفات – في رام الله الذي يحتمي به     و معه ما يقارب الثلاثين قائد و منتفض من بين مائتي محاصر – تطلب إسرائيل من عرفات تسليمهم إليها فأخذت تنسف الأبنية المحيطة بالمقر و لم يبق سوى المقر و صرحت إسرائيل ( إننا نريد القادة و نريد عزل عرفات و لا نريد قتله ) و بذلك (  صعدت إسرائيل شعبية عرفات عند المنتفعين ) فخرجت المظاهرات المستنكرة  في الشوارع و كثر القتلى و الجرحى  و استنفرت السلطة المستشفيات الفلسطينية و أعلنت حالة الطواريء و قرر مجلس الأمن أنْ يعقد جلسة ( بعد أسبوع ) أي يوم الاثنين 23 / 9 / 2002 ( المهم هو إنّ شارون قد تعهد بحماية عرفات )  إنّ – اتصالات – الزعماء العرب – مع الساسة الأمريكان و الأوربيين و غيرهم – مستمرة      و على قدم و ساق – و كأنهم يريدون إيقاف حرب عالمية لهول الكارثة – و التصفية جارية – و صرخات الأمهات و الزوجات -  وا إسلاماه – قد اجتازت أعنان السماء – و كذلك إسرائيل صرحت ( إننا نريد من هذه الأعمال إنهاء تورط عرفات باتفاقات مع الفصائل بمساندة قادتها و الإرهابيين – و لا نريد قتله ) – و وصلنا إلى اليوم الموعود فاجتمع مجلس الأمن اليوم و قرر ( الطلب إلى إسرائيل برفع حصارها و وقف أعمالها التخريبية ) و لكن أمريكا قد امتنعت عن التصويت و كان بإمكانها استعمال – الفيتو – نقض القرار – و لكن يظهر عليها إنها لا تريد استعمال كل الصلافة و القباحة و السفالة مثل الزعماء العرب – و لكن إسرائيل لا يعنيها القرار و لا الاجتماعات .  

                   و هكذا سوف تستمر ( اللعبة الحقيرة – المؤامرة العلمانية – الكارثة ) لمدة ثلاث سنوات حسب إعلان الرئيس الأمريكي عن الدولة الفلسطينية المؤقتة – و لكن يظهر لنا ( إنّ انتهاء القضية الفلسطينية يتوقف على الانتهاء من – القضية العراقية -  إما بالترويض أو بالاحتلال – وهذا يتوقف على مصالح الأقطاب – و ما تحصل بينهم من توافقات .

 

                   و هكذا سوف تستمر ( أمريكا و روسيا و الاتحاد الأوربي و هيئة الأمم ) الجهات الأربعة المؤثرة في السياسة العالمية – في تنفيذ مخططاتها ضد الإسلام و المسلمين – فصدر قرار مجلس الأمن ( 1441 ) يوم الجمعة 8 / 11 / 2002  الموافق 3 / رمضان / 1423 و كما أرادت أمريكا و كما خططت له و – تماما – مثلما حصل ذلك مع قرار مجلس الأمن رقم ( 1409 – الخاص بالعقوبات الذكية على العراق ) – و كان القرار 1441 بالإجماع – و إنّ سوريا من ضمن هذا الإجماع ( و بالرغم من أنّ جميع الأطراف قد استلمت عمولة جهودها للحيلولة دون صدور القرار فذهبت إلى جيوب الخسيسين ) و هو القرار الذي يتعلق – بنزع أسلحة الدمار الشامل العراقية من قبل لجنة المراقبة و التحقق و التفتيش – وهي الأسلحة التي تمكن العراق زمن الحرب العراقية الإيرانية و ما بعدها من الحصول عليها – و كان القرار قد صِيغَ صياغة خبيثة و ملعونة في فقراته – الأربع عشر – و إنّ – هيئة الأمم المتحدة – قد تسلمت سريعا و بتاريخ 13 / 11 / 2002 ( موافقة العراق و دون تحفظ أو شروط على تنفيذ القرار ) و بنفس هذا اليوم ( اجتمع الرئيس الأمريكي مع عنان الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة ) فصدرت عن الاثنين ( تصريحات تهديدية و تحذيرية ) للعراق من أنْ يقوم بأعمال -  تخالف موافقته على بنود القرار – و إنّ هذا القرار سوف يقيد العراق و يجره إلى ( التخلف و الرذيلة و القضاء على أي كرامة وعزة لعلها موجودة حتى الآن ) ومن ضمن التقييد ( على العراق أنْ يقدم خلال شهر في يوم    8 / 12 / 2002 تقريرا يتضمن كافة معلومات جهات الأسلحة و المصانع و المواد الأولية و التصنيعية و ما عنده من علماء        و فنيين لها علاقة بإنتاج الأسلحة حتى إذا كانت سلمية و مدنية و ليست حربية ) و كذلك ( حق اللجنة التحقيق مع أي مواطن عراقي سواء في العراق أو تأخذه خارج العراق ) – و في يوم 27 / 11 / 2002 قد بدأ المفتشون عملهم بتفتيش ثلاثة مواقع أحدهم عسكري – و صرحت الأمم المتحدة _ إنّ التفتيش كان إيجابي من العراق - - و إنّ تصريحات ضرب العراق تستعر و لا تخفت – و حصل تغيير في تركيا بفوز ( حزب العدالة والتنمية الإسلامي ) ( حزب علماني مستحدث و قد عصب رأسه بكلمة – إسلامي  ) ليكون مهيأ للغدر و  ضرب الفكر الإسلامي و ضرب العراق و دعم إسرائيل – و إكمال عملية دخول تركيا إلى الاتحاد الأوربي لدعم بقائها في الحلف الأطلسي الصليبي العلماني .

 

 

 

                 ( كينيا الأفريقية و الإسلام    و بقرة النبي موسى – ع - )

               و كان يوم الخميس 28 / 11 / 2002  يوم الأحداث الهامة ( اضطرتنا إلى  الرجوع للقضية الفلسطينية رغم إننا قد أوشكنا على الانتهاء منها في بحثنا السياسي هذا لأنّ معلومات هذه الأحداث مهمة جداً  و لها علاقة وثيقة بكشف مخطط الكفر العلماني  ) – حيث قد حصلت عمليتان في ( كينيا الأفريقية – سكانها أكثريته من المسلمين  – في – مومباسي – المرفأ البحري ) ( ومن عادة اليهود اختيار الأجمل و الأحلى و الأشهى – كما حصل لهم مع رسول الله موسى عليه السلام بشأنْ – البقرة – و كذلك اختيارهم – خيبر – في ضواحي المدينة المنورة – مجموعة بساتين وحقول  ) – و إنّ العملية الأولى هي – تفجير سيارة مفخخة – أمام فندق يمتلكه أحد اليهود الإسرائيليين و ينزل فيه أثرياء اليهود الصهاينة و المسؤولون – و قد أسفر التفجير عن قتل و جرح الكثير و تدمير الفندق – و تزامناً مع هذا التفجير قد حصلت العملية الثانية في – مطار مومباسي – حيث قد تم إطلاق صاروخين باتجاه طائرة إسرائيلية أقلعت من المطار متوجهة إلى إسرائيل و لكن الصاروخين قد أخطأت الهدف – فأخذت الأخبار تتضارب -  منها تقول – إنّ العمليتين من تدبير – لادن القاعدة – و لكن أمريكا قالت ( إنّ هذا الاتهام قبل أوانه )  و أما نحن ( فلا نؤيد اتهام لادن القاعدة لأنه أينَ كانت طالبان لادن  من – صناعة عرفات الخمسين سنة و أينَ كانت من إسرائيل و اليهود يوم كانوا يجلسون على كرسي الحكم في أفغانستان لعدة سنوات – و كانوا دولة أرادوا تهديم تمثال بوذا و لكنهم لم يتحرشوا بإسرائيل – و لكن اليوم عندما طُردوا تصبح لهم علاقة بفلسطين – و لكن لأنّ العمليتين ضخمة و ترتفع إلى  مستوى دولي و هي فعلاً من أعمال – دولة -  إذا كانت قد حصلت بتخطيط من خارج – كينيا – ولكن هناك مسلمون في كينيا – لهم مكانتهم و قدرتهم – و هل ننسى حركة الماو  ماو ضد الاستعمار البريطاني – و لولا الجهل و لولا استغلال بريطانيا والحلفاء العلمانيين الصليبيين لذلك الجهل لكان هناك اليوم – دولة إسلامية واحدة – و لكن ذهبت ريحهم نتيجة – الخطأ والجهل)     و هناك أخبار تقول – بوجود حركة جديدة و اسم جديد هو – جيش فلسطين – قد أعلن مسؤوليته عن هاتين العمليتين .

               و في نفس يوم 28 / 11 / 2002 وقع تفجير آخر شمال إسرائيل في – بيسان – في -  مقر حزب ليكود – أثناء عملية الانتخابات التي فاز بها – شارون – على منافسه – ناتنياهو – حيث ترجل اثنان من سيارة و أمطروا المقر بالرشاشات أسفر عن قتل و جرح الكثير و قُتِلَ منفذا العملية و هما من جماعة – فتح عرفات – و قد شجب عرفات هذه العملية – و يظهر إنّ الإنقسام قد دخل حتى إلى – حركة فتح – لذلك صرح شارون في حينه ( نريد تخليص عرفات من ورطة مساندة الارهاب ) .

               و في نفس يوم الخميس 28 / 11 / 2002 قد اختطفت إسرائيل ستة نشطاء فلسطينيين من – معهد أمريكي – في – جنين – وماذا يعمل المعهد غير العلم و المعرفة – ولكن بالثلة الواعية .

(إسرائيل الطفل و خيال مآتة – عند الأقطاب – و لكن من هم المضبوعون)            و في نفس (  يوم الخميس 28 /11 / 2002 )  سافر محمود عباس – أبو مازن – الذي يطلب من – الفصائل – بوقف  تفجيراتها ضد إسرائيل - سافر  إلى ( قطر ) لدراسة المشروع الأمريكي للسلام الجديد و الذي أسمته ( خارطة الطريق ) الذي ( تبنته القوى الأربعة المؤثرة في السياسة العالمية -  أمريكا و روسيا و الاتحاد الأوربي و هيئة الأمم – العلمانية الصليبية اليهودية ) و لا ندري هل تأسس معهد لدراسة المشاريع في قطر حتى ينتمي إليه – أبو مازن – و لكن الذي ندريه و نعرفه هو وجود قواعد عسكرية أمريكية في قطر بعد أنْ كانت قاصرة على القواعد البريطانية أيام حكم والد الأمير المخلوع الذي كان معدن الذهب يدخل في صناعة معظم هياكل سياراته الخاصة - كلهم  شبكات و أسلاك تجسسية و مخابراتية و لا يسعنا إلاّ أنْ نقول – الله بعونك يا إسلام محمد الحبيب – و بعون الثلة التي وعته حق الوعي  فأصبحت اليوم تعيش عيشة الغرباء و عيشة من لا يملكون مالاً و يملكون العقيدة الصحيحة  وسط الذين أثروا بالمال الحرام و يتزايدون على بيع و شراء دين محمد الحبيب في أسواق العلمانية و الكفر بعد أنْ ضاعت أسواق الإسلام  .

               و فعلاً – قد تخرج العميل المضبوع – المخدر ببول الضبع – محمود عباس – من معهد الدراسة في – قطر -  و بفترة قياسية يحسد عليها لما يمتلك من فساد الفكر العلماني –        و عُينَ رغماً على أنف عرفات  - رئيسًا للوزراء  - و لكن لفترة لا يحسد عليها و أخلفه ما يسمى أحمد قريعوهذا الخلف لا يختلف عن السلف بالمضبوعية ما دام الاثنان يجيدون لغة أعمامهم إجادة تامة وهذا لا عيب فيه و لكن العيب هو أنهم يتفاخرون بها و لا يستعملونها حسب حديث رسولنا الشريف <  من تعلم لغة قومٍ أمن شرهم > - وعندما شاهد رئيس وزراء بريطانيا – بلير – انفراد أمريكا في الساحة الفلسطينية و تحسس باحتمال وقوع الخطر و هو انفلات فلسطين من قبضة بريطانيا – فقد أعلن عن اقتراح –  مؤتمر دولي  - يعقد في – لندن – لبحث القضية الفلسطينية – يحضره ممثل عن – اللجنة الرباعية المؤثرة في السياسة العالمية – و يعقد قبل انعقاد اجتماع – اللجنة الرباعية الثاني في – واشنطن – و طلب من عرفات و شارون الاشتراك في المؤتمر – و سرعان ما أعلن عرفات موافقته – ولكن إعلان و اقتراح – بلير – فشل مثل فشل العدوان الثلاثي على مصر – ومات في مهده – وبقيت أمريكا القطب الواحد في العالم حتى الآن . 

( منْ الذي يريد قلع إسرائيل : جمال عبد الناصر أم رئيس لبنان الحريري )

(التخريب الرباني للبيوت – هو تخريب مفاهيم المجتمع الحضاري مع  ماديات المجتمع المدني )

 

               لقد شرحنا في حينه – في السنة الأخيرة من – الحكم الملكي -  في العراق – وكان في – مصر – الرئيس جمال عبد الناصر- فقد نشرتُ لنا جريدة الحوادث العراقية  مقالاً افتتاحياً – كنا قد أرسلناه لها بواسطة البريد – ولم يدر بخلدنا إنه سوف ينشر لأننا سبق و أنْ أرسلنا العديد من الأبحاث و المقالات إلى جميع الجرائد و المجلات من ضمنها هذه الجريدة فكان الجميع قد أغلقوا الأبواب أمام الفكر الإسلامي و أيُّ  تحليل يكون أساسه الإسلام الصافي من البدع والمتشابهات الاستعمارية أو الكهنوتية – المهم توافقت مصلحة الجريدة مع اتجاه كلمتنا وليس التوافق معنا لأنّ البحث مرسل بالبريد و قد فوجئنا بنشره في إفتتاحيتها – فشرحنا فيه ( إنّ جمال عبد الناصر يكذب في شعاراته عن فلسطين و إنه لا يريد قلع إسرائيل و رميها في البحر كما يدعي في خطاباته و تصريحاته ) و قلنا كذلك ( إن الشعبية و التأييد غير الواعي – و المد والهياج الذي كسبه عبد الناصر – كان مفتعل و بسبب – بناء السد العالي و تأميم قناة السويس – و إنّ أمريكا هي التي أوعزت له بذلك – لأنّ أمريكا إبتداءأ هي التي أرادت بناء السد العالي مثلما قامت ببناء مدينة التحرير في بداية انقلابه دعماً له  – و لكن حتى تمكنه من تأميم قناة السويس و تخلع يد بريطانيا منها – أوعزت له اللجوء إلى حليفها غير المعلن – الاتحاد السوفيتي الشيوعي – الذي لم يكن له أي اصبع في المنطقة – ليقوم ببناء السد العالي بقروض    و بيعه الأسلحة – وبهياج الأحزاب الشيوعية المدعومة من روسيا أخذ عبد الناصر المد الشعبي) و كذلك قلنا ( و بعد أنْ تتمكن أمريكا من قناة السويس بتعريضها لتمكين بواخرها العملاقة من المرور فيها بعدما كانت تسلك طريق رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا و كان استعمال القناة يقتصر على بواخر بريطانيا الصغيرة و الدول الأخرى – تقوم مصر باللجوء إلى أمريكا في السد العالي و في الأسلحة – لأن الاتحاد السوفيتي ليس له القدرة المالية على مثل هذا التمويل لأنّ حنطتها وخبزها بتمويل من أمريكا ) و المقالة كانت طويلة و التحليلات كثيرة – المهم هذا هو ما حصل فعلاً – فالسد العالي قد تحولت قروضه و مسؤوليته إلى أمريكا و التسليح كذلك صار أمريكيا وأخذت مصر تبيع أسلحتها الروسية إلى من يحتاجها منهم العراق الذي اشترى كمية هائلة من الأسلحة الروسية من مصر خلال حربه مع المسلمين في إيران – ويجد القاريء الكريم صورة المقال الافتتاحي المنشور في جريدة الحوادث في نهاية هذا الفصل  . 

               و هذا الذي ذهبنا و  نذهب إليه في موضوع الانقلاب الناصري الأمريكي في مصر – اليوم أخذ ينتبه إليه بعض العملاء - المضبوعون – و منهم -  رئيس وزراء لبنان – رفيق الحريري – و بعد اجتماعه مع الرئيس الأمريكي بوش في 17 / 4 / 2002  فقد  صرح بعد خروجه من الاجتماع قائلاً (( إني  لا أتصور كيف لا يقدر الرئيس الأمريكي بوش اليوم على إرغام إسرائيل من الانسحاب الفوري من الأراضي و المدن الفلسطينية و العربية المحتلة –       و لكن – آيزنهاور –عندما كان رئيسًا لأمريكا سنة 1956 تمكن من إرغام دول  العدوان الثلاثي – بريطانيا  و فرنسا و إسرائيل –  على الانسحاب من مصر جمال عبد الناصر )) - و نقول إلى – الحريري – (( إنّ كلامك صحيح والأصح منه هو : إنّ أمريكا تقدر على القضاء على إسرائيل       و ليس فقط الانسحاب -  و برمشة عين -  إذا تمكن المسلمون من إثبات وجودهم العقائدي الذي يعيد الشخصية الإسلامية و يقضي على المصالح الأمريكية الفاسدة – ولو إنّ هذا التصريح صدر عن مخلص لحسبتْ أمريكا له ألف حساب ولكن سوف يكون واحدا مع – رفيق الحريري -  بجر إذنه إذا كان عميلها و بعنف و غدر إذا كان عميل غيرها – تماما مثلما  أنهتْ بغدر – عبد الكريم قاسم – في رابعة نهار العراق عندما خرج عليها – ومثلما غدرت عدنان مندرس عندما خالفها وسمح بإعلان الأذان في مساجد تركيا – و مثلما غدرتْ بالمخلصين بهشتي و رجائي و إخوانهم  في بداية الانقلاب الجمهوري الإيرانيوالبحث هنا يطول و الحليم و الشريف والمخلص تكفيه الإشارة –  و إنّ عبور السادات -  خط بارليف - على إسرائيل – بعملية عسكرية سنة 1973 قد وضعها و خطط لها القائد سعد الدين الشاذلي – و لكن بخطة سرية أمريكية مع السادات لإحداث – ثغرة الدفسوار و الكيلو 101  – كذلك كانت لعبة أمريكية صغيرة صنعتها أمريكا في مصانع الأطفال -  و ليس في المصانع التي صنعت - اللعبة الكبيرة ضربة  11 / أيلول / 2001 – و إنّ الدافع لأمريكا لهذه اللعبة – خط بارليف و الكيلو 101 – هو ضرب ما حصل سنة 1967الخطة البريطانية الفرنسية الإسرائيلية لإنزال ضربة قاسية في جمال عبد الناصر و عبد الحكيم عامر باستخدام إسرائيل وحدها في احتلال الضفة الغربية و الجولان السورية و غزة للانتقام و الثأر في فشلهم بالعدوان الثلاثي على مصر سنة 1956 -  و هذا ما شاهدناه و عشناه من خطط تنتهي بتصفية جميع الرؤوس العميلة المنفذة لها لطمس معالمها مثل - قتل السادات و رابين -  و قبلهم جمال عبد الناصر و ما يقال انتحار عبد الحكيم عامر أو إبعادهم مثل الملك فاروق         والشاه و أبي رقيبة - و كذلك هنا الحديث يطول )) – ومن يريد قلع إسرائيل عليه الاقتداء بالرسل و الأنبياء و بخاتمهم محمدالحبيب و الصالحين إتباعاً لقوله تعالى { أولئك الذين آتيناهم الكتابَ  والحُكمَ و النبوة فإنْ يكفرْ بها هؤلاءِ فقد وكلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين . أولئك الذين هدى اللهُ فبهُداهم اْقتَدِهْ قل لا أسألكم عليه أجراً إنْ هو إلا ذكرى للعالمين } ( الأنعام 91 )  وقوله تعالى { ابتغاءَ حِيلةٍ أو مَتاعٍ زَبَدٌ مِثلُهُ كذلك يَضْرِبُ الحقَّ و الباطلَ فأمّا الزبدُ فيذهبُ جُفاءً و أما  ما ينفعُ الناسَ فيمكثُ في الأرضِ } ( الرعد 18 )  - فالرسول هو قدوتنا   و أسوتنا الحسنة عندما وكله الله تعالى مع المهاجرين والأنصار في إقامة الدولة الإسلامية الواحدة – وبتهجير اليهود من الجزيرة و تنظيفها منهم { هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أنْ يخرجوا وظنوا انهم ما نعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا و قذفَ في قلوبهم الرُعبَ يخربون بيوتَهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار } ( سورة الحشر 3) .  

                   و هناك أمثلة واقعية على إنّ الكفار العلمانيين يُخربون بيوتهم و بيوت الآخرين و لا  يعمرون –     و لا نقصد تخريب - الأشكال المادية للمجتمع المدني  – فقط و إنما – المفاهيم الحضارية للمجتمع الحضاري     و هي الأساس و الأهم – فقد مزقوا الهند – خلاف -  مفهوم الوحدة الحضاري - الوحدة التي يأمر بها الله تعالى وجميع الرسل و الأنبياء وهل موسى و عيسى عليهما السلام لا يأمران بها و الإسلام دخل الهند و أبقاها واحدة بكفرها و إيمانها و لم يمزقها و يحولها إلى كيانات – فرق تسد – لكنهم عندما دخلوها مزقوها  و جعلوها – الهند و باكستان – ولغم صغير بينهما مناصفة اسمه – كشمير – و باكستان ذبحوها إلى كيانين – الباكستاني             و البنكلاديشي -  وإنّ أي مسلم قد استجاب إلى هذه التجزئة و أيدها و لم ينكر منكرها في حينه وفي أي وقت فهو آثم و تنتظره نار جهنم يصلى فيها حتى إذا كان فقيهاً او مرجعً أو أزهرياً -  و لننظر ماذا يبنون و ماذا يخربون – و بتاريخ  20 / 3 / 2000 كان موعد زيارة الرئيس الأمريكي – كلنتن – إلى بنكلادش و فيها مدينة – جوي بورا – التي صرفت عليها أمريكا ملايين الدولارات و أنشأت فيها – مشروع إنمائي ضخم – يعمل فيه أهل المدينة – على أمل تحويلهم إلى مسيحيين و علمانيين مثل تيمور الشرقية الاندنوسية -   و لكن الرئيس الأمريكي زار المدن المهمة و منها العاصمة إلاّ هذه المدينة – جوي بورا – فقد ألغى زيارته لها بالرغم من الاحتياطات الأمنية المسبقة -  فقد أرسلت أمريكا قوات مشاتها البحرية إليها و تساندها قوات الأمن المحلية في هذه المدينة – ولكن دون جدوى -  والسبب هو إنّ المسلمين فيها قد منعوه من الوصول إليها عندما اكتشفوا خباثة العلمانية و ما يُدبر للمسلمين من مستقبل الكفر – فاضطر الرئيس الطلب من مؤيدي أمريكا في هذه المدينة – الذين غُسلت أدمغتهم لقاء دراهم معدودة – السفر و المجيء لمقابلته في العاصمة البنكلاديشية – و كذلك حصل مثله في – استراليا – و بنفس هذا التاريخ تقريباً – كانت – ملكة بريطانيا – تزورها و رغم كل الاستعدادات الأمنية فإنّ الشرطة قد ألقت القبض على مواطن أسترالي كان مستعداً و مسلحاً بأنواع الأسلحة و المتفجرات في جسمه و يريد تصفية ملكة بريطانيا لأنّ بريطانيا هي الرحم الذي تولد فيه التفرقة و الخباثة .

 

                         (  فَأقْصُصِ  القَصَصَ  لعلهم  يَتَفَكَرُونَ  )

  ( قصةالقضيةالجزائرية- و قصةالتجربةالشيوعيةوصراع الحضارات )

               القضية الفلسطينية – قصة – و كانت – القضية الجزائرية – قصة المليون شهيد – وهي القصة التي أراد الله جلت قدرته أنْ ينتصر فيها الإيمان  { وَ لولا  دَفْعُ اللهِ الناسَ بعضَهم بِبَعْضٍ } لَفَسَدَتْ ( البقرة 251) لَهُدِّمَتْ ( الحج 41 ) – و لكن أراد فيها الكفار الفرنسيون العلمانيون – جعل الجزائر فرنسية – بفرسنة أهلها – و جعلهم مسيحيين و علمانيين – مثل – أسبانيا الأندلس – و لكن أهلها الذين فطرهم الله سبحانه على – فطرته الإسلام – قد هبوا سنة 1949 و بقي شعبها المسلم يقدم التضحيات بالأنفس و الأموال ( كلٌ حسب نيته – و لكل اْمريءٍ ما نوى ) لمدة تزيد على  عشر سنين – و لكن الكفار الصليبيين – هنا فرنسا- أخذوا يضعون الخطط ويرسمون الأساليب و يحيكون المؤامرات – إلى أنْ – أوصلوا الجزائر سنة 1962 – إلى ما يسمى – الاستقلال – تحت متسلط و  فرعون صغير مايع – بن بلة – الذي جيء به من أوربا -  بطائرة أمريكية – إلى الجزائر – وأول من اعترف به دولياً الفرعون الصغير جمال عبد الناصر – زعيم الإنقلاب الأمريكي في مصر –    و أخذ الفراعنة الكبار – الأقطاب – يتصارعون عليها – فأخذ الفراعنة الصغار يتناوبون و يتسلطون عليها فبعد بن بلة – هواري بو مدين  و من ثم الشاذلي بن جديد  و محمد بو ضياف و الأمين زروال  و  إلى آخر فرعون صغير اليوم – عبد العزيز بو تفليقة -  الذي كان وزير خارحية الحكام السابقين لأنه يجيد اللغة الأجنبية و شعره شعر الهيبيين – فهو – أوله تافه و آخره أتفه – و لكنه مصنوع بتقنية – تكنولوجية غربية كافرة و لا يملك من التقنية الإسلامية شيء – في حين كان ينافسه رجال لولا  قوة و نفوذ الكفر لأخذته هو الهيبة منهم – لو كانت المنافسة حرة – و مع ذلك نقول – إنّ الجميع من يوم الاستقلال وحتى يومنا الحاضر – بعيدون كل البعد عن – سبل الله و سبيل المؤمنين – و إنهم جميعا لم يجاهدوا الجهاد الحقيقي والصحيح لتحقيق ما يريده الله تعالى الذي جعل الرسل و الأنبياء – قدوة – وأمرنا بوجوب – التأسي – بخاتم الأنبياء و الرسل – بإقامة الدولة الاسلامية الواحدة – في العالمين – { و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سُبُلنا } العنكبوت 69 )  تلك السبل التي تمكنهم من كشف مخطط و أساليب أعداء الإسلام مهما كَبُرَتْ أو صَغُرَتْ – ولفهموا المحكمات و أبعدوا المتشابهات – الفتنة و البلاء – و لتمكنوا من قهر فرنسا و أوربا و أمريكا – بدولة محمد رسول الله الحبيب – و لما بقيت فرنسا تلعب بالحكام و المسؤولين في الجزائر كما تلعب في أدوات الشطرنج – و أما الأفراد الذين يقومون بالفداء  أو الانتحار – تفجير أنفسهم – و غيرها من الفداء فهذه أمور تحددها – أحكام الشرع و النيات و  <  رفع عن أمتي  ثلاث الخطأ و النسيان وما استكرهوا عليه >  - و المهم والمؤلم هو إنّ – بو تفليقة الصناعة العلملنية – قد قام بعمل منكر و خبيث  و هو تمكين – الرئيس الفرنسي شيراك – في أوائل شهر آذار 2003 من زيارة – مقبرة المليون شهيد – سيراً على الأقدام – الذين قتلتهم فرنسا – و ماذا  سيقرأون على الأرواح – و مكنه كذلك من – التحالف الجديد -  و الخطاب في مجلسي الشعب الجزائري لتوجيهه – فكرياً – إلى – الآفاق الستراتيجية العلمانية –  { قُضِيَ الأمرُ الذي فيه تستفتيان } ( يوسف 41 ) – ومثل القضية الفلسطينية و الجزائرية – قضية وقصة جنوب السودان – كرنك -  و دار فور – و في نايجيريا قضية و قصص .

 

( قصة الشيوعية الإلحادية – و القضية الفلسطينية )

                   و من القصص التي شغلت – تفكير أصحاب العيلة و المعيشة عقوداً { و إنْ خفتم عيلة }             و { و وجدك عائلاً  فأغنى  } المعيشة وهي قضية و قصة القرن العشرين  ( قصة مؤامرة التجربة الشيوعية ) – الشيوعية التي سوقها و أدخلها الغرب الكافر العلماني الصليبي – إلى – المختبر الإسلامي – خاصة كما قلنا – في وسط الشعوب التي هي من أشد و أصلب المجتمعات تمسكاً بالإسلام – القفقاس – منها – شيشان الإسلام – الذين رفضوها من أول يوم فقام ستالين بتهجيرهم و تشتيتهم – و أذربيجان و قرقيزسستان     و كاغزسستان و طاقجستان وأزبكستان و الأنكوش و الأفغاز و مقاطعات أخرى من جورجيا و غيرها من أسماء التجزئة و الذبح لخلق كيانات يسهل السيطرة بها على الإسلام و المسلمين – و في وسط أوربا في – البوسنة     و الهرسك و ألبانيا و كوسوفو و الجبل الأسود و الكثير من اوكرانيا و مقدونيا و مسلمي بلغاريا و مسجدهم في قلب و بؤبؤ عاصمتها – و حتى أنهم قد أوصلوا – الشيوعية – إلى – أثيوبيا و أرتيريا – في أفريقيا و بشكل بسيط إلى – أسبانيا – و  رغم انتهاء المسلمين فيها و لكن فكرهم و حنينهم للإسلام لا يزال باقيا – و ظنوا أنهم بالشيوعية يتمكنون من احراق الجذور بنيران الشيوعية هناك و لكن هيهات لأنها جذور قد أنبتها الله جلت قدرته -  و هذا ما شاهدنا  واقعه  و لمسناه  بأنفسنا و سيأتي بحثه في الفصل الخاص بأسبانيا . 

 

                   و لابد أنْ تكون للشيوعية علاقة بالقضية الفلسطينيةلذلك سنقص هذه القصة الصغيرة – ففي – أيام تنفيذ وعد بلفور و صدور قرار تقسيم فلسطين إلى دولتين فلسطينية و إسرائيلية  سنة 1948 وبعدها قد عمت المظاهرات التنفيسية في العراق -  فقد  دخلتُ أنا في نقاش مع أحد الأصدقاء نسأل الله تعالى أنْ يغفر له     و يرحمه – وكان أحد أعضاء الحزب الشيوعي العراقي – لفقر حالة عيلته المالية و فقر عقله – و كان حزبه الشيوعي في حينه – يؤيد التقسيم و يؤيد إقامة الدولة الإسرائيلية الصهيونية – فكنتُ أقول له ( ما علاقة الفلسفة الماركسية الشيوعية الاقتصادية – بموضوع قرار التقسيم – لا توجد أي علاقة -  وإنّ العلاقة هي فقط في – الحلف و التحالفات – و هناك – تحالف بين ستالين رئيس الاتحاد السوفيتي المسيحي -  و بين تشرشل رئيس وزراء بريطانيا المسيحي و أوربا المسيحية في الحرب العالمية الثانية – و لما كان الحزب الشيوعي العراقي عميل و تبع إلى الاتحاد السوفيتي ظاهرياً و لبريطانيا واقعياً فأنكم تؤيدون وعد بلفور و قرار التقسيم     و هي مؤامرة بريطانية أساسها تعاون اليهود معها لإلغاء اسم الخلافة الإسلامية سنة 1917 )  فأجابني صديقي الشيوعي بقوله ( إنّ اليهود الذين سيهاجرون من دول أوربا و روسيا و بقية دول العالم إلى فلسطين أنهم ناس مثقفون و متطورون وتقدميون لذلك فإنهم سوف يقيمون دولة راقية و متمدنة  و متقدمة تقف بوجه الاستعمار   و الجهل و التخلف والتأخر و الفقر و تقضي على الانحطاط و الفساد جميعاً )  فأجبته ( إنّ دار فلسطين هي دار أهلها الحاليين المسلمين و أقلية مسيحية و يهودية -  فهل إنّ هؤلاء المثقفين الذين سوف يأتون من الخارج لتهديم الدار المتأخرة و الجاهلة و يقطعون يد الاستعمار و يقومون ببناء دار جديدة متقدمة و راقية -  فهل بعد انتهاء مهمتهم و طرد الاستعمار منها سيقومون بإعادة تسليم الدار إلى أهلها و يرجعون إلى من حيث جاءوا )     و كان بإمكان صديقي الكذب  فيجيبني بكلمة واحدة – نعم -  و ينتهي النقاش – ولكن صديقي لأنه شاب شريف    و يكره الكذب ولكنه مخدوع و مستغفل فقد أجابني بما يمليه عليه تفكيره ارتجالياً و سريعاً و ما يراه هو صحيحاً دون الرجوع إلى حزبه الشيوعي قائلا  ( كيف يرجعون إلى ديارهم التي جاءوا منها و قد بذلوا كل تلك الجهود    و التضحيات والأموال  )  فقلت له  ( يا أخي إنّ الدار داري و أنا مرتضيها بخيرها و شرها لنفسي  وقد يأتي اليوم الذي أقوم بإعمارها و لا أحتاج إلى الأجنبي الذي يأخذه مني  و يمتلكه و يدمر حقي في الحياة )  وكم تمنيتُ لو بقي صديقي حياً إلى هذا اليوم ليرى – إسرائيل التجربة النموذجية في الإجرام و اقتراف الأعمال الاستعمارية و اللاانسانية – و يرى كذلك – التجربة الشيوعية كيف فشلت و كيف هدمها الغرب الكافر العلماني كما أنشأها – و يرى إنّ روسيا أشدُّ صليبية و مسيحية من الغرب – و يشاهد روسيا كيف تقف مع صرب يوغسلافيا الصليبيين الذين أبادوا آلاف المسلمين في كوسوفو و في البوسنة و مقدونيا و دفنوهم في مقابر جماعية .

                   و نحن نعجب من  وجود – أحزاب شيوعية – هنا و هناك حتى الآن – و ما الذي يحتاجه الاستعمار من وجودها – و رحم الله تعالى العلامة الشيخ تقي الدين النبهاني و أعطاه الأجر مضاعف عندما وصف الأحزاب الشيوعية و هي في أوج مدها ( إنها من سقط المتاع )  أي  إنها أجزاء الطعام الذي يسقط من مائدة الطعام إلى الأرض فلا يصح و لا يصلح تناوله من قبل الإنسان و قد يصلح للحيوان و هذا مايريده الغرب العلماني من الشيوعية لتثبيت الكفر و الإلحاد في بلاد المسلمين لتكون أرض خصبة لزرع عقيدته العلمانية .

( قصة صراع الحضارات – و كيف صُنعت العلمانية وديمقراطية النهضة الأوربية )

                   و هناك – قصة إنسانية – يُصطلح عليها – صراع الحضارات – و سيأتي بحثها في فصلٍ آخر – و لكن نأخذ منها الآن – الجزء المسيحي – فنقول للمضبوعين و لأشباه المثقفين  ( لا يجوز قياس – إلغاء الخلافة الإسلامية – على ما حصل في القرون الوسطى في فرنسا و أوربا بما يسمونه بالثورة الفرنسية أو النهضة الصناعية  – حيث قام الفرنسيون – بإلغاء الحكم الكنسي الديني من على  الشعوب  -  و وضعوا محلها – العلمانية الديمقراطية – حكم الشعب من الشعب إلى الشعب – السيادة و السلطة للشعب – المهم هو أنّ الذي انتفضوا عليه هو – الحكم الكنسي المتمثل بالقساوسة و الرهبان رجال الدين الكهنوتيين و كان من ورائهم القيصر الطاغية و الفاسد الظالم – القيصر يحكم الناس باسم الكنيسة – و الكنيسة تحكم باسم قيصر و ليس باسم الدين المسيحي – و الخلاصة هي – إنّ الحكم في أوربا كان من طرفين فاسدين – قيصر فاسد و ظالم و متعسف و متخلف و مناع للخير و معتدٍ أثيم – و رجال دين مسيحيين تربطهم مصالح كهنوتية فاسدة – و إنّ السبب في كل ذلك الفساد و الدمار هو – الحلقة المفقودة – وإنّ الحلقة المفقودة هي أنّ  -  الدين المسيحي – لا يملك الأحكام و المعالجات و الحلول لمشاكل و معاملات و علاقات الناس – أي إنّ الدين المسيحي لا توجد عنده نصوص نظام الحكم و لا النظام الاقتصادي و لا النظام الاجتماعي – و هو قاصر على أحكام الأخلاق و العقيدة وحتى العقيدة قد حُرفت { لقد كفرَ الذين قالوا  إنّ الَله ثالثُ ثلاثةٍ } ( المائدة 76 ) – لذلك  فلا توجد عندهم  أحكام معطلة أو أحكام قد أُسيء تطبيقها أو أحكام قد تبدلت و تغيرت – كما كان هو الواقع عند المسلمين في كل العهود بعد رسولنا الحبيب و بتفاوت و أتعسها كان عهد العثمانيين – فواقع أوربا كان واقع يحتاج إلى أحكام و أنظمة     و حلول – قوانين – لا تملكها الديانة المسيحية – لكن واقع المسلمين عند إلغاء اسم الخلافة – كان واقع توجد فيه كل تلك القوانين و الأحكام و لكنها معطلة أو تبدلت أو أسيء تطبيقها – فما هو - الحل - الذي  كان يحتاجه المسلمون – لا يوجد ما يحتاجه المسلمون – لأنّ حتى هذا -  الحل – فهو النعمة التي أنعم الله تعالى بها عليهم – موجود عندهم و هو – إنكار المنكر < من رأى منكم منكراً فليغيره >  و <  من رأى سلطاناً جائراً ... ولم يغير عليه لا بقولٍ و لا بعملٍ كان على الله أنْ يدخله مدخله > و القرآن المجيد و السنة الشريفة مليئة بهذه الحلول – فما كان على المسلمين إلا الرجوع إليها و واجب عليهم العمل بها و إلا يأثمون و جهنم بانتظارهم و لا تنفعهم الصلاة و الصوم و الحج و الزكاة – لأنّ الصلاة هي بالأصل تنهى عن الفحشاء و المنكر فإذا لم يقم المسلم بإنكار المنكر في أوقاته فلا صلاة و لا حج له و تبقى فقط لحيته على وجهه للحيلة و الخداع و هذا هو إسلامنا لو تعلمون  -  وأما أوربا فكانت بحاجة إلى قوانين و أفكار تنقذهم من واقعهم الفاسد – فوضعتْ فرنسا قانون العلمانية سنة 1905  – الحلول الجديدة – و لكنها نصف حلول لذلك كانت فاسدة أيضاً وهي – حكم الشعب من الشعب إلى الشعب – السيادة للشعب فهو يضع القوانين – و السلطة للشعب فهو يختار من يحكمه – في حين – إنّ الإسلام يقول – السيادة لله هو الذي يضع القوانين و الحلول – و السلطة حق  منحه الله إلى الأمة تختار من يحكمها و تختار الأجهزة التي تحاسب من يحكمها بالشورى و هي الاختيار بالرضا من قبل عموم الناس .

                   لذلك يجب عدم تسمية – ما حصل في فرنسا و أوربا – بالثورة – و إنما مجرد – إنقلاب – على الحكام و تبديلهم بحكام آخرين و وضع أنصاف الحلول – و إنّ مفهوم الثورة هو – الرجوع إلى الأصل – و إنّ الأصل عند الانسانية هو الرجوع إلى الله الخالق – فلم ترجع فرنسا و أوربا إلى خالقها و رجعت إلى مفكريها البشر و إنّ البشر  يَخطأ و يَنسى و يُستكره بمختلف أنواع الاستكراه فلا يصلحون لوضع الحلول و النصوص القانونية – و مثلما حصل في فرنسا و أوربا – حصل اليوم في إيران – إنقلاب – تبديل حكام بحكام – و ليس ثورة – أي ليس الرجوع إلى الأصل – و الأصل هو إقامة الدولة الإسلامية الواحدة – دولة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم –  التي كان الصحابي علي خليفة رابع والصحابي الحسن خليفة خامس فيها -  و لا يزال دعاء زين العابدين – اللهم نسألك في دولة إسلامية كريمة -  ينتظر جواب رب العالمين .

            

                   و إن – البابا – رئيس دولة الفاتيكان – اليوم هو مجرد – راهب – و تدرج وظيفيا إلى هذ المنصب الأعلى – و لا يشترط أنْ يكون الأعلم – و يليه بالمنصب – رئيس الأساقفة – تجمعهم – هيئة أساقفة – و لهذه الهيئة – فروع في كل دول أوربا و الأمريكيتين – في حين لا رجال دين و لا كهنوتية في الإسلام و جميع المسلمين رجال دين و نساء دين – و اليوم الخطر على الإسلام و المسلمين يكمن في رجال الدين –لأنّ معظمهم ظلاميون يعيشون في الظلمة و مضبوعين بتقليد أعداء الإسلام فتراهم يشيدون بالديمقراطية الغربية و تاركين الشورى الإسلامية و يمجدون بالحكام الظلمة و لا يدعون إلى الحكام العدول الذين يحكمون بما أنزل الله و ما دعاهم إليه الرسول الحبيب – و الأفظع من ذلك هو إنهم يقلدون الكفار العلمانيين حتى بالأسماء و المصطلحات فنراهم يسمون تنظيمهم و تجمعهم في دول الكفر – الفيدرالية الإسلامية في فرنسا – وليس بالأسماء التي باركها الله و رسوله .

                    و قد جعلوا من – دولة الفاتيكان و رئيسها البابا – مؤسسة مكلفة بمهمة ( حماية الصليب          و المسيحية و التبشير بها و نشرها في العالم – روحياً – و بكل الوسائل  المادية و الفكرية )  و تساعدهم في هذه المهمة ( جميع الدول الأوربية و الأمريكيتين و روسيا و أي دولة يدين أهلها بالمسيحية ) و قد سموا مؤسسة الفاتيكان ( دولة الفاتيكان ) لتتماشى مع – العقيدة الرأسمالية الكافرة وهي – عقيدة فصل الدين عن الحياة الدنيا  -  دع لقيصر ما لقيصر – في دولته و هي اليوم الدول العلمانية -  و دع لله ما لله – إلى – المسيحية في دولة الفاتيكان – فإذا كان – الدين المسيحي – واقعه – يسمح و يتقبل – العقيدة الرأسمالية و العلمانية         و الديمقراطية – و نقول – واقعه لأنّ عنده تتعدد الأناجيل فهو تائه و ضائع و يقتصر على الأخلاق – بينما الإسلام هو دين الحياة الدنيا { اليوم أكملتُ لكم دينكم و أتممتُ عليكم نعمتي و رضيت ُ لكم الإسلام ديناً }            ( المائدة 4 ) فهو دين الكمال والتمام حكماً و اقتصاداً و اجتماعاً – وحتى السياسة الدولية و المعاهدات – و حتى الدبلوماسية – المتمثلة في – رسائل رسول الله الحبيب التي أرسلها بواسطة – مبعوثين – إلى رؤساء الفرس        و الروم و الحبشة و الأقباط – مبعوثين قطعوا المسافات بأيامها و لياليها و بوسائل نقلهم – الحصان – كلها علاقات دولية و أساليب دبلوماسية – خاصة ما يتعلق بحمل الدعوة الإسلامية و نشرها – دولياً – و على أساس دبلوماسي رفيع المستوى – و على بعض من هذا الأساس عمل الصحابة و السلف و التابعون .                                        

 

( أناجيل الديانة النصرانية- تثبت – عيسى هو رسول الله – وليس هو الله )

               و إنّ – الديانة النصرانية المسيحية – المدونة في الأناجيل المتعددة و المتنوعة – وليس إنجيل واحد متوحد هو – إنجيل النبي و الرسول عيسى عليه السلام – بنسخة واحدة – مثلما حفظ الله جلت قدرته – القرآن المجيد – الواحد الموحد – لدى جميع المسلمين – في حين إنّ الإنجيل الحالي تتعدد مضامينه بعدد – الحواريين التابعين للسيد المسيح – و إنّ أتباع و شيعة   كل واحد منهم قد وضع نسخة من الإنجيل باسمه و حسب تفكيره وفهمه للأصل يختلف في نصوصه مع النصوص الأخرى – و هذا ما اعترف به – يوحنا – في إنجيله بقوله ( إنّ الخطر على المسيحية هو من الداخل بتغييره و ليس من الخارج ) و مع ذلك فإنّ جميع الأناجيل رغم اختلافها فإنها جاءت – خالية من الأحكام المعالجة لمشاكل المعاملات الإنسانية الاقتصادية  والاجتماعية أو الحكم بين الراعي و الرعية – فهي تحتوي فقط الأحكام و النصوص العقائدية والروحية – العبادة و الأخلاق – وحتى هذه فقد جاءت مغايرة لفكرة التوحيد التي يتصف بها الله الخالق الأحد – إذاً فإنّ الديانة المسيحية في واقعها الموجود حاليا – ناقصة – و لا يمكن أنْ تعالج مشاكل الناس – و ليس فيها – نظام – يتعلق بالحكم و الدولة منزل من الله تعالى – و هذا ما قاله الله سبحانه { و لما جاءَ عيسى بالبينات قالَ  جِئتُكم بالحكمةِ و لأبينَ لكم بعضَ الذي تَختلفون فيه فاتقوا اللهَ و أطيعونِ } ( الزخرف 63 ) و هل هناك أوضح و أكثر تفصيلا من هذه الآية الكريمة – بالحكمة – بعض – و لا يمكن أنْ يدفع الله و رسوله عيسى – القساوسة والرهبان و الراهبات -إلى  الشذوذ الجنسي أو يطلب منهم العمل خلاف الفطرة الإنسانية و منعهم من الإشباع الجنسي الصحيح – الزواج – و لولا هذه الفطرة والنعمة  لانقرضت البشرية ولانتهى النوع الإنساني .

                   و إنّ العجيب  الذي نلمسه و نراه اليوم هو إنّ المسيحيين يصرون على تمسكهم – بالخظأ والباطل و الاختلاف – و هو في اتباعهم – اختلافات -  الحواريين الإثنى عشر – و هم – أنصار الله – و هم من المؤمنين برب عيسى و برسول الرب عيسى بن مريم عليهما السلام – و هم أتباعه و أول من آمن به – و إنّ الله تعالى قال { يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى بن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله   قال الحواريون نحن أنصارُ اللهِ  } ( الصف 14 )  و { قال الحواريون نحن أنصارُ اللهِ آمنا بالله وَ أشهَدْ بِأنّا مسلمون  }             ( آل عمران 52 ) و لكن الخلل هو في الذين شايعوا و اتبعوا الحواريين و ليس في النبي عيسى و لا في الحواريين – و كل فئة شايعت أحد الحواريين شكلت – طائفة – فأصبحوا – طوائف – و تفرقوا و اختلفوا فجعلوا لكل طائفة منهم – هم و ليس الحواري – إنجيل – خاص بهم و سموه باسم الحواري الذي اتبعوه – إنجيل لوقا وإنجيل يوحنا و هكذا -  وقد ضمنوا أناجيلهم ذلك – الخطأ و الباطل – و لو أنّ رسول الله عيسى  عليه السلام     و كذلك الحواريون قد – عاصروا – أتباعهم – طائفتهم – و اطلعوا على ما دونوه في نسخهم لقاموا – بتكفيرهم – ويستحيل و لا يمكن أنْ يقروهم – لأنهم اعتبروا – إنّ المسيح عيسى بن مريم هو (  ثالث ثلاثة -  و أبن الله -   والخالق  و يُحيي و يُميتْ  ) و هذه مفاهيم كلها شرك و كفر بالله تعالى و هي ليس من صفات المخلوقين – ومن هنا جاء مصطلح الطوائف – الطائفية – و هي غير المذهبية عند المسلمين .

                   و الأشد عجباً هو اننا الآن في عصر - المكننة – و الأجهزة المعلوماتية – و أصبح الحصول على المعلومات الصحيحة أسهل من السهل – فكيف لا يتمكن المسيحيون من – ابعاد الخطأ و الباطل – عن ديانتهم وعن عقولهم – في حين إنهم يقرأون في الإنجيل ( إنّ المسيح هو عيسى بن مريم ) أي مخلوق لخالق و قد أولدته أمه – امرأة – هي مريم عليها السلام – فكيف يكون المولود و المخلوق – خالقاً – في نفس الوقت – و لو كان خالقاً فعلاً – لبقي بهذه الصفة – حتى الوقت الحاضر و لنصرهم أمام العالمين – و إنّ الله تعالى يقول {فاختلف الأحزابُ منْ بينهم فويلٌ للذين ظلموا منْ عذابِ يومٍ أليم } ( الزخرف 66 )  .

 

                   و إنّ الأدلة و الإثباتات التي ترد في هذه الأناجيل الموضوعة للبرهنة على ما ذهبوا إليه – إنّ المسيح عيسى بن مريم هو -  خالقاً – هي متمثلة في ثلاث قصص لثلاث وقائع  – القصة الأولى  – و التي تقول (  إنّ مولوداً قد ولدته أمه – أعمى – أي أنه مكفوف البصر و هو في بطن  أمه – ولكن المسيح أخرج لعابه        و وضعه على تراب أخذه من الأرض و عجنه و وضع العجينة على عين المولود و طلب من أهله غسلها فأصبح الأعمى – مبصراً – و هذا معناه إنّ المسيح قد – خلق – عضواً جديداً لم يكن مخلوقاً في جسم الإنسان – فالمسيح يكون خالقاً – وهل هو الذي خلق آدم أبا البشر – أم كذلك هناك قرد و تطور إلى إنسان  )  و هناك – قصة ثانية – هي (  أنّ المسيح قد جاء إلى قبر أحد الأحبار كان قد مات منذ مدة و طلب من جثة الميت القيام       و الالتقاء بالمسيح و فعلاً نهض الميت و جاء إلى المسيح و اجتمع معه فالمسيح يحيي الأموات )  و هناك – قصة ثالثة – هي ( إنّ المسيح قد اقترب من – شجرة التين – ليأكل من ثمرتها فوجد الشجرة خالية من الثمر فطلب من الشجرة أنْ -  تموت -  فهي قد ماتت في الحال و أصبحت يابسة بعد أنْ كانت خضراء و تساقطت جميع أوراقها و هذا معناه أنّ المسيح يُميت ) هذه هي القصص الثلاث التي تبرهن على أنّ المسيح هو الله الخالق .

                   و إنّ هذه – القصص الثلاث – من الناحية العقلية و من الناحية الواقعية – لا تشكل – دليل – لإثبات – أنّ المسيح هو – الخالق – وهو الذي – يُحيي و يُميت – و نحن لا نقول إنها – قصص غير صادقة كيف نقول ذلك وإنّ قرآننا المجيد قد أيدها – و إنما الذي نقوله هو -  إنّ ما ورد في هذه القصص من – أعمال هي  صحيحة و صادقة و هي أعمال قد قام بها الرسول عيسى عليه السلام  فعلاً – و لكنها إنْ دلت على شيء فإنها تدلُّ على – أنها أعمال  قد حصلت بإذن الله جلت قدرته – لتكون من ضمن – المعجزات – التي تثبت بأنّ السيد المسيح هو – رسول الله – كما هو عمل الله تعالى مع نبينا محمد الحبيب – عندما قام رسولنا محمد الحبيب – بوضع لعابه على عين الصحابي علي عندما كانت عينه مصابة بمرض الرمد فشُفيَّ و أستلم قيادة جيش خيبر – و كذلك عندما قال ( إني خاتم النبيين و لا نبي بعدي – وإنّ الخلافة بعدي ثلاثون سنة – يا عمار تقتلك الفئة الباغية وقتل عمار في صفين ولم يمت طبيعياً – و هذا ولدي الحسن سيد و يصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين – و غيرها الكثير من المعجزات ) – فهل يجوز للمسلمين القول – إنّ محمد رسول الله الحبيب – يشفي المرضى و الله تعالى يقول { و إذا مرضت فهو يشفينِ } ( الشعراء 81 ) – أم هل يجوز للمسلمين القول – إنّ رسولهم محمد الحبيب – يعلم الغيب – و لا يعلم الغيب إلاّ  الله – و إنّ هذه الغيبيات التي صدرت عنه تدل على أنه رسول الله و إنّ الله هو الذي يعلمه الغيب لتكون من المعجزات في حياته و بعد مماته – فإذا كان الرسول عيسى هو – الرب – فكيف يغفل عن – تنظيم الجنس – عند القساوسة و الرهبان و الراهبات – بالزواج – و حاشاه أنْ يغفل    و هو رسول الله – و إنّ الخطأ و الغفلة قد حصلت من – أتباع الحواريين – و الشذوذ الجنسي اليوم على أشده في الكنائس و بين الرهبان و الراهبات في الدول المسيحية خاصة بعد ظهور التلفاز و القنوات المرئية        و الفضائية – إلا إذا حرم التلفاز عليهم – و الأخبار تقول – إنّ جرائم الجنس في كنائس ولاية  – بوستن – الأمريكية على أشده و لا يطاق .  

 

                   و إنّ ما حصل مع رسول الله عيسى و مع رسول الله محمد و مع النبي إبراهيم { فخذ أربعة من الطير فصُرهُنَّ إليك ثم اجعلْ على كل جبلٍ منهن جزءاً ثم أدعُهنَّ يأتينك سعياً } ( البقرة 261 )  و حصل مع كافة الرسل و الأنبياء عليهم جميعاً السلام و هو ما أثبتته جميع الكتب السماوية و قد صدّقَ – قرآننا المجيد – كل ما ذهبنا إليه { يوم يجمعُ اللهُ الرسلَ فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا انك أنت علام الغيوب } ( المائدة 109 )  فالغيب قاصر على الله تعالى الخالق الذي لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوً أحد – و هو المُحيي و المُميت و علام الغيوب – و هو الذي يأذن للرسل  و الأنبياء بأنْ يقولوا و يعملوا ببعض هذه الصفات الإلهية – و قد أذِنَ للرسول عيسى بن مريم عليهما السلام بتصرفات و أعمال تلك الصفات لتكون معجزة له لإثبات نبوته و رسالته و هذا ما وضحه لنا ربنا جلت قدرته في قرآنه المجيد { إذ قال اللهُ يا عيسى بن مريم إذكر نعمتي عليك و على والدتك إذ أيدتُك بروح القدس تُكلمُ الناسَ في المهدِ و كهلاً و إذ علمتك الكتابَ و الحكمةَ و التوراة و الإنجيل و إذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخُ فيها فتكون طيراً بإذني و تُبريءُ الأكمة و الأبرًصَ بإذني و إذ تخرج الموتى بإذني و إذ كففتُ بني إسرائيل عنك إذ  جئتهُم بالبينات فقال الذين كفروا منهم إنْ هذا إلاّ سحرٌ مبين }       (المائدة 110 )     

                    و إنّ الله تعالى قد بيّنَ و وضح ما هو ( شرع الإسلام ) و ما هو ( شرع محمد رسول الله ) وبشكل دقيق و مركز في قوله جلت قدرته { شَرَعَ لكم من الدين ما وصى به نوحاً و الذي أوحينا إليك و ما وصينا به إبراهيم و موسى و عيسى أنْ أقيموا الدين و لا تتفرقوا فيه كَبُرَ على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي  إليه من يشاء و يهدي إليه من يُنيبُ } ( الشورى 14 )  و هذا يثبت بأنّ – الدين الإسلامي – هو الدين الوحيد الذي يمتلك جميع – حقوق الإنسان – و التي كانت مجزأة على بقية الأديان حسب وصايا الله جلت قدرته من أول يوم نزوله قبل أكثر من ألف و أربعمائة سنة – و إنّ المسلمين يعترفون و يُقدسون جميع الأنبياء و الرسل و إنهم قد جاءوا -  بالحق – و هذا – أقدس حق عندهم – و لكن أتباع بقية الأديان  ينكرون علينا حتى ( حق الإيمان برسولنا الحبيب ) .

                   و أما بشأن – المجادلة – مع -  أهل الكتاب  - فإنّ الله سبحانه قد وضح – الوسيلة في مجادلتهم في قوله الكريم { و لا تجادلوا أهل الكتاب إلاّ بالتي أحسنُ إلاّ الذين ظلموا منهم و قولوا آمنا بالذي أُنزل إلينا       و أنزل إليكم و إلهنا و إلهّكم واحد و نحن مسلمون } ( العنكبوت 47 )  و بشرط أنْ نبين لهم أين  هو الكفر        و الشرك في أقوالهم و بالتي هي أحسن مثلما علمنا ربنا بقوله في سورة ( المائدة 18 و 73 و 74 ) { لقد كفر الذين قالوا إنّ اللهَ هو المسيحُ اْبنُ مريمَ . لقد كفر الذين قالوا إنّ اللهَ ثالثُ ثلاثةٍ  و ما من إلهٍ إلاّ  إلهٌ واحدٌ } حتى يفهموا -  التوحيد – و يفهموا كذلك بأنّ المسيح هو – رسول الله – وإنّ أمه ( صديقة ) .

 

                   إنّ الكافر المستعمر العلماني من اليوم الذي ألغى فيه – اسم الخلافة الإسلامية – فهو في عمل مستمر للحفاظ على مكسبه الضخم هذا و كذلك للحصول على مكاسب أخرى في تدمير الإسلام و المسلمين – لذلك تراه في دراسة مستمرة لمراجعة أساليبه – لتغييرها أو تجديدها أو إلغائها – فمثلاً – هو كان يسعى إلى أنْ يقلد المسلمون عمله في فصل الدين عن الحياة بتأسيس مؤسسات و أجهزة للدين – فأصبح  للمسلمين مؤسسات دينية ضخمة مثل – الأزهر – في مصر - و – الحوزات العلمية – في العراق و بقية الأقطار – لعلها تعوضهم      و تصرفهم عن دولتهم الإسلامية الواحدة – حتى أخذت هذه المؤسسات تجبي الأموال و توزعها على بعض الناس مثل الزكاة والخمس و هي من صميم أعمال الدولة الإسلامية و كان الواجب على الأزهر و المراجع عند مراجعة الناس لهم بشأن الزكاة و الخمس يطلبون منهم إقامة الدولة الإسلامية لأنها هي المرجع في هذه الأمور – و إنّ هذا الأسلوب قد كشفه المسلمون – و استمروا على معاملة هذه المؤسسات إنها – فقهية – و أخذ المسلمون يطالبون الأزهر و الحوزات بوجوب العمل لإقامة الدولة الإسلامية – لأنّ إقامتها من صميم عملهم الديني – و لكن هذه المؤسسات لم تستجب للمسلمين بسبب أنّ تأسيسها كان بفعل أعداء المسلمين و ليس بفعلهم – لذلك فإنّ هذه المؤسسات قد انعزلت عن الجماهير السياسية  التي ضاعت في القومية و العشائرية و الشيوعية – والله تعالى يراقب و يسجل كافة الأعمال – و ماذا يعمل شيخ الأزهر أو المرجع أو رئيس الحوزة أو الهيئة إذا كان قد وصل إلى هذه المناصب العليا بفعل من أسسها و المسيطر عليها فهو لا يسمع نداء و دعوة المسلمين حتى إذا صرخوا معه و نفخوا – بالصور – لأنّ لديه التزام مع أولئك الأعداء – ولكن عند عدم وجود هذا الالتزام تراه هو يسعى إليك ليشد أزرك لتحقيق ما يريده الله و رسوله – لذلك تراهم يصدرون الفتاوى التي تثبط عزم      و همة المسلمين – أو يصدرون فتوى بتحريم بناء توراة لليهود مجاور المسجد الأقصى – والمسجد الأقصى نفسه تحت سيطرة المحتل الصهيوني في حين كان عليهم إصدار الفتوى بوجوب وجود الدولة الإسلامية لتحرير القدس و تهديم التوراة التي يتم بناءها على أساس غير قانوني وغير شرعي – و هناك قاعدة إسلامية بعدم جواز بناء أي مكان لعبادة غير المسلمين في دار الإسلام وأي بناء يحصل يعتبر تجاوز و التجاوز يزال بل و لا يجوز تعمير تلك الأماكن حتى إذا كانت آيلة للسقوط و بنظر الإسلام قد انتهى دورها في الحياة الدنيا .

                    و بمناسبة تغيير الاستعمار لأساليبه – نذكّر المسلمين بواقع حاصل – وليس خيال أو إدعاء – فقد اعترف وزير خارجية بريطانيا السابق – نثنك – أثناء العدوان الثلاثي على – مصر – التي كانت تسيطر عليها بريطانيا و بإنقلاب 1952 و سيطرة أمريكا عليها – وفي أزمة قناة السويس – وفشل العدوان الثلاثي – بريطانيا و فرنسا و إسرائيل – فقد أخذت الدول التي لا زالت تحت الاستعمار البريطاني بشتم و سب بريطانيا و أخذت تعلن الاخلاص أو ما يسمونه بالوطنية – و في مؤتمر صحفي لوزير الخارجية فقد أحرجوه بالأسئلة – هل بقية الدول الخاضعة لسيطرة بريطانيا قد تمردت عليها و تحولت إلى أمريكا – فقد أجابهم – لقد غيرنا أسلوبنا القديم الذي كان فيه العملاء يمدحوننا و يمجدوننا و يظهرون عظمتنا مثل – بريطانيا العظمى -  فأوعزنا إلى تلك الدول بشتمنا و سبنا و إظهار العداء و المعارضة لنا  لتكسب جماهيرها لصالحنا  .   

 

 ( ولي الله عرف الشورى و طبقها و لكن المراجع و الفقهاء لا يريدونها ) 

 

               لقد أظهر – مجهر العلمانيين – لهم – أهمية سورة الشورىعند المسلمين – وإنّ ابرز ما في الآية الكريمة التي سمى الله تعالى السورة باسمها – الشورى -  و هي { و أمرهم شورى بينهم } صياغة ربانية لحد الآن لم يدرك مقاصدها حتى - المراجع و الأزهر و الحوزات    و الفقهاء - رغم إنّ ولي الله علي عرف للناس قلبها و لبها فقال (الشورى هي الإختيار بالرضا من قبل عموم الناس ) و لم يكتف بذلك و كأنما الله تعالى قد أبقاه ليطبقها تطبيقاً عملياً و بكل هدوء وتأني بعد أنْ تطاير منها قبله جل الصحابة و أقربهم إلى رسول الله الحبيب – فبعد أنْ قبل رئاسة الدولة الإسلامية – الخلافة – كُرهاً – و بكل هدوء و تأني طلب من المسلمين خاصة المهاجرين و الأنصار الحضور إلى المسجد غداً – أشرف مركز انتخابي – للاختيار و المبايعة بالرضا لتطبيق ما أنزل الله وإعادة معالم الدين – هذا كله قد كشفه – مجهر الكفار العلمانيين – فوضعوا أسلوبهم الخبيث و الفاسد ونظريتهم – لمحاربة النظرية و القاعدة الإلهية – نظريتهم -  الديمقراطية - حكم الشعب لنفسه وبنفسه – فصل الدين عن الحياةفهي نظرية فاسدة – لأنه لا يمكن أنْ يجتمع الشعب ليضع القانون – و إنما تضعه لجنة تتأسس على أساس المصالح النفعية و حتى هذه اللجنة لا يمكن أنْ تجتمع لتضع القانون لعدم وجود الأسلاك لتربط عقولهم للعمل       و للفكر الواحد في لحظة واحدة و بذبذبة واحدة  و إنما تكلف اللجنة  شخص من بينها أو من خارجها ليضع  مسودة القانون حسب هواه و المصالح التي يرتبط بها ومن ثم تقوم اللجنة بتأييدها – كلها خداع و فساد بفساد  و المظلوم فيها الشعب و الأمة – والغالب هو الاستعمار العلماني – و معه – المنتفع – المراجع و الحوزات و الفقهاء و العلماء- لذا فإنهم لا يريدونها .

                و إنّ أعداء الله و الإسلام حاربوا كل القيم و الأحكام حتى – الوحدة – التي هي أحلى كلمة وأسمى هدف للإنسان في الحياة – فتعددت – الأمم – و تعددت – الدول – ولكن – الجنة و النار – لم تتعدد – وأحدث أسلوب وضعوه هو – نظرية العولمة – العولمة الاقتصادية والفكرية – و هي – حرية انتقال -  رأس المال و الفكر العلماني – بين المجتمعات و الدول  ونحن لا نعارض الانتقال الصالح و الشريف و البناء للإنسانية -    و إنما نعارض الانتقال والاشتغال بلا قيود و لا شروط و لا قيم و لا أخلاق و لا حرام و لا حلال – وهذا يؤدي اليوم إلى هيمنة الدول القوية على الدول الضعيفة -  و إنسان الكبرياء الظالم على إنسان الإيمان و الصلاح  ليظلمه –  و هذا بدوره سوف يدعم سيطرة – القطب الواحد – على الاقتصاد و السياسة و الفكر دولياً – و هذا هو ما حاصل و يحصل في فلسطين الكارثة ونسأله تعالى أنْ يكون بعونها ويُهيء من ينقذها و ينقذ الأمة الإسلامية بإقامة الدولة الإسلامية الواحدة آمين .

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق