............رقم الإيداع (337) (دار الكتب والوثائق - المكتبة الوطنية) (بالموصل 4677 في 7/12/2005) (وقبض الرسم بالرقم1513في 7/12/2005)..........

مؤلف كتاب الشورى

الفهرست

الخميس، 25 يونيو 2009

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة البحث السياسي

                                                             {  إقرأ  }   

                                              { إقرأ باسم ربك الذي خلق }     

 ( إقرأ – العقيدة الإسلامية – و العقيدة هي التي تدلك إلى الأصول و الفروع -  و يُعلمك بالقلم )

(  ما لم تعلم  -  للقضاء على الجهل و التخلف و الكفر و الشرك – التي كانت تسود - مجتمعات ) 

( العالمين – مجتمع الروم النصراني و اليهود الإسرائيلي و الفرس المجوسي و العربي المشرك)

( مجتمعات مدنية – ينعدم فيها – التوحيد – و كلها عمى – فوجب    قد جاءكم  من  الله  نورٌ  )

( وكتابٌ مبين – فشفاها من العمى – بمدة ثلاث و عشرين سنة –  و أشرقتْ الأرضُ بنور ربها )

( و وُضِعَ  الكتاب -  المجتمع الحضاري و الشورى و الدولة الإسلامية    و نتيجة خطأ بن آدم )

( تحول - السلطان الإيماني – إلى – سلطان جائر و كاد أنْ يتحول إلى  الكفر -  لولا  تعهد  الله )

   ( بالحفظ و دفعه الناس بجهاد العترة أحد ثقلي عدم الضلال في إنكار المنكر – ولكن -  بقيّ )

(  السلطان الجائر و الملك العضوض    فتنة و بلاء – مستمرًا – لمدة ألف و ثلاثمائة وثمانين )     (   سنة - خارج منهاج النبوة – لخلو الأمة قضاءً من كفاية – عبادنا المؤمنين – الذين يفهمون واقع )   

(  منهاج النبوة – و يفهمون - إذ جاء ربه بقلبٍ سليم – باسم العقيدة  - و ليس باسم الصحابة  )  

       ( والسلف و الفقهاء و المراجع المذهبية -  لذا فلا استجاب بالنصر -  و يستمر الأمر)

                                                  {  إقرَأ  } 

           

         هذا بحثٌ سياسي في ( الدين الإسلامي )  ( دين السياسة الصحيحة في العالمين و إلى العالمين ) وبحث سياسي في ( الإنسان ) وفى مقدمتهم ( رسول الله الحبيب محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم ) الذي ( مَنَّ )  الله جلت قدرته عليه فكلفه بحمل الرسالة الإسلامية {  ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا } ( فاطر/33 ) إلى ( الإنسانية و الناس و العالمين وخلق الله جميعا ) والى ( الموحدين - المكلفين ) ( بوجوب تطبيق ) ( حكم الله ) في أرضه و سمائه 0 وان في أعلى سلم درجات الأحكام ( حكم وجوب وجود – سلطة – خليفة – يحكم بما أنزل الله تعالى )   (  تختاره ) ( الأمة – عموم الناس – توكله وتبايعه بالسلطان – الذي منحه الله سبحانه لها ) و ( وجوب أن يكون – الاختيار والمبايعة -  بالرضا – الشورى ) { وامرهم شورى بينهم } وقد عظم الله تعالى الشورى فسمى إحدى سور القران المجيد ( سورة الشورى ) 0 ليعيشوا فترة – عصر – الحياة الدنيا – وينعموا فيها ( بالشفاء والرحمة والسعادة و الطمأنينة والمحبة والاخوة والحق والعدل و الوحدة –        و هذه القيم والمقومات – وجودها – من وجود – الدولة الإسلامية الواحدة -  وبفقدان – الدولة -  تصبح الأمة الإسلامية – مهددة حتى في عقيدتها التوحيدية – ولو لم تكن – الدولة – بهذه الأهمية المصيرية – لما قَبِلَ ولي الله الصحابي علي – استلام منصب رئاسة الدولة – الخلافة – الدنيوي    وهو ليس بحاجة إليها وإنما الدولة هي كانت بحاجة إليه – لأنه كان مشغولا بمنصب الولاية الإلهي – ولكن لأهمية – منصب الدولة المصيري للأمة الإسلامية –  فقد وافقَ بعد إلحاح الصحابة – كرهاً - أنْ يكون – الخليفة الرابع  بالشورى – وهذا ما سنلاحظه    و نفهمه  من خلال  بحثنا السياسي هذا ) { ولكلٍ درجاتٌ مما عَمِلوا و ما ربُكَ بغافل عمّا يَعملونَ }                     ( الأنعام 132 )  0        

          وان ( تعطيل ) تطبيق الأحكام – خاصة أحكام أعلى درجات السلم أو – إساءة – تطبيقها – يدفع الأمة والناس إلى تعطيل القيم وقواعد الحياة الصحيحة والصالحة الربانية 0

          واما من آمن و اتقى { الرحمان 0 علم القرآن 0 خلق الإنسان 0 علمه البيان – ولمن خاف مقام ربه جنتان} فتكون له  نتيجة ( العمل الصالح ) في ( الحياة الدنيا ) و ( حسن العاقبة ) في ( الحياة الآخرة ) ( جنتان ) { وانه في الآخرة لمن الصالحين } ( البقرة / 131 ) 0 وهذه هي قيمة ( الإنسان الموحد ) عند الله تعالى 0

          وعلى المسلمين والناس وجوب ترك ( الانحياز ) إلى ( الأشخاص – صحابة وغير صحابة ) وعدم التمادح بالأشخاص على حساب الأحكام من أجل حلاوة الدنيا وزينتها 0 لأن المسلم يجب وفرض عليه أن يلغي وينهي  ( حياته ) هو في سبيل تطبيق أحكام دين محمد رسولنا الحبيب وإعلاء كلمة الله ( إذا كان دين محمد لا يستقم – يطبق – إلا بقتلي فيا سيوف خذيني ) { فاستقم كما أمرت } ( هود 112) 0 فلماذا ننحاز إلى الأشخاص ونعمل لمصلحتهم على حساب دين الله 0 بينما يجب أن يكون الإنسان هواه تبعا لمرضاة الله الذي هو مرجع الإنسانية والمخلوقات جميعا { فإن لم يستجيبوا لك فاعلم إنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن إتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدى القوم الظالمين 0 ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون } ( القصص 51 )  وإن الله تعالى هو الذي وصل القول وليس الذين ينحازون إليهم سواء صحابة أو من السلف و التابعين 0 وإن    ( الانحياز للأشخاص- والتمادح – والحياد – وقوة المال الحرام – والفقر – وحلاوة الدنيا) لها تأثيرها على          ( التحرك السياسي ) وبالنتيجة تؤدي إلى عدم الالتزام بأوجب الواجبات الشرعية ( إنكار المنكر و الأمر بالمعروف) و هذا معناه  عدم ( طاعة الله و رسوله ) وهي السبب في ( وقف العمل بنظام الخلافة والبيعة والشورى – وانتقال المسلمين – من مرحلة –  نهج النبوة -  إلى مرحلة – الملك العضوض – وما زلنا في هذه المرحلة – الملك العضوض - ولم ننتقل إلى – ومن ثم خلافة ) وستكون هي السبب في عدم تمكن دعاة الدولة الإسلامية – من إقامتها إذا لم يغيروا أنفسهم بتنظيفها من تلك الترسبات و السلبيات في طاعة الله ورسوله . 

بدولةالله ورسولهالإسلامية والمجتمع الحضاري { أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف}

 ( وليس بدولة علمانية ولا برلمانية ولا ليبرالية ولا شيوعية ولا بالمجتمع المدني )   

           وقد تمكن هذا ( الرسول – الإنسان العظيم ) من أداء تكليفه ومهمته الرسالية الثقيلة بكاملها      و تمامها- فقام بتأسيس ( حزب ) ( سياسي ) وهو ( أول حزب سياسي ) ( عرفته البشرية ) وقد شكله على          ( أساس حضاري عقائدي – وليس ملائكي ) ( دعوة علنية )  و  ( تكتل سري – تعقد اجتماعاته سريا – في دار الأرقم بن أبي   الأرقم)0 وقد عمل هذا الحزب بقيادة الرسول العظيم فقام بالنضال و الصراع ( السياسي ) و(الفكري ) فقط – وقام بالتحريك السياسي الذي هو الكلمة الصادقة في المواقف و الوقائع التي حصلت أو التي ستحصل و التي تؤثر في العقول و المشاعر وحارب الإشاعات و الأخبار الكاذبة بشدة واعتبر من يروج لخلط الأوراق و الإشاعات و الافتراءات و الاغتياب فسق و كمن يأكل لحم أخيه ميتاً0 وقد صبر على التضحيات ضد     ( الشيطان والكفر و الشرك والإلحاد والباطل و الظلم والفسق والزيغ و البغي والفساد و المال الحرام والفقر ووأد البنات ) دون القيام ( بأي عمل مادي – القوة والعنف – لأن الصراع المادي ليس من اختصاص – الحزب –  و لا من  اختصاصه  تطبيق حدود الأحكام على الرعية و لا اتخاذ القرارات المادية بحق الناس في أي مكان وجد فيه الحزب – الذي هو جهاز  فكر  فقط ) 0 

           وإن رسولنا الحبيب كان في مكة المكرمة ( أم القرى ) ( يدعوا الناس فكريا ) { ولتنذر أم القرى ومن حولها والذين يؤمنون بالآخرة و يؤمنون به } ( الأنعام 92 )  فنجح وتمكن (فكريا ) و ( بالنصرة ) وهي بيعة بعض رجال قبائل وعشائر المدينة المنورة له على انْ ينصروه ويمنعونه من الأذى مثلما يمنعون أنفسهم رغم تشتت العشائر و القبائل هناك وتناحرهم والاقتتال مع بعضهم – الأوس و الخزرج -  و استغلال اليهود لهم ماليا و فكريا – وبالنصرة – تمكن رسول الله الحبيب   من شق – الأساس – أساس بناء الأمة الإسلامية الواحدة – فبدأ بالبناء بإقامة (  الدولة الإسلامية الواحدة ) وليس فقط ( استلام الحكم – انقلاب ) في المدينة المنورة - وإن ( الدولة الإسلامية ) التي أقامها هي ( الجهاز ) الذي يكفل بتحقيق وإنجاز كل الأهداف الإنسانية ( المادية و الفكرية ) { الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف }   (قريش4) خاصة (تطبيق الأحكام و الحدود على الرعية واتخاذ القرارات بحق الناس ) و أذِنَ لدولته في المدينة المنورة بالقتال { أُذِنَ للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير } (الحج 39) و {ما كان لأهل المدينة و من حولهم من الأعراب أنْ يتخلفوا عن رسول الله }  (توبة 121) 0

          وإن الدولة الإسلامية التي أقامها الرسول العظيم في المدينة هي ( أول ) ( دولة سياسية) تقام بواسطة ( حزب منظم ) في العالمين – دعوة منظمة هادفة – وأول دولة متحضرة ومتمدنة وعلى ( أساس ) ( العلاقات السياسية الصحيحة – بين الحاكم والمحكوموالراعي والرعية – وفي – الموقف الدولي – والسياسة العالمية – و تتعدد فيها المؤسسات والسلطات ) { إنما الصدقات للفقراء والمساكين و العاملين عليها } ( التوبة 61) و { وأن أحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم و أحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا فاعلم إنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم و ان كثيرا من الناس الفاسقون } ( المائدة 50) و قال رسول الله الحبيب < أبغض الناس عند الله عز وجل من يبتغي في الإسلام سنة الجاهلية و طالب بدم إمريء بغير حق ليريق دمه – كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه > 0 و { هو سماكم المسلمين } 0

                                     

(  العصمة  )

           وقد كان رسولنا الحبيب ( معصوم ) في ( حمل رسالته و تبليغها و تطبيقها ) ليكون ( الأسوة الحسنة والقدوة الصالحة للإنسانية ) { والله يعصمك من الناس } ( المائدة 70) وهو ( وحيٌ يوحى ) فهو  (مسير في رسالته وليس مخير ) لتأخذ ( الإنسانية ) منه ( العبر ة و الاعتبار  )  وهو {  وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى } ( النجم 5 ) و { وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا و أ تقوا الله إن الله شديد العقاب } ( الحشر 7 ) و { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم } ( آل عمران 31 ) 0

           وان بوجود الرسول وحياته بين الناس ( لم ولن ) تحصل ( الفتنة ) بين ( الحاكم و المحكومين ) لعصمته   ( فلا خطأ وكله صحيح وعدل – ولا ظلم ولا باطل وكله صالح وصلاح و حق )0 وانَ ( الفتنة ) سوف ( تحصل ) بعد حياة رسولنا الحبيب وبمجرد وفاته ( تحصل الفتنة بين صحابته و بين المسلمين وبين الناس أجمعين وفي جميع مناحي الحياة ) 0 وان الله تعالى يقول { أحسب الناس أنْ يُتركوا أنْ يقولوا آمنا وهم لا يُفتنون }  (العنكبوت 2 ) 0 إذن لابد من ( الفتنة و البلوى ) لمعرفة أيهم أحسن عملا بعد حياة رسولنا الكريم ( بين صحابته – والناس ) في ( تطبيق ) ما أنزل الله و سنة رسوله0

          وحيث إن ( القاعدة ) الإلهية و قوانين رب العالمين هي ( إن الرسل و الأنبياء عليهم السلام – معصومون – بالأعمال والأقوال الرسالية التي تصدر عنهم خلال تكليفهم ومهمتهم الربانية للناس ) 0  ولكن الاستثناء الذي نجده في ( الأفعال ) التي تصدر عنهم والتي تعبر وتجسد  ( مفهوم خاطئ ) هو كذلك ( مصنوع ) فيهم عند صناعة و ( تقنية ) خلقتهم من قبل الله الخالق جلت قدرته { صنع الله الذي أتقن كل شيء }         (النمل 88 ) 0 وإن صناعة وتقنية – الخطأ – في الرسل والأنبياء و الأولياء والأسباط و الحواريين والأحبار – مسألة غيبية – لا يعلمها إلا رب العالمين – حتى الرسل والأنبياء يقومون بالعمل الخاطيء وقد يلحقهم العتاب من الخالق على هذا العمل ولكنهم لا علم ولا معرفة لهم بهذا الغيب إلا إذا أخبرهم به الله تعالى ) 0 وان الغاية من هذه الصناعة والتقنية الربانية – الخطأ – حسب ظاهر ( واقع الحياة الدنيا ) وحسبما فهمناه من سنة رسولنا الكريم و من ولينا و الأنبياء هو ان القصد من صناعة – الخطأ – فيهم هو ( لتقريب ) ( الأفكار والمفاهيم والأحكام الإلهية ) من أذهان وقلوب وعقول الناس 0 لأن الفكر والحكم الممزوج والمعجون با ( العمل والقصص الواقعية ) تأثيرها وترسيخها في النفوس اكثر من ( مجرد نقل الفكر والأحكام باللسان والقلم بدون أن يصاحبها واقع عملي لها ) و إن هذا المزج ( الفكر و العمل) يولد ( مفهوما ) { ففهمناها سليمان } ( الأنبياء 79) 0 وان واقع – نقل الفكر شفهيا – أو مجسد بالأعمال – يسير جنبا وجنب مع ( الفتنة و البلوى ) التي هي كذلك صنعها الله جلت قدرته ( تقنيا دقيقا) لمعرفة ( الطيب من الخبيث)0{ حتى يميز الخبيث من الطيب } (آل عمران 179) 0

           وان ( أول خطأ تقني ) مصنوع في الإنسانية هو ( الخطأ الذي ارتكبه نبينا وأبينا آدم عليه السلام ) بأكله من ( ثمرة الشجرة ) التي حرمها الله تعالى على آدم { وعصى آدم ربه فغوى } ( طه 121) ليكون هذا العمل الخاطئ عبرة وتوجيه رباني للإنسانية بعد أن أخذ ( الشيطان ) من الله سبحانه الموافقة { قال إنك من    المنتظرين 0 قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم } ( الأعراف 16) و { قال انك من المنظرين الى يوم الوقت المعلوم 0 قال ربي بما أغويتني لأزيننّ لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين 0 إلا عبادك منهم المخلصين 0 إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين } ( الحجر 42) 0 ولكن الله تعالى ( تاب عن آدم ) بعد العتاب و الحساب وبعد أن تلقى ( كلمات من ربه ) 0 ولولا هذه ( الواقعة وهذا الخطأ العملي ) لما تمكن الناس من فهم ( الفكر الإلهي ) في قوله الكريم { عسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرٌ لكم و عسى أن تحبوا شيئا وهو شرٌ لكم و الله يعلم و أنتم لا تعلمون } ( البقرة 216) و { فعسى أن تكرهوا شيئا و يجعل الله فيه خيرا كثيرا } ( النساء 19)  .

            فالدعاة لا يحتاجون إلى جهد كبير في تفهيم هذا الفكر للآخرين بمجرد أن يذكروا الإنسان الذي يراد تفهيمه بقصة آدم عليه السلام ( كيف إن آدم أحبَ ثمر الشجرة أو أحبَ الملك الخالد – وهذا ما يحبه الكثير من الناس – ملك لا يفنى ولا يبلى – رغم تحذير الخالق له ولزوجته إنَ أكلَ  الثمرة سوف – يخرجكما من الجنة فتشقى ) و كذلك فإنَ آدم لم يدر إنها سوف تكون شرا للإنسانية لما بعده وهل يوجد اكثر من شر انتقاله من (الجنة ) إلى ( الأرض ) وكيف كانت هذه النقلة السبب في أن أصبح ( الناس بعضهم عدو لبعض ) وإنَ هذه العداوة و الشقاء ( فتنة و بلاء ) ولكن الله تعالى قد قبح ( العداوة – الظلم ) بنظامه وأحكامه 0 و إنَ ( ابن كثير ) قد نقل عن نبينا الحبيب قوله  < تحاجج موسى وآدم - فقال موسى لآدم أأنت الذي أخرجت الناس من الجنة بذنبك و أشقيتهم فقال آدم يا موسى أأنت الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه أتلومني على أمر كتبه الله عليَ قبل أنْ يخلقني و قدره عليَ >  فقال نبينا  < فحج آدم موسى > 0 ولولا هذه الصنعة الإلهية لآدم ( ليخطأ ) لما تاب الله عليه و لما تمكن الشيطان من إغوائه لأن ( كيد الشيطان ) ( ضعيف ) وان الرسل والأنبياء ليسوا بضعفاء وان كيدهم هو كيد الله تعالى { إنَ كيدي متين} ( الأعراف 184) وان الشيطان يعرف ( ضعف كيده ) لذلك هو استثنى من كيده { إلا عبادك منهم المخلصين } (الحجر41) 0

             وانَ هذا ( الفكر – والحكم ) عندما يفهمه ( الإنسان ) وهو ممزوج بالعمل و معجون به سوف يرسخ في عقله ونادرا ما ينساه 0 وكذلك ( عمل رسولنا الحبيب – في موضوع – عبس وتولى 0 ما يدريك لعله يزكى ) تقريب عملي للفكرة التي يريد الله سبحانه أنْ ينظم العلاقات الإنسانية بها بالرحمة والشفاء و الإحسان بينهم 0 وكذلك ( خطأ ) ارتكاب الرسول موسى عليه السلام ( القتل ) { فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثة الذي من شيعته  على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان إنه عدوٌ مضلٌ مبين } ( القصص 15) 0 وكذلك عدم وفاء النبي موسى ( بعهد الصبر ) الذي أعطاه إلى ( العبد الصالح – الخضر) الذي قال إلى موسى { انك لن تستطيع معي صبرا 0 قال ستجدني إنْ شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا 0 قال إنْ اتبعتني فلا تسألني عن شيء } ( الكهف 19 ) 0 وكذلك ( خطأ ) أول جريمة البشرية  حيث قتل ( قابيل ) بن النبي آدم لأخيه ( هابيل ) و ( عمل الغراب ) كيف يواري ( جسد أخيه – يدفنه ) { وأتل عليهم نبأ اْبني آدم بالحق 0 فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين 0 فبعث الله غرابا يبحث في الأرض } ( المائدة 28 ) 0 لذلك فانَ الله سبحانه دائما ما يختم آياته الكريمة { لعلهم يذكرون – يتذكرون – يتدبرون – يرشدون } 0 وبالعمل ينتقل الفكر إلى فهم فيحصل ( الإيمان ) فلا ( خطأ – ولا شيطان – مع عباد الله الصالحين ) فيكون الفكر قد انصهر بالعمل وان – الإيمان – هو ما استقر في القلب و صدقه العمل 0

(  التسابق  -  و التنافس  )

           وان الله جلت قدرته قد ( صنع – و بتقنية عالية – تكنولوجية دقيقة )  { الذي أتقن كل شيء } ( جهازا بسيطا ) ولكن له ( خطورته وأهميته العظمى ) في حياة الإنسانية في الدنيا ( ويقرر مصير الإنسانية إلى يوم القيامة) جهاز ينظم جميع أفعال و أعمال و تصرفات و أقوال الناس -  سياسيا – التنظيم الصحيح – وهم لا يشعرون – لو انهم استعملوا هذا الجهاز و أتقنوا استعماله 0 وانَ عمل هذا الجهاز مثل – عمل الجهاز المنظم – الأوتوماتيك -  في تشغيل الثلاجة والمجمدة وغيرها من أجهزة التبريد وغير التبريد – فهو يشغلها في الوقت المناسب ليحافظ على ما تقدم من منفعة واستمرارية الاشتغال بشكل لا تشعر بهذا – التنظيم    – لا الثلاجة ولا الناس الذين ينتفعون منها 0 فهل الآن قد عرفنا ما هو هذا – الجهاز الإلهي البسيط -  والسياسي الدقيق والعظيم – الذي ينظم أعمال الناس و توجهاتهم و دفعهم نحو – الأحسن ولأصلح والأصح – وقد لخص الله سبحانه هذا الجهاز المنظم – بكلمتين ( التسابق و التنافس ) فقد قال  جلَ اسمه { ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات أين ما تكونوا } ( البقرة 48 و المائدة 48 ) فاستبقوا – هو – التسابق بالخير أينما تكونوا {أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون } (المؤمنون 62 ) وكذلك قال تبارك اسمه { ختامه المسك وفي ذلك فاليتنافس المتنافسون } ( المطففين 28 ) 0 وفي كلمتي ( التسابق و التنافس ) استعمل تعالى حرف ( الفاء – فاء الأمر والترغيب ) 0 ولو إنَ الناس ( حاكم و رعية – وحركات و منظمات و أحزاب – و دولة الإيمان – وحتى دول الكفر وأي جهة ) قد فهموا واستخدموا هذا الجهاز ( التقني – التسابق و التنافس – فكرا ومفهوما وحكما – صراع فكري – و صراع حضاري – دون استخدام – الصراع المادي – الإكراه و العنف – ولو بقشة أو بريشة أو باللمز – وكذلك من ضمن الصراع المادي – المداهنة و استغلال المنافع و الحاجات خاصة – العيلة – المخيفة ) لوجدنا – عالم اليوم – غير هذا العالم – وإنسانية اليوم غير هذه الإنسانية 0 ولكن ماذا نعمل – للمطففين  و من يقوم بخلط الأوراق – و للظلمة والكفار عندما يقوموا – بغلق الأفواه – والتمادح مع الحكام – فيقتلون في الإنسانية وفي عموم الناس – جهاز المناعة – وإنكار المنكر والأمر بالمعروف 0 و نقول إنَ من يحول دون استخدام هذا الجهاز الرباني – التسابق و التنافس – تكون عاقبته وخيمة و الخزي والعار في الدنيا والآخرة – لأنه يكون قد حاد الله ورسوله – ويكون عدوٌ للإنسانية بمنعها من ممارسة حقوقها 0 وان – التسابق و التنافس – من أهم دعائم ومتطلبات ( الشورى ) التي قاعدتها – الاختيار و الرضا – وان بتعطيل – الشورى – تكون الأمة قد ابتعدت عن التدخل في أهم أمر  من أمورها و عن الرعاية السياسية – وهو – اختيار – أجهزة الحكومة و أجهزة محاسبتها – في دولتها الإسلامية 0

( المعجزة – و الإعجاز )

            وانَ ( القرآن المجيد ) معجزة الله – في أرضه – لرسوله الحبيب – ليُثبت انّه رسول الله و مرتبط به جلت قدرته وانّ ما جاء به من أوامر و نواهي و حلال و حرام هيّ صحيحة وهيّ رحمة و شفاء للعالمين - وهو – كتاب عربي – تحدى به – العرب – في وقته أنْ يأتوا بمثله أو ولو بآية وبهذا – النحو والفصاحة و البلاغة – التي هي أساس الإعجاز القرآني 0 ومع ذلك فإنَ القرآن الكريم يتضمن عدد كبير و هائل من – المعجزات – والأسرار – الحكمية و العلمية – بقدر وأكثر من ( الإنسان – بما فيه من – أسرار – وهو بحد ذاته معجزة ) 0 وان في القرآن من (الإعجاز – المعجزات ) ما تحتار في إدراكها العقول لأنها بقدر علوم الحياة في جميع مناحيها 0 ومن ضمنها (معجزة – ان الإسلام كمال الأديان وتمامها و أساسها وختامها ومسكها ) وكذلك ( معجزة – ان رسولنا الحبيب هو رسول الله وخاتم النبيين – وقد مرت على بعثته وقوله – إني خاتم الأنبياء والمرسلين ولا نبيَ بعدي – ألف وأربعمائة سنة  وتزيد – فلم يجرأ أحد الإدعاء بالنبوة – رغم قساوة وكيد الأعداء و ما يملكون من الأجهزة المعلوماتية المتطورة باستمرار ) 0 وكذلك هناك ( معجزة – حفظ القرآن خالدا – وانَ الله تعالى قال { ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل} ( الروم 58 ) –         و هناك ( معجزات علمية ) لا تحصى و لا تعد منها ( ربط – عنصر الحديد – بالقرآن المجيد – بجعل – الوزن الذري – للحديد 57 برقم سورة الحديد 57 و عدده الذري 25 برقم الآية التي تصف عنصر الحديد 25 )  وكذلك هناك ( إعجاز عددي ) يكاد أنْ يكون في هذا الإعجاز العددي -  سر- الحياة والكون و الإنسان واليوم الآخرة – وإنَ أساسه هو – الأعداد – التي ذكرها القرآن المجيد خاصة العدد ( تسعة عشر ) في ( سورة المدثر 31 )         { عليها تسعة عشر ) وقد وجدنا إنَ هذا الرقم (19 ) يقبل القسمة عليه الرقم ( 114 ) عدد سور القرآن الكريم   ( 114 ÷ 19 = 6 ) وانََ العدد (ستة –  6 ) هو عدد الخلق الإلهي { الذي خلق السموات و الأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش الرحمان فسئل به خبيرا } ( الفرقان 59 ) 0 وانَ عدد – حروف – هذه الآية الكريمة – عليها تسعة عشر – هو – أثنى عشر  12 حرف – أي ضعف العدد – ستة – وقد وجدنا انَ الله تعالى يهتم ويؤكد بالعدد ( اثنى عشر ) منها {أثنى عشر نقيبا } ( المائدة 12 ) و{ أثنتا عشرة عينا } ( البقرة 61 )     و { اثنى عشر شهرا } ( التوبة 27 ) و  { وقطعناهم اثنتى عشرة أسباطا و أمما } و  { اثنتا عشرة عينا قد علم كلُ أناس مشربهم } ( الأعراف 161 ) 0 فهل جاءت هذه الأعداد ( صدفة ) أم انَ هذه الأعداد قد جاءت مقصودة من رب العالمين 0 ومعها أشياء و أشياء أخرى ليس من اختصاص بحثنا السياسي هذا و سنضطر إلى ذكر بعض المعجزات للاستدلال بها في مواضعها 0 و نقول ليس – صدفة – أنْ يذكر الله تعالى كلمة – يوم – في القرآن الكريم 365 مرة بعدد أيام السنة 0 و كلمة – شهر  12 مرة بعدد أشهر السنة 0 وكلمة – الصلوات 5 مرات بعدد فروض الصلاة في اليوم 0 وكذلك كلمة – المحراب  5 مرات و كلمة – السموات  7 مرات بعدد السموات السبع 0 وليس آخراً فإنّ كلمة ( الدنيا ) و ( الآخرة ) قد ورد ذكر كلٍ منهما مائة و خمسة عشر مرة  متساوية -  وقلنا إن أساس إعجاز القرآن المجيد هو في ( فصاحته و بلاغته) في مجتمع – الفصاحة والبلاغة – لكنهم – انهزموا – { و قال الذين كفروا لا تستمعوا لهذا القرآن و اْْ لْغوْ ا فيه لعلكم تغلِبُونَ } ( فصلت 26 ) وهذه الآية هي بحد ذاتها – آية الفصاحة و البلاغة 0

             و إنّ أهم معجزة في ( الكون و الحياة )  مع ( القرآن المجيد ) هي ( معجزة خلق الإنسان )  و إنّ معجزة – كيفية خلق الإنسان -  قد لخصها بدقة رسول الله الحبيب في سنته بحديثه الشريف << كل بني آدم يبلى إلاّ  عظمة واحدة  هي  - عجب الذنب -  منها خُلقَ  و فيها يُركب >>  فقال الصحابة : و ما هي ( عجب الذنب )    يا رسول الله قال << عظمة في حجم حبة الخردل توجد في نهاية العصعص >> نهاية العمود الفقري -  و بعد مرور ألف و أربعمائة سنة – فقد اكتشف علماء الأجنة  (( إنّ بويضة الأنثى عندما يلقحها حيمن الذكر يُخلق فيها – خط رفيع – جداً و إنّ هذا الخط هو الذي – يلتحم بجدار الرحم – و يتغذى و ينموا – ومنه – تخلق جميع أجهزة الإنسان – و فيه – تركب الأجهزة – من مقدمة الرأس إلى نهاية القدم – و بعد اكتمال خلق الأجهزة – ينسحب – هذا – الخط – و يتجمع في – نهاية العصعص – العمود الفقري – وإنّ القرآن المجيد يؤيد هذا الحديث الشريف في  ( سورة فاطر )  وهي سورة علم الكون - السموات و الأرض - و الحياة - وخلق الإنسان -  بقوله الكريم      { في أيِّ صورةٍ ما شاءَ ركبَكَ }  -  و قام علماء الأجنة – بغليان و حرق و تقطيع و سحق – هذه – العظمة – عجب الذنب – و من ثم يأخذونها و يزرعونها في البويضة – فيرونها تنمو – و لا تبلى  )) – و هناك أحاديث شريفة كثيرة تتضمن مثل هذا الإعجاز – و لكن ( البشر الظلوم و الجهول )  يصر على عدم فهم { و ما هذه الحياة الدنيا إلاّ  لهوٌ و لعبٌ و إنّ الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون } ( العنكبوت 64 )  و نتيجة لهذا الإصرار قال تعالى { و تُخفونَ كثيراً و عُلِّمْتُمْ ما لم تَعلموا أنتم و لا آباؤكم  قُل اللهُ  ثم ذرهم في  خَوضهم يلعبون } ( الأنعام 92 )  .    

                                  (  المحكم -  و المتشابه  )

            وإنَ في ( القرآن المجيد ) ( محكم و متشابه ) { هو الذي أنزل عليك الكتاب فيه آياتٌ محكماتٌ هنَ أم الكتاب و أخُر ُمتشابهاتٌ فأما  الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشبه منه ابتغاء الفتنة و ابتغاء تأويله و ما يعلم تأويله إلا الله و الراسخون في العلم يقولون  آمنا به كلٌ من عند ربنا و ما يتذكر إلا أولوا الألباب }          (آل عمران 7 ) 0 وانَ القرآن المجيد هو أحسن الحديث و الكلام فهو – فصيح في ألفاظه – و – بليغ في معانيه – {الله أنزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثمَ تلين جلودهم و قلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء و من يضلل الله فما له من هادٍ } ( الزمر 24 ) و في هذه الآية الكريمة ورد لفظ – متشابه – ولكن معناها هنا غير المعنى في الآية الكريمة التي سبقتها التي ورد فيها نفس اللفظ – متشابه – وانَ هذه الفصاحة و البلاغة الإلهية هيَ أحسن الحديث 0 مثلما في قوله تعالى { وإذا قريء القرآن فاْستمعوا له واْنصتوا لعلكم ترحمون } ( الأعراف 203 ) فقد استعمل الله تعالى – استمعوا و أنصتوا – بلاغة    و فصاحة – { وننزل من القرآن ما هو شفاء و رحمة للمؤمنين و لا يزيد الظالمين إلا خسارة }( الإسراء 82 ) 0

                                            (  الغيب  )   

           وإنَ ( الغيب ) لا يعلمه إلا الله تعالى وعلى الناس – وجوب الإيمان والتسليم – بالغيب – الذي يكشفه الله سبحانه للناس { ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين 0 الذين يؤمنون بالغيب } ( البقرة 2 ) و { ذلك من أنباء الغيب نوحيه اليك } ( آل عمران 44 ) و { و ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم حتى يميز الخبيث من الطيب و ما كان الله ليطلعكم على  الغيب  ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء فآمنوا بالله و رسله و إنْ تؤمنوا     و تتقوا فلكم أجر عظيم } ( آل عمران 179 ) وان تمييز الله تعالى – الخبيث من الطيب – مسألة غيبية – تشمل الصحابة و الناس 0 وان الذي يدعم هذه الآية الكريمة هو قوله تعالى { وما يتبع أكثرهم إلا ظنا وانَ الظن لا يغني من الحق شيئا إنَ الله عليم بما يفعلون } ( يونس 36 ) 0

                                           (  الصحابة  )

           و انَ  صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( كثيرون ) -  ولكن ليس كلهم – متوحدون و متطابقون – وقد يختلف أحدهم او بعضهم عن الآخرين – بدرجة الإيمان و بالتقوى و بالصفات       و الأعمال والتصرفات – وانَ سبب اختلافهم هو لأنهم قبل كل شيء انهم -  بشر - وان البشر جميعا يختلفون بالقدرة و الاقتدار و التقدير و تشملهم – الفتنة والبلوى -  ومحجوب عنهم-  الغيب  - و { يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون } ( الأعراف 7 ) 0 لانَ الصحابة ليس – رسل ولا أنبياء ولا أولياء -  وهم أمام امتحان في – اتباع أو عدم اتباع المتشابهات والظن ابتغاء الفتنة و البلوى – طاعة أو عدم طاعة الله ورسوله – { ونفسٍ وما سواها0 فألهمها فجورها و تقواها 0 قد أفلح من زكاها 0 وقد خاب من دساها } (الشمس 9 )0 وانَ الصحابة جميعا – مخيرون – وليس مسيرون – { لمن شاء منكم أنْ يتقدم أو يتأخر } (المدثر 38 ) -  إلا  إذا شملهم الله تعالى با – المنَة – ليكلفهم – بمهمات  وقدر عندهم صفات أي صنعهم لإنجاز هذه المهمات و التكليف – وقد بلّغ عنها الله تعالى وبلغنا بها رسولنا الحبيب – مثل { ألا إنَ أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون } ( يونس 62 ) و الحديث الشريف < أبو ذر صادق اللهجة > أو كما قال0

         و من الصحابة رضوان الله عليهم  جميعا -  ونذكر هنا أسماء الصحابة الذين سترد اسماؤهم في هذا البحث السياسي – وهم  ( الأرقم بن أبي الرقم و عبد الله بن أم مكتوم و أبو بكر الصديق وأولاده عبد الله وعبد الرحمن ومحمد  و أنس بن مالك  و عمربن الخطاب وابنه عبد الله وابنته حفصة  و عثمان بن عفان الأموي و زوجتيه رقية و أم كلثوم وأخيه بالرضاعة عبدالله بن أبي سرح الأموي و عبد الرحمن بن عوف الأموي  وطلحة و الزبير وزوجته أسماء بنت أبي بكر وابنه عبد الله بن الزبير  وسعد أبي وقاص وابنه عمر بن سعد  وأبو أيوب الأنصاري  وسعد بن عبادة الأنصاري – صاحب السقيفة -  وابنه قيس بن سعد بن عبادة  وسعد بن معاذ الأنصاري – حامل لواء معركة بدر -  وأبي قتادة الأنصاري  وبشير بن سعد الأنصاري – صاحب سؤال كيف نصلي عليك يا رسول الله -  وحاطب بن أبي بلتعة – الذي ارسل رسالة إلى العدو كفار قريش مكة يخبرهم فيها بأنَ رسول الله يستعد لفتح مكة -  وأبو موسى الأشعري  وعقيل بن عبد المطلب     و ابنه مسلم بن عقيل  والعباس بن عبد المطلب وابنه عبد الله بن عباس  وحمزة بن عبد المطلب  وجعفر بن عبد المطلب الطيار وعبيدة بن الحارث – شهيد معركة بدر وابن عم رسولنا الحبيب -  ومصعب بن عمير  وبلال الحبشي  وصهيب الرومي  وسلمان الفارسي  وحذيفة اليماني – خازن أسماء المنافقين من المسلمين بأمر من رسولنا الحبيب  وعكاشة بن محصن  وأبو ذر الغفاري  وأبو الدرداء  وعمار بن ياسر وأبوه ياسر وأمه سمية – أول شهيدة في الإسلام -  والخباب بن الأرَتّ  وأبو الأسود الدؤلي  والمقداد بن الأسود  وسعيد بن جبير – ويقال انه تابعي وقد اضطررنا إلى ذكر اسمه مع الصحابة لأنَ مصيره مصير رباني وانساني يعجز الكثير من التابعين عن تحقيق ما حققه في فهم وعمل انكار المنكر أيام الحجاج والي الأمويين في العراق -  وجبير اليماني وزوجته الدلفاء  وأبو عبيدة الجراح  وأبوحازم و معاذ بن جبل  و مالك بن نويرة      وخالد بن الوليد  وأبوسفيان الأموى  و ولديه يزيد ومعاوية  وعمر بن العاص و المغيرة بن شعبة الأموي  ومروان بن الحكم الأموي– ويقال انه تابعي واضطررنا إلى ذكر اسمه لأنَ رسولنا الحبيب لعن والده الكافر وهو كان جزء ممن لعنه نقلا عن أمنا الصحابية عائشة -   وعبدالله بن مسعود  و عبادة بن الصامت و زوجته أم حرام وخولة بنت حكيم  وأبوهريرة  وزيد بن الحارث وزوجته بركة الحبشية – أم – أيمن الخزرجي من زوجها قبل زيد-  وانَ أيمن استشهد في واقعة حنين – وكذلك جميع زوجات الرسول الحبيب – أمهات المؤمنين – صحابة وغير صحابة – منهن خديجة الكبرى و سودة بنت زمعة وعائشة وأم سلمة وحفصة وزينب بنت جحش بنت عمة الرسول وزوجته بعد أنْ طلقها زيد وأخيها- عبد الله بن جحش  وعلي بن أبي طالب وزوجته فاطمة الزهراء و ولديه الحسن و الحسين وابنتيه زينب وأم كلثوم  0  وغيرهم الكثير) 0 وحيث إنَ ( الشورى ) هي الدافع و الأساس في تأليف هذا( المؤلف السياسي ) لذلك فإننا سنتوسع ونركز على الشورى وعلى كل ( صحابي ) قد فهمها وطبقها وكل ( صحابي ) قد عطلها أو تعطلت في عهده أو في عهد السلف والتابعين 0

( الزواجات  و المصاهرة )

           وانَ علاقات الزواجات والمصاهرات والنسابة بين عوائل الصحابة مع بعضهم أو مع عوائل وأقارب رسول الله الحبيب لا تقرب الصحابة من الجنة ولا تبعدهم عن النار ولا ترتب ( المفاضلة ) بعضهم على بعض – كما يتوهم بعض الناس – إلا إذا كانت هناك إشارات إلهية ونبوية لها0 وانَ المشاكل والإساءات التي تحصل نتيجة تلك العلاقات لا تبعد الصحابة أو تقربهم من الجنة و النار 0 وإنما الذي يقرر – القرب أو البعد من الجنة والنار – هي – أعمال و أقوال الصحابة – لكل إمريءٍ ما نوى –وكذلك – مدى تأسيهم برسول الله ومدى اتخاذه قدوة لهم في – الحزب – دعوة- وفي الدولة – تطبيق الأحكام – لأنه كان مثالا للصحابة وللعالمين – ومهما كبرت أو صغرت أعمالهم وأقوالهم – مثقال ذرة يره – فهم محاسبون إلا من استثناه الله ورسوله 0 واننا سوف نفصل هذه المواضيع في بحثنا السياسي هذا خاصة عند الخوض في سيرة الخليفة الأول الصديق وما بعده من الخلفاء و الحكام ماله علاقة بالشورى 0 وانَ الله تعالى يقول { وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله أمرا أنْ يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعصي الله ورسوله فقد ضلَ ضلالا مبينا }  ( الأحزاب 37 ) و- أمرهم – وردت هنا و وردت في آية وسورة ( الشورى ) 0

( الصحابة و السلف  – مخيرون في العمل – و لكن هناك من هم مكلفون منهم المهدي )

             وانَ ( الصحابة ) والناس جميعا هم – مخيرون في تفكيرهم وأعمالهم وتصرفاتهم وليس – مسيرون -  إذن هم أمام – فتنة وبلوى – وقد تأخذ أوصاف – أعمالهم وتفكيرهم وتصرفاتهم و أقوالهم – وصف – الصحيح – أو – الخطأ – أو – الصالح – وغير الصالح – والظالم والفاسق والباطل والمرتد – لأنهم كما قلنا يختلفون بالقدرة والاقتدار في جميع أجسامهم ( العقلية و النفسية ) 0

            ولكن هناك صحابة قد شملهم الله ورسوله – بالتبليغ الغيبي – منهم – مثلا – الصحابي عكاشة بن محصن – فقد قال  له الرسول الحبيب < تدخل الجنة بلا حساب ولا عقاب > وكذلك قال < عمار كله إيمان من رأسه إلى قدمه وتقتله الفئة الباغية وانَ مصيره ومصير أبيه و أمه  الجنة >وكذلك قال < الصحابي مصعب بن عمير من الذين صدقوا ولم يبدلوا > وكذلك قال < شهداء معركة بدر – أربعة عشر شهيد – في الجنة> ولكن هناك حديث شريف له فيمن – حضر معركة بدر < له أجر بدر > وحديثه الشريف < لعلَ الله تعالى قال لأهل بدر اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ما تقدم وما تأخر > وانَ كلمة – لعلَ – تدخلنا في المتشابهات فتكون مسألة – غيبية غير قطعية -  ويقطع بها الله سبحانه يوم الحساب 0

            وهناك ( صحابة ) قد كلفهم الله و رسوله بمهمة أو مهمات وعليهم إنجازها في حياة رسولنا الحبيب و بعد وفاته 0 فقد كلف – الصحابي حذيفة اليماني بخزن أسماء المنافقين صحابة وغير صحابة -  وكذلك قد كلف – الصحابي علي بالولاية – وإنَ -  مهمة الولاية – هيَ إخراج الناس من الظلمات إلى النور بعد وفاة رسولنا الحبيب { الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور } ( البقرة 257 ) وهناك – صحابة – كلفهم الله ورسوله – بمهمة – وهم – بمهمتهم وتكليفهم – مسيرون – فلا يخطأون – في – تفكيرهم وأعمالهم المتعلقة بالمهمة – عند قيامهم بتنفيذ هذه – المهمة و التكليف – فهم – مصنوعون – لها وقد بلغ عنهم رسولنا الحبيب في حديثه الشريف – حديث الثقلين – والثابت – لدى كافة المسلمين < اني تاركٌ فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي فانْ تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا > وهناك حديث آخر < اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وسنتي > و الاول ثابت ثبوتا قطعياً لدى كافة المسلمين وأما الثاني فهو حديث مرسل منقول عن تابعي ومع ذلك إذا صح الثاني فأحدهما يكمل الآخر ولا يتعارضان – وانَ العترة أهل بيته هم الصحابة – علي و فاطمة و الحسن و الحسين – و انَ الدليل  هو انهم قد صلى الله سبحانه عليهم من دون بقية الصحابة  وهم من ضمن من شملهم بالآية الكريمة اذا لم تكن قاصرة عليهم { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا }  (الأحزاب 33 ) وبعد نزول هذه الآية الكريمة وبسببها فقد خصتهم وحددتهم – السنة – عمل وقول الرسول – بإدخالهم- علي وفاطمة والحسن والحسين – معه تحت الغطاء – الكساء – و قال < اللهم هؤلاء أهلي >  وكذلك هم المخصصون والمشمولون بآية المباهلة الكريمة { فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءَ نا وأبناءَ كم ونساءَ نا ونساءَ كم و أنفسَنا وأنفسَكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين } (آل عمران 61) والتي أردفها رسولنا الحبيب – بالسنة – عمله وقوله – عند ذهابه معهم – علي وفاطمة والحسن والحسين – إلى محاججة الكفار قال < اللهم هؤلاء أهلي >  لذلك فانَ حديث – الثقلين العترة – يجب على المسلمين الالتزام والعمل به فلا يجوز تركه أو اهماله أو القول انه ورد للمدح  و الاحترام وهل هؤلاء بحاجة إلى مثل ذلك خاصة وانه تضمن عبارة – لن تضلوا بعدي أبدا -  وانَ ترك حديث الثقلين يجعل المسلمين يعيشون في – ضلال وظلمات – وبالتالي يلحقهم الإثم وسخط الله سبحانه القائل { وما ينطق عن الهوى 0 إنْ هو إلا وحيٌ يوحى } (النجم 4 ) و { أطيعوا الله وأطيعوا الرسول } ( الأنفال 1 )  و {وما آتاكم الرسول فخذوه} ( الحشر 7 ) أمر بأخذه  و { قل إنْ كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله } (آل عمران 31) و بالاتباع يكسبون حب الله 0 وبعد كل هذا فليس للصحابة والسلف الخيرة من أمرهم إذا قضى الله ورسوله    أمرا 0 خاصة وان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال <  قد يظنُ أحدكم إن الله لم يحرم شيئا إلا ما في هذا القرآن  ألا  أني قد أمرت ووعظت و نهيت عن أشياء إنها لمثل القرآن وأكثر >  مثلما أمرنا باتباع – المهدي عليه السلام – عند ظهوره 0

            وانَ ( العترة ) تأتي بمعنى – الأصل أو الأصلي – أو – ذرية و ذريتي – أو بمعنى – القوة والشدة – وانَ – مهمة العترة – هي – تفسير وحماية وحراسة آيات القران الكريم و السنة النبوية – من البدع و التبديل     و التأويل و التضليل والتعطيل و إساءات التطبيق – وانَ خلقتهم وتكوينهم و عواطفهم لهذه – المهمة و التكليف – منظمة ومصنوعة ومتقنة – ومقدرة من الله تعالى لتتفق مع عظمة و جسامة المهمة المكلفين بها {  صنع الله الذي أتقن كلَ شيء انه خبير بما تفعلون } ( النمل 88 ) لذا فانَ – تبديل – حكم الله – الخلافة – بنظام – ولاية العهد والوراثة والوصية – غير الشرعية من قبل – معاوية ويزيد و مروان -  قد كلف آخر أعضاء العترة – الصحابي الحسين – استشهاده واستشهاد أفراد عائلته حتى الطفل الرضيع وأصحابه وسبي أهل بيت رسولنا الحبيب – عن رضا ويقين – لأنَ – تفكيرهم وعملهم في إنكار منكر السلطان الجائر كله صحيح فلا خطأ في إنجاز مهمته ولأنَ الله ورسوله هو الذي – منَ – عليهم وكلفهم بمهمتهم هذه << يا بني اذهب إلى العراق شاء الله أنْ يراك قتيلاً >>  فلابد من أنْ يعصمهم من الخطأ لإنجاز تكليفهم وهذا ما وضحه الله تعالى في سورة                   ( الأحزاب 17 ) { قل من ذا الذي يعصمكم من الله إنْ أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا } وهل لم يرد الله تعالى رحمة بالصحابي الحسين وأهله وأصحابه ونسائه – خاصة وانه لم ينقل لنا حتى اليوم إن – أحد أهل العترة – قد أخطأ في سلوكه الدنيوي و في فهم التشريع و الأحكام لا قولا ولا عملا - وقد استمرت العترة لمدة خمسين سنة - من وفاة نبينا إلى استشهاد الحسين - وهي مدة كافية لإنجاز مهمتها 0

             ولقد وجدنا في كتب الفقه والتفسير- رأي-  و هو – أن هناك صحابة عندهم رأي يخالف رأي  – أهل العترة – ويضربون مثل لذلك وهو – انَ الصحابي عبد الله بن مسعود يقول – انَ عدة المتوفي عنها زوجها- حتى تضع حملها – وذلك لانَ بن مسعود يأخذ بالآية الكريمة { و أولات الأحمال أجلهنَّ أنْ يضعنَ حملهنَ} ( الطلاق 4 ) وبذلك فقد خالف بن مسعود رأي – الصحابي  علي – ولم يخطأه – لأنَ رأي ولي الله علي يقول – انَ عدة المتوفي عنها زوجها بأطول الأجلين وضع الحمل أو أربعة أشهر وعشرا أيهما أطول – لأنه يأخذ بالآية التي أخذ بها بن مسعود وكذلك يأخذ بآية ثانية هي { والذين يتوفون منكم و يذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا } ( البقرة 234 ) وهنا في الرأيين يوجد – صح وأصح – ولكن أولئك الفقهاء والمفسرين لم يكن قصدهم الوصول إلى الحق وإنما اثبات رأيهم القائل – لا إجماع إلا إجماع الصحابة – وهم بذلك يريدون – نقض وتخطيء – قول القائلين – انَ الاجماع هو اجماع أهل العترة – ونحن نقول إن القائلين –  بانَ رأي بن مسعود يخالف رأي أحد أعضاء العترة الصحابي علي – لايشكل دليل لهم – و انما يشكل دليل للقائلين – انَ الإجماع هو إجماع أهل العترة – لانَ – رأي بأطول الأجلين – هو – الأصح- لانه – رأي لايقبل مناقشة احتمال انْ يكون خطأ – في حين انَ رأي الصحابي بن مسعود – يقبل مناقشة احتمال انْ يكون خطأ – مثل – لو انَ الزوج توفى قبل ان تلدْ زوجته بعشرة أيام فكيف تكون عدتها وهل تتمكن الزواج من آخر بعد وضع حملها وأين تكون مدة نفاسها – في حين انَ – رأي أطول الأجلين – يغطي جميع المدد والاحتمالات حتى مدة النفاس – اذن فانَ – اجماع العترة هو الاجماع الصحيح وأي اجماع لايكون فيه أحد أهل العترة لا يكون صحيحا – وانَ إجماع أهل العترة صحيحا وعملي وواقعي لانَ عدد أفرادها محدد وهم اربعة وبالامكان حصرهم مع آرائهم – وأما – إجماع الصحابة فهو خيال وغير عملي وغير واقعي لأنّ عدد الصحابة بالآلاف بالاضافة إلى انَ العترة كصحابة من المطهرين من الله ورسوله 0

             هذا من ناحية  ومن اخرى – فلا تناقض – بين – مساري – الصحابيين – علي وفاطمة – رغم هناك من يلاحظ – التناقض بين مساريهما – لانَ لكل مسار ظروفه و واقعه و سببه وعوامله ومؤثراته وما يريد أحدهما احداثه في المجتمع و في الحياة الدنيا وفق التكليف الإلهي – ومثل هذا ما ينطبق على – مساري الحسن و الحسين – وهما من أهل العترة – فلا تناقض بينهما – أحدهما سلمي بالصلح – والآخر ثوري بالخروج على السلطان الجائر – لجعل الإسلام هو المطبق في الحياة الدنيا – والاثنان اقتضتهما المهمة والتكليف الرباني – وانَ مساراتهم جميعا منبثقة من عقيدة واحدة هي – العقيدة الإسلامية – و مشددين على أحكام المبدأ الإسلامي – وقد تمَ تنفيذها بأمانة وثبات لكي – لا تفسد الأرض ولا تهدم المساجد والكنائس ويبقى الأيمان معمرا ومنتشرا بين الناس بتطبيق أحكام الله في أرضه – ومن أجل ذلك – يدفع الله جلت قدرته الناس بعضهم ببعض – ليستمر – توازن – البقاء 0

 

          وانَ ( المسيح عيسى بن مريم ) عليه السلام  لم يقتل ولكن – شبه لهم قتله –  فهو حي يرزق – وانَ – الصحابة علي والحسن والحسين – استشهدوا في سبيل تكليفهم الرباني { ولا تحسبنَ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون } ( آل عمران 169 )  و  { ولا تقولوا لمن يقتلُ في سبيل الله أمواتٌ بل أحياءٌ ولكن لا تشعرون } ( البقرة 154 )  وهذا هو فضل الله تعالى على – العاملين في سبيل الله بتكليف منه -  وقد تكون لكل منهم مهمته الغيبية – وان الله ينصر من ينصره لانه هو القوي العزيز – وانَ قتل الشهداء مقصود ومشمول – بالفتنة والبلوى – لمعرفة الخبيث من الطيب و أيكم أحسن عملا 0

 

             وانَ الله تعالى ( لم يترك الناس – ولم يترك دولته الإسلامية التي أقامها رسوله الحبيب – ولم يترك ما حصل من نهوض و تقدم ) بدون –أحكام وأنظمة – فلابد من الأحكام و الأنظمة الشرعية التي يحصل بها – حماية واستمرارية هذا النهوض و التقدم – و إبعاد الأذى و المعاناة والتأخر و الانحطاط         و التخلف و الهبوط – عن الناس و الأمة الإسلامية الواحدة – وانَ الله سبحانه قد وضع الأحكام و الأنظمة الشرعية – وفرض على الناس تطبيقها- وليس على الملائكة – وجعل الناس أمام – فتنة و بلوى – وخيرهم بين التقدم و التأخر – وانَ الأحكام والأنظمة التي شرعها لحماية وحفظ كل ذلك وتركها رسوله الحبيب – للناس بعد انْ بلغهم بها ويكون شاهدٌ عليهم – هي – جميع الأوامر و النواهي القرآنية والسنة – و أهمها و أوجبها – في أعلى سلم الدرجات – وجوب وجود – دولة تحكم بما أنزل الله – ووجوب وحدة الدولة والأمة    ووجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر – خاصة – من رأى منكم سلطانا جائرا – وحكم -  الشورى – الذي هو – الاختيار بالرضا من قبل عموم الناس – وهو الركن الأساسي في – حكم عقد بيعة رئيس الدولة – وحكم وجوب العمل الحزبي التعددي المنظم – ولأهمية الحزب والأحزاب فانَ الله تعالى قد سمى سورة من سور القرآن الكريم باسم – سورة الأحزاب – وليس – الحزب الواحد- وقال { ولتكن منكم أمةٌ يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر و أولئك هم المفلحون } ( آل عمران 104 ) وهل يريد الناس أوضح وأكثر تفصيلا مما ورد في هذه الآية الكريمة – دعوة وخير وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر- وبنفس الوقت – منكم – للتبعيض – التعددي – فلا يجوز للحزب الواحد انْ يمنع تعددية الأحزاب – وقال الله تعالى {ألا انَ حزب الله هم المفلحون } ( المجادلة 22 ) وهذه الآية وردت فى سورة المجادلة – النقاش والتحريك السياسي – وهي تفرض – مهما تعددت الأحزاب يجب أنْ يكون أساس عمل كل حزب – الإسلام – الله – و لا يقبل منهم غير الإسلام و إلا  حاد الله ورسوله بالمنكر – وانَ الأحزاب هي الأجهزة المتخصصة بالعمل الفكري ويحرم عليها العمل المادي خاصة الإكراه          و العنف 0

 

             وإنّ ( القضية ) قضية الأمة الإسلامية -  قضيتها العقائدية – وهي انها – كانت خير أمة أخرجت للناس – لماذا – لأنها كانت  تأمر بالمعروف و تنهى عن المنكر – وكانت – واحدة  – و مجمعة على الأمر والإنكار وهو الرأي السائد عندها – وتعمل به حتى لو كلفها ما تملك و بالنفس – ولكن عندما فقدت الأمة أساس قضيتها – وتحول العمل عندها من – الإجماع – إلى – مسألة فردية – فعند ذلك أصبح لا ينفع الأمة أنْ يقوم الأفراد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر- رغم انه واجب بل ومن أوجب الواجبات الشرعية على كل مسلم – لان – القضية – قضية أمة – وليست قضية فرد – وقد بدأت المسالة الفردية وتخلت الأمة عن قضيتها – كخير أمة أخرجت للناس – مع – الحسين بن علي – في كربلاء – وكان يصيح هل من ناصرٍ ينصرني – فكان الجواب السهام والسيوف والاختفاء في البيوت والأمر من كل ذلك هو جواب الفقهاء المترفين بقولهم إنّ قاتله هو مجتهد وقد أخطأ فيستحقُ أجرا واحدا على قتله – والسبب هو أن الأمة فقدت قضيتها العقائدية وخيرها- وهذا ما شخصه لنا رسولنا الحبيب في حديثه الشريف <  إني لاأخافُ عليكم أنْ ترجعوا إلى مشركين و كفرة  وانما أخافُ عليكم من – التنافس – على أطماع الدنيا وحلاوتها  > وسوف لاتنفع العمائم واللحايا والشهادات العليا في الشريعة وذكر الدرباشة والتكايا واللطم والبكاء و الزناجيل و التطبير و( المسيرات التي كان يحتاجها الحسين في يومه في قضية الأمة ) نقول لا تنفع كل تلك الفعاليات في الآخرة لأنّ العاقبة للمتقين و ليس لحلاوة الدنيا وزينتها0           

            

            وانَ الأساس في أي (حكم شرعي ) هو جلب المصلحة للانسان و دفع المفسدة عنه -  لذا فانَ – تعطيل أو إساءة تطبيق – أي حكم شرعي يترتب عليه – أذى ومفسدة وإساءة – للناس ولكل من يشمله أو يتعلق به الحكم الشرعي – ولكن – تعطيل أ إساءة أحكام – الشورى وعقد بيعة الخليفة وانكار المنكر والأمر بالمعروف و العمل الحزبي والتعددية الحزبية – فانَ – الأذى والإساءة و الفساد – سوف يصيب الأمة الإسلامية ودولتها الإسلامية الواحدة  و  الانسانية كافة – من يوم حصول الإساءة والتعطيل – والى يوم القيامة – وهذا هو ما خططه الله جلت قدرته – ومن هنا تأتي أهمية هذه الأحكام و خطورتها في الحياة الدنيا { أجعلتم سقاية الحاج     و عمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر و جاهد في سبيل } ( التوبة 20 )استنكار وزجر لمن يريد انْ يتباهى بسقي الحاج بالماء و بتعمير بيت الله – ويترك – العقيدة الإيمانية بالله – ويترك - الجهاد لإقامة الدولة الإسلامية وانكار منكر الحاكم الجائر – أو – يفضل تلك على هذه – وهذا ما أكده و جسده رسولنا الحبيب في خطبته بعد صلاة الجنازة على – شهداء معركة بدر – بعد ثمان سنوات من وقوعها وأثناء مرضه مخاطبا الأمة الإسلامية – ومن هم الأمة الإسلامية في وقتها- هم الصحابة والناس – قائلا  <  اني لا أخاف عليكم أنْ ترجعوا إلى مشركين وكفرة و انما  أخاف عليكم من  التنافس على  أطماع الدنيا و حلاوتها >  وهذا ما حصل رغم تحذير الله ورسوله لانَ التنافس النفعي و المغنمي يؤدي إلى ضياع الإسلام والمسلمين لانه سوف يؤدي إلى تعطيل الأحكام و إساءة تطبيقها – تماما مثلما قام الصحابة في نفس معركة أحد- عندما تركوا جبل التحصين و نزلوا إلى التنافس على الغنائم والأطماع و حلاوة الدنيا- وبعدها حصل ما حصل من أذى للمسلمين ولرسولهم الحبيب – فأين هي – عدالة الصحابة – المتنافسين على الأطماع – من الصحابة الذين استشهدوا حمزة ومصعب – وهذا حصل في عهد الرسول الحبيب – فهل سوف لا يحصل مثل ذلك بعد وفاته – حتى نقول – الصحابة جميعهم عدول – وان هذا القول هو من أسباب تدمير المسلمين و دولتهم الإسلامية – وكان السبب في طعن أعداء الإسلام بالإسلام ويشكل طعن في رسولنا الحبيب – لانه عجز عن أنْ يجعل جميع صحابته في حياته عدول – لانَ العادل لايترك الجبل وينزل إلى المغانم مخالفا أمر الرسول – فالرسول عجز انْ يجعلهم من الملتزمين بالأوامر والنواهي وأنْ يكونوا عدول  – حاشاه ولكنها فطرة الله التي فطر الناس عليها  ونفسٍ وما سواها – ولكن الفقهاء  تمكنوا بعد وفاته من جعل جميع الصحابة عدول وانْ يجعلوا من السلطان الجائر مجتهد -  فاذا أخطأ فله  أجر واحد فهل هناك محاربة للإسلام والمسلمين أكثر من هذا 0 و على الفقهاء والناس – الحكم على الظاهر – ووصف الأعمال و الأقوال فقط – وان الجميع سوف يحاسبون و يعاقبون إلا من استثناه الله ورسوله و تبلغنا به نصا وليس اجتهادا { اليه يصعد الكلم الطيب و العمل الصالح يرفعه } ( فاطر 10 )  0

 

            وأما ( القضاء و القدر )  فهناك – ثلاث أنواع من القضاء الذي هو الدائرة التي تسيطر على الإنسان -  الأول هو القضاء الذي يختص به الله تعالى – من أمر ربي – ويمحو ما يشاء ويثبت – وعنده           أم الكتاب – وعلم الساعة – فلمْ يُعلم الله هذا القضاء أحد حتى الأنبياء والرسل والأولياء – و الثاني هو القضاء الذي أخبر به الرسل والأنبياء والأولياء – أريناك – و الثالث هو القضاء المعلق حصوله أو عدم حصوله على – اختيار الإنسان نفسه – ثم قضى أجلا  و أجلا مسمى – وانَ موضوع بحثنا السياسي – الشورى -  هو الذي يتعلق – بالنوع الثالث- وهو – ليس الإجبار و الإكراه- و إنما اختيار الإنسان -  وهناك الكثير من الناس يتوهمون بانَ  حتى هذا النوع من القضاء هو الإكراه في حين لو رجعنا إلى جميع الأحكام الإلهية في – القرآن والسنة – لوجدناها انها تتضمن – انَ القضاء مقيد بالاختيار وليس مطلق بالاجبار – وفيه التمكين – تمكين الانسان من العمل أو عدم العمل بالأوامر والنواهي – والعون – فالله يُعينُ من ينصره – ويخذل من يعرض عنه بل ويحادده – وهذا واضح في ( سورة الليل 11 ) { فأما من أعطى واتقى و صدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى }  وهنا الاختيار – للاثنين اليسرى والعسرى  - وليس الاجبار – لذلك قال رسولنا الحبيب < الدعاء يرد القضاء > وقال تعالى { لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر }  فالناس – مخيرون بين التقدم والنهوض وبين التأخر و الانحطاط – وكذلك { إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا } (الدهر 3 ) وكذلك قوله { وقل الحق من ربكم فمن شاء فاليؤمن ومن شاء فاليكفر إنا أعدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها } ( الكهف 29 ) فالله تعالى يقول – للظالمين نارا – ولكن وعاظ السلاطين ممن يدعون الفقه قد وضعوا بدعة ظالمة وقد تكون كافرة وهي – انَ الله سبحانه قد غفر للظلمة من أمة محمد – وأخيرا قوله تعالى {و هديناه النجدين } ( البلد 10 ) والنجدين – الطريقين – طريق الخير وطريق الشر – وللإنسان الاختيار 0

                  ( الشورى – و السياسة – و العقل -  و العقيدة  )

               وإننا في بحثنا السياسي هذا- الذي سيكون مع المسلمين و داخل العقيدة الإسلامية -  سنذكر الحوادث والوقائع وسنشرح تفصيل – أعمال و أقوال الصحابةليس الغاية منها – التفضيل أو المدح أو الطعن أو الذم – وانما  لانَ – أحكامنا الشرعية لا يمكن الاحاطة بها ومعرفتها وفهمها – إلا بعد معرفة وفهم تلك الوقائع والأحداث و افعال واقوال الصحابة فيها – ولكي نتمكن من معرفة الاحكام الشرعية التي – طبقت – بعد حياة رسولنا الحبيب- أو التي – عُطلت أو قد أُسيأَ تطبيقها – أو التي بدلت – وإننا لو تمكنا من إيجاد طريق أو وسيلة أخرى نتمكن بها من معرفة وفهم أحكام الشرع التي طبقت أو عطلت أو أسيأت او تبدلت -  بغير ذكر الوقائع و أعمال    و أقوال الصحابة لما اضطررنا إلى الخوض في ذكر الصحابة وانّ ذكرهم كان اضطرارا و للعبرة و الاعتبار0

 

              و إن ( الشورى ) هي- الاختيار بالرضا من قبل عموم الناس - و هي -  الرحم - الذي – تتولد – فيه – طاقات التفكير – و بالتسابق و التنافس – و تتفجر وتشع – المفاهيم – مختلطة – بالعزة والكرامة الإنسانية – وانّ الشورى هي – الكلام و النطق و الدعوة و النقاش والمجادلة و الحكمة و البحث والتحري         و التحليل و الموعظة الحسنة – بما يفكر به الناس – وهذه كلها  أمور تشكل أسس النهضة و النهوض و التقدم – و ينمو فيها بناء الحياة الصحيحة – وليس التحجر والتكلس والتخلف و الانعدام الفكري – واذا توقف العمل – بالشورى – توقفت كل تلك القيم والأجهزة المشغلة وكل تلك الأسس ويصبح – الرحم عقيم – وتتولد فيه الكراهية والاكراه والغرور و الكبرياء والبطر و التسلط و التولي و القسر و الاستبداد و العنف و الغدر و الغل اليهودي      و الذلة و التخلف و التأخر والانحطاط – فيكون هذا – الرحم – مستعدا لولادة – التمادح – وانّ رسولنا الحبيب يقول < اياكم و التمادح فانه الذبح >  الذبح الذي تُذبح به – الثلة الواعية – ثلة من الاولين وثلة من الآخرين – تذبح – الثلة – قبل كل شيء في – الأمة الإسلامية الواحدة – كما يريده أعداء الإسلام و الصليبيين واليهود الصهاينة – وتفقد الأمة الإسلامية حتى – شخصيتها الإسلامية – بذلك التمادح- الذبح – وهل تبقى للأشخاص         و للامة – شخصية – عندما تُمنع من اختيار من يحكمها ومن يرعاها 0

            وطبعا فانّ الأشخاص -  راعي و رعية – حكام وغير حكام – الذين يحاربون – الشورى – و يعطلونها و يبعدونها عن رعاية شؤون الناس في الحياة هم الذين – حليت الدنيا في أعينهم – اذا لم يكونوا قد فقدوا الأيمان بالله تعالى  – وهذا ما كان رسولنا الحبيب يخاف منه على أمته- ولكن ما هو مصير هذا – الحلاء           و التمادح ولعق الدنيا -  مصيره الغرور والطغيان ونهش ونهب وسرقة – حقوق الناس – الرعية – خاصة – حقها في السلطة التي منحها الله سبحانه لأمته والناس – وبالتالي – نهش عرضهم وشرفهم و كرامتهم وعزتهم- ولكن الذين يقومون بتلك الحرب و التعطيل والاساءة هم في – الآخرة – من الخاسرين وفي نار الحريق – بعد أنْ كانوا في – الدنيا – لاشيء – وأتفه ماعليها – و كما وصفهم الله تعالى  { ومن الناس من يعبد الله على حرفٍ فإنْ أصابه خيرٌ اطمأنَّ به و إنْ أصابته فتنةٌ انقلب على وجههِ خَسِرَالدنيا والآخرة ذلك هو الخسرانُ المبينُ }       ( الحج 12 ) – فالحجاج بن يوسف الثقفي – مهما طغى – وفرعون – مهما تكبر – و هولاكو وهتلر  و أتاتورك وستالين وتيتو و أنور خوجة و ماوتسي  و شاوشيسكو و سوهارتو و أبو رقيبة وعبد الناصر و القذافي وشاه ايران – وأمثالهم فإنَّ نهايتهم في الدنيا و الآخرة – الذل و الحقارة و الخسة و العار والخسران المبين – عُتلٍ بعد ذلك زنيم – ولا يساوون – ذبابة أو بعوضة – وينتهي وينمحي وجودهم ولا يبقى غير ذكراهم الخبيث في الدنيا وأما في الآخرة هم في قعر جهنم يحشرون – لانَّ العبرة بالنتيجة – نتيجة الدنيا و الآخرة – وانَّ الداهية والعبقري و الكريم والعزيز هو – المؤمن التقي – و الذي يعمل – الخير و الصالح -  { ولتكن منكم أمةٌ يدعون إلى الخير } وليس {مناع للخير } وانَّ التقي هو الذي يفوز بالحياتين { ولمن خاف مقام ربه جنتان } وإلاّ { ترى المجرمين يومئذٍ ُمقرنينَ في الأصفاد } ( ابراهيم 49 ) – وأيُّ – أصفاد – لايمكن أنْ تقارن بها أصفاد الحكام المجرمين الذين كانوا يكبلون بها – الثلة الواعية – والناس الأتقياء 0

 

             إنّ ( السياسة ) هي – الرعاية – وهي – الحل و الحلول – رعاية شؤون الأمة –  أهل الحل و العقد - الإنسان والناس  و العالمين { هم لأماناتهم و عهدهم راعون } ( المؤمنون 8 ) – راعون - < كلكم راعي  و كلٌ مسؤول عن رعيته >  و { فما رعوها حق رعايتها } ( الحديد 28 ) و { كلوا و أرعوا أنعامكم إنّ في ذلك لآيات لأُولي النُهى } ( طه54 ) وانّ – أولي النهى – هم – أصحاب العقول النيرة – التي تنهى أصحابها عن – ارتكاب القبائح – وانما يتبعون – الوسيلة إلى الله – { ويا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و ابتغوا اليه الوسيلة و جاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون } (المائدة 35 ) – وانّ الله تعالى قد ثمن السياسيين بقوله { تلك الدارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا و العاقبةُ للمتقين } ( القصص 83 )  فالسياسي عند الله سبحانه – غير فاسد ولا متكابر ولا متعالي ولا مغرور ولا ظالم ولا فاسق ولا فاجر – ويؤمن باليوم الآخر لأنها { لهيّ الحيوان لو كانوا يعلمون } – هذا داخل العقيدة الإسلامية و مع المسلمين – و أما مع العقائد الأخرى فيجب أنْ ينحصر النقاش بالعقيدة و ليس في – الأحكام و الأفكار – وكما وجهنا الله تعالى { لقد كفرَ الذين قالوا إنّ اللهَ ثالثُ ثلاثةٍ} .

 

            وانّ ( العقل ) هو أساس – الهداية – و أساس – معرفة الله – وبالعقل نتمكن من الوصول إلى – العقيدة والرعاية والحلول و الوسيلة والطريقة الصحيحة – وانّ الله تعالى قد جعل الرجسَ على الذين لا يعقلون {وما كان لنفسٍ أنْ تُؤمِنَ إلا بإذن الله و يجعلُ الرجسَ على الذين لا يعقلونَ } ( يونس 100 )  و { و ما يعقلها إلا العالمون } ( العنكبوت 43 )  – وإنّ – العقل – هو – التفكير و المفاهيم – عن – الحياة – ففهمناها سليمان – وان الله تعالى يقول { أقمن أسس بنيانه على تقوى من الله و رضوانٍ خيرٌ أم من أسس بنيانه على شفا جرفٍ هارٍ  فانهارَ به في نار جهنم و الله لا يهدي القوم الظالمين } ( التوبة 110 )0

  و كيف يتكون – العقل والفكريتكون من وجود ( الدماغ - و الواقع المحسوس - و المعلومات السابقة ) مجتمعة - و قد – اختلف - الناس – على الجواب منذ بعد أبينا ونبينا الأول  آدم عليه السلام والى يومنا الحاضر و إلى اليوم الذي تنتهي به البشرية – لعلاقة هذا – الاختلاف - بالفتنة والبلوى – التي هي امتحان للبشرية في هذه الحياة الدنيا – لمعرفة الخبيث من الطيب وأيكم أحسن عملا - وانّ هذا – الاختلاف - بين الناس في كيفية تكوين – العقل - لا يخرج عن أكثر من –  ثلاث عقائد                    ( العقيدة الإلحادية الشيوعية – و العقيدة الرأسمالية العلمانية – و العقيدة الإسلامية ) :

 

          (  العقيدة  الإلحادية )  تقول – إنّ هذا - الكون والانسان والحياة – بالعقل – لاخالق لها- وهي مخلوقة لذاتها – وهذه هي العقيدة – المادية – الإلحادية – الزندقة – وانّ هذه العقيدة هي – فردية – في إنشاء الأفكار و المفاهيم – رغم إنها تدعي الجماعة و الشعب -  و هي ليست وليدة اليوم و انما هي موجودة – بعد – أنْ وجد – المجتمع البشري – ووجدت معه – الفتنة والبلاء – وما – فرعون و القرامطة – إلا نموذج لتلك العقيدة التي تطورت واخذت أشكالا متعددة ومختلفة من النظريات والمدارس وانتهت في عصرنا إلى ما تسمى     ( الديالكتيكية الماركسية – الشيوعية -  وانّ أساس وجودها هو – انّ العقل فيها كان – ناقصا – لفقدانه أحد عناصره وهو – المعلومات السابقة – بسبب إنكاره و إبعاد الله تعالى و المعلومات السابقة التي هي من عند الله الموجود قبل وجود البشر – و هذا ما وضحه الله تعالى { و قالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير} ( الملك 11 ) و إنّ – السمع - هو - المعلومات السابقة – التي هي العنصر الأساس في تكوين – العقل –  وبفقدانها لا يوجد عقل  – وانّ أبرز ما في نظريتها الاقتصادية هو – ان الإنسان – الفرد – لايتملك المال الذي يحصل عليه كأجر من عمله و انّ هذا الأجر ليس ملكه وانما هو ملك المجتمع – وهذه نظرية غير واقعية وغير عملية و تنعدم معها جميع المحفزات التي تدفع الإنسان إلى العمل و الابداع - وغير منتجة وأخيرا فاشلة وهذا ماحصل من تجربة – الاتحاد السوفيتي – أرض روسيا – وأرض القفقاس المسلمة وغيرها من التجارب مثل – ألبانيا المسلمة – و يوغسلافيا التي تضم البوسنة و الهرسك و كوسوفو و الجبل الاسود و مقدونيا وفي بلغاريا وما جاورها   و كرواكيا هذه البلدان التي  يشكل فيها المسلمون العدد الهائل والملفت للنظر يتحسسه الانسان بمجرد وصوله هناك والجميع مهددون بالكراهية والحقد والا بادة اذا لم يستجيبوا لعملية التغيير - وانّ هذه البلدان الإسلامية  قد خرجت من محنة الشيوعية بعد سقوطها وكلها -  تأخر وفقر وأكثر اقترابا من – الكفر        و العلمانية و المسيحية – وحتى في أسبانيا و البلدان الأفريقية و الاسيوية كالصين و تايلند – انّ الإسلام هو الذي كان مستهدفا من هذه التجربة الشيوعية – وانّ أحسن دليل وهو دليل حديث ومعاصر والذي أثبت – انّ الشيوعية هي ليست نظام بناء وانما هي سلاح تخريب منظم لتدمير كل خير في الحياة وانّ المستهدف الأول من هذا السلاح هو – الإسلام – هو قيام الاتحاد السوفيتي قبل انهياره باحتلال أفغانستان بتشجيع من أمريكا فألحق الدمار والخراب بها رغم بقائه فيها لمدة عشر سنوات وكان ضمن الاتحاد السوفيتي بلاد القفقاس المسلمة والمرغمة بالشيوعية فلم يتمكن بالصمود أمام معارضة بسيطة سلحتها أمريكا – وانّ فلسفة – نظام الحكم – عندهم هي – خيالية وفيها انّ المجتمع الشيوعي سوف يصل إلى مرحلة لا يحتاج فيها إلى – دولة وحكومة – وهذا التفكير الخيالي حتم أنْ تكون المرحلة الحالية – حزب واحد وسلطة فردية متعسفة – وطغاة و استبداد لتحقيق تلك الغاية  فوُجد ستالين و شايشيسكو أعداء للبشرية 0 ولكن العجيب في الأمر هو ان الشيوعية لا يريد  الغرب العلماني  إنهاءها دوليا رغم إنها قد انتهت عقائديا خاصة اليوم بسبب تطور الأجهزة المعلوماتية – في حين إنّ الله تعالى قد ذكر وجود هذه الأجهزة قبل ألف و أربعمائة سنة { إنّا كنّا نستنسخُ ما كنتم تعملون } 0

            وان ( العقيدة الرأسمالية العلمانية ) هي العقيدة التي تقول – انّ لهذا - الكون                    و الإنسان والحياة – بالعقل - الذي فيه عنصر المعلومات السابقة وهي المسيحية الفاقدة لقوانين المعاملات – ولكنها على العموم تؤمن – بانّ هناك خالق خلقها – ولكن هذا الخالق يجب أنْ لا يتدخل في – الرعاية – شؤون الحياة – ولا تُتَخذ اليه الوسيلة – لذلك تكون – السيادة والتشريع للناس – الشعب – بالإضافة إلى السلطة – وهذا معناه – فصل الدين و إبعاده عن الحياة – علمانية و ديمقراطية وعولمة – أي انّ – الحلول والمعالجات نأخذها من – عقل الإنسان وما ينتج هذا العقل من علم ومعلومات – فهي إذنْ - جزء من المادية – ولكن – لا تنكر الخالق بصراحة ولا تنكر الروح – وتبقيهما مجرد – اعتراف – لا أكثر -  وانّ الروح عندهم مسألة – شخصية – وتقتصر على - العبادة – ولا علاقة للروح بالسياسة و يُترك السياسيون باتخاذ القرارات والمواقف من الأديان والطوائف والمذاهب وفق ما يعتقدون – وهذه هي – العقيدة الرأسمالية العلمانية – وانّ أهم ما فيها من أسس ومفاهيم خاصة عند المفكرين المعاصرين هيّ َ – انّ أصل الإنسان ليس – آدم – وانما – القرد – والقرد هو الذي تطور إلى إنسان – ومن أفكار الراسمالية – روح العصر – والعلمانية والعولمة والمجتمع المدني – أيْ انّ الأساس عندهم هو ما يضعه – العقل – في حين إنّ –العقل محدود - و حسب مفهوم العقلاء و الواقع فانّ أساسه ثلاث عناصر هي 1 - الدماغ – وانّ الدماغ هو كتلة مادية في الرأس ومحدودة – و 2- واقع محسوس- وهو الشيء المراد التفكير به وهو محدود كذلك   و 3 – المعلومات السابقة – عن الشيء – وبتفاعل هذه العناصر الثلاث مع بعضها يحصل – العقل – العلم – التفكير – وانّ أهم ما في هذا – العلم – عندهم في هذا – العصر – هو – الاقمار الصناعية – والصواريخ – والأجهزة المعلوماتية – وأسلحة الدمار الشامل – وهذه كلها – أشياء مادية محدودة – وانّ هذه الأشياء المادية عند أصحاب العقيدة الرأسمالية هي التي – تحدد سلوك الإنسان والناس – وتعطي لهم الحلول والمعالجات لشؤون حياتهم وسياساتهم لذلك يسمون مجتمعهم بالمجتمع المدني    وهي – السياسة والرعاية – عندهم - و إلاّ  ما علاقة – شخص مسيحي – كلنتن رئيس أمريكا السابق – مع – اسرائيل الصهيونية اليهودية – عندما يصرح – اننا ندافع عن اسرائيل حتى الموت إذا وقع هجوم عليها – مسيحيون يموتون من أجل اليهود الذين قتلوا المسلمين و لا يزالون يبيدونهم قادة و نشطاء و شيبة ونساء وأطفال وأجنة وشردوهم من بلادهم التي استولوا عليها وجعلوها وطنا لليهود المستوردين من كافة بقاع العالم – فهذا شرع من وأي قوانين وحقوق الانسان  - نعم هي شرع وقوانين وحقوق – أسلحة الدمار الشامل – وليس العقل والعدل الرباني – في حين انّ هذه – العلوم العلمانية – هي جزء و – جزء تافه – بالنسبة لما عند الله جلت قدرته من – علم وقدرة – تجعل الارض وما عليها كعصفٍ مأكول – بينما نرى انّ الرأسمالية العلمانية مغرورة بهذا الجزء التافه 0 وعند الله سبحانه علوم – القمر والأرض والشمس والنجوم والأجرام السماوية  والصواعق والزلازل والبراكين والزوابع والفيضانات – و الأجهزة المعلوماتية { إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون } ( الجاثية 28 ) فالله تعالى أستنسخ ويستنسخ – عمل البشرية – فعل وقول و نية – وهذا عصيٌّ على الرأسمالية العلمانية المغرورة والجاهلة المتخلفة – وان العلوم الربانية لايقدر عقل أي انسان – استيعابها و الإلمام بها – وان الله تعالى يقول   { ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون } ( الحجر 14 ) هذه الآية الكريمة – يعرجون ويصعدون إلى السماء –  قالها سبحانه قبل أكثر من الف واربعمائة سنة وقت غلب الفرس الروم ونبأنا الله في حينها بانّ الروم سيغلبون الفرس وفعلا قد حصل هذا في بضع سنين و وقت هذه التنبآت الغيبية – عرج وصعد إلى السماء – أول إنسان هو رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم – وكذلك من أنباء الغيب قال تعالى { والشمس والقمر والنجوم مسخرات } ( الأعراف 54 ) – مسخرات ومأمورات بأعمال ووظائف – وقال { فلا أقسم بمواقع النجوم 0 وانه لقسم لو تعلمون عظيم } (الواقعة 75 ) فهل واقفة حتى تكون لها مواقع فانها مسألة غيبية لذلك قال – قسم عظيم – وانّ – الصواريخ عند الرأسمالية – محددة المفعول والقدرة لانه بالإمكان إفشالها وإيقاف قدرتها و تدميرها بصواريخ مضادة أو بغير الصواريخ – ولكن ما عند الله جلت قدرته هي – مباغتة ومحققة –    و لا يمكن إفشالها حسب قوله تعالى { أكادُ أُخفيها } ( طه 15 )  و { أو كصيبٍ من السماء فيه ظلماتٌ ورعدٌ      و برقٌ يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق } ( البقرة 19 )  و { إنّ زلزلة الساعة شيءٌ عظيم }             ( الحج 1 )  - وانّ – النملة – التي هي مخلوق صغير من مخلوقات رب العالمين فانه تعالى قد  قدر عندها – أجهزة معلوماتية – تعجز العلمانية عن امتلاكها {قالت نملةٌ يا أيها النملُ ادخلوا مساكنكم لاَ يَحْطِمَنّكُم سليمان      و جنودُه وهم لا يشعرون } ( النمل 18 ) وانّ النملة قد تمكنت بأجهزتها المعلوماتية من تمييز ضخامة جيش سليمان عليه السلام فأرسلت برقيتها وانذارها إلى النمل بمقاطعة المحتلين لعالمهم وتسوية أمورهم بما ينجيهم من الدمار والهلاك الذي داهمهم – وانّ – النملَ – يملك من الأجهزة الرادارية ما يحير العقول – وانّ أعمال وأقوال البشر و الحيوانات و النباتات منذ أول الخلق وحتى قيام الساعة – آتية – كلها مصورة ومستنسخة – بشكل تعجز عنها حتى – أجهزة الأنترنيت – التى يخافون عليها من – الألفية الثانية او من الفايروس – في حين قد مرت على الاجهزة الربانية – عدد من الألفيات – وهي مستمرة بعملها ولا خوف عليها لأنّ { إنما العلم عند الله } ( الإحقاق 23 ) – وانّ الله تعالى يقول { ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أُوتيتم من العلم إلاّ  قليلا } ( الإسراء 85 )  و { فما اختلفوا إلا من بعد ما جاءَهُم العلم بغيا بينهم } ( الجاثية 17 ) – نفس السورة التي ورد فيها الاستنساخ – فالعلم كان من أسباب الاختلاف والبغي الحسد بين البشر – وأخيرا وليس آخرا قوله تعالى { ولئنْ شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلا } (الإسراء 86) 0

            لذا فانّ ما عند الرأسماليين العلمانيين الماديين من علوم واختراعات هي – بحاجة – إلى- التنظيم الإلهي والتحديد والتوجيه والمعالجات والقيم الربانية – حتى تكون - رحمة وشفاء ومنفعة للإنسانية وليس ضارة ونقمة و غدر وغل للإنسانية – وبهذا فقد أثبتنا – نقض وخطأ وفشل – العقيدة الرأسمالية العلمانية – لأنها أهملت وعطلت – العنصر الثالث – المعلومات السابقة – من مكونات العقل لذلك حصل التخلف في القيم والأخلاق واحقاق حقوق الإنسان عندهم فكانت تصرفاتهم و أعمالهم في العلاقات الإنسانية إما كافرة أو ظالمة أو فاسقة أو كلها مجتمعة – وان سبب – انعدام – المعلومات السابقة – عندهم لانهم يؤمنون بفكرة – انّ الله الخالق يجب أنْ لا يتدخل في شؤون الحياة – و بهذا القول فقد قُتلَتْ – المعلومات السابقة – عندهم – بفصلهم الدين عن الحياة 0

            وانّ فلسفة ( الحكم ) عند الرأسماليين العلمانيين هي – الديمقراطية – ديمقراطية سقراط المفكر اليوناني قبل التاريخ بآلاف السنين -  وملخصها هو – إنّ الشعب يحكم نفسه بنفسه -  فهو الذي يشرع ويضع القوانين – فالسيادة له – وهو الذي يطبقها وينفذها بالحكومة – فالسلطة له -  وتتعدد عنده السلطات – التشريعية والتنفيذية والقضائية – وانّ فساد هذا التعريف عندهم هو قبل كل شيء في – التشريع وهو السيادةفانهم يدعون ان الشعب هو الذي يملك – السيادة  والتشريع  – أي انّ الشعب هو الذي يضع القوانين وهو الذي يشرعها وليس الله سبحانه – وبذلك قد فصلوا الدين عن الحياة – وهذا هو البلاء والفتنة -  ومع ذلك فإنّ هذا الادعاء – بالتشريع – كاذب و غير صحيح وغير واقعي و يؤدي  إلى الفساد و وليس الصلاح – لأنّ في الواقع  والحقيقة هو – انّ الشعب – يستحيل – عليه – الجلوس – في – مكان ووقت واحد- ليشرع القوانين ويضع النصوصوانما الذي يضعها هو – شخص واحد – له مرجعيته و مصالحه و شهواته – وهناك احتمال مناقشة المسودة من قبل عدة أشخاص بعد انْ يضعها الشخص الواحد –  ومن ثم تصادق عليه هيئة – مهما كان اسمها – المهم هوانّ عدد مجموع ما اشتغل بعملية التشريع هذه من الشخص الواحد الذي وضع المسودة والقائمين بالمناقشة والقائمين بالمصادقة    لا يتجاوز المئات والنقل الألف أو الألفين -  وليس الشعب الذي عدد نفوسه الملايين أو المليار – و انّ هؤلاء الذين يناقشون المسودة أو الذين يصادقون عليها - هم كذلك – يتفاوتون - عقليا ومصلحيا ونفوذا – لذلك – تتفاوت - القوا نين في النص الواحد -  بالحقوق و بالجهل والتخلف - لذلك سرعان ما يظهر عيبها وفسادها فيضطرون إلى تعديلها بالتغيير أو الإلغاء أو وضع نصوص أخرى – بخلاف أحكام الله تعالى الذي هو أدرى بحاجة الناس للمصالح – حقوق وواجبات و زواجر وجوابر- للعيش بسعادة وعزة وكرامة – ونصوصه الأساسية في الحياة ثابتة وأبدية – وعلى سبيل المثال – النص < كلكم راعي وكلٌ مسؤول عن رعيته > نص جامع ومانع – وكذلك النص { ومن قُتِلَ مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يُسرفْ في القتل } ( الاسراء 33 ) فهذا نص مجموع كلماته أثنى عشر كلمة – ولكن فيه عدد من الأحكام والمعالجات ما لا يقدر العقل البشري على استيعابها – وهي ثبوت أبدي غير قابل للتغيير مهما تغيرت الأمكنة والأزمان – السلطان – واحد لا يتعدد – ولي واحد فيه أجهزة تتعدد وليس سلطات – جهاز محاسبة وجهاز القضاء وجهاز تنفيذ - ولكن نص العلمانيين الرأسماليين – حكم الإعدام – يتغير عندهم مرات عديدة – بالإلغاء وإعادة العمل وبتحديده بشروط فاسدة مما يفقده هيبته – وانّ – المال والنفعية والنفوذ والجهل وحذلقة الاحتيال – هي الأساس وتلعب دور كبير في هذا - التشريع – وفي – اختيار الحكومة والحاكم – عندهم – وانّ - القوى المؤثرة – تملكها شريحتان – اللوبيات الرأسمالية مالكي الشركات – و اللوبيات الإعلامية – وانّ هاتين الشريحتين هي التي تقبض على زمام الأمور وليس الشعب – وكذلك فكرة – الأكثرية – و المناطق الانتخابية – تتنوع و تتعدد مرة حسب مصلحة الأكثرية و مرة حسب مصلحة الأقلية عندما يريدون المحافظة على التجزئة – و أحياناً يضعون شروط تعجيزية للمرشح لإبعاده عن المعركة .

            وانّ نظرة الراسمالية في – الاقتصاد – هي انّ – المال – الذي يحصل عليه الإنسان كأجرأ و ربح نتيجة عمله – مهما كان عمله شريف أو غير شريف – يمتلكه هو – ملكا خاصا – فلا يجوز للمجتمع أنْ يتدخل في هذا – المال – ويقتصر حق التصرف فيه على مالكه و بشكل مطلق – وان هذه النظرية الاقتصادية عندهم هي كذلك فاسدة وغير واقعية وغير عملية واخيرا غير انسانية – ولذلك سوف تكون – نظربة العولمة – وهي – حرية انتقال رؤوس الأموال والثقافات بين الدول والمجتمعات –هي الأساس – وسوف تؤدي إلى احتكار وهيمنة الدول الرأسمالية العلمانية على اقتصاد وثقافة الإنسانية وخيرات البشر – لانها ستكون نظرية جشعة واستبدادية – لا حلال ولا حرام فيها- وسيكون هدفها هو نهب أموال الشعوب و جهودهم وعقولهم – وانها بتعريفها العلماني هي – رأسمالية – وليس كما يسمونها – الاقتصاد الحر – وليس حرية الاقتصاد – لانّ – الحر- فيه معنى التنظيم والتوجيه – وأما الحرية ففيها معنى الانفلات غير المنظم و يؤدي إلى الاحتكار والاستغلال – وان الاقتصاد الحر بالمفهوم الإسلامي  يستهدف سعادة الإنسان وخير البشرية – وانّ تطبيق نظم و أحكام المبدأ الرأسمالي يؤدي حتما إلى حصول نتيجة مؤلمة وظالمة وهي – ولادة – دول رأسمالية احتكارية تعيش بكبرياء وترف وغرور وغطرسة وبطر – وعلى حساب دول فقيرة ومتأخرة ومحرومة من أبسط وسائل العيش الإنساني – وكذلك يؤدي إلى ولادة خبيثة – طبقة من الناس تكنز الذهب والفضة – وطبقة محرومة تعيش لكي تخدم الطبقة الغنية المترفة – وهذا ما استنكره الإسلام بقاعدته الإسلامية { كيْ لايكونَ دُولَةً بينَ الأغنياءِ منكم } ( الحشر 7 ) 0

 

           وانّ (  العقيدة الإسلامية ) فهيّ العقيدة التي تقول – انّ لهذا – الكون والإنسان والحياة – العقل – خالقٌ خلقها { قد أفلح المؤمنون 0 ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسنُ الخالقين }                                     ( المؤمنون 1 و 11 ) – فعلى الإنسان القارئ لهذه الآية الكريمة أنْ يتدبر معانيها في الخلق ومراحله وليس فقط انْ يمر بها استعجالا – وانما عليه معرفة – أحسنُ الخالقين – فالله تعالى هو خالق – الموت والحياة – { الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسنُ عملاً } ( الملك 2 )  إذاً كيف يفصل – يُبعد - الإنسان – الله تعالى وأديانه وخاتمها الإسلام – عن – الحياة – وفي آية الخلق قد جعل الله سبحانه – خلق الموت – مقدم على – خلق الحياة – وانّ – الموت والحياة – مخلوقة لخالقها وأصلها – طين وتراب 0

            وكذلك تقول العقيدة الإسلامية – انّ هذا الخالق هو الذي أعطى الإنسان – المعلومات السابقة – بقوله تعالى { الرحمن 0 علم القرآن 0 خلق الإنسان 0 علمه البيان } ( الرحمن 1 ) ومن هذه الآية الكريمة فان الله تعالى هو الذي خلق – المعلومات السابقة – علمه البيان - ودليل آخر { علم آدم الأسماء كلها } ( البقرة 31 ) وانّ هذه – الأسماء – مخلوقة قبل خلق – آدم عليه السلام – وهي - المعلومات السابقة – لأول إنسان – ولأول عقل بشري – وفي سورة ( النور 40 ) { أوْ كظلماتٍ في بحرٍ لُجيٍّ يغشاهُ مَوْجٌ من فوقه سحابٌ ظلماتٌ بعضُها فوق بعضٍ اذا أخرج يده لم يكَدْ يراها ومن لم يَجعلْ الله له نورا فما له منْ نورٍ } وانّ هذه الآية الكريمة توضح وبتحدي وهو انّ – المعلومات السابقة – هيّ من الله سبحانه وقد سماها – النور – فمن لم يجعل له نورا – معلومات – فما له من نور – ولا – عقل – له 0 و اننا لا نخطأ إنشاء الله إذا قلنا - انّ جميع مخلوقات الخالق تحتاج إلى – المعلومات السابقة  – لكي تعيش في هذه الحياة الدنيا بطمأنينة و أمان – و ان الله تعالى قد علمنا بأنه عندما – تنعدم – المعلومات السابقة – فانّ الإنسان  يعجز عن – الإدراك – كما جاء بقوله تعالى {ياويلتي أعجزتُ أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي } ( المائدة 32 ) – فالإنسان – قابيل بن آدم – قد عجز عن التفكير وادراك مصير أخيه بعد انْ قتله – فارسل الله سبحانه – الغراب ليمده بالمعلومات السابقة – بالرغم من وجود الدماغ في رأسه ووجود الواقع المحسوس الجثة والتراب – فلم يقدر على ادراك دفن أخيه إلا بعد انْ {فبعثَ اللهُ غُرابا يبحثُ في الأرض ِلُيريَهُ كيف يواري سوءَةَ أخيه } فحصلت عنده المعلومات السابقة وتكوّنَ عنده – التفكير والعقل – فحفر ودفن أخيه – ولكن بعد ابينا ونبينا آدم الذي كانت عنده جميع – المعلومات السابقة – ولمحدودية جسم الإنسان ومحدودية قدرته على التلقي واستيعاب – المعلومات السابقة – ولكي لايكون للناس حجة على الله تعالى  فقد جعل – المعلومات السابقة – متواصلة – بين الناس – قال الله تعالى {  إنّا أوحينا اليك كما أوحينا إلى نوح و النبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم و إسماعيل و اسحق و يعقوب و الأسباط           و عيسى و أيوب و يونس وهرون و سليمان و آتينا داود زَبوراً  0 و رسلاً قد قصصناهم عليك منْ قبلُ و رسلاً لم نقصُصهم عليك و كلمَ اللهُ موسى تكليماً  0  رسلاَ مبشرين و منذرين لِئلا يكونَ للناسِ على اللهِ حجةً بعد الرسل    و كانَ اللهُ عزيزاً حكيماً }     ( النساء 164 )  و من هذه الآيات الكريمة قد ثبت لنا – تواصل – المعلومات السابقة – بين الناس – ولا حجة لهم بعد ذلك على الله  جلت قدرته 0

            وانّ الحيوانات الأليفة و الوحشية عندما تلدها أمهاتها مباشرة تفتش عن – الثدي – الذي ترضع وتتغذى منه لذلك قال تعالى { قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى } ( طه 50 ) هدى الحيوان إلى – قابلية التمييز - و هدى الإنسان إلى -  التفكير و العقل – إذن ْ – بيان و قرآن – الخالق هي التي تعطي – الحلول والمعلومات والمعالجات – التي – تحل مشاكل الانسان – وتنظم علاقات الانسان بكافة أنواعها – علاقاته مع نفسه بالاخلاق وعلاقاته مع الناس بأحكام المعاملات والحدود وعلاقته مع خالقه بالعبادات – و بذلك يقدر كل إنسان أنْ يقوم - بالرعاية – السياسة – وانّ كل إنسان في رأي الإسلام هو – سياسي – كما وضحه لنا رسولنا الكريم < كلكم راعي وكل مسؤول عن رعيته > وما أروع هذا القول وهذا الوصف الإنساني العالمي ولكنه مقيد بقوله تعالى { و ما هذه الحياة الدنيا إلاّ لهوٌ و لعبٌ و إنّ الدار الآخرة لهيّ الحيوان  لو كانوا يعلمون }   (العنكبوت64 )  و هذه هي عظمة العقيدة الإسلامية – لأنها تعطي -  الفكرة الكلية -  و ليس الجزئية – عن الكون و الإنسان و الحياة و ما قبل الحياة الدنيا و ما بعدها و العلاقة بين الدنيا و الآخرة   0

            وانّ نظرة – العقيدة الإسلامية – الاقتصادية إلى – المال – الذي يحصل عليه الانسان كأجر أو ربح نتيجة – العمل – المنظم والنظيف – بدون غسل الأموال – هو – ملك له وحق له -  ولكن للمجتمع – حق – في هذا المال حسبما قال الله تعالى  { في أموالهم حقٌ للسائل    والمحروم } ( الذاريات 19 ) تطوعي من قبل المالك ويؤجر عليه في الآخر ووجوبي تأخذه منه الدولة شرعا – لأنّ للمجتمع – حق تملك – فيه وليس – منّة او تبرع – وانّ الله تعالى قد أمر الحاكم والسلطة وفرض عليهم التدخل في أموال وأملاك الرعية – بالمعروف – لصالح المجتمع ولتنظيم الاقتصاد وتوظيفه لخدمة الإنسان والمجتمع والدولة جميعا وفي أمور كثيرة أهمها قوله تعالى  { خذ العفوَ وأْمرْ بالمعروف وأْعرض عن الجاهلين } ( الاعراف 198 ) وأعرض عن الجاهلين في أمور الاقتصاد والاجتماع والحكم- وكذلك قوله سبحانه { خذ من أموالهم صدقة تطهرهم و تزكيهم بها } (التوبة 104) وانّ أحسن تطبيق لهذه الآية الكريمة هو عندما يرى الحاكم انّ الإنسان قد أثرى اثراءا ً بيناً أو لعله اختلط عنده الحلال بالحرام مما يشكل خطراً على نفسه وعلى المجتمع فلابد من تطهيرهم وتزكيتهم – وان الذي يوضح ذلك أكثر قوله تعالى { إنّ اللهَ هو الذي يقبل التوبة من عباده ويأْخذ الصدقات } ( التوبة 105 ) لذلك فانّ الإسلام قد حارب – الاستغلال والاحتكار والاكتناز – وعدم الانفاق – لكي لا يكون المال محجما ومتداولاً عند فئة ومحجوبا عن فئات أخرى -  وانّ الله تعالى قد تعهد بنفسه حماية المؤمنين من آفة – العيلة - الاقتصادية بقوله الكريم        {  وإنْ خفتم عَيلةً فسوف يُغنيكم الله مِنْ فَضلهِ } ( التوبة 28 )  وفعلاً فإنّ الله جلت قدرته قد أغنى المسلمين بطرق عديدة و أهمها قد جعل بلادهم بلاد الخيرات بالإضافة إلى أنها بلاد البركات – فقد جعل فيها كنوز المعادن    و أبرزها – النفط – ليقضي عندهم على -  الحاجة  و الحرمان المالي – لذلك طلب منهم أنْ يتحرروا من – السيطرة الاقتصادية الكافرة – بالتحلل و إلغاء جميع المعاهدات و الأحلاف الظالمة – و تكفل هو تعالى بإغنائهم –       و إنّ الكفار العلمانيين البريطانيين – يكذبون – عندما يدعون كذباً ( هم الذين اكتشفوا النفط في هذه المنطقة )    و إنّ الذي يكذبهم هو وجود ( النار الأزلية ) في كركوك العراق  - وهذا هو الاغناء الرباني .

            وانّ الأكثر دقةً وتفصيلاً للسياسة الاقتصادية في الإسلام في تنظيم وبناء العلاقات الاقتصادية والاجتماعية  والحكم وكذلك الشخصية في تنظيم سلوك الإنسان تجاه نفسه وتجاه ربه وتجاه مجتمعه – ماليا – هي السياسة الاقتصادية التي رسمها الله جلت قدرته في – تنظيم أموال قارون الطائلة – وهي – الكنوز التي ما إنّ مفاتيح عقاراته لتنوءُ بالعُصبةِ اولي القوة – بقوله تعالى موجها به قارون ويطالبه باتباع الطريق الذي ينظم امواله لسعادته وسعادة المجتمع ويكسب رضا الله سبحانه { وأبتغِِ فيما آتاكَ اللهُ  الدارَ الآخرةَ ولا تنسى نصيبكَ من الدنيا و أحسِنَ كما أحْسَنَ اللهُ إليكَ ولا تبغِ الفسادَ في الأرض إنّ اللهَ لا يُحِبُّ المفسدينَ } ( القصص 77 ) – فلسفة اقتصادية – هادفة الشفاء والرحمة والسعادة و الرفاه للإنسان الصالح 0

 

            وانّ نظرية ( نظام  الحكم ) في المبدأ والعقيدة الإسلامية هي انّ – السيادة للشرع – وليس – للشعب – وانّ الشرع وضعه خالق الإنسان – وانّ – السلطان حق – واحد لا يتعدد – منحه الله – للأمة – وفق أحكام وقواعد أهمها – الخلافة والبيعة والشورى وإنكار المنكر -  و الأحزاب هي التي تتعدد - و تنظمها وتهذبها جميع الأحكام الشرعية و القواعد الأخلاقية الربانية – وانّ – شكل الدولة – يكون بشكل – العقيدة –  و الدولة هي التي تتبنى الأحكام و القوانين التي أساسها العقيدة عند حكمها الشعوب والأمة 0

            و الآنْ وفي عصرنا الحاضر { والعصرِ 0 إنّ الإنسان لفي خسرٍ } توجد لكل - مبدأ وعقيدة ودين – دولة – دول شيوعية ودول رأسمالية ودولة الفاتيكان المسيحية  ودولة إسرائيل الصهيونية اليهودية وانّ العقيدة – سواء المبدأية أو الدينية - هي الأساس والمطبقة في هذه الدول وحيث انها عقائد ناقصة أو  فاسدة فانّ أبرز ما في هذه الدول هو – التجزئة وتعدد الكيانات والمصالح والتفرقة والصراع والاستغلال حتى داخل القرية الواحدة  .

                إلاّ العقيدة والمبدأ والدين  الإسلامي فلا توجد له اليوم – دولة- تكون العقيدة الإسلامية أساس فيها – يحتمي بها المسلمون و تحمي ظهورهم وثغورهم – وان ما يؤُلم ويدمي القلب هو – انّ دولة إسرائيل الصهيونية التي قرر المؤتمر الصهيوني الأول المنقعد سنة 1897 وجوب انشائها في فلسطين – وفعلا وبالحرب العالمية الأولى التي انتهت سنة 1917 وعلى انقاض الغاء اسم الخلافة الإسلامية وبوعد بلفور وزير خارجية بريطانيا المنتصرة فقد تأسست سنة 1947 – دولة إسرائيل – بقرار التقسيم – تقسيم فلسطين إلى دولتين عربية وأخرى إسرائيلية – الصادر من  مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة هذه المنظمات المشكلة حديثا من قبل أمريكا بانتهاء الحرب العالمية الثانية – فأصبحت إسرائيل دولة – علمانية – لعدم وجود أنظمة الدولة في – كتاب التورات – الديانة اليهودية 0

             نعم لا توجد ( الدولة الإسلامية ) الدولة المحمدية الواحدة التي أسسها رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم في المدينة المنورة – بالرغم من أنّ – الدين – المبدأ الإسلامي – يملك – أحكام الدولة – الأنظمة – في الحكم والاقتصاد والاجتماع وفي الدعوة والنشر – الجهاد – وبشكل صحيح ومتكامل – رحمة وشفاء للناس – والسبب هو – أنّ المراجع والعلماء والمسلمين يعيشون في جهل بالسيرة النبوية الشريفة ويعيشون التنافس على أطماع الدنيا وحلاوتها و يحققونها بمعول التفرقة فأصبحنا نسمى - سنة وشيعة وصحابة وسلف -  ويستغرب السائل عندما يسألك  عن هويتك إذا أجبته -  أنا مسلم -  و كأنما هذا الاسم هو ثانوي وانّ الاسم الأصلي الذي يريده  هو السني أو الشيعي أو الصحابي أو السلفي -  وأصبح جميع المسلمين مشدودون إما إلى الصحابة أو إلى آل البيت أو إلى السلف – و بعيدون عن الأحكام الشرعية – في حين إنّ الأحكام الشرعية  وطاعة الله ورسوله هي التي تمكن المسلم من فهم واقع الصحابة و واقع أهل البيت وواقع أعمالهم وأقوالهم وتحدد موقف المسلم منهم وتمكنه من فهم القضية الإسلامية العقائدية المتبلورة في الحكم الشرعي - إنكار المنكر والأمر بالمعروف – الذي جعل الأمة الإسلامية خير أمة أُخرجت للناس – وابتعادهم أدى إلى انْ  تتفشى وتشيع  بين المسلمين – التفرقة والتجزئة وتقطيع الكيانات وحكام عملاء ومنافقون قد وضعوا أنفسهم في خدمة أعداء الإسلام – وأصبحوا السجانين للمسلمين – فوضعوا الحواجز الكونكريتية و أقوى الموانع والقيود والمراقبة على التنقل والسفر حتى داخل القطر الواحد – وهذه كلها لا تطبق على الفاجر والفاجرة وكأنّ الحياة وجدت لهؤلاء – وأبسط مانع للتنقل بين الكيانات هو وضعهم جواز السفر وسمات الدخول ورسوم بمبالغ خيالية و مُعَجِّزة للمسلم العقائدى الذي يريد الإقتداء – بابن بطوطة- ولكنه وبلا حرج بإمكانه الاقتداء بالهيببيين العلمانيين – واذا أصبح عميل لاعداء الإسلام فسوف تفتح له أبواب الحرية والتمتع بجميع ملذات الحياة ولكن على حساب كرامته وعزته وشرفه وحتى انعدام شخصيته كمسلم وكانسان فيشعر انه قد غرق في الفجور والقيود فلا مجال للتوبة التي منحها الله له إلى قبل خروج الروح من غرغرة البلعوم 0

            إذاً لاتوجد اليوم ( دولة الإسلام – الواحدة – العقائدية ) وذلك بفعل – أعدائه  و أبنائه العملاء والمأجورين والمرتزقة والجهلة و حتى خطباء المساجد فانّ خطبهم لاتنكر منكر نظام الحكم ولاتأمر بوجوب إقامة الدولة الإسلامية وانما تقتصر خطبهم على العبادات والاخلاق التي لاتهدد الحكام الظلمة و الفسقة  والخوض في مسائل هامشية تأخر المسلم ولاتقدمه – لذلك لايوجد أي – حل وشفاء – لأمراضنا ولواقعنا الفاسد في – الحجاز والجزيرة والقدس وفلسطين وشيشان الإسلام وكوسوفو والبوسنة والبانيا وتيمور الشرقية          و افغانستان ومونرو الفلبين وتايلند وافريقيا شمالها وجنوبها وشرقها وغربها وآسيا الكبرى والصغرى وكافة العالم الإسلامي – إلاّ  بوجود تلك – الدولة العقائدية – الدولة الإسلامية الواحدة – التي – تطبق أحكام الإسلام الصحيحة خاصة التي تعطل منها أو أُسيء تطبيقها  – وتترك – البدع والأحكام الخاطئة التي فرضت على المسلمين بعد حكم الخلفاء الخمسة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي والحسن واختيار كل ما يرضي الله ورسوله – و بخلافه فانّ الموجود هو امتداد للواقع الفاسد ولا يعتبر تغييرا ولا تنطبق علينا القاعدة الربانية { لهُ مُعقباتٌ من بين يديهِ ومن خلفهِ يحفظونَهُ منْ أمرِ اللهِ إنّ اللهَ  لايغيرُ ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم } ( الرعد 12 ) وهذا ماسنراه ونفهمه في بحثنا السياسي هذا – خاصة وانّ الله قد علمنا وفهمنا بانّ هناك تولي و تسلط بعيد عن طاعة الله ورسوله في قوله الكريم { فهل عسيتم إنْ توليتم أنْ تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمّهم وأعمى أبصارهم } ( محمد 22 ) 0

            وانّ ( النتيجة ) التي سوف ننتهي إليها من بحثنا السياسي هذا هي – وجوب الرجوع – إلى – الله جلت قدرته – أنّا لله وأنّا إليه راجعون – وانّ الرجوع لابد أنْ يكون – بلباس التقوى العقائدي – يرتدونه المسلمون والناس – وليس باللباس المتحيز إلى الصحابة والسلف و التابعين – إلى يوم الدين – وعند ذلك سوف نكون بمستوى راقي من الوعي السياسي  و الإبداع وهذا سوف يمكننا من – كشف مخططات – أعداء الإسلام والكفار وإفشال مؤامراتهم وأساليبهم – المظلمة والخبيثة – التي وضعوها لمحاربة الإسلام وتغيير المسلمين 0

               ( مخططات و أساليب الأعداء في محاربة الإسلام والمسلمين)    

            وانّ اعداء الإسلام قد بدأوا بوضع المخططات و رسم الأساليب والمؤامرات من بداية – الدعوة الإسلامية المحمدية – وبداية – إقامة الدولة الإسلامية المحمدية الواحدة – وانّ اول اسلوب ضخم رسموه كان هو بنائهم – مسجد ضرار- كفار و منافقون يبنون مسجدا لاستخدامه – وكرا آمناً – لهم لمحاربة الإسلام والذي – كشفه الله لهم – ليعلم المسلمين كيف يكشفون مخططات الاعداء – وانّ الله تعالى قد أمر رسوله الحبيب بهدمه وهو – اول مسجد – يهدم في الإسلام ومن قبل رسولنا الحبيب وكان هذا الهدم للمسجد توعية للمسلمين على أهمية ووجوب كشف مخططات الكفار وأعداء الإسلام – في حين بعد رسولنا الحبيب كان على المسلمين – كشف – الاسلوب الخفي والخطر – وهو – سلب وتعطيل حكم البيعة والشورى واستبدالها بالعهد والوصية والوراثة – فكانت – الفتنة والبلاء – التي نزلت بالمسلمين وأدت إلى التأخر والانحطاط ومن ثم أصبح الأساس القومي والعشائري وسياسة الترهيب والترغيب هي المحرك في المجتمع الإسلامي 0

 

            ومنْ ( أساليب مخطط ) أعداء الإسلام والكفار – خاصة -  العلمانيين - في عصرنا الحاضر -  هو – قيامهم بعمل مبرمج وبشكل خفي وخبيث وهو -  ادخال أفكار فاسدة وباطلة إلى – الفكر الإسلامي – وثقفوا بها – الأكاديميين طلاب العلم والبسطاء من المسلمين – وبتعاون الحكام الفراعنة الصغار ووعاظ السلاطين – وأفهموهم – انها أفكار اسلامية وانها راقية ومتقدمة – وبحجج متعددة منها باب – المصالح المرسلة – وانّ الأحكام تتغير بتغير الزمان – في حين إنّ الله تعالى قد علمنا ووجهنا بأدق الأمور وأبسطها وحتى في - اختيار الكلمات – التي نستعملها في أقوالنا { يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعِنا و قولوا أنظُرنا } ( البقرة 104 ) وماذا نريد من الله سبحانه أن يعلمنا أكثر من ذلك في حين انّ الاعداء ثقفوا  البسطاء بأفكار شيطانية ومؤذية للإسلام وللمسلمين بحيث أدت هذه الأفكار الظالمة إلى – استمرار بقاء المسلمين في الانحطاط الذي هم عليه – وشدهم أكثر بالفساد الذي هم فيه – لذا فلابد ويجب الكشف عن تلك – الأفكار السامة – للمحافظة على نقاوة و نظافة – الفكر الإسلامي – وصفائه -  و القضاء على أسلوب – خلط الأوراق - الخبيث 0

            وفي وبعد فترة تأليف هذا الكتاب – قد وقعت – أحداث هامة ومؤلمة وكارثية – عاصرناها وعشناها فاضطررنا إلى مواكبة بحثها ونقل أخبارها – وتوثيقها – قدر المستطاع الفردي البسيط باليوم والساعة لتكون واقعا ملموسا وعمليا وواضحا – لتحليل وكشف الخطة العمياء وأساليبها الكافرة – الصادرة عن العلمانية والصليبية واليهودية الصهيونية وأعوانهم من العملاء والمنافقين – وسوف يقتصر بحثنا على توثيق ثلاثة أحداث معاصرة – الأول – حرب احتلال أفغانستان – وسوف يكون توثيقها ضمن – الفصل السابع – وموضوعه - الخطأ عند كلٍ من الشيعة والسنة – والثاني – كارثة فلسطين – وسوف يكون توثيقها ضمن – الفصل العاشر- وموضوعه - الله تعالى يريد الأمة الإسلامية الواحدة – والثالث – حرب احتلال العراق – وسوف يكون توثيقها ضمن – الفرع الثامن من الفصل الثالث عشر – وموضوعه – ثورة الصحابي الحسين – لتكون جميعا واقعا حيا نفهمه من خلال فكرة الكشف الرباني – مسجد ضرار – تساعدنا على فهم القضية الإسلامية العقائدية 0

مفهوم  ( الأمة العربية الواحدة )  الكافر و الفاسد

            وانّ من تلك الأفكار والمفاهيم – الوافدة و الدخيلة – الفاسدة والمعادية للإسلام والمسلمين- فكرة ومفهوم – الأمة العربية الواحدة – التي أوجدها الكفار وأعداء الإسلام العلمانيين وسلموها إلى عملائهم منهم – الفراعنة الصغار حكام الكيانات – لضرب وتحطيم الفكر والمفهوم الذي أنزله الله تعالى وبلغه رسولنا الحبيب في اسلامه الذي هو هدى وشفاء ورحمة للعالمين – الأمة الإسلامية الواحدة – { انّ هذه أمتكم أمة واحدة وانا ربكم فاعبدون } ( الأنبياء 93 ) فالله تعالى – لايريد أنْ يعبد إلا من قبل – الأمة الإسلامية الواحدة – ويرفض عبادته من قبل – أيِ أمة غيرها – رغم عدم وجود مثل هذه التي تدعى – الأمة العربية – وانّ هذه الآية الكريمة قد وردت في – سورة الأنبياء – جميع الأنبياء للأمة الإسلامية الواحدة – وليس فقط النبي محمد – وقد وردت هذه الآية بعد عبارة – آيةً للعالمين- وانّ الله تعالى قد كرر فكرة – الأمة الواحدة – في سورة اخرى هي سورة ( المؤمنين 53) تشمل العرب وغير العرب – وكذلك الأنبياء هم للعرب وغير العرب – وانّ هذا التكرار للآية قد جاءت مع تغيير مهم وهو – أنا ربكم فاتقون – أي استبدل مفهوم – فاعبدون – بمفهوم – فاتقون – { وانّ هذه أمتكم أمةً واحدةً وأنا ربكم فاتقون } وقد وردت بعد آية { يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا الصالحات } وانّ الرسل أوسع مفهوما من الأنبياء – الذين يأكلون – كل طيب – ولا يعملون غير – الصالح – وكلهم – مسلمون في الأمة الإسلامية الواحدة 0

            وانّ أساس مصطلح وفكرة – الأمة العربية الواحدة – هو- الفكر القومي –الضيق وليس – الفكر الإسلامي – الإنساني – العالمي – الحمد لله رب العالمين – وانّ – القومية – ليس لديها المفاهيم الصحيحة عن – أساس و أصل الإنسان – في حين انّ العقيدة والمبدأ الإسلامي وجميع الأديان السماوية عندها الأساس الصحيح في – أصل الإنسان – وهو- إنّ الله تعالى هو الذي خلق الإنسان – آدم وحواء – ومنهما حصل – المجتمع والشعوب والقبائل – وانّ الله سبحانه لم يترك هذا الإنسان وسلالاته – بدون فكر وبدون نظام – وانما – علمه البيان – الفكر والنظام – ليجعله يتميز ويختلف عن بقية – المخلوقات في الحياة الدنيا- رغم انّ للحيوانات انظمة وقد تكون عجيبة  ولكن لا تدركها بالفكر الذي ينفرد به الإنسان و إنما – تحسها وتميزها0

             وان كل عاقل و متدبر يلاحظ – إنّ البشرية قد مرت بثلاث مراحل وهي – الأولى هي مرحلة – اللاقومية و لا عشائرية – آدم وحواء وأولادهم و أحفادهم  - ولم يكونوا من – أيِ قومية – سواء عربية او فارسية او رومانية او كردية او تركمانية وغيرها – وانما مجرد – انسان – والثانية هي مرحلة الشعوب والقبائل والعشائر – والسبب هو انّ الله سبحانه يريد حماية بقاء النوع والجنس البشري فلابد من إبعاد المخاطر عنه سواء التي تصدر من الطبيعة أو من الحيوانات أو من انسان آخر بعد تكاثرهم و انتشارهم في الارض – لذلك فقد جعلهم – شعوبا وقبائل – وبهذه الحماية والحراسة تكاثر البشر أكثر وأكثر وتوسع فأصبح – أُمم وعالمين – وهنا قد أصبحت – العشائر والقبائل والشعوب – مبعث خطر وفناء للبشرية بسبب اختلاف المصالح الضيقة  والتفرقة التي دفعتهم إلى الصراع والاقتتال على – زينة الدنيا وحلاوتها- لذلك كان لابد من الدخول في المرحلة الثالثة – المرحلة الانسانية – العقائد والمباديء – مرحلة تحريم الدعوة إلى القومية           و العشائرية – لانها أصبحت – فتنة وبلاء – تفوح منها الروائح الكريهة – نتنة – لذلك قال تعالى – لتعارفوا – أي استعملوا – العقل الانساني { يا أيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأُنثى وجعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عندَ اللهِ أتقاكم  إنّ الله عليم خبير } ( الحجرات 13 ) العليم بخيركم وما ينجيكم – فهو تعالى الذي – جعل البشرية شعوبا وقبائل – بعد أنْ كانوا – أفراد – وهو الذي فرض عليهم - استعمال العقل – لتعارفوا وهدد الذين لا يعقلون – { ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون } ( يونس 100 ) فيكون من الواجب علينا أنْ نفهم – إنّ – الكرامة – هي – بالتقوى – هي – نظرة إنسانية – وانّ التعارف ليس بالشعوب والقبائل والعشائر والقومية – لذلك قال رسولنا الحبيب عن -  القومية و الشعوبية -  < دعوها فانها نتنة – وانّ الذي يدعو إليها كالذي يلحس في عهن أمه > 0

                     ( الاحتفال – بالأعياد الشرعية – من شعائر الله ) 

            وكذلك ( مناسبة الاحتفال بالأعياد ) فيها الكثير من الأفكار والمفاهيم الوافدة والدخيلة وتعتبر – جهل وتخلف وتقليد أعمى وخلط للأوراق – لتكون المعول الخفي لتهديم – أهم أمر في الأمة – هو - وحدتها –وتهديم  البناء الايماني-  مثل – عيد العمال – وسموه العالمي – وهو أمريكي وليس حتى شيوعي – وعيد الفلاح وعيد الطلاب بأصنافه وعيد المعلم و المدرسين بأصنافهم  ووو ويوم المرأة ويوم الطفولة وهناك طفولة متميزة وطفولة راشدة وطفولة مراهقة  ويوم النجار ويوم الحداد والبناء وأقواهم بالصرف والانفاق هو يوم التاجر العلماني  العولمي ووو ويوم حقوق الانسان وغيرها ولو أحصيناها لما استوعبتها أيام السنة – ومهما تكن فانّ هذه – الأعياد – لايوجد فيها ما يشعر الانسانية – بالعبادة الإلهية – في حين انّ الله تعالى قد ذكر كلمة – العيد – مرة واحدة في جميع قرآنه المجيد وهي تأتي بمعنى – العبادة والايمان – وتؤدي إلى الحفاظ على – وحدة الأمة      و الدولة – فقد قال تعالى { قال عيسى اْبن مريمَ اللهمَ ربنا أنزلْ علينا مائدةً منَ السماء تكون لنا عيدا لأولنا        و آخرنا وآيةً منكَ و أرزقنا وأنت خيرُ الرازقين } ( المائدة 115 )  وانّ السنة النبوية قد جعلت للمسلمين – عيدين – فقط هما – عيد الفطر المبارك و عيد الأضحى المبارك – لا غيرهما – من أجل – التوحيد –  والوحدة الإسلامية  – وانّ هذين العيدين هي بمناسبة الخروج من أعظم وأكبر العبادات الإلهية لتكون – شعار للمسلمين – وانّ أيامها مقدسة عند المسلمين الذين يدعون ربهم فيها أنْ يتقبل طاعاتهم -  ولذلك فانّ أحد أبناء أهل البيت علي بن الحسين الملقب بزين العابدين يقول في دعاء له يسمى – دعاء القنوة – كان يقرأه في كل من عيد الفطر وعيد الاضحى المباركين وهو ( اللهم بجاه هذا اليوم – يوم العيد – أدخلنا في كل خير أدخلت فيه محمد وآل محمد وأنْ تخرجنا من كل سوء  أخرجت منه محمد وآل محمد ) دعاء عظيم لو أدركه المسلمون فهو يتوسل من الله سبحانه وبجاه يوم العيد الذي له منزلة عظيمة عند الله جلت قدرته أن يجعل أمة الإسلام في مداخل ومخارج رسولهم الحبيب وليس مداخل ومخارج أعداء الإسلام 0 و أما بدع الاحتفال بغير هذين العيدين – مثل الاحتفال بالذكريات – هو من أجل خلق التفرقة داخل الأمة الإسلامية الواحدة – حتى اذا كان الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف – لانّ المسلمين هم على اختلاف في تاريخ الولادة منهم من يقول في 12 ربيع الاول ومنهم في 17 ربيع الاول  ومنهم من يدمجها مع وفاته و هكذا- كلها اختلاف وتفرقة – وانّ أعداء الإسلام يستغلونها ويوعزونها إلى ضعف و خلل في الإسلام وعقيدته-  في حين – انّ الله ورسوله – قد تقصدوا في عدم تثبيت تواريخ الذكريات وعدم دقتها – من أجل اجلال و تقديس هذين العيدين المباركين -  اعتصاما بحبل الله و وحدة المسلمين وابعادهم عن تقليد أعداء الإسلام 0

( الأمة الإسلامية -  ليست – أمة قد خلت )

            ومن تلك الأفكار الدخيلة الفاسدة فكرة ( تلك أمة قد خلت – أو طلب الابتعاد عن الخوض في التاريخ ) عندما يُفتح باب النقاش والبحث في موضوع – أعمال و أقوال الصحابة والسلف لمعرفة ما تعطل من أحكام أو ما أُسيئ تطبيقها أيام الصحابة والسلف للعبرة والاعتبار ولاختيار العمل الصالح والحكم الشرعي الصحيح – أو في موضوع – عدم جواز إبعاد الناس عن مناقشة تلك الامور – فيكون جواب الذين يفقدون التقوى وحماية البيضة – تلك أمة قد خلت – خاصة عندما يرى الذين يمنعون النقاش بأنّ هناك فعلا – إساءات تطبيق أو هناك تعطيل للأحكام أو خطأ – فيحتجون بهذه الفكرة الخاطئة ويجعلون منها جهاز أمن قسري لغلق الأفواه وتحجير العقول حماية للصحابة والسلف وليس حماية لأحكام دين الله التي هي أولى بالحماية – وهم لايشعرون بأنّ حجتهم هذه سوف تحول دون – نهوض الأمة الإسلامية وعدم تقدمها ويؤدي إلى ازدياد تأخرها بل ويعرقل إقامة الدولة الإسلامية – الخلافة – في حين انّ هذه الآية الكريمة التي يحتجون بها هي في سورة (البقرة 34 1) { تلكَ أمةٌ قدْ خلتْ لها ما كَسَبَتْ ولكم ما كسبتُم ولا تُسأَلُونَ عما كانوا يعملون } وانّ هذه الآية الكريمة قد خاطب بها الله تعالى – أمة اليهود – فقال لها يا أمة اليهود – انّ أمة ابراهيم ويعقوب هي أمة قد سبقتكم – ولكلٍ منكما – ما قد كسبتم ولا يسألكم الله سبحانه عن أعمالهم – وانكم يا أمة اليهود سوف يسألكم الله عن أعمالكم وفق الديانة اليهودية – التوراة – وليس عن أعمالهم وفق دياناتهم – لذلك قال الله تعالى لليهود  { أمْ تقولون إنّ ابراهيمَ و اسماعيلَ و اسحاقَ والأسباطَ كانوا هُودا أو نصارى قُلْ ءَأنتم أعلم أم اللهُ ومن أظلمُ ممنْ كَتَمَ شهادةً عندَهُ من اللهِ وما اللهُ بغافلٍ عما تعملون } ( البقرة 141 )  ولا ندري كيف يشبه ( المسلمون – صحابة ) باليهود بالقول عن الصحابة – تلك أمة قد خلتْ – وهذا حرام – هذا من ناحية ومن ناحية أخرى – نحن اليوم – أمة الإسلام الواحدة – هي نفس – أمة إسلام الصحابة والسلف و التابعين – فالصحابة ونحن اليوم من – أمة واحدة – هي - أمة الإسلام الواحدة – وليس من – أمة قد خلتْ – ولا يمكن انْ تكون – امة الإسلام الواحدة – قد خلتْ – وحلت محلها – أمة العرب أو أمة الفرس أو الروم أو الأكراد أو التركمان – لانّ – أمة الإسلام – هي – أمة العقيدة الإسلامية – أمة رسالة الإسلام الخالدة – أمةً وسطاً – باقية ببقاء الوجود – وانّ الأمة الإسلامية و الديانة الإسلامية هي – أصل – وهي – آخر ديانات الوجود – وهذا ما أكده تعالى { ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين } ( آل عمران 67 ) وهذا يدلل على – انّ الديانة الإسلامية – هي – الأصل – وانّ الأهم هو اننا نحن – المسلمين – مخاطبون بالآية الكريمة { قد خلتْ من قبلكم سننٌ فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين 0 هذا بيانٌ للناس و هدىً و موعظةً للمتقين } ( آل عمران 137 ) – وهذا أمرٌ من الله سبحانه – على المسلمين أنْ يسيروا في الأرض و يدققوا و يناقشوا – أحكام الله – ليفهموها وليطبقوها – ويتقوا الله – في معرفة أعمال و أقوال الصحابة و السلف و التابعين – ويحذرهم الله تعالى بعد أنْ أمرهم بالسير في الأرض من – عاقبة المكذبين -  ويأمرهم { وقل ربي زدني علماً } ( طه 114) 0

مفهوم ( الله يحاسب الناس على أعمالهم و ليس على أعمال الصحابة) خلط للأوراق

            ومن الأفكار الدخيلة ( انّ الله تعالى يحاسب الناس على أعمالهم و ليس على أعمال الصحابة إذن علينا ترك أعمال و أقوال الصحابة { عليكم أنفسكم } ) وان العمل بهذه الفكرة سوف يؤدي إلى ترك معرفة أحكام ديننا – وانّ رسولنا الحبيب يقول < من لم يهتم بأمر المسلمين ليس منهم > فالاهتمام والرعاية واجب شرعي وانّ الابتعاد عن الاهتمام بأمر جماعة المسلمين يحرمه الله ورسوله – وانّ السياسة هي الرعاية وهي الاهتمام لذا يجب على المسلمين معرفة أحكامهم الشرعية من - القرآن والسنة ومن أعمال و أقوال الصحابة - وأهل العترة هم صحابة ولكنهم مخصصون – و انّ أعمال و أقوال الصحابة هي التي توضح وتفسر لنا الأحكام الشرعية – ولكن علينا أن نبتعد عن التدخل وعن مناقشة تقييم أو تجريح أشخاص الصحابة وما سيكون واقعهم يوم الحساب والجزاء والعذاب – لأنها مسألة غيبية – ينفرد بها الله تعالى والرسول إذا أخبره بها ربه وإذا أخبرنا بها رسولنا الحبيب وعندها يجب الإيمان بها إذا ثبتت – وانْ تقتصر المناقشة على الأعمال والأقوال لمعرفة الأحكام الشرعية { قل أتحاجوننا في الله وهو ربنا وربكم ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم ونحن له مخلصون } ( البقرة 139 ) 0

( أعمال الخلفاء و الحكام – ليست اجتهاد و استنباط – و يحاسبون عليها )

            ومن الأفكار الدخيلة والخطرة الفكر القائل ( انّ – أعمال الحكام – ومنهم – الخلفاء – أثناء حكمهم للرعية هي -  أمور فقهية واجتهادية – مثل استنباط الأحكام الشرعية ) – فاذا كان عمل الحاكم صحيحا و مصيبا ووفق الشرع فيستحق – أجرين – واذا كان العمل غير صحيح ولامصيب ولا وفق الشرع فيستحق – أجرا واحدا -  وانّ هذا الفكر أدى وسيؤدي إلى دمار الإسلام والمسلمين – لانّ الحاكم هو – السلطان – والسلطة – وهو الشخص الذي يقوم بعمل – تطبيق الأحكام الشرعية سواء كان – مجتهد أو مقلد – وانّ السلطان – يحاسب من قبل الرعية على أعماله – فمن باب أولى يحاسب من قبل الله تعالى يوم الحساب فاذا أخطأ فله العقاب – فكيف يؤجر – وللمجتهد نص على استحقاقه أجر واحد اذا كان اجتهاده بنية الاخلاص وإلا فلا أجر واليتبوأ مقعده من النار و انّ اجتهاد المجتهد ليس بالضرورة يشكل ضرر للناس ولكن فعل الحاكم الخاطيء حتمي الضرر0 وكذلك فانّ هذا الفكر يتعارض مع الحديث الشريف  < من رأى منكم سلطانا جائرا مستحلا لحرم الله وعاملا بعباد الله بالإثم والعدوان ولم يغير عليه لا بعمل ولا بقول كان على الله انْ يدخله مدخله > فأين هو مدخل السلطان الجائر – هل الأجر الواحد – أم جهنم وبئس المصير- فكيف تعتبر أعمال الحاكم اجتهادية فاذا اخذنا بهذه الفكرة نكون قد قتلنا الحديث الشريف الذي  يوجب علينا – التغيير – على السلطان الجائر – وكذلك قتل حديث شريف آخر وهو < من مات وليس في عنقه بيعة فقد مات ميتة جاهلية > لان الحاكم الذي تسلط بطريق العهد والوصية وليس بطريق البيعة والشورى يبقي عنق المسلمين خالية من البيعة ولكن بموجب هذه الفكرة فالحاكم مجتهد ولكنه تسلط خطأً فيسحق أجرا واحدا وهذا ما ترفضه العقيدة الإسلامية 0

( مفاهيم - الجمهورية و الديمقراطية والمجتمع المدني - فاسدة و كافرة لأنها علمانية)

            وكذلك ادخال الافكار والمفاهيم العلمانية الفاسدة بحجة انها من الإسلام أو انها لاتتعارض مع الإسلام مثل ( ديمقرطية سقراط و جمهورية افلاطون و وزارة الاوقاف والشؤون الدينية  و وزارة العمل )  وغيرها الكثير ولايمكن حصرها – و الديمقراطية – هي – حكم الشعب من الشعب إلى الشعب – أي انّ الشعب هو الذي يملك السيادة و السلطة – أي يملك ثلاث سلطات  التشريعية و التنفيذية و القضائية – وبهذا المفهوم نكون قد أبعدنا الدين عن السياسة و فصلنا الدين عن الحياة إذا ما فهمنا – انّ الله تعالى هو الذي وضع التشريع وليس الشعب – إذن السيادة للتشريع و هو الذي يسود وليس الشعب – وبذلك اضطروا إلى خلط أوراق المفاهيم بالنسبة للشعب و المجتمع و الحضارة و المدنية – فأخذوا يستعملون مصطلح – الشعب المتحضر والمجتمع المتحضر – ولكن المفكرين المسلمين قد انتصروا بمفهوم – صراع الحضارات – وعندما فهم العلمانيون و الصليبيون ذلك – لأنّ الحضارة هي مجموعة المفاهيم و الأفكار عن الحياة و الكون و الانسان – وانّ الإسلام يملك من المفاهيم           و الأفكار الصحيحة ما تعجز عن امتلاكها العلمانية و الصليبية – فأخذوا يبتعدون عن – المصطلح الحضاريوتحولوا إلى – المصطلح المدني – فأخذوا يسمون المجتمع – بالمجتمع المدني- و لكن العجيب هو – انّ – الباباغاوات – الأكاديميين من الذين يدعون انهم من المسلمين وهم – عملاء – عندما يتعاملون بهذا المصطلح دون ادراك واقعه أو مفهومه مثلما هم لايدركون مفهوم وواقع الديمقراطية العلمانية ولا واقع ومفهوم الشورى في الإسلام التي هي تنقض مفهوم الديمقراطية و تفسدها – وانّ مفهوم – المجتمع المدني – هو يعني – المجتمع الوحشي البربري – لو كانوا يدركون – لأنّ – المدنية هي الأشكال المادية في الحياة – مثل – الجامع و الكنيسة   و نادي العراة و الأفلام الأخلاقية و الأفلام اللا أخلاقية ووسائل الشذوذ الجنسي و الجنس المنظم بالزواج           و المايوه  و البلاج والسباحة و السروال و الجلاليب و الأسلحة بمختلف أنواعها منها الكيماوية والجرثومية والذرية ووو- و انّ الإنسان في – المجتمع المدني -  هو – الإنسان الذي – يتعامل مع جميع هذه الأشكال المادية المدنية – وبحرية – و إذا أجابوا – إننا سوف نحدد – الحرية-  بقيم وأخلاق- لكي يبعدون الوحشية و الإباحية عن -  المجتمع المدني –  فجوابنا عليهم – إنكم بعملكم هذا سوف – تقتلون الحرية – لان الحرية إذا تحدد وهذا هو الصحيح فإنها سوف تفقد وجودها و معناها –  وحرية التعبير – عندما تنظم و تحدد – فسوف تأخذ المفهوم الإسلامي الحضاري فتسمى – حق التعبيرو إنّ حق التعبير في الإسلام واجب شرعيإنكار المنكر و الأمر بالمعروف- وليس حرية متى أراد الإنسان مزاولته أو لم يرد – وفي الإسلام يأثم و يعاقب من لم يرد مزاولته – لذلك وجب تسمية المجتمع ( المجتمع الحضاري ) فأين المفر  من المفاهيم الصحيحة و العمل الصالح 0

                مفهوم ( عدم التدخل في ما لا يعنيك ) فاسد و خلط للأوراق

            وكذلك إدخال فكرة ( عدم التدخل في ما لا يعنيك ) بحجة إنها مأخوذة من الحديث الشريف < من صفات المسلم ترك مالا يعنيه > وقد تم تحريف الدلالة والقصد من هذا الحديث إلى دلالة علمانية بمفهومها المطلق غير المقيد في حين إنّ هذه الفكرة بمفهومها المطلق تخالف قوله تعالى { والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر } ( التوبة 72 ) وانّ العمل في دائرة المنكر و المعروف – هو العمل في – دائرة واسعة و عريضة – وقد أوجب الله تعالى على المسلم التدخل والعمل فيها فهي -  ليست مما لا يعنيه – بل هي – من صميم ما يعني المسلم – وأحيانا تكون من أوجب الواجبات الشرعية ويكون المسلم آثما ويشمله سخط الله سبحانه إذا هو ترك عمل إنكار المنكر والأمر بالمعروف وعطله – لذلك وجدت القواعد الشرعية التي تعالج هذا الموضوع -  انصر أخاك ظالما أو مظلوما – لا غيبة على الفاسق – حب لأخيك كما تحب لنفسك – من لم يهتم بأمر المسلمين ليس منهم – وغيرها المئات – ومن أعظمها الحديث الشريف <إن ترك العمل بالمعروف والنهي عن المنكر يسلط الله عليكم أشراركم فيدعو خياركم فلا يُستجاب لهم > فيجب التدخل في أعمال الأشرار وإسناد عمل الأخيار ودعمهم  من اجل بناء مجتمع  حضاري  إسلامي  موحد و متقدم 0

               مفهوم (  الشهداء أكرم منا جميعا  ) حرب على الله و رسوله

         ومن الأفكار الدخيلة الشريرة ( الشهداء اكرم منّا جميعا ) وانّ هذا المفهوم الفاسد الشرير يراد به بالإضافة إلى تحقيق مصالح فاسقة واحيانا كافرة فانه يؤدي إلى ضرب وتشويه – الفكر الإسلامي – الذي ورد في قول الله الكريم {لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم } فالأكرم هو – الأتقى – حتى ولو – لم يكن شهيدا – وليس الأكرم – الشهيد – وإنّ – الشهيد – يجب أن يكون – مسلما – وإلا لا يكون – شهيدا – لانّ الشهادة هي في الإسلام -  ولكن ليس بالضرورة انْ يكون من – المتقين – أو – أتقاكم -  وكذلك ليس كل – مسلم – هو – مؤمن { قالت الأعرابُ آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الايمانُ في قلوبكم } ( الحجرات 14 ) وهذه آية جليلة وعظيمة تعالج الكثير من الأمور العقائدية خاصة الاجتماعية و السياسية – وحتى اذا كان المسلم من – المتقين – فلا يكون – أكرم – المسلمين إلا اذا كان – أتقى المتقين -  لأنّ هناك فرق بين التقي والأتقى 0

            وهناك الكثير من الأفكار والمفاهيم الفاسدة التي أُدخلت إلى – الفكر الإسلامي – وشرعا تسمى – البدع – وانّ القصد منها هو محاربة الإسلام – فكريا – بتشويهه وابعاد المسلمين عن أفكارهم و مفاهيمهم الحقيقية والصادقة وأحيانا يكون تمرير هذه العملية باستغلال  – المذاهب وأمكنة ومحلات الشعائر الدينية كالتكايا والحسينياتواليوم توجد طاقات جبارة وهائلة في هذه – الامكنة – وهي كافية لاقامة – الدولة الإسلامية الواحدة – مقارنة مع – القليل – الذي كان موجودا عند صاحب – أول -  دعوة اسلامية رسولنا الحبيب – ولكن هذه الطاقات الجبارة الموجودة اليوم – قد انحرفت عن حقيقة الفكر الإسلامي – بسبب تلك الأفكار الوافدة الدخيلة – فحولت -  العمل الصالح – إلى فعاليات بعيدة كل البعد عن الاحكام الشرعية ومفاهيمها مثل – التصوف واللحى الطويلة وذكر الدرباشة و اللطم و البكاء و الزناجيل و القامات والتطبير و الدفوف والدروشة – وهذه كلها يسمح بها الحكام العملاء وأسيادهم الكفار بل ويشجعونها حتى بالممانعة الشكلية ليكون الممنوع مرغوب لانها لا تهدد مقاصد حكمهم و مناصبهم – و هناك مفاهيم خطرة جدا كالحية الملساء (الاستقلال و الوطنية ) سنأتي على بحثها في مواضعها و هي  تؤدي  إلى التجزئة و التقسيم و التقطيع0

 

(الجهاد الأصغر) و (الجهاد الأكبر) أحكام شرعية – (أنّى) (متى وأين)

ومفهوم  ( محاربة الإرهاب و الإرهابيين ) كافر و إعلان حرب على الإسلام            وانّ ( محاربة الإرهاب ) هو أحدث مصطلح ومفهوم يراد إدخاله إلى – الفكر الاسلامي – وقد خطط له الكفار وأعداء الإسلام والمغفلين – بضربة ضخمة – أحدثت – ضجة وهوس اعلامي وفعاليات و اتفاقات وتكتلات لم يسبق لها نظير – في حين لم نجد من يفهم مصطلح – الارهاب – أصلاً  لا الكفار الذين ابتدعوه ولا أتباعهم من العملاء ولا الكثير من المسلمين – لأننا لم نجد لهذا المصطلح – الإرهاب - أي ذم أو تقبيح في الإسلام – وانما الذي ورد عنه هو – المدح والحسن والترغيب – منها قوله تعالى { وأعدوا لهم ما اْستطعتم من قوة }              و{ تُرهبون به عدوَّ الله وعدوكم }( الأنفال 61 ) فهل سوف نجد هناك مجالا لتطبيق أحكام هذه الآية الكريمة إذا أخذنا بمفهوم – الإرهاب – العلماني الكافر – قطعا سيكون الجواب بالنفي – ولكن إذا فهمنا - الإرهاب – بمفهومه الإسلامي فسوف نصبح أمام واقع شرعي – وانّ الذي في الإسلام عن الإرهاب كله – حسن -  مثل قوله تعالى     { الذين لربهم يرهبون } و { وقسيسون و رهباناً } وكان على المسلمين الانتباه إلى ما يريده أعداء الإسلام فيستعملون مصطلحهم الإسلامي ومفهومهم الصحيح للواقع الذي حصل وهو – الغدر و الغل- والعدوان الغادر وهذا ينطبق على حادثهم حتى إذا كان مفتعل من قبلهم – وهذا ما سوف نعالجه في موضعه في - توثيق احتلال أفغانستان وفلسطين والعراق وو – وأن الجهاد الأصغر هو القتل والقتال المنظم من قبل الدولة أو بامرة أمير واحد تختاره وتنصبه الأمة بأحزابها وحركاتها عند أستحالة وجود الدولة وأن صلاح الدين الأيوبي لم يكن ذلك الأمير الشرعي لعدم أختيار الأمة له بدليل هو قام بتدمير الكيان الفاطمي في مصر مستغلاً تغلبه المصطنع على الصليبيين ولم يغير الكيان إلى دولة إسلامية – وأما الجهاد الأكبر هو مجابهة المنكر لتغييره والأمر بالمعروف لتثبيتهُ وحل مشاكل رعايا الدولة سياسياً – عقائدياً – وفكرياً – بيده أو بلسانه أو بقلبه مع الدولة أو فردياً سلباً أو إيجاباً – وكذلك يحرم – الغدر – مع الابرياء والغافلين حتى أذا كانوا من الكفار غير المحاربين أو الظالمين والفاسقين وغير الصالحين { أذن للذين يقاتلون } بعد أقامة دولته و { من قَتَلَ نفساً } و{منْ قُتلَ مظلوماً} و { بأي ذنب قتلت } وقال حديثه الشريف بعد رجوعهِ من القتال < لقد رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر >.

و سيأتي بحث الكثير من تلك الأفكار الخاطئة و الدخيلة في مواضعها في بحثنا السياسي هذا مثل إبدال مفهوم – ستر العورة – في الإسلام إلى مفهوم – السفور والحجاب – الذي مدلوله غير المدلول الشرعي لأنهم وضعوا كلمة – السفور – بدل – العورة – وكلمة – الحجاب – بدل – الستر – ليتمكنوا من هتك عرض الرجل والمرأة -  وانّ الله تعالى يقول { يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سؤاتكم } ( الأعراف 25 ) وانّ – السوءة - هي – العورة – و- يواري – هو – الستر – و قوله تعالى { عورات النساء } و { بيوتنا عورة } و{ ثلاث عورات لكم }  (النور 31 و 58 ) و { حجاباً مستوراً } ( الإسراء 45 ) و غيرها من المفاهيم – الجلابيب والخمر و الجيوب و الغض – وغيرها من المصطلحات الشرعية 0

            وكذلك مفهوم ( الاختلاط ) – اختلاط الرجال والنساء – الذي تحكمه في الإسلام قاعدتان – الأولى -  انْ يكون الاختلاط من أجل حاجة شرعيةوالثانية { ولكن لا تواعدوهن سرا } (البقرة 235 ) 0

            و كذلك إبدال مفهوم ( تقوى الله ) بمفهوم – الضمير – و إبدال مفهوم { و لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة } بمفهوم – ولا تلقوا بأنفسكم -  و تعميم مفهوم ( التقية ) وتحوير مفهوم ( العدالة ) { انّ الله يأمر بالعدل } ( النحل 91 ) إلى مفهوم – عدالة اجتماعية وعدالة اقتصادية – وغيرها الكثير من الغشاوات والمتشابهات والتأويلات والبدع و التضليل و الضلال – ومن المؤلم حقا هو إنّ ما يسمون برجال الدين – وكل مسلم هو رجل دين – وهذه كذلك غشاوة -  ونقول من المؤلم انّ الكثير من وعاظ السلاطين يتعاملون مع هذه الأفكار والمفاهيم الدخيلة الفاسدة ويشيعونها بين المسلمين في حين المفروض هم أول- من يكتشف هذا الداء وأول من يعطي الدواء 0

            لقد تعمدنا عدم استعمال كلمات ( التمادح ) او كلمات ( التكريم ) أو ( الدعاء ) قدر الإمكان من أمثال ( عليه السلام ورضي الله عنه و كرم الله وجهه وغيرها ) عند ذكر (  الصحابة والسلف والتابعين ) في بحثنا السياسي هذا لكي لا نعطي للقاريء  الانطباع بأنّ هناك انحياز أو تمييز لأحد الصحابة أو لبعضهم علما بأنّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم  معظمهم رضوان الله عليهم هم من المؤمنين و الأتقياء الصادقين الذين عملوا الأعمال الصالحة و خير الأعمال وكانوا ( عمالقة ) في ( صحبته ) و ( عمالقة ) في – حمل الدعوة الإسلامية – وفي – الانضباط الحزبي – وعمالقة وجبال راسية في – تثبيت الدولة الإسلامية في المدينة المنورة والحفاظ عليها – وعمالقة في – حبهم – لرسول الله الحبيب – مثل – خديجة و سمية ونسيبة وأم سلمة وياسر وعمار ومصعب هذا الذي كلما خطر ببالي تكاد عيني تدمع واحيانا تدمع فعلا ويا أخي المسلم انه قمة في حمل الدعوة الإسلامية – وأبي ذر والخباب وبلال الحبشى وسلمان الفارسي وصهيب الرومي وعكاشة بن محصن – وغيرهم وان عبقريتهم في تقواهم لم تكن في نيتهم الحصول على مدحنا وانما لينالوا الجنة وحسن العاقبة بعد رضوان الله سبحانه – ولكننا آثرنا انْ يكون بحثنا هذا – بحثا سياسيا – فيه رعاية شؤون الأمة الإسلامية الواحدة – لنعرف ما هو – أساس – نهوضنا – وما هو – بلاء – انحطاطنا – وهو بحث لوجه الله تعالى لذلك نقول { ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان و لا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا انك رؤوف رحيم}        ( الحشر 11 ) – وبنفس الوقت نحذر المسلمين من أنْ يفهموا هذه الآية الكريمة عن سذاجة وبدون وعي عميق خاصة – الفصاحة والبلاغة والدلائل والمقاصد – فيقعوا في - المتشابهات وابتغاء الفتنة – حيث أنّ الله تعالى قال – الذين سبقونا بالإيمان – في حين إنّ السذج أو الذين في قلوبهم مرض ويبغون الفتنة بين المسلمين يحورونها إلى القول – الذين سبقونا – بالإسلام – وليس – بالإيمان – والفرق كبير وعظيم بين – الايمان – والإسلام {قولوا اسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم }  وان جميع – الصحابة والسلف والتابعين – هم – مسلمون – ولكن ليس جميعهم - مؤمنون – وحتى من – المؤمنين – ليس بالتحتيم أنْ يكونوا – أتقياء  أو  عدول أو من - الصادقين -  لأنّ – الصدق – لا يعلمه إلاّ الله جلت قدرته – وان الله تعالى قادر على انْ يقول – الذين سبقونا بالإسلام – ولكنه تقصد القول – الذين سبقونا بالإيمان – وهذه هي إرادته حتى نفهم كيف نوصف – أعمال الصحابي عبد الله بن أبي سرح الأموي- وأخ الصحابي عثمان بن عفان بالرضاعة – عمله عندما ارتد عن الإسلام في حياة رسولنا الحبيب ثم رجع إلى الإسلام بشفاعة أخيه عثمان  – وانّ أعماله بعد وفاة رسولنا الحبيب عندما عينه الخليفة الثالث عثمان واليا على مصر ماذا عمل في أهلها التي أدت إلى ثورة المصريين على الخليفة وقتله وكذلك عمله بإعادة المدن والقرى الواسعة التي فتحها الصحابي عبد الله بن الزبير في أفريقيا وأرجعها هذا الوالي  إلى الكفار لقاء غنائم – ولكي نفهم أعماله ونصفها وصفا شرعيا علينا ان نفهم لماذا قال تعالى – الذين سبقونا بالإيمان – ولم يقل الذين سبقونا بالإسلام – وان العامل الأساس في التفريق بين هذه الأقسام – الإسلام والإيمان والصدق و التقوى – هو – العمل الصالح و العمل غير الصالح – بعد – طاعة الله ورسوله – و حتى – لا يلتكم من أعمالكم شيئا – و – لا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا – وليس – للذين أسلموا -  رغم – انّ الغل يحرم عمله مع المؤمن والمسلم وغير المسلم – وهذا هو ما سيكون كذلك الأساس في  بحثنا السياسي 0

                                           (  التقاويم  )                      

            وهناك عدد من ( التقاويم ) في العالمين منها – القمرية – يكون – القمر – الهلال – هو – الأساس – في حساب عدد الأشهر والسنين – وان الأمة الإسلامية الواحدة هي التي تعمل بهذا التقويم القمري ولكنها قد بدأت بالسنة الهجرية – هجرة رسول الله الحبيب من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة و إقامة الدولة الإسلامية فيها – حسبما أشار الصحابي علي بذلك على الخليفة الثاني عمر- و أما الشهر – الأول – من السنة الهجرية هو – شهر محرم – فهذا كان معمولا به قبل الإسلام – وانّ رسولنا الحبيب قد هاجر وأقام الدولة الإسلامية في المدينة في – شهر ربيع الأول – وليس في شهر محرم فلم يجعلوا شهر ربيع الأول الشهر الأول من السنة الهجرية- وانّ الصحابي علي قد اختار – حادث هجرة الرسول و إقامة الدولة الإسلامية – بداية التقويم باعتباره - أهم حدث قرر- مصير الإسلام والمسلمين – رغم وجود أحداث عديدة في مسيرة الدعوة الإسلامية ولها أهميتها في حياة المسلمين منها – مولد رسولنا الحبيب أو عام بعثته أو عام إعلان الدعوة الإسلامية بعد ثلاث سنوات من البعثة أو عام التآخي بين الأنصار والمهاجرين  أو عام فتح مكة أو عام معركة بدر الكبرى وغيرها من الأحداث الجليلة – ولكن لما للهجرة و إقامة الدولة الإسلامية من أهمية مصيرية في حياة البشرية – وبنفس الوقت لتعطي – الهجرة – أهمية للهجرات التي حصلت قبل مجيء الإسلام منها – هجرة مصيرية للنبي موسى عليه السلام وهجرة النبي إبراهيم عليه السلام إلى مكة المكرمة – وكذلك لتشمل أي – هجرة – تحصل بعد هجرة خاتم النبيين والتي قال عنها رسولنا الحبيب بحديثه الشريف < ما من أيام العمل الصالح أحب إلى الله فيهنّ من هذه الأيام العشر إلاّ رجلا خرج بنفسه و ماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء > وانّ بداية السنة الهجرية ليست – عيد – رغم مناسبتها العظيمة – لانّ الأعياد مثبتة في أحكام ديننا – عيد الفطر وعيد الأضحى المباركين – ولا هي سنة جديدة لانّ كل سنة كانت وتكون جديدة 0

 

            وكذلك – الصين – التي يزيد عدد نفوسها على المليار تعمل منذ القدم وحتى الآن – بالتقويم القمري – وهذا ما قضاه الله جلت قدرته – و يتوافق عندهم بداية سنة تقويمهم مع شهر – محرم -  الشهر الذي تبدأ به السنة الهجرية القمرية عند المسلمين 0

 

            وهناك تقاويم – شمسية – تكون – الشمس – أساس الحساب فيها – وانّ أحد التقاويم الشمسية الذي يجري تعامل الناس به هو – التقويم الميلادي – وتكون سنة ولادة الرسول عيسى عليه السلام الولادة الفريدة هي بداية التقويم السائد اليوم لسيطرة الدول الرأسمالية العلمانية على التعامل التجاري والسياسي في العالمين 0

            وهناك تقويم – شمسي – ولكن بدايته – هجرية – بدأت بسنة هجرة رسولنا الحبيب وهو المعمول به في – إيران وبعض شعوب آسيا الصغرى مع التقويم الهجري القمري 0

            وحيث إنّ عدد – أيام – السنة القمرية – أقل من عدد – أيام السنة الشمسية – فهذا أدى إلى انْ يكون عدد سنين التقويم الهجري القمري لحد يومنا الحاضر هو 1422 سنة والتي بدأت بتاريخ 25 / 3 / 2001 – وان عدد سنين التقويم الشمسي الهجري هو 1380 سنة و التي بدأت بتارخ 21 / 3 / 2001 أي بفرق 58 سنة -  وبذلك فقد تزامن وتوافق – بداية – التقويمين القمري والشمسي الهجريين – حاليا في شهر محرم – عاشوراء – مما أوجد – احراج – وتضارب وتصادم في احياء الذكريات والاحتفالات عند الايرانيين والاكراد       و الافغانيين والباكستانيين ولدى الكثير من الفئات الإسلامية في – احياء ذكرى عاشوراء وذكرى نوروز وذكرى الهجرة القمرية  - ولكن تبقى – أسماء – الاشهر الهجرية القمرية هي – الاساس شرعا – منها – الاشهر الحرم – وان أشهر السن ة الهجرية القمرية هي – محرم وصفر وربيع الاول وربيع الثاني وجماد الاول وجماد الآخرة ورجب وشعبان و رمضان و شوال وذي القعدة وذي الحجة – وتبقى – السنة القمرية – هي – فطرة الله – التي فطر الناس عليها أي متفقة مع – فطرة الانسان – وحسبما أمرنا الله تعالى بقوله الرحيم المشافي والمعافي { فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون} ( الروم 30 ) 0

 

            وانّ الله تعالى يقول { هو الذي جعل الشمس ضياءً والقمر نوراً وقدره منازل لتعلموا عدد السنين         و الحساب ما خلق ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقومٍ يعلمون } ( يونس 5 ) – إذاً  فانّ القمر هو – المنزل – في تعداد الأشهر والسنين و الحساب – وعلى – منازل القمر – صنعت – الأنسجة و الفسلجة الأنثوية للمرأة – الحيض- العادة الشهرية – وكذلك هناك آية كريمة { تعرج الملائكة والروح اليه في يوم كان مقداره خمسين آلف سنة } ( المعارج 5 ) ومن هذه الآية المباركة فانّ - اليوم – الذي أساسه – الشمس – عند الله تعالى يكون مقداره – خمسين ألف سنة – في حين نحن الآن – ندخل بالألفية الميلادية الشمسية الثالثة وقد أنهينا الألفية الأولى والثانية بعد الميلاد – وإننا قمنا – على الأكثر – في بحثنا هذا - مرغمين – باستخدام التاريخ الميلادي لتوثيق الوقائع والحوادث التي أوردناها في بحثنا لانّ هذا التقويم هو المسيطر والذي يسهل فهمه من قبل الكثير من الناس اليوم – ونسأله جلت قدرته انْ يمكن العالمين من فهم التقويم الهجري عندما تقام دولته الإسلامية الواحدة كما أقامها رسولنا العظيم في أول  سنة هجرية 0

 

            وإننا نقولها بصراحة وهي ( إنّ هذا البحث السياسي سيكون غريبا ) لدى الكثير من المسلمين – إلاّ الذين يتقون الله سبحانه ويعرفونه حق معرفته وينشدون مرضاته -  وسيقوم الكثير بإعلان الحرب على هذا البحث ومؤلفه لأنه يهدد حلاوة دنياهم التي يعيشونها – و لأنهم – لا يريدون تصديق إقامة الدولة الإسلامية الواحدة – دولة محمد بن عبد الله رسولنا الحبيب – في العالمين الذين هم اليوم بأشد الحاجة إليها – أو من الذين لا يريدون – الدعوة الإسلامية لاقامة الدولة الإسلامية – وان جوابنا عليهم جميعا هو – انهم قد اختاروا الطريق – الخاطيء – أو الأساليب غير الصحيحة لتحقيق الهدف – وانّ الذي يختار الخطأ وغير العمل الصالح والناقص سوف لا يتمكن من تحقيق الهدف لا الصحيح ولا الخاطئ – وسوف يبقى يراوح في بداية الطريق – تماما مثلما – حصل في بداية الدولة الإسلامية وبعد رحيل رسولنا الحبيب مباشرة حصل تعطيل وإساءة تطبيق الأحكام الشرعية منها – البيعة والشورى -  وتعيين ولاة غير صالحين – فكانت النتيجة هي  التي نعيشها اليوم – إلاّ  إذا قامت تلك الجهات بتصحيح المفاهيم والأفكار و الأحكام الشرعية – وفق طاعة الله ورسوله – وغير متأثرَة – بالتركة التي وصلت إليهم وأهمها – التفرقة والاختلافات و الانحياز إلى الأشخاص والتمادح بهم والتفاضل بين بعضهم وبعض – وجعل العقيدة الإسلامية هي الأساس والمقياس و ليس المذهبية و الحزبية والفئوية – ومن الأمثلة على تصحيح المفاهيم – مفهوم إنّ جميع الصحابة – عدول – في حين وبإجماع المسلمين – إن الصحابي معاوية – باغي- إذن هو ظالم وفاسق – فهو إما – عادل – وإما - باغي وظالم وفاسق – ولا يمكن بأي حال أنْ يحول الاجتهاد – الباغي – إلى- عادل – فإذا تمكن الاجتهاد من ذلك  فانهُّ سيتمكن من تحويل الإسلام إلى كفر والعياذ بالله سبحانه – ولا اجتهاد في معرض النص -  ولا اجتهاد في تطبيق الأحكام أو عدم تطبيقها وتعطيلها-  إلا اذا كان خليفة زمانه – علي – جائرا فوجب الخروج عليه -  وتُرفض أي ذريعة او حجة ما أنزل الله بها من سلطان لتبرير فكرة جعل – الباغي والظالم – عادل – وهناك – التصحيح الأهم في حياة المسلمين – هو – وجوب انْ يكون – حكم الشورى – واضحا لدى الداعين إلى إقامة الدولة الإسلامية – وهو- الاختيار بالرضا من قبل عموم الناس – وليس – المشاورة أو التشاور- لان هناك فرق كبير بين آية الشورى {وأمرهم شورى بينهم } وبين آية { وشاورهم في الأمر } و { عن تراضٍ منهما وتشاور } – لان الله تعالى قد خصص للشورى سورة لتعظيمها وإبراز أهميتها في حياة المسلمين سماها  – سورة الشورى -  بينما – شاورهم وردت في سورة آل عمران – و تشاور وردت  في سورة البقرة 0

 

            وان الله تعالى قد فرق بين – العدل – و – الظلم -  وحدد معالمهما { والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش و إذا ما غضبوا هم يغفرون 0 والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون 0 والذين إذا أصابهم البغي  ينتصرون } وهنا لابد من الاهتمام بالمفاهيم – كبائر الإثم والشورى و البغي و ينتصرون – التي وردت في هذه الآيات الجليلة 0

                         (  الخلفاء  -  خمسة  -  و ليس -  أربعة  )

           وهناك ( تصحيح ) لمفهوم و واقع -  كان التقصد والتعمد الظالم في حصوله بين المسلمين  -  من بداية وقوعه  والذي أدى إلى خلط الأحكام والمفاهيم وأدى إلى غلب الظالمين والفاسقين في تمرير البدع وتبديل أهم الأحكام الشرعية خاصة – البيعة والشورى- وان ذلك المفهوم والواقع الذي حصل هو – إنّ الخلفاء هم أربعة أبو بكر وعمر وعثمان و علي وقد سموهم بالراشدين لكي لا يتقرب منهم أحد بالتغيير أو حاجة في نفس يعقوب -  بينما الواقع والصحيح و الحقيقة الصارخة هي – أن الخلفاء  خمسة أبو بكر و عمر و عثمان و علي           و الحسن – لكي يكون رسولنا الحبيب صادقا في حديثه الشريف < الخلافة بعدي ثلاثون سنة ومن ثم ملك عضوض >  -  وكذلك يجب انْ يكون – حكم التنازل – عن الخلافة – واضحا – وانْ يكون هو موضوع البحث والنقاش عند بحث ودراسة -  حكم الخلافة وحكم عقد البيعة و حكم الشورى – لأنّ – التنازل – كان له – واقع – في حياة المسلمين – وهو – تنازل الخليفة الحسن – إلى الباغي  معاوية -  في حين إنّ الفقهاء يبحثون موضوع – افتراضي – وليس له واقع بين الخلفاء الخمسة – وهو- حكم العزل – عزل الخليفة – ويبقى حكم العزل مجرد افتراض 0

            وهناك الكثير من الأحكام الشرعية كانت قد وضعت على أساس – المتشابهات – وعلى المسلمين خاصة الدعاة لاقامة الدولة الإسلامية – الابتعاد عن كل ما يؤدي إلى – التشابه ابتغاء الفتنة – وبالنتيجة عليهم – بالأفعال و الأقوال – وترك – التحيز إلى الأشخاص والتمادح والتفاضل معهم – مهما كانوا صحابة أو سلف- تماما مثلما فهمنا – حكم وجوب إقامة الدولة الإسلامية الواحدة من سيرة رسولنا الحبيب – و لتجسيد فكرتنا لعلنا نذكرهم بالآية الكريمة        { يا أيها الناسُ ضُرِبَ مثلٌ فاْستمعوا له إنّ الذين  تَدْعُونَ من دون الله لنْ يخلقوا ذُباباً ولو اجتمعوا له  وإنْ يَسْلُهمُ الذبابُ شيئاً لا يَسْتَنْقذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطالبُ والمطلوبُ } ( الحج 74 ) وكم سَلبَ تعطيل الأحكام الشرعية وإساءة تطبيقها وأشياء و أشياء – عافية الأمة ومستقبلها – فضعفت دولتها وانتهت حتى اسم خلافتها وكذلك انتهى الحكم باسمها وباسم إسلامها – ويكفي – تكابر و غرور و حب الملذات وزينة الحياة الدنيا وحلاوتها وبطرها – ويكفي { ما قَدروا اللهَ حَقّ قَدرِهِ إنّ اللهَ لقَوِيٌ عزيزٌ } الحج 75 )0

 

             و إنّ  ( الخلاصة )  فإنّ هذا الكتاب سوف يبحث و يعالج موضوع – العمل الصالح الذي أمر الله تعالى به و هو الأمر بالمعروف – والعمل غير الصالح الذي حرمه الله تعالى بالنهي عن المنكر { قال يا نوح انه ليس من أهلك انه عمل غير صالح } ( هود 46 ) أي إنّ الله تعالى قد جعل – الالتزام بالعمل الصالح – أقوى من – الالتزام برابطة صلة الرحم – الابن من أبيه – وقد أهدر صلة الرحم و جعل الابن ليس من الأهل من أجل القضاء على العمل غير الصالح و تثبيت العمل الصالح – { أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار 0 كتاب أنزلناه إليك مبارك ليَدّبروا آياته و ليذكرَ أولوا الألباب } ( ص 30 ) – لذلك سوف يكون موقفنا من – أعمال و أقوال – أي صحابي أو سلفي – و أي شخص له علاقة بالدولة الإسلامية – موقف حق وعدل-  لانّ – الحكم بالإسلام عن طريق البيعة والشورى في – دولة محمد – هو أساس وجود – الحياة الدنيا – وانّ – الإسلام – هو – الأمانة -  من أجل تحقيق هذا الأساس 0

                                                     (  و نتيجة الخلاصة  ) 

          إنّ الله تعالى – الحق و العدل – و ما كنا معذبين حتى نبعثَ رسولاً – سوف لا يقبل أعمال إطلاق اللحى و لا لبس الشراويل و لا ذكر الدرباشة و لا اللطم و البكاء و الطبيخ و المسيرات      و لا  الصلاة و لا الصوم و لا الحج و الزكاة – و جهنم بانتظار المزيد  .

          إذا ( لم يعمل )  لإقامة ( الدولة الإسلامية – المحمدية – نهج النبوة )  و إذا  (  لم تكن  ) ( نية إقامتها ) على أساس (  الشورى – حق السلطان للأمة – تمنحه و توكل به من تشاء من قبل عموم الناس بالرضا و الاختيار -  و السيادة للشرع  )  و ليس على أساس ( العنف            و المقاومة المسلحة و الغدر ) و لا  على أساس ( ولاية العهد و الوراثة أو الوصاية ) و إذا  بقيّ السلطان الجائر في أي جزء من العالم الإسلامي و الاحتلال و التوافق معه و لم نقاطعه بنية إقامة الدولة الإسلامية - ما دامت القوى غير متكافئة -  فبئس المصير .

    << و منْ لم تنهه صلاته عن  -  الفحشاء و المنكر و البغي -  لا صلاة له >> حديث شريف

 

            وإننا سوف نتحمل مسؤولية وتبعة هذا البحث السياسي مهما كانت النتيجة مثلما تحملنا نتيجة و نتائج حملنا الدعوة الإسلامية في حينه- معتقلات وسجون وتعذيب – فقلنا – يا ربنا لا يحمد على مكروه سواك – وانّ الأساس عندنا هو – خذ وتقبل ما يرضيك يا رب – اللهم آمين – وهذا ليس معناه إننا سوف نتقبل البدع و الافتراءات التي يتقصدها أعداء الإسلام – خاصة الذين لا يريدون إقامة دولته الإسلامية – يتقصدون إلصاقها بنا – وهذا متوقع دائما – أو نقبل النقاش مع أي كائن حتى إذا كانوا من الذين – يدّعون الإسلام – إلاّ إذا كانوا من دعاة الخلافة و الدولة الإسلامية – إني جاعل في الأرض خليفة – وخاصة وانّ –الحكام الحاليين والمتعاونين معهم      و مواليهم و موظفيهم و وعاظ سلاطينهم – هؤلاء جميعا- قد كتبوا على أنفسهم – لا فهم عندهم ولا يريدون أنْ يفهموا الدولة الإسلامية المحمدية الواحدة – ولم يقدروا الله حقّ قدره ولا إيمان عندهم باليوم الآخر- فلا فائدة من النقاش معهم لانّ الدعوة معروضة عليهم – إلا إذا حصلت الصحوة الإسلامية عندهم فإذا عادوا نعد – وإننا نرى النقاش مع الكفار لهدايتهم و تفهيمهم حكم الخلافة و الدولة – أكثر إنتاجا و رجاءا – بإعطاء النصرة – من عملائهم ومواليهم الفراعنة الصغار -  لانّ الصغار مسخرون و مأمورون من الكبار – أكابر مجرميها – و نسأله تعالى أنْ يَرنا الحقَ حقاً فنتبعهُ و الباطلَ باطلا  فنجتنبهُ و  أنْ تكون النتيجة من هذا البحث السياسي حسن العاقبة لنا و للمسلمين و الناس والعالمين – آمين يا رب العالمين 0

                                                                            المؤلف               

                                                             المحامي محمد سليم فرج الكواز