............رقم الإيداع (337) (دار الكتب والوثائق - المكتبة الوطنية) (بالموصل 4677 في 7/12/2005) (وقبض الرسم بالرقم1513في 7/12/2005)..........

مؤلف كتاب الشورى

الفهرست

الأربعاء، 17 يونيو 2009

الفرع الثامن عشر

 

(  البلاء  و  الفتنة  )

هما القضاء الرباني الذي تعيشه البشرية منذ آدم و حواء إلى يوم يبعثون 

لمعرفة الخبيث من الطيب و من هو أحسن عملاً 

 

(  النقطة الحرجة – نقطة التحول – تقرير المصير  )

 

            إنّ  ( البلاء و الفتنة )  التي تعيشها اليوم ( أمة محمد الإسلامية – الواحدة ) هي في ( عدم وجود – الدولة الإسلامية الواحدة ) الدولة التي ( تتجسد فيها العقيدة و المبدأ – و يُطبق فيها الإسلام – ما أنزل الله )       و لغرض (  إعادة دولة محمد رسول الله – و استئناف الحياة الإسلامية – بأمر من الله جلت قدرته )  على الأمة إطاعة الله و رسوله و اتباع سبيل المؤمنين المتمثل في ( سيرة الرسول – بتأسيس – الحزب – و تجميع الناس  بتكتل سري – و الانطلاق بدعوة علنية – فقام بالتفاعل مع المجتمع و التحريك السياسي و النضال و الكفاح       و الصراع  السياسي – الفكري و العقائدي – دون القيام بأي عمل مادي حتى الضرب باليد و لا التهديد و الوعيد الدنيوي – و هذا هو واقع الجهاز الحزبي الذي يجب أنْ يكون عليه الحزب دائماً و أبداً – و قدم التضحيات بالغالي و النفيس -  أوله فراق زوجته الصحابية خديجة بعد  صمودها في حصار  شعب مكة – و تحمل الصبر مع الصحابة – صبراً يا آل ياسر فإنّ موعدكم الجنة - لمدة اثني عشر سنة ) و من أجل  إظهار دين الإسلام  وتطبيقه في الحياة الدنيا فلابد من وجود الدولة ( و – بالنصرة – تمكن من إقامة الدولة في – المدينة المنورة – و أسس مؤسساتها و أجهزتها خاصة – الجيش و الأموال – و قد نظمها أحسن تنظيم و كان هو أول رئيس للدولة )  و قد ترك الدولة – بانتهاء الأجل – إلى أمته الإسلامية – مع أحكامها الواضحة و الصريحة -  و الأسس التي سيكون عليها المستقبل و ملخصها { إني جاعل في الأرض خليفة – و أمرهم شورى بينهم -  و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون – الظالمون – الفاسقون – و -   إنّ الخلافة بعدي ثلاثون  سنة و من ثم ملك عضوض )  - وإنّ الأسس قد حددت – مدة الخلافة بثلاثين سنة و على نهج النبوة -  وقد انتهت بانتهاء مدة خلافة الخليفة الخامس الحسن -  و لم تحدد الأسس مدة الملك العضوض – التي بدأت بغصب – الحكم من قبل الباغي المتسلط معاوية بن أبي سفيان الأموي  تسنده عشيرته  آل أمية .

 

             و لو لم يحصل ( تنازل الخليفة الخامس الحسن )  فماذا كان ( سيحصل ) و ماذا  ( سيعمل المسلمون ) – و لكن بعد كارثة كربلاء قال بعض الفقهاء الهابطين ( إنّ قتل الحسين من قبل جيش الشام فلسطين – كان باجتهاد الحاكم المتسلط يزيد – فإذا أخطأ يستحق أجر واحد )  و لكن لو ( إنّ الحسن قد أصرّ على عدم التنازل عن الخلافة -  وهذا من حقه الشرعي )  و يوجد في ( الكوفة و العراق و الحجاز  و مناطق أخرى – مسلمون – مع الخليفة الخامس الحسن – و لكنهم – متخاذلون – خوفاً من الموت و محبة حلاوة الدنيا ) و يوجد – بلاء      و فتنة -  في ( الشام فلسطين – مسلون – مع الباغي المتسلط معاوية – و مرتبطون معه ليس على أساس حبل الله – و إنما بروابط مصلحية و نفعية و مغانم و ثقافة جهل بالشرع أملاها عليهم معاوية خلال عقدين و نصف والياً عليهم و هو من الطلقاء و المؤلفة قلوبهم )  لذلك كان لابد من – دفع الفتنة و البلاء التي تهدد الإسلام في عقيدته و مصيره و أصبحت الأمة الإسلامية في ( النقطة الحرجة ) و بحاجة إلى ( معجزة إلهية ) لتفادي الكارثة – والمعجزة -  مسألة غيبية و من قضاء الله بالنسبة للمسلمين – و لكن الخليفة الخامس الحسن  مبلغ بها عندما سمع جده رسول الله الحبيب يقول حديثه الشريف الثابت بشكل قطعي عند كافة المسلمين <  إنّ ابني – الحسن – سيد و لعل الله يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين >  فهل هذا الحديث لم يسمعه – الصحابي الحسن -  في حينه – قطعاً سمعه فحصل السؤال و الجواب و الحوار و التوضيح مع رسول الله – و المجالس بالأمانات –  فتمكن الخليفة الحسن و هو من أهل الجنة  من الحصول على – علامات النقطة الحرجة -  التي يتقرر فيها المصير – ونقطة التحول – فلابد هنا من أنْ – يؤدي الخليفة الخامس الحسن -  الأمانة -  التي -   سره -  بها        و أودعها عنده  رسول الله الحبيب – و إنّ المصير الذي تحقق هو (  الصلح بين فئتين من المسلمين – و دفع البلاء والفتنة – عن الأمة – المهددة في عقيدتها – و كشف و معرفة من هو – الأحسن عملاً – و من هو الخبيث و الطيب   {قل لا يستوي الخبيثُ و الطيبُ } ( المائدة 103 ).

 

            و اليوم  – أصبحنا نعيش – أكبر و أفظع – معصية -  حسبما أخبرنا رسولنا الحبيب في حديثه الشريف  < من مات و ليس في عنقه بيعة  مات ميتة جاهلية >  و هذا يعني – إننا رجعنا نعيش – أيام الجاهلية – قبل – دعوة الرسول – و قبل – إقامة دولته الكريمة التي أعزّ بها الإسلام و أهله و أذلّ بها الكفر و أهله – و أصبحنا بحاجة إلى { فسوف يأتي اللهُ بقومٍ  يُحبُهم  و يُحبونَه  أذلةٍ على المؤمنين  أعزةٍ على الكافرين يجاهدون في سبيل الله و لا يخافون لومةَ لائمٍ ذلك فضلُ اللهِ يُؤتيه من يشاءُ و اللهُ واسعٌ عليمٌ } ( المائدة 54 )  -  لأننا ابتعدنا بل     و تركنا ( إنكار المنكر و الأمر بالمعروف ) و رسول الله الحبيب يقول < إذا تركت أمتي العمل – الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر – فسوف يسلط  الله عليها أشرارهم فيدعو أخيارهم  فلا يُستجاب لهم >  لأنه أصبح واقع المسلمين لا يطابق الدعاء فلا يستجيب الله سبحانه و هذه هي الطامة الكبرى ( الفتنة و البلاء ) .

 

            و إنّ ( البلاء و الفتنة ) ( مخلوقة – مع إبليس ) لترافق الحياة البشرية إلى يوم القيامة – تماماً مثل (الرسالة الإسلامية ) مخلوقة للحياة الإنسانية إلى يوم الدين – و لكل منهما ( أوامرها و قواها )  و إنّ ( الصراع بينهما عند المسلمين و الناس ) قد -  بدأ -  مباشرة – بعد وفاة رسول الله الحبيب – و ليس في أيامه و زمانه لأنه ( معصوم ) و إنّ العصمة ( رافعة للخلاف )  فلا – فتنة و بلاء – في عهد رسول الله – و هذا ما علمنا به الله و رسوله { و لنبلوكم حتى نعلمَ المجاهدين منكم و الصابرينَ و نبلوَ أخباركم } ( محمد 31 )  و  { إنا جعلنا ما على الأرض زينةً لها لنبلوهم أيُهم أحسنُ عملاً  } ( الكهف 7 )  و  { و نبلوكم بالشر و الخير فتنة و إلينا ترجعون } ( الأنبياء 35 )  و { الفتنة أشدّ من القتل }  و { الفتنة أكبر  من القتل }  و  { أ حسبَ الناسُ أنْ يتركوا أنْ يقولوا  آمنا و هم لا يفتنون  .  و لقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا و ليعلمن الكاذبين } ( العنكبوت 2 )  صحابة و سلف و كافة المسلمين و الناس –  منهم الصادقين و منهم الكاذبين .

 

((  الفتنة  -  في  محاورة  تفاهم – بين رسول الله  و ولي الله  ))

   

             قال ولي الله الصحابي علي  ((  إني سألتُ رسول الله صلى الله عليه و آله -  و أنا كنتُ أعلمُ  -  إنّ الفتنة لا تنزل بنا و رسول الله بيننا -  فقلتُ  :  يا رسول ما هذه الفتنة التي وردت في الآية الكريمة { أ حسبَ الناسُ أنْ يُتركوا أنْ يقولوا آمنا و هم لا يُفتنون }  و التي أخبرك بها الله تعالى – فقال  <  يا علي  إنّ أمتي – سيفتنون – من بعدي – بأموالهم و يمنون بدينهم على ربهم  . . . و يستحلون  حرامَهُ  بالشبهات الكاذبة و الأهواء الساهية  . . .  فقلتُ  :  يا رسول الله  بأي المنازل  أنزلهم  عند ذلك  أ بمنزلةِ  ردةٍ  أم بمنزلةِ فتنة  -  فقال رسول الله     <   بمنزلةِ  فتنة  >  ))  و هذا يشمل كافة الناس حتى الصحابة و السلف و التابعين و إنّ الذين ينجون منها هم التابعون -  بإحسان -  إلى يوم الدين -  و إنّ -  التابعين بإحسان – هم – التابعين سبيل المؤمنين –  و إنّ -  الفتنة – كانت تتمثل في ( تعطيل الأحكام الشرعية و إساءة تطبيقها في الدولة الإسلامية    و قد بدأت بعد رحيل رسول الله مباشرة ) – و أما – البلاء – و البلاء العظيم فقد بدأ  (  بإلغاء الدولة الإسلامية – التي أعلنت العقيدة الإسلامية و بقيت معلنة حتى يوم إلغائها و إعلان – العقيدة العلمانية – بعد عام 1923 )  .

 

            و إنّ ما نريده  و نسعى إليه ( في كل ما تقدم من بحثنا السياسي هو – تجسيد – حكم الشورى -  و تحديد -  النقطة الحرجة – و عندها تحصل أو لا تحصل  – نقطة التحول  ) – و إنّ -  النقطة الحرجة – تمثلت في -  تعطيل حكم الشورى -  في  -  مبايعة الخليفة الأول الصديق – و أما – نقطة التحول – فهي قد حصلت مرات متعددة – و منها  ( انتقال الناس من – حال وجود رسول الله و وجود الوحي المقيد للجميع راعي و رعية و دعوة و دولة  و عدم وجود الفتنة  بينهم -  إلى  -  حال أصبح الناس فيه -  أحرار – للعمل و فق اختيارهم رغم إنهم أمام – وجوب الأخذ بما آتاهم الرسول و وجوب  ترك ما نهاهم عنه )  أي تحولنا كأمة فأصبحنا نعيش – واقع الأحرار و الاختيار – الواقع الذي فيه – السلطان و السلطة – حق – لجميع الأمة و ليس بيد صحابي أو عدد من الصحابة – و فيه – لا سيادة على الأمة  إلاّ – للشرع – و ليس من قبل أي إنسان – إلا سيادة شرع القرآن و السنة – فإذا ألزمتنا هذه – السيادة -  وحددتنا  بحكم و بطريق و وسيلة و سبيل معين -  سلكناه و اتبعناه بالاختيار و ليس جبراً علينا – لنكون أمام – الثواب    و العقاب – { و لا تزرُ وازرةٌ وزرَ أخرى  و ما كنا مُعذبينَ حتى نبعثَ رسولاً } – فإذا وضعت لنا -  السيادة -  ولياً للأحكام الشرعية –  الصحابي علي  – و وضعت طريقاً لأخذ الأحكام الشرعية – العترة و أهل البيت – سلكناه  – لكي لا تضل الأمة بعد رسول الله فسلوكه عدم الضلال و تركه فيه  ضلال و  يؤدي إلى – دمار الأمة و تأخرها و باختيارها و ليس جبراً عليها  و هذا ما حصل في ( السقيفة – بتعطيل الشورى )  (  الفتنة )  و ما حصل بتعيين معاوية والياً على الشام (البلاء)  .

 

(  الله تعالى  - وضع جميع أجهزة حياة الأمة – و وضع أزرار تشغيلها )

 

            إنّ  ( أجهزة الحياة ) عددتها و فصلتها و وضحتها ( السيادة – الشرع – الإسلام ) و كذلك ( أزرار ومفاتيح تشغيلها ) و لكن تكاد أنْ تكون السورتان الكريمتان (  الشمس  و  المدثر ) جامعة  لقمة الأزرار والمفاتيح و في مقدمتها ( الآيتان الكريمتان )  {  و نفسٍ و ما سواها فألهمها فُجورها و تقواها  .  قد أفلحَ منْ  زكاها  .  و قد خابَ من  دساها  } ( الشمس 9 )  و  {  لمنْ شاءَ  منكم  أنْ  يتقدم  أو  يتأخر } – و إنّ هاتين الآيتين قد أثبتت – بأنّ الناس  أصبحوا – أحرار – في – الاختيار بالرضا – و بنفس الوقت – لديهم كل القدرات على مزاولة معترك الحياة وفي تنافس و تسابق .

 

            و إننا نجد وصفا عملياً لواقع الآيتين الكريمتين المتعلقة بالنفس البشرية و إنها أصبحت – حرة – وكذلك لواقعنا الذي نعيشه اليوم – في – سورة الدهر -  المباركة  {  هل أتى  على الإنسان حينٌ من الدهر لم يكن  شيئا مذكوراً } و ما على المسلم المؤمن التقي إلاّ التحري و الدراسة و البحث لمعرفة هذا ( الدهر )  و معرفة المزيد عن ( النقطة الحرجة -  و عندها يكون – التحول من حال إلى حال – أو لا يكون – و هذا يتوقف على -  أولي العزم و الثلة الواعية و الراسخين في العلم  ) – فقال تعالى في سورة الدهر { إنّا  خلقنا الإنسانَ من نطفةٍ  أمشاج ٍ نبتليه فجعلناه سميعاً بصيراً }  نبتليه – البلوى بالأمشاج  – و بأنه  يبصر و يسمع – و ليس أعمى و لا أبكم – و لمعرفة -  البلاء – هنا لابد من معرفة –  الأمشاج    و إنّ  – نطفة الأمشاج – هي - أساس الخلق – وهي – النطفة المخلوطة – خلط – ويظهر منها استعمل الإنسان عبارة (  خلط الأوراق – وهذه كذلك بلاء عظيم) –  و إنّ أساس الإنسان – الخلط – المؤيد بقوله تعالى { و نفسٍ و ما سواها فألهمها فجورها و تقواها } – الخلط – المتشابهات – و في القرآن المجيد كذلك ( محكمات و متشابهات ) – خلط  و بلوى – و هنا نذهب إلى – ولي الأحكام ولي الله علي -  ليقول  عندما يعرف الاسم و الفعل و الحرف و الضمائر في قواعد اللغة والبلاغة والنحو ((  إنّ الأشياء هي ثلاثة -  ظاهر و مضمر  و شيء  ليس  بظاهر و لا  مضمر – و إنّ – العلماء -  يتفاضلون -  مع بعضهم  في  مقدار  معرفة  ما ليس  بظاهر  و لا  مضمر  ))  -  و الراسخون في العلم – يؤمنون بالمحكم      و بالمتشابه – و إنّ الذين في قلوبهم زيغ و مرضٌ فيتبعون ما تشابه منه فقط ابتغاء – الفتنة – و أما تأويل المتشابه فإن علمه قاصر على – الله – وحده – و هو الذي يعلم به – الرسل و الأنبياء و الأولياء – و أما الناس فالله تعالى أمرهم و ابتلاهم { نبتليه فجعلناه سميعاً بصيراً } فالإنسان مأمور بالسعي و بذل الجهد في القراءة – إقرأ – و التعلم و التوسع في المعرفة و مهما تعلم يبقى { يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا و هم عن الآخرة هم غافلون } قاعدة ربانية – مثل – الخلط – و متى تكون – نقطة التحول – عندما تتحول هذه -  النطفة المخلوطة –من حال نطفة – إلى – حال يسمع و يبصر -  و هي – نقطة حرجة – لأنه عندها يتقرر المصير – مصير – تحميل الإنسان الأمانة – و هو ظلوماً جهولاً – و بها يريد الله تعالى معرفة الخبيث من الطيب و من هو أحسن عملاً –    و بالسمع و البصر – أصبح -  مسؤولاً  - يوم – الحساب و الآخرة – هل كان - غافلاً  أم متبعاً ابتغاء الفتنة – لأنه هو مخير – أنْ يكون – شاكراً – لهذه النعمة و هذا الإحسان – و إما – كفوراً – بالنعمة و الإحسان – لذلك فهو أصبح  - أمام الامتحان العام – لأنه -  حر في الاختيار – بين النهوض و التقدم بطاعة الله و رسوله -  أو الرفض و العصيان و التعطيل و التأخر – و في هذا الصراع – إذا كان الإنسان – حراً و مخلصاً – و ترك -  الناس  - أنْ يكونوا – أحراراً – قولاً و عملاً – كبر مقتاً أنْ تقولوا ما لا تفعلون –  و يكونون أحراراً خاصة في    ( النقطة الحرجة – نقطة التحول و تقرير المصير )  فيكونون إنساناً ( صالحاً و طيباً و مطيعاً لله و رسوله و سلك سبيل المؤمنين )  و لكن إذا تدخل الإنسان في حقوق الآخرين و منع الناس من أنْ يكونوا -  أحراراً – كما قال الصحابي عمر ( كيف استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحراراً )  و أكرهوا الناس على ترك حقوقهم أو التنازل عنها –  فيكون الإنسان قد – خالف الشرع – و أصبح ( آثماً ) .

            و الخلاصة هي  إنّ من يفهم أو فهم ( الأحرار – فكراً و عملاً  ) و فهم ( النقطة الحرجة – نقطة التحول)  و عَملَ على ما يفرضه و يطلبه رب العالمين  -   أو ( صبر – صبر أولي العزم -  و هو يرى تقرير المصير و مفترق الطرق – و يختار بسعيه و جهاده -  ما هو ليس بظاهر و لا  مضمر – فذلك هو – الجهاد الأكبر – و هو – الراسخ في العلم – و هو السياسي المبدع و الداهية ) و يكون من ( أولي العزم – الثلة الواعية ) .

 

            و اليوم فإنّ جميع ( المسلمين ) قد أصبحوا يعيشون في ( شبه جاهلية ) بمراجعهم و قادتهم و أحزابهم و حركاتهم -  و أصبح ( الإسلام – غريبا ) و إنّ ( القيود  - و المخاطر ) ( كبيرة – و كثيرة – و هائلة ) ( تهدد المسلمين بوجودهم و سعادتهم ) و لا تهدد ( الإسلام – المحفوظ في اللوح المحفوظ )  و مهما كان السبب في -  تأخر الأمة و انحطاطها – سواء كان ( الخطأ ) الذي حصل مباشرة بعد وفاة رسول الله الحبيب ( بتعطيل حكم الشورى )  أو ( بتراكمات التعطيل و الإساءات  للأحكام الشرعية الأخرى على امتداد التاريخ )  أو ( بسبب الكافر المستعمر العلماني ) الذي وضع القيود الفظيعة و المبرمجة و خطط لها بدقة و إتقان و بالمخاطر و الكوارث التي أنزلها بالأمة بمساعدة العملاء و الجواسيس و المنافقين المحليين  -  مهما كان السبب و الأسباب – يجب على المسلمين – التوقف أمام – النقطة الحرجة -  التي تعيشها الأمة الإسلامية اليوم – و يراد منها  أنْ تصل إلى – نقطة التحول و تقرير المصير – بالتحول من حال  - الأمة الإسلامية الواحدة بالعقيدة الإسلامية – إلى حال الأمة الرأسمالية العلمانية بعقيدة فصل الدين عن الحياة و بالتالي إلى النصرانية أو اليهودية  - و قد تم تصنيع الكثير من المؤسسات و المنظمات و القوانين الدولية أو الخاصة و الاتفاقات و الأحلاف بأنواعها – لهذا الهدف الكبير – هدف التحول من أمة الإيمان إلى – أمة الكفر – و قد ثبت كذب – المصطلحات و المسميات – القانون الدولي والمنظمات الدولية أو الإقليمية و المؤتمرات و الاتفاقات و الأحلاف  الدولية و الإقليمية و المحاكم الدولية والأطباء و المحامين و المدافعين بلا حدود -  و أصبح  إذا  ذُكرتْ هذه المصطلحات و المسميات – فيذكر بذكرها –  الغدر و القوة  و الجبروت و الطغيان و الظلم – و الأقطاب أو القطب الواحد -  و أصبح - شرعا – إنّ التعامل و التعاون مع هذه المصطلحات و المسميات – من كبائر الإثم  و العدوان على الإسلام و المسلمين . 

                   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق