............رقم الإيداع (337) (دار الكتب والوثائق - المكتبة الوطنية) (بالموصل 4677 في 7/12/2005) (وقبض الرسم بالرقم1513في 7/12/2005)..........

مؤلف كتاب الشورى

الفهرست

الأربعاء، 17 يونيو 2009

الفرع السابع عشر 

 

( الدولة العثمانية) عاصمتها استانبول – هي آخر ( دولة إسلامية )

تعلن ( العقيدة الإسلامية ) و انتهت بإعلان ( العقيدة العلمانية الكافرة )

 

( العداء الصليبي ) و( عداء المنافقين و العملاء ) ( للإسلام والمسلمين )

( مستمر إلى يوم نزول السيد المسيح و ظهور المهدي وإلى يوم القيامة) 

 

رغم إنّ رسول الله و رسول الإسلام قد جاء بأفكاره الإنسانية الطيبة :

( لا نفرق بين أحدٍ من الرسل و النبيين وآمنا بالله و ما أنزل إلينا و إليهم)

( و يا قساوسة و يا رهبان و يا راهبات تزوجوا و تناكحوا )

(  بعقد الزواج المقدس -  و ليس بالشذوذ و الحرام ) 

 

            إنّ ( الدولة العثمانية ) كمثيلاتها من ( دول الملك العضوض – الأموية و العباسية )  فهي  (  دولة إسلامية ) ليس ( بالخلافة ) و إنما ( بإعلان – العقيدة الإسلامية – مثلها  مثل الإنسان المسلم – فهو مسلم بإعلان الشهادة بالعقيدة – أشهد أنْ لا إله إلاّ الله و إنّ محمد رسول الله – رغم إنه لا يصلي أو لا يصوم أو يحلل بعض الحرام و يحرم بعض الحلال – و من ضمن ما حللت تلك الدولة – ولاية العهد الحرام – و حرمت حكم الشورى و عقد بيعة الخلافة ) – المهم هو إنّ ( عشيرة تركمانية – عشيرة بني عثمان – قد قامت بعملية انقلابية – فاستلمت – الحكم الإسلامي – و تسلطت على المسلمين – قومياً و عشائرياً – و ليس – حكماً و التزاما و تنفيذاً  لما  ينبثق من العقيدة الإسلامية رغم إيمانهم بها و قد يكون إيمانهم بها أقوى من إيمان عشيرة بني العباس و بني أمية العربيتين ) .

            إنّ عشيرة ( بني عثمان التركمانية غير العربية ) قد استفادت من ( حكم شرعي ) قد وضعه ( فقيه المذهب – العلامة أبو حنيفة ) و هو ( جواز استلام الحكم من قبل المسلم غير العربي و غير القريشي  ) لذلك و لرد الجميل إليه – فقد تبنت الدولة العثمانية المذهب الحنفي في حكمها – و نحن من -  المؤيدين لهذا الحكم الشرعي -  وكذلك من  - المؤيدين لحكم شرعي آخر يتعلق بالزواج و هو ( جواز غير العربي الزواج من العربية و العكس صحيح ) و لكن و مع الأسف ( إنّ فقيه المذهب العلامة أبي حنيفة لا يجوز ذلك لأنه يعتبر غير العربي غير كفوء للزواج من العربية ) و نحن هنا نسأل ( أيهما أكثر أهمية و خطورة على المسلمين و المجتمع الإسلامي  – هل الحكم و السلطة أم الزواج و المتعة – و كلنا من آدم و آدم من تراب ) – المهم هو – إنّ عشيرة بني عثمان – كانت عشيرة – تحب القوة و النظام و عسكرة الجيوش  و شديدة البأس في حق القوة و في قوة الحق إذا لم يهدد سلطانها – و إنّ شهرة ( القائد البحري –         بر بروسيه – و انفراده بالأسطول البحري في زمانه و الذي خضعت له جميع أساطيل الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط  – و المدفون اليوم في قبرٍ على ساحل البحر الأسود – و إنّ خير دليل على ما نقول    هو إن جميع سفن الدول عندما  تمر من أمام قبره  تقف و تضرب المدفعية قذائفها تحية و احتراماً له ) و إنّ للمسلمين مناقب كثيرة و هل ( جبل طارق ) ليس بمنقبة وشهرة عالمية للمسلمين .

      ( جعل الفقهاء – الأحكام -  تدور مع الأشخاص و ليس مع العقيدة )     

            و كلما مرت الأيام على الحكام العثمانيين – كلما ابتعدوا عن الأحكام الشرعية – وعطلوها و أساءوا تطبيقها – و إنّ سبب ذلك هو – ضعف الإيمان بالعقيدة – و الغشاوات والترسبات غير الشرعية – التي أحاطت بفهم العقيدة الإسلامية – و ما تشابه عليهم و على وعاظ سلاطينهم المنحازين لأشخاص الصحابة – جعلوا الفقهاء الأحكام تدور مع الأشخاص       و ليس مع العقيدة –  فماذا نقول لمن يعتبر نفسه مرجع و أمير جماعة تدعو لإقامة دولة إسلامية عندما يقول ( إنّ الخليفة عمر رضي الله عنه أمر بقتل كبار الصحابة :  علي و عثمان     و عبد الرحمن و سعد و طلحة و الزبير إنْ لم يتفقوا على بيعة خليفة من بينهم خلال ثلاثة أيام لا تزيد – أمر بقتلهم و هم من هم في الأمة )  فنقول ( إننا بالجهل بلوانا و فتنتنا )  و نقول (( هل يجوز لصحابي إهدار دم صحابة آخرين لما بعد مماته – و على فرض –  يجوز شرعاً  للخليفة – استخلاف أو ترشيح ما بعده للخلافة -  و كذلك يجوز له إصدار الأحكام و القرارات حتى إذا تعلقت بدماء الناس خاصة الصحابة في حياته على أنْ تنفذ بعد مماته -  و إنّ هذه القرارات و الأحكام برأينا لا يجوزها الشرع و الشرع يحرم الاستخلاف  -  و لكننا افترضنا جوازها –  فهل الخليفة الذي أصدرها سيضمن عدالة تطبيقها بعد مماته – نعم إنّ الله تعالى يضمن عدالة تطبيقها حتى بعد ممات الرسل و الأنبياء لأنه هو الخالق والمهيمن و أحكم الحاكمين – و لكن كيف لإنسان مهما كانت شخصيته أنْ  يضمن عدالة التطبيق و التنفيذ بعد مماته -  هل يكون الضمان  بالوصية أم بالوراثة  -  و لا ندري هل  هذا المرجع و أمير الجماعة – الذي جوز لنفسه الجرأة لمثل هذا التخريج – يعرف من هو – علي بن أبي طالب –  فلا يمكن أنْ أصدق القول – بأنّ هذا المرجع – ينكر حديث رسول الله < من كنت مولاه فهذا علي مولاه > و الله تعالى يقول { ألاّ إنّ أولياء الله لا خوف عليهم و لا هم يحزنون } فهل الخليفة عمر لا يخاف على ولي الله و ولي أحكام المسلمين علي - عندما أمر بقتل ولي الأحكام – الذي كان يمده بالأحكام الشرعية إلى الدرجة التي قال فيها – لولا علي لهلك عمر-  و لا يحزن عليه إذا قُتل – و هل الخليفة عمر أحرص من ولي الله و ولي أحكام المسلمين  -  و لو لم يكن الصحابي علي هو الأحرص من غيره من الصحابة على الإسلام و العقيدة الإسلامية  لقبل بشرط السير على ما سار عليه الشيخان الصديق و عمر ليصبح الخليفة بعدهما – في حين إنه -  رفض الشرط  -  حرصاً – على -  حفظ  و سلامة و نظافة أحكام الإسلام الإلهية – لأنه هو -  ولي و بطل الحروب و ولي الأحكام – مثل الرسول عندما كان الصحابي علي  يكتب عقد صلح الحديبية و اعترض المشركون على الرسول كونه رسول الله فقال : اشطبها يا علي و لك مثلها وقد حصل مثله في تحكيم حرب صفين و إنّ خبر الرسول الغيبي إلى ما بعد مماته هو من خبر جبرائيل    و لأنّ في سيرة الشيخين الكثير من المخالفات الشرعية و أبرزها تعيين معاوية الأموي و إبقائه والياً على الشام لسنين عديدة و لطيلة أيام حكمهما -   ولو  قبل الشرط  لما تمكن من عزل الباغي معاوية باعتبار  إنّ  تعيينه كان من قبل الشيخين وهو التزم بسيرتهما -  و هذا هو الذي كان يستهدفه من وضع هذا الشرط – و لأصبح من المستحيل على  المسلمين  معرفة بغي و ظلم معاوية و الأمويين و أبرزها استبدال الخلافة و الشورى بولاية العهد و الوراثة و الوصية – و نحن نقول بكل ما تقدم ليس من باب الانحياز إلى – الأشخاص – و إنما على أساس العقيدة و ما انبثق عنها من أحكام و أفكار و مفاهيم و إنّ لقولنا أدلته الشرعية و يدعمها الواقع الذي حصل و الثابت في أبرز كتب الفقه و التفسير و الصحاح ))   يا ناس إنّ مصيبتنا هي – بالجهل و الانحياز إلى الأشخاص – و قد يكون للجاهلين و المنحازين في السابق بعض العذر – و لكن ونحن اليوم في عالم الأجهزة المعلوماتية و الأنترنيت – فما هي الحجة و ما هو العذر – و قد صدق الله تعالى { كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله } و هذا النص القرآني الكريم نزل في أيام الرسالة و قبل الثلاثين سنة من الخلافة وقبل الملك العضوض و ولاية العهد – فهذه الأمة الإسلامية يجب أنْ تكون خير أمة  -  إذا عرفت العقيدة  – الإيمان بالله – و فهمتها لتكون -  مؤهلة -  لإقامة الدولة الإسلامية الواحدة -  على نهج النبوة  و ليس على  نهج الملك العضوض –  و حينها  تتمكن من طاعة الله            و رسوله  و إنكار المنكر و الأمر بالمعروف  .

 

            هذا هو الواقع السيىء و الفاسد الذي وصلت إليه الدولة العثمانية – تأخر وانحطاط        و هبوط فكري –  و وصلت الأفكار القومية و العشائرية ذروتها في الاشتعال عندما تأسست حركة الاتحاد و الترقي على أساس قومي تركماني – فالتهبت بقية القوميات بلهيبها – فالعربية في الحجاز و الهلال الخصيب و البربرية في الشمال الأفريقي و الفارسية و الكردية و الألبانية     و الهرسكية و الصربية و البوسنية و القفقاسية و الأفغانية و الهندية – في حين كان المفروض بالمسلمين الرجوع إلى – الإيمان بالله و إلى طاعة الله و رسوله – ولكن كيف للنائم أن يستيقظ  و للمريض أنْ يشفى و قد توقف عقله و نسي علاجه {  إذا مرضت فهو يشفيني } و العدو يتربص الفرص للانقضاض على الرجل المريض و إنهائه و هذا ما حصل في سنة 1924 – فقد قامت بريطانيا و الحلفاء بنقل آخر متسلط عثماني في عربة إسعاف إلى الخارج و تنصيب العميل العلماني الملعون أتاتورك -  و إلغاء العقيدة الإسلامية المعلنة – و إعلان العقيد العلمانية الرأسمالية و استبدال الحروف العربية بالحروف اللاتينية و إسكات  الأذان من على المنائر        و أصبح التعطيل يوم الأحد بدلاً من يوم الجمعة و ألغي حكم ستر عورة المرأة و الرجل – و تحول حكم الرجل المريض إلى حكم المرأة – تقليداً للقانون الذي  وضعتهُ فرنسا سنة 1905 الذي شرع العلمانية وحدد ثوابتها بفصل الدين والكنيسة عن التدخل في السيادة والسياسة والقوانين التي تنظم حياة الناس والدولة تمشياً مع واقع الدين المسيحي الذي يقتصر على العبادات والأخلاق ويفتقر إلى أحكام معالجة معاملات الحكم والاقتصاد والاجتماع وهذا ثابت في قول   السيد المسيح عليه السلام ( أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله ).

 

           (  السيد المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام  )

                (   بريء مما فعله و يفعله الصليبيون  )        

 

            لقد نصبَ الصليبيون العلمانيون الرأسماليون الاستعماريون ( الماكرون الخاطئون )    و معهم المنافقون و العملاء ( العداء )  ( للإسلام و المسلمين )  بدافع (  الكراهية و الحقد        و الحسد العقائدي ) مما أدى و تؤدي إلى إنزال – المحن و المصائب و النكبات و الكوارث و إبادة المسلمين فردياً و جماعياً .

           

         (  أسقف كاثوليكي يرتكب جريمة إبادة جماعية للبشرية  )

            و مؤخراً و في عصرنا و أيامنا – قد ألقيّ القبض على ( أسقف كاثوليكي – رجل دين نصراني )  (متورط – و متهم )  ( بالمذبحة ) المنحطة السافلة التي ذهب ضحيتها ( مئات الآلاف ) من الناس في ( راوندة – الأفريقية ) .

 

             (  و قس  يرتكب  جريمة – حرق القرآن المجيد )

            و كذلك ألقي القبض على ( قس )  آخر في ( الكونغو – كنشاسا –  الأفريقية ) و كان قد ظهر  للناس من على ( شاشة التلفزيون ) و هو يقوم ( بحرق القرآن المجيد ) و يطلب من الناس ( حرق القرآن – المعجزة ) تماماً مثلما أحرقوا المسلمين في الأندلس بنيران الأفران – فهل القساوسة و الرهبان الأندلسيين لم يشتركوا بتلك الجريمة الكافرة اللا إنسانية النكراء – و جميعها جرائم ( جبانة ) لأنّ الجبان هو الذي لا يقدر على المواجهة      و اللقاء و مجابهة العقول و الأبطال – لذا فإنه يقوم بالغدر و الحرق و الاغتيال و السم  -  و قد  استنكر المسلمون في الكونغو الأفريقي على ( عمل االقس بحرق القرآن ) مما اضطرت حكومة كنشاسا إلى حجزه في     ( السجن المركزي ) للحفاظ عليه من تهديد  المسلمين – و إنّ الذي – حرقه القس -  هو ورق و حروف – و أما ( الذكر ) فهو محفوظ في ( اللوح المحفوظ -  جهاز الاستنساخ الرباني ) و عند الملائكة و الشهداء و في قلوب المؤمنين الصادقين و هذا ما لا يقدر القس على إحراقه حتى لو اجتمعت ( الصليبية و العلمانية و الإلحادية ) .

            و نحن نقول  – للقس – و أمثاله من الرهبان و القساوسة و أعداء الإسلام المشبعين بالكراهية          و الحقد  ( نحن نطلب منكم قليلاً من – الحياء و التعقل – لتفكروا ماذا يوجد في – القرآن المجيد – الذي قمتم بإحراقه – لو كنتم تعلمون – فيه الرحمة و الشفاء و النور و الهداية و السعادة و الطمأنينة – و السماح لك أيها القس بالزواج و ليس بالشذوذ الجنسي  -   و كذلك فيه – إنّ الله تعالى الرب يأمر محمد رسول الله بالقول – إقرأ – و آمنا – بما أنزل إلينا في القرآن – و ما أنزل إلى جميع الرسل و الأنبياء عليهم السلام – و لا نفرق بين أحدٍ منهم ) .

            فاسمع أيها البابا و القس و الراهب إلى ما يقوله القرآن المجيد {{ قولوا آمنا بالله و ما أنزلَ إلينا و ما أنزلَ إلى إبراهيم و إسماعيل و اسحاق و يعقوب و الأسباط و ما أوتيّ موسى و عيسى و ما أوتيّ النبيون من ربهم لا نفرق بين أحدٍ منهم و نحن له مسلمون }} ( البقرة 136 )  بل و يأمر الله تعالى من محمد رسول الله     و المسلمين – أنْ يطلب منكم أهل الكتاب تطبيق ما عندكم من تنزيل و أنْ يقولَ لكم – إذا لم تطبقوا ما عندكم سوف لا تكونوا شيء و ليس بشر – فاسمع يا بابا و يا قس قوله تعالى {{ قل  يا أهل الكتاب  لستم على شيء حتى تقيموا التوراة  و  الإنجيل  و ما أنزل  إليكم من ربكم }} ( المائدة 68 )  فلماذا تحرقون هذه الآيات الكريمة هل لا تريدون  تطبيق  إنجيلكم – و نحن المسلمون ليس فقط نؤمن بالإنجيل و التوراة و الزبور – و إنما كذلك نطلبُ منكم تطبيق ما عندكم من كتب سماوية جليلة لأنّ تطبيقها سوف يؤدي حتماً إلى تطبيقكم للقرآن المجيد      و سوف  تصبّ  أعمالكم في كوثر الإسلام و لا غيرهُ وسوف يؤدي إلى خدمة الإنسانية و العالمين و سوف نقول جميعاً – نحن و أنتم – الحمد لله رب العالمين .

            و قد جاء في القرآن المجيد الذي حرقته يا قس ( القول ) على لسان رسولنا محمد الحبيب و رسولكم عيسى الكريم عليهما السلام قوله تعالى {{ و إذ  قال  عيسى بنُ مريمَ  يا بني إسرائيل  إني رسولُ الله إليكم مصدقاً لما بين  يَديّ من التوراة و مبشراً برسولٍ يأتي  من  بعدي  أسمه أحمد  فلما جاءَهم بالبينات قالوا هذا سحرٌ مبين }} ( الصف 64 )  و هذا هو المحفوظ  عند الملائكة و في قلوب البشر و المستنسخ في اللوح المحفوظ – و إنّ الأبعد من كل ما تقدم هو قوله تعالى { أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم }  و{إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجداً و بكياً }  و  { فخلفَ من بعدهم خلفٌ أضاعوا الصلاة و اتبعوا الشهوات  فسوف  يَلقَوْنَ  غياً  } ( مريم )  و  {  أ فمنْ  شرحَ اللهُ  صدره للإسلام فهو على نورٍ  من ربه  فويلٌ للقاسيةِ قلوبُهم منْ ذكر الله أولئك في ضلالٍ مبين } ( الزمر 22 ) .

            إنّ ( القرآن المجيد ) الذي أحرقه ( القس ) فيه ( سورة كاملة ) باسم السيدة الجليلة العفيفة ( سورة مريم ) عليها السلام – فيها شرح عن طهارتها و عفتها و شرفها و عن أبنها النبي و رسول الله ( عيسى بن مريم ) عليهما السلام – و قد جاء في هذه السورة المباركة {{ فأتتْ به قومَها تحمله قالوا يا مريم لقد جئتِ شيئاً فرياً . يا أختَ هارون ما كان أبوكِ امرء سوءٍ و ما كانت أمُكِ بَغياً . فأشارت إليهِ قالوا كيف نكلم من كان في المهدِ صبياً . قال  إني  عبدُ الله أتاني الكتابَ و جعلني نبياً }} ( مريم 28 ) و هكذا فقد برأ القرآن المجيد الذي أنزلَ على رسول المسلمين محمد الحبيب ( مريم و ابنها عيسى ) عليهما السلام من ( تهمة ) أراد ( اليهود – و ليس النبي موسى عليه السلام ) إلصاقها بهما .

            و هذا هو الذي أحرقه ( القس )  -  فماذا كان يبغي من حرقه و ما الذي يستهدفه – فهل كان يبغي        و يستهدف ( حرق اسم أحد الأنبياء : عيسى أم موسى أم محمد ) في حين إنه ( حرق جميع الأسماء ) – أم كان يبغي حرق اسم ( الإنجيل أو التوراة أو القرآن  - أم جميعها ) -  و إنّ الله سبحانه يقول { يُريدونَ ليُطفِؤا نور اللهِ  بأفواههم و اللهُ مُتِمّ نورِهِ و لو كرهَ الكافرون  } ( الصف 8 )  هذا هو  نور الله الذي يقول عنه الخالق { و يجعلْ لكم نوراً تمشون به و يغفر لكم و الله غفور رحيم } ( الحديد 28 ) و لكن هذا ( القس ) قد مشى في الظلام الدامس عندما أحرق القرآن المجيد – و مع ذلك نقول للقس – إنّ الله غفور رحيم إذا حصلت عندك التوبة          و بشروطها – و إنّ القرآن المجيد قد وصف هذا القس – و هو متلبس بجريمة الحرق و من هم على شاكلته      {{أ وَ مَنْ كان ميتاً فأحييناهُ و جعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمنْ  مَثَلُهُ في الظلمات ليس بخارجٍ منها كذلك زُيّنَ  للكافرين ما كانوا يعملون }} ( الأنعام 122 ) -  و هل هناك أشدّ عمى و ظلمة مما هو عليه ( الفاتيكان والقساوسة و الرهبان و الراهبات )  و هم  (  يزاولون الشذوذ الجنسي – و هم أمام أحدث الأجهزة المعلوماتية وأمام جهاز الاستنساخ الرباني ) – و إنّ جرائم الشذوذ الجنسي بينهم في أوربا و أمريكا و بلدان العالم جميعاً قد وصلت – عنان السماء – و لا يفيد  معها ( اعتذار رئيس  قساوسة ولاية – بوسطن – الأمريكية إلى – البابا – عن جرائم الجنس بين الرهبان و الراهبات -  و شذوذ القساوسة التي حصلت عندهم بالمئات و الآلاف ) -  في حين – إنّ محمد رسول الله قد أعطى -  العلاج  - و نظم – الجنس –  بعقد الزواج – فطرة الله التي فطر الناس عليها – و إنّ الله و رسوله يحثون جميع البشر – منهم الرهبان و الراهبات -  على الزواج – و لا ندري ما سبب هذا الإصرار على الخطأ مع العلم إنّ خير الخطائين التوابون .

 

            و من خلال هذه الجرائم النكراء التي يرتكبها ( العالم المسيحي و العلماني ) اليوم  والتي أوردنا ثلاثة أمثلة للجرائم ( القتل و الإبادة الجماعية خاصة للمسلمين – و حرق القرآن المجيد – و جرائم الزنا و الشذوذ الجنسي داخل محلات عباداتهم ) و على أساس هذه القيم  تكون ( مخططات و أساليب ) المستعمر الكافر العلماني ( القديم و الجديد )  و ( وفق جداول و سقف زمني ) يضعونها ( لتفتيت و تجزئة العالم الإسلامي -  و من ثم تحويله من – الإسلام – إلى – الكفر المتمثل في – كفر الرأسمالية العلمانية – و كفر الشيوعية – و إذا أمكن فالتحول إلى – النصرانية أو اليهودية – سواء بطريق الماسونية أو البهائية و مختلف المنظمات الاستعمارية – و اليوم مودة العلمانية و العولمة و العملاء ) – لذلك فإنّ الغرب المستعمر ( يعامل ) ( المسلمين الملتزمين الواعين ) ( كالمجرمين )  وهذا هو ما أعلمنا به ربنا الله تعالى في قوله الكريم ( الذي يشمل الكفار و الحكام العملاء )  {  أ فَنجعلُ المسلمين  كالمجرمين . ما لكم  كيف تحكمون } (القلم 35 ) و هذا ما حصل في تيمور الشرقية الأندنوسية و في نايجيريا و يحصل في شيشان الإسلام  .

 

 

            و إننا باسم ( الإسلام )  نتحدى ( البرتغال ) ( أنْ تفتح أبواب الستار الحديدي الذي ضربته حولها وطوقت به نفسها أمام الإسلام ) و تفتح المجال للمسلمين من الدخول و الخروج في ( أراضيها – مقابلة بالمثل ) و عندها سوف ترى كيف إنها ستتحول هي و معها ( تيمور الشرقية التي كانت تستعمرها و بالتبشير حولتها إلى النصرانية العلمانية ) إلى ( الإسلام – و يرجعون – مسلمين ) و سوف تكون جزء من بلاد الأندلس المسلمة – وإننا نعاهدها ( علنياً و على المكشوف ) و بلا سرية – بمجرد أنْ ينصر الله تعالى أمته الإسلامية بإقامة الدولة الإسلامية الواحدة – الكريمة – نعاهد البرتغال و غيرها من ( الدول و الشعوب المحاربة للإسلام و المسلمين بحقد و كراهية ) ( كيف سوف تتداعى و تتهدم أسوارهم الحديدية و أسلحتهم ذات الدمار الشامل – و سوف ينتهي معظم المنافقين و العملاء و الفراعنة الصغار -  فتتحول شعوبهم إلى – مسلمين مؤمنين أتقياء – بسلاح البناء و التعمير الشامل – الفكر الإسلامي و النور و الهدى الرباني – و هذه قاعدة ربانية ) { لَئنْ لم يَنتهِ المنافقون و الذين في قلوبهم مرضٌ و المرجفون في المدينة } ( الأحزاب 61 ) و الله تعال يقول { و إذا سألك عبادي فإني قريبٌ أجيبُ دعوة الداعِ  إذا دعاني  فليستجيبوا لي و ليؤمنوا بي لعلهم يرشدون } ( البقرة 186 )  فالاستجابة و الإيمان – يكون كلٌ في واقعه و مجاله – و حيث إنّ واقع بحثنا هذا هو ( الصراع الفكري              و العقائدي و السياسة الدولية و العالمية ) فإنّ استجابة الله سبحانه لنا  تكون في – الأحكام المتعلقة بهذا المجال و أول الأحكام هو ( وجود دولة إسلامية و وجود خليفة جاء بالشورى – و ليس وجود إمارة و وراثة أو جمهورية -  لتكون الاستجابة الربانية  واضحة و مطابقة ) .      

 

            و رغم  كل ( التعمية الإعلامية -  و خلط الأوراق – المخطط لها ) من قبل الدول الكافرة و عملائهم حكام الكيانات – و تسلطهم على القنوات و الإذاعات الإعلامية و حتى الصحف فهي ممولة من قبلهم –  و رغم كل هذه التجزئة و الكيانات و الفرقة في العالم الإسلامي –  و رغم تسلط الطغاة و العملاء على تلك الأجزاء بسلاح ( الفرقة و الخلاف و التجزئة -  حتى داخل العائلة الواحدة -  بالإضافة إلى سلاح الحديد و التعذيب والقتل) – و لكن الله تعالى – كاشفها جميعاً – فهذا زعيم روسيا الكافرة ( يلسن )  الذي مسخه الله تعالى في الدنيا قبل الآخرة كما مسخ الخنزير – و ذلك عندما ثار المسلمون في ( داغستان )  أواسط شهر آب / 1999 يريدون (إقامة الدولة الإسلامية – و ليس الدولة الداغستانية – و هي الموجودة فعلاً و لكنها دولة علمانية )  فقد صرح – يلسون – ما نصه ( إنّ روسيا لا يمكن أنْ تتخلى عن – سيادتها – في القفقاس – لأنّ ذلك يهدد – بقاء روسيا – نفسها ) و يقصد  ( بقاءها كمجتمع مسيحي علماني )  في حين – إنّ القفقاس هي ( أرض الملايين من المسلمين المجزأين إلى كيانات و لكل كيان – حاكم عميل – فرعون صغير – وإنّ ولي و وصي كل أولئك الحكام هو – يلسن رئيس روسيا – و سوف تدخل أمريكا معهم لمشاركتهم في الولاية و الوصايا ) بدليل ( إنّ تصريح يلسون لم يحرك حكام تلك الكيانات القفقاسية و المتسلطين عليها بالعنف و قوة السلاح – و لم يحرك حتى حكام الكيانات الأخرى في العالم الإسلامي – لأنهم جميعاً لا يعرفون و إذا عرفوا فلا يؤمنون بحديث رسول الله الشريف <  إذا اشتكى منه عضوٌ تداعت له سائر الأعضاء بالحمى و السهر > لكي يقوموا بتأديب – يلسون – و أمثاله – و لو بكلام  يوقفه عند حده و هو يوجه صواريخ أرض أرض ( و يا للعار و الخزي ) و هو يوجه القذائف والطائرات و الدبابات إلى ( مسلمي داغستان ) و قبلها و بعدها إلى ( شيشان الإسلام )  و هو في نفس الوقت (يحمي الصرب الصليبيين ) في ( كوسوفو المسلمة ) – الصرب الذين أنزلوا بالمسلمين الكارثة و الدمار و الغدر و الدفن الجماعي ( و المسلمون يصرخون  وا إسلاماه ) فلا من مجيب حتى ولو بالمقاطعة الدبلوماسية الكاذبة (مثلما تعمل قطر القبيحة و عديمة الحياء مع إسرائيل )  أو بالتهديد المفتعل – و لكن الله تعالى هو ( المجيب – أجيب دعوة الداعي  إذا دعاني – و إذا دعاني تعني إذا  كان واقع الداعي – واقع صحيح يرضي الله و رسوله ) ولكن الله تعالى يمهل و لا يهمل -  فقد ضرب – يلسون – بقذيفة الذل و المهانة و هزيمة العار ( حيث قدم – يلسون – استقالته هارباً بالعار الذي يحمله معه ) مثل الذي سبقه ( كرباشوف ) و قد كشف الله سبحانه – يلسون – و عراه بقبوله دعوة إسرائيل الصهيونية لحضور احتفالات القدس في أعياد المسيحيين و اليهود – مثلما أخزى الله تعالى ( طغاة و عملاء قطر – ابن يطرد أبيه من السلطة – في الدنيا – فما بالنا يوم الآخرة – و سوف لا ينفعه ضخامة جسمه سوى ازدياد لهيب نار جهنم  ) .

            إنّ ( روسيا – يلسون  أو بوتين )  و ( أوربا )  و ( أمريكا ) و ( بريطانيا و فرنسا و إيطاليا ) و غيرهم – الجميع يدركون و يفهمون – سبب تسلطهم على المسلمين – بأساليب خبيثة متعددة – سواء بالتجزئة أو العلمانية أو الشيوعية أو بأفران المخابز و الإبادة بمختلف الأسلحة الجرثومية و الكيماوية و الذرية – و إنّ عمل طاغيتهم في حلبجة أكبر مثال على ما يعمله العملاء بأمر و أسلحة ( سيدهم )  أو بتسليط حكام طغاة بأساليب الانقلابات و يسمونها كذباً ( ثورات )  أو باستفتاء أو انتخابات صبيانية و يسمونها – ديمقراطية – و من خلال أجهزة و مؤسسات قمعية لا تفهم – القيم الأخلاقية و الإنسانية – و أحياناً الطغاة لا يثقون بأي شخص لإدارة هذه الأجهزة القمعية إلاّ  بأولادهم و أقاربهم – و إن (ّ سبب العداء و الكراهية ) الذي يفهمه و يدركه الكفار و أعداء الإسلام هو ( إذا تحرر المسلمون و أقيمت دولتهم – الدولة الإسلامية الواحدة -  دولة الشورى و البيعة و الخلافة و التعددية الحزبية )  فإنّ رحمة الله – و الإسلام نعمته للناس – سوف تعم و تنتشر في ( جميع روسيا و أوربا       و أمريكا ) و ينتهي الكفر و ترفرف  عليهم راية ( لا إله إلاّ الله محمد رسول الله )  صدقاً و صلاحاً {  أ مّنْ  يُجيبُ المضطرّ إذا دعاهُ و يكشفُ السوءَ و يجعلكم خُلفاءَ الأرض ِ ءَ إلهٌ مع الله قليلاً  ما تذكرون َ } ( النمل 62 ) .

 

                             {  فهزموهم بإذن الله  }

            و إنّ الله جلت قدرته قال { فهزموهم بإذن الله و قتلَ داودَ جالوتَ و أتاه اللهُ الملكَ  والحكمةَ و علمَهُ مما يشاءُ و لولا دفعُ اللهِ الناسَ بعضهم ببعضٍ لفسدتِ الأرضُ و لكن اللهَ  ذو فضلٍ على العالمين } ( البقرة 251 ) فضل الله تعالى على العالمين ( كل العالمين ) و دفعه الناس بعضهم ببعض – ليحافظ على نور دينه و صلاح الأرض و عدم الفساد فيها و ما عليها -  ويشمل ذلك حتى الحيوانات من دواب و طيور ( برية و مائية و جوية ) لأنّ الحيوانات هي كذلك أمم مثلنا و لها عالمها و سوف تحشر يوم القيامة كحشر البشر و تكون من الشهود على أفعال الإنسان فهل يقدر الإنسان على إحصاء ما يشهد عليه يوم القيامة و هل ( البكترية ) ليست بحيوانات       و هي تحيط بالإنسان و بداخل أحشائه و هي كذلك – الحيوانات – تحاسب على أفعالها – فالحيوان الذي يملك قدراً في جسمه لحماية نفسه مثل ( وحيد القرن -  و ليس القطب الواحد أمريكا ) الذي يستعمل قرنه ( للدفاع عن نفسه ) كذلك قادر على استعماله و هو ( سلاحه الوحيد و الشامل ) ضد حيوانات أخرى – حتى الحيوان الوديع المسالم – فيقتله أو يؤذيه – فالله جلت قدرته  محاسب وحيد القرن  قائلاً له – لماذا استعملت قرنك للتعدي على حقوق حيوانات أخرى في حين أني خلقت القرن عندك لحماية نفسك و الدفاع عنها وعن النفوس الأخرى ممن يريد إنزال الظلم فيك و فيهم – فهذا هو حساب الحيوانات – فكيف بحساب الناس و الدول خاصة        ( القطب الواحد – أمريكا ) عندما تعتدي بسبب غرورها و بطرها لدعم الكفر و الشرك و كسب المغانم مثل (جالوت ) الذي طغى في البلاد – فبرز له ( طالوت ) بجنود قليلة { كم من فئةٍ قليلةٍ غلبتْ فئةٍ كثيرةٍ بإذن الله و اللهُ مع الصابرين }  فقام – طالوت – بإذن الله ( بتنظيم هذه القلة –    و أدخلهم بتدريب عسير – في شرب الماء ) { قالوا ربنا  أفرغ علينا صبراً و ثبت أقدامنا           و انصرنا على القوم الكافرين } { فهزموهم بإذن الله و قتل داود جالوت }  و { تلك آياتُ اللهِ نتلوها عليك بالحق و إنك لمن المرسلين } – فماذا تقول و ماذا تجيب أمريكا إذا كان لقادتها – عقل – يدركون به – و ماذا يقول المسلمون هل يريدون من الله تعالى ( تنظيمهم – و السيرة المحمدية أحسن نظام عندهم -  أم يريدون إدخالهم في تجارب و تدريب عسير – وهم اليوم أمام هذه المحنة و الكارثة – الاحتلال – ليعرف من هم المنافقين الذين يقولون – لا طاقة لنا عليها      و علينا – التوافق – معها -  و من  هم المتيقنين بملاقاتها و النصر عليها ) ( التنظيم و العمل الصالح هو الذي يثبت الأقدام ) .

            و إنّ الله تعالى قد أحلّ للإنسان أكل لحوم جميع الحيوانات الموجودة في ( البر و البحر و الجو ) إلاّ ما استثناه بنصوص و أحكام واضحة – كله تنظيم -  و لا يعتبر ذلك – اعتداء – من الإنسان عليها لوجود الإذن الشرعي – و إنّ لحوم الحيوانات تنموا و تكثر بسرعة بسبب – إنّ الله تعالى قد خص الإنسان – بالعقل – الذي يعيق نموا اللحم السريع عنده – و لكنه تعالى قد سلب من الحيوانات ( ميزة العقل – عملية التفكير ) و أبقى عندها فقط ( ميزة التمييز الغريزي )  لذلك فإننا نرى الحيوانات يتجمع في جسمها اللحوم و الشحوم بسرعة لتكون غذاء للناس –       و هذا ما وضحه لنا رسول الله رسولنا الحبيب بحديثه الشريف < يا أيها الناس لو أنّ البهائم تعلم بالموت مثلما يعلم الإنسان به لما أكلتم أنتم من لحومها شيء >  أي لو كان لدى الحيوانات – عقل و تفكير – و أخذت تفكر بالموت و مشاغل الدنيا – فإنّ هذا التفكير سوف يذوب لحومها      و لم يبق شيء يأكله الإنسان -  و هذا ما ينطبق على ( الكفار و أعداء الإسلام ) فإنّ الله جلت قدرته  قد أنعم عليهم ( العقل و التفكير ) فلماذا ( يعطلونه ) عندما يقوموا ( بغدر المسلمين – الذي يسمونه هم – الإرهاب – يغدرون بالناس الآمنين – لا لشيء – إلاّ لمحاربة العقول الصحيحة المنظمة – و تدميرها و سرقة نعم الله التي أنعمها عليهم – و بأعمالهم هذه يصطفون مع الحيوانات التي تملك التمييز و لا تملك العقل الإنساني ) و إنّ الله تعالى قال { و ما من دابةٍ في الأرض و لا طائرٍ يطير بجناحيه  إلاّ أممٌ مثلكم ما فرطنا في الكتاب من شيء  ثم إلى ربهم يُحشرون } ( الأنعام 38 ) .

            و إنّ من العجب العجاب الذي نراه اليوم هو إنّ أسماء بعض –  الحكام العملاء المنافقين – المتوافقون مع أسيادهم – تعطيك ( مفاهيم إسلامية و فقهية ) و معاني إلهية مثل اسم ( إمام علي رحمانوف ) ( رئيس وزراء طاقجستان – الشعب المسلم بالفطرة ) و إنّ كلمة (إمام ) مفهوم إسلامي فقهي قاصر على الإسلام و المسلمين و يتعلق بمفهوم – الحاكم – الذي يحكم المسلمين و – إمامهم – في صلاتهم – و أما كلمة ( علي ) فهو اسم صحابي جليل و رائد من رواد الإسلام و بطل معارك المسلمين – خرج للشرك كله و أحد الخلفاء و هو الخليفة الرابع – و ولي الله – فأين هذا الحاكم من كل هذا الاسم – و أما كلمة ( رحمن ) فهو اسم من أسماء الله الحسنى و مفهوم إسلامي قد ورد في البسملة و في سورة الفاتحة – و مع ذلك فإنّ جميع هذه الكلمات في اسم هذا الحاكم الطاغية لا تحرك عنده حتى مشاعره لنصرة الإسلام و المسلمين – بل وإنه يسجن آلاف المسلمين الداعين لإقامة الدولة الإسلامية الواحدة و يعذبهم و يقتلهم -  و هو من  جيران ( شيشان الإسلام ) و ( داغستان و أفغانستان ) و لكنه ينتصر إلى الكفر و أعداء الإسلام – و قد قام ببيع ثلاث قواعد عسكرية في أراضي بلاده لأمريكا لاستخدامها في عدوانها على أفغانستان و لقتل و ذبح المسلمين – فهو لا يحترم و لا يقيم اسمه و لا اسم أبيه و لا اسم جده  - فأين ذهب ( حياؤه )  - و إنّ الصحابي علي يقول ( غاية الحياء أنْ يستحي المرء من نفسه ) – و مثل هذا الحاكم هناك أسماء لحكام آخرين ( إسلام كريموف – و ياسر عرفات ) فإنهم تقصدوا في مسخ الأسماء بأعمالهم .

 

            و لكن ( البابا ) و هو من -  الخاسرين -  حسب أحكام و أفكار و مفاهيم قرآننا المجيد -  عند  زيارته – الهند – في بداية شهر تشرين الثاني 1999 قد صرح ( إنّ من حق الكنيسة الكاثوليكية الدعوة و التبشير إلى الديانة المسيحية  أنى  تشاء في العالم و إنّ حرية الديانة والعقيدة يجب أنْ تكون مكفولة )  -  و إنّ -  البابا – اليوم يتكلم على لسان ( دولته الفاتيكان ) وكذلك على لسان دول أخرى قادرة على حمايته لأنها تملك الجزارين و رؤساء العصابات الذين يحكمون العالم الإسلامي و الذين يقومون بذبح و قتل و تسميم و تعذيب ( المسلمين الذين يريدون الدعوة للإسلام و التبشير به  - أو الذين يريدون -  الترشيح باسم الإسلام داخل البلد – أو الدفاع عن دينهم و عقيدتهم – أو يريدون تفهيم طريق الدعوة و طريق إقامة الدولة الإسلامية الواحدة -  و وسيلة و سبل الدفاع عن دينهم و عن الخلافة ) – فمن هو من الحكام العملاء الذي عنده الاستعداد لسماع حملة الدعوة الإسلامية مثلما صرح به – البابا – فالجواب – كلا -  لأنّ كل واحد منهم قد صنعه ( سيده ) من الدول الأقطاب التي يرعاها البابا -  و وضعه ليكون – طاغيتهم – في كيانات بلادنا الإسلامية – و كل واحد منهم يمثل ما وصفه الله تعالى { و كذلك جعلنا في كل قريةٍ  أكابر مُجرميها ليمكروا فيها و ما يمكرون إلاّ بأنفسهم و ما يشعرون } ( الأنعام 123 ) .

            و إننا نذكر – البابا – بقوله تعالى { هاذان  خصمان  اختصموا في ربهم فالذين كفروا قُطِعت لهم ثيابٌ من نار يُصبّ من فوق رؤوسهم الحميم . كلما أرادوا أنْ يخرجوا منها من غَمٍّ  أعيدوا فيها و ذوقوا عذاب الحريق . إنّ الله يُدخلُ الذين آمنوا و عملوا الصالحات جناتٍ تجري من تحتها الأنهارُ يُحلون فيها من أساورَ من ذهبٍ و لؤلؤاً و لباسهم فيها حرير . و هُدوا إلى الطيب من القولِ و هُدوا إلى صراط مستقيم } ( الحج 19 )  و { إنّ الذين آمنوا و الذين هادوا    و الصابئين و النصارى و المجوس و الذين أشركوا إنّ الله يَفْصِلُ بينهم يوم القيامة إنّ الله على كل شيء شهيد } ( الحج 17 ) .

 

           

           

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق