الفرع الثالث عشر
الدولة العباسية و ( حكام بني العباس )
{ فهل عسيتُم إنْ توليتُم أنْ تفسدوا في الأرض و تقطعوا أرحامكم }
{ أولئك الذين لعنهم الله فَأصمهم و أعمى أبصارهم }
حكام ( بني العباس ) هم ( امتداد ) لحكام ( بني أمية ) في واقع ( الحكم ) و نوعيته و في] ( تعطيل ) وعدم تطبيق ( أحكام الشرع الإسلامي ) حتى لو ( ملكوا الدنيا في فتوحاتهم) و أبهروا العقول في ( علومهم و صناعاتهم و اختراعاتهم و تقنيتهم - فإذا اعترفنا بهذه – و وافقنا على تعطيل الأحكام و آمنا بها – نكون قد أصبحنا – علمانيين – و العلمانية كفر) - نعم هم امتداد لحالة الحكم الأموي و لكن ( بعشيرة أخرى ) هي – عشيرة العباس عم النبي – الذي أسلم فأصبح من صحابة رسول الله الحبيب – و ابنه هو المحدث الفقيه و الصحابي الجليل (عبد الله بن العباس ) الذي هو و والده الصحابي العباس ( براء من أحفادهم – رؤساء و مسؤولي الدولة العباسية ) – و إنّ – الدولة العباسية – يجب أن – تـُقيّم – على أساس – العقيدة الإسلامية – في كل – الأعمال و التصرفات و الأقوال – التي صدرت عنها و عن مسؤوليها – من حيث مطابقتها للأحكام و المفاهيم الشرعية المنبثقة من العقيدة الإسلامية أو عدم مطابقتها – و لا علاقة لهذا - التقييم - بالأشخاص – الذين صدرت عنهم الأعمال و الأقوال – و لا علاقة للنسب سواء قد أمتدّ لرسول الله أم لم يمتد – و إنّ النقطة المهمة هي ( إنّ العقيد الإسلامية قد بقيت – معلنة – في الدولة العباسية – و إنّ رعاياها يؤمنون بالعقيدة الإسلامية - لذلك فهي – تعتبر دولة إسلامية – و ليس – دولة علمانية ) .
إنّ ( بني العباس ) قد اشتركوا في ( حركات سرية ) كأنها ( أحزاب – غير معلنة و غير منظمة بمنهاج و هيكل لجهاز فكري – و هي تحمل في طياتها الخداع و الغدر ) ( و لم يقتدوا – و لم يتأسوا – برسول الله الحبيب – في تشكيل حزب سياسي معلن و منظم – بتكتل سري و دعوة علنية ) – و كانت - الحركات – تعمل ضد – الحكم الأموي – مستغلين – اضطهاد المسلمين – من قبل بني أمية خاصة – اضطهاد أهل البيت و الصحابة و السلف و التنكيل بهم بمختلف وسائل القتل و التعذيب و ملاحقتهم أينما وجدوا – و هذه الطريقة الشريرة و غير الشرعية سوف تكون هي كذلك - طريقة العباسيين و بشكل أعنف .
و إنّ الحركات كانت مرة تأخذ اسم – العلويين - مشايعة و استغلالاً لاسم ( ولي الله الصحابي علي ) و هو منهم بريء – و تارة تأخذ اسم ( الفاطميين ) تيمناً و استغلالاً لاسم (فاطمة الزهراء – بنت رسول الله الحبيب ) و هي براء منهم - و لكن هذه التسميات دليل على إنّ هاذين الصحابيين ( علي و فاطمة ) هما ( القدوة ) و إنهما كانا تحت طائلة الظلم و الاضطهاد – و كذلك كان ( أولادهم و سلفهم ) و إنّ الجميع ( علي و فاطمة و أولادهم و سلفهم – كان هدفهم و غايتهم و قضيتهم العقائدية – الإسلام – و ليس غير الإسلام ) – و كانت دعوة هاذين الصحابيين ( علي و فاطمة ) و ولديهما ( الحسن و الحسين ) وهم ( العترة ) و عملهم – أساسها – العقيدة الإسلامية – و تطبيق أحكامها و مفاهيمها – و نشرها بالشكل الصحيح و السليم بعيداً عن كل – البدع و التأويلات – و إنّ أهم حكم و أهم شعار لهم – و المفروض لمن أيدهم و شايعهم - هو (( الخير و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر – و على أساس – الفكر و الشورى – و ليس العنف أو المقاومة المسلحة )) إيماناً بقوله تعالى { و لتكن منكم أمةٌ يدعون إلى الخير و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و أولئك هم المفلحون } (آل عمران104 ) و بتأكيده تعالى { كنتم خيرَ أمةٍ أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله } ( آل عمران 110 ) و كذلك بإصراره سبحانه { يؤمنون بالله و اليوم الآخر و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و يسارعون في الخيرات و أولئك من الصالحين} (آل عمران 114 ) فالله جلت قدرته يصر و يؤكد على إنّ ( الصالح و خير الناس و المفلحين ) هو ( بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر – و بأوجهها الشرعية و المتعددة الصحيحة – وإنهم جميعاً قد فهموا – الإصرار الرباني و تأكيده و بالأوجه المتعددة – لذلك فقد أصبحوا ( أباة للضيم) و ليس فقط ( التصوف بالعبادات و التفرغ لمعرفة الأحكام و الأفكار ) .
و كذلك من أهداف ( العترة ) كما وصفها رسول الله – القضاء على ( الضلال ) و على كل الافتراءات و البدع و المتشابهات و التأويلات الباطلة و الفتن و الفجور و التفرقة و الظلم والفسق – تماماً مثل قول ( ولي الله الصحابي علي ) (( شقوا أمواج الفتن بسفن النجاة )) و((اقتلوا الذي يدعو إلى التفرقة و لو كان تحت عمامتي )) وإنّ غايتهم ( حماية بيضة الإسلام ورايته و إشاعة الخير و تثبيت القيم و الأخلاق المحمدية الصحيحة ) و ( السعي لتذليل العقبات والموانع التي تحول دون ادخال الإيمان و التقوى إلى نفوس الناس و قلوبهم ) و ليس ( تعذيبهم وقتلهم – الذي هو عمل خصومهم – خاصة الحكام ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق