............رقم الإيداع (337) (دار الكتب والوثائق - المكتبة الوطنية) (بالموصل 4677 في 7/12/2005) (وقبض الرسم بالرقم1513في 7/12/2005)..........

مؤلف كتاب الشورى

الفهرست

الأربعاء، 17 يونيو 2009

الفرع الخامس عشر

 

  واقع (  الدولة الأموية و الدولة العباسية ) واقع ( يُحادد الله و رسوله )

 

            و قد استلم العباسيون ( الحكم ) و تسلطوا على الناس بعد أنْ كونوا ( حركة )   ( سرية ) و ( بانقلاب )  باسم (العلويين ) ابتداءً – و بعد نجاح ( الانقلاب )  حصل ( انقلاب )  داخل ( الحركة ) على  ( الانقلاب الأول )  و لكن هذه المرة باسم ( القومية و العشائرية )    و ليس ( العلويين ) فظهر الباطن و هو اسم ( العباسيين )  - و لهذا السبب  قويت واتسعت ( الدعوات القومية و العشائرية و الشعوبية )  و ترعرعت بسبب الدول التي تأسست عليها  ( الدولة الأموية و الدولة العباسية و الدولة العثمانية ) و هكذا – و هذه كلها أعمال و أحكام    و أفكار و مفاهيم يحرمها الله و دينه الإسلام { يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكرٍ و أنثى  و جعلناكم شعوباً و قبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله  أتقاكم  إنّ الله عليم خبير } (الحجرات 14 )  - و بسبب تلك الدول و سلوكها القومي قد أشيعت – الفتن و النعرات العشائرية – فهؤلاء ( عرب ) وهؤلاء ( تركمان ) و ( فرس و برامكة و أكراد و روم و أقباط  و بربر و صرب  و دروز و كروات و ألبان و بلوش وبشتون  و حدث و لا حرج  )  و ( البرامكة ) و ( أبو مسلم الخراساني ) و ( المعتصم – و معه التركمان في سامراء )     و ( سنة و شيعة – و البيت السني و البيت الشيعي ) – و قد ضاع الإسلام و المسلمون – بين هذا و ذاك و هؤلاء و أولئك – ضاع الاسم الرباني  { هو سماكم المسلمين } و استمر تعطيل ( الشورى و البيعة ) و استمر ( الملك العضوض – ولاية العهد و الوراثة و الوصية ) و استمرت ( سياسة الترغيب و الترهيب و شعرة معاوية بعد أنْ لبست لباس حديث – السياسة الميكافيلية – سياسة القتل و الدمار – ومن ثم العطاء بالقطارة ) – و إنّ النفس البشرية التي حرم الله قتلها و إزهاقها        و تعذيبها أصبحت ( رخيصة و لا قيمة لها )  وأصبحت الدماء مهدرة و النساء سلعة و متعة و ما أرخصها -  و حتى إذا كانت المرأة من ( المحرمات ) فيأتون بالفقهاء – وعاظ السلاطين – الذين يصدرون لهم – الفتاوى – و في احتفال مهيب – لتحليل ما حرم الله – لفقدانهم تقوى الله و قد نسوا الله و اليوم الآخر – فأصبح الحكام و كأنهم لم يعرفوا أحكام الله الخالق      و لم يقرأوا القرآن المجيد – و إذا قالوا إننا قرأنا القرآن – فكأنهم قرأوا  كتاباً للتسلية و لا توجد فيه { و أمرهم شورى بينهم } و لا توجد فيه الآيتان الكريمتان { ألا إنّ حزب الله هم المفلحون } و { فإنّ حزب الله هم الغالبون } – و يظهر إنّ الذي فهموه و عرفوه  هو فقط ( ما حرم الله )  و اعتبروه هو ( الحلال ) و هو وحده     ( الفرض ) و كما قال رسول الله الحبيب < فيستحلون الخمر بالنبيذ و السحت بالهدية و الربا بالبيع >  فقاموا بالتسلط و الاستبداد و سم و قتل النفس المحرمة و قاموا ( بالمُثلة – و المُثلة حرام و لو بالكلب العقور )  فقطعوا ( رأس الحسين ) و نقلوه بين المدن – و قطعوا     ( رأس مروان الحمار ) و نقلوه بين المدن – و قطعوا ( رأس أبي مسلم الخراساني – و رموه إلى الناس مع أكياس الدنانير و الذهب و الفضة ) – و قيام المتسلط العثماني سليمان القانوني – بقطع رأس ولده بالوتر لمجرد تفكيره بمحاولة استلام الحكم من والده المريض و طريح الفراش – فأين هي ( أحكام الله ) – و قد أصبح    ( كم  الأفواه ) و مصادرة أموال الناس و امتلاكها بالباطل و تشييد و امتلاك القصور و التمتع بملذات الحياة الدنيا و أكل حلاوتها و منافعها و بإفراط و بترف        و بشذوذ و غرور و بطر و التعالي على الأمة – كلها صفات يمقتها الله تعالى – فأنزل قرآنه المجيد ليخلص الأمة من شرور أبنائها الأشرار – و لكن تبقى – الفتنة و البلوى تلعب دورها في هذه الحياة الدنيا .

           و إننا نستعرض بعض الآيات الكريمة التي وجهت الإنسان الوجهة الصحيحة – حيث قال الله تعالى { و لا تطع كلّ حلافٍ مهين } { ودوا لو تدهنُ فيُدهنون } { مناع للخير معتدٍ أثيم } { عُتلٍ بعد ذلك زنيم } { إنْ كان ذا مالٍ و بنين } { إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين } ( سورة القلم )  و قوله تعالى { من قتل نفساً بغير نفسٍ أو فسادٍ في الأرض فكأنما  قتل الناس جميعاً و من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً } ( المائدة 34 )  و { كلُ نفسٍ ذائقة الموت و نبلوكم بالشر و الخير فتنة } ( الأنبياء 35 )  و { لنبلونكم بشيء من الخوف و الجوع و نقصٍ في الأموال و الأنفس و الثمرات و بشر الصابرين} ( البقرة 155 )  و من خلال هذا البلاء و الفتنة يريد الله تعالى معرفة ( الطيب و الخبيث و من هو أحسن عملاً ) و إلاّ  لا تكون للحياة معنى – و فاز من عمل الخير .

            ذلك هو واقع ( الدولة الأموية و الدولة العباسية و الدولة العثمانية – و ما بينهم من دويلات ) و واقع المتسلطين و المتولين على الحكم – و الويل لمن ينظر إليهم أو يفتح فمه بسؤال أو استفهام – و إنّ الناس عندهم عبيد و خدم و مصدر امدادهم بكل الملذات و الشهوات و الفداء لحراستهم و حمايتهم لأنهم – الأسياد – بل و جعلوا من أنفسهم الأرباب لأنهم جاءوا إلى الحكم و استلموه بمعجزة و بعمل خارق – و إذا ذكرتهم بالله الخالق – فإنهم يجبرونك على أنْ تفهم ( إنّ الله تعالى هو قد خلقهم – حكام – و إنّ السلطان هو ملك العائلة الحاكمة المالكة ) – فإذا لا تصدق هذا القول – فاسأل الحكام المعاصرين – طاغيتهم – و خادم الحرمين .

           و إنّ المثال الواقعي من الماضي على ما ذهبنا إليه هو : إنّ الحاكم العباسي المتسلط ( بولاية العهد و الوراثة       و الوصية ) هارون الرشيد -  في أيامه الأخيرة قد سافر إلى  ( مكة المكرمة ) و اصطحب معه ( أولاده ) – و في الكعبة قام بتحليف ولديه ( الأمين و المأمون )  ( اليمين ) ( على أنْ -  يرث -  المأمون - الحكم – من أخيه الأمين – بدون غدر أو مؤامرة ) – و إنّ تصرف هارون الرشيد هذا – يدل – على أنه لم يقرأ القرآن المجيد و إذا قرأه  - فلا يؤمن بقوله تعالى      { و أمرهم شورى بينهم }  لأن تصرفه بتحليف أولاده اليمين على – الحكم والسلطان – يدل على أنّ ( الحكم و السلطان هو ملك عضوض لبني العباس و بالخصوص أصبح ملك لعائلة هارون الرشيد )  فكانوا يقولون – من أجل خلط الأوراق القاتلة للإسلام و المسلمين - عن المتسلط الأموي عمر بن عبد العزيز ( أنه حاكم عادل ) و أما عن المتسلط هارون الرشيد فقد غيروا خلط الأوراق و جعلوها ( إنّ هارون الرشيد – سنة يحجّ مكة -  و سنة يشترك في معركة فتح جهادية – و قد طور الساعة من ساعة رملية إلى ساعة مائية  و طور العلوم  )  - و لكن رغم حلف ( الأمين و المأمون ) اليمين في بيت الله الشريف – فتراهم كأنما ذهبوا إلى ( نادي ) و حلفوا اليمين و ليس إلى ( الكعبة – بيت الله ) و السبب هو ( إنّ الأمين        و المأمون مطلعون على عدم إيمان والدهم هارون الرشيد و آبائه بالإسلام من خلال ما قاموا من أعمال مخالفة للأحكام الشرعية – و يعرفون – إنّ أساس حكمهم غير شرعي _ أصلاً – و إنّ عملهم المستقبلي الذي حلفوا اليمين عليه هو – مخالف للأحكام الشرعية – و إنّ يمينهم – باطل -  لذلك قام ( المأمون ) بالتآمر و القتل غدراً لأخيه ( الأمين ) و استلم – الحكم – منه -  بانقلاب -  مستعيناً و مستغلاً – خلط الأوراق -  حب الناس لأهل بيت رسول الله الحبيب و تذمر الناس من حكم حكام بني العباس – نفس أسلوب أجدادهم – لذا فقد أعلن ( المأمون ) ابتداءً أنْ يكون ( علي بن موسى الرضا ) من أئمة أهل البيت ( ولي العهد بعده في الحكم ) – و لكن بعد نجاح انقلابه و قتل أخيه الأمين – قام بدس السم إلى ولي عهده (علي الرضا – و هو في – خراسان إيران ) فمات مسموماً – فتخلص من ( الشروط ) و من ( ولاية العهد ) – تماماً مثل عمل – معاوية بن سفيان – مع الخليفة الخامس الحسن بن علي – فبعد أنْ  وافق معاوية على ( شروط ) الخليفة الخامس الحسن – منها ( إعادة الخلافة إلى الحسن عند انتهاء مدة حكم معاوية ) و تنازل الخليفة الحسن و تسلط معاوية على – الحكم -  قام معاوية بالتعاون مع ولده يزيد – بدس السم إلى – الصحابي الحسن – فمات مسموماً – فتخلص منه و من (شروطه ) -  وهذه الأعمال – الخداع و التحايل و نقض العهود – لا تعتبر – دهاء سياسي – و إنما هي فسوق و فجور . 

 

            و لو دققنا في ( أعمال و أقوال )  - الأمويين  و العباسيين – لرأينا معظمها – ظلم و فسوق و فجور – حرمها الله تعالى – و هي ليست من الأعمال ( الداهية و الخارقة – و كذلك  – العملاء و الجواسيس – ليسوا من الدهاة أو الخارقين ) و إنما هم من – السافلين و أسفل السافلين – لأنها أعمال ( جبن و جهل و تخلف و غير إنسانية – و تؤدي إلى – التأخر والهبوط  و الانحطاط  و التدهور للشخص نفسه و لمجتمعه ) – و هذا أدى بالدولتين الأموية و العباسية و الدول المماثلة لهما – إلى المصير الأسود و السقوط إلى هاوية الضياع و النهاية المشؤومة خلال سنين معدودة حتى إنّ – القطة أكلت لسان آخر حكام الأمويين ( مروان الحمار – فسكت حكام بني أمية في الشام إلى الأبد – مثلما كانوا قد اسكتوا أمتهم           و شعوبهم و اسكتوا معهم – الشورى – بتسلطهم و توليهم الفاسد غير الشرعي ) .

              و أما ( الدولة العباسية – فإنها قد انتهت على يد عصابة يتزعمها أجهل الجاهلين -  هولاكو - الذي  قد أذلّ آخر حكام العباسيين – المستعصم بالله- و الله تعالى بريء من واقع حكام هذه التسميات – و إنّ هذه العصابة الهولاكية كانت مجموعة من – قطاع الطرق و ليس دولة و بلا عقيدة و لا دين و لا فكر يغذي عقولهم – في حين إنّ العباسيين كانوا – دولة منظمة  تعلن العقيدة الإسلامية و عندهم المبدأ المنبثق عنها وفيه أهم حكم هو – الشورى – فتركوه و عطلوه – فعطل الله كل قواهم فتمكنت منهم عصابة قد اجتازت آلاف الأميال و من وراء البحار  و الصحاري و الشعوب الإسلامية              و بسهولة و تفاهة قد أنهت – دولتهم في بغداد – الدولة التي تملك كل الأجهزة المدنية –  إلاً  ( جهاز الخلافة و البيعة       و طريق الشورى – و القاعدة الحربية للنصر وهي - إنّ المسلمين يرجون من الله ما لا يرجوه الكفار ) هذه هي قمة الأحكام قد تركوها و عطلوها و ابتعدوا عنها – فنسيهم الله جلت قدرته و أبتعد عنهم – فاحترقت بغداد و سلبت و نهبت الأموال       و أبيد الاخيار و دمرت المؤسسات و أغرقت المكتبات و الكتب – و وقف الاسم ( الرنان – المعتصم بالله – بالاسم – و ليس بالعقل و الجسم ) – وقف جباناً – و لا يجد من يسعفه و يعينه – لأنه كان غارقاً بالغدر و الدمار و بتعذيب المؤمنين الأتقياء المخلصين – و هو تائه في اللهو و الشهوات و الملذات – فأصبح وزيره – ابن العلقمي – جاسوساً و عميلاً للكافر المحتل – تحت قاعدة ( التوافق ) سنة ست و خمسين و ستمائة للهجرة .

           و إنّ العميل و الجاسوس الملعون أتاتورك قد سفر آخر حكام العثمانيين  -  هجره  ذليلاً و في سيارة إسعاف – لأنّ هؤلاء – قد أعلنوها في – وضح النهار – قومية – قومية الاتحاد و الترقي – و المفروض كان عليهم – تسمية إعلانهم – التجزئة و الهبوط والسقوط و الانهيار في حفرة النار و العار – بمجرد أنْ  تركوا وأماتوا  – الشورى و حبل الله – و أحيوا – القومية النتنة .

            و من العجب العجاب – هو أنّ الفقهاء و المؤرخين ( وعاظ السلاطين ) دائماً و أبدا – نتيجة النفاق و خلط الأوراق – و هم يعرفون حق اليقين – إنّ الحكام المتسلطين – يحكمون الناس بالحديد و النار – و بدون اختيار و رضا –    و يحكمون الناس ببدعة – النسب إلى أهل البيت – و ما أكثر المدعين كذباً بهذا اللقب  حتى يومنا الحاضر – فيقومون بمدحهم – باسم أهل البيت و باسم الخير و الصلاح – و لكن بنفس الوقت – يصفون الذي يعارضهم و الذي يختلف معهم أو يخرج عليهم لإصلاحهم و تقويمهم – يصفونهم بنعوت فيها  لمز إلى – أهل البيت – مثل – الروافض – و ابن العلقمي – هو كان من مؤيدي حكمهم – و بنفاقه يقربهم من أهل البيت ليثبت حكمهم – فأصبح وزيرهم – و عندما أصبح عميلاً              و جاسوساً – خائناً – يصفونه بأنه – أصبح من الموالين لأهل البيت – و رافضي – و هذا هو منتهى الحيرة و العجب        و خاط الأوراق – في حين ( إنّ ابن العلقمي هو – خائن – بداية و نهايةً ) و هو – رافضي – ابتداءً – لأنه رفض الله         و أحكامه بتأييد حكام ظلمة تسلطوا بغير – الشورى – و هو – خائن و رافضي – إنتهاءً – لأنه لم ينصر الله و ناصر هولاكو  وعصابته .   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق