الفرع العاشر
حكم ( مروان بن الحكم الأموي ) ( ابن الأبتر ) ( أبو الأكبش الأربعة )
و حكم ( أولاده الأمويين )
( مروان بن الحكم الأموي ) ( لم يبايعه أحد ) ( و لم يستلم الحكم بنفسه ) ( رغم كل مؤامراته و تقلباته و مكره الخبيث) - و إنما أقتصر عمله السياسي و دوره في الحكم على ( خدمة المتسلطين على الحكم من أقاربه بني أمية ) و هو عنصر رئيسي في تبديل ( حكم الشورى و البيعة و الخلافة ) إلى ( ولاية العهد و الوراثة و الوصية) و هو الذي مهد لبيعة ( ولاية العهد ) غير الشرعية لأقاربه و أولاده و أحفاده .
و قد سماه ( ولي الله الخليفة الرابع الصحابي علي ) و لقبه ( أبو الأكبش الأربعة ) وأهمهم ابنه (عبد الملك بن مروان الأموي – وهذا عنده أربعة أولاد هم : الوليد و سليمان و يزيد و هشام ) و قال كذلك الصحابي علي ( و ستلقى الأمة منه و من أولاده – يوماً أحمراً ) .
لقد تمكن – مروان - بالترهيب - و الغدر – و الترغيب – و المداهنة و الخداع و النفاق و التحايل – ولا مانع عنده منْ أنْ يكون جبانا و كذابًا- لتحقيق أهدافه ) ( و قد هيمنَ على الحكم بواسطة أولاده و أحفاده وعشيرته ) و ليس عن ( طريق الشورى و البيعة ) .
و ( مروان بن الحكم الأموي ) هو ( ابن عم الخليفة الثالث الصحابي عثمان الأموي ) لأنّ ( الحكم – والد مروان – هو – عم الصحابي عثمان ) و إنّ ( الحكم – هو بن العاص الأموي – و هو – الأبتر – في القرآن الكريم – إنّ شانئك هو الأبتر ) .
و رغم إنّ ( اسم مروان ) لم يظهر في عملية و طريقة ( بيعة ) ( عثمان – خليفة للمسلمين ) و لكن (بمجرد استلام – عثمان منصب الخلافة – قام بتعيين مروان – مستشاره و خازن أختامه – و هذا المنصب يجمع بين رئيس الوزراء و رئيس ديوان ) و أصبح الساعد القوي للخليفة عثمان – و أخذ يتصرف بأختام الخليفة كما يشاء ( يعين و يعزل و يصدر القرارات – حتى بقتل الناس – و هذا ما فعله بأهل مصر ) و قد ورد اسمه في أكثر المؤامرات – و هذا كله يدل على أنه ( لابد و أنْ كان لمروان التأثير على الصحابي عبد الرحمن بن عوف الأموي – في اختيار الخليفة الثالث – من وراء الستار – في الأسلوب و وضع شرط سيرة الشيخين في البيعة ) و المهم هو إنّ ( الخليفة الثالث عثمان قد عين – مروان – بقربه - و سلطه على – رقاب الناس عباد الله ) ( في حين هناك الكثير من الصحابة ممن هم أهلاً و أكثر أماناً لهذا المنصب – إيمان و تقوى ) – و لذلك كيف نريد من – مروان – تطبيق القرآن المجيد – و يحافظ عليه و هو يقرأ الآية الكريمة عن والده { إنّ شانئك هو الأبتر } (الكوثر 3 ) وهذه تحتاج إلى حظٍ عظيم .
و لو إننا – تلمسنا و تحسسنا وجود – تقوى – لدى مروان – لقلنا ( لا تعارض و لا تناقض ) و لكن و حيث ( إنّ – مروان – قد اشتهر بالمعاصي و التقلبات و الخداع و النفاق – و إنّ ارتكابه جريمة – تزوير أختام الخليفة الثالث عثمان – قطعية الثبوت و الدلالة – خير دليل على ما هو متهم به ) – وإنّ الله تعالى يقول { لا تجدُ قوماً يؤمنون بالله و اليوم الآخر يوادون من حاد الله و رسوله و لو كانوا آباءَهم أو أبناءَهم أو إخوانَهم أو عشيرتهم } ( المجادلة 22 ) - و هنا فإنّ الله تعالى قد ضرب مثل بأقرب المقربين للإنسان ( الأب و الابن و الأخ) و لكن ( العم ) يأتي بعد هذه الطبقة من القربى و إنّ ( العم – هو الأبتر – و عم رسول الله – تبت يدا أبي لهب ) و نحن لا نقول – يجب محاربة هؤلاء – إذا أعلنوا إسلامهم – و لكن لا تعطى لهم المناصب و لا يقربون من أعمال رعاية الناس و لا يسلطون على المسلمين إلا إذا تلمسنا لديهم الإيمان و التقوى و الأمانة .
و كذلك أصبح – مروان – من أول يوم تسلط فيه ( معاوية بن أبي سفيان ) على الحكم و الخلافة بالقوة – الساعد الأيمن إلى – معاوية – بعد أنْ كان مع ( الصحابة طلحة و الزبير و السيدة عائشة – في معركة الجمل – ولكنه قد وقع في الأسر – و بالذل و بالتوسل قد حصل على الشفاعة ) – و إنّ – معاوية – مباشرة عين – مروان – والياً على المدينة المنورة – مهد الصحابة من المهاجرين و الأنصار – و سلطه عليهم – للانتقام و أخذ الثأر و التصفية ) و بعد معاوية – كذلك أصبح مروان الساعد القوي إلى – يزيد بن معاوية – و إنّ أساس أعماله ( القومية ) و ليس ( الإسلام ) .
( مروان ) يأخذ - بيعة – ولاية العهد – لابنه ( عبد الملك بن مروان )
مثلما أخذها إلى ( يزيد بن معاوية )
و أخيراً تمكن ( مروان ) من أخذ ( بيعة – ولاية العهد – بالعنف و الأكراه و الترهيب و الترغيب ) إلى ابنه ( عبد الملك بن مروان ) و على أساس ( قومي – عشائري – أموي ) – وفعلاً – إنّ مروان قد أعلن استلام عبد الملك للسلطة - بالرغم من وجود واقع شرعي وهو ( بيعة عموم الناس – إلى – الصحابي عبد الله بن الزبير ) - و إنّ هذا الإعلان لم يفعله و لم يجرأ على القيام به حتى – معاوية – عندما وجد عموم الناس – قد بايعت الخليفة الخامس الحسن بن علي – فلم يجرأ أنْ يعلن نفسه – خليفة للمسلمين - و لكنه بقي – باغياً – و شاهراً سيفه و السلاح و الجيوش – بوجه الخليفة الخامس الحسن بعد أنْ كان قد أشهرها بوجه الخليفة الرابع علي - إلى أنْ أصبح - واقع المسلمين - لا يشجع الخليفة الخامس الحسن للصبر على المجابهة لتحقيق النصر – فوجد إنّ النصر – حفظ الإسلام – يتحقق - بالتنازل عن الخلافة – و بوضعه شرط رجوع الخلافة – و لكن – معاوية – نقض – العهد – و دمر الشرط – فتكونت لدى المسلمين فكرة ( كلما تقدمت الأيام – تتعطل الكثير من الأحكام – و باسم الإسلام – و على غرار – مسجد ضرار – و هذه هي فتنة و بلاء و كارثة المسلمين – فلا يوجد غير الدعاء من الله جلت قدرته – الخلاص – مع استمرار العمل – بإنكار المنكر – منكر السلطان الجائر و الكافر – فسيرى الله عملكم ) .
وإنّ - مروان – لم يتمكن من توطيد حكم ابنه – عبد الملك – إلاّ بعد قتل الحاكم الشرعي على جزء كبير من العالم الإسلامي ( الصحابي عبد الله بن الزبير ) ( شنقاً في مكة المكرمة ) .
و إنّ – مروان – بعد أنْ تنازل – الخليفة الخامس الحسن إلى معاوية - و رجوع الصحابي الحسن – إلى المدينة المنورة للعيش فيها مع أهله و أصحاب جده رسول الله الحبيب – و بعد أنْ عين معاوية – مروان والياً على المدينة – فقد أخذ مروان – يُسمِعْ الصحابي الحسن شتم و سب – أبيه علي - من على المنابر في خطبة صلاة كل يوم جمعة بأمر من معاوية – و إنّ الصحابي الحسن – يسمع و لا يرد عليه – و جميع المسلمين يسمعون و منهم الصحابية السيدة عائشة .
( الله أكبر ) يا ناس ( كيف انقلبت و تغيرت الأمور و الموازين – من المدينة المنورة – تنطلق الدولة الإسلامية بالإيمان – إلى مكة المكرمة – و تفتح مكة – و يصبح فيها بنو أمية – من الطلقاء و المؤلفة قلوبهم – بنضال وكفاح و جهاد رسول الله و أهل بيته و أصحابه – ضد الكفار و المشركين بقيادة بني أمية – بعد أنْ أصبحت – المدينة المنورة موطن نصرة الإسلام – و فجأة تنقلب و تتغير و تصبح مركز لسب و شتم الصحابي علي بطل خندق المدينة – و باسم الإسلام – و لكن إسلام مسجد ضرار - و لننظر – ماذا يصنع الترهيب و الترغيب – عندما - يخفت الإيمان – و تضمحل التقوى - و يبرز حب الدنيا و الخوف من الموت – عند المسلمين – و صدق رسول الله الحبيب في حديثه الشريف < لا أخافُ عليكم أنْ ترجعوا كفار و مشركين و لكن أخافُ عليكم من التنافس على السلطة و حلاوة الدنيا و زينتها > أو كما قال - و إنّ مروان لم يكتفِ بالسب و الشتم من على المنابر – و إنما أرسل رجلاً إلى – الصحابي الحسن – ليقول له ( يا حسن ما وجدتُ مثلك إلاّ البغل يسألونه من هو أبيك فيقول أمي الفرس ) و هذا معناه إنّ مروان قام بتشبيه الصحابي الحسن بالغل – و يشبه الصحابي علي بالحمار – و يشبه الصحابية فاطمة الزهراء بنت رسولنا الحبيب بالفرس – فأجاب الصحابي الحسن الرجل الذي أرسله مروان ( يا رجل ارجع إلى من أرسلك و قل له – إنّ الحسن لا يسبك و لا يشتمك – لأن هذا ليس من أخلاقنا و كذلك حتى لا يخفف من ذنوبك – و لكن موعدي و موعدك الله تعالى – فإنْ كنتَ أنتَ صادقاً جازاك الله بصدقك و إنْ كنتَ أنتً كاذباً فالله أشدّ نقمةً ) – فهل الإنسان الذي يفعل ذلك بحق – ولي الله و الخليفة و الصحابي علي - و بحق أهل العترة الصحابية فاطمة و الصحابي الحسن – و كلهم من الصحابة المهاجرين و نعم الهاجرين – أو بحق أي إنسان – يقال عنه – مؤمناً – أو – صالحاً – كلا – لا مؤمناً و لا صالحاً و لا بطلاً – و إنما جباناً – و فاقد الحياء – و لا إنساناً .
و مع ذلك نسأل و نقول ( من الذي مكن – مروان الأموي – الفتنة و البلاء – ليفعل هذه القبائح و المنكرات – و جعل المدينة المنورة بكل ما فيها من صحابة لا تقدر على – إنكار المنكر و الأمر بالمعروف – بينما كانت تنطلق منها جيوش الإيمان ) و نكرر و نقول – الله أكبر – و نقول كذلك ( إنّ الذي مَكّنَ – مروان و أمثاله قبله و بعده – و أوجد وضعاً وواقعاً – و خلق حكماً باطلاً – و فتح المجال لمثل هؤلاء الظالمين و الفاسقين من الأمويين أنْ يعيدوا تسلطهم الظالم بعد أنْ كان تسلطاً مشركاً في الجاهلية – أنْ يعيدوا تسلطهم القومي العشائري – على المجتمع و الأمة الإسلامية – و بعد وفاة رسول الله مباشرة – إنّ الذي مكنهم هو الذي – مدهم بالمال و المناصب – أي الذي مدهم و أعادَ إليهم ( قواهم الظلمة و الفاسقة بعد أنْ كانت كافرة ) و التي قضى عليها رسول الله الحبيب العظيم و أنهاها ببطولة الصحابي علي و الصحابة الأبرار .
( حكم أولاد مروان بن الحكم الأموي )
(عبد الملك بن مروان) و(الوليد بن عبد الملك) و(سليمان بن عبد الملك)
{ فهلْ عَسيتُمْ إنْ توليتم أنْ تُفسدوا في الأرض و تُقطعوا أرحامكم }
لقد مَهّدَ ( مروان بن الحكم الأموي ) لابنه ( عبد الملك بن مروان الأموي ) ( استلام الحكم و تولي أمر المسلمين ) ( بدسائسه و حنكة تقلباته ) بين ( الجبن ) و ( الدهاء و الكذب) و بين ( الخنوع و الخضوع و العبودية ) و بين ( الغدر و السطوة و إرهاب الناس ) فهو عنده (الحنكة في التقلبات ) و هو يتوسل عندما يكون جباناً – و يفجر و يدمر عندما يتولى و يتسلط (وهذا هو سلوك كل فاسد و ظالم و فاسق ) – فهو قد خدم – الخليفة الثالث عثمان الأموي – وخدم – معاوية الأموي – و خدم يزيد بن معاوية الأموي و الذي أخذ له البيعة بولاية التعهد – عنوة – و قال مروان ( إني أخذتُ البيعة إلى يزيد قياساً على استخلاف أبي بكر لعمر بعده ) فكذبه الصحابي عبد الرحمن بن أبي بكر – و أيدت تكذيبه الصحابية عائشة بنت أبي بكر – و بعد ذلك أخذ حكام بني أمية يطبقون ( نظام ولاية العهد – المخالف للشرع – الحاكم حال حياته يعهد إلى الحاكم الذي يليه بالحكم و التسلط على الناس بالوراثة أو الوصية ) و ( أول وصية – وضعها إلى – مجلس الحكم الأموي – هو – مروان بن الحكم الأموي – التي يحرمها الإسلام بنظام الشورى ) و هذا هو – الملك العضوض .
لذلك عندما توفى – عبد الملك بن مروان الأموي فقد عهد بالحكم بعده إلى ولده (الوليد بن عبد الملك الأموي ) و أوصاه و من ضمن ما جاء في الوصية ( أوصيك خيراً بالحجاج بن يوسف الثقفي لأنه هو الذي ثبت ملكنا ) و بقوله هذا يكون قد نسف و قتل و عطل معظم ( الأحكام الشرعية ) و قواعد ( نظام الحكم في الإسلام ) فهو يعتبر ( التولي و التسلط على أمور المسلمين و الناس – بالقوة و الغدر و سفك الدماء و قتل الصحابة الأخيار الأتقياء – هو – الملك) الملك العضوض الذي ذمه الله و رسوله – فهل يسحتق الشخص الذي ثبت – بالحرام – الملك الحرام – الوصية خيراً .
و يقال إنّ – الوليد بن عبد الملك – كان كثير القراءة للقرآن المجيد قبل أنْ يستلم الحكم و عندما دعته – الوصية – للتسلط و استلام الحكم - فقد قال قوله المشهور – مخاطباً القرآن (هذا فراق بيني و بينك ) - فما هو المقصود – بالفراق – هل فراق هو – فراق قراءة القرآن المجيد - أم فراق تطبيق القرآن و أحكامه – أم الاثنين معاً .
و بعد وفاة ( الوليد ) و ( بوصية الجد – مروان ) عُهدت ولاية العهد إلى ( سليمان بن عبد الملك ) و هذا بدوره عهد الأمر إلى ابن عمه و زوج شقيقته ( عمر بن عبد العزيز بن مروان الأموي ) و بهذا – العهد و الوصية – قد أبعد – حكم الشورى – و تعطل – ومعه كذلك – حكم البيعة – و لم تطبق هذه الأحكام و طبق محلها ( نظام ولاية العهد – و نظام الوراثة – حتى في عهد – عمر بن عبد العزيز الأموي ) .
( الفتوحات - أصبحت – مسجد ضرار – لطمس معالم الدين )
{ قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودة في القربى }
و لكن يدعي بعض المسلمين المؤيدون ( للحكم الأموي ) و يحادون و يعادون ( أهل البيت و عترة رسولنا الحبيب الذي قال < أذكركم الله بأهل بيتي > و لماذا يُذكر بأهل بيته – لأنه لابد و عنده – الغيب – في محاربتهم و معاداتهم مستقبلاً – مثلما حرم الله تعالى – السرقة – و لو كانت السرقة لا تحصل في الدنيا لما حرمها الخالق – فيدعي هؤلاء الذين يحاددون الله سبحانه ( إنّ الفتوحات الإسلامية و نشر الإسلام – قد حصل في عهد – المتسلط عبد الملك بن مروان الأموي - وعهد ابنه – المتسلط الوليد – شرقاً و غرباً – و يعتبرون ذلك – ثمن و تعويض – لتعطيل أحكام الله – خاصة الشورى و البيعة – و استبدالها بأنظمة غير إسلامية – ولاية العهد و الوراثة و الوصية – حتى إذا تطلب سفك دماء المسلمين و الصحابة و أهل بيت النبي ) و إنّ هذه - الادعاءات و ما يقولونه – هي أشد ما يغضب الله تعالى – و كأنما وهذا ما يقولونه كذلك : إنّ الله و رسوله ينتهي دورهم و تتوقف مهمتهم – بنزول و تبليغ القرآن المجيد – و بعد ذلك يتولى الأمر و المهمة – بنو أمية و أمثالهم من الظلمة – وهذا القول كذلك فيه ما يغضب الله تعالى – في حين ( إنّ الفتوحات و نشر الإسلام – شرقاً و غرباً – منّته – على الله جلت قدرته – و ليس على الناس و لا بني أمية و لا بني العباس و لا بني عثمان – لأنّ الإسلام أساساً هو – مرسل إلى الناس كافة و للعالمين ) – و إنّ الله تعالى يقول { و لقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون } ( القصص 52 ) فالله تعالى هو الذي – وصل الإسلام – القول – و ليس - بنو أمية – الذين – انتصر الإسلام و المسلمون – على – أجدادهم و آبائهم و إخوانهم و عشيرتهم من القريشيين المشركين الكفرة – و هذا واضح من قول الصحابي علي – للخليفة الأول الصديق – و ذلك عندما كان الخليفة الأول يناقش موضوع تسيير الجيوش إلى – الشام و الغرب – فقال الصحابي علي ( إنك منصور يا خليفة و مبارك الأمر و ميمون النقيبة حتى لو سرت إليهم بنفسك – بدون جيش – و إنّ هذا الدين ظاهراً و أهله ظاهرون على كل من ناوأهم ) على كل من عاداهم و وقف بوجههم – فكيف نأتي و نقول ( لولا بني أمية – لما وصل الإسلام – و لما ظهر شرقاً و غرباً ) - و لكن نسأل و نقول ( إنّ بني أمية قد تسلطوا عنوةً و عنفاً على – حكم المسلمين – فماذا يعملون – و العقيدة الإسلامية هي السائدة - فكيف يكسبون رضا الناس – و ليس رضا الله و طاعته و لو أرادوا ذلك لطبقوا الشورى و البيعة – فماذا يعملون ( هل يقومون بإلغاء الإسلام مرة واحدة و الارتداد إلى شركهم و إنّ شركهم كان مجرد عشيرة و عصابات سلب و نهب ) و هذا يستحيل لسببين أولاً – لأنّ الله تعالى – حافظ الإسلام – وهم على علم بذك – و ثانياً هو إنّ بني أمية وجدوا دولة و نظام و جيوش و غنائم فهي قطعاً أحسن و أصلح لهم من الربط العشائري و العصابات ( أم يقومون التظاهر بالالتزام بالإسلام – و بنفس الوقت فيها منفعة و بإمكانهم وقف تطبيق الإسلام على مراحل و بأجزاء من الأحكام – و هذا يعد أكبر و أعظم محاربة للإسلام و لله و لرسوله و آل بيته ) – و نقول لبني أمية و للمدافعين عنهم قولاً فصلاً و هو ( إنّ الذي يؤمن – بأي – عقيدة و مبدأ و أحكام و قانون – فما عليه إلاّ تطبيقه و العمل به – و أول عمل و أول تطبيق بالنسبة للعقيدة الإسلامية و المبدأ المنبثق عنها – هو – الشورى و البيعة و الخلافة – و ليس ولاية العهد و الوراثة و الوصية – و اللعب بالأحكام حسب المصلحة و المنفعة و حلاوة الدنيا – و الحكم بملك عضوض ) .
و إنّ الذين يعطلون قمة الأحكام – الشورى و البيعة و الخلافة – أو يسيئون إليها – فهذا يعني – عدم الإيمان بها أو ضعفه – و هذا يعد ظلمأ و الظالم لا يجوز استلام أو تسليمه الحكم – و من ذلك وجدنا – إنّ واقع بني أمية هو – التظاهر بالإسلام – و أما العمل و التطبيق – فيكون فقط للأحكام التي تثبت كرسي حكمهم و تسلطهم – من قبيل – و أطيعوا أولي الأمر منكم- فهم يلزمون بهذا القول – و لكن من هم أولي الأمر لا حاجة لهم بهذا التفسير و الأحكام المتعلقة به - ونحن اليوم نعيش هذا الواقع الفاسد – فإنّ جميع حكام العالم الإسلامي اليوم – كذلك يتظاهرون بالإسلام و بأساليب متنوعة – و لكنهم في الحقيقة – علمانيون - و أعداء للإسلام – و حتى الأشخاص – تراهم يطيلون اللحى و يلبسون العمائم و الملابس المميزة – و لكنهم يقومون بإعمال تشوه الإسلام – مثل العنف و المقاومة المسلحة بدون دولة إسلامية – تماماً مثل – الفتوحات – التي أدت إلى انحسار الإسلام و تراجعه أمام الكفار – و مثلما حصل في – الأندلس – بسبب بني أمية – و ما حصل اليوم في تيمور الشرقية الأندنوسية بسبب الحكام المعاصرين – فهناك في البداية و اليوم – بسبب فساد الحكم و الحكام وفساد معاملات الأشخاص – وقف انتشار الإسلام – فهل لم يكن للحكام و القادة و الأشخاص علاقة في عدم دخول الإسلام إلى الصين بداية الحكم الإسلامي و أيام الحكم الأموي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق