............رقم الإيداع (337) (دار الكتب والوثائق - المكتبة الوطنية) (بالموصل 4677 في 7/12/2005) (وقبض الرسم بالرقم1513في 7/12/2005)..........

مؤلف كتاب الشورى

الفهرست

الأربعاء، 17 يونيو 2009

 

 

الفصل الثاني  عشر

 

( دولة المهدي ) المنتظر عليه السلام هي ( الدولة الإسلامية )

التي ينتهي بها العالم و تتهيأ بها ( إنسانية العالمين )

للانتقال إلى اليوم الآخر و ليست دولة القاعدين  و الاتكاليين  و الخياليين 

و يحرم استغلال اسمه في حركة فئوية أو جيش مقاومة وعنف

ما دام اسمه و دولته رحمة و شفاء للعالمين

 

{ إنّا نحنُ نرثُ الأرضَ و منْ عليها و إلينا يُرجعون }          ( مريم 40 )

{ أنّ الأرضَ  يَرثها  عبادِيَ  الصالحون }                  ( الأنبياء 105 )

{ إني جاعلٌ في الأرضِ خليفة } { إني جاعلُكَ للناس  إماماً }   ( البقرة  )

 

             و قبل الدخول في نقاش و بحث و تحليل – أعمال و أقوال – الصحابة – في الفصل القادم  – المأخوذة من -  سيرتهم -  التي لها صلة بموضوعنا السياسي هذا – وهو – موضوع - الشورى -  علينا أنْ نتطرق إلى   موضوع شرعي – عقائدي غيبي – و الذي له كل العلاقة   – بالشورى و البيعة  في الدولة الإسلامية  – و هو الموضوع الذي أخبرنا به رسولنا الحبيب – الثابت – عند كافة المسلمين – و لعلهم يختلفون فيه فقط – بالدلالة و الفرعيات – وليس بالثبوت الذي هو  ( قطعي  الثبوت – وخبر غيبي ) – و إنّ رسولنا الحبيب قال <  و الله قد أمرتُ و وعظتُ و نهيتُ عن أشياء إنها مثل هذا القرآن  أو أكثر > و إنّ الله تعالى قال { وما آتاكم الرسول فخذوه } ( الحشر 7 ) – و إنّ رسول الله الحبيب قال واصفاً – الإمام المهدي  : 

<  هو كالشمسِ إذا  غيبتْها السحابُ  >

 

              و إنّ الموضوع الشرعي الغيبي الذي أخبرنا رسولنا الحبيب هو ( المهدي المنتظر ) عليه السلام – و هو ولي  من أولياء الله سبحانه و تعالى – و إنّ المسلم لا يكون – مؤمناً – إلاّ  إذا -  صدق الغيب – الذي ورد في – الكتاب و السنة – و أنْ يكون إيمانه – بالغيب -  إيمانًا يقينياً – حسب قوله تعالى  { أ لم  .  ذلك الكتاب لا ريب فيه هُدىً للمتقين الذين يؤمنون بالغيب و يقيمون الصلاة  و مما رزقناهم  يُنفقون } ( البقرة 2 ) و يقول تعالى { ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك و ما  كُنْتَ  لَدَيْهِم  إذْ  يلقونَ أقلامهم } ( آل عمران 44 ) – فالقرآن هُدىً للمتقين – الذين يؤمنون بالغيب -  و حتى الرزق – مسألة غيبية – فعلى المؤمنين – الإنفاق – و لينفق كل ذي سعة من سعته – و لا يتشككون  بمستقبل رزقهم – لعلهم  يندمون على ما أنفقوا – و إنّ  أمر الرزق موكول إلى الخالق الرازق جلت قدرته . 

                 لذلك فإنّ المسلم الذي لا  يؤمن بقصة ( أهل الكهف – أمْ حسبتَ أنّ أصحابَ الكهف و الرقيم كانوا من آياتنا عجباً  )  و لا بقصة ( العبد الصالح الذي صاحبه النبي موسى عليهما السلام -  فوجدا عبداً من عبادنا آتيناهُ رحمةً من عندنا و علمناهُ من لدنا علماً )  و لا بقصة ( ذي القرنين الذي مكنه الله في الأرض و آتاهُ من كل شيء سبباً لمجابهة ياْجُوج         و ماْجُوج  -  وبهذه المناسبة فقد أخبر رسول الله أمتَه بأنها سوف تُقاتل قبائل خوزاً و كرمان من الأعاجم وهو لم يصل و لم يشاهد خوزستان و لا كرمان  ) هذه القصص الغيبية  جميعاً ذكرها الله سبحانه في سورة الكهف في القرآن المجيد – فلا إيمان له لمن لا يؤمن بها لأنّ (أهل الكهف – و العبد الصالح – و ذا القرنين و ياْجوج و ماْجوج  )  من غيبيات القرآن المجيد.

 

               و إننا  سوف نبحث و نشرح – الموضع الشرعي و الموضوع الواقعي و العلمي – لمسألة – غيبة المهدي المنتظر -  حسبما ورد عن رسول الله الحبيب الثابتة بإجماع المسلمين و سوف نترك كل ما هو مختلف عليه بين المسلمين  – وحسب علاقتها بموضوعنا السياسي   (  الشورى و البيعة و الخلافة  ) .

 

               إنّ  ( المهدي ) هو رجل من – ذرية أهل البيت -  جده – من – أم أبيه – هو محمد رسول الله الحبيب – و جده – من – أب أبيه – هو – ولي الله – علي بن أبي طالب -     و إنّ هذا الوصف – المحدد – بهذه الكلمات هو المتفق عليه لدى كافة المسلمين -  و إنّ الاختلاف – مثلا- هو من يكون – أبو أبيه -  هل – الحسن بن علي – أم – الحسين بن علي – و هل – هو مولود الآن – أم – إنه سيولد – و لكن الجميع متفقون على أنّ هناك – المهدي – و المنتظر – ظهوره – سواء كان هو مولود أم سيولد – و لكن متى و كيف – يظهر  و ما هي مدة حكمه – فهذه كذلك مختلف عليها و الله جلت قدرته أعلم – و حتى  -  النسب – فلا فرق بين القائلين أنه من نسب – الحسن  أو الحسين – لأنّ – محمد الباقر – هو أبن – علي أبن الحسين – قد تزوج من - فاطمة بنت الحسن – لذا فإن الذين يقولون  أنه -  أبن الحسن – فهو جده من أمه عند القائلين أنه – أبن الحسين .

                و إنّ الذي يهمنا في موضوع – المهدي – الذي – تقوم الساعة – به – أي بعد ظهوره و بانتهاء حكمه خليفة للمسلمين نصل إلى – يوم القيامة – اليوم الآخر – هو - الأمر المهم و الذي هو شفاء للعالمين ( الشورى – الاختيار بالرضا – عقد البيعة – بيعة الانعقاد وبيعة الطاعة – مع – الخليفة – رئيس الدولة ) – لأنّه سوف يكون إلى – المهدي – منصبان – منصب ديني و شرعي  بتكليف من الله تعالى الذي هو يعين أولياءه و يستخلفهم  – ومنصب  دنيوي تختاره الناس في العالمين بالرضا و تبايعه بالانعقاد و الطاعة و هذه هي  سنة الله وتشريعه بأنّ - السلطة حق للناس كافة .

               و إنّ الروايات التي كذلك فيها- إجماع تقريبًا – هي أنه – يظهر في مكة المكرمة – لذلك فقد حصل في – الكعبة – عدد من -  العصيان – مدعين بأنهم – المهدي – و إنّ – مكة – في الجزيرة التي فيها اليوم – القواعد العسكرية لدول الكفر – و الهوائيات و رادرات المخابرات الأمريكية العلمانية الصليبية الصهيونية الكافرة – و إنّ القواعد و ما فيها سوف تصبح – خراب – إذا أعلن الله تعالى – ساعة ظهور المهدي – و ذلك حسب قوله تعالى { يَوْمَ يُنفخُ في الصورِ عالمُ  الغيبِ و الشهادة  } ( الأنعام 74 ) و { فإذا نفخ في الصور فلا أنسابَ بينهم يومئذٍ و لا يتساءلون } ( المؤمنون 102 ) – و إنّ رسول الله عيسى عليه السلام سوف يكون من أنصار المهدي عليه السلام ومن المصلين خلفه و مقتدياً به .

               و إنّ ( المهدي ) سوف يظهر على أثر – فتنة – ينتهي بها – حكم – آخر – خليفة – في مكة – و ليس – ملك أو أمير و لا خادم حرمين و لا رئيس جمهورية – و إنما لابد و أنْ – يعاد حكم الخلافة -  و هناك روايات بأنّ – المهدي – يبايعه – ثلاثمائة و ثلاثة عشر – أو أكثر أو أقل بالآحاد أو العشرات – من – الأولياء – المنتخبين – و إنّ هؤلاء – الأولياء أو الوكلاء – هم – أهل الحل و العقد – و يمثلون – عموم الناس – من أهل الأرض – الذين تحصل لديهم – قناعة الإيمان – بأنّ – المهدي – و هؤلاء – الأولياء أو الوكلاء – هم الذين يبايعون – المهدي – نيابة عن سكان أهل الأرض .

 

               و الآن قد اقتربنا من علاقة – المهدي – بموضوعنا السياسي و هو – أنّ – المهدي – يُنتخب و يُختار و بالرضا – من قبل عموم الناس – و هذا هو حكم – الشورى – حكم الإسلام في طريقة اختيار الحاكم الذي يحكم المسلمين – هذا أولاً  و ثانياً – إنه – يبايع – من قبل أهل الأرض جميعاً – عامة الناس – الممثلين بممثليهم أو وكلائهم  – الأولياء الذي جاءوا من كافة أركان الأرض – أهل الحل و العقد – و حتى هؤلاء ينتخبون و ينصبون – بالاختيار و الرضا من عموم الناس – و إلاّ لا وجود لهم .

               و إنّ الذي يهمنا في هذه ( البيعة ) و التي لها علاقة ببحثنا السياسي هذا – هو أنّ ( المهدي ) ( يبايع – كُرهاً – عليه )  و ليس – بطلبٍ منه – و يبايع كُرهاً عليه ليحكم أهل الأرض ( بالعدل و القسط ) – أي أنه هو الذي – يثبت الأحكام الشرعية الصحيحة في الأرض – بالمحكمات – و تنتهي عندها المتشابهات – و إنّ المهم هنا هو أنه - يبايع كُرهاً عليه – إذاً فإنّ حكم الله (  الشورى – الرضا و الاختيار – و البيعة – و كُرهاً ) هي التي سوف -  تطبق – مع – آخر حاكم يحكم الناس في الأرض – و إنّ حكم الله  - ملزم – للمسلمين من يوم – وفاة رسو ل الله الحبيب – إلى يوم القيامة – و إنّ الإنسان – كل إنسان – سوف – يحاسب – على عدم تطبيق – حكم الشورى و البيعة و تعطيلها أو استبدالها – بالاستخلاف أو بولاية العهد أو بالوراثة و الوصية – عن أي وقت و أي مرحلة لم تطبق فيها – الشورى و البيعة .

 

               و إنّ الشيء بالشيء يذكر – فإنّ – جد – المهدي – من أبيه و هو – الخليفة الرابع علي – كذلك قد – بويع بالشورى – و هي أول بيعة شورى في الإسلام  -   و كذلك – بويع كُرها – فهو أول خليفة بعد رسول الله الحبيب – بويع بالشورى و  كُرهاً – فكان المسلمون و منهم -  الصحابة – يسحبون يده ليبايعونه و لكنه كان يقبض يده و يسترجعها – و هذا ثابت لدى جميع المسلمين – إلى أنْ تمكن – المسلمون ومنهم الصحابة من إقناعه (بحصول الشورى )  فاشترط لقبول البيعة ( أنْ يبايعه جميع صحابة معركة بدر من المهاجرين و الأنصار -  و أنْ تكون البيعة غداً في المسجد ) و هناك تمكن الصحابة من بسط يد الصحابي علي و مبايعته – خليفة رابع للمسلمين – فأراد أنْ يطبق (  القسط و العدل )  و يُرجع ( معالم الدين ) – و لكن يظهر – إنّ إرادة الله جلت قدرته و قضاءه في قيام الساعة – يوم الآخر – لم يحن بعد – و لابد من بقاء و استمرار – الفتنة و البلاء و الخلاف – التي يريد الله تعالى منها معرفة – أيهم أحسن عملاً – و معرفة – الخبيث من الطيب – و أما – الخلفاء الذين سبقوه فقد -  بويعوا  خلفاء للمسلمين – و لكن ليس – بالشورى – الاختيار بالرضا من قبل عموم الناس – و إنما – اقتصرت بيعتهم فقط على – بيعة الطاعة – التي تحصل بعد – بيعة الانعقاد .

               إذاً  مما تقدم فإنّ – الدولة الإسلامية الواحد – التي يتولى رئاستها – المهدي – عليه السلام – هي آخر دولة في الأرض و ينتهي عالم الدنيا بها – و بها تنتهي – الفتن والبلوى – بقضاء الله سبحانه و ليس بإرادة الناس جميع الناس – و ينتهي بها مفعول الشيطان بين الناس – و تُملأ  الأرض عدلاً و قسطاً -  وانّ المسيح عيسى عليه السلام وهو – حياً – سينزل إلى الأرض ويقتدي بصلاته بإمامة المهدي المنتظر عليه السلام في – بيت المقدس – بعد الانتهاء من القضاء على الباطل و الفساد – الدجال – و بذلك تكون الأرض قد ورثها عباد الله الصالحون - و  مستعدون – للانتقال و الرحيل إلى اليوم الآخر يوم الحساب .

 

                     (  الشهيد الحسين – و المهدي المنتظر )

 

             و إنّ – الصحابي الحسين بن علي – و هو – أحد أعضاء العترة – و هو ( جد – أو – عم المهدي حسب اختلاف الروايات ) – و هو -  أعرف الناس و أعلمهم – في يومه – بغيبة المهدي و بدولته التي سيقيمها على الأرض -  و رغم معرفة الحسين و علمه بالمهدي ودولته – حسب إخبار أبيه و جده له – فإنه – لم يترك العمل بإنكار المنكر و الأمر بالمعروف – و لم يقعد مع القاعدين – و لم يلطم و يبكي و يطبخ الطبيخ على أبيه المقتول في الكوفة وأخيه المسموم في المدينة – و لم يقتصر عمله على – الدعاء – بتعجيل ظهور المهدي -  اللهم عجل فرجه و سهل مخرجه – و إنما كان – الصحابي الحسين – يعيش – و يعيش يومه – مثل بقية الصحابة و بقية الناس – و إنّ في – يومه – لم يكن يوجد – خليفة – للمسلمين – و إنما – يوجد – منكر -  تسلط  وراثة و ولاية عهد – و سلطان جائر – و أحكام شرعية معطلة – خاصة – حكم الشورى و البيعة -  فهو على يقين من – وجوب إنكار المنكر و الأمر بالمعروف -  و بوجوب – الثورة – لإعادة الأمر إلى – أصله الإسلام – حتى إذا كلفه ذلك حياته و ما يملكه من أهل و مال و أصحاب – و ليس كما يقول شابعونَ البطون و الكروش والمتكئون على الأرائك – ما كان على الحسين اصطحاب النساء أو كان عليه الرجوع عندما وجد تغير الناس  و ما كان و كان و ما كان -  و نقول لهؤلاء – كان بمقدور الحسين  - الجلوس في بيته و في المساجد و اللطم و البكاء على الشهداء أبيه علي و أخيه الحسن و أعمامه الحمزة وجعفر و عبيد الله و الدعاء بتعجيل أمر المهدي المنتظر و تسهيل مخرجه -  و لكن هيهات لصاحب – القضية العقائدية – أنْ يحصل له ذلك و هو – ممن قد – منَّ – الله تعالى عليه – بالعترة – و كلفه بمهمتها – و لو حصل منه ذلك القعود لأصبح من – القاعدين المتخاذلين والخياليين و الاتكاليين – و بالتالي من الآثمين الخاسرين .

                و نقول لأصبح – الحسين – من – الآثمين الخاسرين – إذا لم يقم بعمل إنكار المنكر – و ذلك – لعدم وجود بيعة في عنقه – لأنه رفض مبايعة – يزيد – رغم استعمال يزيد القوة مع الحسين لإرغامه على البيعة – و إنّ رسولنا الحبيب يقول < من مات و ليس في عنقه بيعة فقد مات ميتة جاهلية > - و حاشا الله تعالى بعد أنْ ( صنع الحسين بالجسم و الاسم) و اسمه من أسماء أهل الجنة – حفظ الله هذا الاسم مستوراً حتى سماه به رسول الله الحبيب – إذاً حاشاه أنْ يكون من – القاعدين المتخاذلين الباكين – فلابد  و أنْ يكون – صاحب قضية عقائدية و ملتزماً و من السياسيين الدهاة -  و من المؤسف المؤلم أنْ نجد من يدعون مشايعة الحسين -  يعطلون أحكام الله تعالى – خاصة إنكار المنكر و الأمر بالمعروف و حكم الشورى وحكم البيعة التي طبقها والد الحسين و أخيه – الخاصة بالدولة الإسلامية الكريمة التي لم يتخلَ عنها حتى أبنه الوحيد الذي سلم من مذبحة كربلاء  و إنّ من يريد مشايعتهم ( عليه الإيمان بقضيتهم العقائدية – و العمل على تغيير المنكر و الفساد – بالعمل الصالح – وكسب رضا الله تعالى – وليس باللطم و البكاء  ) .

                         

                   (  المهدي  -  و التقنية  - التكنولوجيا )                       و  الحديث الشريف << المهدي يخاطب الناس و هم في بيوتهم >> فهل اكتملت التقنية

             إنّ كل ما شرحناه في موضوع – ظهور المهدي – يتعلق بالناحية الشرعية لهذه المسألة – و أما ما يتعلق بالناحية – الواقعية و العملية – لهذه المسألة الغيبية – فقد كنتُ – أنا – غير قادر على استيعابها و فهمها في بداية حياتي الفهم الصحيح و المطلوب شرعاً – و لعل السبب هو – عدم توفر المعلومات السابقة التي تجسد و توضح واقع و حقيقة  و كيفية ظهور المهدي و إنّ ( عالم الكرة الأرضية واسع و معقد جغرافياً و بشرياً و وسائل الاتصالات حتى اليوم هي في  بداية تطورها ) – فكيف – يمكن انتخاب المهدي – من خلال هذا الواقع –         و كيف يحصل الصراع بين – الحق و العدل – و بين الباطل الدجال – هل الأدوات و الآليات ستكون هي -  الملائكة و الجن – و نحن نعيش في الحياة الدنيا – فلم  أكن أجد الجواب على كل تلك الأسئلة المحيرة إلاّ الجواب الإيماني بالله جلت قدرته كونه ( قادر و إنه على كل شيء قدير ) – و لكن من خلال حياتي السياسية المنظمة و غير المنظمة – وفي المناقشات و القراءة و الاطلاع من مختلف وسائل الإعلام و الاتصالات – فقد – وجدت الجواب – على تلك الأسئلة من خلال التوسع في -  المعلومات السابقة – التي أصنفها إلى صنفين – الأول الصنف البشري الإنساني  – نزول الرسول عيسى بن مريم عليهما السلام على الأرض و هو سيكون من الداعين إلى الإيمان -  بالتوحيد -  و من المصلين بإمامة الإمام المهدي و هذا سوف يحل العقدة داخل المسيحيين – عقدة الكفر و الشرك - في العالم – و كذلك هناك كل -  الشهداء – بل أحياء -  عند ربهم يُرزقونَ-  و لكن لا  تَشعرونَ – منهم الأولياء و الأبطال و الدعاة المبدعين في دعوتهم- و هؤلاء أضخم جهاز و كادر من العاملين و المتعاونين معه لإنجاز مهمته  -  والثاني صنف المكننة و الأجهزة التقنية – مواصلات – النقل – و المعلومات – وأول نقل سريع حصل – في الإسراء و المعراج – وأجهزتها لا تزال موجودة و قد توصل الإنسان إلى جزء من علمها و تقنيتها – و أول جهاز معلوماتي عرفناه هو جهاز الاستنساخ الرباني الأزلي { إنا كنا نستنسخُ ما  كنتم تعملون } و العمل – يشمل – الأفعال و الأقوال – كلها مستنسخة وستستنسخ – و إنّ الإنسان قد توصل الآن إلى جزء يسير من علمها – لأنّ آلة – كاميرا – التصوير الربانية – تصور و تستنسخ – من الجهات الستة – الثابتة و المتحركة – في حين آلة تصوير الإنسان مهما تطورت لا تزيد على الجهات الأربع – و تقنية الصعود إلى السماء – لولا – { ففتحنا أبواب السماء  .  و لو فتحنا عليهم باباً  من السماء فظلوا فيه يَعرُجُونَ }      (القمر11 و الحجر 14 ) – و هذه التقنيات كلها سوف تبعث – اليقين و التيقن – إلى قلب الإنسان في العالمين – ليكون بمقدوره – القراءة و الاطلاع – على هذه الشخصية الغيبية – المهدي -  و على مسألة – ظهوره – و – مبايعته – خليفة – في الأرض  .

  (  سؤال مشروع – حول التقنية و تقدمها – لماذا هي اليوم بيد الكفار )                                                  

               و كذلك كثيراً ما كنتُ أسأل نفسي  (  لماذا إنّ هذه التقنية و تقدمها – قد جعلها الله جلت قدرته بأيدي الكفار و أعداء الإسلام -  و ليس بأيدي المؤمنين الأتقياء و أوساطهم )       و  إنّ – أوساطهم – هي التي يسيطر عليها اليوم – الفراعنة الصغار – أذناب و عملاء – الفراعنة الأقطاب  الكبار – مع العلم ( إنّ هناك الكثير من المسلمين يعملون مع الكفار والمشاركة في تطوير و تقدم هذه العلوم – و إنّ – أساس المعلومات السابقة – لهذه العلوم هو الإسلام في القرآن المجيد و السنة النبوة الشريفة ) – مع ملاحظة إنّ الناس أنواع  - فهناك – المسلم الذي يؤمن بالحياة الدنيا و كذلك يؤمن باليوم الآخرة و يسعى لها سعيها – و هناك من  لا يسعى لها سعيها  -  و هناك  أهل الكتاب -  و الكفار و المشركين  و المجوس  و البوذيين     و العلمانيين -  بإمكانهم جميعاً – مسلمين و غير مسلمين  - العمل – في كل مجالات العلوم -  و بإمكانهم – الاكتشاف – في كل مجالات التقنية مهما اختلفت و مهما تنوعت – خاصة -  ما ينفع الناس – و إنّ الله تعالى لم يمنع أولئك من تلك الأعمال – بل و سيوفي كل واحد منهم على عمله النافع و أجهزتهم المثمرة في الدنيا – و هذا واضح في قوله تعالى { من كان يُريدُ الحياة الدنيا و زينتها نوفِّ  إليهم أعمالهم فيها و هم فيها لا يُبْخسونَ } ( هود 14 )  يوفهم الله تعالى  في الدنيا بقدر – المنفعة – التي تحققها أعمالهم و أجهزتهم و بدون نقصان في هذا الوفاء      و لكن { و من أراد الآخرة و سعى لها سعيها و هو  مؤمنٌ فأولئك كان سعيهم مشكوراً }  (الإسراء 19 ) بالإضافة إلى -  وفاء الدنيا – و من خلال ذلك – فإنّ الاكتشافات و التقنية – ستكون – مقيدة – واقعاً و هدفاً – باليوم الآخر – و إنّ هذا  - التقييد – سيكون – أحسن ضمان للإنسانية في الحياة الدنيا – و المهم هنا هو – إنّ هذه التقنية قد جعلها الله سبحانه عند – أعداء الإسلام – و كم تحريت عن السبب – فلم أجد سوى – سبب واحد – عسى أنْ تكرهوا شيئاً و هو خيرٌ لكم – و هو – لحماية هذه التقنية لتكون في مأمن – لأنها لو كانت – بأيدي المسلمين المؤمنين – لأصبحت في – خطر – و عرضة – للتخريب و للتهديم – لأنّ أعداء الإسلام سوف يستهدفونها و يحاربونها  و يجعلون تدميرها هدف في مخططهم الكافر المعادي و المحارب للإسلام و المسلمين – مثل ما استهدفه هولاكو – و هذا هو ما نبهنا إليه الله الحافظ المهيمن { و من أظلمُ ممن  منعَ مساجدَ الله أنْ يُذكرَ فيها اسمه و سعى في خرابها } ( البقرة 114 )  و عندما يستيقظ الدجال و الكفار و أعداء الإسلام على ( المخطط الإلهي – بجعل أعداء الإسلام يحفظون ما سينفع المسلمين ) عندها سينطبق عليهم قوله تعالى {  فَبُهِتَ  الذي  كفرَ } ( البقرة 258 )  .

               و إننا نؤكد على شيء مهم و هو أنّ  بسبب هذه التقنية -  سيكون بمقدور الناس في العالمينانتخاب ممثليهم – أهل الحل و العقد – الأولياء و الوكلاء – و إرسالهم إلى مكان ظهور – المهدي – لمبايعته – بالتوحيد و الإسلام - و إتمام – عقد بيعة الانعقاد و الطاعة -  معه بطريق ( حكم الشورى – الاختيار بالرضا من قبل كافة من يبقى من الناس )  و ليس ( بالتسلط و الطغيان و التولي و الاستبداد            و الفرعنة ) – و عندها سوف يقول كل من الدجال و الفراعنة الكبار و أذنابهم العملاء الفراعنة الصغار         والطغاة و وعاظ السلاطين الذين يسمونهم رجال الدين الظلاميين الذين مهما كانت شهاداتهم و ألقابهم و الذين يعملون على بقاء التفرقة  و الخلاف بين المسلمين خاصة السنة و الشيعة و أسماء مستحدثة أخرى و بحجج خبيثة منها – قدسية الصحابة و السلف – و إنّ الصحابة جميعهم عدول – و الدفاع الشخصي و ليس الفكري – و كذلك الدفاع الشخصي عن أهل البيت و ليس الفكري و العقائدي و القيام بأساليب تبعد الناس عن دين محمد و لا تقربهم – و إنّ غاية الدجال و أتباعه و رجال الدين جميعا ومن كافة الفئات هي – الشرك و الكفر – و عدم تطبيق التوحيد و  الإسلام من القمة – و القمة هي – الدولة الإسلامية الواحدة – فهم لا يريدون إقامة دولة التوحيد   و لا يسعون لها سعيها – و لا يريدون مبايعة خليفة وهم جميعاً سيقولون ( يا ليتني – و يا ليتني كنت – و يا ليتني لم أكن – و يا ليتني مِتُّ { يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا } و { يا ويلتي  ليتني لم  أتخذ فلاناً خليلاً  .  لقد أضلني عن الذكر بعدَ  إذْ  جاءني  و كان الشيطانُ للإنسان خَذولاً } ( الفرقان 28 )  و { و يا ليتني لم أوتَ  .  و يا ليتني كنتُ تراباً  .  و يا ليتني قدمتُ لحياتيَ  .  و يا ليتنا  أطعنا اللهَ  و أطعنا الرسولَ  .   و يا  ليتها  كانت  القاضية  ما أغنى عني ماليَّ  .  هَلكَ  عني  سلطانيَّ   .  خذوه  فغلوه  } ( الحاقة – 29 )  . 

(بتطبيقالحقوق والواجباتما أنزل الله – فرد و عائلة ومجتمع و دولةتتحقق العدالة)  و من كل ما تقدم فإنّ الإمام – المهدي – عليه السلام – سوف يظهر لا من أجل تعمير المسجد الحرام  و لا من أجل تعمير المسجد الأقصى و قبة الصخرة سواء هدمها اليهود الصهاينة و أعداء الإسلام العلمانيون أم لم يهدمونها –  مثلما نرى اليوم الهوس في وسائل الأعلام و كافة الأحزاب و الحركات خاصة ما يسمون  برجال الدين – فتراهم يتباكون             و يصرخون في خطاباتهم من أجل الأحجار و البناء خشية أنْ يتهدم في حين إنّ عقيدتهم الإسلامية – عقيدة التوحيد - هي المهددة لعدم وجود الدولة الإسلامية التوحيدية  -  لخلط الأوراق -  و لاستغفال المسلمين -  و إبعادهم -  عن الحقيقة و القضية الأساسية  -  التي   سوف – يظهر المهدي من أجلها -  و هي  القضية العقائدية – العقيدة التوحيدية الإسلامية – المتمثلة في – إقامة الدولة الإسلامية الواحدة – في العالمين – و أولاها – تنصيب نفسه رئيسا لتلك الدولة – خليفة – بعد ترشيحه كُرهاً و الإعلان أمام مرشح  الكفر و الشرك شيخ الدجالين و طاغية المعارضين للتوحيد و الإيمان – ولكن – المهدي – هو الذي يفوز في هذه الانتخابات – باختيار عموم الناس له في العالمين و بالرضا – فيؤسس – الدولة الإسلامية – و بجيوش هذه الدولة – و بتطبيق الحقوق و الواجبات – ما أنزل الله - و بمعارك متعددة – يتحقق العدل -  فينتهي  المعارضون و دجالهم للتوحيد و العدل  – فيسود التوحيد و العدل و السلام و الرحمة    و الشفاء و السعادة في العالمين – ولذلك نقول – لا يجوز و يحرم استغلال اسم – المهدي - من قبل أي حركة فئوية ضيقة أو في جيش مقاومة و عنف أو غدر مادام اسم – المهدي- اسم و مفهوم توحيدي عام وشمولي جامع و مانع و ليس فئوي ضيق مثل عدم جواز التسمية – الصحابة أو السلف أو الفاطميون أو البيت الشيعي أو السني - لأنّ  قضيته وهدفه هو العقيدة التوحيدية الإسلامية الإنسانية  و إقامة الدولة الإسلامية الواحدة للعالمين  و الدولة الإسلاميةسواء دولة الناس أو دولة المهدي هي التي تحرر المسلمين و العالمين         و تقضي على التهديد  و العنف و الغدر بأنواعه و هي التي تعمر المساجد و تقوم بالبناء المادي و العقائديو بخلاف ذلك كله دجل و الضحك على الذقون و تشويه للإسلام            و عقيدته التوحيدية و خدمة للكفرة و أعداء الدين – و يجعل الله الرجس على الذين لا يعقلون. 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق