الفرع الثامن عشر
( البلاء و الفتنة )
هما القضاء الرباني الذي تعيشه البشرية منذ آدم و حواء إلى يوم يبعثون
لمعرفة الخبيث من الطيب و من هو أحسن عملاً
( النقطة الحرجة – نقطة التحول – تقرير المصير )
إنّ ( البلاء و الفتنة ) التي تعيشها اليوم ( أمة محمد الإسلامية – الواحدة ) هي في ( عدم وجود – الدولة الإسلامية الواحدة ) الدولة التي ( تتجسد فيها العقيدة و المبدأ – و يُطبق فيها الإسلام – ما أنزل الله ) و لغرض ( إعادة دولة محمد رسول الله – و استئناف الحياة الإسلامية – بأمر من الله جلت قدرته ) على الأمة إطاعة الله و رسوله و اتباع سبيل المؤمنين المتمثل في ( سيرة الرسول – بتأسيس – الحزب – و تجميع الناس بتكتل سري – و الانطلاق بدعوة علنية – فقام بالتفاعل مع المجتمع و التحريك السياسي و النضال و الكفاح و الصراع السياسي – الفكري و العقائدي – دون القيام بأي عمل مادي حتى الضرب باليد و لا التهديد و الوعيد الدنيوي – و هذا هو واقع الجهاز الحزبي الذي يجب أنْ يكون عليه الحزب دائماً و أبداً – و قدم التضحيات بالغالي و النفيس - أوله فراق زوجته الصحابية خديجة بعد صمودها في حصار شعب مكة – و تحمل الصبر مع الصحابة – صبراً يا آل ياسر فإنّ موعدكم الجنة - لمدة اثني عشر سنة ) و من أجل إظهار دين الإسلام وتطبيقه في الحياة الدنيا فلابد من وجود الدولة ( و – بالنصرة – تمكن من إقامة الدولة في – المدينة المنورة – و أسس مؤسساتها و أجهزتها خاصة – الجيش و الأموال – و قد نظمها أحسن تنظيم و كان هو أول رئيس للدولة ) و قد ترك الدولة – بانتهاء الأجل – إلى أمته الإسلامية – مع أحكامها الواضحة و الصريحة - و الأسس التي سيكون عليها المستقبل و ملخصها { إني جاعل في الأرض خليفة – و أمرهم شورى بينهم - و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون – الظالمون – الفاسقون – و - إنّ الخلافة بعدي ثلاثون سنة و من ثم ملك عضوض ) - وإنّ الأسس قد حددت – مدة الخلافة بثلاثين سنة و على نهج النبوة - وقد انتهت بانتهاء مدة خلافة الخليفة الخامس الحسن - و لم تحدد الأسس مدة الملك العضوض – التي بدأت بغصب – الحكم من قبل الباغي المتسلط معاوية بن أبي سفيان الأموي تسنده عشيرته آل أمية .
و لو لم يحصل ( تنازل الخليفة الخامس الحسن ) فماذا كان ( سيحصل ) و ماذا ( سيعمل المسلمون ) – و لكن بعد كارثة كربلاء قال بعض الفقهاء الهابطين ( إنّ قتل الحسين من قبل جيش الشام فلسطين – كان باجتهاد الحاكم المتسلط يزيد – فإذا أخطأ يستحق أجر واحد ) و لكن لو ( إنّ الحسن قد أصرّ على عدم التنازل عن الخلافة - وهذا من حقه الشرعي ) و يوجد في ( الكوفة و العراق و الحجاز و مناطق أخرى – مسلمون – مع الخليفة الخامس الحسن – و لكنهم – متخاذلون – خوفاً من الموت و محبة حلاوة الدنيا ) و يوجد – بلاء و فتنة - في ( الشام فلسطين – مسلون – مع الباغي المتسلط معاوية – و مرتبطون معه ليس على أساس حبل الله – و إنما بروابط مصلحية و نفعية و مغانم و ثقافة جهل بالشرع أملاها عليهم معاوية خلال عقدين و نصف والياً عليهم و هو من الطلقاء و المؤلفة قلوبهم ) لذلك كان لابد من – دفع الفتنة و البلاء التي تهدد الإسلام في عقيدته و مصيره و أصبحت الأمة الإسلامية في ( النقطة الحرجة ) و بحاجة إلى ( معجزة إلهية ) لتفادي الكارثة – والمعجزة - مسألة غيبية و من قضاء الله بالنسبة للمسلمين – و لكن الخليفة الخامس الحسن مبلغ بها عندما سمع جده رسول الله الحبيب يقول حديثه الشريف الثابت بشكل قطعي عند كافة المسلمين < إنّ ابني – الحسن – سيد و لعل الله يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين > فهل هذا الحديث لم يسمعه – الصحابي الحسن - في حينه – قطعاً سمعه فحصل السؤال و الجواب و الحوار و التوضيح مع رسول الله – و المجالس بالأمانات – فتمكن الخليفة الحسن و هو من أهل الجنة من الحصول على – علامات النقطة الحرجة - التي يتقرر فيها المصير – ونقطة التحول – فلابد هنا من أنْ – يؤدي الخليفة الخامس الحسن - الأمانة - التي - سره - بها و أودعها عنده رسول الله الحبيب – و إنّ المصير الذي تحقق هو ( الصلح بين فئتين من المسلمين – و دفع البلاء والفتنة – عن الأمة – المهددة في عقيدتها – و كشف و معرفة من هو – الأحسن عملاً – و من هو الخبيث و الطيب {قل لا يستوي الخبيثُ و الطيبُ } ( المائدة 103 ).
و اليوم – أصبحنا نعيش – أكبر و أفظع – معصية - حسبما أخبرنا رسولنا الحبيب في حديثه الشريف < من مات و ليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية > و هذا يعني – إننا رجعنا نعيش – أيام الجاهلية – قبل – دعوة الرسول – و قبل – إقامة دولته الكريمة التي أعزّ بها الإسلام و أهله و أذلّ بها الكفر و أهله – و أصبحنا بحاجة إلى { فسوف يأتي اللهُ بقومٍ يُحبُهم و يُحبونَه أذلةٍ على المؤمنين أعزةٍ على الكافرين يجاهدون في سبيل الله و لا يخافون لومةَ لائمٍ ذلك فضلُ اللهِ يُؤتيه من يشاءُ و اللهُ واسعٌ عليمٌ } ( المائدة 54 ) - لأننا ابتعدنا بل و تركنا ( إنكار المنكر و الأمر بالمعروف ) و رسول الله الحبيب يقول < إذا تركت أمتي العمل – الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر – فسوف يسلط الله عليها أشرارهم فيدعو أخيارهم فلا يُستجاب لهم > لأنه أصبح واقع المسلمين لا يطابق الدعاء فلا يستجيب الله سبحانه و هذه هي الطامة الكبرى ( الفتنة و البلاء ) .
و إنّ ( البلاء و الفتنة ) ( مخلوقة – مع إبليس ) لترافق الحياة البشرية إلى يوم القيامة – تماماً مثل (الرسالة الإسلامية ) مخلوقة للحياة الإنسانية إلى يوم الدين – و لكل منهما ( أوامرها و قواها ) و إنّ ( الصراع بينهما عند المسلمين و الناس ) قد - بدأ - مباشرة – بعد وفاة رسول الله الحبيب – و ليس في أيامه و زمانه لأنه ( معصوم ) و إنّ العصمة ( رافعة للخلاف ) فلا – فتنة و بلاء – في عهد رسول الله – و هذا ما علمنا به الله و رسوله { و لنبلوكم حتى نعلمَ المجاهدين منكم و الصابرينَ و نبلوَ أخباركم } ( محمد 31 ) و { إنا جعلنا ما على الأرض زينةً لها لنبلوهم أيُهم أحسنُ عملاً } ( الكهف 7 ) و { و نبلوكم بالشر و الخير فتنة و إلينا ترجعون } ( الأنبياء 35 ) و { الفتنة أشدّ من القتل } و { الفتنة أكبر من القتل } و { أ حسبَ الناسُ أنْ يتركوا أنْ يقولوا آمنا و هم لا يفتنون . و لقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا و ليعلمن الكاذبين } ( العنكبوت 2 ) صحابة و سلف و كافة المسلمين و الناس – منهم الصادقين و منهم الكاذبين .
(( الفتنة - في محاورة تفاهم – بين رسول الله و ولي الله ))
قال ولي الله الصحابي علي (( إني سألتُ رسول الله صلى الله عليه و آله - و أنا كنتُ أعلمُ - إنّ الفتنة لا تنزل بنا و رسول الله بيننا - فقلتُ : يا رسول ما هذه الفتنة التي وردت في الآية الكريمة { أ حسبَ الناسُ أنْ يُتركوا أنْ يقولوا آمنا و هم لا يُفتنون } و التي أخبرك بها الله تعالى – فقال < يا علي إنّ أمتي – سيفتنون – من بعدي – بأموالهم و يمنون بدينهم على ربهم . . . و يستحلون حرامَهُ بالشبهات الكاذبة و الأهواء الساهية . . . فقلتُ : يا رسول الله بأي المنازل أنزلهم عند ذلك أ بمنزلةِ ردةٍ أم بمنزلةِ فتنة - فقال رسول الله < بمنزلةِ فتنة > )) و هذا يشمل كافة الناس حتى الصحابة و السلف و التابعين و إنّ الذين ينجون منها هم التابعون - بإحسان - إلى يوم الدين - و إنّ - التابعين بإحسان – هم – التابعين سبيل المؤمنين – و إنّ - الفتنة – كانت تتمثل في ( تعطيل الأحكام الشرعية و إساءة تطبيقها في الدولة الإسلامية – و قد بدأت بعد رحيل رسول الله مباشرة ) – و أما – البلاء – و البلاء العظيم فقد بدأ ( بإلغاء الدولة الإسلامية – التي أعلنت العقيدة الإسلامية و بقيت معلنة حتى يوم إلغائها و إعلان – العقيدة العلمانية – بعد عام 1923 ) .
و إنّ ما نريده و نسعى إليه ( في كل ما تقدم من بحثنا السياسي هو – تجسيد – حكم الشورى - و تحديد - النقطة الحرجة – و عندها تحصل أو لا تحصل – نقطة التحول ) – و إنّ - النقطة الحرجة – تمثلت في - تعطيل حكم الشورى - في - مبايعة الخليفة الأول الصديق – و أما – نقطة التحول – فهي قد حصلت مرات متعددة – و منها ( انتقال الناس من – حال وجود رسول الله و وجود الوحي المقيد للجميع راعي و رعية و دعوة و دولة و عدم وجود الفتنة بينهم - إلى - حال أصبح الناس فيه - أحرار – للعمل و فق اختيارهم رغم إنهم أمام – وجوب الأخذ بما آتاهم الرسول و وجوب ترك ما نهاهم عنه ) أي تحولنا كأمة فأصبحنا نعيش – واقع الأحرار و الاختيار – الواقع الذي فيه – السلطان و السلطة – حق – لجميع الأمة و ليس بيد صحابي أو عدد من الصحابة – و فيه – لا سيادة على الأمة إلاّ – للشرع – و ليس من قبل أي إنسان – إلا سيادة شرع القرآن و السنة – فإذا ألزمتنا هذه – السيادة - وحددتنا بحكم و بطريق و وسيلة و سبيل معين - سلكناه و اتبعناه بالاختيار و ليس جبراً علينا – لنكون أمام – الثواب و العقاب – { و لا تزرُ وازرةٌ وزرَ أخرى و ما كنا مُعذبينَ حتى نبعثَ رسولاً } – فإذا وضعت لنا - السيادة - ولياً للأحكام الشرعية – الصحابي علي – و وضعت طريقاً لأخذ الأحكام الشرعية – العترة و أهل البيت – سلكناه – لكي لا تضل الأمة بعد رسول الله فسلوكه عدم الضلال و تركه فيه ضلال و يؤدي إلى – دمار الأمة و تأخرها و باختيارها و ليس جبراً عليها و هذا ما حصل في ( السقيفة – بتعطيل الشورى ) ( الفتنة ) و ما حصل بتعيين معاوية والياً على الشام (البلاء) .
( الله تعالى - وضع جميع أجهزة حياة الأمة – و وضع أزرار تشغيلها )
إنّ ( أجهزة الحياة ) عددتها و فصلتها و وضحتها ( السيادة – الشرع – الإسلام ) و كذلك ( أزرار ومفاتيح تشغيلها ) و لكن تكاد أنْ تكون السورتان الكريمتان ( الشمس و المدثر ) جامعة لقمة الأزرار والمفاتيح و في مقدمتها ( الآيتان الكريمتان ) { و نفسٍ و ما سواها فألهمها فُجورها و تقواها . قد أفلحَ منْ زكاها . و قد خابَ من دساها } ( الشمس 9 ) و { لمنْ شاءَ منكم أنْ يتقدم أو يتأخر } – و إنّ هاتين الآيتين قد أثبتت – بأنّ الناس أصبحوا – أحرار – في – الاختيار بالرضا – و بنفس الوقت – لديهم كل القدرات على مزاولة معترك الحياة وفي تنافس و تسابق .
و إننا نجد وصفا عملياً لواقع الآيتين الكريمتين المتعلقة بالنفس البشرية و إنها أصبحت – حرة – وكذلك لواقعنا الذي نعيشه اليوم – في – سورة الدهر - المباركة { هل أتى على الإنسان حينٌ من الدهر لم يكن شيئا مذكوراً } و ما على المسلم المؤمن التقي إلاّ التحري و الدراسة و البحث لمعرفة هذا ( الدهر ) و معرفة المزيد عن ( النقطة الحرجة - و عندها يكون – التحول من حال إلى حال – أو لا يكون – و هذا يتوقف على - أولي العزم و الثلة الواعية و الراسخين في العلم ) – فقال تعالى في سورة الدهر { إنّا خلقنا الإنسانَ من نطفةٍ أمشاج ٍ نبتليه فجعلناه سميعاً بصيراً } نبتليه – البلوى بالأمشاج – و بأنه يبصر و يسمع – و ليس أعمى و لا أبكم – و لمعرفة - البلاء – هنا لابد من معرفة – الأمشاج – و إنّ – نطفة الأمشاج – هي - أساس الخلق – وهي – النطفة المخلوطة – خلط – ويظهر منها استعمل الإنسان عبارة ( خلط الأوراق – وهذه كذلك بلاء عظيم) – و إنّ أساس الإنسان – الخلط – المؤيد بقوله تعالى { و نفسٍ و ما سواها فألهمها فجورها و تقواها } – الخلط – المتشابهات – و في القرآن المجيد كذلك ( محكمات و متشابهات ) – خلط و بلوى – و هنا نذهب إلى – ولي الأحكام ولي الله علي - ليقول عندما يعرف الاسم و الفعل و الحرف و الضمائر في قواعد اللغة والبلاغة والنحو (( إنّ الأشياء هي ثلاثة - ظاهر و مضمر و شيء ليس بظاهر و لا مضمر – و إنّ – العلماء - يتفاضلون - مع بعضهم في مقدار معرفة ما ليس بظاهر و لا مضمر )) - و الراسخون في العلم – يؤمنون بالمحكم و بالمتشابه – و إنّ الذين في قلوبهم زيغ و مرضٌ فيتبعون ما تشابه منه فقط ابتغاء – الفتنة – و أما تأويل المتشابه فإن علمه قاصر على – الله – وحده – و هو الذي يعلم به – الرسل و الأنبياء و الأولياء – و أما الناس فالله تعالى أمرهم و ابتلاهم { نبتليه فجعلناه سميعاً بصيراً } فالإنسان مأمور بالسعي و بذل الجهد في القراءة – إقرأ – و التعلم و التوسع في المعرفة و مهما تعلم يبقى { يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا و هم عن الآخرة هم غافلون } قاعدة ربانية – مثل – الخلط – و متى تكون – نقطة التحول – عندما تتحول هذه - النطفة المخلوطة –من حال نطفة – إلى – حال يسمع و يبصر - و هي – نقطة حرجة – لأنه عندها يتقرر المصير – مصير – تحميل الإنسان الأمانة – و هو ظلوماً جهولاً – و بها يريد الله تعالى معرفة الخبيث من الطيب و من هو أحسن عملاً – و بالسمع و البصر – أصبح - مسؤولاً - يوم – الحساب و الآخرة – هل كان - غافلاً أم متبعاً ابتغاء الفتنة – لأنه هو مخير – أنْ يكون – شاكراً – لهذه النعمة و هذا الإحسان – و إما – كفوراً – بالنعمة و الإحسان – لذلك فهو أصبح - أمام الامتحان العام – لأنه - حر في الاختيار – بين النهوض و التقدم بطاعة الله و رسوله - أو الرفض و العصيان و التعطيل و التأخر – و في هذا الصراع – إذا كان الإنسان – حراً و مخلصاً – و ترك - الناس - أنْ يكونوا – أحراراً – قولاً و عملاً – كبر مقتاً أنْ تقولوا ما لا تفعلون – و يكونون أحراراً خاصة في ( النقطة الحرجة – نقطة التحول و تقرير المصير ) فيكونون إنساناً ( صالحاً و طيباً و مطيعاً لله و رسوله و سلك سبيل المؤمنين ) و لكن إذا تدخل الإنسان في حقوق الآخرين و منع الناس من أنْ يكونوا - أحراراً – كما قال الصحابي عمر ( كيف استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحراراً ) و أكرهوا الناس على ترك حقوقهم أو التنازل عنها – فيكون الإنسان قد – خالف الشرع – و أصبح ( آثماً ) .
و الخلاصة هي إنّ من يفهم أو فهم ( الأحرار – فكراً و عملاً ) و فهم ( النقطة الحرجة – نقطة التحول) و عَملَ على ما يفرضه و يطلبه رب العالمين - أو ( صبر – صبر أولي العزم - و هو يرى تقرير المصير و مفترق الطرق – و يختار بسعيه و جهاده - ما هو ليس بظاهر و لا مضمر – فذلك هو – الجهاد الأكبر – و هو – الراسخ في العلم – و هو السياسي المبدع و الداهية ) و يكون من ( أولي العزم – الثلة الواعية ) .
و اليوم فإنّ جميع ( المسلمين ) قد أصبحوا يعيشون في ( شبه جاهلية ) بمراجعهم و قادتهم و أحزابهم و حركاتهم - و أصبح ( الإسلام – غريبا ) و إنّ ( القيود - و المخاطر ) ( كبيرة – و كثيرة – و هائلة ) ( تهدد المسلمين بوجودهم و سعادتهم ) و لا تهدد ( الإسلام – المحفوظ في اللوح المحفوظ ) و مهما كان السبب في - تأخر الأمة و انحطاطها – سواء كان ( الخطأ ) الذي حصل مباشرة بعد وفاة رسول الله الحبيب ( بتعطيل حكم الشورى ) أو ( بتراكمات التعطيل و الإساءات للأحكام الشرعية الأخرى على امتداد التاريخ ) أو ( بسبب الكافر المستعمر العلماني ) الذي وضع القيود الفظيعة و المبرمجة و خطط لها بدقة و إتقان و بالمخاطر و الكوارث التي أنزلها بالأمة بمساعدة العملاء و الجواسيس و المنافقين المحليين - مهما كان السبب و الأسباب – يجب على المسلمين – التوقف أمام – النقطة الحرجة - التي تعيشها الأمة الإسلامية اليوم – و يراد منها أنْ تصل إلى – نقطة التحول و تقرير المصير – بالتحول من حال - الأمة الإسلامية الواحدة بالعقيدة الإسلامية – إلى حال الأمة الرأسمالية العلمانية بعقيدة فصل الدين عن الحياة و بالتالي إلى النصرانية أو اليهودية - و قد تم تصنيع الكثير من المؤسسات و المنظمات و القوانين الدولية أو الخاصة و الاتفاقات و الأحلاف بأنواعها – لهذا الهدف الكبير – هدف التحول من أمة الإيمان إلى – أمة الكفر – و قد ثبت كذب – المصطلحات و المسميات – القانون الدولي والمنظمات الدولية أو الإقليمية و المؤتمرات و الاتفاقات و الأحلاف الدولية و الإقليمية و المحاكم الدولية والأطباء و المحامين و المدافعين بلا حدود - و أصبح إذا ذُكرتْ هذه المصطلحات و المسميات – فيذكر بذكرها – الغدر و القوة و الجبروت و الطغيان و الظلم – و الأقطاب أو القطب الواحد - و أصبح - شرعا – إنّ التعامل و التعاون مع هذه المصطلحات و المسميات – من كبائر الإثم و العدوان على الإسلام و المسلمين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق