............رقم الإيداع (337) (دار الكتب والوثائق - المكتبة الوطنية) (بالموصل 4677 في 7/12/2005) (وقبض الرسم بالرقم1513في 7/12/2005)..........

مؤلف كتاب الشورى

الفهرست

الخميس، 18 يونيو 2009

الفصل الرابع

 

لمن المنّة في توصيل الإسلام إلى الناس

و كيف يكون حب رسول الله الحبيب

 

{ وَ لقدْ وَصَّلنا لهمْ القولَ  لعلَّهُمْ يَتَذَكَّرونَ }   { وَ لا تَمْنِنْ  تَستكثر }

 

{ يمنون عليك أنْ أسلموا قُلْ  لا تمنوا عليّ إسلامكم بل اللهُ يَمنُّ عليكم أنْ }                     { هداكم للإيمان  إنْ كنتم  صادقين }

 

            لقد أخبر رسولنا الحبيب – الصحابي علي – بقوله الشريف < من الأمة سيمنون بدينهم على ربهم > و هذا ما كرّهه رسول الله الحبيب – و نقول - إذا كان لابد من وجود – منّة – للبشر في توصيل الإسلام للناس – فالمنّة تكون للرسول و للصحابي علي و سيفه - قبل أي صحابي آخر – وانّ الإسلام يُجيب هنا – إنّ المنّة لله وحده الأحد – وهو الذي -  منّ – على الرسل و الأولياء بتكليفهم بمهماتهم وهذا فضلٌ من الله عليهم – ولذلك تراهم دائما يتوسلون و يطلبون – رضا – الله جلت قرته و يخافون غضبه – و من ْ هو من الصحابة تمثلت عنده هذه الصفة مثلما هي نابعة منْ شخصيتي رسول الله الحبيب و وليه علي – و لكن انقسام المسلمين – بفعل الأعداء – إلى فئتين – سنية و شيعية – و مذاهب و فئات أخرى – قد شكل و أوجد أرضية يطمع بها – أعداء الإسلام و الكفار و معهم و في خدمتهم المنافقون من المسلمين خاصة – الحكام العملاء – و منْ والاهم – الذين حُليت الدنيا في أعينهم و الذين هم كالبهيمة همها علفها – و لا يُؤمنون باليوم الآخر – فتراه  ملحد شيوعي ويدعي انه – سني أو شيعي – وكذلك تراه علماني ويطالب بإبعاد الدين عن السياسة و يدعي انه – سني أو شيعي – و الأتعس من ذلك كله- يشرب الخمر ويزني و يقوم بجميع الموبقات وتراه – يعمق التفرقة و الخلاف بين السنة و الشيعة من خلال ادعائه التمسك بإحداهما – وهل هناك فرق بين هؤلاء و بين ما يسمون برجال الدين عندما يقومون بنفس عمل التفرقة و الخلاف – وبذلك يكونون من الظلاميين – و بالنتيجة فانّ تكالب هؤلاء جميعا و وقوفهم على هذه الأرضية من – الانقسامات و التجزئة و التفرقة و الخلافات – للحيلولة دون نهوض المسلمين – وهم اليوم في عصر الهبوط و التأخر و الانحطاط – و سابقا كانوا في – عصر تعطيل الأحكام أو إساءة تطبيقها أو تبديلها – و إنّ ذلك – العصر هو السبب في وجود هذا – العصر – يوما بعد يوم إلى انْ وصلنا إلى واقع تستنجد – شيشان الإسلام – بالبابا و بالفاتيكان – ليخلصوهم من – محنة ظلم وغدر حكام الروس المسيحيين – ولكن – لا مجيب لا من البابا     و لا من الأزهر و لا من أي مرجع ديني – وانّ الله تعالى يقول { و العَصرِ 0 إنّ الإنسانَ لفي خسر 0 إلاّ  الذين آمنوا و عملوا الصالحات و تواصوا بالحقِّ و تواصوا بالصبرِ }  0

            و نقولها بصراحة إنّ – عصر تعطيل الأحكام – قد بدأ أيام الصحابة و السلف – أي إنّ – الصحابة و السلف – هم الذين أوصلوا إلينا هذه – التركة من الفرقة و الانقسام و الاختلاف     و التناحر – لأنهم بشر – وانّ البشر يخطأ و يصيب – وانّ الخطأ و الصواب موجود حتى في – الاجتهاد و الفقه – فكيف إذاً – بالتطبيق و تعطيل الأحكام 0

 

            لذلك يخطأ من يقول – إنّ الصحابة و السلف قد أوصلوا لنا ديننا و إسلامنا – ولهم – المنّة – على المسلمين بإيصالهم الإسلام إليهم 0 و انّ الصحيح هو – إنّ الله جلت قدرته هو الذي أوصل الإسلام إلينا و له وحده – المنّة – علينا – وليس لغيره من الرسل و الصحابة – فالله جلت قدرته – هو الذي أنزل الإسلام و هو الذي – منّ – على الرسل بجعلهم – رسلاً – و أوجب عليهم و على كل مسلم و منهم الصحابة – الدعوة و نشر الإسلام – لذلك قال الله تعالى { ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون } ( القصص 52 ) 0 

            فهل يوجد أوضح و أكثر صراحة من { ولقد وصلنا لهم القول } و من قوله تعالى لرسوله الحبيب { إنك لا تهدي من أحببت و لكن الله يهدي من يشاء و هو أعلم بالمهتدين }       ( القصص 56 ) و إنّ الله سبحانه قد ذهب إلى أبعد من – وصلنا – و من – انك لا تهدي – و ذلك في قوله الكريم { و لئن شئنا لذهبنَ بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلاً }                ( الإسراء 86 ) فهل يوجد نص أدق بلاغة و فصاحة من نصوص هذه الآيات الكريمة – فهو وحده  مثلما وصله إلينا قادر أنْ – يمحوه من صدورنا ومن صحفه – و نصبح و كأننا لم يصلنا شيْ 0

            إذن و حتى الرسل و منهم – رسولنا الحبيب – لا يعرفون من هم – المهتدين و الصادقين – إلا بعلم مِنَ الله تعالى الذي يعلم – الغيب – وما يخفى 0

            و نحن – نحب رسولنا – بأمر -  من الله تعالى و تهديده – و ليس لانّ رسولنا الحبيب قد أوصل إلينا إسلامنا – و إن قيام رسول الله الحبيب بتبليغ الإسلام إلينا و إلى العالمين كذلك كان – بأمرٍ – من الله تعالى – إذن – حبنا – و إيماننا بالرسول – لا تجوز إنْ تكونَ – مقابل – توصيله الإسلام إلينا – و إنما – بأمر – من الله – وبالطريقة – التي رسمها الله سبحانه إلينا و هي { قل إنْ كان آباؤكم و أبناؤكم و أخواتكم و أزواجكم و عشيرتكم و أموالٌ اقترفتموها و تجارةٌ تخشون كسادها و مساكنُ ترضونها أحبُّ إليكم من الله و رسوله و جهادٍ في سبيله فتربصوا حتى يأتيَّ اللهُ بأمره و الله لا يهدي القوم الفاسقين } ( التوبة 25 ) هذا هو حب رسولنا الحبيب الذي أمرنا الله تعالى به0

           وقد أورد البخاري بانّ – الصحابي عمر بن الخطاب – قال للرسول الحبيب – أنت يا رسول الله أحبُّ إليَّ من كل شيْ إلاّ نفسي التي بين جنبي – فقال له النبي < لن يؤمن أحدُكم حتى أكونَ أحبَّ إلى نفسهِ من نفسهِ        و مالهِ > فأجابه الصحابي عمر – و الذي أنزل عليك الكتاب لأنتَ أحبُّ إليَّ من نفسي بين جنبي – فقال له رسولنا الحبيب < الآنَ يا عمر > فهذه هيَّ محبة الرسول الحبيب – وهذه هي – طريقة محبته – و إلاّ – لا إيمان لمن لا يحب  رسول الله الحبيب – و إنّ الله تعالى قال { و لا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه } ( التوبة 121 ) 0

            و إنّ رسول الله الحبيب – يعطي درجة أعلى – لمن صدقه و أحبه – دون أنْ يراه – أي – على من – صحبه و رآه - أي لم يكن من الصحابة – حيث قال رسول الله الحبيب < يا أبا بكر ليـتَ إني لقيتُ أخواني > فأجابه أبو بكر – يا رسول الله نحن إخوانك – فقال له الرسول < لا انتم أصحابي و إنّ إخواني هم الذين لم يروني و صدقوا بي و أحبوني حتى إني لأحبُّ إلى أحدهم من ولده  و والده >  فإذنْ هناك فرق بين – الصحبة – و بين – الاخوة – وانّ الله تعالى قال { إنما المؤمنون اخوة } ( الحجرات 10 ) و لم يقل – إنّ صحابة رسول الله اخوة     و لا اخوته – ولكن رسول الله قال – انتم أصحابي 0

            و من هذه -  المحاورة -  بين رسولنا الحبيب و الصحابي الصديق – يتضح لنا – انّ هناك ناس آمنوا    و صدقوا الرسول و لم يروه – لأنّ – الله تعالى هو الذي – أوصل – إليهم الإسلام وليس الصحابة أو السلف – لذلك أعطاهم الله ورسوله – درجة أعلى – من الصحابة – وهل من المعقول أنْ يكون من وصل إليه الإسلام أعلى درجة من الذي أوصل إليه الإسلام – كلا – إذن فانّ الصحابة ليس هم الذين أوصلوا الإسلام و إنما الله تعالى هو الذي أوصله – و إنّ الأكثر دقة هو قوله سبحانه { و لكن الله حبَّبَ إليكم الأيمان و زينه في قلوبكم و كرَّهَ إليكم الكفرَ و الفسوقَ و العصيانَ أولئك هم الراشدون } ( الحجرات 7 ) – و إنّ الله سبحانه هو الذي – أمر – الصحابة وغير الصحابة – الناس – بحب الرسول – العربي – و بالطريقة التي رسمها – و إنّ – الصحابة و الناس – هم من – الأعاجم و العرب – و هذا ما وضحه قوله تعالى { إنا أنزلنا عليك بالحق فمن اهتدى فلنفسه ومن ضلََّ فإنما يضلُّ عليها و ما أنت عليهم بوكيل } ( الزمر 41 ) – فالرسول هو – منذر ومبلغ - فقط – و بأمر الله جلت قدرته الذي قال { قل إنْ كنتم تحبون الله فاتبعوني يُحببكم اللهُ و يغفر لكم ذنوبكم و الله غفور رحيم } ( آل عمران 31 ) – و بهذه الأحكام و القواعد الإلهية التي تضمنها – المبدأ الإسلامي و عقيدته – فقد صُهرتْ القوميات – وأصبح – العرب و الأكراد و الصرب و الأفغان و الفرس و الأقباط و الأتراك و المجوس و الهنود و الإيرانيين و الصينيين و الأفارقة و البربر و الأوربيين و القفقاس و الأمريكان – كلهم جميعا – مسلمون و مؤمنون              و صادقون و أخوة – إنما المؤمنون أخوة 0

 

            و إنّ – فضل – الصحابة و السلف – و منتهم – هي على – أنفسهم – و ليس على – الله تعالى – و لا على المسلمين- لأنه إذا كان عملهم عمل صدقٍ فسوف – يفوزون هم بالجنة – التي وعدهم اللهُ بها – وعلى من ينتظر من المسلمين – وجوب حمل الدعوة الإسلامية – ووجوب إقامة الدولة الإسلامية الواحدة والمحافظة عليها – فإذا كان عملهم مثل عمل الصادقين الذين سبقوهم – سوف يدخلون الجنة مثل ما وعدهم الله تعالى – ولا فضل لمن يحمل الدعوة سابقا و حاليا اليوم على الناس وإنما فضلهم على أنفسهم – إذن فإنّ – عمل – الصحابة بالإسلام – هو كان – لأنفسهم – وليس – المنّة – على الناس { أنْ اْشْكُرْ للهِ و منْ يشكر فإنما يشكر لنفسِهِ }      ( لقمان 12 ) 0

 

            و إنّ – أهم عمل – للصحابة – بعد – وفاة رسول الله الحبيب – هو – ما طبقوا – أو ما عطلوا – أو ما أساؤا – من الأحكام الشرعية – المتعلقة – بنظام الخلافة – نظام الحكم – و فعلاً – قد أقاموا – الخلافة – بغض النظر عن الأخطاء التي حصلت – فلم يقيموا غير الخلافة – لا الجمهورية و لا الملكية و لا الإمارة و لا الدكتاتورية و لا الطغاة – لذلك  فقد – صدق رسولنا الحبيب بحديثه الشريف < الخلافة بعدي ثلاثون سنة ومن ثم ملك عضوض > فهل يقدر اليوم  – ما يسمون  برجال الدين أو وعاظ السلاطين و المراجع و الفقهاء – من تطبيق – حكم الخلافة – أو الدعوة إلى – نظام الخلافة و الشورى – وهي فروض شرعية – مثل – فرض الزكاة و الخمس و الصلاة و الحج و الصوم – بل و إنّ فرض – الخلافة و الشورى – في أعلى درجات سلم الفروض – بدليل – إنّ من يمتنع عن تطبيقها يموت ميتةً جاهلية ميتة الكفار – بينما الذي يمتنع عن الزكاة و الصلاة يبقى مسلماً و يموت ميتة المسلمين ولكن له عقوبة – وانّ الفرق كبير بين الميتتين – وانّ فروض نظام الحكم في الإسلام منها - الخلافة و الشورى -  يجب على المراجع والعلماء القيام بها – لأنهم أعلم من العامة و المقلدين – هذا من ناحية ومن ناحية أخرى – فهم من أية فئة كانت فعليهم الإقتداء بالخليفة الأول الصديق الذي عمل          و أصبح خليفة و بالخليفة الرابع علي و الخامس الحسن بالشورى قد أصبح كل منهما خليفة – و انْ لا يقتصر عملهم – على الصلاة و خطب الصلاة و جباية الخمس والزكاة – و إلاّ لأصبح واقعهم الواقع الذي أدانه الله       و رسوله { أ فَتُؤمنون ببعضِ الكتاب و تَكفرون ببعض فما جزاءُ منْ يفعلُ ذلك منكم إلاّ خِزيٌ في الحياة الدنيا       و يومَ القيامةِ يردونَ إلى أشدِّ العذاب و ما اللهُ بغافلٍ عمّا تعملونَ } ( البقرة 86 ) – وكذلك – ليس المطلوب منهم – التناحر و الدفاع عن الصحابة و السلف و التمادح ببعضهم – من خلال – الخطأ أو الصواب – الذي صدر عنهم – لأنّ رسولنا الحبيب حذرنا من ذلك < إياكم و التمادح فانه الذبح > ذبح السني و الشيعي و المالكي و الشافعي     و الأصولي و الأخباري و هكذا – و بعد ذلك – يجب أنْ يقتصر عملنا على مناقشة – أعمال و أقوال – الصحابة      و السلف – لمعرفة ما هي أحكامنا الإسلامية لتطبيقها و في قمتها – الخلافة و البيعة و الشورى – وهي التي تحدد مصيرنا الجنة أو عذاب النار 0

            و إنّ من أحد بنود -  البراءة – التي أعلنها رسولنا الحبيب < لا يدخل الجنة إلاّ نفسٌ مؤمنةٌ > و انّ الله تعالى يقول { الذين إنْ مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة و آتوا الزكاة و أمروا بالمعروف و نهوا عن المنكر وللهِ عاقبة الأمور } ( الحج 41 ) فعاقبة الأمور إلى الله و ليس للناس ليقولوا – هذا صادق وهذا خاطيء و هؤلاء يحبهم الله و هؤلاء يبغضهم – فيكون في قولهم هذا تحدي لله – و لكن الله تعالى هو الذي يتحدى الناس فيقول لهم – هذا صادق و هذا غير صادق – و يقول { ولا تكونوا كالذين تفرقوا و اختلفوا من بعد ما جاءهم البينات      و أولئك لهم عذاب عظيم يوم تبيض وجوهٌ و تسود وجوهٌ } ( آل عمران 105 ) وقال رسولنا الحبيب < يا علي إنّ أُمتي سيفتنون من بعدي بأموالهم و يمنون بدينهم على ربهم > 0

 

           و مما تقدم – فلا يجوز القول – انّ الصحابة و السلف قد منّوا على المسلمين بإيصال الإسلام إليهم – لانّ منّتهم هي على – أنفسهم – ليدخلوا – الجنة – وليس – المنّة – على المسلمين – و إنّ – المنّة – يملكها الله تعالى وحده و هو – المنان – و هي قاصرة عليه و لا يملكها بشر – و حتى الرسل لا يملكون – المنّة – لأنهم لا يملكون هداية الناس – و إنّ الرسول لا يملك حتى – العلم – بالمهتدين – و إنّ – العلم – بالمهتدين هو كذلك قاصر على الله وحده – و هو الذي يعطي العلم إلى من يشاء – وانّ الله سبحانه هو الذي – يمنّ – على الرسل ليجعلهم – رسل – لتوصيل الرسالات إلى الناس بأمر منه – وهذا واضح كل الوضوح في القرآن المجيد { يمنون عليك أنْ أسلموا قل لا تمنوا عليّ إسلامكم بل الله يمنُّ عليكم أنْ هداكم للأيمان إنْ كنتم صادقين } الحجرات 17 ) فهل هناك أكثر من هذا الوضوح – إنْ كنتم صادقين – و أيهما أقرب إلى – الصدق و الأيمان – الإعلان و القول بأنهم مسلمون – أم – عمل الفتوحات – قطعا – إعلان الإسلام – هو – المقدم على – الفتوحات – و هل- انّ تعطيل الأحكام أو إساءة تطبيقها – يتفق مع – إعلان الإسلام و القول به – إذن – ما فائدة الفتوحات التي تحصل من قبل من يُعطل أو يُسيْ إلى الأحكام الشرعية – و لكن نبقى نقول – إنّ هذه الفتوحات إذا أدت إلى – توصيل – الإسلام إلى الناس – فانّ هذا – التوصيل – هو بفعل الله تعالى – مالك الإسلام و مالك يوم الدين – و ليس ممن – يعطل أو يسيء إلى الأحكام 0

            و إنّ الأكثر تأكيدا لكل ما ذهبنا إليه هو قوله تعالى { قالت لهم رسلهم إنْ نحن إلاّ بشرٌ مثلكم و لكن الله يمنُّ على من يشاء من عباده } ( إبراهيم 11 ) و إنّ رسولنا الحبيب و كل الرسل لا يقدرون على – إكراه – الناس على – الإيمان – { ولو شاء ربك لآمنَ منْ في الأرض كلهم جميعا أ فأنتَ تكره الناس حتى يكونوا    مؤمنين } ( يونس 99 ) – إنّ الله تعالى وحده يقدر على إدخال الإيمان إلى – قلوب الناس – كلهم جميعا- ما أروع هذه البلاغة و الفصاحة – و لكن إرادته تعالى لا تشاءُ ذلك – و إنّ الرسول لا يقدر على انْ يجعل الذين لم يؤمنوا على إكراههم بأنْ يكونوا من – المؤمنين – فكيف إذن – بالصحابة و السلف – وحتى إذا – نقلوا – الإسلام إلى من لم يؤمنوا أو الذين يهتدون ويؤمنون 0

            و كذلك قال الله سبحانه { ولو شاء اللهُ ما أشركوا و ما جعلناكم عليهم حفيظاً و ما أنت عليهم بوكيل }   ( الأنعام 107 ) فكيف إذن يقدر الصحابة و السلف على توصيل الأيمان للناس - – فلا يقدرون إلاّ على – القيام بالفروض و الواجبات – و ترك المحرمات و المكروهات – وإن الله تعالى قال { هو الذي أرسل رسوله بالهدى     و دين الحق ليظهره على الدين كله } ( التوبة 34 ) و حتى الإظهار – له وحده – و إنّ هذا الجزء من هذه الآية قد كرره الله سبحانه ثلاث مرات في ثلاث سور – و كذلك قوله تعالى { ولا تدعُ منْ دون اللهِ ما لا ينفعكَ و لا يضركَ فانْ فعلتَ فإنك إذاًْ مِنَ الظالمين } ( يونس 106 ) و عندما قلنا هناك – إيمان ظاهر – و هناك – إيمان باطن – فهذا مؤيد بالآية الكريمة { إنْ كنتم صادقين } و إنّ – الإيمان – هو – ما استقر في القلب و صدقه العمل – و انّ – الإيمان و الصدق و التقوى – لا يعلمه إلاّ الله جلت قدرته – و أما الرسل فإنّ – علمهم – هو من علم الله تعالى – فإذا أنبأنا الرسل بشيء يتعلق – بصدق الإيمان و التقوى – عن بعض الأشخاص فعلمهم هذا هو من – علم الله – و هو الذي – يمنُّ – به على رسله و أنبيائه مثال ذلك الحديث الشريف < عمار كله إيمان من رأسه إلى     قدمه > و انّ هذا الحديث مطابق للآية الكريمة  { وَ قلبُهُ مُطْمَئنٌ بالإيمان } ( النحل 106 ) فالننظر إلى عظمة – إيمان – الصحابي عمار بن ياسر – حديث شريف تؤيده آية كريمة 0

            و ما دمنا بصدد – المنّة – و الصحابة و السلف – نقول – إنّ الله جلت قدرته – لا يسمح للأشخاص انْ يصدر عنهم أيّ – منٍّة –  وأي – أذى – ضد أي شخص خاصة عند حمل الدعوة و العمل الحزبي أو الحركي      { يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمنِّ و الأذى } ( البقرة 264 ) و حتى   - تأليف القلوب – هو بيد الله      و يقتصر عليه دون الرسل و الأنبياء و الناس – و إنّ الله تعالى يقول { فانّ حسبك الله هو الذي أيدك بنصره       و المؤمنين و ألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفتَ بين قلوبهم و لكن الله ألفَ بينهم انه عزيز حكيم } ( الأنفال 63 ) – هذه هي – المنّة و الأذى و تأليف القلوب – أمرها جميعا بيد الله سبحانه 0

 

            و إنّ – جهاد الصحابة و هجرتهم و نصرتهم – كانت نتيجة – استجابتهم – للدعوة الإلهية الإسلامية بعد أنْ – آمنوا بالله – فقاموا بتطبيق و تنفيذ الأوامر و النواهي – و إنّ – أجر – كل ذلك هو في – اليوم الآخر – وليس في – الحياة الدنيا – إذاً ما دام الأجر – ليس في الحياة الدنيا – فلا منّة لهم على المسلمين – و لانّ – أمر الحياة الدنيا – شورى – أي متروك – أمرها – للناس – عموم الناس – بينهم – و تنظم حسب - تقوى الله –      و إنّ الحياة الدنيا هي – ليست أجر – لعمل العاملين في سبيل الله – و إنّ – الحياة الدنيا – يجب أنْ تنظم وفق أوامر الله و نواهيه – و بتقوى الله – الموجودة في نفوس البشر ولا يكسبونها و إنما مخلوقة مع خلقتهم           و بتزكية النفوس تظهر التقوى – و يشمل هذا حتى – الصحابة و السلف – و إنّ أحسن دليل على أنّ – أجر الصحابة على إيمانهم و جهادهم و هجرتهم هو في اليوم الآخرة و ليس في الدنيا هو حسب قوله تعالى { و لقد اصطفيناه في الدنيا و انه في الآخرة لمن الصالحين } ( البقرة 131 ) و قوله سبحانه { لقد تابَ اللهُ على النبي    و المهاجرين و الأنصار الذين اتبعوه  في ساعة العسرة منْ بعد ما كاد يَزيغُ قُلُوبُ فريقٍ منهم ثم تاب عليهم انه بهم رؤوفٌ   رحيمٌ } ( التوبة 118 ) و هذه – التوبة – تخص – غزوة تبوك – و لا تمتد إلى ما بعدها – وانّ غزوة تبوك – قادها – رسول الله الحبيب بنفسه إلى – هرقل الروم و معهم اليهود – في الشام – و قد حصلت أعمال و تصرفات و نيات من الرسول و الصحابة تقتضي و تتطلب -  الحساب – و المحاسبة عليها في – الآخرة – و لكن الله جلت قدرته – تاب على النبي – و تاب على الصحابة من المهاجرين و الأنصار – لشدة العسرة التي عاشوها و كادت القلوب – تزيغ – فيها – و لتكون لهذه – التوبة – تأثيرها في غزوة – جيش أسامة – بعد سنتين من – غزوة تبوك – لتعطي للدعوة الإسلامية – إلى العالمين – أهمية عظمى 0

            و إنّ -  أجر الصحابة و المسلمين – سوف يكون في – اليوم الآخر – خيرٌ و أبقى – من – الحياة الدنيا – و إنّ – الأجر – سيكون – الفوز العظيم – وقد فصل ربنا و شرح – الفوز العظيم – بقوله تعالى { انّ المتقين في مقام أمين في جناتٍ و عيون يلبسون من سندسً و إستبرق متقابلين كذلك زوجناهم بحورٍ عين يدعون فيها بكل فاكهة آمين لا يذوقون فيه الموت إلاّ الموتة الأولى و وقاهم عذاب الجحيم فضلا من ربك ذلك هو الفوز  العظيم } 0 الدخان 51 ) و هذا هو الأجر و الجزاء و ما يتمتع به – سمية و ابنها عمار و أبوه ياسر و عكاشة بن محصن و أبو ذر الغفاري و مصعب بن عمير –  وغيرهم مما وصلنا إخبار قطعي بأنهم من أهل الجنة – فهم الآن – متقابلين آمين حسب تبليغ رب العالمين إلى رسوله الحبيب ومنه إلى الناس أجمعين 0

            و كذلك من الأدلة – هو – عمل رسول الله الحبيب – عندما جهز جيشا و هو في – مرضه – للتوجه إلى – الشام – للفتح و الدعوة لنشر الإسلام –و جعل – قيادة – هذا الجيش بإمرة – الصحابي أسامة بن زيد – و هو – شاب يافع عمره سبع عشرة سنة – و جعل في هذا الجيش - جنودا – اكثر الصحابة – و منهم – كبار السن – و من الأوائل في الإسلام – مثل – الصحابيين أبي بكر و عمر – و لم يعترضوا على الرسول في حياته – ولم يقولوا – انهم أفضل أو أسبق – من الصحابي أسامة في سبق الإسلام و كبر السن – ولو أنّ أجرهم على إيمانهم هو في – الحياة الدنيا – و ليس في – اليوم الآخر – لجعلهم الرسول – قادة الجيش – و ليس جنود تحت إمرة شاب – و حتى الصحابي خالد بن الوليد – الذي يقال عنه – قائد و بطل – أصبح بإمرة هذا الشاب -  و لانّ مسألة – الإيمان – مسألة – غيبية – لا يمكن معرفتها – و أما كون – الصديق و عمر و خالد – جنود في جيش أسامة – فقد عرفناها لأنها – ليست غيبية – و أما – الإيمان فانه مسألة غيبية كما قال رسولنا الحبيب عندما حصل نقاش حول أحد الكفار هل هو – أسلم – أم – لم يؤمن – فقد حسمها الرسول الحبيب فقال – أ شققت عن قلبه – لانّ لا هذا الكافر عندما نزل السيف عليه في الحرب – نطق بالشهادتين – و لكن الصحابي الذي كان فوقه لم يوقف السيف و إنما أكمل القتل – فقال الرسول الحبيب إلى الصحابي أنس بن مالك – كان عليك أنْ لا تقتله عند سماعك نطقه بالشهادتين – لانّ – الحكم يكون على الظاهر و ليس على الباطن – لانّ الباطن تتطلب معرفته  شق القلب لرؤية هل الإيمان قد استقر أم لا زال كافرا – إذاً علينا الحكم على الظاهر و ليس الحكم على الباطن – ولأنّ الباطن يتطلب معرفة الغيب و إنّ الغيب قاصر على الله تعالى و ما يخبر به الرسول الحبيب – ومن كل ما تقدم – فلا منّة – للصحابة على المسلمين و إنّ الله تعالى هو الذي – يمنُّ – على الجميع – صحابة و مسلمين – و كذلك هو الذي – يمنُّ – على الأنبياء و الرسل لأنه هو الذي ( أوصل – الإسلام – القول – وهو الذي كلف الأنبياء و الرسل و الأولياء و الحواريين و الأسباط و العباد الصالحين – مثل – الخضر – عليه السلام ) 0

            و نقول – إنّ محمد رسول الله الحبيب – ليس له – المنّة – في توصيل الإسلام إلى – الناس و العالمين – و ليس هو الذي – وصله – و إنما الذي – وصله وله المنّة – هو الله تعالى – و إنّ الذي يقول غير ذلك هم الذين جعلوا من – الصحابة و السلف – أصنام – لتحطيم – الإيمان الصادق – في الإسلام – و محاربة – تقوى الله سبحانه – و القيام بأعمال تؤذي و تدمر الإسلام و المسلمين بدافع من أعداء الإسلام الذين – حولوا – المسألة الفكرية و العقائدية – إلى – مسألة أشخاص – و إنّ التحويل العقائدي إلى شخصي  - يغطي – عجزهم     و تقصيرهم و فشلهم – عن الالتزام الشرعي – وهذا أشد ما يضر الإسلام و المسلمين – وان الذي يدفعهم إلى ذلك هو إما حب الدنيا وحلاوتها أو النفاق الذي يؤدي إلى خدمة الاستعمار و أعداء الإسلام  - و الابتعاد عن العمل بالإسلام و للإسلام و إلى ما يرضي الله تعالى – و بالتالي فهم لا يريدون – الدعوة الإسلامية لإقامة الدولة الإسلامية الواحدة في العالمين –تماما -  مثلما - ابتعد الصحابة عن – الشورى – في أول خطوة بعد وفاة رسول الله الحبيب - بسبب  تحقيق مصالح خاصة في استلام الحكم في الدولة الإسلامية – و هذا أدى – بالضرورة التي اقتضتها القاعدة الإلهية – ودوا لو تدهنُ فيدهنون – إلى أكثر من تعطيل – الشورى – و هو تبديل أحكام شرعية بأحكام غير شرعية – تمهيداً عملوا – بالاستخلاف – الذي هو أمر من أمور و اختصاص الله الواحد القهار – والعمل بالاستخلاف قد – جرأ – بني أمية- إلى – تبديل الخلافة و البيعة بولاية العهد و الوراثة – في نظام الحكم في الإسلام – و نقولها بوضوح : تعطيل الشورى جرهم إلى العمل بالاستخلاف و إنّ العمل بالاستخلاف قد مهد لهم تبديل الخلافة و البيعة بولاية العهد و الوراثة – وهكذا أخذ الفقهاء بوضع النصوص و الاجتهادات اللاشرعية لترضية الحكام المتسلطين – وهذا أدى إلى التفرقة و الخلاف وتعدد الفئات و البيوت – هذا بيت عترة و شيعي     و هذا بيت سني  و هذا بيت سلفي و هكذا – وانّ البيوت كلها مكشوفة و أبوابها مهشمة يدخل فيها جميع أعداء الإسلام لإبعاد البيوت عن بعضها بل و دفعها إلى الصراع و الاقتتال لا من أجل كسب رضا الله و إنما من أجل عرض الحياة الدنيا و خدمة أعداء الإسلام – و هل هذا كله ليس حربا أو ليس موانع تحول دون استئناف الحياة الإسلامية و دون تطبيق الإسلام في حياة المسلمين 0

( نفاق و مجاملة الأحزاب و الحركات مع السلطة و المتسلطين و الجماهير)

            و إنّ أي – حزب – و أي جماعة – و أي فرد – حتى إذا – ادعوا الإسلام – إذا لم تكن عندهم أحكام الإسلام – واضحة – أو كانت عندهم الأحكام واضحة و لكنهم يتلاعبون بها و يعملون بالتأويل و بالبدع للتقرب من الحكام المتسلطين لكسب مصالح دنيوية أو مجاملة الجماهير غير الواعية فيقومون بمدح الصحابة و السلف و التابعين التي تؤيدهم تلك الجماهير و ليس وجه الله تعالى – فلا نجاح لهم – ولا يعتبر نصر – حتى إذا تمكنوا من – استلام الحكم – وانّ عمر بن عبد العزيز الأموي قد استلم الحكم – و الذي يقال عنه انه عادل – ماذا عمل للإسلام غير انه قد – بقي هو أموي – و بقي هو يطبق ولاية العهد بالوراثة و الوصية – وبقي الروم و اليهود يسمون – الأمة الإسلامية – بالأمة المرحومة – لأنها توفت و ماتت عندها – الشورى – و لانّ المرض             و الأمراض – بسبب تعطيل الأحكام – سوف يظهر أثرها عند الناس بعد حين – فيكون التطبيق غير حقيقي و غير صادق – إنْ كنتم صادقين – و سوف تكون معيشة الحكام و الرعية – معيشة ضنكا – لأنهم أعرضوا عن ذكر الله – و الذكر يتمثل بتطبيق الأحكام أو العروض و التولي عنها 0

 

            و إنّ كل ما أوردنا من أدلة تعتبر كافية لإثبات ما تقدم – خاصة ما يتعلق – بالمنّة و توصيل الإسلام للناس و تعطيل الأحكام و تبديلها – فإننا نزيد بما وجدناه في – سيرة رسولنا و قدوتنا الحبيب و أحاديثه الشريفة – و نحن نسأل – المسلمين و الناس و العالمين – هل يوجد حامل دعوة و مجاهد و مناضل و مكافح و مضحى      و صابر على الأذى – مثل – الحبيب أو أكثر منه – الجواب كلا قطعاً – فانه صلى الله عليه و آله و سلم – في قمة و نهاية و كمال و تمام الجهاد و النضال و الكفاح و الصبر على التضحية و الأذى – لماذا – لأنه – صناعة إلهية و تقنية ربانية – و ليس فقط ذلك و إنما { ما ودعك ربك و ما قلى } ( الضحى 3 ) فالرعاية و العناية الإلهية لاحقته نهارا و ليلا إلى لحظة رجوع  نفسه الزكية إلى ربها راضية مرضية – وهذه كلها أمور لا يدركها ولا يفهمها إلا – المناضلون و المضحون و حملة الدعوة الإسلامية الصادقة 0

 ( ذهاب الرسول إلى الطائف لأخذ – النصرة – فيها أحكام و عبر و حكم )

            هذا كله قد وجدناه و فهمناه في – سيرة – عمل و أحاديث – رسولنا الحبيب – خاصة – عندما ذهب إلى مدينة – الطائف – يحمل الدعوة الإسلامية إليها و أخذ النصرة – ولكنه – وجد الصد و العنف و القبح و الحقد الدفين – ضد دعوته – فرجع منها مكرهاً – و دون توصيل القول إليهم – و كله جراح و قروح من وجهه الشريف إلى قدمه – وقد ضربوه و ألصقوا بجسمه أقذر الأشياء فأصبح منهكاً و متعباً – و وصل إلى أقرب شجرة خارج المدينة يحتمي بضلالها من هؤلاء القوم الأشرار الصم البكم – و بمجرد جلوسه رفع رأسه الشريف إلى السماء مخاطبا ربه <<  اللهم إليك أشكو ضعف قوتي و قلة حيلتي و هواني على الناس يا أرحم الراحمين و أنت رب المستضعفين إلى منْ تكلني إلى عدوٍ بعيد أم إلى صديق قريب ملكته أمري 0 إنْ لم تكن غاضبا عليَّ فلا أُبالي 0 غير إن عافيتك أوسع لي 0 أعوذ بنور وجهك الذي صلح عليه أمر الدنيا و الآخرة أنْ ينزل بي غضبك و يحل بي سخطك و لك العتبى حتى ترضى 0 و لا حول و لا قوة إلاّ بك >> يا أيها الناس دققوا في كلمات هذا المناضل       و المضحي العظيم – و ليس فقط في – شكواه – إلى رب العالمين – من عدم مقدرته – على – توصيل – الإسلام إلى أهل الطائف – و إنما في العبارات التي تعطي غاية الفهم و الإدراك – للدعوة و الداعية – و – المنّة – و ذلك في عبارته < إنْْ لم تكن غاضبا عليّ فلا أبالي > و هو في هذه الحال التي يرثى لها فهو – لا يَمنن – ولكنه – يخاف غضب الله – رغم كل ما قدم و هذه أمور كلها رحمة للناس و للعالمين – و عبارته < إلى من تكلني > إذن لأصبح – عميلا – و فرعون صغير للأعداء و للفراعنة الكبار – كلا – لا إلى عدو بعيد – و الاستعمار بعيد – ولا إلى صديق قريب ملكته أمري – و انّ الكثير من الحكام المعاصرين أولياءهم أصدقاء حتى من الكفار يمدونهم بالأفكار و المفاهيم – حسب اعتراف ملك الأردن حسين و عرفات – بصديقهم الحميم – رابين الصهيوني – وعرفات و الصهيوني بيريز قد نالوا سوية و مشاركة جائزة نوبل للسلام – سلام دمار فلسطين وإبادتهم و سلام بناء إسرائيل و توسيعها وتقدمها على حساب تأخر الفلسطينيين و دفنهم قادة و نشطاء في القبور – و أخيرا فان الرسول الحبيب – يخاف غضب الله و سخطه – فمن هو – الصحابي أو السلفي – الذي عنده هذا الإدراك و الفهم لخطاب رسول الله الحبيب لربه – إلاّ الذين أشار إليهم الرسول الحبيب – و لكن الكثير قد جعل و يجعل اليوم من – هذا الصحابي أو ذاك – صنما – ليتخذه  وسيلة لتحطيم الإسلام و الحيلولة دون تطبيقه – بحجة الانشغال بالدفاع عن صحابة ضد صحابة آخرين و مؤيديهم – و نقول للجميع كفاكم حرباً و صداً و منعاً يا وعاظ السلاطين و يا من تعتبرون أنفسكم من رواد الفقه الإسلامي و مراجعه و كفاكم خدمة لأعداء الله و رسوله و إسلامه – ونقول لجميع تلك الأطراف – اتركوا الأشخاص – سواء من – الصحابة أو السلف الصالح – ليذهبوا إلى – الجنة – التي تستقبلهم – إنْ  قاموا بالعمل الصالح – و إنْ  كانوا من الصادقين حسبما قال لنا ربنا العليم – و عليكم و علينا وعلى كل مسلم الانشغال بأحكام الله تعالى و انشغلوا في فهم و إدراك -  سيرة دعوة محمد رسول الله – وسيرة دولة محمد رسول الله – التي هي – دعوة و دولة – الله جلت قدرته إلى العالمين – حتى تكونوا في الجنة – متقابلين – مع من وصل  الجنة  و دخلها من الصحابة و السلف آمين 0

            و كفاكم يا من تدعون الفقه و يا وعاظ السلاطين – تمضغون حلاوة الدنيا و زينتها و تتطعمون بها وتطعمون بها غيركم من المساكين و المقلدين في – مدح من – عطل الأحكام و من بدلها إلى – ولاية العهد –     و – مدح الحكام المعاصرين و الدعاء لهم بالتغفيل – أرهم الحق حقا – لمجرد أنْ يغدقوا عليكم أو يسمحوا لكم بالظهور بالقنوات المرئية أو الوقوف أمام المذياع السمعي – للخوض مع الخائضين في – أحكام العبادات          و الصحابة و السلف – مادة و وسيلة – لتبرير أعمال الحكام الجائرة وأعمالكم الظالمة – مثلما – برر- مروان بن الحكم – عمله – بتبديل – الخلافة – بولاية العهد- فقال – هذه هي سنة وسيرة الشيخين أبي بكر و عمر – فتصدى له الصحابي عبد الرحمن بن أبي بكر – بل هذه سيرة هرقل و كسرى – فأرجعوا يا من تدعون إنكم من المتفيقهين إلى – سبل الله و وسيلته وطريقه – و لا تكونوا – قطاع الطرق إلى الله الجليل العظيم – وانّ رسولنا الحبيب يقول < المدح هو الذبح > و كم من المؤمنين الصادقين قد ذبحوا و انتم سكوت – بل و انتم تقومون – بتغطية و تمرير الأعمال الحرام و المنكرة في ذبح و قتل الأحكام الشرعية – بعدم تطبيقها أو تبديلها – و معها قتل و ذبح المنادين بها و المدافعين عنها – فإنكم تظلمون أنفسكم و تظلمون الصحابة و السلف الصالح – الذين كتبت لهم الجنة و هم لا حاجة لهم بمدحكم و تمادُحكم الذي يريده أعداء الإسلام و الكفار الذين يريدون بهذا الذبح – قتل الأحكام الشرعية أحكام الله – و يريدون  إبعادكم عنها – و أفهموكم – أخبث طريقة – و لا تقل خباثة عن مخطط مسجد ضرار – و هي – التمسك بالأشخاص و جعلهم وسيلة للصراع – بدلا من – الأفكار و الأحكام الإلهية – التي أساسها – اليوم الآخر – فأين أنتم من – اليوم الآخر – وحسن العاقبة 0

 

            عجيب أمر المسلمين اليوم عندما – يصغون إلى – فتنة الشيطان – و أقوال أعداء الإسلام – فينشغلون بالأشخاص – صحابة و سلف و تابعين و حكام متسلطين – ويتركون – أحكام الله – خاصة – التي تقرر مصير الأمة الإسلامية – مثل – الشورى  و الخلافة و البيعة       و تنظيم الأحزاب – وكأنهم لم يقرءوا  قوله تعالى { فلا تََهِنوا و تَدْعوا إلى السلم و أنتم الأعلون و الله معكم 0 و إنْ تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم } ( محمد 38 )  الله أكبر على هذه الفصاحة و البلاغة و المفاهيم الخلاقة – إنها -  خطاب أزلي – يشمل الصحابة و السلف      و التابعين إلى يوم الدين – و كذلك فانّ الله جلت قدرته قد – خاطب الصحابة – و خطابه هذا هو خطاب إلى الناس أجمعين بقوله الكريم { إلاّ  تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً و يستبدل قوماً غيركم و لا تضروه شيئاً و الله على كل شيْ قدير } ( التوبة 39 ) – و انّ الصحابة عندما استجابوا إلى هذا الخطاب و النداء بإيمان و تقوى – كانت نيتهم هي تخليص أنفسهم من – العذاب الأليم – و ليس – المنّة – على المسلمين – بتوصيل – الإسلام إليهم – لأنّ الصحابة مهددون – باستبدالهم بقوم آخرين و لا يكونوا – أمثالهم – و لا يضروا الله تعالى شيئاً – و هذا هو فهم الصحابة لأحكام الله سبحانه و كذلك يجب أن يكون عليه فهم كل مسلم إلى يوم الدين 0

 

            و من – الخطأ – القول – انّ بني أمية – عبد الملك أو الوليد – لهم – الفضل و المنّة – على المسلمين – بتوصيل و نشر الإسلام بالفتوحات – فهل هؤلاء هم الذين باشروا القتال بمفردهم دون المسلمين – و هل هؤلاء سواء كان الوليد أو هارون الرشيد أو صلاح الدين أو حتى إذا كان من الصحابة – هم – أقدر و أفضل من رسول الله محمد الحبيب – الذي – لم يقدر على توصيل الإسلام إلى مدينة صغيرة – الطائف – و رجع منها يشكوا الله تعالى على ما لاقاه منهم – كلا و ألف كلا – فلا يوجد أقدر و أبدع من رسول الله الحبيب – في الدعوة وفي الجهاد في الله و في سبيل الله – و لكن إرادة الله هي الأساس وهي فوق كل إرادة و هي الأول و الأخير – في توصيل الإسلام و الفتوحات – و أنّ قولهم عن عبد الملك و الوليد هم الذين – فتحوا – فلماذا رجعت جيوش المسلمين في زمانهم – دون فتح الصين وهذه هي إرادة الله في الفتح        و عدم الفتح و عدم النصر – وانّ الأساس الذي يبغونه من وراء قولهم هو – تغطية أعمال أولئك الحكام الخاصة بتعطيل أحكام الله وتبديلها – التعطيل و التبديل الذي أدى إلى تدمير الإسلام         و المسلمين و انحطاطهم – و أنّ جوابنا على أقوال هؤلاء اليوم هو – لا يوجد اليوم عبد الملك الأموي  و لا هارون الرشيد العباسي – و لا جيش منظم لنشر الإسلام – إذنْ من هو الذي يقوم بنشر الإسلام في العالمين- و إننا نرى اليوم الكثير من الناس يسلمون خاصة في أوربا و أمريكا و روسيا – وهي أقوى قوى الشر – و رغم مخططاتهم و أساليبهم الخبيثة – فنقول – إنّ الله وحده هو الذي يوصل و ينشر الإسلام في عقر دار محاربيه و أعدائه – مثلما أرغم فرعون من أنْ يتبنى مولودا وهو نبيا و رسولا لينشر دين الله في عقر دار فرعون ويقضي عليه و على أعوانه – و هذا هو ما يهدد و يؤلم الرأسماليين و الشيوعيين و الصليبيين و اليهود و أعداء الإسلام جميعا- ولو طبق المسلمون – حكم الله جلت قدرته – المصيري – بإقامة الدولة الإسلامية الواحدة – لوجدنا كيف انّ القلاع المحاربة و المعادية تتساقط – ليس بقوة السلاح أو بتجييش الجيوش – و إنما بنور العدالة و الحق و الرحمة و الشفاء التي تشع من خلال – تطبيق الدولة لأحكام الله في أرضه – ذلك – التطبيق و النور الذي يبدد الظلام بعد أنْ يهزم الظلم و الكفر –      و انّ فلسفة الخلق في واقع المخلوقين – و الغاية من الخلق – تحددها لنا آخر آية كريمة من سورة ( الأنعام ) الكريمة بقوله تعالى { هو الذي جعلكم خلائفَ الأرضِ و رفعَ بعضَكم فوق بعضٍ درجات ليبلوكم في ما آتاكم إن ّ ربك سريعُ العقاب و إنه لغفور رحيم } و انّ الله تعالى هو الذي جعل الإنسان خليفة أو خلفاء له في الأرض لحمل الأمانة – في ما آتاكم – ونتيجة – البلوى – ستكون إما بالعقاب السريع و إما بالعفو و المغفرة – ويغفر لمن تاب – و رحيم له و لمن تمسك بحفظ الأمانة -  بالتطبيق و الفهم الصحيح – للأحكام و أهمها – الخلافة و البيعة و الشورى       و الدولة و أجهزة محاسبتها  و الحزب و التعددية الحزبية و التسابق و التنافس على الخير        و العمل الصالح 0

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق